تلقيت اهداء من الأستاذة جهينة العبد الواحد معلمة الرياضيات بمدارس برامج دمج العقوق البصري بالدمام. لمؤلفها الأول «مكفوفون سعوديون في دائرة الضوء» وجاء في طبعة حديثة من المقاس المتوسط في 112صفحة.

سلطت من خلاله الضوء على ثلاثين شخصية سعودية من المكفوفين اللذين نجحوا في مجلات مختلفة وكان لهم الأثر في بلادنا من أبرزهم: «فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أول مفتي عام للمملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز المفتي العام السابق للمملكة، الأستاذ عبد الله الغانم أحد مؤسسي الاتحاد العالمي للمكفوفين ورئيس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين سابقاً، الأستاذ عبد الرحمن الخلف مدير إدارة تعليم المكفوفين بوزارة التربية والتعليم سابقاً «رحمهم الله جميعاً»، بالإضافة إلى الدكتور ناصر الموسى عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الأهلية (كفيف) بالرياض، الأستاذ أنور النصار مشرف عموم عوق بصري بالإدارة العامة للتربة الخاصة سابقاً مدير عام جمعية المكفوفين الأهلية (كفيف) بالرياض، الأستاذ عبد الرؤوف العبد الواحد مدير معهد النور بالقطيف سابقاً، الأستاذ عبد الرزاق التركي العضو المنتدب ومدير التسويق لشركة نما لخدمات الشحن المحدودة، رجل الأعمال والمخترع الأستاذ مهند أبو دية، الإذاعية المتألقة بإذاعة جدة الأستاذة لولوة العبد الله، الإعلامية الصحفية بجريدة الوطن الأستاذة منال الجعيد».

وقدم للكتاب الدكتور ناصر الموسى قائلاً “الحق أن المؤلفة قد بذلت جهداً فائقاً في جمع المادة العلمية لهذا الكتاب، واستطاعت أن تقدمها بشكل منطقي متسلسل، وبأسلوب سهل شيق. والمؤلفة تُعد من الكفاءات الوطنية المتميزة التي نذرت نفسها ووقتها وجهدها في سبيل خدمة الفئات الخاصة، وعلى هذا الأساس، فإنني على يقين تام أن هذا الكتاب سيكون إضافة علمية جيدة للمكتبة العربية التي تعاني من نقص شديد في الكتب المتخصصة في مجال الإعاقة البصرية”.

وذكرت الأستاذة جهينة عن خلفية فكرة الكتاب “عندما كنا نجهز لبرنامج يوم الإعاقة العالمي فكرت في عمل مذكرة تكون مرجع في المدرسة لشخصيات مؤثرة، وتطور الموضوع وتوسع لعمل كتاب يتم توزيعه للبرامج ومعاهد النور والجمعيات الخيرية، وبصراحة الكتاب أعطاني سعادة وفرحة لأني عندما تواصلت مع الشخصيات وجدت الأعداد كبيرة ولها قصص جميلة وأشعر أن الكتاب أعطاني الكثير من السعادة والفائدة”.

ولابد من الإشادة بهذه المبادرة التي قامت بها الأستاذة جهينة فقد كانت نابعة من مشاعر الوفاء والإخلاص لأبيها الاستاذ عبد الرؤوف العبد الواحد الكفيف صاحب التجربة التي ألهمتها، وحبها لعملها في مدارس برامج دمج العوق البصري، فمنذ تواصلها معي للمرة الأولى منذ أشهر وابلغتني برغبتها بتأليف هذا الكتاب أثنيت على فكرتها وقدمت لها المشورة وتبادلنا الآراء إلى أن صدر الكتاب الذي ترجو منه أن يكون حافز ومؤثر دافع لتعلم الجيل الجديد واهتمامه بالعلم للتقدم والنجاح ولتعريف الناس بهذه الشخصيات المبدعة التي علينا التعلم منها والسير على خطاها.

واهيب بالكتّاب وهواة التأليف بخوض تجربة الكتابة عن عوالم المكفوفين لإثراء المكتبة العربية سيراً على خطى السابقين الذين قدموا أسس أدب العمى والعميان كأمثال ابن قتيبة في كراسته «اشراف المكافيف» الذي ألهم «صلاح الدين بن آيبك الصفدي» الذي طور تلك الكراسة إلى كتاب يعد من نوادر كتب الأدب والتراجم أسماه «نكت الهيمان في نكت العميان» قدم من خلاله كل ما يتعلق بعلم العمى في القرآن والسنة النبوية واللغة والفلسفة، وشروح في مسائل العمى والأنبياء وفقه العميان، وقصص ونوادر وتراجم لمشاهير العميان منذ الجاهلية حتى عصره في القرن الثامن الهجري، وطبع الكتاب في العام 1911م ليوزع في “المؤتمر الدولي الرابع بفرنسا لتحسين حالة العميان”، للتعريف بدور الإسلام والمسلمين الأوائل في التعامل مع العمى ورعاية المكفوفين.

نشر هذا المقال في صحيفة غرب الإخبارية في 2019/07/25

عدد المشاهدات 38