Share
  • التقرير الأسبوعي 131/130 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 131/130 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 130-131 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن مقال «الشيخ العلامة عبد الرحمن الأفريقي من موظف في خدمة حكومة الاستعمار إلى عالم وداعية في خدمة الإسلام» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول، تلاه «التقرير الأسبوعي 129 لأعلى 10 مشاهدة» في المركز الثاني، ومقال «يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري» في المركز الثالث.

    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:

    1- الشيخ العلامة عبد الرحمن الأفريقي من موظف في خدمة حكومة الاستعمار إلى عالم وداعية في خدمة الإسلام

    عدد المشاهدات: 259 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/kksi

    2- التقرير الأسبوعي 129 لأعلى 10 مشاهدة

    عدد المشاهدات: 74 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/9hhc

    3- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري

    عدد المشاهدات: 51 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/sd3i

    4- عاشورية عاشوراء وحفظها في إرثنا الثقافي والأدبي

    عدد المشاهدات: 35 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/56pt

    5- مروا من هنا | طاهر زمخشري أول من أطلق اسم عروس البحر الأحمر على جدة

    عدد المشاهدات: 32 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/g5s3

    6- من أنا

    عدد المشاهدات: 31 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/aboutme

    7- الأمية الرقمية والثقافية تحد بحاجة لحلول

    عدد المشاهدات: 30 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/5dpm

    8- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا

    عدد المشاهدات: 27 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/7o9b

    9- المهرجانات المدرسية في اليوم الوطني منهاج للتربية الوطنية

    عدد المشاهدات: 25 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/g7tf

    10- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب

    عدد المشاهدات: 22 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/d19k

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MohdTBellow

    Share
  • الشيخ العلامة عبد الرحمن الإفريقي من موظف في حكومة الاستعمار إلى عالم وداعية في خدمة الإسلام

    الشيخ العلامة عبد الرحمن الإفريقي من موظف في حكومة الاستعمار إلى عالم وداعية في خدمة الإسلام
    Share

    عندما نشرت مقالي اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عامًا من الإنجازات العسكرية والأدبية. وإيضاحي عدم صلة القرابة بينه وبين الشيخ عبد الرحمن الأفريقي، أثنى بعض القراء على ذلك الإيضاح، وطالبوني بالكتابة عن الشيخ الأفريقي وإنجازاته ودوره الدعوي.

    فوجدتها فرصة مناسبة أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على جانب من سيرته العطرة التي زانها العلم والحلم، وتعدد المنجزات، وذلك لتعريف النشء الجديد به وبمنجزاته وتخليدًا لذكراه حيث إنه كان أحد علماء ومدرسي المسجد النبوي الشريف، ومدرسة دار الحديث بالمدينة المنورة، والمعهد العلمي وكلية العلوم الشرعية (جامعة الإمام محمد بن سعود حاليًا) بالرياض، ومن محدثي مسجد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بالرياض.

    وقد استندت في ذلك إلى المحاضرة التي ألقاها فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته (أمين عام الجامعة الإسلامية الأسبق) -رحمه الله- بقاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية في الموسم الثقافي لعام 1397-1398هـ. والمنشورة على موقع موسوعة الآجري. وإلى الدراسة التي أجراها د. محمد بن عمر محمد فُلاَّته (أستاذ أصول التربية الإسلامية المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) بعنوان (جهود المحدث المدني الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي في التعليم في العهد السعودي) والمنشورة في العدد (49) من مجلة بحوث المدينة المنورة ودراساتها (1441هـ-2020م).

    مولده ونشأته:

    ولد العلامة الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن تيتي بن هاسي بن كنقو الإفريقي -رحمه الله- في العام 1326هـ-1905م بقرية “فَفَا – fafa” الواقعة غرب دولة “مالي” على مقربة من حدود بوركينا فاسو والنيجر لأبوين تعود أصولهما لقبائل الفلاني أو الفلان المنحدرة من سلالة التابعي عقبة بن نافع الفهري القرشي (رضي الله عنه) الملقب بفاتح إفريقية. وكانا قد رزقا بالكثير من الأبناء لم يعش منهم غير شيخنا عبد الرحمن وأخيه الأكبر.

    وفي تلك الأثناء كانت حروب الغزو الفرنسي الغاشم لجمهورية مالي قد وضعت أوزارها وأصبحت البلاد وأهلها العزل تحت الحكم الاستعماري الفرنسي الذي فرض سلطته عليهم قهرًا وحولهم إلى حالة من البؤس والبلاء.

    في غضون ذلك نشأ شيخنا الأفريقي وترعرع في كنف أبيه الذي كان من أمراء وحكام تلك المنطقة، فأهتم به كثيرًا وبتعليمه رغم تلك الظروف البائسة التي كان يعيشها الأهالي نتيجة ذلك الاستعمار الغاشم، والحقه بكُتَّاب القرية الأهلي الذي حفظ فيه سور من القرآن الكريم وتعلم بعض الأحكام من الكتب الفقهية المتداولة على يد شيخ الكُتَّاب الملقب بـ «ألفا» بمتابعة وإشراف من والده الذي كان محبًا للعلم والعلماء.

    ثم التحق بمدرسة القرية الابتدائية، وبما أظهره من نجابة، اختاره مشرفي التعليم بحكومة المستعمر الفرنسي للانضمام إلى المعهد الفرنسي بمدينة (أنسنغو) حيث أكمل دراسته المتوسطة والثانوية بتفوق، ونال شهادته الثانوية في العام 1342هـ-1922م وهو في السادسة عشرة من عمره، بعد أن أتقن فيها اللغة الفرنسية إلى جانب لغته الفلانية والعربية.

    ونظرًا لتخرجه بتفوق وما أظهره من نجابه عين معيد في المعهد معلمًا للغة الفرنسية واستمر في ذلك لمدة ثلاث سنوات. ثم انتقل للعمل في العاصمة باماكو كموظف في مصلحة الأرصاد الجوية، ولم تمضِ عدة أشهر حتى رُقي إلى وظيفة سكرتير المصلحة. وهكذا حظي بمكانة وظيفية مرموقة في مرحلة مبكرة من حياته فلمع نجمه بين اقرانه في ظل ذلك الحكم الاستعماري.

    هجرته إلى بلاد الحرمين الشريفين:

    برغم تلك المكانة والحياة العصرية التي أصبح يعيشها إلا أنه لم تغب عن ذاكرته جذوره الدينية وصور قريته التي ترعرع فيها مع أترابه بمجتمعها المتدين وعاداتهم وتقاليدهم.

    حيث استثاره في أحد الأيام مديره الفرنسي بحديثه ورأيه عن الإسلام وواقع المسلمين في البلاد. واصفًا الإسلام بالجمود والتخلف وأنه دين لا يصلح للعالم، وتعاليمه لا تهذب النفوس ومكبلة للحريات، وتدعو إلى الوهم والخيالات. مدعيًا إن هذا هو سبب دخول الأوربيين لبلادهم من أجل إسعادهم، وانتشالهم من التخلف. مستشهدًا بادعاءات المبشرين التي كادوا بها على الإسلام والمسلمين.

    فوجد نفسه عاجزًا عن الرد على تلك الادعاءات والاتهامات، وما زاد من حرقته هو إدراكه بأن حصيلته العلمية لن تسعفه أو تمكنه من الرد والدفاع عن دينه وأهله، فكل ما كان لديه من علم هو سور من القرآن الكريم، وشيء من النحو، وأشعار في المديح النبوي ورسائل من فقه الأمام مالك. ومن شدة غيرته على دينه وغضبه من المستعمرين وافتراءاتهم على دينه وأهله، استنجد بعلماء قريته ليزودوه بالحجج للرد على مديره، لكن ما حصل عليه لم يكن مقنعًا بما يكفي فخاب أمله.

    فقرر الرحيل إلى بلاد الحرمين مع قوافل الحجيج لأداء مناسك الحج والتزود بالعلم ليعود متسلح بالحجج التي تمكنه من دحض ادعاءات واتهامات المستعمرين ومبشريهم على الإسلام.
    وهكذا شد الرحال بمعية مئات من المهاجرين في رحلة شابها الكثير من المخاطر والحروب مع المستعمرين حتى وصل مع من نجا إلى مكة المكرمة في العام ١٣٤٥هـ بلطف الله وما أتاه من بسطة في الجسم، فأدى مناسك الحج والعمرة ثم قصد المدينة المنورة لزيارة مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- والالتحاق بحِلق العلم ومن ثم العودة إلى بلاده متسلحًا بالعلم والحُجج.

    قرار البقاء في المدينة المنورة:

    وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف التحق بحلقه علم أحد أشهر علماء المدينة المنورة من بني عشيرته المحدث العلامة المسنِد الشيخ سعيد بن صديق الفُلًاني -رحمه الله-، بالمسجد النبوي الشريف فدرس على يديه لنحو خمس سنوات القرآن الكريم وشيئًا من كتب الفقه المالكي كمتن العشماوي، والأخضري، وابن عاشر والأزهرية وشيئًا من شروحها، ومتن الرسالة وبعض شروحها، والعقيدة السلفية، وكتاب الأربعين النووية، والمختارة من الأحاديث للهاشمي، وكتاب بلوغ المرام.

    في غضون ذلك ظن أنه نال من العلم ما يهيئه لمقارعة ما يكيده المستعمرون من ادعاءات واتهامات للإسلام وأهله، فضلًا عن حنينه لوطنه فاستأذن شيخه في العودة إلى البلاد بعد أدائه للحجة الثانية.

    وفي طريق عودته توقف في جدة وزار أحد مشايخها من عشيرته في مجلسه ودار بينهم نقاش علمي حول مسألة فقهية فتقدم الشيخ الأفريقي مدليًا بدلوه بكل ما حفظه من نصوص وأحاديث بشأن المسألة، فرد عليه الشيخ بلطف قائلا “يا بني إن هذه المسألة ورد فيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف النصوص التي ذكرت، ويدل على غير ما قرأت”، وقرأ عليه الحديث.

    فقال الأفريقي متسائلا: إذاً، علام خالفت المتون هذا الحديث؟! فأجابه الشيخ: “يا بني، إن جميع المتون وكل الكتب تابعة لأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما سمعت ما قال الإمام مالك، وهو يرد فتوى سمعها عن أمير المؤمنين عمر: “كل كلام فيه مقبول ومردود سوى كلام صاحب هذا القبر وأشار إلى حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله تعالى يقول (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر)”. (النساء: 59).

    هنا أدرك أنه لا يزال في حاجة إلى المزيد والمزيد من العلم وقال في نفسه “إذا كان ما تحصلت عليه لا يقنع مسلم ليعود عما هو عليه، فلأن أعجز عن إقناع الملحد المعاند من باب أولى”.

    وقرر العدول عن العودة إلى بلاده وبديلا عن ذلك العودة إلى المدينة المنورة للتقوى في دراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فودع رفاقه وقال لهم “بلغوا عني أنني لن أعود إلى البلاد حتى يأذن الله، وغربة عن الأوطان في سبيل العلم والمعرفة خير من إقامة سعيدة بالأوطان على جهل وتبعية” وعاد إلى شيخه الفُلًاني بالمدينة المنورة الذي سر بعودته، وأنزله منزلة كريمة، وخصّص له أوقاتًا مكثفة لتلقي العلم في منزله والمسجد النبوي الشريف، واتخذه تلميذه الخاص يصطحبه معه في عموم مجالس العلماء، للانتفاع بعلمهم وأحاديثهم.

    التحاقه بمدرسة دار الحديث:

    وفي العام 1350هـ دعاه شيخه الفُلًاني للالتحاق بـ “مدرسة دار الحديث” التي افتتحها آنذاك العلامة المحدث الشيخ أحمد بن محمد الدهلوي -رحمه الله- لتدريس الحديث النبوي وعلومه على أوسع نطاق لتخريج أجيال ضليعة في علوم الحديث الشريف شأنها شأن مدارس الحديث في الهند آنذاك. فرأى في ذلك منيته ومراده لا سيما أن شيخه الفُلًاني وكوكبة من علماء ومدرسي المسجد النبوي الشريف سيكونون من مدرسيها.

    فالتحق بها وأخذ ينهل من علم الصحاح والسنن، ومصطلح الحديث والفقه وأصولهما، وعلوم الآلة. ويبحر بين ثنايا مكتبتها قارئ كتابا تلو الآخر. الأمر الذي لفت انتباه وإعجاب مؤسس الدار الشيخ الدهلوي، فأولاه عناية واهتمامًا وصار يشرف عليه ويرشده إلى المراجع وينمي فيه ملكة البحث والمطالعة.

    فاستفاد من ذلك إيما استفادة، إذ تعمق في علوم الحديث التي استولت على قلبه حتى اشتهر بين شيوخه وزملائه بـ “رجل الحديث” و “المحدث”. ⁠وكان من أوائل الخريجين من مرحلتها العالية في العام 1356هـ

    ولم يكتفِ بما كان يتعلمه في مدرسة دار الحديث فقط، بل راح يتردد على حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف حتى ارتقى بعلمه ليصبح في العام 1360هـ/1941م أحد مدرسي المسجد النبوي الشريف، ومن ثم مدرسًا في مدرسة دار الحديث عام 1364هـ/1945م، ثم مديرًا وناظرًا لها وأسند إليه الشيخ الدهلوي الإشراف على بناء المجمع الوقفي للمدرسة.

    وفي غضون ذلك لازم جُلة من علماء المسجد النَّبوي الشَّريف ودار الحديث، من بينهم الشيخ محمد هاشم الفُوتِي (ألفا هاشم)، وشيخ شيوخ المدينة محمد الطيب الأنصاري، والشيخ يونس بن نوح الإفريقي، وإمام المسجد النَّبوي الشيخ صالح الزغيبي، والشيخ محمد بن علي شويل، وقرأ على زميله الشيخ محمد بن علي الحركان النحو والصرف.

    وكانت حلقته قريبة من خوخة الصديق في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف، درَّس فيها الكتب الستة، وموطأ الإمام مالك، ونيل الأوطار، وسبل السلام، ورياض الصالحين، وبلوغ المرام، ونظم البيقونية في مصطلح الحديث وغيرها من الكتب الإسلامية النافعة. يوميًا من بعد صلاة المغرب إلى العشاء باستثناء يومي الاثنين والجمعة.

    كما كانت في تلك الأثناء داره مقصدًا للزوار والحجيج الأفارقة، فيقدم لهم دروس من علمه بلغاتهم أو بالفرنسية التي كان يجيدها.

    فذاع صيته ومكانته العلمية وحظي بثقة الدولة والعلماء حتى أن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -طيَّب الله ثراه– اختاره للدعوة إلى الله في جميع قرى ينبع النخل داعيةً متجولًا. للوعظ والإرشاد، ومكث فيها نحو ثمانية أشهر. ومن ثم اختاره في العام 1370هـ ليكون مدرسًا في المعهد العلمي بالرياض، ثم في كلية العلوم الشرعية بعد افتتاحها في العام 1373ه/1953م، -علاوة على ذلك- تقديمه لدروس في مسجد سماحة مفتي عام المملكة آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله–. وخلال إقامته في الرياض كان يقضي إجازاته الصيفة بالمدينة المنورة يشرف فيها على أعمال دار الحديث، ويواصل تدريسه بالمسجد النبوي الشريف. وأصبح واحد من علماء المملكة العربية السعودية وترد إليه الاستفتاءات من جميع أنحاء العالم الإسلامي للإفتاء فيها.

    وفاته وآثاره:

    وفي العام 1377ه أصيب بمرض عضال فأرسلته الدولة إلى لبنان للعلاج وتفاقمت حالته الصحية حتى وافته المنية في ليلة الثلاثاء 1377/03/28هـ ودفن فيها.

    بعد مسيرة 32 عامًا من طلب العلم والتدريس والدعوة إلى الله خلف فيها إرث علمي وعدة مؤلفات منها (الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية)، و(توضيح الحج والعمرة كما جاء في الكتاب والسنة)، ورسالة (جواب الإفريقي)، وهي رسالة لطيفة أجاب فيها على سبع عشرة مسألة وردت إليه من بلاد مليبار الهندية عام 1366هـ.

    غلافي كتاب الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية وتوضح الحج والعمرة كما جاء في السنة للعلامة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي -رحمه الله-

    وورث علمه لكوكبة من العلماء الذين تتلمذوا على يديه منهم: أعضاء هيئة كبار العلماء الشيخ راشد بن صالح بن خنين، والشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق آل غديان، والمحدث الشيخ عمر بن محمد فلاتة (أمين عام الجامعة الإسلامية)، والشيخ عطية بن محمد سالم (قاضي محكمة التمييز بالمدينة المنورة)، والشيخ حامد بن أبي بكر بن حسين فلاتة (الكُتُبِي) (وكيل مدرسة دار الحديث)، والشيخ علي بن محمد سنان والشيخ عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن العباد آل بدر (المدرسين بالمسجد النبوي الشريف والجامعة الإسلامية)، والشيخ عبد الصمد بن محمد الكاتب والشيخ محمد بن سليمان الأشقر (عضوي هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية)، وغيرهم الكثير رحم الله الأحياء والأموات منهم.

    فضلًا عن سيرة عطرة وصفات حميدة زانت سمرة وجهه البشوش المتلألئ كما وصفه تلميذه الخاص الشيخ عمر بن محمد فلاتة الذي قال عنه إنه كان “لين العريكة، حريصًا في جميع شؤونه أن يسير سير المُصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان في منتهى الذكاء واللباقة، شجاع في الحق، صبورًا على الأذى في سبيل الله، حكيمًا في أحاديثه، أديبًا في مجلسه، لطيفًا في أسلوبه، سهلًا في تعليمه ومعاملته، مشجعًا للمجدين من طُلابه فضلا عن جوده، وكرمه، وطيبته، وحسن طويته، وحُبُّه إسداء الخير للمُحتاج، وكان معلم بارع، ومصلح وهب نفسه وفكره، وأذوى ناضر شبابه، وسلخ عمره في مجال الخير. مثيرًا طلابه على ملازمة الطاعة والعبادة، عزيزًا في نفسه، ويغرس بذور العزة والكرامة في نفوسهم.

    وكثيرًا ما سُمع يتمثل بأبيات العلامة الذهبي رحمة الله عليه:

    أهل الحديث عصابة الحق

    فازوا بدعوة سيد الخلق

    فوجدوهم لألاء ناضرة

    لألاءها كفالق البرق

    إشارة إلى الحديث الصحيح ” نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها..” الحديث.

    وكثيرًا ما كان يردد أبياتًا من منظومة الشيخ محمد سفر المدني صاحب رسالة الهدى:
    وقول أعلام الهدى لا تعملوا
    بقولنا في خلف نص يقبل
    فيه دليل الأخذ بالحديث
    وذاك في القديم والحديث
    قال أبو حنيفة الإمام
    لا ينبغي لمن له إسلام
    أخذ بأقوالي حتى تعرضا
    على الكتاب والحديث المرتضى
    ومالك إمام دار الهجرة
    قال وقد أشار نحو الحجرة
    كل كلام منه ذو قبول
    ومنه مردود سوى الرسول
    والشافعي قال إن رأيتم
    قولي مخالفاً لم رويتم
    من الحديث فاضربوا الجدار
    بقولي المخالف الأخبارا
    وأحمدٌ قال لهم لا تكتبوا
    ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا
    دينك لا تقلد الرجالا
    حتى ترى أولاهما مقالا
    فاسمع مقالات الهداة الأربعة
    واعمل بها فإن فيها منفعة
    لقمعها لكل ذي تعصب
    والمنصفون يكتفون بالنبي

    كما كان ينوي -رحمه الله- أن يجعل من مدرسة دار الحديث كلية للحديث لكن أدركه الأجل قبل أن تتحقق أمنيته”.

    وقد خلص د. محمد عمر فلاته في دراسته إلى أن الشيخ الإفريقي أسهم في المسيرة التعليمية في المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- من خلال:

    1. تحفيز شريحة كبيرة من العامة في المسجد النبوي الشريف ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم في الرياض على طلب العلم الشرعي وتحصيله مساءً، وبذل الجهد في تقريب العلوم الشرعية إليهم، وذلك بالنحو الذي أسهم في محو الأمية الدينية لدى الكثيرين منهم، ولا سيما أولئك الذين شغلهم الانخراط في الأعمال المهنية والحرفية عن طلب العلم.
    2. نشر العقيدة الصحيحة بين رواد حلقة دروسه في المسجد النبوي من الطلاب والحجاج والزائرين، وإرشاد الحجاج ودلالتهم على مناسك الحج والعمرة وفق الكتاب والسنة، والرد على استفساراتهم الدينية المختلفة.
    3. نشر السنة النبوية المطهرة من واقع شرح وبيان مضامين الكتب المعتمدة عند المحدثين.
    4. التهيئة المبكرة للطلاب في مراحل التعليم العام في مدرسة دار الحديث ومعهد الرياض العلمي للتخصص في علم الحديث الشريف وأصوله، وتمكينهم من مواصلة دراسة العلوم الشرعية في المراحل الدراسية العليا.
    5. تأهيل عدد من طلاب العلم الشرعي المتميزين في الحديث النبوي الشريف وعلومه، وإكسابهم المهارات اللازمة في التعامل مع دواوين السنة النبوية، والاستفادة منها، ونقد المرويات الحديثية وتخريجها.
    6. تدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم في البحث والحوار والمناظرة والاستدلال وترجيح النصوص، واستقراء الأدلة الشرعية، واستنباط الأحكام منها.
    7. تنمية المهارات الدعوية لدى الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية المختلفة، وتزويدهم بالعلوم الشرعية اللازمة في تعليم الناس ما ينفعهم من أمور عباداتهم ومعاملاتهم.

    وقد تزوَّج الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله- بالسيدة عائشة فلاتة، والسيدة خديجة بنت أحمد فلاتة، ورزق بأربعة أبناء هم: محمد، وأحمد، وحامد، ويوسف، وأربع بنات: أمينة، وحميدة، وميمونة، وأمامة.

    فغفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته فقد كان في قصته حكمة وعبرة إذ كان في ذلك اليوم الذي أغضبه فيه مديره المستعمر الحاقد على الإسلام سببًا مباشرًا في تحوله من مجرد موظف بسيط في مصلحة الأرصاد الجوية إلى مهاجرٍ لمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصبح واحدًا من العارفين بحديثه الشريف وخادمًا له.

    Share
  • اليوم الدولي للمسنين ومقترحات لتحسين ظروف حياتهم

    اليوم الدولي للمسنين ومقترحات لتحسين ظروف حياتهم
    Share

    يحتفل العالم اليوم الثلاثاء باليوم الدولي للمسنين تحت شعار «الرحلة إلى المساواة العمرية»، بهدف التنبيه إلى وجود تفاوت مع فئة المسنين، إذكاء الوعي بالحاجة الملحة إلى التعامل مع التفاوت القائم مع فئة المسنين ومنع ذلك التفاوت مستقبلا، النظر في التغيرات الاجتماعية والهيكلية في إطار السياسيات المتعلقة بمعَايش الأفراد، مثل التعلم مدى الحياة، صياغة سياسات عمالية مرنة ونشطة، إيجاد نظم الحماية الاجتماعية ونظم الرعاية الصحية الشاملة، النظر في أفضل الممارسات، والاستفادة من الدروس والتقدم المحرز في سبيل القضاء على التفاوتات القائمة مع فئة المسنين، وتغيير النظرة السلبية والتنميط السلبي لمفهوم “الشيخوخة”، حيث يواجه كبار السن في عصرنا الحديث من التمييز في الفرص المتاحة بسبب العمر، وتسعى الأمم المتحدة عبر الأجهزة الرسمية بالدول الأعضاء إلى ضمان تكافؤ الفرص وتقليل غياب المساواة في المخرجات باتخاذ تدابير للقضاء على التمييز، وتعزيز الإدماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للجميع بمعزل عن العمر أو الجنس أو الإعاقة أو العرق أو الأصل أو الدين أو الحالة الاجتماعية أو غيرها من التوصيفات، سيما وأن عدد المسنين قد بلغ أكثر من 700 مليون شخص فوق سن الستين ويتوقع أن يبلغ ملياري نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من 20% من سكان العالم، وستكون الزيادة في عدد كبار السن أكبر وأسرع في العالم النامي.

    والمملكة العربية السعودية من الدول التي أولت اهتمام بالغ بالمسنين ووضعت رعايتهم ضمن برامجها وخططها المستقبلية من أجل الحد من التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم، حيث تشير بيانات وزارة الصحة أن نسبة المسنين بلغت 4,19% من إجمالي سكان المملكة، ونحو 25,5% منهم مصابون بداء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أضف إلى ذلك الصعوبات البصرية التي قد يواجهونها بسبب مضاعفات السكري وكبر السن أو أمراض العيون الأخرى التي تؤدي إلى الإعاقة البصرية، وانتشار أمراض القلب، هشاشة العظام، ضعف السمع، الخرف، الزهايمر، الاكتئاب، وغيرها من الأمراض الأخرى المزمنة التي قد تصيبهم، كذلك ما يواجهونه من عزلة اجتماعية أحياناً وصعوبة التنقل الذاتي خارج المنزل.

    وبرأيي إن ذلك قد يعود إلى تغير نمط الحياة اليومية مقارنة بما كانت عليه في الماضي، فعلى ما أذكر أنني وعيت في ستينيات وسبعينيات القرن الميلادي الماضي وكبار السن كانوا يمارسون أعمال يشغلون بها أوقات فراغهم من أبرزها امتلاك وتشغيل الدكاكين الصغيرة بالحواري وبوفيهات الأندية الرياضية، شغل وظائف المستخدمين في الدوائر الحكومية والمدارس، سائقي الحافلات والتكاسي، إمامة وأذان المساجد، إدارة الجمعيات الخيرية، وبعض النساء منهم يمارسن البيع في المباسط والعمل في الخصف والحرف اليديوية الأخرى والقيام بالخدمات النسائية العامة في المطارات والأفراح، والاجتماع في مراكيز الحواري يومياً للمحافظة على علاقاتهم الاجتماعية والوقوف على احتياجات بعضهم البعض، والنساء يتبادلن الزيارات الضحوية أو العصرية لنفس الغرض أو التسوق في الأسواق الشعبية، والأهم من ذلك كله التنقل مشياً على الأقدام لقضاء الحواج اليومية بيسر وسهولة.

    ومن المؤكد أن تلك الأعمال والأنشطة كان لها دوراً هاماً في الحفاظ على صحتهم العامة وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وعليه أرى أنه من الضروري استرجاع نمط تلك الحياة لكبار السن وتنميتها وتطويرها بما يلائم عصرنا الحديث عبر خطط وبرامج تبدأ بتوعية المجتمع بأهمية العناية ورعاية كبار السن كما يأمرنا ديننا الحنيف وتمليه علينا مسئولياتنا وواجباتنا الوطنية، وضع نظام رعاية صحية شامل يؤمن لهم الخدمات الطبية مجاناً في عموم المستشفيات الحكومية والخاصة، إنشاء مراكز نموذجية في الأحياء بالمدن الرئيسية لرعاية وتأهيل كبار السن وايواء المحتاجين منهم، إتاحة فرص العمل والتعليم المدرسي والجامعي لهم بعد سن التقاعد، تهيئة الأحياء وعامة مرافق المدينة بالوصول الشامل بتوسيع الأرصفة والطرقات وإزالة العوائق منها لتكون أمنة وميسرة في المشي للجميع، إعادة تأهيل الحدائق العامة داخل الأحياء لتلبي احتياجات النقاهة والترفيه لكبار السن وعامة المجتمع بأمن وسلام، تنظيم برامج وأنشطة اجتماعية عبر مراكز الأحياء تستهدف كبار السن من الجنسين.

    نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/09/30

    Share
  • المهرجانات المدرسية في اليوم الوطني منهاج للتربية الوطنية

    المهرجانات المدرسية في اليوم الوطني منهاج للتربية الوطنية
    Share

    أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وإلى كافة أفراد مجتمعنا السعودي والمقيمين على أرض وطننا الحبيب بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 89 الذي نحتفل به سوياً هذا العام تحت شعار «همة حتى القمة»، والذي ذكرني بقول الأديب الراحل طاهر زمخشري:
    يا أعذب الحب أمالي قد ابتسمت *** في محفل رقصت في جوه النعمُ
    وقد صحونا على صوت سرى نغمًا *** وللزمان بترديد النشيد فمُ
    إن الإله الذي جادت نوائله *** ما زال ينبت بالخيرات أرضكمُ
    وكل قاحلة قام البناء بها *** وكل مجدبة بالروض تبتسم
    وكل صقع تعالت للصروح به *** شوامخ دونها الأقمار والقمم

    إن مناسبة ذكرى اليوم الوطني الذي تم فيه توحيد المملكة العربية السعودية كشعب واحد تحت راية التوحيد خلف قائدها المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وأبناءه من بعده، حدث هام من الضروري الاستفادة منه لترسيخ معاني حب الوطن والولاء له ولرعاته في قلوب وعقول الجيل الحالي وأجيال المستقبل والمشاركة في مسيرته التنموية ورؤيته المستقبلية، ومن أنجع الوسائل لتحقيق ذلك هو استهداف المدارس ومنسوبيها من المعلمين والطلاب للوصول إلى ذلك الهدف بتنظيم مهرجانات مدرسية سنوية في اليوم الوطني في مختلف مدن المملكة العربية السعودية.

    وفي هذا السياق اتذكر كيف كان للمهرجانات الرياضية المدرسية السنوية في سبعينيات القرن الماضي التي كانت تنظمها وزارة المعارف آنذاك دور هاماً وبارز في ترسيخ حب الوطن والولاء لرعاته وتوعيتنا بمسيرته التنموية ففي الموسم الدراسي 1972/1971م – 1392/1391هـ شاركت في المهرجان الرياضي السنوي لمدارس جدة الذي أقيم على ملعب الصبان تحت رعاية أمير المنطقة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبد العزيز رحمه الله، ضمن فريق مدرستي النموذجية الابتدائية، وكان عبارة عن تجمع لنخب من طلاب مدارس جدة قدمنا من خلاله عروضاً وألعاباً رياضية مصحوبة بأناشيد على الموسيقى العسكرية، تخللها كلمات خطابية وتكريم المشاركين.

    كان حدثاً مهيباً بالنسبة لي وأنا في ذلك السن تعلمت منه الكثير من معاني حب الوطن والحماسة له ولولاته خصوصاً عندما كنت أسير في طابور العرض مع المدارس كل منا خلف مدرسته على إيقاع الموسيقى العسكرية إلى أن أخذنا مواقعنا داخل الملعب، وقدمنا عروضنا المصحوبة بأناشيد حماسية، أذكر منها «عندنا الصناعة ونحن الصناع.. دوري يا مكنه وارفعي صوتك، عندنا الزراعة ونحن الزراع …. الخ» وبلغت ذروة حماسي عندما استلمت مع زملائي ميدالية المشاركة لأول مرة في حياتي.

    استغرق منا الإعداد لذلك الحدث عدة أسابيع من التدريب والبروفات مع المدارس المختارة «ابتدائية/متوسطة/ثانوية» في ساحة مدرسة البحر الأحمر المتوسطة مع مدرسي التربية البدنية وقبل موعد الحفل بفترة وجيزة أدينا البروفات النهائية مع فرقة الموسيقى العسكرية في ملعب الصبان الذي أقيم عليه الحفل.

    وفي وقتنا الحاضر الذي نمر فيه بمرحلة التحول الوطني في طريقنا لتحقيق رؤية 2030 الملقاة على عاتق الجيل الحالي وأجيال المستقبل فنحن في أمس الحاجة إلى ترسيخ معاني حب الوطن والوعي بمسيرته التنموية وشحن الهمم للوصول إلى القمم.

    وأرى أن من المفيد جداً إعادة إحياء تلك المهرجانات وتطويرها بما يلائم عصرنا الحالي ويحقق أهدافنا المرجوة وذلك باختيار طلاب متطوعين من كافة المراحل الدراسية «ابتدائية/متوسطة/ثانوية» للاشتراك في برنامج مهرجان مدرسي يقام بمناسبة اليوم الوطني في الملاعب الرياضية برعاية أمراء المناطق بحضور الأدباء والمفكرين والشخصيات الاجتماعية ومنسوبي التعليم والطلاب وأولياء أمورهم من الآباء والأمهات، وأن يتضمن البرنامج مسيرة طلابية وعروض فنية ورياضية وأفلام وثائقية حديثة تحاكي قصة تأسيس المملكة العربية السعودية وكلمات خطابية وتكريم المشاركين، وهكذا نكون قد استثمرنا جزء من أوقات إجازة اليوم الوطني ببرنامج منهجي يربي ويعلم الأجيال مفاهيم ومعاني حب الوطن.

    نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/09/22م

    Share
  • تجربتي «رحلتي عبر السنين» في لقاءات جدة 2019

    تجربتي «رحلتي عبر السنين» في لقاءات جدة 2019
    Share

    خالص شكري وتقديري لصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» على إتاحة الفرصة لي للتحدث عن تجربتي «رحلتي عبر السنين» والتحديات التي واجهتها في العمل وكيفية تجاوزها في لقاءات جدة 2019 الأربعاء 2019/09/18هـ

    تحدثت لنحو 20 دقيقة عن تجربتي في العمل مع الخطوط السعودية وفقدان البصر وإحالتي إلى التقاعد المبكر ثم الالتحاق ببرنامج إعادة التأهيل في أمريكا والعمل في جمعية إبصار الخيرية لنحو 15 عام والتحول منها لعالم الكتابة والتأليف.

    مثل فقدان البصر التدريجي على رأس العمل، وغياب الأنظمة التي تضمن استمراريتي في العمل بصورة طبيعية، وعدم وجود برامج تدريب وإعادة تأهيل محلية، ونقص الوعي المجتمعي بالتعامل مع حالتي البصرية، التحدي الأكبر خلال مسيرتي العملية.

    بالعزيمة والإصرار، والوعي والثقافة والعلم، والثقة في النفس، مع التوكل على الله، هم الركائز التي اعتمدت عليها في التغلب على التحديات والصعوبات التي واجهتني في مسيرتي العملية وتحقيق الأهداف.

    والشعار الذي استبشر به في حياتي قول الأديب الراحل طاهر زمخشري
    حسبي من العمر أني ما تركت به *** يوماً يمر ويأتي بعده الندم
    وتكريم هدف لي في المناسبة أعتبره حافزاً وداعماً لي للاستمرار في العمل والعطاء

    وأخيراً ضعف حضور ممثلين عن مراكز وجمعيات الإعاقة المتخصصة في لقاءات جدة 2019 يعكس صورة لنقص الاهتمام بمسئولياتهم تجاه ذوي الإعاقة المرتبطة بالتوظف، وعدم تواجد ذوي إعاقة بأعداد كبيرة لاغتنام فرص التوظيف بحاجة إلى دراسة الأسباب ومعالجتها لضمان المساواة في الفرص الوظيفية مع الأصحاء.

    نشر المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/09/20م

    Share
  • التقرير الأسبوعي 129 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 129 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 129 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن «التقرير الأسبوعي 128 لأعلى 10 مشاهدة» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول.
    وللأسبوع الثاني على التوالي احتل مقال «يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري» المركز الثاني، ومقال «اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عام من الإنجازات العسكرية والأدبية» في المركز الثالث.
    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:


    1- التقرير الأسبوعي 128 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 52 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/wzpe

    2- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
    عدد المشاهدات: 44 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/sd3i

    3- اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عام من الإنجازات العسكرية والأدبية
    عدد المشاهدات: 36 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/78qv

    4- التدريس في حياة الشيخ علي الطنطاوي وتطويره لمادة الإنشاء في السعودية
    عدد المشاهدات: 24 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/pd4c

    5- ودعًا طلال بن منصور
    عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/v9qz

    6- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 15 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    7- خفايا وأسرار “أهيم بروحي” للزمخشري
    عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/fwdb

    8- إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة
    عدد المشاهدات: 13 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/id3v

    9- متلازمة العش الفارغ «Empty nest syndrome»
    عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/kqg8

    10- سير وأعلام.. العميد عبد الرحمن برناوي «زمزمي»
    عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/hjn5

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow

    Share
  • سير وأعلام.. العميد عبد الرحمن برناوي «زمزمي»

    سير وأعلام.. العميد عبد الرحمن برناوي «زمزمي»
    Share

    حياتنا المفعمة بالأمنيات والمشحونة بالتحديات، والمليئة بالعقبات، يجب تجاوزها بمعطيات الواقع، حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا، فالأهداف والغايات وإن كانت صادقة فهي لن تأتينا حبوًا في ظل غياب الإرادة الجادة. والرغبات والأماني الخالصة ليست كافية لمواجهة التحديات التي تترقب دفعة محفزة إلى الأمام.

    ولعل من أجمل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان خُلقياً لتحقيق أهدافه، هي صفة الثقة بالنفس، فهي من الصفات التي تجعل من الإنسان أكثر اتزانًا وحكمة، وتزيد من عزيمته وقوة إرادته.

    وفي مقالي هذا سأستعرض نموذجًا لأحد الشخصيات التي تحلت بتلك الصفات وحققت إنجازات وطنية استحقت الإشادة والتقدير، إنه العميد عبد الرحمن علي إدريس برناوي “زمزمي”، من مواليد مكة المكرمة ١٣٥٩/٧/١هـ، درس في مدرسة الشرطة بمكة المكرمة بحي النزهة التي تغير اسمها لاحقًا إلى كلية الشرطة في العام 1385هـ، وبعد تخرجه ابتعث لإكمال دراسته العسكرية في القاهرة، وبعد عودته عين في مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان ومكث فيها لنحو عامين، قبل أن ينتقل إلى المدينة المنورة، ثم نقل للعمل في شرطة العاصمة المقدسة بمكة المكرمة كمحقق جنائي، ثم رقي إلى منصب مدير الحقوق المدنية بمكة المكرمة، بعدها كلف بإدارة شرطة الحرم بالإنابة. وحضر حادثة الهجوم على الحرم المكي الشريف عام ١٤٠٠هـ، وشارك في عملية تطهيره من الفئة المارقة، فمنح على إثر ذلك وسام الشرف من الدرجة الأولى. ثم نقل إلى مديرية شرطة منطقة تبوك للعمل كمساعد لمدير الشرطة لمدة ٣ سنوات، وبعدها نقل إلى شرطة الحدود الشمالية مساعداً لمدير الشرطة لنحو سنتين ونصف، إلى أن أحيل إلى التقاعد بناء على طلبه، بعدها اختير من قبل وزارة الداخلية للعمل كمدير للأمن الصناعي في تحلية المياه بالجبيل واستمر فيها لنحو ٤ سنوات، ثم انتقل للعمل كمدير للأمن الصناعي في مهد الذهب لمدة سنتين. وقد اكتسب العميد برناوي لقب “الزمزمي” من والده الشيخ علي إدريس برناوي -رحمه الله- حيث كان يعمل في مهنة سقاية زوار بيت الله الحرام بماء زمزم، ومن ثم أصبح من مزودي قصر الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بالطائف بماء زمزم، فترة إقامته فيه في فصل الصيف، فلقب بـ «علي زمزمي» إضافة إلى أنه كان من طلبة العلم الشرعي آنذاك ومدرسًا يشار إليه بالبنان في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

    Share
  • التدريس في حياة الشيخ علي الطنطاوي وتطويره لمادة الإنشاء في السعودية

    التدريس في حياة الشيخ علي الطنطاوي وتطويره لمادة الإنشاء في السعودية
    Share

    قد يتبادر إلى ذهن كثير من الناس الذين استمعوا أو شاهدوا أحاديث ومواعظ الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- عبر وسائل الإعلام المختلفة من إذاعةٍ وتلفازٍ وصحافةٍ، وغيرها بأنه داعية إسلامي فقط، اعتلى منابر الوعظ والإرشاد ولم تكن لدى معظم الناس الخلفية والدراية الكافية عن أعماله السابقة أو الوظائف الرسمية وغيرها التي تقلد بها، والتي تمثلت في التعليم، والصحافة، والمحاماة، والقضاء.

    عليه ستركز هذه المقالة على مهنة التعليم التي مارسها منذ بداية حياته الوظيفية وقضى بها شطرًا طويلًا من حياته لأكثر من 60 عامًا حيث قام بالتدريس للطلاب في جميع المراحل الدراسية من الابتدائي وحتى التعليم العالي وتم ذلك في عدد من الدول العربية منها (سوريا، العراق، لبنان، والمملكة العربية السعودية). حيث قام بالتدريس في المرحلة الابتدائية بالمدارس الأهلية والحكومية بدمشق في سوريا، ثم ذهب إلى العراق معلم للأدب العربي للمرحلة الثانوية في بغداد والبصرة. وعمل معلم في الكلية الشرعية في بيروت في لبنان ثم عاد إلى دمشق معلم لمادة فقه السيرة في كلية الشريعة.

    وتواصلت مسيرته التعليمية بالعمل في المملكة العربية السعودية عام 1383هـ معلمًا للأدب في كلية اللغة العربية والشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم انتقل في العام 1384هـ إلى جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة المكرمة التي أصبحت لاحقًا جامعة أم القرى.

    ومن خلال تدريسه لبعض المواد مثل الثقافة الإسلامية واللغة العربية والنصوص الأدبية، والنحو، والإنشاء انتقد بعض مقرراتها وأساليب تدريسها بحكم خبرته الطويلة في المجال.

    فـ-على سبيل المثال- لاحظ الضعف السائد في تدريس مادة الإنشاء في معظم البلاد العربية فعندما كان أستاذًا في كلية اللغة العربية بالرياض عام 1383هـ، لاحظ أن معظم المعلمين يعتبرون مادة الإنشاء مادة هامشية للتسلية فقط، وعدم قيامهم بوضع خطة منهجية لتدريسها، إضافة إلى قيامهم باختيار أي موضوعات وفرضها على الطلاب وإلزامهم بها. وقد لا يميل الطلاب إلى تلك الموضوعات ولا يتصورونها فيترتب على ذلك ضعف تحصيلهم ويوجه المعلمين إليهم الانتقاد دون تبيان الصواب لهم.

    ولحل تلك المعضلة قدم “الطنطاوي” -رحمه الله- مقترحات تمثلت في

    • أن يبين المعلم في كل مناسبة عن قواعد الكتابة ونظرياتها وأنواع القصة والوصف والإنشاء الخطابي وغيرها، كما يلخص للطلاب بعض القصص المشهورة.
    • أن تكون موضوعات الإنشاء لها صلة بحياة الطلاب وقريبة من نفوسهم
    • أن يترك للطلاب الحرية في كتابة ما يخطر في بالهم وتصور أفكارهم ولو كان ذلك لا يعجب المدرس بحيث يراعى عدم الخروج عن الأخلاق الإسلامية

    وقد طبق ذلك -رحمه الله- خلال تدريسه في الرياض ومكة المكرمة حيث كان ينبه الطلاب إلى نصوص في الأدب لا يلتفت إليها المدرسون وواضعو المناهج، ويرشدهم إلى نصوص في السيرة النبوية والتي بها قصص أدبية كاملة تجمع بين صحة الحديث وشروط القصة الكاملة.

    وقد تعددت الآراء التربوية للشيخ العلامة الطنطاوي -رحمه الله- التي أضاءت جوانب مهمة في عملية التدريس وتربية وتعليم النشء على الفضائل.

    Share
  • التقرير الأسبوعي 128 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 128 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 128 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن «التقرير الأسبوعي 127 لأعلى 10 مشاهدة» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول، وعلقت عليه الأديبة والقاصة والإعلامية الأستاذة نجوى مؤمنه برسالة عبر الواتساب قالت فيها “الطموح والعمل الدؤوب والإصرار على النجاح من خلال البحث والتدقيق والتوثيق لعطاء مميز لشاعر مميز وفريد من حفيد عشق منجزات جده الذي أحبه منذ طفولته وكبر معه وهو يحلم بالغوص في بحور شعره وانجازاته العظيمة كشاعر فريد في قصائده التي تعبر بصدق عن مكنونات نفسه وروحه وقلبه فكان الكاتب الاستاذ محمد توفيق بلو الذي أنجز الكثير من الأعمال ونقلها وكتب عنه بصدق وشفافية وأبرز كنوز جده وكتبه الشعرية. وأعماله الفنية مع المطربين والمطربات وغيرها من جوانب حياته الشاملة. حياة شاعر عظيم شاعر العصر الأستاذ الشاعر الكبير طاهر زمخشري الذي قدره وطنه ومنحه جائزه الدولة التقديرية للأدب في حفل كبير. ما أجمل الحفيد الكاتب الاستاذ محمد بلو الذي أحيا ذكرى جده بأعماله. تحية تقدير لك أخي العزيز أستاذ محمد على جهودك وعطائك ووفائك لشاعر أحبه الكثيرون لطيبته وتواضعه وبلاغته وشعره الجميل. رحم الله بابا طاهر كما كنا نناديه واسكنه جنات النعيم”.
    وجاء مقال «يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري» في المركز الثاني، تلاه مقال «اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عام من الإنجازات العسكرية والأدبية» في المركز الثالث، وعلقت عليه الشاعرة الأستاذة سميرة الحربي بقولها “رائعة سيرة طارق الأفريقي لك جزيل الشكر على إبراز هذا الانسان”.
    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
    1- التقرير الأسبوعي 127 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 62 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/1ir5

    2- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
    عدد المشاهدات: 39 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/sd3i

    3- اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عام من الإنجازات العسكرية والأدبية
    عدد المشاهدات: 27 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/78qv

    4- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 13 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    5- الاحتواء المثالي
    عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/da5r

    6- ماذا بعد مشهد الإعاقة!؟
    عدد المشاهدات: 10 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/0kjs

    7- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية
    عدد المشاهدات: 9 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/3us8

    8- قصة الإذاعي الأشهر في عصره مع الإذاعة السعودية
    عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/641m

    9- الاستثناء الحقيقي
    عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/u3nc

    10- طاهر زمخشري وتأسيس أول بلدية للرياض
    عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/j3yk

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow

    Share
  • الأمية الرقمية والثقافية تحد بحاجة لحلول

    الأمية الرقمية والثقافية تحد بحاجة لحلول
    Share

    يحتفل العالم اليوم الأحد الثامن من سبتمبر باليوم الدولي لمحو الأمية تحت شعار «محو الأمية وتعدد اللغات»، واحتفال هذا العام فرصة للتعبير عن التضامن بوصفها السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، والذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي بشأن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أُعتمد فيه بيان سالامانك بشأن التعليم الشامل، فقضية محو الأمية عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة وجدول أعمالها2030  للتنمية المستدامة.

    ولا تزال الأمية تمثل تحدٍ كبير إذ يوجد 800 مليون أمي في العالم منهم 70 مليون في العالم العربي رغم انخفاض الأمية فيه من 37% في العام 1970م إلى 21% في العام 2018م، فوفق تقرير الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية) «بلغت نسبة الأميه في العالم العربي نحو 21% من إجمالي عدد السكان، مما يعني أن 1 من كل خمسة أشخاص أمي مع تفاوت في النسب بين الدول العربية، ونسبة الأمية بين الإناث تصل إلى 25% والذكور 14%، و 7% – 20% من أطفال العالم العربي يتسربون من التعليم خلال المرحلة الابتدائية وقد تصل النسبة في بعض الدول إلى 30%، وهذا يجعل نسبة الأمية تزيد بشكل كبير، ويوجد 13مليون طفل عربي خارج دائرة التعليم بسبب النزاعات والصراعات المسلحة وموروثات اجتماعية وثقافية، مثل الزواج المبكر والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي المحلي وعمل الأطفال والفقر والبطالة».

    والمملكة العربية السعودية من الدول العربية التي خطت خطوات واسعة في محو الأمية وتعليم الكبار منذ انطلاقته في العام 1954م/1374هـ حينما كانت نسبة الأمية فيها 60% مروراً بإقرار مشروع نظام تعليم الكبار ومحو الأمية عام 1972م/1392هـ الذي تم تحويله إلى إدارة عامة لتعليم الكبار عام 2017م/1437هـ، وصولاً إلى أقل من 5,6% في العام 2018م ضمن الهدف الاستراتيجي لمبادرة التعلم مدى الحياة (استدامة) المنبثق من برنامج التحول الوطني لرؤية المملكة 2030 في سبيل إعلان مملكة خالية من الأمية.

    ولابد من الإشارة إلى أن محو الأمية وتعليم الكبار كان له فوائد اجتماعية جمة منها شغل فراغ الأمهات والمعلمات في أوقات بعد الظهيرة، فعلى سبيل المثال لا أزال أذكر مشهد أمهاتنا وهن ذاهبات وعائدات من وإلى برنامج تعليم الكبار وتبادل المعرفة معهن أثناء حل واجباتنا المدرسية مساء، كما كان له فائدة في تحسين الدخول الأسرية من خلال الأجور الإضافية التي كانت معلمات محو الأمية يتقاضينها إلى جانب أجورهن الأساسية.

    وبالعودة إلى شعار هذا العام «محو الأمية وتعدد اللغات» فقد ظهرت تحديات جديدة لخطط وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار قد تؤدي إلى إبطاء حركة التنمية وارتفاع الأمية مرة أخرى وفق المفهوم العصري المتمثل في أمية استخدام الحاسب، المعرفة، مناهج التفكير، وآليات التعلم، حيث أدت ثورة الاتصالات الرقمية إلى اعتماد جل منافع الحياة اليومية عليها في ظل وجود شريحة من المجتمع لا تجيد استخدام الحاسب أو التقنيات الرقمية الأخرى وتطبيقاتها، فأصبحوا أميين رقمياً وعاجزين عن اللحاق بعجلة التطور المعرفي.

    كما أدت حركة النمو والطفر الاقتصادية على مدى العقود الماضية إلى وصول أعداد من العمالة الوافدة لتغطية احتياجات سوق العمل أمية ولا تجيد اللغة العربية أو أي لغة أخرى غير لغتها الأم وبالتالي زادت من أعداد الأميين في المجتمع وبطأت من حركة التطور، أضف إلى ذلك ارتفاع نسب ذوي الإعاقة الذين لا يحصلون على برامج إعادة تأهيل وتدريب تمكنهم من الوصول إلى التعلم وبالتالي يصبحون ضمن الأميين ويخرجون من حركة المجتمع والاندماج في الحياة بصورة طبيعية.

    ولمعالجة تلك التحديات أرى أن يتم الاستفادة من مبادرة التعلم مدى الحياة «استدامة» المنبثقة من برنامج التحول الوطني، بتشجيع القطاع الخاص والأفراد على الاستثمار في تطوير برامج ومراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بصورة مشوقة وعملية تمكنهم من القراءة والكتابة والتحدث بها ووضع التشريعات والقوانين التي تلزمهم على التعلم، تطوير وزيادة برامج ومعاهد تدريب التقنيات المعلوماتية والرقمية بصورة ميسرة وسريعة تلائم قدرات الكبار والصغار، زيادة مراكز إعادة تأهيل وتدريب ذوي الإعاقة المتخصصة، تكثيف برامج التوعية العامة بأهمية التعلم وأضرار الأمية على المجتمع.

    نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/09/07م

    Share
عدد المشاهدات 1٬031
Share