طالعت ما تناقلته وسائل الإعلام عن حفل تدشين «مركز طارق عبد الحكيم» ببيت المنوفيِّ في المنطقة التاريخية بجدة (البلد) الذي نظمته هيئة المتاحف (الخميس 1445/06/15هـ – 2023/12/28م) تحت شعار «نغمة بين التراث والمستقبل» بحضور رئيسها التنفيذي المكلّف الأستاذ إبراهيم السنوسي، وأسرة الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم، ونخبة من الإعلاميين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. الذي أسس كمركز يستند على إرث الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم ويهدف للحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية، سعيًا من وزارة الثقافة للحفاظ على التراث الثقافي الوطني.

وقد لاحظت غياب جانب مهم من مسيرة الموسيقار الفنية والأدبية فيما تناقلته وسائل الإعلام رغم الأهمية التي مثلها لانطلاقته، وهو ارتباطه بالأديب طاهر زمخشري الذي تعده وزارة الثقافة أحد أبرز صُنّاع النهضة الثقافية في المملكة.

فوجدت أنه من المناسب أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على جانب من تلك العلاقة، حيث إنهما كونا ثنائيًا لعب دور هامًا جدًا في إبراز الفن السعودي على المستوى المحلي والإقليمي منذ خمسينيات القرن الماضي وارتبطا بعلاقة صداقة أدبية وفنية منذ مرحلة مبكرة استمرت طيلة حياتهما -رحمهما الله-. بالإضافة إلى سرد شيء من ذكرياتي معه، لعلها تكون إضافة للمهتمين والقائمين على جمع وتوثيق سيرته.

انطلاقتهما الأدبية والفنية

الأديب طاهر زمخشري أثناء كلمته في حفل تكريم الموسيقار طارق عبد الحكيم في اثنينية خوجة – 1403/07/19هـ – 1983/05/02م

روى الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- في ليلة تكريم الموسيقار طارق عبد الحكيم في (اثنينيه خوجة) (1403/07/19هـ – 1983/05/02م) “أحب أن أعطي صورة لأول المشوار مع طارق عبد الحكيم.. كنا رفيقي درب الفكر والفن، فنحن توأمان ربط الفن بيننا قبل أن تفتح الإِذاعة أبوابها رسميًا للموسيقى وتعتمدها موادًا أساسية في برامجها.. ولدخول الموسيقى إلى الإِذاعة قصة طريفة يسرني أن أرويها لكم لأدلل بها على ما قدمه الأستاذ طارق عبد الحكيم: انتدبتُ للإِذاعة المصرية للمساهمة في تحضير برنامج سعودي بمناسبة زيارة الملك سعود -الله يرحمه- وكانت الإِذاعة المصرية في ذلك الوقت مشغولة في تأسيس برنامج “صوت العرب”، فطلب مني الأستاذ أحمد سعيد في نطاق تنفيذ البرنامج الذي كلفت بوضعه أن أقدِّم صوتًا سعوديًا يؤدي الأغاني السعودية وصادف أن الأستاذ طارق عبد الحكيم كان في تلك السنة تلميذًا في مدرسة موسيقى الجيش بمصر، قد حاز على إعجاب المصريين الذين استمعوا إليه خلال الاحتفالات التي أقامتها مصر بمناسبة عيد الثورة، تذكرت طارق عبد الحكيم حين طلب مني الأستاذ أحمد سعيد أن أبحث له عن صوت سعودي، فقلت له على الفور: هنا موسيقار سعودي، مبتعث من وزارة الدفاع كطالب في المدرسة العسكرية ويعتبر الصوت الوحيد الموجود في الساحة الفنية بالمملكة العربية السعودية، فاتصل به الأستاذ أحمد سعيد وطلب مقابلته، وقدَّم طارق عبد الحكيم لصوت العرب مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي كانت محل إعجاب الجمهور.

بعد عودتي من القاهرة وكذلك الأستاذ طارق، بدأت فكرة الاستعانة بالموسيقى كفواصل بين البرامج، ويرجع الفضل في وضع الخطوة الأولى في إدخال الموسيقى في الإِذاعة السعودية إلى صاحب المعالي شاعر الشباب عبد الله بلخير، كما أن الأستاذ طارق عبد الحكيم هو رائد الموسيقى العسكرية في الجيش السعودي، وهو أول من قام بتأسيس فرقة موسيقية للإِذاعة السعودية كما أشار إلى ذلك سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه.. وأستطيع أن أقول إن طارق عبد الحكيم هو الموسيقار الوحيد الذي استطاع أن يعطي صورة صادقة للآخرين عن المملكة العربية السعودية تراثيًا وفنيًا”.

وكان الأديب رحمه الله قد انتدب لتغطية أول زيارة للملك سعود لمصر كملك في 21 مارس 1954م. وكلف من صديقه المذيع أحمد سعيد رئيس إذاعة صوت العرب بإدارة الإذاعة المصرية لمدة أسبوع. لإخراج برنامج الزيارة. فكون فريقا من الإذاعيين والفنانين السعوديين. قدموا برامج إذاعية وفقرات غنائية ترحيبًا بالملك. بما فيها موسيقات وأغاني من تأليف وأداء الموسيقار طارق عبد الحكيم.

الموسيقار طارق عبد الحكيم أثناء تأديته فن المجرور مع فرقته في حفل تكريمه في اثنينية خوجة – 1403/07/19هـ – 1983/05/02م – المصدر موقع الاثنينية

ومن جهته كان الموسيقار طارق عبد الحكيم -رحمه الله- قد قال عن علاقته ببابا طاهر في كلمة نشرت في كتيب حفل تكريم الأسرة الفنية لبابا طاهر (1405/08/11هـ – 1985/05/01م) بعنوان «في موطن (المروتين) التقيت به وغنيت له!»، جاء فيها “وكأن اللقاء الأول كان بالأمس القريب.. رغم السنون التي مضت وانسلت من قطار العمر.فلا زال صدى لقائي الأول بالصديق العزيز الشاعر الرقيق طاهر زمخشري.. أو كما يحلو لنا جميعًا، وقد اعتدنا على ذلك حبًا مناداته (بابا طاهر)، الذكريات معه كبيرة وجميلة.. تذكرني بإصرار الشباب الذي كان يحدونا.. وبالأعمال المؤثرة فينا قبل الغير التي قدمناها معًا، أعمالًا فنية فيها كل الصدق والعطاء.. الكلام الحلو المعبر والموسيقى التي تجسد المعنى نغمًا.. والصوت الحلو المؤثر الذي ينقل كل تلك المعاني الصادقة، والجهد الفني للجمهور، وجمهور هو الآخر يحرص على متابعة الجيد والجديد ويحثك على تقديم الأفضل على الدوام.. هكذا كنا ولا زلنا وإن انخفض (كم) الحماس لأكثر من سبب.

بابا طاهر.. نبع الحب.. والصداقة.. والمودة.. عرفته أول مرة.. في المحروسة (أم القرى) في جبل هندي.. حيث كان موقع الإذاعة.. كنت بمصاحبة موسيقى الجيش التي أتولى مسؤوليتها.. أقدم الأناشيد الوطنية وكان (بابا طاهر) بحكم عمله في الإذاعة يتابع تنفيذها. من هنا توثقت بيننا عرى الصداقة التي استمرت عمرًا. والتقيته بعد ذلك في المصيف الجميل (الطائف) وفي العروس (جدة).. حيث كُلفت من قبل الأستاذ عباس غزاوي بتسجيل أغان للإذاعة.. وتعاونت فيها مع أصدق من قدم كلمات الأغاني الشاعرية.. فلحنت وقدمت أغنيته الخالدة (المروتين) وألحان أخرى عديدة.. لأكثر من فنان وفنانة محليًا وعربيًا.. إن عطاء طاهر زمخشري في عالم الغناء مُشرف.. فقد أثرى الأغنية السعودية.. وأثر فيها طوال مشواره معها وقدم لنا شعرًا غنائيًا مميزًا”.

وعلى مر السنين استمر تعاونهما فغنى له بألحانه ولحن لآخرين تغنوا بكلماته ومما حصرته:

وأما عن قصة تلحينه وغنائه لأغنية «المروتين» روى بابا طاهر -رحمه الله- “في خمسينيات القرن العشرين، ومع تأسيس الإذاعة السعودية، جاء الموسيقار طارق عبد الحكيم وفرقته الموسيقية لتسجيل موسيقات صامتة للإذاعة حيث لم يكن هناك سوى موسيقات غربية. وبينما كنت أجلس معه، كان في يدي ديوان «أغاريد الصحراء» فاطلع عليه وإذ به يلتقط قصيدة «أهيم بروحي على الرابية» فطلب مني أن يغنيها فرحبت بذلك، وهكذا أخذها ولحنها وغناها”.

إضاءة على حفل التدشين

سلطان ابن الموسيقار طارق عبد الحكيم يشرح للحضور عن مقتنيات المتحف ويظهر بجواره الفنان حسن اسكندراني

وبالعودة إلى حفل التدشين الذي حضره أبناء وأحفاد الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم، وعدد من الفنانين المشاركين من المملكة والدول العربية، من بينهم الموسيقار القدير جميل محمود والفنانة السعودية توحة التي جمعها بالموسيقار بعض الأعمال الفنية، والفنانة اللبنانية هيام يونس، التي اشتهرت بأغنية «تعلق قلبي طفلة عربية» من ألحان الموسيقار الراحل. وكذلك حضر الفنان حسن اسكندراني والفنان عمر العطاس، والكاتب والناقد الفني الأستاذ علي فقندش.

وكانت حفيدة الموسيقار، الإعلامية رشا خياط قد افتتحت الحفل بكلمة عبرت فيها عن افتخارها بمسيرة جدها، وفرحها بتحقق أمنيته القديمة، وهي أن يكون له متحفًا موسيقيًا تحت مظلة وزارة الثقافة.

ومن جهته قال الرئيس التنفيذي المكلّف لهيئة المتاحف الأستاذ إبراهيم السنوسي، في كلمته “احتفاءً بروّاد الفن والثقافة في المملكة، وتقديرًا لإسهاماتهم القيّمة في تشكيل الهوية الوطنية والتراث الثقافي، اقتنت وزارة الثقافة مجموعة الموسيقار الراحل وأسّست «مركز طارق عبد الحكيم» الذي يهدف إلى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية” وأضاف: “يستمرّ إرث طارق عبد الحكيم في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة، ونأمل أن يشكّل هذا المركز المسمّى باسمه نقطة تواصل بين أجيال المؤسسين والأجيال الناشئة والقادمة، ليجسّد المركز شعاره بأن يكون «نغمةً بين التراث والمستقبل»”.

وقالت مديرة المركز الدكتورة ليزا يوركفيتش “إن «مركز طارق عبد الحكيم» سيلعب دورًا مهمًا في تعزيز فهم تاريخ الموسيقى في المملكة العربية السعودية وإسهامات شعبها في مجال الفنّ بشكل عام”.

وصاحب الحفل عروض موسيقية حية عُزفت فيها أشهر ألحان الموسيقار. وفي ختام الحفل جال الحاضرون في المتحف وأقسامه. وفي اليوم التالي مساء الجمعة ٢٩ ديسمبر نظمت هيئة المتاحف مسيرة في حي البلد وعروضًا موسيقية حيّة للجمهور، وفتح المتحف أبوابه لاستقبال الزوار اعتبارًا من يوم السبت ٣٠ ديسمبر.

يجدر بالذكر أن المركز يتضمّن متحفًا يخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل عبر عرض مسيرته الشخصية ومجموعة من أرشيفه ومتعلّقاته، ومركزًا للأبحاث الموسيقية يتيح للباحثين الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع.

الموسيقار في سطور

يعد الموسيقار طارق عبد الحكيم (1918م- 2012م) إحدى أبرز أيقونات الفن في المملكة، وساهم في تطوير الأغنية السعودية، وتوثيق الإرث الموسيقي، واستحق بذلك لقب “عميد الفن السعودي”، وقد انتخب رئيسًا للمجمع العربي للموسيقى عام 1983م، وأعيد انتخابه مرة أخرى في العام 1987م. له الكثير من الأغاني والألحان من أشهرها «يا ريم وادي ثقيف»، و«المروتين»، و«أسمر عبر»، وهو أيضًا أول من أسس مدرسة موسيقات الجيش السعودي، وأعاد التوزيع الموسيقي للسلام الوطني السعودي، وأسس متحف الموسيقى العسكري في الرياض، وكان قد التحق بالقوات المسلحة في عام 1939م وتدرج فيها حتى تقاعد منها في العام 1388هـ/1968م برتبه «عميد». صدر له عدة مؤلفات منها قواعد الموسيقى ونظرياتها في عام 1381هـ، الأنغام الخفية في الصحراء السعودية في العام 1391هـ، مشاهير الموسيقيين العرب 1390هـ.

نال عدة جوائز منها: وسام الملك فيصل الثاني ملك العراق عام 1375هـ، جائزة اليونسكو في الموسيقى في العام 1981م وهو أول عربي ينال هذه الجائزة، وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز 1984م، وسام من الملك حسين ملك الأردن عام 1385هـ.

مع الموسيقار في قلعة الفنون التراثية

والحقيقة إن مناسبة تدشين مركز طارق عبد الحكيم عادت بذاكرتي إلى العام 2004م إبان إعدادي كتابي «الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين» الذي صدرت طبعته الأولى في العام 2005م، حينما زرت الموسيقار -رحمه الله- في متحفه «قلعة الفنون التراثية» الذي أسسه على نفقته الخاصة في جزء من منزله بحي النهضة بجدة، لأستقي منه معلومات عن بابا طاهر لعلمي بعلاقتهما الوطيدة التي شهدتها في رحلتي أنا وأخي الأكبر محمد نجاتي مع بابا طاهر إلى تونس صيف العام 1976م، عندما جاء على رأس وفد المملكة العربية السعودية بمعية فرقة الفنون الشعبية بصفته مدير إدارة الفنون الشعبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة، للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي السنوي.

عرفته بنفسي فرحب بي وجلسنا في مركازه بالطابق العلوي من المتحف على خلفية أصوات القهوة الشعبية التي أقامها في الأرض الفضاء الملاصقة للمتحف كاستراحة لزوار متحفه يحتسون فيها الشاي والقهوة والشيشة.

وبالرغم أنه كان قد بلغ من العمر عتيًا إلا أنه كان لا يزال يحتفظ بحيوية روح الشباب، وفكاهته ومرحه، التي عهدتها منذ التقائي به لأول مرة في تونس، فضلًا عن حضور ذاكرته، إذ استحضرنا الكثير من الذكريات والحكايات عن بابا طاهر، وكيف لعب دورًا كبيرًا في تنسيق وتنظيم مشاركة الوفد السعودي لأول مرة في مهرجان قرطاج بتونس، وتذكرنا أيضًا تلك الأوقات الجميلة التي قضيناها مع بابا طاهر وأعضاء الوفد في بهو فندق نزل البحيرة الذي اعتاد بابا طاهر الإقامة فيه.

كما حكى لي عن ذكرياته في الطائف وعمله بالجيش السعودي، وتوزيعه الموسيقي للسلام الملكي، وأنه أول من ركب موتر سيكل (دراجة نارية) في المملكة إبان عمله في الجيش السعودي آنذاك.

ومن طريف ما حكى لي أيضًا أن الفنان عبد المجيد عبد الله استأذنه في إعادة توزيع وغناء أغنيته الشهيرة «ابكي على ما جرى لي» وبعد الانتهاء منها أسمعه إياها فاندهش، وسأله قائلًا: “يا ولدي كيف أبكي وأرقص في آن معًا؟! فهذا الإيقاع وأسلوب الغناء سريع وراقص؟!” وهنا توجه لي بذات السؤال أيضًا: “قول لي بالله عليك كيف الواحد يبكي ويرقص؟! فأنا لا أستطيع أن أفهم جيل وتيار اليوم” فضحكنا ثم اصطحبني في جولة بمتحفه بالطابق السفلي الذي حاكا جانبًا من أسواق وحارات مكة القديمة بدكاكينها وباعتها وصناعاتها، كما ضم نماذج من الآلات الموسيقية الشعبية التي كانت تستخدم في الغناء الخليجي والعربي. وسجل للزيارات تضمن كلمات شكر وتقدير مقدمة من عدد من مسؤولي الآثار والمتاحف الذين زاروا المتحف.

فشكرته على وقته وما قدمه لي من معلومات، وفي الأثناء صادف قدوم الموسيقار سراج عمر فعرفني عليه وقال على سبيل المزاح “هنا مركاز المنسيين”. فضحكنا وغادرت المكان وأنا منبهر بما شاهدت وسمعت خلال تلك اللحظات التي عيشني فيها أجواء أسواق وأحياء مكة المكرمة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. وقلت في نفسي إن هذه المبادرة الذاتية والجهد الفردي في تأسيس ذلك المتحف ليكون أحد المتاحف القليلة المتخصصة في الوطن العربي يستحق بأن يتحول إلى عمل مؤسسي احترافي. ولكن للأسف أغلق في حياته من قبل البلدية في العام 2005م.

واليوم تحول حلمه بذلك المتحف إلى واقع حققته وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المتاحف بتدشين «مركز طارق عبد الحكيم» بعد وفاته بـ 11 عامًا في قلب جدة (البلد).

واغتنم هذه الفرصة لاقترح على وزارة الثقافة إلحاق هذه الخطوة بتأسيس دور أو مراكز ثقافية للرواد من الأدباء والشعراء في كل مدينة لما لعبوه من دور هام في تأصيل آداب وفنون المملكة العربية السعودية منذ نشأتها الأولى سيما وأن كل الحضارات على مر التاريخ يعتمدون في الحفاظ على إرثهم بالمحافظة على إرث شعرائهم وأدباءهم، على أن تبدأ بالأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري الذي عدته وزارة الثقافة في تغريدتها المنشورة على حسابها عبر تويتر بتاريخ 03 مارس 2021م أنه أحد أبرز صُنّاع النهضة الثقافية في المملكة. كما أن له عدد من الأوليات الأدبية والفنية منها أنه صاحب أول ديوان شعري يطبع في تاريخ المملكة العربية السعودية (أحلام الربيع) عام 1946م، وساهم في تأسيس الإذاعة السعودية 1368هـ، وأول من أسس حراكًا لأدب الطفل في المملكة ببرنامجه (ركن الأطفال) مطلع خمسينيات القرن الماضي، ومجلة (الروضة) عام 1959م. 

وأسس أول فرقة موسيقية مصغرة للإذاعة ضمت “محمد علي بوسطجي على العود. سليمان شبانة وسعيد شاولي على آلة الكمان. حمزة مغربي على القانون. والهرساني على الناي. وعبد المجيد هندي على الإيقاع”. وأول شاعر سعودي يكرم خارج المملكة من الجمهورية التونسية في العام 1963م، ونال جائزة الدولة التقديرية للأدب في دورتها الثانية 1405هـ والأسطوانة الذهبية من جمعية الثقافة والتراث الفرنسية التابعة لليونيسكو في نفس العام.

عدد المشاهدات 106