-
ليالي مع «شدو الدموع» في جدة
بدعوة كريمة من الشاعر والمؤلف الأستاذ أنور عبد الله باشا. حضرت الفعالية الثقافية لتدشين كتابه التوثيقي المثير «شدو الدموع». عن مطربة الحجاز وكوكب الجزيرة الفنانة القديرة ابتسام لطفي.
التي نظمت في الفترة من يوم الأربعاء 16 مارس إلى يوم السبت 19 مارس 2022م في صالة «تسامي» بالصيرفي ميجا مول بجدة. برعاية كلًا من صاحبة السمو الأمير الشاعرة الجوهرة الصالح «جوهرة الصحراء». بحضور الأستاذ عبد الخالق الزهراني مدير فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة. ومعالي وزير الإعلام الأسبق والشاعر د. عبد العزيز خوجه. والموسيقار الفنان جميل محمود. والناقد الفني علي فقندش. والفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء. وعدد من الإعلاميين وأصدقاء الفنانة. وحرم القنصل السوداني والقنصل الكيني. وعدد من محبي فنها. بالإضافة إلى نجمة الفعالية الفنانة ابتسام لطفي في أول ظهور جماهيري لها بعد غياب استمر لسنوات.
صورتي مع الفنانة ابتسام لطفي في حفل تدشين كتاب شدو الدموع وقد افتتحت الفعالية بكلمة لسمو الأميرة الجوهرة. وألقت الفنانة ابتسام لطفي كلمة افتتاحية نوهت من خلالها بدور والدتها والأديب طاهر زمخشري في تحقيق نجاحاتها الفنية والأدبية.
وافتتح اليوم التالي للفعالية بكلمة لمعالي الدكتور عبد العزيز خوجه شكر فيها المنظمين ونوه بالدور الريادي للفنانة ابتسام لطفي وانجازاتها. كما شارك الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء الذي رسم صورة غلاف الكتاب بكلمة بالإضافة إلى مشاركة أخرين بكلمات نوهوا فيها بالمستوى الفني الراقي للفنانة.
وفي حفل اختتام الفعالية القت سمو الأميرة الجوهرة كلمة شكرت فيها المنظمين والحضور. وسلطت الضوء على الفنانة ابتسام لطفي ومزاياها ودورها في نشر الفن السعودي داخل وخارج المملكة.
كما شارك الموسيقار جميل محمود بكلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لمنظمي الحفل وللمؤلف وأشاد بدور الفنانة وقدم لمحة تاريخية عن بدايته مع الفنون والموسيقى وتعاونه مع الفنانة ابتسام لطفي. وشاركت الإعلامية القديرة الأستاذة سلوى شاكر بكلمة تحدثت فيها عن علاقتها بالفنانة ابتسام لطفي. كما قدم الناقد الفني علي فقندش كلمة أشاد فيها بالفنانة وأبرز دور الأديب طاهر زمخشري في مسيرتها الفنية.
واختتم الحفل بكلمة للأستاذ عبد الخالق الزهراني أشاد فيها بالفنانة وثمن الدور الرائد والمجهود الذي قام به المؤلف أنور باشا وذكر أنه تابع معه خطوات انجاز الكتاب منذ أكثر من خمسة سنوات وكيف كان يسافر من بلد إلى بلد للحصول على معلومة أو صورة يوثق بها كتابة.
وختم البرنامج بتقديم هدايا تقديرية، وفقرة غنائية قدمتها الفنانة بمشاركة الموسيقار جميل محمود بعزفه على العود من ألحانه.
وقد قدمت الفعالية الإذاعية المخضرمة الأستاذة نازك الإمام.
وخلال الفعالية تم تكريم الفنانة ابتسام لطفي ومعالي الوزير عبد العزيز خوجه، الموسيقار جميل محمود والناقد الفني علي فقندش. والفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء والإعلامية سلوى شاكر. وقامت الفانة ابتسام بتوقيع نسخ من الكتاب للحضور.
وقد واكب الفعالية معرض تضمن صور حفلاتها في مصر وتونس والكويت. وصورها التذكارية مع كبار الأدباء والفنانين العرب الذين ربطتهم علاقة بها. وعرض مقتنياتها الشخصية منها آلة البيانو الذي أهداه إليها الشاعر الراحل أحمد رامي في سبعينيات القرن الماضي. وفساتين ونظارات الحفلات التي احيتها. وزاوية لعرض الكتاب وتوقيعه. وقد نفدت جميع النسخ واكد المؤلف على انه سيتم توفير نسخ إضافية خلال الـ 10 أيام القادمة. وأعلن أنه تم الاتفاق مع المهندس أنس صيرفي رئيس جمعية عيون جدة بأنه سيتم إقامة مزاد علني للمقتنيات في مطلع شهر رمضان القادم. كما أجري خلال أيام الفعالية استفتاء عام على شبكات التواصل الاجتماعي لاختيار أفضل لقب فني تستحقه الفنانة. وأظهرت النتائج بأن غالبية المشاركين اقترحوا لقب “سلطانة الحجاز وصوته الجميل.
إحدى الصور في المعرض المصاحب للفعاليات تظهر الفنانة ابتسام لطفي وهي تشدو على المسرح بقصيدة وداع في احتفال عيد الفن بحضور الرئيس المصري محمد أنور السادات – القاهرة 8 أكتوبر 1976م كتاب «شدو الدموع»
الجدير بالذكر إن كتاب «شدو الدموع» عبارة عن سيرة ذاتية للفنانة ابتسام وتوثيق أعمالها من قبل المؤلف أنور باشا الذي استغرقه انجاز هذا العمل نحو 7 سنوات بكلفة اجمالية قدرت بمليون ريال وفق ما ذكره الأستاذ عبد الخالق الزهراني. سافر فيها إلى الكويت والقاهرة وتونس للالتقاء بالأدباء والفنانين الذين عاصروا الفنانة وعرفوها وارتبطوا بعلاقة معها منهم الفنانات التونسيات زهيرة سالم ونعمة وسلاف. وشراء العديد من الصور النادرة التوثيقية للفنانة من دور الصحافة والنشر.
صور كتاب شدو الدموع وجاء الكتاب في مجلد فاخر بغلاف رسم صورته الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء. مقاس 24 × 30سم مكون من 560 صفحة تحدثت فيها الفنانة لطفي عن حياتها الشخصية والفنية. مولدها ونشأتها وعلاقتها بالأديب طاهر زمخشري والشاعر أحمد رامي والملحن محمد الموجي وكافة الذين تعاملت معهم من الشعراء والملحنين والفنانين. كما تضمن صور نادرة للفنانة ابتسام لطفي وكل ما كتب عنها في الصحافة.
وقد افتتح الكتاب بكلمة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب عن صوت الفنانة ابتسام لطفي.
وقدم للكتاب صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن. وكلمة لسمو الأميرة عادلة بنت عبد الله. كما شارك 120 شخصية من الأدباء والفنانين الذين عاصروا الفنانة خلال مسيرتها الفنية أو عرفوها بكلمات.
وكُنت من بين الذين شاركوا بكلمة عنونتها بـ «الوتر المبصر» ضمنت فيها نبذة تاريخية عن معرفتي بالفنانة في طفولتي. وعلاقتها بالأديب طاهر زمخشري. واهم الذكريات التي لا زلت احتفظ بها كإحيائها لحفل زفاف شقيقتي منى بمشاركة الفنانتين (عتاب وغندرة) في عام 1974م.
كلمتي عن ابتسام لطفي من كتاب شدو الدموع يذكر ان الفنانة ابتسام لطفي أحد عمالقة الفن العربي في القرن الماضي. وأول صوت نسائي سعودي يرخص له بالغناء في الإذاعة السعودية بموافقة خاصة من الملك فيصل -رحمه الله-. اسمها الحقيقي هو (خيرية قربان عبد الهادي كشاري). من مواليد 1944م بمدينة الطائف. فقدت بصرها في مهد طفولتها بسبب إصابتها بداء الجدري نتج عنه شلل في قاع العين. بدأت الغناء وهي في سن السابعة بإحياء حفلات الأعراس بجدة. لقبها الفنان طلال مداح بابتسام تعبيرًا عن ابتسامتها ولطفها. تعاونت مع كثير من الشعراء العرب من داخل وخارج المملكة من أبرزهم الشاعر طاهر الزمخشري. الشاعر أحمد رامي. الشاعر أحمد قنديل. والشاعر التونسي عبد الهادي الجويني. كما تعاونت مع كثير من الملحنين العرب منهم رياض السنباطي. محمد الموجي. بليغ حمدي. عمر كدرس. سراج عمر. سامي إحسان. فوزي محسون. اعتزلت الغناء في الثمانينيات الميلادية بعد وفاة والدتها.
لها أكثر من 60 اغنية ثلثيها قصائد بالفصحى. من أشهرها اغنية «وداع. نام القمر بدري. فات الأوان. جسر الصبر. روابي تونس. ابتسامه الصباح. لو تسألوني. حبيبي آنستنا. ياسريه خبريني».
قدمت عدة حفلات خارج المملكة في الكويت، وفي تونس بدعوة من السيدة الأولى وسيلة بورقيبة وأهداها الرئيس بورقيبة ثوب تونسي تقليدي. وغنت في حفل بمصر أمام الرئيس أنور السادات في قاعة سيد درويش بجانب كبار الفنانين وكرمت من قبله بوسام.
أنور باشا
أما المؤلف أنور عبد الله باشا فهو كاتب سعودي وروائي وشاعر وباحث من مواليد بيروت بلبنان 1988م. نشأ وتربّى في مدينة جدة؛ تخرّج من الجامعة الأمريكية في بيروت قسم إدارة أعمال عام 2010؛ أحبَّ الفن والغناء والموسيقى من صغره وتربّى عليه وعشقه.
وهو عاشق لكوكب الشرق السيدة العظيمة أم كلثوم ولديه أرشيفاً خاصاً بها، وأكثر من عشرة آلاف صورة فوتوغرافية للسيدة أم كلثوم من أندر الصور؛ وأيضاً لديه بعض من المقتنيات الشخصية لها من فساتين سهرة وغيرها..
وهو موثّق للفن العربي؛ وشاعر مرهف الحس؛ وأيضاً رسّام محترف ومؤسّس جمعية أصدقاء نجوم الفن عام 2006؛ الجمعية الأولى والوحيدة في المملكة العربية السعودية التي تهتم بتكريم الفنانين العرب.
له عضوية شرفية في العديد من الجمعيات الفنية والثقافية العربية منها:
- الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الوطني
- الإتّحاد العربي لحماية الملكية الفكرية
- الجمعية السعودية للثقافة والفنون
- جمعية المؤلفين والملحّنين والناشرين
صدر له:
- (أم كلثوم.. عملاقة الغناء العربي) كتاب توثيقي
- (أم كلثوم.. صور لا تُنسى)
- (صمودي.. كلمات من القلب) ديوان شعري
- (زمن في صور .. ذكريات تُحكى في صور)
- (رغبات رجل جامحة) رواية تشويقية
- (نانا.. خداع امرأة) رواية كلاسيكية
وقد كانت دعوتي ومشاركتي في الحضور فرصة طيبة للتعرف عن قرب على هذا المجهود الأدبي القدير. والالتقاء بالفنانة ابتسام لطفي بعد طول سنين، وكذلك الفنان أنور باشا الذي التقيته للمرة الأولى إبان عمله على كتابه لأم كلثوم وبداية مشروعه في كتابة مؤلفه «شدو الدموع». كذلك الالتقاء بالناقد الفني علي فقندش بعد غياب واستقاء بعض المعلومات منه عن أخر مستجدات كتابه “أوراق من حياة فنان العرب محمد عبده” وخطواته التالية. والتعرف على الموسيقار الكبير جميل محمود الذي ربطته علاقة وطيدة بالأديب طاهر زمخشري منذ كان أحد الأطفال الموهوبين في برنامجه “ركن الأطفال”.
-
لقائي مع إذاعة جدة بمناسبة اليوم العالمي للشعر 2022
لقائي مع إذاعة جدة – برنامج مساكم أحلى يوم الاثنين 1443/08/19هـ الموافق 2022/03/21م. بمناسبة اليوم العالمي للشعر. تحدثت فيه عن المناسبة وأهمية الشعر للتعبير اللغوي لإنسانيتنا. ودون الرعيل الأول من أدباءنا في توثيق مراحل هامة من تاريخ المملكة العربية السعودية بتفاعلهم معها من خلال قصائدهم. واهتمام المملكة بالشعر والشعراء منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله وحتى الآن. وما توليه وزارة الثقافة من اهتمام بإحياء ذلك الإرث ووزارة الإعلام في التوعية بذلك. ومقترحي لوزارة الثقافة لرعاية الإرث الذي تركه الرعيل الأول من الأدباء. وعلى رأسهم الأديب طاهر زمخشري. ومبادرتي بإطلاق موقع شخصي يحمل اسمه كنواه لمشروع رقمنة أعماله.
-
لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للشعر 2022
لقائي مع إذاعة نداء الإسلام – برنامج من أرض الحرمين يوم الخميس 1443/08/14هـ الموافق 2022/03/17م بمناسبة اليوم العالمي للشعر تحدثت فيه عن الأديب طاهر زمخشري، مولده ونشأته. وأهم اعماله الشعرية والأدبية. والجانب الإبداعي في أعماله. ولمحة عامة عن الحركة الأدبية في مكة المكرمة خلال فترة مولده ونشأته.
مع تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة.. تحياتيرابط اللقاء على قناة الإذاعة على اليوتيوب
-
اليوم العالمي للشعر ورقمنة أعمال طاهر زمخشري
يحتفل العالم سنويًا باليوم العالمي للشعر في 21 مارس. الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» عام 1999م. بهدف دعم التنوع اللغوي ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير. كذلك دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام. بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن. وهو فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية. وتعزيز تدريس الشعر وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى.
وفي رسالة للسيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو نُشرت على موقع المنظمة بهذه المناسبة. مما جاء فيها: «يصاغ الشعر بالكلمات. وتُكسيه الصور حلّةً مزدانة بالألوان. وتُضبط أوزانه بما يلزم من مقاييس البحور. ويستمد بذلك قوةً لا نظير لها في سائر ضروب الأدب والفن. والشعر شكل ذاتي حميم من أشكال التعبير يفتح الأبواب أمام الآخرين. ويثري الحوار الذي يحفز كل أوجه التقدم البشري. وتصبح الحاجة إلى الشعر ماسّةً إلى أقصى الحدود في الأوقات التي تتسم فيها الأوضاع بالاضطراب.
وينطبق هذا بوجه خاص على الشعوب الأصلية. التي تتعرض لغاتها وثقافاتها لخطر متزايد. ولاسيما من جرّاء التنمية الصناعية وتغير المناخ ونشوب النزاعات. ويؤدي الشعر، من منظور هذه المجتمعات، دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي، وصون الذاكرة… تقوم اليونسكو اليوم بمناسبة اليوم العالمي للشعر. بتسليط الضوء على شعر الشعوب الأصلية. للاحتفاء بدوره الفريد والقوي في التصدي للتهميش والظلم. وفي توحيد الثقافات ببث روح التضامن فيما بينها. ويحلّ هذا اليوم في الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة ببدء العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية. الذي تقوده اليونسكو. لإعادة تأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم الشعوب الأصلية في سعيها إلى صون ثقافاتها ومعارفها وحقوقها.. ويُعدّ كل شكل من أشكال الشعر إنتاجاً فريداً. ولكنه يعبّر بدقة عن الطبيعة العالمية للتجربة الإنسانية. أي عن تطلّعنا إلى الإبداع الذي يتخطى كل الحدود والتخوم. وفي هذا تكمن قوة الشعر».
فالشعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية. وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية. فمنذ قديم الزمان. عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر. إذ انه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب. فهو يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. وله أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد في كافة أرجاء العالم يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر. ولقد اثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية على مر العصور. قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقًا للثقافات المتنوعة. وتشجع اليونسكو الدول الأعضاء على القيام بدور نشط في الاحتفال باليوم العالمي للشعر. سواء على المستويين المحلي والقطري. وبالمشاركة الإيجابية للجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المعنية الخاصة منها والعامة مثل: المدارس والبلديات والمجمعات الشعرية والمتاحف والرابطات الثقافية ودور النشر والسلطات المحلية وغيرها.
وفي هذا السياق. أطلقت بمبادرة ذاتية موقعًا شخصيا للأديب طاهر زمخشري. يهدف إلى التعريف بالأديب وأعماله وإنجازاته. كنواة مشروع لرقمنتها بالكامل بما يتلاءم مع العصر الحديث. حيث يتضمن الموقع. ترجمة للأديب ولقاءته الصحفية والإذاعية والتلفزيونية. ومقتطفات من أشعاره وأقواله. وما كتب عنه من مؤلفات وأبحاث ودراسات ومقالات. ومناسبات تكريمه. ومكتبة تضم دواوينه وكافة أعماله الأخرى. مع إتاحة خاصية تصفح القصائد والتعرف على أغراضها وبحورها وأي معلومات أخرى متعلقة بها. وإتاحة الفرصة للزوار بالتفاعل مع الموقع. ويتوقع أن يستغرق إكمال المشروع بالكامل نحو عام حيث سيتم رفع أكثر من 1000 قصيدة شعرية وإضافة المعلومات المرتبطة بها.
وتأتي أهمية إطلاق الموقع في هذا الوقت. بأنه سيحفظ الإرث الأدبي الذي تركه الأديب. وما تضمنه من توثيق لفترة هامة من تاريخ المملكة العربية السعودية وما دار فيها من أحداث. كما سيحل مشكلة نفاد أعماله من الأسواق في ظل تزايد الطلب عليها. من قبل الدارسين والباحثين وعامة المعجبين بأعماله الشعرية والأدبية.
وأرجو أن يكون هذا المشروع نموذجًا عمليًا ومحفزًا. لإطلاق مشروع أوسع وأكبر يهدف إلى رقمنة أعمال الشعراء والأدباء السعوديين وجعلها متاحة للعامة بأيسر الطرق ومهيأة للاستفادة من مستقبل الذكاء الاصطناعي وما سيعقبه من تطورات.
فكنت قد اقترحت في العام الماضي. في مقالي المنشور على صحيفة الوطن 30 يونيو 2021م بعنوان «إحياء إرث شاعر الجمال طاهر زمخشري». بأن تبادر وزارة الثقافة برعاية الإرث الأدبي والفكري للرعيل الأول من الشعراء السعوديين. بجمع أعمالهم الأدبية والفنية. وإعادة إصدارها بالطرق التقليدية والإلكترونية. وإنشاء بوابة إلكترونية لخدمة المهتمين بأعمالهم. حيث إن أكثرهم تركوا إرثا أدبيا يكاد يندثر. رغم الأهمية التاريخية والثقافية التي يمثلها. وإحياؤه قد يستلزم جهدا مضنيا يفوق قدرات وإمكانيات ورثتهم. على أن تدشن هذه المبادرة مع اليوم العالمي للشعر 2022 ضمن مبادرتها الثقافية الـ 27. بدءاً بالأديب طاهر زمخشري – رحمه الله-. بصفته أحد أبرز صناع الثقافة في المملكة وفق ما نشرته الوزارة في تغريدتها على تويتر في 3 مارس 2021م. وصاحب انطلاقة الحركة الشعرية المعاصرة في بلادنا بديوانه «أحلام الربيع»”.
وبرأيي أن تنفيذ مثل هذا المقترح في وقتنا الحالي. ضرورة قصوى فوفق منظمة الأمم المتحدة. «يوجد في عالم اليوم تعطش لبعض الاحتياجات الجمالية. وممكن للشعر أن يلبي هذه الاحتياجات إذا اعترف بدوره الاجتماعي في مجال التواصل بين البشر. حيث يشكل أداة لإيقاظ الوعي والتعبير عنه. ويشهد العالم منذ عشرين عاما حركة حقيقية لصالح الشعر وصارت الأنشطة الشعرية تتكاثر في مختلف الدول والأعضاء ويزداد الشعراء عددًا. وكل هذا يعبر عن حاجة اجتماعية. تدفع الشبيبة إلى العودة إلى المنابع وتشكل وسيلة يمكنهم بها مواجهة الذات. بينما يشدهم العالم الخارجي إليه بقوة بعيدا عن ذواتهم.
كما بات الشاعر يضطلع بدور جديد كإنسان. وصار الجمهور يُقبل بصورة متزايدة على الأمسيات الشعرية التي يُلقي الشعراء فيها قصائدهم بأنفسهم. وتمثل هذه الحركة الاجتماعية لاكتشاف القيم المتوارثة. عودة إلى التقاليد الشفوية وقبول الكلمة المنطوقة كعنصر يعزز البعد الاجتماعي لدى الإنسان ويجعله أكثر انسجاما مع نفسه. ولا يزال يوجد اتجاه لدى وسائل الإعلام والجمهور العريض عموما. يجنح إلى عدم أخذ الشاعر على محمل الجد. لذلك يصبح من المفيد التحرك للانعتاق من هذا الوضع لكي ينبذ هذا التصور ويأخذ الشعر مكانه الصحيح في المجتمع».
والأهم من ذلك كله أن ديننا الحنيف قد أولى الشعراء والشعر أهمية. فقد قال تعالى ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224). أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225). وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226). إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)﴾. (الشعراء). وقال رسول الله ﷺ (إنَّ من البيانِ سحرًا، وإنَّ من الشِّعرِ حِكمةً). أخرجه أبو داود. كما دأبت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها. على الاهتمام بالشعر والشعراء. وحفظ مكانتهم بأشكال وصور مختلفة. ووضعت وزارة الثقافة ضمن رؤيتها 2030 خططا وبرامج لرعاية الإرث الثقافي، والحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية في المملكة.
ورجائي بأن يكون احتفال المملكة في العام القادم باليوم العالمي للشعر 2023. بتنفيذ أولى مراحل مشروع رعاية الإرث الأدبي والفكري للرعيل الأول من الشعراء السعوديين.
بدء بالأديب طاهر زمخشري والذي اجمع النقاد بأنه من أكثر الشعراء السعوديين غزارة في الإنتاج. بإصداره أكثر من 20 ديوان شعريًا. فضلًا عن «6» دواوين مخطوطة يدويا توفي قبل إصدارها. وقصائد متناثرة لم تجمع في ديوان. كقصيدته «يا أعذب الحب» التي ألقاها في حفل جائزة الدولة التقديرية عام 1405هـ. وقصيدة «من وحي المرض» التي قالها حينما اعتل بداء الكلى. بالإضافة إلى أكثر من 100 نص غنائي. وهو من أوائل الشعراء السعوديين الذين كرمتهم رابطة الأدب الحديث بمصر في اربعينات القرن الماضي. ووصفه الشاعر الراحل إبراهيم ناجي، رئيس الرابطة آنذاك بأنه «عمر بن أبي ربيعة»، في الأدب الحديث. بالإضافة إلى نيله إعجاب وتقدير العديد من كبار الشعراء. وأساطين الأدب الحديث ورجالات الصحافة. من بينهم الدكتور طه حسين، وعباس العقاد، ومحمد حسين هيكل باشا.
واختم دردشتي هذه بما قاله فيه الشاعر المصري محمد مصطفى حمام – رحمه الله –
أكرمْ به من «طاهرٍ» مُطَهــرِ
وعالِم موقَّــــــــرٍ «زمخشري»
وكاتبٍ خِصْبِ البيـــــانِ مُزهرِ
وشاعرٍ سامي الخيــالِ عبقري
وصاحبٍ صــافي الفــــؤادِ نيَّرِ
بياضُ نفسٍ في مُحيَّــــــا أسمرِ
مُحبَّبٌ في مَظْهَـــــر ومَخْبـــــر
وخَيِّــــــرٌ مُنحدرٌ من خَيَّــــــــر
ابنُ الحجــاز العاطــرِ المعطَّر
وسَقْيُ زمزمٍ وجــارِ المشْــــعَر
ربُ الأغاريد، وشادي المْعشَر
وصائغْ الشِّعر كصَوْغِ الجوهر
-
التقرير الأسبوعي الحادي عشر لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن مقال «المساجد بعد الجائحة وغياب الوصول الشامل». قد حصد أعلى مشاهدة. تلاه «مجلة نوافذ.. باكورة كتابتي الخارجية» في المركز الثاني وعلق عليه القارئ عبد المنعم فلاته بقوله «لافُضّ فوك ولا جفّ قلمك استاذ محمد توفيق. بارك الله في جهودك وسدد خطاك. الى الامام ولكل مجتهد نصيب، وهدفك الساحة العالمية بإذن الله». واحتل مقال «جِدَّة ومصوع وأسمرة سطور مضيئة عبر العصور» المركز الثالث. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:
1- المساجد بعد الجائحة وغياب الوصول الشامل
عدد المشاهدات: 118 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/0of22- مجلة نوافذ.. باكورة كتابتي الخارجية
عدد المشاهدات: 75 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/t5zw3- جِدَّة ومصوع وأسمرة سطور مضيئة عبر العصور
عدد المشاهدات: 66 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/43iv4- روسيا وأوكرانيا وثالث حروب القرن بين الوعي والإنسانية
عدد المشاهدات: 41 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/0rhw5- حكاية «أسمر حليوة» والانطلاقة الفنية للثلاثي طاهر زمخشري وغازي علي وطلال مداح
عدد المشاهدات: 19 مشاهدات
https://mohammedbellow.com/asmar6- الجزء الأول من لقائي مع إذاعة الرياض (الأولى) – برنامج أسمعك
عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/i5y87- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 15 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7o9b8- مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/baba_taher9- طاهر زمخشري وتأسيس أول بلدية للرياض
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j3yk10- رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية
عدد المشاهدات: 7 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/6ql0ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
رحلتي عبر السنين الجزء الأول
الطبعة: الطبعة الأولى
تاريخ النشر: 1438هـ، 2017م
عدد الصفحات: 280ص
المقاس: 17 × 24 سم
مستخلص الكتاب:
كتاب للسيرة الذاتية لأول مؤلف كفيف وخبير في مجال الخدمة الجوية وخدمات الإعاقة البصرية، يروي من خلاله مذكراته الشخصية لمسيرة حياته تناول فيه:
- طفولته في سانت لويس، وبيت الشرفية، وحياته التعليمية.
- حياته مع الأديب الراحل طاهر عبد الرحمن زمخشري
- مسيرته مع الخطوط الجوية العربية السعودية، وإنجازاته العالمية.
- قصة زواجه في الولايات المتحدة الأمريكية.
- رحلته مع فقدان البصر وتأسيس جمعية إبصار.
- رؤيته المستقبلية لخدمات الإعاقة البصرية.
سعر الكتاب: 53ريال
نقاط البيع: متجر سطور للنشر
نشر عن الكتاب:
- قصة كتاب – رحلتي عبر السنين
- رحلتي عبر السنين – مع الفجر | صحيفة عكاظ
- رحلتي عبر السنين | صحيفة الرياض
- حديث المطابع – رحلتي عبر السنين | صحيفة الرياض
- “بلو” يغذي أدب المكفوفين بمؤلفه الجديد “رحلتي عبر السنين”
-
جِدَّة ومصوع وأسمرة سطور مضيئة عبر العصور
نشر هذا المقال على مجلة «نوافذ» التي تصدر عن اتحاد الكتاب الارتريين بالمهجر في 2022/03/15م
بداية أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لاتحاد الكتاب الارتريين بالمهجر على اصدارهم هذه المجلة «نوافذ». وانه لمن دواعي فخري واعتزازي بان أكون أول من يسطر فيها كلمات من مدينة جِدَّة. التي سماها شاعرها المكي طاهر عبد الرحمن زمخشري بعروس البحر الأحمر وقال فيها:
يا عروس البحر خَفَّاقي الذي *** بينَ جنْبَيَّ تَصبَّاك عميدَا
ومن الأَعماقِ فيه جذوةٌ *** تَبْتَغي للحُبِّ زَنْدًا ووقُودَا
فلمنْ أُهدي عقودي؟ لِسِوى *** من بِها أشْدُو وأرْجُو أنْ أُجيدَا
يا عروسَ البحْرِ ما أنْت سوى *** مَرْبعٍ طاب لَنَا روْضًا نَضيدَا
فَبِشَطَّيْك أفَانينُ السَّنَا *** تُلْهمُ الأوْزَانَ تُجْرِيهَا قَصيدَا
فلقد شاء الله أن أولد وأنشأ وأترعرع في مدينة جِدَّة وأتشبع بثقافتها المتنوعة وبيئتها متعددة الأعراق ومنها الارتري. حيث ارتبط جانب من تاريخها بمصوع التي عرفت أيضاً باسم «باضع» وأسمرة. وكان الكثير من تاريخها واهميتها غائباً عني رغم ارتباطها بتاريخنا الإسلامي وتراثنا الثقافي. فمصوع كانت مهبط أول هجرة في الإسلام وموقع لأول مسجد يبنى فيه.
ففي شهر رجب من العام الخامس للبعثة النبوية – 615م. خرج الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى بلاد الحبشة. ولحق بهما 11 رجل و3 نساء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر جدة فالشعيبة. ومنها أبحروا إلى اليمن وعبروا إلى جزيرة «دهلك» وأخيرًا رسوا على شاطئ مصوع. ثم السير برا إلى مدينة «كعبر» في بداية اقليم «أمهرة». وعادوا إلى مكة في شهر شوال من نفس العام. فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “خرج عثمان بن عفان مهاجرًا إلى أرضِ الحبشةِ ومعه رُقيَّةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم واحتَبَس على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم خبرُهم فكان يخرُجُ يتوكَّفُ عنهم الخبرَ فجاءَتْه امرأةٌ فأخبَرَتْه فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إنَّ عثمانَ لأوَّلُ مَن هاجَر إلى اللهِ بأهلِه بعدَ لوطٍ”.
وفي العام التالي (6 للبعثة – 616م) هاجر إليها مرة أخرى 83 صحابي و19 صحابية. بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. هربًا بدينهم من مشركي قريش. والتقوا بملكها «النجاشي» الذي استضافهم وأكرمهم وأعطاهم الأمان.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم قد بنوا في هجرتهم الأولى أول مسجد في تاريخ الإسلام بـ «رأس مدر». عرف باسم «مسجد الصحابة». ولا يزال موقعه قائمًا حتى يومنا هذا بمنطقة ميناء «مصوع» بمحرابه الأساسي الذي كان باتجاه المسجد الأقصى.
ومن حينها تجذر الإسلام في تلك البلاد وانتشر. وارتبط أهلها بالعرب والمسلمين بمصاهرة ونسب وتبادل ثقافي وتجاري. وأصبحت اللغة العربية من اللغات السائدة إلى جانب اللغات المحلية الأخرى التجرية والتغرينية والعفارية والساهو. والعرب أحد مكونات المجتمع إلى جانب الأعراق الأخرى كالكوناما والتجرينيا. ولا يزال الأهالي يقيمون صلوات الأعياد في مسجد الصحابة تيمنًا بالمكان، وتخليدًا لأول هجرة في الإسلام.
أما عن علاقة جِدَّة بأسمرة التي بناها الإيطاليين في عام 1897م. إبان حقبتهم الاستعمارية للبلاد وجعلوها عاصمة بدلاً من مصوع لموقعها الاستراتيجي الجبلي وجوها المعتدل وطبيعتها الخلابة. بعدما أولوها عناية فائقة بإنشاء المباني الحديثة ودور العبادة والمستشفيات والطرق والسكة الحديدية والمطار والصرف الصحي. الذي لم يكن له نظير في دول المنطقة لتكون بمثابة روما افريقيا. وقد تغنى الشيخ محمد فاضل التقلاوي بجمالها قائلًا:
على قمة العلياء تزهو وتخــلب *** وفـوق تليد المـجد شماء ترهـب
عروس الربى مجلوة تعشق العـلا *** فيهفـو لـها قلبي مليـا ويطـرب
منمقة حسنـاء تبـدو كأنهـــا على *** الفلك العلياء في الأرض كوكب
حبتها يـد الـزمان للفـن تحـفة *** وصورها عـات خـبير مجــرب
ولم يتخلف المسلمون من أهلها من الحفاظ على الجذور الإسلامية والثقافة العربية فيها. وخير شاهد على ذلك «مسجد الخلفاء الراشدين». الذي بناه المعلم المعماري «عامر الجداوي» من أهالي مصوع في العام 1900م – 1319هـ. إبان لجنته الأولى برئاسة كبير التجار «أحمد أفندي الغول» ذو الأصول المصرية. واستمر شامخًا على مر السنين رمزًا وشاهدًا على عمق التاريخ الإسلامي والعربي فيها. وعمل المسلمون من الأهالي جيل بعد جيل على المساهمة في توسعته وتطويره ووقف الأوقاف له. ووثق ذلك مفتي ارتريا الأول «الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر» -رحمه الله- في كتابه «القُنبرة في تاريخ المركز الإسلامي في أسمرة». وذكر منهم الشيخ حسن عبد الله بامشموش. أنجال سعيد عبدالله العمودي، الحاج حسان عبدالله اليماني، الأخوين عمر وسعيد سالم باعقيل، والحاج إبراهيم محمد حسين وغيرهم. وقال:
إن تفخر أرتريا بما في طيها *** فجامع أسمرة يكفيها فخرا
وقد امتدت تلك الجذور الاسلامية والعربية لعصرنا الحاضر. فقد كانت أسمرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مقصد تجاري وثقافي وسياحي لأهالي جِدَّة. لازدهارها في ذلك الوقت خصوصًا في المجال الطبي. إذ استقطب مستشفاها الايطالي ENAIL الأشهر والأضخم في المنطقة آنذاك أهالي جِدَّة والمنطقة للعلاج فيه.
وما يؤكد على مدى العمق التاريخي والثقافي بين جِدَّة ومصوع وأسمرة التشابه الكبير في العادات والتقاليد. بما في ذلك اللباس والأطعمة.
فعلى سبيل المثال نجد أن لباسهم الشعبي الذي يرتدونه في الأفراح والأعياد والجُمع. هو الثوب الذي يسمى عرّاقي ويلبس عليه السديري والعمة الحلبية. وأشهر الأكلات الشعبية «أكّلَتْ» المعروفة عندنا بـ «العصيدة» و«المَاَدة/المضبي» و«المشكلة» وهي مجموعة ايدامات تضم «الزقني» و«الكمونية» و «العدس». تؤكل بخبز «الإنجيرة/الكسرة».
وحتى فنونهم عرفت في بلادنا منذ العهد النبوي في المدينة المنورة. فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. في صحيح البخاري «أنَّ أبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه. دَخَلَ عَلَيْهَا. وعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ في أيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ. وتُدَفِّفَانِ. وتَضْرِبَانِ. والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتَغَشٍّ بثَوْبِهِ. فَانْتَهَرَهُما أبو بَكْرٍ. فَكَشَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن وجْهِهِ. فَقالَ: دَعْهُما يا أبَا بَكْرٍ، فإنَّهَا أيَّامُ عِيدٍ. وتِلْكَ الأيَّامُ أيَّامُ مِنًى. وَقالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي. وأَنَا أنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ. وهُمْ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ. فَزَجَرَهُمْ فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعْهُمْ، أمْنًا بَنِي أرْفِدَةَ يَعْنِي مِنَ الأمْنِ».
واستحضرت وأنا أسطر هذا المقال جانبًا من ذكريات طفولتي. حينما كُنت أمشي يوميًا في شارع الكيال بحارتي التي نشأت فيها «البغدادية». وأمر بجانب مبنى «السفارة الإيطالية» التي سكن في محيطها بعض العوائل الحبشية. بحكم عمل بعض آبائهم في السفارة فأتبادل التحايا واللعب أحيانا مع أبنًائهم. كذلك زملائي في المرحلة الابتدائية أذكر منهم عمران، محمد سعيد، إدريس وغيرهم وكنا نضيف إلى أسمائهم لقب الحبشي.
كما أعتقد أن معظم من عاش في جِدَّة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. سيتذكر ذلك المصوراتي الحبشي ابن أسمرة. الذي أشتهر بأناقته وبزته الافرنجية «باعقيل العباسي» مالك استديو باعقيل. أحد أشهر أستوديوهات التصوير الفوتوغرافي بجِدَّة آنذاك بشارع قابل بجوار مسجد عكاش والفاروقي للبُن. الذي تخصص في تصوير مناسبات وحفلات الإدارات الرسمية ووجهاء البلد.
والواقع إن ما أثار اهتمامي ولفت انتباهي. لذلك العمق التاريخي وأواصر الصلة الاجتماعية والثقافية والتجارية بين مدينة جِدَّة ومصوع وأسمرة منذ القدم. هو مراجعتي وتحقيقي لرواية بعنوان «الحب المفقود في بلاد الحبشة» ألفها زميلي الرحالة السعودي أمين محمد علي غبره. صدرت عن سطور للنشر بجِدَّة عام 2021م. وهي قصة واقعية دارت أحداثها بين جِدَّة ومصوع وأسمرة في صيف عام 1969م. حينما كانت تحت حكم الإمبراطور الإثيوبي هيلاسيلاسي آخر أباطرة إثيوبيا (1928م إلى 1974م).
روى من خلالها المؤلف قصة رحلته مع عائلته إلى الحبشة عبر البحر. لعلاج والدته في المستشفى الإيطالي بأسمرة وما دار فيها من أحداث مثيرة وذكريات. مع التطرق إلى طريقة السفر منها وإليها عبر البحر وما يترتب عليه من معاناة ومخاطر. بالإضافة إلى إبراز جانب من ملامح الحياة الاجتماعية في مدينة جِدَّة وعادات وتقاليد مجتمعها. والجوانب الثقافية للمجتمع الحبشي، والإيطالي في تلك الفترة ومدى ارتباطها بالمجتمع الجِدَّاوي.
ولا بأس من ان أختم هذه السطور بنبذة عن بلاد الحبشة المذكورة. حسبما استنتجته من بحثي ودراستي عنها خلال مراجعتي وتحقيقي للرواية. فبلاد الحبشة هي ما يعرف اليوم بدولتي إثيوبيا وارتيريا. وعرفت بهذا الاسم نسبة إلى أحد قبائل حمير من اليمن تدعى «حبشت». هاجرت حسب ما رجح المؤرخون بين القرنين السابع والعاشر قبل الميلاد من اليمن إلى تلك البلاد. وأقامت مملكة بها حاضرتها «اكسوم» وهي مدينة تاريخية تقع حاليًا شمالي إثيوبيا في إقليم التجراي.
وأجدها فرصة أن أدعو الباحثين والمهتمين. للتنقيب عن المزيد من الإرث الأدبي والفكري والثقافي العربي المتجذر في تلك البلاد. التي اختلطت فيها الثقافة الحبشية والعربية والايطالية. واثراء ساحتنا الفكرية والأدبية والثقافية به، في ظل التقارب الثقافي الذي تعيشه الشعوب، وأصبح فيه العالم كقرية صغيرة.
-
مجلة نوافذ.. باكورة كتابتي الخارجية
بدعوة كريمة من اتحاد الكتَّاب الارتريين بالمهجر. تشرفت بالمشاركة بمقال بعنوان «جِدَّة ومصوع وأسمرة سطور مضيئة عبر العصور». لمجلة «نوافذ» الفصلية التي دشنت في 2022/03/15م بالتزامن مع الذكرى الثامنة والخمسون لمعركة تقوربا التي انتصرت فيها قوات جبهة التحرير الارترية على القوات الاثيبوبية في 15 مارس 1964م.
وقد تناولت في مقالي تهنئة الاتحاد على إصداره لمجلته. وأبيات من قصيدة «عروس البحر الأحمر»، للأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري. التي ألقيت بمناسبة حفل المهرجان الفني السنوي. الذي أقامه فرع جمعية الفنون والثقافة بجدة على شرف معالي المهندس محمد سعيد فارسي. إبان عمله رئيسًا لبلدية جدة. وأشرت إلى أن الأديب رحمة الله كان أول من أطلق على جدة عروس البحر الأحمر. كما استعرضت من خلال المقال نبذة عن تسلسل العلاقة التاريخية والحديثة التي ربطت بين الحجاز وارتريا. بالإضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى.
وقد شارك في تحرير العدد الأول من المجلة نخبة من الكتَّاب والأدباء الارتريين ومصر والسودان وسوريا والعراق.. ونالت على إعجاب واستحسان الكثير من القراء. بما تضمنته من مقالات وتقارير وحوارات وقصص أدبية وثقافية، وأشعار.
ويعتبر هذا المقال أول مشاركة لي للكتابة في مجلة غير سعودية. حيث كانت مشاركاتي السابقة عبارة عن لقاءات صحفية. أولها مع مجلة منارات الفلسطينية بعنوان (حكاية رجل وجمعية). وصحيفة العرب اللندنية بعنوان « طاهر زمخشري شخصية العام الأدبية التي يحتفي بها سوق عكاظ». وصحيفة بوابة أخبار اليوم المصرية بعنوان «خبير: نور حياة لها دور فعال في خفض حالات الإعاقة البصرية بين الأطفال» وآخر بعنوان « السعودي «بلو» كفيف «عايش على الطيران» بأجنحة برايل». ومجلة «our life logs» الأمريكية بعنوان «في بحر الظلام – In an Ocean of Darkness». وهو لقاء صحفي أجري معي بتاريخ 09/03/2020م.
يجدر بالإشارة إلى أن اتحاد الكتاب الارتريين بالمهجر وفق بيانه التأسيسي. «مظلة أدبية ثقافية مستقلة لكل الكتاب والإعلاميين والأدباء الإرتريين. في مختلف دروب الإنتاج والمعرفة. وهو كيان إرتري مستقل يهتم بالثقافة والتراث والأدب. وأهدافه متخصصة في مجالات الإنتاج الفكري والأدبي ولا يحمل أي توجه سياسي. وهدفه الأساسي توحيـد الجهـود بـين مثقفي إرتريا ورص صفوفهـم. بمـا يتسق وتحقيق الأهداف السامية التي يتطلع إليهـا كل وطنـي غيـور يتمنى أن يرى اسـم إرتريا يزيـن المحافل والمنتديات. وتكـون إرتريا معلمًا بين الدول والشعوب».
-
أمسية ديوانية جدة
صور مشاركتي في الأمسية التي أقامتها ديوانية جدة. لصاحبها الشيخ خالد الفوزان مساء السبت ١٥ مارس ٢٠١٤م بحضور عدد من رجال الأعمال والمختصين. ألقيت فيها محاضرة سلطت من خلالها الضوء على خدمات جمعية إبصار. والرؤية المستقبلية بإنشاء مشروع قرية إبصار. الذي يهدف إلى بناء مجمع نموذجي بمحافظة جدة. يتضمن وحدة صناعية للمكفوفين ويدار بكوادر بشرية من ذوي الإعاقة البصرية وتقديم خدمات العناية بضعف البصر وإعادة تأهيل المعاقين بصرياً وتوظيفهم. وتدريب وتعليم المختصين في مجالات الإعاقة البصرية.
صورة لعدد من حضور الأمسية صورتي مع الخبير الاقتصادي الدكتور مقبل الذكير والشيخ واصف كابلي رحمه الله مع الخبير الاقتصادي الدكتور مقبل الذكير مع سعادة الشيخ خالد الفوزان صاحب ديوانية جدة والخبير الاقتصادي الدكتور مقبل الذكير -
المساجد بعد الجائحة وغياب الوصول الشامل
تابعت ما تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرًا عن فرحتهم. بقرار إيقاف تطبيق إجراءات التباعد في الحرم المكي والمسجد النبوي والجوامع، مع الالتزام بلبس الكمامات.
وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو اتصال هاتفي من زوجتي. صباح يوم الخميس 10 مارس 2022م بُعيد مغادرتها المنزل في طريقها إلى العمل. قائلة لي أن شقيقي الكفيف قد وقع أرضًا بعد تعرقله بالحاجز الموضوع في مدخل المسجد. وتصادف مرور أحد الجيران فساعده ورافقه إلى المنزل. وسألتني لماذا لا أكتب عن هذا الموضوع لخطورة تلك الحواجز على ذوي الإعاقة. فأجبتها بأنني قد كتبت عن ذلك مرارًا وتكررًا دون جدوى.
فتذكرت أننا على مشارف شهر رمضان المبارك. الذي يزيد فيه الإقبال على المساجد من عامة المجتمع كبارًا وصغارًا بما فيهم ذوي الإعاقة.
وقررت أن أعاود الكره مرة أخرى. مناشدًا معالي وزير الشؤون الإسلامية والإرشاد بالوقوف معنا كذوي إعاقة وكبار سن وأصحاب احتياجات خاصة. بإلزام القائمين على المساجد بتهيئتها بالوصول الشامل، ورفع مستوى الأمن والسلامة فيها. واعطائهم فرصة 6 أشهر كحد اقصى لذلك. وتعليق الصلاة في أي مسجد لم يلتزم بذلك مع تغريم المسؤول عنه.
حتى لا يكونوا سببًا في وضع الأذى في الطريق. الأمر الذي يتنافى مع شعب الإيمان. فقد ورد في الحديث النبوي (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ) رواه مسلم.
فإن تلك العوائق بمثابة الأذى في الطريق الذي قد يحرم ذوي الإعاقة والمسنين من الذهاب الى المساجد تفاديًا من تعرضهم لإصابات. فعلى سبيل المثال اجتهدت برخصة فقهية لنفسي بالعذر عن الذهاب إلى المسجد باستثناء الجُمع بعدما أصبت بجشة في جبهتي نتيجة اصطدامي بحافة رف المصاحف المعلق على سارية المسجد. وفي مرة أخرى نتيجة اصطدامي بحديدة سنادات الظهر في الصف الأمامي اثناء نزولي للسجود. وحملت مسئولية ذلك أمام الله على كل من وضع تلك الحواجز والعقبات في طريقي وتسببت في عذري من الذهاب إلى المسجد.
عوائق وممارسات خاطئة
لا تزال العديد من مساجدنا غير مهيأة بالوصول الشامل لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة. فساحاتها الخارجية صممت بمستويات ارتفاع مختلفة عن بناء المسجد. وبني لها درج وسلالم للوصول الى بوابات المسجد. دون بناء مزلقانات حسب المعايير والمواصفات الدولية للكراسي المتحركة. بالإضافة الى تركيب حواجز عند الأبواب بمستوى الساق لمنع المصلين من خلع احذيتهم داخل المسجد. كذلك عدم إنشاء مخارج إضافية للطوارئ. وتركيب شبك من الحديد أو الألمنيوم على النوافذ من الخارج مما يحول دون استخدامها كمخارج للطوارئ عند الحاجة.
فرش ساحة المسجد الداخلية بسجاد متلاصق بالكامل دون وضع حواف بارزة ليسترشد بها ذوي الإعاقة البصرية في تحديد مسار الصفوف والوقف السليم تجاه القبلة. فضلًا عن عدم ترك مساحات شاغرة للمصلين بالكراسي المتحركة مما يحرجهم في الدخول الى المسجد والسيرة بكراسيهم على سجاد المسجد.
تعليق رفوف للمصاحف على السواري (العواميد) في مستوى الرأس ما قد يسبب الاصطدام فيها، ووضع دعامات للظهر في الصفوف الأولى مسنودة بقوائم ارتكاز حديدية حادة مثبته على الأرض.
رفع مكبرات الصوت بمستوى عالي جدًا يتسبب في شوشره وفقدان التركيز عند ذوي الإعاقة البصرية الذين يعتمدون في التوجه والحركة على حاسة السمع الأمر الذي يعوق حركتهم باستقلالية او حتى سماع إرشادات من يرافقهم.
عدا عدم الأخذ باحتياطات الأمن والسلامة الكافية من قبل المقاولين أثناء تنفيذ مشاريع حول المساجد تستلزم حفريات أو وضع معدات ثقيلة وأدوات بناء مما قد يعرض المعاقين وكبار السن للوقوع أو الاصطدام فيها.
اما عن ممارسات بعض المصلين الخاطئة فهي تتمثل في إيقاف سياراتهم فوق الأرصفة المحيطة بالمسجد. أو ايقافها بطريقة عشوائية مما يجعلها عائقًا من الوصول إلى المسجد. كذلك خلع أحذيتهم أمام بوابات المسجد وتركها بدلًا من وضعها في الدواليب المخصصة لها. والتزاحم والتدافع عند الابواب أثناء الخروج من الصلاة خصوصًا أيام الجُمع، ورمضان، والاعياد، وصلوات الجنائز.
أما المراحيض ودورات المياه فهي اشد صعوبة في الاستخدام لذوي الإعاقة والمسنين بسبب طريقة تصميمها وسوء استخدام بعض المصلين لها.
حلول ومقترحات للوصول الشامل
- ولمعالجة تلك العوائق وجعل المساجد مهيأة بالوصول الشامل لذوي الإعاقة وأصحاب الاحتياجات الخاصة. فإنني أطرح هذه الحلول والمقترحات للقائمين على المساجد والمصممين والمعماريين والتي أرى أن بالإمكان تنفيذها تدريجيا على مراحل بدء بما يلي:
- اعتبار المستهدفين من الوصول الشامل للمساجد بأنهم ذوي الإعاقة الحركية، السمعية، الذهنية، البصرية (المكفوفين وضعفاء البصر)، والمسنين.
- إنشاء مزلقانات لدرج المساجد وفق المواصفات والمعايير المتبعة دوليًا للكراسي المتحركة.
- إزالة شبك النوافذ الحديدي الخارجي لاستخدام النوافذ كمخارج طوارئ عند الحاجة. مع وضع سلالم طوارئ خارجية للأدوار العلوية.
- تخصيص جزء من مواقف السيارات المحيطة بالمساجد لذوي الإعاقة. ومخالفة من يستخدمها من غيرهم.
- إزالة الحواجز المركبة عند بوابات المساجد.
- التأكد من توفر طفايات حريق موزعة في أرجاء كل مسجد ومرافقة حسب معايير السلامة المتبعة.
- السيطرة على الوهج باستخدام الإنارة المناسبة والحد من استخدام الطلاء والأسطح اللامعة. مع استخدام التباين في الألوان (فاتح/داكن) كوسيلة إرشاد لذوي الإعاقة البصرية في الوصول إلى الممرات والسلالم وأماكن الصلاة والأبواب ومخارج الطوارئ.
- تخصيص دواليب للأحذية يتناسب مع طاقة المساجد الاستيعابية.
- تركيب مسارات مدببة على حافة السجاد عند أماكن وقوف الصفوف. لاسترشاد ذوي الإعاقة البصرية بها في الوقوف السليم تجاه القبلة.
- ترك مساحات خالية من السجاد عند الأبواب والأجناب لتمكين مستخدمي الكراسي المتحركة من السير فيها والوصول إلى الصفوف.
- رفع مستوى رفوف المصاحف المعلقة الى أعلى من مستوى الرأس أو استبدالها بدواليب أرضية ترص في محيط المسجد.
- تغيير أنواع سنادات الظهر إلى أنواع تثبت دون الحاجة الى قوائم الارتكاز الحديدية.
- تخصيص دورات مياه لذوي الإعاقة وكبار السن حسب المعايير والمقاييس الدولية المعمول بها، وتخصيص عامل نظافة متفرغ لتنظيف دورات المياه وتجفيف الأرضيات أول بأول.
- تثبيت مستوى درجة ارتفاع صوت المكبرات ما بين 50-70% مع وضع المكبرات الخارجية في أعلى نقطة من المنارة وتوجيهها إلى الأعلى 70 درجة تفاديًا لاصطدام الصوت بالمباني الخرسانية.
- إلزام المقاولين المنفذين لأي مشاريع في محيط المساجد أو داخلها باتباع إجراءات سلامة صارمة تحمي المصلين من التعرض لأي أذى.
التزين بحسن الخلق عند المساجد
وبالعودة إلى فرحة رواد شبكات التواصل الاجتماعي بشأن قرار عودة المساجد لطبيعتها أحثهم بأن يوجهوا نشاطهم لتوعية مرتادي المساجد بحق الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في الوصول إلى المساجد والجوامع والحرمين باستقلالية وأمن وسلام. فمن المهم جدًا أن تكون بيوت الله من أفضل الأماكن المهيئة بالوصول الشامل لذوي الإعاقة وأصحاب الحالات الخاصة. كذلك تذكير مرتادي المساجد بالتزين بالأخلاق الحميدة والسلوك الحسن عند المساجد اتباعا لقوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ..) (الأعراف 31) واختم دردشتي هذه بما قاله الشاعر المغربي الراحل محمد عبد الرحمن الحلوي – رحمه الله –
قـم باســم ربــك بانيـــا ومشيـــدا وارفع على تقواه هـذا المسجدا خيــر البقـــاع مساجـــد معمـــورة تلقـى بهـا الأرواح أفضل منتدى ومساجـد الإســلام خيـر مــدارس قد أشرقت منها مصابيـح الهدى حييت مسجـدنا وبـورك مــن رعــ ـــى حرمــاته ودعــا بـــه وتهجـــدا مــا للمساجـد في الحيــاة رسالـة إن لــم تعلمنـا التكافـل والفــــدا!
الرئيسية
عدد المشاهدات 994