-
مها عواودة.. بعد عام من الحرب على غزة
بعد انقطاع دام نحو 9 أشهر عن أخبار الزميلة الصحفية مها عواودة (مراسلة إذاعتي الرياض وجدة وصحيفة البلاد السعودية سابقًا). منذ نشري لقصتها في زاوية دردشات الصومعة بعنوان «مها عواودة.. معاناة صحفية في لهيب غزة» بعد أن حالت ظروف الحرب الوصول إلى أي معلومة عنها.
وصلتني منها رسالة يوم الأربعاء 03 أكتوبر برابط على منصة X تنعى فيها والدها بقولها “والدي.. شهيدًا رحمة الله عليك يا حبيبي”.
وفور استلامي لرسالتها تواصلت معها عبر الواتساب ومنصة X لتعزيتها والاطمئنان عليها والوقوف على ما آل إليه حالهم، وبصعوبة فائقة لظروف الحرب تمكنت من الرد على رسائلي على مدى 3 أيام من داخل خيمة من البلاستيك وصفتها بأنها لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء بادئة بشكري على التعزية والسؤال عنها والإجابة على تساؤلاتي بقولها:
بعد تدمير بيتي بفعل القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م نزحت وعائلتي ١٣ مرة من مكان إلى مكان، وأصبحنا في العراء، والآن أنا وأطفالي ووالدتي نعيش داخل خيمة وسط قطاع غزة لا تتجاوز ٢٠ مترًا من أكياس رقيقة لا تحمي من حر الصيف ولا برد ومطر الشتاء فهي حارة جدًا صيفا باردة جدُا شتاء، وبداخلها الحمام ما يجعلها أشبه بزريبة الحيوانات! وبها حشرات وفئران حتى أنه في إحدى الليالي تعرض أحد أطفالي لعضه فأر.
جانب من الخيمة البلاستيكية التي تسكن فيها الزميلة مها عواودة ونسمع الكثير من القصص من خيام لجيران لنا أن أطفالهم تعرضوا للسعات حشرات سببت لهم احمرارًا وحكة، ولا يوجد لهم علاج في المستشفيات. فالمخيمات بجانبها الصرف الصحي والقمائم تراكمت حول الخيام حتى أصبحت كجبل من النفايات ومرتعًا للحشرات والفئران.
صورة تظهر حالة التلوث البيئي للمخيم بسبب مياه الصرف الصحي وما يحزنني أن أطفالي انقطعوا عن الدراسة تماما منذ بدء العدوان -كبقية طلاب قطاع غزة- ودخل العام الدراسي الجديد ولا يزالون محرومين من الدراسة، وما يؤلمني أكثر هو أنه عندما يمرض أحدهم أجد نفسي عاجزة أمام وجعهم بسبب غياب العلاج في المستشفيات وحتى من الصيدليات. فأبكي في داخلي وتسيل دموعي حزنًا وألمًا.
وما يزيد على ذلك هو أن عجلة يومي تبدأ -كل صباح- مع صراخ الأطفال في الخيام المجاورة وهم يبحثون عن طعام ليأكلوه، بالإضافة إلى رحلة البحث عن المياه المالحة للغسيل والجلي والمياه الحلوة للشرب، وكلا النوعين لا يصلح للاستهلاك الآدمي فقد عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تدمير معظم آبار المياه وتفجيرها وتلويث ما تبقى منها بفعل القنابل والأسلحة المحرمة دوليًا.
يضاف إلى ذلك رحلة البحث عن شبكات الإنترنت التي تعمد الاحتلال قصفها واستهدافها الأمر الذي حال دون تواصلنا مع الأهل والأقارب والزملاء خارج قطاع غزة، وكذلك حرم أطفالنا من التعليم حتى عبر الإنترنت وحضور دروس تعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بسياسة ممنهجة اتبعها الاحتلال في عدوانه على غزة وهي تدمير المدارس والجامعات الفلسطينية.
وكل ما أراه من حولي هو الجيران والنازحون القريبون من خيمتنا وقد بدت عليهم علامات التعب والشحوب والإرهاق والكلل والممل والخوف مما هو آت..
والآن بعد مرور عام من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبح جميع سكان القطاع يعيشون أزمات إنسانية وبيئية غير مسبوقة، حيث أسفر العدوان عن تدمير واسع للبنية التحتية، ما تسبب في الاكتظاظ السكاني في خيام ومراكز النزوح، وتراكم القمامة بجوارها، وشح كبير في المياه والمواد الغذائية حيث أصبحت الخضار والفواكه نادرة وأن وجدت أسعارها مضاعفة ١٠ أضعاف وأكثر عن السعر الأصلي في أيام قبل الحرب، أما اللحوم فشبه منعدمة وإن توفرت فهي تكون باهظة الثمن، هذا عدا التلوث الكبير في الأغذية وفسادها.
أضف إلى ذلك النقص الحاد في مواد التنظيف والمعقمات حيث تمنع قوات الاحتلال دخولها فأصبحت الكثير من الأسر تكتفي بغسل ملابسها بالمياه فقط بسبب عدم توفرها أو ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.. مما دفع بعض الشباب إلى صنع صابون محلي (رديء جدًا) للغسيل أو استخدامه كشامبو كما يقول المثل (ريحة البُر ولا عدمه).
أما عن النظافة الشخصية فقد لجأ الكثير من النازحين إلى حلاقة شعورهم للحد من انتشار القمل بين الأطفال والكبار (رجال ونساء). وتفشي الأمراض والأوبئة بينهم.
والملابس والأحذية فهي غير متوفرة في الأسواق وان توفرت فأسعارها أيضًا ١٠ أضعاف السعر الأصلي. فأصبحنا عراة حفاة.
والأدهى والأمر هو انقطاع الكهرباء -بشكل كامل- منذ بدء العدوان الإسرائيلي بعد أن تم قصف محطة توليد الكهرباء بشكل متعمد في ظل عدم وجود أي مصدر بديل للكهرباء في القطاع والمستشفيات تعتمد على المولدات الخاصة التي تعمل بالوقود الذي يدخل من المعابر بكميات محدودة ما يضطرهم إلى إيقاف بعض الأقسام لتوفير الطاقة مما يتسبب في خطورة على الأطفال والمرضى والجرحى الموجودين في العناية المركزة.
والأسوأ من ذلك كله هو الفوضى العارمة والانفلات الأمني اللذان أصبحا يهددان أمن المجتمع في قطاع غزة بصفة عامة، فقد انتشر المجرمون الذين كانوا داخل السجون بتهم جنائية، فأصبحت سرقة السيارات والجوالات والمحافظ تحت تهديد السلاح منتشرة في الشوارع، والقتل وسط الأسواق وبين الخيام في ارتفاع وبصور بشعة..
فبتنا نخاف على أنفسنا وأطفالنا من هذه الشرذمة الضالة وجرائمها البشعة أكثر من خوفنا من الحرب والقصف والغارات والاستهداف لتجمعات الفلسطينيين والمارة في الطرقات..
لقد مضى عام كامل من المعاناة وألم الفقد، بداية بفقد البيت مروراً بفقد الأحبة والأقارب، وعلى رأسهم والدي محمود أحمد العواودة -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، الذي أصيب في الـ ٢٠ من يوليو الماضي بشظية في الظهر وجروح باليد اليمنى في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم البريج وسط القطاع، وللأسف الشديد بسبب سوء الأوضاع الصحية داخل المستشفيات وغياب الكوادر الطبية، تدهورت حالته حتى أصيب بحمى أدخلته في غيبوبة في الـ 6 من سبتمبر، إلى أن وافته المنية فجر يوم الثلاثاء ٢٤ سبتمبر. ولكن لا أقول في مصابي الأليم هذا، إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم أبي ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
لقد تأثرت كثيرًا وأنا أقرأ رسائل الزميلة مها عواودة التي نقلت جانبًا من المعاناة الإنسانية العميقة التي يعيشها أهالي غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث لا مأوى آمن، ولا تعليم، ولا علاج، وسط تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقم الأزمات البيئية والصحية.
وفي هذا السياق أذكر زميلاتنا مها عواودة بقوله تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وأسأل الله لها ولأسرتها ولجميع أهالي غزة النجاة والسلامة وأن يفرج عنهم هذا الكرب العظيم وينصرهم على أعدائهم من الظالمين..
ولا أجد أفضل من أن أختم به دردشتي هذه إلا إعادة نشر أبيات من قصيدة «في الخيام» للأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- التي نظمها في أعقاب نكبة (1948م).
الجوعُ يصرُخ فــي البطـونْ والجَرح ينــزف في العيــونْ
واليتــم حاضَنــــــه البنـــــونْ والبؤس يقتحم الحصــــونْ
والناس تُشـــوى فــي أتونْ وبكـــــــل أرض لاجئــــــونْ
فالطفل يصرُخ أين أمي..؟! والأم تهتــــــــــــف يا لَهَميِّ
***
فوق الدروبِ ، وفي الصحارى ، في مغاراتِ السفوحْ
ثَكلــــــــى يمزِّقهــــــا المخــــاض ، ولا تَئِنُّ ولا تبـــــــوحْ
وبكفهـا طفــــلٌ رضيــــــــعٌ ، والثُّديُّ بهـــــــا قُـــــــروح
يبغــي الغِــــذاء ولا غـذاءَ ســـــوى نَفَـــــايات الجـــروح
وأمامهــــا الصبيـــــــــانُ ضَمَتْ من هياكلهم ضُـروح
أغوارُه شُعــــــــل اللهيب ونَفْـثُ هاجــــرهٍ تنــــــــوح
***
لــــم يبـق من زادٍ يُقـــــــات به الأرامــــــل والعــــــيال
وهــمُ عُــــراةٌ يزحفـــــــون من التوجُّــــــع والكَـــــــلال
أجسادهم قِطَـــعٌ لأشــــــلاء تفيــــض بهـــا الرمــال
وعلى شفاههُم اصفــرارُ المـــوت خلَّفــــه السُّــلال
ويتمتمون بِبَحَّةِ المخنــــوق يأمــــل فـــــــي النــــــوال
***
حتـــى المـــروجُ الخضر أجدبَ عُشبُها الزاهي النظيرْ
وتواثبتْ فيهــــا الأفاعـــــي الزاحفــــاتُ مع الهجيـــر
والأُفعوان الفحـــل فـــي شَدِقَيْه زَمْجَـــرةُ السعيــر
فتراكض الرعيــــانُ عن مرعَـــى المواشي ، والغــدير
وتسابقـــــوا والغانيـــــــاتُ لحيثُ يلقـــون المصـــــير
حيث الخيـــــــــامُ الباليــــــــــاتُ وللبــــــــــلاء بها هــدير
***
وَرصـــــاصُ أفَّاكين يهطـــل فوق أدمغةِ العـــذارَى
قــد أطلقــــــوا بالغــــــــدر وَابِلَـــــه، وظنُّـــــوه انتصارا
لم ينسفـــــــــوا بأتونــــــــه إلا الحرَائِـــــر والصغـــــــــارا
والكهـــــــلَ تحملــــه عصـــاه وقد تقوَّس حين سارا
والمرضعـــــاتِ الآمنـــــاتِ مــــع العشيِّ لَـــزِمْنَ دارا
-
التقرير الأسبوعي 140 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 140 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي خصصته لتقديم ملخص إحصائي عن حركة الموقع لشهر سبتمبر لعام 2024م بمناسبة انتهائه وأعلى 10 مواضيع مشاهدة فيه.
حيث تم نشر (9) مقالات، وبحسب إحصائيات جوجل زار الموقع (1,501) زائر (36%) منهم من المملكة العربية السعودية، (12%) الولايات المتحدة الأمريكية، (9%) المملكة المتحدة، (9%) كندا، (8%) استراليا، (07%) إيرلندا، (06%) نيوزلندا، و(13%) من دول أخرى.
منهم (93%) تصفحوا الموقع عبر الجوال، و(6%) عبر الحاسب الآلي، و(1%) عبر الأجهزة اللوحية (تابلت).
وقد أظهرت النتائج أن مقال الدكتورة ليلى حامد دمنهوري «قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول.
تلاه «بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي» في المركز الثاني، ومقال «مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل
تحليل شامل لمسيرة العالم أحمد زويل وتأثيره العلمي عالميًا.
عدد المشاهدات: 235 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/weza2- بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي
لقاء بودكاست مع سبط الأديب طاهر زمخشري الكاتب محمد توفيق بلو.. يتناول جانب من السيرة الثقافية والمسيرة الأدبية للأديب طاهر زمخشري
عدد المشاهدات: 170 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/2v543- مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق
لمحة عن تاريخ إنشاء مجلة “المنهل” ودورها في إثراء الثقافة السعودية، وتسليط الضوء على دور مؤسسها الأديب الأنصاري في ذلك.
عدد المشاهدات: 123 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/94cj4- د. ميادة إبراهيم الكفيفة التي تغلبت على مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، ومآسي حرب السودان
قصة الأستاذة الجامعية الكفيفة السودانية د. ميادة إبراهيم، وكيف تغلبت على تحديات إصابتها بارتفاع ضغط السائل الدماغي وفقدان البصر، وإكمالها لمسيرتها الأكاديمية والمهنية. ومعاناتها من ويلات الحرب السودانية، ولجوؤها إلى دولة قطر بحثًا عن الأمن والاستقرار، وسعيها لمواصلة نشاطاتها في دعم ذوي الإعاقة واستكمال مسيرتها المهنية.
عدد المشاهدات: 97 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/b5825- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
تحليل نقدي لأشهر قصائد طاهر زمخشري وتأثيرها الأدبي في العصر الحديث. مع نبذة تعريفية عنه.
عدد المشاهدات: 66 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rijv6- التقرير الأسبوعي 137 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات العشرة الأكثر مشاهدة خلال الفترة من 01 إلى 07 سبتمبر 2024
عدد المشاهدات: 54 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/tixz7- التقرير الأسبوعي 136 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات العشرة الأكثر مشاهدة خلال الفترة من 24 إلى 31 أغسطس 2024
عدد المشاهدات: 51 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/3d5d8- التقرير الأسبوعي 138 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات العشرة الأكثر مشاهدة خلال الفترة من 08 إلى 15 سبتمبر 2024
عدد المشاهدات: 50 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/15qo9- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
تسيلط الضوء على قصة كتابة قصيدة “إلى المروتين” لطاهر زمخشري، وتصحيح المعلومة المغلوطة الشائعة عن قصة كتابتها وسرد القصة الحقيقية عبر مصادر موثوقة، مع الإشارة إلى أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
عدد المشاهدات: 48 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/a5t510- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
يتناول العلاقة الفنية والروحية بين الأديب طاهر زمخشري والفنان محمد عبده، وتسليط الضوء على دور زمخشري في دعم عبده وإسهاماتهما المشتركة في تطوير الأغنية السعودية، وأغنية “يا أعذب الحب” التي كانت تتويجيًا لمسيرتهما الفنية.
عدد المشاهدات: 46 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/vz51ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MohdTBellow -
البساطة
البساطة هي فن يتجلى في قدرة الشخص على تقليل العوامل المعقدة والتركيز على الأمور الأساسية والبسيطة في الحياة. إنها فلسفة تعكس الجمال في البساطة والنقاء في التفكير.
عندما نتحدث عن البساطة، نفكر في العديد من الجوانب في حياتنا. فقد يكون البساطة في الأسلوب، الديكور، الطعام، الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية. ومع ذلك، يمكن أن تكون البساطة أكثر من مجرد شكلًا من الأشكال، بل هي طريقة حياة.
إن الاستمتاع بالبساطة يعني القدرة على التخلص من الزخم الزائد والتركيز على ما هو مهم وضروري. إنها عن الاستمتاع بالأشياء البسيطة في الحياة، مثل النبض الهادئ للطبيعة، أو لحظة هادئة من الاسترخاء بجانب شخص عزيز.
البساطة تعني أيضًا الاستغناء عن الأشياء غير الضرورية، سواء كانت مادية أو عاطفية. فقد يكون الاعتماد على الأشياء البسيطة بمثابة تحرير للعقل والروح.
في نهاية المطاف، البساطة هي فن الحياة. إنها تعليم لنا كيف نجعل الحياة أكثر سهولة وسلامًا، وكيف نجد الجمال في الأشياء الصغيرة والبسيطة. دعونا نتبنى البساطة في حياتنا، ونحظى بالسعادة والرضا الداخلي.
-
التقرير الأسبوعي 139 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 139 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني.
والذي أظهر أن مقال «قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول للأسبوع الثاني على التوالي
والذي كتبته د.ليلى حامد دمنهوري بأسلوب سلس وملهم يشجع القراء على قراءة كتاب «عصر العلم»، حيث قدمت د. دمنهور تحليلًا وافيًا لمسيرته العلمية والإنسانية الغنية، مما يجعله تقييمًا قويًا لأي قارئ مهتم بالعلوم والتنمية الذاتية.
فقد تميز مقالها بتحليل واضح وشامل لمسيرة ذلك العالم الكبير (د. زويل) رحمه الله. والافتخار بإسهاماته العلمية، ومزج بين سيرته الذاتية وتطوراته العلمية. حيث نقلت فيه د. دمنهوري بشغف تجارب زويل الحياتية والعلمية التي بدأت في مصر وتواصلت في الولايات المتحدة، مما قد يعطي القارئ نظرة عميقة إلى كفاحه للوصول إلى القمة.
وقد امتاز المقال بأسلوبه الأدبي السلس والمبسط الذي يتناسب مع عامة القراء، مما يجعله جسرًا مثاليًا بين القارئ العادي وبين العالم الرفيع. كما نجحت د.دمنهوري من الناحية الفنية في عرض الكتاب بشكل موضوعي وشامل، بالتركيز على تأثير تجربة زويل على المجتمع العلمي العالمي، وأهمية التعليم والتطوير العلمي في العالم العربي، خاصةً في مصر، ما يعكس رؤية زويل المستقبلية لتقدم الأمم من خلال العلم.
واحتل «التقرير الأسبوعي 138 لأعلى 10 مشاهدة» المركز الثاني. تلاه مقال «المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل
تحليل شامل لمسيرة العالم أحمد زويل وتأثيره العلمي عالميًا.
عدد المشاهدات: 80 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/weza2- التقرير الأسبوعي 138 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات العشرة الأكثر مشاهدة خلال الفترة من 08 إلى 15 سبتمبر 2024
عدد المشاهدات: 45 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/15qo3- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
تسيلط الضوء على قصة كتابة قصيدة “إلى المروتين” لطاهر زمخشري، وتصحيح المعلومة المغلوطة الشائعة عن قصة كتابتها وسرد القصة الحقيقية عبر مصادر موثوقة، مع الإشارة إلى أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
عدد المشاهدات: 19 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/a5t54- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
تحليل نقدي لأشهر قصائد طاهر زمخشري وتأثيرها الأدبي في العصر الحديث. مع نبذة تعريفية عنه.
عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rijv5- اللواء محمد طارق الإفريقي “النمر الأسود” 50 عامًا من الإنجازات العسكرية والأدبية
تسيلط الضوء على السيرة الذاتية للواء محمد طارق الإفريقي، أول رئيس أركان للجيش السعودي، الذي تميز بإنجازاته العسكرية والأدبية وشجاعته في العديد من الحروب.
عدد المشاهدات: 16 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/heua6- بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي
لقاء بودكاست مع سبط الأديب طاهر زمخشري الكاتب محمد توفيق بلو.. يتناول جانب من السيرة الثقافية والمسيرة الأدبية للأديب طاهر زمخشري
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/2v547- الاستثناء الحقيقي
الحديث عن قيمة الاستثناء في الحياة والمشاعر، وأهمية الحب، والثقة، والصدق كقواعد أساسية للعلاقات الإنسانية، وأن الأفعال والأقوال معًا تعبر عن جوهر الشخص.
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/v5nm8- مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق
لمحة عن تاريخ إنشاء مجلة “المنهل” ودورها في إثراء الثقافة السعودية، وتسليط الضوء على دور مؤسسها الأديب الأنصاري في ذلك.
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/94cj9- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
يتناول العلاقة الفنية والروحية بين الأديب طاهر زمخشري والفنان محمد عبده، وتسليط الضوء على دور زمخشري في دعم عبده وإسهاماتهما المشتركة في تطوير الأغنية السعودية، وأغنية “يا أعذب الحب” التي كانت تتويجيًا لمسيرتهما الفنية.
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/vz5110- مروا من هنا | طاهر زمخشري أول من أطلق اسم عروس البحر الأحمر على جدة
لقائي مع برنامج MBC في أسبوع فقرة “مروا من هنا” الذي بثته قناة MBC يوم السبت 2022/09/17م قد تحدثت فيه عن حياة الاديب طاهر زمخشري (بابا طاهر) وكشفت فيه عن معلومات جديدة ومقاطع ومشاهد بثث لأول مرة من منزله بحي الشرفية والعزيزية ومكة المكرمة
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/nr00ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MohdTBellow -
التقرير الأسبوعي 138 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 138 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي استخدم فيه لأول مرة تقنية الذكاء الاصطناعي التي قدمت إضافة فنية ونوعية للمحتوى.
وقد أظهر التقرير أن مقال «قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل» للدكتورة ليلى حامد دمنهوري قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول، حيث تميز بتحليل واضح وشامل لمسيرة ذلك العالم الكبير (د. زويل) -رحمه الله-. والافتخار بإسهاماته العلمية، كما مزج بين سيرته الذاتية وتطوراته العلمية. فقد نقلت د. دمنهوري بشغف تجارب زويل الحياتية والعلمية التي بدأت في مصر وتواصلت في الولايات المتحدة، ما يعطي القارئ نظرة عميقة إلى كفاحه للوصول إلى القمة.
كما تميز المقال بأسلوبه الأدبي السلس والمبسط الذي يتناسب مع عامة القراء، مما يجعله جسرًا مثاليًا بين القارئ العادي وبين عالم العلم الرفيع. أما من الناحية الفنية، فقد نجحت د. ليلى في عرض الكتاب بشكل موضوعي وشامل، مع التركيز على تأثير تجربة زويل على المجتمع العلمي العالمي.
وميز المقال أيضًا تركيزه على أهمية التعليم والتطوير العلمي في العالم العربي، وخاصةً في مصر، ما يعكس رؤية زويل المستقبلية لتقدم الأمم من خلال العلم.
وخلاصة القول إن المقال كتب بأسلوب سلس وملهم يشجع على قراءة الكتاب. وقدم تحليل وافٍ لمسيرة علمية وإنسانية غنية، مما يجعله تقييمًا قويًا لأي قارئ مهتم بالعلوم والتنمية الذاتية.
وعلق عليه الأخ الأستاذ عبد المنعم فلاته بقوله “رحم الله الدكتور زويل وهنيئا له أجر العلم الذي ينتفع به. وجزيل الشكر للدكتورة ليلى على هذا الملخص لهذا العَلم الذي لا نقرأ عنه في الوسائل المنشغلة بغير العلماء..”.
واحتل مقال «مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق» للأستاذ فهد السلمي المركز الثاني. تلاه «التقرير الأسبوعي 137 لأعلى 10 مشاهدة» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل
تحليل شامل لمسيرة العالم أحمد زويل وتأثيره العلمي عالميًا.
عدد المشاهدات: 175 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/weza2- مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق
عدد المشاهدات: 104 مشاهدة
لمحة عن تاريخ إنشاء مجلة “المنهل” ودورها في إثراء الثقافة السعودية، وتسليط الضوء على دور مؤسسها الأديب الأنصاري في ذلك.
https://mohammedbellow.com/94cj3- التقرير الأسبوعي 137 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات العشرة الأكثر مشاهدة خلال الفترة من 01 إلى 07 سبتمبر 2024
عدد المشاهدات: 46 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/tixz4- بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي
لقاء بودكاست مع سبط الأديب طاهر زمخشري الكاتب محمد توفيق بلو.. يتناول جانب من السيرة الثقافية والمسيرة الأدبية للأديب طاهر زمخشري
عدد المشاهدات: 37 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/2v545- د. ميادة إبراهيم الكفيفة التي تغلبت على مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، ومآسي حرب السودان
قصة إنسانية ملهمة تروي من خلالها الأكاديمية تجربتها مع فقدان البصر وتغلبها على الصعوبات الصحية التي واجهتها ثم وقوعها تحت وطيس حرب السودان وقصة نجاتها وأهلها من ويلاتها.
عدد المشاهدات: 32 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/b5826- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
تحليل نقدي لأشهر قصائد طاهر زمخشري وتأثيرها الأدبي في العصر الحديث. مع نبذة تعريفية عنه.
عدد المشاهدات: 24 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rijv7- التقرير الأسبوعي 135 لأعلى 10 مشاهدة
نظرة على المقالات الأكثر مشاهدة في الفترة من 01 إلى 31 أغسطس 2024
عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j7kl8- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
تسليط الضوء على العلاقة الأدبية والفنية الطويلة بين الشاعر طاهر زمخشري والفنانة ابتسام لطفي، ودوره في مسيرتها الفنية.
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/56le9- عن (تعميم!) تعليم الصينية عندنا
مقال للكاتب إبراهيم عباس نتو، يناقش فيه المبادرة الجديدة لتعميم تعليم اللغة الصينية في المدارس السعودية.
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/w3vh10- قصة الإذاعي الأشهر في عصره مع الإذاعة السعودية
حكاية تأسيس الإذاعة السعودية والتحاق الأديب طاهر زمخشري فيها، وكيف أصبح أحد أشهر الإذاعيين وتأثيره على الإعلام السعودي.
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/y10dويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MohdTBellow -
قراءة في عصر العلم لـ د. أحمد زويل
استمتعت مؤخرًا بقراءة كتاب «عصر العلم» لمؤلفه العالم المصري الدكتور أحمد زويل -رحمه الله- الذي شرف مصر والعالم العربي كله في جهاده العلمي.
ولما التمست فيه من متعة وفوائد وإلهام، لم أجد بدًا إلا وأن أشارك القراء الأعزاء باستقراء ملخص عن الكتاب فلقد شدني من مقدمته التي كتبها الأديب نجيب محفوظ والحائز على جائزة نوبل عام 1988م.
والمقدمة الخاصة التي كتبها الإعلامي المصري المعروف الأستاذ أحمد المسلماني والتي ذكر فيها أن القارئ سوف يلمس تمازجا بين السرد الشخصي للسيرة الذاتية وبين السرد الموضوعي لحركة العلم، ثم بينهما رؤية فلسفية وفكرية واسعة تحوي وجهات نظر.
وقد جاء الكتاب في 259 صفحة، قسمت إلى جزئيين. عرض فيها الكاتب مسيرته الذاتية من بداية نشأته في مصر ثم تجربته العلمية ما بين مصر وبنسلفانيا وبيركلي وكالتك وحصوله على جائزة نوبل عام 1999م.
كما استعرض الكاتب خلال فصول هذا الكتاب بعض من مقابلاته مع بعضًا من المقامات العلمية والسياسية الذين أثروا الحياة الإنسانية وأناروا القرن العشرين وسرد نماذج من محاضراته ومقالاته التي تناول فيها حال العالم الذي نعيشه والعالم الذي نأمل أن يكون وعن العالم إلى المستقبل الذي يحمل الكثير من الرجاء.
فقد تحدث دكتور زويل في الجزء الأول من الكتاب عن سيرته الذاتية والتي سبق أن نشرت في كتاب بعنوان «رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى جائزة نوبل» والتي ترجمت إلى عدة لغات.
فقد كانت بداية زويل في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة في دلتا مصر حيث ولد في26 فبراير عام 1946م من عائلة لها شأن كبير في كل من دمنهور والإسكندرية، اشتهرت في دمنهور بصناعة القطن. نشأ في جو ديني عائلي مستقر يتسم بالحب والمودة، ولقد خلص زويل في سيرته الذاتية أن من أهم الدروس التي تعلمها من والديه هو تعلم الحياة وكيف يستطيع ويستمتع بالحاضر وكيف يتطلع إلى المستقبل، فلقد تعلم من والده كيف يتعلم المرء الحياة وأنه لا يوجد تناقض بين الحب الشديد للعمل وبين حب الحياة والاستمتاع بها.
وكان زويل قد تلقى تعليمه الأولي في مدينة دسوق بمدرسة حكومية ولقد ظهر شغفه منذ الصغر في تعلم مسائل الميكانيكا والفيزياء والكيمياء والوسائل التحليلية.
أنهى دراسته في مدينة دسوق والتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وتخرج منها عام 1967م وكان الأول على دفعته، وعليه عين معيدًا في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية مما أتاح له مواصلة دراسته العليا ونال درجة الماجستير من نفس الجامعة.
لم تقف طموحات عالمنا الجليل فلقد كان شغوفا لتكملة أبحاثه ودراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية لما يتوفر فيها من إمكانات ومراكز أبحاث وتطور علمي.
و-بالفعل- بعد مراسلات كثيفة بالجامعات ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة تم قبوله في جامعة بنسلفانيا بولاية فيلادلفيا، وبعد مجهودات مع جامعة الإسكندرية للسماح له بقبول المنحة الدراسية التي قدمت له من جامعة بنسلفانيا، تم سفره إلى الولايات المتحدة ليبتدئ رحلة أخرى من الكفاح.
بدأت رحلة زويل إلى جامعة بنسلفانيا وهي اول جامعة أمريكية خاصة أنشئت في الولايات المتحدة عام 1740م على يد مؤسسها بنجامين فرانكلين وتعد جامعة رفيعة المستوى رائدة في مجال التعليم العالي، ونال منها شهادة الدكتوراة عام 1973 وكان موضوع الأطروحة “أطياف الرنين الضوئي والمغناطيسي للأكسيتونات والحالات الموضعية في البلورات الجزيئية”.
انتقل زويل بعد ذلك إلى جامعة بيركلي ومنها إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا كالتك وتدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذ ورئيس قسم علم الكيمياء بها وواصل أبحاثه ومسيرته العلمية والتي تتركز على رصد الظواهر الجزيئية بمقياس الفيمتوثانية باستخدام أشعة الليزر في رصد ترابط الجزيئيات على الغازات والمواد الصلبة، وتم نشر أكثر من 350 بحث علمي في الكثير من المجلات العلمية العالمية والتي قد أحدثت ثورة في المجالات العلمية ووسائل الإعلام.
فاقت شهرته في الولايات المتحدة وجميع دول العالم والتي أصبحت تتحدث عن د. أحمد زويل رائد كيمياء الليزر فائق السرعة بحلة الفيمتوثانية. وبفضل أعماله المتألقة والتي تمثل نقطة تحول فإن كل الكيميائيين في كل أنحاء العالم يمكنهم الآن رصد ورؤية دينامكانية الروابط الكيميائية وتكسرها في زمن حقيقي وقد جاءت أعماله بنوع جديد من الكيمياء التطبيقية والتي يمكن فيها وبها التحكم في مسار التفاعلات الكيميائية وتوجيهها لإنتاج مواد نافعة لمصلحة الجنس البشري ورفاهيته.
وقد فتح زويل عيون العالم على واجهة ساحرة أساسية بالغة العمق من واجهات الطبيعة أو مظاهرها على المستوى الذري. استحق بهذا التفوق العلمي الذي حققه الحصول على جائزة نوبل في عام 1999م في الكيمياء بعد اختراعه كاميرا تحليل الطيف بسرعة الفيمتوثانية مما أحدث ثورة كبيرة في علم الكيمياء.
تقلد د. أحمد زويل عددًا من الجوائز والأوسمة منها:
- جائزة الملك فيصل في العلوم من مؤسسة الملك فيصل.
- وسام بنجامين فرنكلن من معهد فرانكلين في الولايات المتحدة.
- قلادة النيل العظمى، وهي أعلى وسام مصري.
- جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في ألمانيا.
- جائزة وولش الأمريكية.
- جائزة هوكست الألمانية
- قلادة بريستلي ارفع وسام أمريكي في الكيمياء.
أما في جزءه الثاني فقد تحدث عن مستقبل العالم الجديد وعن آفاقه المستقبلية البراقة وعن تحديات القرن الحادي والعشرون، كما يركز على مستقبل العلم والتطور العلمي في الدول النامية بما فيها الدول العربية مع تركيزه في الحديث عن مستقبل العلم في مصر ويقترح خطوات عملية لتحقيق النهضة والتطور العلمي، منها:
- إنشاء نظام تعليمي جديد مع التركيز على التفكير الناقد والمنطقي واستحداث تعليم يرتكز على رؤى جديدة للقيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية.
- إنشاء مراكز تفوق جديدة تضاهي نظيراتها في العالم المتقدم.
- إنشاء صناعات جديدة تعتمد على العلم والتكنولوجيا المستحدثة والمتطورة محليا
- إنشاء مؤسسات وطنية للعلم والتكنولوجيا
- إنشاء الأكاديمية العربية في العلوم وتتيح لهم تبادل المعرفة مع نظرائهم في شتى أنحاء العالم
وينهي زويل الجزء الثاني من الكتاب بذكر نماذج مختلفة من دول مختلفة في العالم نجحت في تحقيق الكثير من النهضة في مجال العلم والتكنولوجية والاقتصاد والانتقال من التخلف إلى التقدم بشتى صوره، منها التجربة الماليزية على يد مهاتير محمد، تجربة الهند وتجربة أيرلندا وعدد آخر من الدول.
ختم زويل كتابه بطرحه لمشروع مبادرة من أجل العلوم والتكنولوجيا في مصر مع وضع أهداف وبنية جامعة العلوم والتكنولوجيا في مصر.
وبرأيي أجد أن الكتاب تميز بعرض جيد مشوق بأسلوب راقي سهل. ولذلك أوصي بشدة على قراءته حيث إن قصة كفاح الدكتور أحمد زويل ستبقى نموذجًا تقتدي بها الأجيال جيلًا تلوى الآخر وتلهم المبدعين في شتى العلوم.
لما فيها من قصة كفاح فريدة قد تعين وترشد الكثير من القائمين على بناء الحاضر وعونًا للسائرين إلى المستقبل من شباب هذه الأمة.
-
التقرير الأسبوعي 137 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 137 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن «بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي» قد حقق أعلى مشاهدة في المركز الأول.
وعلق عليه الصديق المخرج الإذاعي م. عدنان هوساوي بقوله “أجدت وأفدت، ففي كل ظهور إعلامي نتفاجأ بسيل من المعلومات الجديدة عن شخصية بابا طاهر وعلاقته بمحيطه الأسري ومحيطه الاجتماعي، الحلقة كانت جميلة تسترعي انتباه المشاهد المتابع والمتشوق لسماع تفاصيل دقيقة عن سيرته العطرة، شكرًا على هذا التميز في الطرح”.
واحتل مقال «د. ميادة إبراهيم الكفيفة التي تغلبت على مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، ومآسي حرب السودان» المركز الثاني، وعلق عليه أيضاء الصديق م. عدنان هوساوي بقوله “بدا لي المقال للوهلة الاولى أنه مقال متخصص إنساني يتحدث عن مرض ما شائع متعلق بحالة مرضية استثنائية تشكي وضعها المأساوي تحت وابل طلقات الرصاص في الحروب، غير أنه بالإسهاب في المقالة اتضح لي أن له جانب مشرق على صعيد الكفاح والنضال من أجل الحياة، ومن أجل العلم ويمكن أن نستلهم منه الدروس والعبر، قصة ملهمة بحق بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، جزيت خيراً يابو سندس على هذا المقال وعلى ما قدمته من قبل إبان تقلدك منصب الامين العام لجمعية ابصار”.
واحتل «التقرير الأسبوعي 136 لأعلى 10 مشاهدة» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي
عدد المشاهدات: 122 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/2v542- د. ميادة إبراهيم الكفيفة التي تغلبت على مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، ومآسي حرب السودان
عدد المشاهدات: 65 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/b5823- التقرير الأسبوعي 136 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 41 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/3d5d4- إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة
عدد المشاهدات: 20 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/id3v5- عن (تعميم!) تعليم الصينية عندنا
عدد المشاهدات: 20 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/w3vh6- وجبة الراكب الكفيف
عدد المشاهدات: 19 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/yctd7- التقرير الأسبوعي 135 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 16 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j7kl8- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rijv9- الاحتواء المثالي
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j20y10- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/a5t5ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MohdTBellow -
مجلة «المنهل» حلم الشيخ عبد القدوس الأنصاري الذي تحقق
تعود حكاية جريان منهل ادبنا العربي السعودي في الربع الثاني من الخمسينيات الميلادية، عندما صرح ذاك الشاب المثقف «عبد القدوس الأنصاري» لأصدقائه عن حلمه بنشر الثقافة والعلوم الأدبية والتاريخية والأثرية عبر مجلة ثقافية فوجد منهم التشجيع والدعم، فرفع طلبًا بذلك إلى جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي وافق على طلبه فصدر صك شرعي من المحكمة بإنشاء أول مجلة سعودية باسم «المنهل» بدأ صدورها في ذو الحجة عام 1355هـ الموافق 1937م بالمدينة المنورة.
وقد كتب مؤسسها الشيخ عبد القدوس الأنصاري -رحمه الله- في افتتاحية عددها الأول “… أما بعد فإن من دلائل نجاح المنهل أن تكون أول مجلة أدبية ثقافية من نوعها تصدر بالحجاز في عهد صاحب الجلالة (عبد العزيز) آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الذي جعل مبدأه الحميد أن يأخذ من أسباب المدنية الحديثة كل جديد ونافع وصالح لأمته، مع الاحتفاظ بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والاستضاءة بهديه القويم”.
وقد مرت المنهل بمراحل ومنعطفات عديدة وتحديات كادت أن توقفها عن الصدور، ومن تلك المراحل انتقالها إلى مكة المكرمة ثم إلى جدة، أما عن تلك التحديات توقفها بسبب ازمة الورق أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم عودتها إلى الصدور بعد انتهاء الأزمة، بفضل ما بذله الشيخ الأنصاري من الغالي والنفيس وتسخير جل وقته وجهده في سبيل استمراريتها وتحقيق رسالتها، الى أن وافته المنية في رجب 1403هـ، رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.
ثم تولى من بعده المهمة ابنه الأستاذ نبيه عبد القدوس الأنصاري -رحمه الله- ورئاسة تحريرها الذي كان سكرتيرًا لوالده منذُ العام 1377هـ، ورافقه في العديد من رحلاته فاكتسب منه من الخبرات التي مكنته من أن يملأ فراغ والده.
وكان قد بدأ ممارسة الكتابة في المجلة منذ العام 1369هـ ونشر أولى مقالاته في عدد ربيع الأول/الثاني قال في مطلعه “أردت بالكتابة في هذا الموضوع ان اشق طريقي إلى الكتابة الأدبية وأن هذا الموضوع هو أول موضوع اكتبه… فأقول: طرأت فكرة جميلة لدى والدي الأستاذ عبد القدوس الانصاري عندما انتهى من الدراسة بإنشاء مجلة علمية أدبية بهذه البلاد وباسم المنهل فعرض رغبته الى الحكومة السعودية فاختبرته فوجدت منه الكفاءة فأصدرت امرها له بالموافقة على انشائها وكان في ذلك الوقت لا يملك غير أربعين ريالًا سعوديًا ولكن همة الرجال تقام الجبال فاتفق مع إدارة مطبعة المدينة بطبع العدد الاول بالمقدار الذي لديه فطبع العدد…”
وأستمر فيها وعمل على تطويرها حتى حولها إلى دارة للنشر (دارة المنهل للنشر)، تُصدر الأعداد الخاصة والكتب (سلسلة اصدارات المنهل).. وسعى جاهدًا من خلالها إلى إعادة إصدار مؤلفات والده «الشيخ عبد القدوس الأنصاري».. ومخطوطاته التي لم تر النور بالتعاون مع الأندية الأدبية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقصيم. حتى وافته المنية في العام 1424هـ
وتولى بعدها ابنه الأستاذ زهير نبيه رئاسة التحرير، مع صدور عدد جمادي الثانية/ رجب سنة 1424هــ الذي كان قد بدأ العمل في المجلة منذ صغره إبان عهد جده الشيخ عبد القدوس ومن ثم أبيه واستمر في إدارتها 15عام حتى صدور أخر عدد لها (651) في (رمضان/شوال) 1439هـ. بعد أن كانت لنحو 84 عامًا منارة لأدباء الرعيل الأول السعوديين ومن تلاهم من أجيال، وجزء لا يتجزأ من نهضتنا الثقافية والأدبية، وبها حقق الشيخ عبد القدوس الأنصاري -رحمه الله- حلمه بنشر العلوم والآداب في كل أرجاء الوطن، وتكوين أرشيف ثقافي وأدبي للأجيال.
وكان الشاعر المغربي الكبير محمد بن إبراهيم المراكشي المعروف بشاعر الحمراء قد نظم قصيدة عنها نشرت في (عدد صفر1356هـ) مما جاء فيها
قد جرى منهلا فأبدى ثمارًا .. من جناه لمن يود اقتطافه
فهو روض البيان نظمًا ونثرًا .. ومجال لنبذ كل خرافه
الجدير بالذكر إن الشيخ عبد القدوس الأنصاري أديبو مؤرخ موسوعي وصحفي وعالم محقق ولغوي معجمي. ولد بالمدينة المنورة في العام (1324هـ) ونشأ وترعرع فيها. تلقى تعليمه الأولي على يد شيخه وأستاذه العلامة محمد الطيب الأنصاري في المسجد النبوي الشريف، حيث تلقى منه علومه الدينية واللغوية والتربوية، ثم التحق بالمدرسة دون الخامسة من عمره، وفيها حفظ القرآن الكريم، وأعقبه بحفظ المتون في علوم التفسير والحديث والفقه واللغة، في عام 1341هـ التحق بمدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة وخلال دراسته اختير للعمل كموظف في ديوان إمارة المدينة المنورة وبعد تخرجه عام 1346هـ.
عين أستاذا للأدب العربي في مدرسة العلوم الشرعية وظل فيها أكثر من اثني عشر عامًا إلى جانب عمله في إمارة المدينة المنورة، وفي العام 1359 هـ نقل إلى مكة المكرمة في وظيفة رئاسة تحرير صحيفة أم القرى بموجب قرار من جلاله الملك عبد العزيز -رحمه الله- موجه إلى إمارة المدينة المنورة واستمر فيها حتى عام 1361هـ، حيث صدر أمر سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك بنقل الأنصاري ليعمل في ديوانه في جدة، وبقي فيه حتى عام 1386هـ بعد ذلك تفرغ تفرغا كاملا لمجلته المنهل. توفي رحمه الله في 22/07/1403هـ (5 أبريل 1983) بمكة المكرمة وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن في مقبرة المعلاة. وله العديد من المؤلفات منها (مع ابن جبير ورحلته (1978)، بنو سليم في التاريخ. (1971)، بين التاريخ والآثار. (1969)، ديوان الأنصاريات (1964)، موسوعة تاريخ مدينة جدة (1963)، آثار المدينة المنورة (1935).
-
د. ميادة إبراهيم الكفيفة التي تغلبت على مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، ومآسي حرب السودان
باقتراح من والدتها اتصلت بي الكفيفة «د. ميادة فيصل آدم إبراهيم» أستاذ مساعد بجامعة الأحفاد للبنات بالسودان عبر الجوال عصر يوم الثلاثاء (20 أغسطس 2024م) من قطر.
وبصوت مفعم بالأمل ذكرتني بنفسها إذ إن آخر لقاء كان بيننا في العام 2014م حينما كانت ملتحقة ببرنامج تدريبي بجمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بجدة إبان عملي أمينًا عامًا لها، لعلي أستطيع مساعدتها في الوصول لإحدى الجامعات السعودية لمواصلة مسيرتها المهنية في مجال العلوم الصحية، وروت لي ما مرت به من مأساة خلال الحرب السودانية، وكيف نجت مع أهلها من ويلاتها.
فرأيت أنه من المناسب أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على قصتها لما فيها من تجربة إنسانية وإلهام لمن يعيشون مآسي الحروب، والمصابين بمرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي الذي يعرف أيضًا بـ«ارتفاع ضغط السائل الدماغي الشوكي – Benign increased intracranial pressure»، ومن يعانون من إعاقات البصرية.
مرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي وفقداني للبصر
ولدت في العام 1981م بأم درمان في السودان. سليمة البصر صحيحة البدن وأنا أكبر إخوتي (الخمسة) والبنت الوحيدة. توفي والدي وأنا في المرحلة الثانوية تاركًا لوالدتي مسئولية رعايتنا. أنهيت دراستي الثانوية بتفوق ما جعلني أحصل على منحة دراسية في جامعة الأحفاد للبنات بأم درمان. وهي من أقوى الجامعات السودانية. واخترت دراسة الطب على أمل أن أسابق الزمن وأصبح طبيبة. فأساعد والدتي في تحمل أعباء الحياة.
صورة لمبنى جامعة الأحفاد للبنات بأم درمان بالسودان وبينما كنت في السنة الأخيرة من دراستي وأنا في العشرين من عمري حدث ما لم يكن في الحسبان فقد بدأت أشعر بصداع شديد، وغثيان وقيء، وازدواجية في الرؤية -بين الفينة والأخرى-.
شككت من خلال ما تعلمته من دراستي بأني مصابة بأعراض ارتفاع ضغط السائل الدماغي، لكن زميلاتي خالفنني الرأي معتقدات أنني واهمة.
استمرت الأعراض -خصوصًا- ازدواجية الرؤية فراجعت طبيبة عيون بمستشفى المغربي بالخرطوم، وبعدما فحصتني أكدت ما توقعته بأني مصابة ارتفاع ضغط السائل الدماغي، وطلبت مني مراجعة طبيب مختص في المخ والأعصاب، فراجعت طبيبة مختصة أكدت التشخيص، ولأنها في إجازة ذهبت إلى طبيب آخر فأدخلني المستشفى وطلب إجراء فحوصات دقيقة وتأخر في اتخاذ الإجراء المناسب للحالة، وبمرور الوقت تفاقمت حالتي حتى دخلت في شبه غيبوبة. وانقضى نحو شهر وأنا على هذا الوضع.
-في هذه الأثناء- استشارت والدتي طبيبًا سودانيًا يعمل في مستشفى عرفان بجدة، كان في إجازته السنوية، فاطلع على تقاريري الطبية، وأقترح عليها نقلي إلى جدة حيث يوجد زميل له استشاري مخ وأعصاب (د. نارمر عزام) بإمكانه -بإذن الله- علاجي.
وبتعاون من الأسرة وأصدقاء والدي أُنهيت كافة إجراءات سفري إلى جدة وبعد وصولنا نقلت من الطائرة بإسعاف إلى مستشفى عرفان حيث أجريت لي في فبراير 2005م عملية جراحية لسحب السائل الدماغي. وبعد مضي أسبوعين استعدت وعيي تدريجيًا.
غادرت المستشفى على كرسي متحرك وأنا لا أستطيع تحريك أطرافي وفاقدة للبصر، وأوصانا الطبيب بضرورة تمرين أطرافي على الحركة حتى تستعيد قوتها، ومع التمارين استطعت تحريك يدي قليلًا، وعندما علم الطبيب بذلك، طلب مني أن أتوضأ وأداوم على التسبيح بأصابع يدي شكرًا لله وتنشيطا لأعصاب اليدين. فقد كان د.عزام متدينا وخيرًا يوظف الإرشادات الدينية ضمن العلاج الطبي، وعندما علم بظروفنا المادية تنازل عن أجرته في العملية.
في غضون ذلك أخذتني والدتي لأداء مناسك العمرة وأنا على كرسيي المتحرك و-سبحان الله- مع دخولي الحرم بدأت أشعر بارتياح وتحسن..
أدينا العمرة ودعونا الله أن يعيننا على ما أصابنا ويشفيني. بعدها طلبت من والدتي أن تجلسني على الأرض، فأجلستني وشربت ماء زمزم بنية الشفاء اعتقادًا بحديث الرسول ﷺ «ماءُ زَمْزمَ لِمَا شُرِبَ له» أخرجه أبن ماجة، بعدها أحسست بشعور دفعني لتحريك قدمي فحاولت الوقوف ووجدت نفسي أستطيع الوقوف، وكدت لا أصدق وأدمعت عينيَّ فرحًا وشكرت الله على ذلك.
ومن حينها داومت على شرب ماء زمزم لمدة شهر حتى تماثلت للشفاء واستعدت قواي، باستثناء بصري الذي أدركت أنني فقدته تمامًا نتيجة تلف العصب البصري، فكان ذلك بمثابة صدمة لي ولأسرتي.
التغلب على العمى
عدنا إلى السودان وأنا متأزمة نفسيًا من فقداني لبصري. كان ذلك مؤلمًا ومحطمًا لمعنوياتي فقد أيقنت أن حلمي بأن أصبح طبيبة قد تلاشى. واسودت الدنيا في عيني، كما أني وجدت نفسي أمام تحدٍ كبير، فكيف سأتابع دراسة إخوتي الصغار وأوجههم، وأساعد والدتي في تحمل أعباء الحياة؟.
مكثت في البيت لنحو ثلاث سنوات، كان كل يوم يمر يثقل كاهلي بالتفكير والقلق على مستقبلي وأسرتي، فانهياري يعني انهيار الأسرة بأكملها، لكن الله منحني القوة والإيمان والثقة بالنفس، وأم تشد من أزري وتحثني على الصبر والمثابرة والتوكل على الله.
تمالكت نفسي وعزمت على إيجاد طريقة تمكنني من مواصلة مسؤولياتي، فسخر الله لي من يعييني على تجاوز تلك المرحلة الصعبة، إذ علم بمشكلتي الكاتب الصحفي (عبد الحميدي مرغني) الذي كان قد فقد بصره منذ سنوات، وسخر نفسه لخدمة المكفوفين طوعيًا بدعمهم معنويًا وتدريبهم على استخدام الحاسوب الناطق، فأصبح يزورني في المنزل ويحثني على استئناف دراستي الجامعية ويدربني على استخدام الحاسوب كوسيلة استعين بها في استكمال دراستي.
وفي نفس الوقت كان رئيس الجامعة (د. قاسم بدري) قد علم من زميلاتي بمشكلتي، فشجعني على العودة للدراسة وأقترح عليَّ تغيير تخصصي إلى العلوم الصحية لأنه قريب من تخصص الطب، وأنه ستتم معادلة السنوات الخمسة التي قضيتها في دراسة الطب بشهادة بكالوريوس في العلوم الصحية على أن أدرس سنة تمهيدية بحكم تغيير التخصص.
وبفضل هذا الدعم، تحسنت معنوياتي واستأنفت دراستي، وحصلت على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في العلوم الصحية تخصص تغذية. ما أتاح لي فرصة استكمال دراسة الماجستير في نفس التخصص. وفي تلك المدة أصبحت ناشطة في التوعية بمرضي، وأسست بالتعاون مع عدد من أطباء المخ والأعصاب جمعية خيرية تهدف إلى تثقيف المرضى المصابين بمرض ارتفاع ضغط السائل الدماغي الذين يرفضون العلاج فأقوم بنصحهم وإرشادهم وتوعيتهم بخطورة رفض العملية الجراحية والتأخر في العلاج، وكيف أن الإهمال يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومنها العمى. فاستطعنا -بحمد الله- إقناع الكثير منهم وعلاجهم في الوقت المناسب، و-في الوقت نفسه- كان عليَّ متابعة حالتي الصحية بمراجعة طبيبي في مستشفى عرفان بجدة كلما سمحت ظروفنا المادية بذلك.
الوصول إلى جمعية إبصار
كان لقائي وتعرفي على د. ميادة بمحض الصدفة البحتة إبان إدارتي لجمعية إبصار الخيرية وذلك حينما كانت في إحدى مراجعتها الطبية لمستشفى عرفان في العام 2014م. وعن ذلك روت “في إحدى مراجعاتي الطبية سافرت برفقة والدتي وسكنا في شقق مفروشة بجانب مستشفى عرفان، وفي أحد الأيام أثناء دخولنا لاحظ مالك الشقق الذي كان متواجدًا بالصدفة في الاستقبال أنني كفيفة فعرفنا بنفسه (حسن نايته) وكان لطيفا ومتعاطفًا معنا، واقترح عليَّ أن أذهب إلى جمعية إبصار للمكفوفين التي تعمل ابنته (هويدا) محاسبة فيها فسيقدمون لي الكثير من الخدمات، وزودني برقم جوالها.
ترددت كثيرًا في الاتصال فأنا لم أحتك بأي جمعية للمكفوفين من قبل ولم يخطر في بالي ماذا يمكنني أن أحصل عليه من جمعية للمكفوفين، وعلى أي حال اتصلت بها وأخبرتها بما قاله لي والدها فأعطتنا العنوان وذهبنا إليها فرحبت بنا وأرشدتنا فيما يجب عمله وقدمتني إلى مديرها”.
عندما حضرت د.ميادة إلى مكتبي مع والدتها حدثتني عن قصتها وألهمتني بتجربتها فقررت أن أقدم لها ما هو متاح من خدمات ومساعدات في الجمعية آنذاك. فأدرجناها في برنامج تدريبي مكثف لمدة أسبوعين (التقنيات المساندة، برايل، التوجه والتنقل الآمن)، وأمنا لها سكن في شقق مفروشة بجانب الجمعية ومساعدة نقدية للإعاشة، وصرفنا لها جهاز حاسب محمول مزود بقارئ شاشة «نظام إبصار»، وعصا بيضاء.
وكان آخر لقاء لي بها بعدما أنهت تدريبها وغادرت مع والدتها عائدة إلى السودان بعد تجربة قالت عنها “لقد كانت الأسبوعين الذين قضيتهما في إبصار بمثابة منعطف مهم في حياتي فقد ألهمتني تجارب الكثير من المكفوفين الذين التقيت بهم وشجعتني على المضي قدمًا… كما كان تدريبي على استخدام جهاز الأيفون ومنحي جهازًا محمولًا ناطقًا بمثابة إضافة نوعية لمسيرتي الأكاديمية والمهنية، فقد عدت إلى السودان بحماسة عالية واستكملت دراساتي العليا وحصلت على شهادة الماجستير.
وعلى الفور عينتني الجامعة كمحاضرة في كلية العلوم الصحية فدرست مقررات تخصصية متعددة، بالإضافة إلى تنسيق (برنامج التدريب العملي للمستشفى لطلاب الماجستير في تخصص التغذية).
وفي نفس الوقت واصلت دراسة الدكتوراة في العلوم الصحية بكلية التربية بجامعة الخرطوم وحصلت منها على شهادة الدكتوراه في نفس تخصصي، فرقيت إلى أستاذ مساعد بجامعتي، وأصبحت لاحقا مشرفة على مشاريع البحوث لطلاب السنة الأخيرة في الكلية، واختصاصية تغذية مسجلة، واكتسبت خبرة كبيرة في تطوير المناهج الدراسية.
وزدت من نشاطاتي في العمل الاجتماعي بالتوعية وتسهيل خدمات الرنين في مراكز طبية لغير القادرين، وشاركت في تأسيس الجمعية السودانية لاختصاصي التغذية والتغذية العلاجية، وانتسبت لعضوية العديد من المنظمات المحلية والعالمية وشاركت في دوراتها، ومؤتمراتها، بالإضافة إلى المناسبات والفعاليات كاليوم العالمي للمرأة ويوم الغذاء العالمي وغيرها.
شهادة شكر من جامعة الأحفاد للبنات لـ د.ميادة لمشاركتها في يوم الغذاء العالمي 2021 وهكذا تغلبت -بحمد الله- على مشكلة فقداني للبصر، واستكملت حياتي بصورة طبيعية، وبنيت طموحات وآفاق جديدة، واكتفيت ماديًا بما مكنني من القيام بمسؤوليتي تجاه أسرتي.
مأساة الحرب والنجاة منها
كان شهر أبريل من العام 2023م بمثابة منعطف غير حياتي رأسًا على عقب بعد تلك المسيرة الحافلة. إذ إنه وافق شهر رمضان الكريم الذي كنت فيه في إجازة من عملي بناء على نصيحة من طبيبي. فبينما كنا كسائر الأسر السودانية نستعد لاختتام الشهر الكريم واستقبال عيد الفطر المبارك استيقظت صبحية يوم السبت 24 رمضان 1444هـ (15 أبريل 2023م) على رسائل مجموعات الجامعة على الواتساب، كانوا يتحدثون عن أحداث غريبة ومثيرة وهي سماعهم لأصوات إطلاق نار في الخرطوم، واشتباكات وتحركات عسكرية على مقربة من جامعتي. وأخبار عن محاولة اغتيال الرئيس.
أصبت بالصدمة والذهول فلم أستوعب ما يدور فأيقظت من في البيت وفتحنا التلفاز على قناة الجزيرة لاستطلاع الأمر، وإذ بنا نفاجئ بأخبار عن اندلاع حرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس المجلس السيادي السوداني (عبد الفتاح البرهان)، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه آنذاك محمد حمدان دقلو (حميدتي). الذي كان يتحدث عبر التلفاز، وأخبار عن أصوات إطلاق نار في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون لمحاولة السيطرة عليه. ومشاهد الناس هائمون على وجوههم يهرولون في الشوارع لا يعلمون ماذا يدور ولا إلى أين يذهبون، فالجسور أغلقت، والطرق قطعت.
كان منزلنا يقع في حي الثورة بأم درمان على مقربة من أكبر معسكر للجيش في (وادي سيدنا) وبه قاعدة جوية للطائرات الحربية. وكذلك على مقربة من المعسكر الرئيس لقوات الدعم السريع. فكنا نسمع زخات الرصاص وأصوات المدافع قريبة جدًا منا، فأدركنا أن موقعنا خطير لقربة من المعسكرين.
وفي اليوم التالي تسارعت الأحداث فكنا نسمع هدير المقاتلات وقصفها ودوي المدافع وأصوات الرشاشات فوقنا، ونرى شظايا القذائف تتطاير من حولنا وفي حوش بيتنا. ودب الرعب فينا فتجمعنا في غرفة واحدة أنا وأمي وإخوتي وزوجة أخي، واختبائنا تحت الأسرة حماية لأنفسنا فيما لو أصيب بيتنا بالقصف، ومع ذلك حمدت الله كثيرًا على أن الحرب اندلعت وأنا في البيت، فزميلاتي وجميع منسوبي الجامعة في بحري والخرطوم الذين كانوا على رأس العمل حوصروا داخل الجامعة وكانوا صائمين ونفد ما لديهم من طعام وشراب واستمروا على هذا الحال لمدة أسبوع.
وعلى مدى الأيام التالية ازداد الوضع سوءًا، وساد الرعب في كل مكان، وانعدم الأمن حيث تعرضت المتاجر والبنوك للنهب والسلب، وفُرض حظر التجول، وانقطع التبادل التجاري وخلت المدن من السلع بسبب إغلاق الكباري، وتوقفت الوظائف والأعمال وشلت حركة البلد بالكامل.
أصبحت حياتنا بمثابة معاناة حقيقية قد يصعب تصورها، إذ بدء مخزون المؤنة الغذائية ينفد من بيتنا. فأصبحنا نقتصد ولا نأكل إلا وجبة واحدة في اليوم، لأننا لا نستطيع الخروج لشراء ما قد نحتاجه من طعام أو شراب. لأنك لو حاولت حتى فتح باب البيت قد تتعرض للاعتداء من قبل أحد المتحاربين.
والأصعب من ذلك كله عدم قدرتنا على توفير أدوية الضغط والسكر لوالدتي أو أخذها إلى المستشفى. فالأدوية أصبحت تُجلب من الولايات الأخرى بأسعار باهظة. ومراجعة المستشفى مخاطرة كبيرة بالحياة فقد هوجمت المستشفيات التي أبقت أبوابها مفتوحة واعتديَّ على من فيها من مرضى وأطباء، بالإضافة إلى انتشار الرعب بين الناس بسبب ما أشيع من حكايات عن جرائم ضد المدنيين من قتل وسلب وخطف واغتصاب.
صبرنا على ذلك الواقع المرير لمدة ثلاثة أشهر حتى أصبح لا يحتمل فقررنا النزوح كمعظم الأهالي الذين كانت ظروفهم تمكنهم من ذلك، فنزحنا إلى ولاية «شندي» التي لم تصلها الحرب وأقمنا بها لمدة شهر.
ولارتفاع الإيجار بسبب تكدس النازحين اضطررنا إلى الرجوع لبيتنا في أم درمان، فكانت الأوضاع أشد سوءًا فالجيش قد أخلى المنطقة فاحتلتها مليشيات من المرتزقة عاثت فيها فاسدًا من حيث مداهمة البيوت والسلب والنهب، واغتصاب، النساء، والقتل، والخطف.
وحدث ما جعلنا نتخذ قرارًا بمغادرة البلاد بحثًا عن الأمن والأمان حيث اقتحم في أحد الأيام نفر من المرتزقة بيت جدي الذي كان يبعد عنا 15 دقيقة مشيًا على الأقدام، ويسكنه خالي المسن مع زوجته وبناته، فقيدوه وحبسوه في الحمام، وسلبوا ما في المنزل وهبوا لاغتصاب بناته وزوجته، ولكن -بلطف الله- ثم صرخاتهم للاستغاثة سارعت قوات من الشرطة العسكرية بإطلاق وابل من الرصاص تجاه البيت فخاف المرتزقة وهربوا. وهكذا نجوا وفتحوا الباب على خالي وفكوا قيده لكنه للأسف سقط مغشيا عليه وتوفي إثر جلطة أصابته من هول الصدمة، وعندما علمت والدتي بالأمر أصيبت بانهيار وحزن شديد جعلها لا تنام الليل ولا النهار من هول الصدمة والحزن عليه -خصوصًا- وأنها لم تستطع حتى حضور جنازته.
أصبح وضعنا متأزمًا جدًا فقد نفد كل ما لدينا من مال وليس لدينا أي مصدر دخل لتوقف الأعمال وأوشكت مؤونتنا الغذائية وأدوية وعلاج لوالدتي على الانتهاء، ولا نعرف متى وكيف ستنتهي الحرب، وهكذا لم يبق أمامنا سوى خيار بيع سيارة أخي وكل ما نملك من ذهب واللجوء إلى أي بلد آخر نجاة بأنفسنا من ويلات تلك الحرب.
اللجوء إلى قطر والبحث عن المستقبل
كانت جميع سفارات الدول قد أُغلقت ولا توجد أي بلاد مفتوحة للسفر إليها مباشرة، باستثناء دولة قطر التي أتاحت إمكانية الحصول على تأشيرات لجوء عبر الإنترنت والسفر إليها عبر مطار بورتسودان، واستكمال بقية الإجراءات في مطار الدوحة.
فسبقنا أخي إليها قبل مغادرتنا بشهر ليرتب لنا الأوضاع من سكن وإقامة… إلخ، وبعد أن استكمل كافة الترتيبات غادرنا أم درمان إلى بورتسودان لأن مطارها كان الوحيد المفتوح وبه كافة الخدمات، فمطار الخرطوم الذي يبعد عن بيتنا ساعة واحدة كان مدمرًا ومعطلًا.
كان سفرنا إلى بورتسودان طويل وشاق جدًا ومحفوف بالمخاطر استغرق منا 5 أيام في الوقت الذي يستغرق في الظروف العادية 12 ساعة بالحافلة.
سرنا إلى «شندي» ثم إلى «عطبرة» حتى وصلنا إلى بورتسودان، عبر طرق خلفية والتفافية غير آمنة ومعدومة التسهيلات والخدمات، والمليشات وقطاع الطرق منتشرين في كل مكان، لكننا استعنا بالله وقراءة القرآن الكريم طيلة الرحلة تحصينًا لأنفسنا من التعرض لأي أذى أو شرور، فقد اضطررنا للمبيت في العراء لمدة ليلتين لنفاد الوقود.
وصلنا إلى مطار بورتسودان متأخرين عن موعد الرحلة فاضطررنا للمكوث فيها لمدة أسبوع. كانت المدينة مكتظة بالنازحين، ومعظم الفنادق والمساكن مشغولة، والشاغرة منها باهظة الثمن فتواصلت مع إحدى طالباتي في الجامعة التي كانت من أهالي بورتسودان، وأخبرتها بوضعنا فاستضافونا في منزلهم رغم صغره حتى جاء موعد الرحلة. وكانوا مضربًا للمثل في الكرم والضيافة والوقوف الإنساني مع المتضررين من الحرب كمعظم أهالي بورتسودان الذين فتحوا بيوتهم للنازحين ومساعدة المتضررين.
غادرنا بورتسودان بعد ستة أشهر من اندلاع الحرب وأنا أفكر فيما سيؤول إليه مصيرنا فنحن ذاهبون إلى عالم المجهول حيث إننا لا نعرف أحدًا في قطر، ولا كم سنمكث فيها، أو كيف سنعيش!؟، ولكن كان كل ما نبحث عنه ونريده هو الحصول على الأمن والأمان، وطلب الرزق والاستقرار ومعالجة والدتي وتوفير الدواء لها.
وصلنا إلى قطر واستقررنا فيها بعد تلك المعاناة والمآسي التي عشناها من الحرب واستطاعت والدتي أن ترتاح وتنام، ووفرنا لها العلاج والدواء، وكان أخي قد حصل على وظيفة مؤقتة.
ومع بداية إقامتنا التمست وجود اهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة عبر الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التي ذهبت إليها وحصلت منها على بطاقة تمنحني جميع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووجهوني للذهاب إلى مركز النور ومركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين وقد استفدت منهم كثيرًا في برامج التدريب وتقديم المحاضرات وشاركت معهم بقصتي في عدد من الفعاليات. وفي نفس الوقت بدأت البحث والتنقيب عن عمل أواصل منه مسيرتي المهنية وأحصل منه على مصدر دخل نقتات منه. فبدأت بجامعة قطر لأن بها تخصصي، وعندما لم يحالفني الحظ فيها طرقت أبواب المعاهد والمدارس الصحية للتدريس في مجال العلوم الصحية، وراسلت عددًا من الجامعات في كل من عُمان والسعودية واليمن لعلي أجد عملاً أنطلق منه من جديد، بعد ما سلبت مني تلك الحرب الهوجاء كل أحلامي وطموحاتي وتركتني وأسرتي سائرين نحو مستقبل مجهول.
وبدوري لا أجد أبلغ من أن اختم به هذه القصة من قوله تعالى:
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46)
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 155).
﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:40).
-
بودكاست مركز الخليج للأبحاث || تفاصيل: بابا طاهر سيرة نضال ثقافي
في إطار اهتمام بودكاست مركز الخليج للأبحاث بتوثيق نشأة وتطور الحركة الثقافية للمملكة العربية السعودية. فقد خصص حلقة من برنامجه تفاصيل عن رائد من رواد المعرفة والأدب وهو الشاعر طاهر زمخشري
تحت عنوان: بابا طاهر: سيرة نضال ثقافي.
ونشرها في قناته على اليوتيوب مساء يوم الاثنين 2024/09/02م
وقد تشرفت بأن أكون ضيف الحلقة التي حاورني فيها مدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للأبحاث الدكتور زيد الفضيل @zash113
وقد كانت حلقة ماتعة غطت معظم الجوانب الإنسانية والاجتماعية للأديب وعلاقاته مع الشخصيات الرسمية والأدباء والفنانين وأفراد أسرته مع التطرق إلى بعض محطاته الشعرية والأدبية
مع تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة على رابط الحلقة ويسرني تلقي تعليقاتكم وآرائكم عليها
الرئيسية
عدد المشاهدات 1٬024