-
برنامج إعادة التأهيل بالجمعية الوطنية للمكفوفين بأمريكا
فيلم توثيقي عن برنامج إعادة التأهيل الذي التحقت به في الجمعية الوطنية للمكفوفين بمدينة مينيابلس بولاية مينيسوتا الأمريكية في العام 1996م
رابط الفيلم على يوتيوب
-
15 عامًا في إبصار – ح(3) النشاط الإعلامي.. والمكالمة الصادمة..
وكما ذكرت سلفًا عن ليلة التأسيس وتحقيق الحلم (مركز خدمة للمعاقين بصريًا) الذي أُعلن كجمعية خيرية باسم إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية. فقد سبق تلك الليلة مرحلة كانت مليئة بالأحداث والعمل والإنجازات قال عنها معالي د. أحمد محمد علي في كلمته التي ألقاها في ليلة التأسيس مما جاء فيها: “ولم تكن فترة تأسيس الجمعية فترة ساكنة، كما هي الحالة عادة، بل كانت فترة حافلة بالنشاط بفضل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز والعناية الخاصة التي أولاها للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، والجهود المخلصة التي بذلها الأخ الدكتور عاكف المغربي، وما قدمه من دعم سخي طوال هذه الفترة، وكذلك مساهمات جميع الإخوة أعضاء الهيئة التأسيسية.
ولقد مكن تضافر كل هذه العوامل من تحقيق إنجازات هامة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- بدء العمل في جمع معلومات إحصائية عن عدد المعوقين بصريًا وأنواع الإعاقات البصرية والتوزيع الجغرافي والوضع الاقتصادي والاجتماعي للمعوقين بصريًا ومراكز تأهيل المعوقين بصريًا في المملكة وطاقتها الاستيعابية ومقدرتها الفنية وتوزيعها الجغرافي، وكذلك جمع معلومات عن الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة للمعاقين بصريًا وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا والطب الحديث في هذا المجال.
- إجراء دراسة بحثية شملت أكثر من 500 شخص من المعوقين والمختصين وأقرباء المعوقين.
- إقامة مركز مؤقت لإبصار لتدريب فاقدي الإبصار على استخدام الكمبيوتر بواسطة الآلة القارئة بمشروع تجريبي لمدة ثلاثة أشهر.
- تأسيس معمل مزود بسبعة أجهزة كمبيوتر مزودة بنظام الآلة القارئة وجهاز CCTV بتكلفة تقدر بأكثر من 110,000 ريال لتدريب المعوقين بصرياً على الكمبيوتر ومنذ تأسيس المعمل حتى تاريخه تم تدريب أكثر من 100 معوق بصرياً من الإناث والذكور على استخدام الحاسوب مجاناً، بالإضافة إلى إجراء إعادة فحوصات، قياسات نفسية للمتدربين من خلال مستشفيات ومراكز مغربي تبرع.
- تركيب معمل (نظام إبصار) للكفيفات بجامعة الملك عبد العزيز للبنات بتمويل من الأخت ناجية عبد اللطيف جميل.
- تنظيم عدة أنشطة ثقافية واجتماعية تمثلت في (ملتقى اليوم العالمي للعصا البيضاء ، ندوة المختصين في خط برايل، وورشة عمل نظام إبصار 2، ندوة التوجه الإيجابي نحو الإعاقة البصرية)، تم من خلالها التعريف بمركز إبصار وأهدافه وأهمية التكنولوجيا للمعوقين بصريًا وتبادل الخبرات بين المعوقين بصريًا وأسرهم والمختصين العاملين في المجال بالإضافة إلى تشجيع المعوقين بصريًا على استخدام التكنولوجيا بصفة عامة كإحدى الوسائل المشاركة والاندماج في المجتمع، بالإضافة إلى تقديم العديد من المقالات الصحفية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية لنشر التوعية في المجتمع عن التعامل مع العوق البصري.
- المشاركة في عدد من المؤتمرات والندوات منها المؤتمر العربي الأول لتطوير وتوحيد خط برايل (الرياض في 8 أكتوبر 2002) والدورة الأولى لتنمية مهارات التعامل مع المكفوفين وضعاف البصر التي نظمها مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون (الرياض 13-17 سبتمبر 2003).”
لم أكن أحلم أو أتوقع أن الله سيسخر لي تلك العوامل التي أوجزها معالي الدكتور أحمد محمد علي في التوجيهات السديدة والعناية والجهد مع الخبرة التخصصية في المجال والمساهمة المالية من الأعضاء، ولكن التوكل على الله والأخذ بالأسباب جعل حلمي يصبح حقيقة واقعة في مشروع جمعية ناشئة أنجزت قبل أن تولد.
فقد كانت البداية من عودتي إلى جدة في أواخر سبتمبر 1996م متسلحًا بالهدف الذي وضعته لنفسي، وفلسفة بـ “أن الإنسان متى وُجدت عنده العزيمة والإرادة يستطيع تحقيق المستحيل مهما فقد من حواسه، وأن فقدان البصر لا يعني فقدان القدرة على العمل”، بالإضافة إلى صور فتوغرافية وفيديو يوثقان يومًا من أيامي في «مينيابولس Minneapolis» منذ استيقاظي صباحًا وحتى ذهابي للمعهد وعودتي إلى شقتي، مرورًا ببرنامجي التدريبي، من أجل استخدامهم في نشر الوعي بأهمية إعادة التأهيل وإيصال المفاهيم الجديدة التي عشتها في مدينة «مينيابوليس» وأثرها عليَّ، والتأكيد على ضرورة نقل تلك المفاهيم إلى بلادنا وسائر بلدان عالمنا العربي والإسلامي.
وفي غضون ذلك كان عليَّ وزوجتي متابعة حالة ابننا سندس الذي ولد قبل 4 سنوات بمشاكل صحية في القلب وأجرى عمليتين جراحيتين تكللت الثانية بالنجاح. وبدأت نشاطي بالعزم على الانتفاع بما هو متوفر من خدمات لاكتساب المزيد من المهارات، والسعي في الحصول على فرصة عمل أو مصدر مالي لتسديد قيمة برنامج التدريب في أمريكا المتبقية (2400 دولار) حيث غادرت البرنامج على أن أسدد القيمة بعد العودة، وأحصل على تمويل لاستكمال باقي البرنامج التدريبي الذي يمتد إلى 9 أشهر. سيما وأنني فقدت الأمل في العودة إلى عملي السابق في الخطوط السعودية، فتواصلت مع مركز التأهيل الشامل، وتبين أن الخدمة المتوفرة هي الالتحاق بدورة مأمور سنترال لمدة عامين وأن أول فرصة متاحة بعد 10 أشهر. فاستبعدت ذلك الخيار.
وفي الأثناء بدأت بنشاط إعلامي بالتواصل مع الصحف التي كانت قد نشرت قصتي مع فقدان البصر وإحالتي إلى التقاعد المبكر من الخطوط السعودية في 15 أكتوبر 1992م، لعرض تجربتي مع إعادة التأهيل والمناداة بفتح مركز لتدريب وإعادة تأهيل ذوي الإعاقة البصرية في بلادنا. وتجاوبت معي صحيفة «عرب نيوز ARAB NEWS» بنشر لقاء صحفي على ثلاث حلقات في صفحة كاملة لكل حلقة بتاريخ 11 و18 و25 أكتوبر 1996م، تناولت فيها فلسفة إعادة التأهيل وأثرها وأهميتها لمجتمعنا، والحاجة إلى تطوير الخدمات القائمة لذوي الإعاقة البصرية، والفرق بين التربية الخاصة وإعادة التأهيل. وصرفوا لي مكافأة رمزية بمبلغ «250ريال».
ونشرت «مجلة الشرق الأوسط» تقريرًا صحفيًا في ثلاث صفحات بتاريخ (1996/11/26م) بعنوان «محمد بِلُّو يدعو إلى برنامج خاص لقهر الظَّلام». تناول قصة رحلتي إلى «مينيابوليس» وقضائي 30 يومًا غيرت مسيرة حياتي من خلال برنامج الاستقلال الذاتي للمكفوفين ودعوتي لضرورة نقل ذلك البرنامج إلى بلادنا.
تقرير مجلة الشرق الأوسط 1996/11/26م أما صحيفة «عكاظ» فأفردت لي صفحة كاملة لحوار صحفي بعنوان «قهر الإعاقة بمشروع ابن أُمِّ مكتوم – كفيف طبخ الكبسة للأمريكيين». سردت فيه تفاصيل إضافية عن برنامج إعادة التأهيل الذي التحقت به والإنجازات التي حققتها خلال فترة التدريب، وطرح فكرة إنشاء مركز بجدة باسم «ابن أُمِّ مكتوم» مشابه لمعهد الجمعية الوطنية الأمريكية للمكفوفين الذي تدربت فيه.
وقد لعبت تلك الصور التي أحضرتها معي من أمريكا دورًا فاعلًا في جلب اهتمام الصحف بتناول الموضوع والاهتمام به. كما تعاطف معي الأديب محمد صادق دياب -رحمه الله- الذي كان يشغل مدير مكتب مجلة سيدتي بجدة آنذاك. حيث جمعتني به الصدفة في مكتبه حينما كنت أجري لقائي مع مجلة الشرق الأوسط، فتعارفنا وتحدثنا سويًا لفترة مطولة عن قضيتي وفلسفة إعادة التأهيل الجديدة. فاهتم بها وقدم لي التوجيه والإرشاد فيما يجب عمله للتوعية بقضيتي، وفاجئني لاحقًا بزيارتي في المنزل مع فريق برنامجه «من السعودية مع التحية» الذي كان يعده لقناة ART وسجلوا معي لقاءًا تلفزيونيًا مع الإعلامي المخضرم عدنان صعيدي، حاورني فيه عن حالتي البصرية، وتجربتي مع إعادة التأهيل في الولايات المتحدة الأمريكية، والتعريج على عملي في الخطوط السعودية، وابتكاري لوجبة الراكب الكفيف قبل إحالتي للتقاعد المبكر، وبدئي لمشروع تأليف كتاب عن الأديب طاهر زمخشري بعنوان «حكايات وذكريات» لتعريف النشء الجديد به. وعلى إثر الحوار الذي دار بيننا قبل التسجيل فوجئت أنه قدمني في الحلقة على أساس أنني كاتب ومؤلف، ويومها لم أكن قد ألفت حتى سطر واحد. كانت تلك أول إطلالة تلفزيونية لي عقدت العزم بعدها بأن أصبح مؤلف كما قُدمت في الحلقة، وتوالت لقاءاتي بعدها بالأديب محمد صادق دياب بين الفينة والأخرى ورتب لي حوار صحفي مع مجلة سيدتي.
لقطة من حواري مع أ. عدنان صعيدي في برنامج من السعودية مع التحية على قناة ART في العام 1996م وقد أسفر ذلك اللقاء التلفزيوني واللقاءات الصحفية الأخرى عن ردود فعل إعلامية وتفاعل اجتماعي واسع، خصوصًا المهتمين بشؤون المكفوفين، حيث اتصل بي من المنطقة الشرقية رجل الأعمال الكفيف د. عبد الرزاق بن علي التركي الذي كان يشغل منصب العضو المنتدب لشركة نما لخدمات الشحن المحدودة آنذاك، وأثنى على تلك اللقاءات الصحفية، وأكد على أهمية ما تناولته سيما وأن له تجربة مع فقدان البصر وله نشاط في التوعية بحقوق ذوي الإعاقة البصرية، وعلى دراية واطلاع عالمي بالخدمات خصوصًا وأنه قد أقام في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبح أول كفيف سعودي يعمل في الحقل الدبلوماسي حينما كان يشغل وظيفة محلل سياسي في سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن بين عامي 1990م إلى 1992م، فعرض عليَّ وظيفة في أحد الفنادق التي كان يمتلكها، فشكرته واعتذرت له لعدم ارتباط ذلك بما أنادي به.
كما اغتنمت فرصة تواجدي في الرياض أثناء إحدى المراجعات الطبية لأبني سندس في مستشفى الملك فيصل التخصصي، فقمت بزيارة الشيخ الكفيف عبد الله بن محمد الغانم -رحمه الله- بمكتبة في حي السفارات بالرياض بعد ترتيب مسبق معه، حيث كان يشغل آنذاك منصب رئيس الاتحاد العالمي لشؤون المكفوفين، ورئيس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين، وكان على اطلاع على ما نشرته مجلة الشرق الأوسط، وصحيفة عكاظ، فتحدثنا عما تناولته في لقاءاتي الصحفية، وأثنى على ما طرحته، وقدم لي مجموعة من الكتب التعريفية عن المكتب الإقليمي ونشاطاته، ووعدني خيرًا وتوالت الأيام وردود الفعل كانت لا تزال مستمرة من الأصدقاء وزملاء العمل الذين شاهدوا واطلعوا على تلك المقالات.
وكان من أهم ردود الفعل المكالمة الهاتفية التي جمعتني بأحد زملاء العمل بالخطوط السعودية، ولعبت دورًا هامًا في تغيير مسار طريقة طرحي لفكرة مشروع المركز، حيث أتصل بي ذلك الزميل وأخبرني بأن صديقًا مقربًا له لديه ابن كفيف ويريد أن يستفيد ويتعرف مني على ما هو جديد للمكفوفين في أمريكا، ورحبت بذلك. فاتصل بي ذلك الأب الذي كان موظفًا في شركة ارامكوا السعودية. وبدأنا حديثنا بالتعارف وشرحت له عن حالتي البصرية وأسباب فقداني للبصر التدريجي، وأبلغني أن ابنه كفيف منذ الصغر ويدرس في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة النموذجية السادسة بجدة. واستطردنا في الحديث عن ابنه، فحدثته عن إعادة التأهيل وأهميته وكيف تدرَّبتُ في معهد الجمعية الوطنية للمكفوفين في مدينة «مينيابوليس» على الحركة والتَّنقُّل وأنا معصوب العينين، حتى أصبحتُ أمشي وأتحرك بثقة دون خوف أو تردُّد، كذلك تعلَّمتُ المشي والحركة وسط الزحام، وكيف أتفادى المارة دون أن أصطدم بأحدهم. بالإضافة إلى عبوري الشوارع والطرقات أثناء حركة السيارات دون أن أتعرَّض لحادث أو أتسبَّب في تعطيل وعرقلة الآخرين، وأصعد وأنزل من الدرج واستقل الحافلات بكل ثقة دون خوف أو تردُّد، مُستخدمًا عصاي البيضاء التي أستشعر وأستكشف بها الطريق، فلو كان هناك شيء ما أمامي فإن العصا ستلامسه، وبناءً على ارتداد الصوت أحكم على ما هو أمامي، فأتفاداه.
نزولي من الدرج بالعصا البيضاء اثناء مغادرتي السكن بمفردي للتدريب – (مينيابوليس )سبتمبر 1996م واقترحت عليه بأن يبدأ ابنه بالتدرب على التوجه والحركة واستخدام العصا البيضاء للاستقلال الذاتي، ففاجئني بردة فعل لم أكن أتوقعها من أب متعلم ويعمل موظف بشركة مرموقة إذ قال: “أعوذ بالله يا رجل.. أنا أجيب له واحد هندي ولا أخليه يستعمل هذه العصاية!”، وبإجابته تلك انتهت مكالمتنا.
فأدركت وأيقنت بأنني أمام مهمة صعبة وليست بالأمر اليسير، وعليَّ أن أجتهد وأتعامل مع واقع مجتمع لديه حساسية ومشكلة مع العصا البيضاء، على العكس تمامًا من المجتمع الذي كنت فيه في «مينيابوليس» فقد كنت أرى عشرات المكفوفين يذهبون إلى أيِّ مكان بمفردهم مستخدمين عصيهم البيضاء، دون أن يمسك أي أحد بأذرعهم.
وعلى هذا الأساس اتخذت قرارًا بتغيير المسار الذي كنت قد انتهجه لتحقيق حلمي، فكان له ما بعده …يتبع.
-
التقرير الأسبوعي 106 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 106 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن «التقرير الأسبوعي 105 لأعلى 10 مشاهدة» قد حققت أعلى مشاهدة. تلاه مقال «خفايا وأسرار “أهيم بروحي” للزمخشري» في المركز الثاني. ومقال «طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:1- التقرير الأسبوعي 105 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 55 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/el392- خفايا وأسرار “أهيم بروحي” للزمخشري
عدد المشاهدات: 47 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/fwdb3- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j62w4- حفل إفطار رمضان في منزل الصديق منصور الحسيني 1443
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/65oe5- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 15 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7o9b6- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/sd3i7- فارس يستحق أن يعيش و«أنا لستُ في الجنة»..
عدد المشاهدات: 13 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/3fpm8- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/3us89- التقرير الأسبوعي 104 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/21ib10- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/d19kويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
الأديب طاهر زمخشري والرفق بالحيوان
بعث لي الأخ م. عدنان هوساوي الذي يشاركني العمل في كتابي القادم « أغاني بابا طاهر – مناسبات وحكايات» بمقطع الفيديو أدناه للقاء خاص مع فنان العرب محمد عبده تعقيباً على تأسيس أول جمعية سعودية للرفق بالحيوان مؤخراً، كشف من خلاله أن الأديب طاهر زمخشري هو من أوائل السعوديين في الرفق بالحيوان وكيف كان يتنقل مع سائقه بسيارته الشفر وقد ملئ شنطة السيارة ببقايا خضار وفواكه كان يشتريها من الحلقة ويوزعها على الحيوانات في الشوارع كذلك معالجة الحيوانات المصابة التي كان يصادفها في الطريق، وكيف كان يسخر منه البعض على ذلك الفعل متهمينه بالجنون.
فربطت ذلك بما لاحظته من اهتمامه بالحيوان خلال تأليفي لكتابي الأخير «الأديب طاهر زمخشري في سطور» ويتجلى ذلك في قصيدته «بيجو» التي نظمها من 17 بيتاً ونشرها في ديوانه «أنفاس الرَّبيع 1955م/ 1375هـ». ومهرها بقوله «إنه كلب كان يُساهرني في الليل بحديقة المنزل الذي كُنَّا نقطنه بمنشية البكري بمصر، وربحتُ صداقته، والكلب رمزُ الوفاء ولذلك رأيتُ أن أبعث إليه بهذه التَّحيَّة». وقال في مطلعها:
سلامًا أيا بيجو وشوقًا أبثُّه
إليك أيا هذا الصديق المُؤدَّبُ
ألفتُ نباحًا منك والليل مُطبقٌ
وذقتُ حنانًا منك والكون غيهبُ
نباحًا أرى الأوتار تخرس دونه
ومن رنَّة الألحان أشهى وأعذبُ
فإن كان للسُّمَّار لحنٌ مُحبَّبٌ
فصوتك يا بيجو نديٌ ويطربُوختمها بقوله
ودعته أسوان يبكي لفرقتي
وجاء لتوديعي ضُحى وهو مُغضبُ
فحيَّيتُه بالعين ردَّ بمثلها
يسألني: أين اللقاء المُحبَّبُ؟
صديق وفي عجماء أفصح منطق
يُعبِّر عن صدق الوفاء ويطنبُ
وفاء ولا داع سوى أن خافقي
يفيض عليه بالحنان ويسكبُ.
كما خصص في مجلته الروضة «أول مجلة للطفل العربي السعودي» باب عن عالم الحيوان جعله لتوجيه وتعليم الأطفال عن الرفق بالحيوان.وخلاصة القول إن اهتمامه بالحيوان في حياته وشعره وأدبه ليس بغريب عليه فقد سار في منهجه الأدبي على خطى من سبقه من الأدباء والشعراء منذ فجر الإسلام الذين اهتموا بالحيوان إلى جانب اهتماماتهم الأدبية الأخرى كالجاحظ صاحب كتاب «الحيوان» الذي يعد أول موسوعة معرفية عن عالم الحيوان، في سياق أدبي بديع جمع بين اللغة والشعر والبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته.
وختاماً لابد من الإشادة بتأسيس جمعية للرفق بالحيوان في بلادنا وأدعو الأدباء والشعراء أن يدعموا بإبداعاتهم الرفق بالحيوان أسوة بما قام به فنان العرب «محمد عبده» في حديثة في الفيديو المرفق عن أهمية الرفق بالحيوان فذلك من صميم تعاليم ديننا الحنيف.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
التقرير الأسبوعي 105 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 105 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن صور «حفل إفطار رمضان في منزل الصديق منصور الحسيني 1443» التي شاركتها ضمن نعيي للأخ الصديق محمد محفوظ السعيد -رحمه الله- الذي وافته المنية يوم الجمعة (2024/01/05) بعد صراع مع المرض. قد حققت أعلى مشاهدة للأسبوع الثاني على التوالي.
تلاهها «التقرير الأسبوعي 104 لأعلى 10 مشاهدة» في المركز الثاني.
واحتل «لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024» المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- حفل إفطار رمضان في منزل الصديق منصور الحسيني 1443
عدد المشاهدات: 408 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/65oe2- التقرير الأسبوعي 104 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 60 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/21ib3- لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024
عدد المشاهدات: 58 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/6xdo4- صحيفة الرياض: كتاب: «سطور مضيئة من حكايات وذكريات بابا طاهر»
عدد المشاهدات: 52 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rnlb5- رويحة عبد الرب الفائزة بمسابقة بابا طاهر.. «نانْخاطاي» رواية عالجت قضية الهوية..
عدد المشاهدات: 19 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7qwt6- سارة المغلق الفائزة بمسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال.. لم أكن أتوقع الفوز
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/axi97- الموت يغيب الداعية الشيخ محمد المدني الذي لقبه الزمخشري بـ «حكيم الأسرة»
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/cq2k8- خفايا وأسرار “أهيم بروحي” للزمخشري
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/fwdb9- مجلة اليمامة: بالتزامن مع مسابقة «بابا طاهر» لأدب الأطفال.. بلو يحيي سيرة جده «طاهر زمخشري» بإصدار كتاب جديد
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/1htx10- في اليوم العالمي لبرايل.. أين وصلنا في توظيف ذوي الإعاقة البصرية
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/042gويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
التقرير الأسبوعي 104 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 104 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي يتضمن أيضًا إحصائيات الأسبوعين 102-103 وقد أظهر أن صور «حفل إفطار رمضان في منزل الصديق منصور الحسيني 1443» حققت أعلى مشاهدة إثر مشاركتها مع نعيي للأخ الصديق محمد محفوظ السعيد -رحمه الله- الذي وافته المنية يوم الجمعة بعد صراع مع المرض.
وحقق مقال «في اليوم العالمي لبرايل.. أين وصلنا في توظيف ذوي الإعاقة البصرية» المركز الثاني. وعلق عليه الصديق والزميل الملاح الجوي السابق إبراهيم عبد الهادي صالح بقوله “مقالكم عن يوم الاحتفال باليوم العالمي لبرايل أعجبني فقد سردتم معلومات قيمه بأسلوب شيق ومبسط لكنه شامل فقد اثريتموني بثقافة لم اطلع عليها من قبل وهأنذا ما زلت أتعلم منكم أخي الحبيب، الأمل والإصرار والكفاح بما نؤمن به وذكركم لكفاح ونضال السيدتان صابري وهيلين كيلر استوقفني كثير وأعادني لذكرياتي معكم اخي الحبيب قبل الإعاقة واثناء الإعاقة.
واستمرارية كفاحكم وإنجازاتكم المستمرة بفضل الله ومنته،، سائلًا المولى القدير أن ييسر اموركم ويزيدكم من فضله بما يخدم عقيدتكم وما تقدموه للإنسانية من تعليمهم ليتعايشو بسهوله مع الحياة”.
وعلق الدكتور عبد الرحمن بن علي ملاوي بقوله “بارك الله في جهودكم أستاذ توفيق وجعل ما تقومون به في موازين حسناتكم. قصص ملهمة تدل على أنه لا حدود لقدرات الانسان طالما وجدت الإرادة والعزيمة “على قدر أهل العزم تأت العزائم”.
واحتل «لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024» المركز الثالث. وعلق عليه المهندس عادل محمد برناوي بقوله “استمعت باهتمام للقاء وقد تعرفت من خلاله لمعلومات أعرفها لأول مره عن هذه اللغة التي ساعدت الملايين لتلقى العلوم النافعة اسأل الله العظيم ان يوفقكم ويحفظكم”.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- حفل إفطار رمضان في منزل الصديق منصور الحسيني 1443
عدد المشاهدات: 623 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/65oe2- في اليوم العالمي لبرايل.. أين وصلنا في توظيف ذوي الإعاقة البصرية
عدد المشاهدات: 90 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/042g3- لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024
عدد المشاهدات: 85 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/6xdo4- مركز طارق عبد الحكيم فرصة للتعريف بمسيرة الزمخشري وعبد الحكيم الأدبية والفنية
عدد المشاهدات: 57 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/yemw5- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 50 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7o9b6- رويحة عبد الرب الفائزة بمسابقة بابا طاهر.. «نانْخاطاي» رواية عالجت قضية الهوية..
عدد المشاهدات: 39 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7qwt7- الموت يغيب الداعية الشيخ محمد المدني الذي لقبه الزمخشري بـ «حكيم الأسرة»
عدد المشاهدات: 37 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/cq2k8- سارة المغلق الفائزة بمسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال.. لم أكن أتوقع الفوز
عدد المشاهدات: 34 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/axi99- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
عدد المشاهدات: 27 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/sd3i10- 100 أسبوع من التطوع الثقافي تجربة تستحق الاستمرارية
عدد المشاهدات: 26 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/yyw4ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
صحيفة الرياض: كتاب: «سطور مضيئة من حكايات وذكريات بابا طاهر»
حديث الكتب: الرياض – بكر هذال
صدر حديثاً كتاب بعنوان: «سطور مضيئة من حكايات وذكريات بابا طاهر» من تأليف أ. محمد توفيق بلو، مواكباً لمسابقة «بابا طاهر» لأدب الطفل التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في نسختها الثانية، بهدف تشجيع الأطفال، واليافعين والمهتمين من الفئة العمرية الأكبر من (18) سنة على ممارسة الكتابة، وتسليط الضوء على أدب الأطفال واليافعين، وكذلك من أجل إبراز القيمة الأدبية للأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- وتقديراً لجهوده البارزة في مجال أدب الأطفال واليافعين، ومساهمته في الحركة الإعلامية والإبداعية في المملكة العربية السعودية، وتسخير مهارات في الكتابة للطفل.
وجاء الكتاب من القطع المتوسط، ويقع في (179) صفحة، متضمناً (12) مقالاً من حكايات وذكريات الأديب من بينها قصة برنامج «ركن الأطفال» الذي اكتسب منه الأديب اللقلب، وفلسفته عن الطفولة وأدب الطفل بصفة عامة، وقصيدة «الوحدة الصماء» التي كانت من آخر قصائده تحيّة لفريق «افتح يا سمسم».
وهذا الكتاب يأخذك في رحلة أدبية ماتعة وشائقة مع أحد أبرز روّاد الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية الأديب طاهر زمخشري، والمزيد من حكاياته الطريفة، وتجاربه الإنسانية، وإنجازاته الأدبية والفنية.
ويقول المؤلف أ. محمد بلو عن هذه الإصدار: «هذا الكتاب أول إصدارات السِّلسلة، وقد خصَّصته لما نشرته من مقالات تناولت جوانب مُضيئة من حكايات وذكريات الأديب طاهر عبدالرحمن زمخشري المّللقَّب بـ بابا طاهر» تستحقُ أن تُخلَّد لما تضمَّنته من قصص نجاح مُلهمة.
وقد أضفتُ لكل موضوع مُقدّمة تتضمَّن مُناسبته، والهدف منه، وأهم التَّعليقات التي وردت عليه، وإحصائيَّة القراءات التي حقَّقها، وأي معلومات استجدَّت عليه بعد نشره، وهوامش للأعلام التي وردت فيه».
وقد احتوى الكتاب على العديد من الصور النادرة والوثائق والخطابات ونماذج من الكتابات الأدبية واللقاءات الصحفية للأديب زمخشري.
-
لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024
لقائي مع برنامج من أرض الحرمين بمناسبة اليوم العالمي لبرايل 2024 الذي بثته إذاعة نداء الإسلام (الخميس 4 يناير 2024م) تحدثت فيه عن اليوم العالمي لبرايل والتعريف بطريقة برايل وأهميتها لذوي الإعاقة البصرية كوسيلة للتعلم والاتصال وسبب تسميتها بهذا الاسم ولماذا اختارت الأمم المتحدة يوم 4 يناير للاحتفال بهذه المناسبة، والتطورات التي طرأت على طريقة برايل وانتشارها بجميع لغات العالم.
-
في اليوم العالمي لبرايل.. أين وصلنا في توظيف ذوي الإعاقة البصرية
تحتفل المملكة العربية السعودية مع دول العالم اليوم 4 يناير باليوم العالمي لبرايل الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر عام 2018م. بموجب قرار رقم (A/RES/73/161) الذي نص على “إعلان يوم 4 كانون الثاني/يناير يومًا عالميًا للغة برايل، على أن يحتفل به سنويًا ابتداء من عام 2019، من أجل إذكاء الوعي بأهمية لغة برايل، باعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال، في الإعمال الكامل لحقوق الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر”.
ودعت جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة المعنية والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إلى الاحتفال باليو العالمي للغة برايل بالشكل المناسب من أجل توعية الجمهور بلغة برايل باعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال؛ وشجعت الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة في جميع مناحي المجتمع لزيادة الوعي بلغة برايل باعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال؛ وطلبت من الأمين العام إطلاع كافة الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على هذا القرار على أن تمول تكاليف جميع الأنشطة التي تنجم عن تنفيذ هذا القرار من التبرعات.
وقد اختير يوم 4 يناير لتوافقه مع يوم ميلاد الكفيف الفرنسي لويس برايل مبتكر طريقة برايل التي يستخدمها ملايين الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر حول العالم للكتابة والقراءة. وهي عبارة عن عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط بارزة يمكن تحسسها باللمس. لتمثيل كل حرف أو عدد بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم. وسُمّيت بهذا الاسم نسبة إليه، وطورت على مدى السنين من الفرنسية إلى اللغات الأخرى (العربية، والإنجليزي، والأسبانية، والصينية…إلخ). فوفق إحصائيات الأمم المتحدة يبلع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة زهاء مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا السياق استحضر شيئا مما كتبته في مقالي «صابري التي صنعت الفرق للتبت بطريقة برايل» من قصة الكفيفة الألمانية صابري تنبيركين (Sabriye Tenberken) التي التقيت بها وتعرفت عليها في كوالالمبور بماليزيا ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للتعليم التقني وإعادة تأهيل العوق البصري. الذي نظمه المجلس الدولي لتعليم المعاقين (ICEVI) بماليزيا في الفترة من 16 – 21 يوليو 2006م، والهمتني بتجربتها إذ إنها تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات من ذوي الإعاقة البصرية المعاصرين الذين ساهموا في دعم ونشر طريقة برايل في العالم وبلاد التبت. وشاركت في الحملة العالمية لدعم تعليم 4 ملايين طفل كفيف كانوا محرومين من التعلم، ونالت عدة جوائز عالمية لإنجازاتها الإنسانية من أشهرها جائزة آلبيرت إستشويزر للعام 2002م. جائزة من ملكة هولندا عام 2003م. لقب شخصية العام 2004م لمجلة التايمز الأوروبية والآسيوية. جائزة المنتدى الاقتصادي العالمي WEF)) لأصغر قائدة تقوم بعمل دولي.
صورة تذكارية مع صابري والسيد بول كروننبرغ فقد ولدت في كولونيا بألمانيا وفقدت بصرها وهي في الـ 12 من عمرها. فالتحقت بمدرسة داخلية لذوي الإعاقة البصرية في مدينة بون. تعلمت فيها مجموعة من المهارات الحياتية منها الفروسية، السباحة، لغة برايل والاعتماد على النفس. وتأقلمت وكونت علاقات إنسانية فريدة مع زملائها. ثم التحقت بجامعة بون وكانت الطالبة الكفيفة الوحيدة من بين 30,000 طالب وطالبة. درست علوم آسيا الوسطى بالإضافة إلى المنغولية والصينية الحديثة. والتبت القديمة والحديثة في تركيبة مع علم الاجتماع والفلسفة. ومن خلال دراستها لفت انتباهها إقليم التبت ولاحظت أن لغة هذا الإقليم من اللغات الموجودة في قارة آسيا. وليست مكتوبة أو مقروءة بلغة برايل.
وهكذا بدأت بتعلم لغة التبت حتى أجادتها نظرياً، فقررت تأسيس مشروع لاستحداث لغة التبت بطريقة برايل. وقد واجهت صعوبة قصوى في دراستها وحاول أساتذتها ثنيها عن إكمالها لصعوبة تلك اللغة. وعدم وجود تجارب سابقة لطلاب مكفوفين أو مراجع بطريقة برايل في هذا التخصص. ولكن بإصرارها وقوة عزيمتها وصلابة إرادتها استطاعت أن تطور أسلوب خاص بها. من أجل متابعة دراستها وأبحاثها عبر نظام كمبيوتر يقوم بتحويل لغة التبت الى لغة برايل.
وعندما وجدت من خلال دراستها وأبحاثها أن نحو 30,000 شخص. في بلاد التبت يعانون من إعاقات بصرية مختلفة وقد يستفيدون من هذا النظام في التعليم. سافرت في العام 1997م إلى التبت بمفردها والتنقل على الدواب بين قراها النائية لتقييم أوضاع المكفوفين. وتبين لها أنهم محرومون من التعليم لعدم وجود أي مدارس. فأسست في العام 1998م بمجهودها الذاتي أول مدرسة في «لاسا» عاصمة التبت. لتعليم المكفوفين القراءة والكتابة بطريقة برايل. تعلم اللغات وغيرها من المجالات الحياتية المختلفة. بدأتها بتعليم خمسة أطفال بنفسها بالإضافة إلى عملها كمنسقة ومستشار ثم بدأت في تدريب التبتيين الأصليين كمدرسين. واختيار جميع أعضاء المدرسة والإشراف عليهم.
واجهت صعوبات ومعاناة كبيرة حيث كانت تضطر لامتطاء جوادها يومياً للانتقال من القرية التي تقطن فيها الى المدرسة. كما أن الوعي المجتمعي لم يساعدها فالعديد من الأسر كانوا يخفون أطفالهم المكفوفين. إضافة إلى شح الموارد المالية لعدم تلقي الدعم من المنظمات والجمعيات الأوروبية المانحة وغيرها. لعدم قناعتهم بقدرتها ككفيفة على إنجاح مثل هذا المشروع إلى أن التقت بالسيد «بول كروننبرغ». الذي كان يعمل في الصليب الأحمر في «شيجاتسي». وأمن بها وبقدراتها فانضم إليها ودعمها في مشروعها وأسسا سوياً في العام 2002م منظمة «برايل بلا حدود». ضمت المدرسة ومركز تدريب مهني للبالغين المكفوفين بالقرب من مدينة «شيجاتسي» واتخذا شعاراً للمنظمة «الكفيف يقود الكفيف».
وهكذا استطاعت السيدة صابري تحقيق هدفها الذي حلمت به واستحقت بموجبه الإشادة والتقدير والحصول على العديد من الجوائز.
والحقيقة لا يمكن ذكر طريقة برايل وأهميتها للمكفوفين خصوصًا الصم منهم دون المرور على ذكر الكفيفة الصماء الأمريكية «هيلين كيلر 1880م – 1968م» التي لقبت بـ «معجزة الإنسانية» نظير إنجازاتها ونشاطاتها الأكاديمية والإنسانية والسياسية منها عضويتها في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الحزب الوطني للمرأة، الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وعمال الصناعة في العالم، ونيلها عدة أوسمة من عدد من رؤساء العالم منها وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون في عام 1934م، والرئيس جون كيندي عام 1964م، ووسام استحقاق الجمهورية الإيطالية، ونالت شهادة الدكتوراة الفخرية من عدة جامعات عالمية عريقة أشهرها هارفرد، وأصدرت عدة مؤلفات منها «العالم الذي أعيش فيه»، «الخروج من الظلام»، «هيلن كيلر في اسكتلندا»، «أضواء في ظلامي»، «قصة حياتي».
وهاتان التجربتان دليل على قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على العمل والإنجاز في أصعب الظروف، وللأسف الشديد أنه لا يزال ذوي الإعاقة البصرية في عالمنا اليوم يصارعون من أجل الحصول على فرص عمل عادلة لقدراتهم ومؤهلاتهم مقارنة بنظرائهم المبصرين. فقد اطلعت اليوم على منشور هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة على منصة X ذكرت فيه “ساهم القطاع الخاص بتوظيف أكثر من 5700 مواطن سعودي من ذوي الإعاقة البصرية، داعمين مسيرة العمل والاقتصاد الوطني.” وبرأيي أن هذا الرقم لا يزال متواضع مقارنة بعدد ذوي الإعاقة البصرية في بلادنا الذين يقدر عددهم بـ (811,610) وفق الهيئة العامة للإحصاء (نتائج مسح ذوي الإعاقة لعام 2017)، فضلا عن أن بعضهم يعينون في وظائف بسيطة من أجل رفع نسبة التوطين وبالحد الأدنى للأجور مهما كانت مؤهلاتهم وقدراتهم.
-
مركز طارق عبد الحكيم فرصة للتعريف بمسيرة الزمخشري وعبد الحكيم الأدبية والفنية
طالعت ما تناقلته وسائل الإعلام عن حفل تدشين «مركز طارق عبد الحكيم» ببيت المنوفيِّ في المنطقة التاريخية بجدة (البلد) الذي نظمته هيئة المتاحف (الخميس 1445/06/15هـ – 2023/12/28م) تحت شعار «نغمة بين التراث والمستقبل» بحضور رئيسها التنفيذي المكلّف الأستاذ إبراهيم السنوسي، وأسرة الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم، ونخبة من الإعلاميين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. الذي أسس كمركز يستند على إرث الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم ويهدف للحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية، سعيًا من وزارة الثقافة للحفاظ على التراث الثقافي الوطني.
وقد لاحظت غياب جانب مهم من مسيرة الموسيقار الفنية والأدبية فيما تناقلته وسائل الإعلام رغم الأهمية التي مثلها لانطلاقته، وهو ارتباطه بالأديب طاهر زمخشري الذي تعده وزارة الثقافة أحد أبرز صُنّاع النهضة الثقافية في المملكة.
فوجدت أنه من المناسب أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على جانب من تلك العلاقة، حيث إنهما كونا ثنائيًا لعب دور هامًا جدًا في إبراز الفن السعودي على المستوى المحلي والإقليمي منذ خمسينيات القرن الماضي وارتبطا بعلاقة صداقة أدبية وفنية منذ مرحلة مبكرة استمرت طيلة حياتهما -رحمهما الله-. بالإضافة إلى سرد شيء من ذكرياتي معه، لعلها تكون إضافة للمهتمين والقائمين على جمع وتوثيق سيرته.
انطلاقتهما الأدبية والفنية
الأديب طاهر زمخشري أثناء كلمته في حفل تكريم الموسيقار طارق عبد الحكيم في اثنينية خوجة – 1403/07/19هـ – 1983/05/02م روى الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- في ليلة تكريم الموسيقار طارق عبد الحكيم في (اثنينيه خوجة) (1403/07/19هـ – 1983/05/02م) “أحب أن أعطي صورة لأول المشوار مع طارق عبد الحكيم.. كنا رفيقي درب الفكر والفن، فنحن توأمان ربط الفن بيننا قبل أن تفتح الإِذاعة أبوابها رسميًا للموسيقى وتعتمدها موادًا أساسية في برامجها.. ولدخول الموسيقى إلى الإِذاعة قصة طريفة يسرني أن أرويها لكم لأدلل بها على ما قدمه الأستاذ طارق عبد الحكيم: انتدبتُ للإِذاعة المصرية للمساهمة في تحضير برنامج سعودي بمناسبة زيارة الملك سعود -الله يرحمه- وكانت الإِذاعة المصرية في ذلك الوقت مشغولة في تأسيس برنامج “صوت العرب”، فطلب مني الأستاذ أحمد سعيد في نطاق تنفيذ البرنامج الذي كلفت بوضعه أن أقدِّم صوتًا سعوديًا يؤدي الأغاني السعودية وصادف أن الأستاذ طارق عبد الحكيم كان في تلك السنة تلميذًا في مدرسة موسيقى الجيش بمصر، قد حاز على إعجاب المصريين الذين استمعوا إليه خلال الاحتفالات التي أقامتها مصر بمناسبة عيد الثورة، تذكرت طارق عبد الحكيم حين طلب مني الأستاذ أحمد سعيد أن أبحث له عن صوت سعودي، فقلت له على الفور: هنا موسيقار سعودي، مبتعث من وزارة الدفاع كطالب في المدرسة العسكرية ويعتبر الصوت الوحيد الموجود في الساحة الفنية بالمملكة العربية السعودية، فاتصل به الأستاذ أحمد سعيد وطلب مقابلته، وقدَّم طارق عبد الحكيم لصوت العرب مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي كانت محل إعجاب الجمهور.
بعد عودتي من القاهرة وكذلك الأستاذ طارق، بدأت فكرة الاستعانة بالموسيقى كفواصل بين البرامج، ويرجع الفضل في وضع الخطوة الأولى في إدخال الموسيقى في الإِذاعة السعودية إلى صاحب المعالي شاعر الشباب عبد الله بلخير، كما أن الأستاذ طارق عبد الحكيم هو رائد الموسيقى العسكرية في الجيش السعودي، وهو أول من قام بتأسيس فرقة موسيقية للإِذاعة السعودية كما أشار إلى ذلك سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه.. وأستطيع أن أقول إن طارق عبد الحكيم هو الموسيقار الوحيد الذي استطاع أن يعطي صورة صادقة للآخرين عن المملكة العربية السعودية تراثيًا وفنيًا”.
وكان الأديب رحمه الله قد انتدب لتغطية أول زيارة للملك سعود لمصر كملك في 21 مارس 1954م. وكلف من صديقه المذيع أحمد سعيد رئيس إذاعة صوت العرب بإدارة الإذاعة المصرية لمدة أسبوع. لإخراج برنامج الزيارة. فكون فريقا من الإذاعيين والفنانين السعوديين. قدموا برامج إذاعية وفقرات غنائية ترحيبًا بالملك. بما فيها موسيقات وأغاني من تأليف وأداء الموسيقار طارق عبد الحكيم.
الموسيقار طارق عبد الحكيم أثناء تأديته فن المجرور مع فرقته في حفل تكريمه في اثنينية خوجة – 1403/07/19هـ – 1983/05/02م – المصدر موقع الاثنينية ومن جهته كان الموسيقار طارق عبد الحكيم -رحمه الله- قد قال عن علاقته ببابا طاهر في كلمة نشرت في كتيب حفل تكريم الأسرة الفنية لبابا طاهر (1405/08/11هـ – 1985/05/01م) بعنوان «في موطن (المروتين) التقيت به وغنيت له!»، جاء فيها “وكأن اللقاء الأول كان بالأمس القريب.. رغم السنون التي مضت وانسلت من قطار العمر.فلا زال صدى لقائي الأول بالصديق العزيز الشاعر الرقيق طاهر زمخشري.. أو كما يحلو لنا جميعًا، وقد اعتدنا على ذلك حبًا مناداته (بابا طاهر)، الذكريات معه كبيرة وجميلة.. تذكرني بإصرار الشباب الذي كان يحدونا.. وبالأعمال المؤثرة فينا قبل الغير التي قدمناها معًا، أعمالًا فنية فيها كل الصدق والعطاء.. الكلام الحلو المعبر والموسيقى التي تجسد المعنى نغمًا.. والصوت الحلو المؤثر الذي ينقل كل تلك المعاني الصادقة، والجهد الفني للجمهور، وجمهور هو الآخر يحرص على متابعة الجيد والجديد ويحثك على تقديم الأفضل على الدوام.. هكذا كنا ولا زلنا وإن انخفض (كم) الحماس لأكثر من سبب.
بابا طاهر.. نبع الحب.. والصداقة.. والمودة.. عرفته أول مرة.. في المحروسة (أم القرى) في جبل هندي.. حيث كان موقع الإذاعة.. كنت بمصاحبة موسيقى الجيش التي أتولى مسؤوليتها.. أقدم الأناشيد الوطنية وكان (بابا طاهر) بحكم عمله في الإذاعة يتابع تنفيذها. من هنا توثقت بيننا عرى الصداقة التي استمرت عمرًا. والتقيته بعد ذلك في المصيف الجميل (الطائف) وفي العروس (جدة).. حيث كُلفت من قبل الأستاذ عباس غزاوي بتسجيل أغان للإذاعة.. وتعاونت فيها مع أصدق من قدم كلمات الأغاني الشاعرية.. فلحنت وقدمت أغنيته الخالدة (المروتين) وألحان أخرى عديدة.. لأكثر من فنان وفنانة محليًا وعربيًا.. إن عطاء طاهر زمخشري في عالم الغناء مُشرف.. فقد أثرى الأغنية السعودية.. وأثر فيها طوال مشواره معها وقدم لنا شعرًا غنائيًا مميزًا”.
وعلى مر السنين استمر تعاونهما فغنى له بألحانه ولحن لآخرين تغنوا بكلماته ومما حصرته:
م الأغنية أداء تلحين تاريخ الأرشفة في إذاعة جدة 1. موكب الحجيج طارق عبد الحكيم طارق عبد الحكيم 1380/01/23هـ
1960/07/05م2. تايه في بحر الحب عمر الطيب طارق عبد الحكيم 1387/06/06هـ
1967/08/29م3. المروتين طارق عبد الحكيم طارق عبد الحكيم 1388/02/20هـ
1968/05/06م4. الروابي التونسية ابتسام لطفي طارق عبد الحكيم 1392/07/21هـ
1972/08/30م5. ارحم يا زين الزين عمر الطَّيِّب طارق عبد الحكيم 1392/12/04هـ
1972/12/27م6. البديوية عايدة بو خريص طارق عبد الحكيم 1398/11/20هـ
1978/10/09م7. نور العيون عايدة بو خريص طارق عبد الحكيم 1398/11/20هـ
1978/10/09م8. أسفر الصُّبح/ابتسامة الصباح ابتسام لطفي طارق عبد الحكيم 1398/12/25هـ
1978/11/25موأما عن قصة تلحينه وغنائه لأغنية «المروتين» روى بابا طاهر -رحمه الله- “في خمسينيات القرن العشرين، ومع تأسيس الإذاعة السعودية، جاء الموسيقار طارق عبد الحكيم وفرقته الموسيقية لتسجيل موسيقات صامتة للإذاعة حيث لم يكن هناك سوى موسيقات غربية. وبينما كنت أجلس معه، كان في يدي ديوان «أغاريد الصحراء» فاطلع عليه وإذ به يلتقط قصيدة «أهيم بروحي على الرابية» فطلب مني أن يغنيها فرحبت بذلك، وهكذا أخذها ولحنها وغناها”.
إضاءة على حفل التدشين
سلطان ابن الموسيقار طارق عبد الحكيم يشرح للحضور عن مقتنيات المتحف ويظهر بجواره الفنان حسن اسكندراني وبالعودة إلى حفل التدشين الذي حضره أبناء وأحفاد الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم، وعدد من الفنانين المشاركين من المملكة والدول العربية، من بينهم الموسيقار القدير جميل محمود والفنانة السعودية توحة التي جمعها بالموسيقار بعض الأعمال الفنية، والفنانة اللبنانية هيام يونس، التي اشتهرت بأغنية «تعلق قلبي طفلة عربية» من ألحان الموسيقار الراحل. وكذلك حضر الفنان حسن اسكندراني والفنان عمر العطاس، والكاتب والناقد الفني الأستاذ علي فقندش.
وكانت حفيدة الموسيقار، الإعلامية رشا خياط قد افتتحت الحفل بكلمة عبرت فيها عن افتخارها بمسيرة جدها، وفرحها بتحقق أمنيته القديمة، وهي أن يكون له متحفًا موسيقيًا تحت مظلة وزارة الثقافة.
ومن جهته قال الرئيس التنفيذي المكلّف لهيئة المتاحف الأستاذ إبراهيم السنوسي، في كلمته “احتفاءً بروّاد الفن والثقافة في المملكة، وتقديرًا لإسهاماتهم القيّمة في تشكيل الهوية الوطنية والتراث الثقافي، اقتنت وزارة الثقافة مجموعة الموسيقار الراحل وأسّست «مركز طارق عبد الحكيم» الذي يهدف إلى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية” وأضاف: “يستمرّ إرث طارق عبد الحكيم في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة، ونأمل أن يشكّل هذا المركز المسمّى باسمه نقطة تواصل بين أجيال المؤسسين والأجيال الناشئة والقادمة، ليجسّد المركز شعاره بأن يكون «نغمةً بين التراث والمستقبل»”.
وقالت مديرة المركز الدكتورة ليزا يوركفيتش “إن «مركز طارق عبد الحكيم» سيلعب دورًا مهمًا في تعزيز فهم تاريخ الموسيقى في المملكة العربية السعودية وإسهامات شعبها في مجال الفنّ بشكل عام”.
وصاحب الحفل عروض موسيقية حية عُزفت فيها أشهر ألحان الموسيقار. وفي ختام الحفل جال الحاضرون في المتحف وأقسامه. وفي اليوم التالي مساء الجمعة ٢٩ ديسمبر نظمت هيئة المتاحف مسيرة في حي البلد وعروضًا موسيقية حيّة للجمهور، وفتح المتحف أبوابه لاستقبال الزوار اعتبارًا من يوم السبت ٣٠ ديسمبر.
يجدر بالذكر أن المركز يتضمّن متحفًا يخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل عبر عرض مسيرته الشخصية ومجموعة من أرشيفه ومتعلّقاته، ومركزًا للأبحاث الموسيقية يتيح للباحثين الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع.
الموسيقار في سطور
يعد الموسيقار طارق عبد الحكيم (1918م- 2012م) إحدى أبرز أيقونات الفن في المملكة، وساهم في تطوير الأغنية السعودية، وتوثيق الإرث الموسيقي، واستحق بذلك لقب “عميد الفن السعودي”، وقد انتخب رئيسًا للمجمع العربي للموسيقى عام 1983م، وأعيد انتخابه مرة أخرى في العام 1987م. له الكثير من الأغاني والألحان من أشهرها «يا ريم وادي ثقيف»، و«المروتين»، و«أسمر عبر»، وهو أيضًا أول من أسس مدرسة موسيقات الجيش السعودي، وأعاد التوزيع الموسيقي للسلام الوطني السعودي، وأسس متحف الموسيقى العسكري في الرياض، وكان قد التحق بالقوات المسلحة في عام 1939م وتدرج فيها حتى تقاعد منها في العام 1388هـ/1968م برتبه «عميد». صدر له عدة مؤلفات منها قواعد الموسيقى ونظرياتها في عام 1381هـ، الأنغام الخفية في الصحراء السعودية في العام 1391هـ، مشاهير الموسيقيين العرب 1390هـ.
نال عدة جوائز منها: وسام الملك فيصل الثاني ملك العراق عام 1375هـ، جائزة اليونسكو في الموسيقى في العام 1981م وهو أول عربي ينال هذه الجائزة، وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز 1984م، وسام من الملك حسين ملك الأردن عام 1385هـ.
مع الموسيقار في قلعة الفنون التراثية
والحقيقة إن مناسبة تدشين مركز طارق عبد الحكيم عادت بذاكرتي إلى العام 2004م إبان إعدادي كتابي «الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين» الذي صدرت طبعته الأولى في العام 2005م، حينما زرت الموسيقار -رحمه الله- في متحفه «قلعة الفنون التراثية» الذي أسسه على نفقته الخاصة في جزء من منزله بحي النهضة بجدة، لأستقي منه معلومات عن بابا طاهر لعلمي بعلاقتهما الوطيدة التي شهدتها في رحلتي أنا وأخي الأكبر محمد نجاتي مع بابا طاهر إلى تونس صيف العام 1976م، عندما جاء على رأس وفد المملكة العربية السعودية بمعية فرقة الفنون الشعبية بصفته مدير إدارة الفنون الشعبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة، للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي السنوي.
عرفته بنفسي فرحب بي وجلسنا في مركازه بالطابق العلوي من المتحف على خلفية أصوات القهوة الشعبية التي أقامها في الأرض الفضاء الملاصقة للمتحف كاستراحة لزوار متحفه يحتسون فيها الشاي والقهوة والشيشة.
وبالرغم أنه كان قد بلغ من العمر عتيًا إلا أنه كان لا يزال يحتفظ بحيوية روح الشباب، وفكاهته ومرحه، التي عهدتها منذ التقائي به لأول مرة في تونس، فضلًا عن حضور ذاكرته، إذ استحضرنا الكثير من الذكريات والحكايات عن بابا طاهر، وكيف لعب دورًا كبيرًا في تنسيق وتنظيم مشاركة الوفد السعودي لأول مرة في مهرجان قرطاج بتونس، وتذكرنا أيضًا تلك الأوقات الجميلة التي قضيناها مع بابا طاهر وأعضاء الوفد في بهو فندق نزل البحيرة الذي اعتاد بابا طاهر الإقامة فيه.
كما حكى لي عن ذكرياته في الطائف وعمله بالجيش السعودي، وتوزيعه الموسيقي للسلام الملكي، وأنه أول من ركب موتر سيكل (دراجة نارية) في المملكة إبان عمله في الجيش السعودي آنذاك.
ومن طريف ما حكى لي أيضًا أن الفنان عبد المجيد عبد الله استأذنه في إعادة توزيع وغناء أغنيته الشهيرة «ابكي على ما جرى لي» وبعد الانتهاء منها أسمعه إياها فاندهش، وسأله قائلًا: “يا ولدي كيف أبكي وأرقص في آن معًا؟! فهذا الإيقاع وأسلوب الغناء سريع وراقص؟!” وهنا توجه لي بذات السؤال أيضًا: “قول لي بالله عليك كيف الواحد يبكي ويرقص؟! فأنا لا أستطيع أن أفهم جيل وتيار اليوم” فضحكنا ثم اصطحبني في جولة بمتحفه بالطابق السفلي الذي حاكا جانبًا من أسواق وحارات مكة القديمة بدكاكينها وباعتها وصناعاتها، كما ضم نماذج من الآلات الموسيقية الشعبية التي كانت تستخدم في الغناء الخليجي والعربي. وسجل للزيارات تضمن كلمات شكر وتقدير مقدمة من عدد من مسؤولي الآثار والمتاحف الذين زاروا المتحف.
فشكرته على وقته وما قدمه لي من معلومات، وفي الأثناء صادف قدوم الموسيقار سراج عمر فعرفني عليه وقال على سبيل المزاح “هنا مركاز المنسيين”. فضحكنا وغادرت المكان وأنا منبهر بما شاهدت وسمعت خلال تلك اللحظات التي عيشني فيها أجواء أسواق وأحياء مكة المكرمة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. وقلت في نفسي إن هذه المبادرة الذاتية والجهد الفردي في تأسيس ذلك المتحف ليكون أحد المتاحف القليلة المتخصصة في الوطن العربي يستحق بأن يتحول إلى عمل مؤسسي احترافي. ولكن للأسف أغلق في حياته من قبل البلدية في العام 2005م.
واليوم تحول حلمه بذلك المتحف إلى واقع حققته وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المتاحف بتدشين «مركز طارق عبد الحكيم» بعد وفاته بـ 11 عامًا في قلب جدة (البلد).
واغتنم هذه الفرصة لاقترح على وزارة الثقافة إلحاق هذه الخطوة بتأسيس دور أو مراكز ثقافية للرواد من الأدباء والشعراء في كل مدينة لما لعبوه من دور هام في تأصيل آداب وفنون المملكة العربية السعودية منذ نشأتها الأولى سيما وأن كل الحضارات على مر التاريخ يعتمدون في الحفاظ على إرثهم بالمحافظة على إرث شعرائهم وأدباءهم، على أن تبدأ بالأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري الذي عدته وزارة الثقافة في تغريدتها المنشورة على حسابها عبر تويتر بتاريخ 03 مارس 2021م أنه أحد أبرز صُنّاع النهضة الثقافية في المملكة. كما أن له عدد من الأوليات الأدبية والفنية منها أنه صاحب أول ديوان شعري يطبع في تاريخ المملكة العربية السعودية (أحلام الربيع) عام 1946م، وساهم في تأسيس الإذاعة السعودية 1368هـ، وأول من أسس حراكًا لأدب الطفل في المملكة ببرنامجه (ركن الأطفال) مطلع خمسينيات القرن الماضي، ومجلة (الروضة) عام 1959م.
وأسس أول فرقة موسيقية مصغرة للإذاعة ضمت “محمد علي بوسطجي على العود. سليمان شبانة وسعيد شاولي على آلة الكمان. حمزة مغربي على القانون. والهرساني على الناي. وعبد المجيد هندي على الإيقاع”. وأول شاعر سعودي يكرم خارج المملكة من الجمهورية التونسية في العام 1963م، ونال جائزة الدولة التقديرية للأدب في دورتها الثانية 1405هـ والأسطوانة الذهبية من جمعية الثقافة والتراث الفرنسية التابعة لليونيسكو في نفس العام.
الرئيسية
عدد المشاهدات 1٬030