Share

في العشرين من يناير الماضي حظي فنان العرب محمد عبده بتكريم من هيئة الترفيه في «ليلة المعازيم» بمسرح «محمد عبده أرينا» ببوليفارد رياض سيتي. وكرم معه مجموعة من الفنانين والموسيقيين الذين واكبوا مسيرته الفنية، منهم الموسيقار عمر كدرس، سامي احسان، محمد شفيق (رحمهم الله)، والمايسترو عبده مزيد، وعازف القانون مدني عبادي.
وما لفت انتباهي آنذاك هو غياب تكريم أو ذكر الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري صاحب الكلمة التي انطلق بها فنان العرب محمد عبده وذاع بها صيته خارج الحدود، رغم ارتباطه بعلاقة أبويه وروحية ومسيرة فنية معه امتدت طيلة حياته. وقادت عبده ليكون أحد أهم أقطاب الأغنية السعودية الحديثة وسفيرها في الخارج.
فرأيت أنه من المناسب أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على تلك العلاقة والمسيرة الفنية لهما من خلال ما سمعته من جدي طاهر زمخشري «بابا طاهر»، وما اطلعت عليه مما كتب عنهما وذلك من أجل توثيق وتخليد تلك المسيرة التي ختمت برائعتهما «يا أعذب الحب».. وتعريف النشء الجديد بها.

فلقد وعيت في العام 1985م على مدى عمق العلاقة التي جمعت بينهما حينما دأب الفنان محمد عبده على زيارة بابا طاهر ليلًا بمنزلنا بحي العزيزية ليكون بعيدا عن الأضواء فيطرق نافذة غرفتي وأنا ساهر مع شلتي في لعبة «البالوت» حتى أصبحنا نلقبه على سبيل المزاح بـ «زائر الليل» فافتح له الباب وادخله إلى غرفة «بابا طاهر» فيتسامران ويتباحثان آخر مستجدات الساحة الأدبية والفنية.

وفي أحد الأيام طلب مني «بابا طاهر» أن أوصله إلى استديو محمد عبده الكائن في منزله بالنزلة اليمانية آنذاك وفي الطريق تبادلنا الحديث في عدة مواضيع من ضمنها علاقته بـ محمد عبده، وعلى ما اذكر أنه قال عنه ” شوف يا ولدي ابغاك تعرف حاجة مهمة عن الوفاء.. فهذا محمد عبده وفيّ جدًا وخدوم وما ينسى أحدا مهما كان، كم مرة جاني في البيت وزارني في المستشفى وفي تونس، عشان يتطمن عليَّ حتى أنه زارني مع سامي إحسان لما كنت اتعالج في لوس انجلوس. وأنا أعرف أدق تفاصيل حياته فهو عصامي وأمه لها دور كبير في بروزه وهو بار بها وهذا سر نجاحه”

بابا طاهر رحمه الله اثناء استقباله للفنان محمد عبده والموسيقار سامي إحسان رحمه الله عند زيارتهم له في لوس انجلوس 1984م

ولذلك عندما شرعت في تدوين سيرة «بابا طاهر» رحمة الله في تسعينيات القرن الماضي، استطلعت آراء زملائه وأصدقائه من الأدباء والإعلاميين والفنانين، وكان محمد عبده من أوائل من تواصلت معهم وابدى اهتمام وتجاوب مع تساؤلاتي عن علاقته بـ «بابا طاهر»، نشرتها في كتابي «الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين» حيث قال:


“عرفت بابا طاهر على مدى سبعة وثلاثين سنة، وربطتني به علاقة صداقة وعمل وتتلمذت ووجهت على يده، والمعروف أن بابا طاهر كان من الرواد الشعراء السعوديين في الفصحى والعامية والإذاعيين الذين ساهموا في بناء الإذاعة السعودية، وأديب من الأدباء العرب الذين اشتهروا في العالم العربي والشرقي، والكثير لا يعرفون عنه أنه من الملحنين له عدة ألحان غناها كثير من المغنيين اللبنانيين مثل هيام يونس وغيرها.
أعتقد أن بابا طاهر لم يوف حقه من قبل الإذاعة والتلفزيون والصحف السعودية، ولتخليد أعماله اقترح إذاعة نبذة عن حياته (رحمه الله) في كل ذكرى تخص الإذاعة والصحف السعودية مع إذاعة أعماله الفنية كسائر الفنانين في جميع أوقات البث الإذاعي.
واقترح ألا تكون الكتابة عنه مجرد ترجمة عن حياته، ومجموعة صور فقط، بل تكون دراسة ونقد وتحليل أدب وشعر الأستاذ، كما يفعله الأستاذ الدكتور شوقي ضيف لأدباء العصر العباسي والعصر الذهبي بشكل عام. ولا بد من الاتصال بجميع الأدباء من عصره، من الأحياء ومن كتب عنه من السابقين وكذلك تلامذته ومحبيه”.
وأرفق مع إجاباته كتيب بعنوان «عندما يكرم بابا طاهر تفرح الأسرة الفنية بعميدها» الذي كان في غاية الأهمية حيث تضمن كلمات لنخبة من الأدباء والفنانين والإعلاميين الذين عاصروا وعايشوا بابا طاهر ومن ضمنهما كلمة محمد عبده التي عنونها بـ «من المستحيل.. ألا يحبه أحد!» ومما جاء فيها:
“الحديث عن الفنان والأديب والشاعر الكبير/ بابا طاهر زمخشري… حديث طويل وذو شجون.. كله فرح وسعادة.. فقد عشت معه منذ أن التقيته أول مرة عام 82هـ في القسم الموسيقي بالإذاعة بجدة.. لحظات وأيام وسنوات.. مليئة بالشجن والحب.

بحسه الفني.. تنبه لي وأنا أغني في الإذاعة.. واهتم بي ورعاني كثيرًا، وعندما عرف بأنني أزور الفنان عمر كدرس أصبح يأتي بين الحين والآخر ليسمعني ويوالي نصائحه القيمة لي وعنايته.. وقد استفدت في حياتي الفنية كثيرًا من تلك التوجيهات الأبوية.. من بابا طاهر. واذكر أنه دعاني في تلك الأيام لحفل أقيم في منزل الشيخ محمد سرور صبان رحمه الله.. وفيه ومن خلاله التقيت ولأول مرة بوجوه اجتماعيه وشخصيات كبيرة لها أهميتها وانعكاساتها على الحياة العامة.
التقيت بأكثر من أديب وفنان.. التقيت بشاعر الشباب أحمد رامي رحمه الله وأعطاني يومها قصيدة من أشعاره ليلحنها عمر كدرس وأغنيها. وكان الحفل بحد ذاته وحضوره وأسلوبه شيء جديد في حياتي.. لم يستطع أن يستوعبه فكري الصغير أيامها.. ولم أقدر أهمية مثل ذلك الجمع وحضوره ومناسبته بالنسبة للفنان الا عندما كبرت وتوسعت آفاقي الفنية.
بابا طاهر.. كان موجها لي في مشواري مع الأنغام.. وكان السبب الرئيسي في اتجاهي وانطلاقي إلى خارج الحدود.. لتقديم أغنياتي وألحاني إلى بيروت.. حيث أول الرحلات الفنية التي غيرت وأضافت لي الكثير في طموحاتي الفنية وذلك عام 83هـ.
وكما أسلفت الحديث عن بابا طاهر لا يمل وطويل ذو شجون.. وقليلون هم الذين يحملون القلب الذي يحمله.. والتضحية التي قدمها للغير بلا استثناء.
بابا طاهر..
إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. حريص على خطوات أبنائه من الفنانين والادباء.. حريص على الارتقاء بهم.. وتقديم ما من شانه مساعدتهم.. في تحقيق طموحاتهم.. حياته كلها فن.. دائم بتعيش وترتوي روحه بأي نغمه وكلمة حلوة.
بابا طاهر..
ظاهرة طالما تجود بها الحياة، في حياتي لم أرى إنسان يكره هذا الرجل من المستحيل أن يكون هناك إنسان يكرهه.
الكلمات مهما قالت (موش ممكن) توفيه حقه من التقدير والحب.. الذي أكنه له، بقدر ما اعطى أتمنى أن يأخذ.
والفرحة … أنه عاش وجنى ثمار جهده واخلاصه للكلمة والفن وحبه للناس.. كل الناس وبادلوه حب وامتنان”.

صورة غلاف الكتيب الذي أرفقه الفنان محمد عبده مع إجاباته على استطلاع الرأي حول بابا طاهر

نقطة البداية

وكان الأديب رحمه الله قد روى جانب من ذكرياته مع الثنائي الموسيقار عمر كدرس، والفنان محمد عبده في لقاءه الصحفي الذي اجراه معه الناقد الفني علي فقندش ونشر في صحيفة عكاظ بعنوان (برامج الأطفال ومجلة الروضة خلف ظهور العديد من نجوم الفن والأدب والإعلام) (العدد 7317 – الخميس 10/7/1986م الموافق 3/11/1406هـ) حيث قال “فوجئنا في ليلة من الليالي أنا والأستاذ عباس فائق غزاي (مراقب عام الإذاعة وقتها) جاءنا أحد العازفين اسمه عبد الستار قائلا إن هناك في منزل حسن رجب فتى يغني أغاني طلال مداح بإجادة وبحلاوة صوت، وحسن رجب صديقي وزميلي حيث كنا نعمل سويا في الجمارك فذهبنا إلى حسن رجب الذي رحب بنا وأذكر كانوا يلعبون الورق وقتها، وطلبنا منه أن يسمعنا وكان أول اختبار له حيث اعتبرت دهشتنا لصوته وثيقة نجاحة، ثم دعوناه للإذاعة في اليوم التالي وعندها سلمناه للأستاذ سعيد الهندي- رحمه الله- ليختبره لغويا ويعطيه أغنية، فكانت أولى أغنياته للإذاعة من كلمات سعيد الهندي والحان عمر كدرس إلا ان مطلق الذيابي – رحمه الله- شاء أن تكون اغنيته (سكبت دموعي) هي التي تسجل في البدء وبالفعل دخلت هذه الاغنية التاريخ وكانت أول أغنية إذاعية لمحمد عبده. ثم بدأت شهرته جماهيرياً مع (قالوها في الحارة)”.
ومنذ ذلك الحين تنامت علاقة بابا طاهر بـ محمد عبده وتبناه فنيا ويستقبله في بيته مع الموسيقار عمر كدرس للتمرس على أداء الالحان ودندنه العود حتى نبغ وصقل فنيا، واقترح عليه الكدرس تغيير اسمه الفني إلى «محمد حبيب» واقترح بابا طاهر اسم «محمد واصل» لأن كلمة واصل من كلمات تشجيع الفنانين في الحجاز عند الإجادة والانفعال في الأداء، ولكن محمد عبده فضل الإبقاء على اسمه كما هو، ورأى بابا طاهر انه من المناسب أن يبعثه الى بيروت لتسجيل الاعمال الفنية.

خاصمت عيني من سنين

تعتبر أغنية «خاصمت عيني من سنين» هي الانطلاقة الفعلية للفنان محمد عبده خارج الحدود، وعن قصتها روى «بابا طاهر» رحمه الله “طلبت من الأستاذ غزاوي أن نشجعه ببعثه الى بيروت لتسجيل اغنياته، فلم يوافق لعدم وجود ميزانية تجيز له بعثه الى هناك، فتحملت أول رحلة فنية له لتسجيل أعماله هو وعمر كدرس ملحن هذه الاعمال، وكان الهدف تسجيل اغنيتين وهما (يغالطني) و(خاصمت عيني) المهم أنهما واصلا البقاء في بيروت حتى تجهيز العملين وذلك بعد أن أصبح محمد عبده يغني في حفلات بيروت، وأصبح تقريبا معروفا فيها قبل أن يعرف تماما في المملكة. واعتقد أن هذا أحد العوامل التي اهلته ليكون فنان العرب فيما بعد، فقد اشتهر على المستوى العربي من خلال لبنان قبل العودة من أول رحلة عمل فنية، وجدت نفسي في مأزق لا أستطيع الخروج منه إلا بمساعدة غيري في تكاليف مصروفاتهم هناك فورطت معي سمو الأمير الشاعر سعود بن سعد (فتى الشاطئ) الذي تحمل كل التكاليف وهناك بعد العودة تم الاتفاق بين ثلاثتهم أن يلحن عمر كدرس عددا من الالحان لمحمد عبده من كلمات سمو الأمير سعود بن سعد”

أما عن قصة الأغنية فقد روى رحمه الله: (كان عمر كدرس وبشكل دائم هو من يلحن لصوت محمد عبده بدءا من الأسطوانات وهو في الثالثة عشرة، والخامسة عشرة في مرحلة «قالوها في الحارة الدنيا غدارة» لأحمد صادق والكدرس ثم تلتها الكثير من الأغنيات، خفت على صوت محمد، وأن يتعود على الحان الكدرس ثم لا يمكنه غناء غير ألحانه أو أنه بعد ذلك سوف لن يستسيغ التعامل مع ألحان غيره أخذته جانبا ونحن في بيروت، وكان في يدي نص أغنية «خاصمت عيني من سنين» الذي كنت قد كتبته وقتها ونسخة منه عند الكدرس الذي كان عاكفا على تلحينه لنسجله في نفس الرحلة الفنية في بيروت، بعثت محمد عبده ومعه النص إلى دمشق (الطريق بالسيارة من بيروت إلى دمشق ساعتان) ليلتقي بالملحن السوري محمد محسن وهو الذي سبق له تلحين الكثير من الأعمال الغنائية السعودية لإذاعتنا من كلامي وغيري مثل مسلم البرازي، الذي حصل أن لحن محمد محسن هذا النص بشكل فيه الكثير من الروح الموسيقية العربية وتحديدا المكية وهو اللحن المسموع منذ يومها لهذه الأغنية.
الخلاصة من القول إنني خفت على صوت محمد عبده وبدأت أنوع له تعاملاته مع الملحنين مثل طارق عبد الحكيم وعبد الله محمد وغيرهما رغم جمال وعذوبة وصدق أعمال وألحان عمر كدرس أمس واليوم وعلى طول المدى”.

وهكذا سجلت أغنية «خاصمت عيني من سنين» ببيروت وأصبحت آنذاك من أشهر الأغاني السعودية بصفة عامة وللفنان محمد عبده بصفة خاصة. واذيعت في العديد من الإذاعات العربية لسنوات طويلة وارشفت في إذاعة جدة في 1399/01/14هـ – 1978/12/14م.

خاصمت عيني من سنين
ورحمت قلبي من الانين
وفضلت أفكر
بس فمين
وسألت عيوني بتبكي ليه
وعلى مين وعلى مين وعلى مين

الحيرة تسرح بالظنون
والسهد يلعب بالجفون
وفي خيالي صورة
بس لمين
سـألت عيوني تقول عليه
هو مين هو مين هو مين

لقب فنان العرب

وأما عن قصة إطلاق لقب «فنان العرب» روى «بابا طاهر» رحمه الله: “حدثني الأستاذ محمد الشدي رئيس الجمعية وأبلغني بأن محمد عبده سيحضر إلى تونس ونرجوك أن تهتم به وعندما جاء قلت له يا محمد يا ابني ليس في تونس فلوس وأنت قد حضرت لها بدعوة كريمة من الحكومة التونسية ولذلك فإن الحبيب بورقيبه جزاءه الله خيرًا سيمنحك وسامًا وستعود للمملكة العربية السعودية موسمًا بوسام فكان سعيدًا جدًا وقال هذا أكرم لي فكان شجاعًا وفي يوم الحفلة وقفت وقلت لفخامة الرئيس خلجات النفوس في العالم العربي أصبحت في هذا العصر تتغنى بالخليج… والأستاذ محمد عبده يمثل صوت الخليج ويشارك في الاحتفال بعيد ميلاد فخامتكم.. فالتفت وقال لي: لا إن هذا ليس صوت الخليج إنه صوت العرب كله، فكان تكريمًا أكبر من الوسام. ومنذ تلك الحفلة أطلق عليه فنان العرب”.

واعترض بعض الناس على هذا اللقب لمحمد عبده على أساس أن هناك الكثيرين ممن سبقوه في الانتشار فنيًا، لكن بابا طاهر دافع عن ذلك اللقب قائلا: “إن من أطلق عليه هذا اللقب هو الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة. وبحكم أن الرئيس هو عميد رؤساء العرب وهو من أطلق اللقب أذن فهو يستحق لقب فنان العرب.. ولذلك فإن محمد عبده انتشر في الخليج ومصر وكثير من أغانيه في تونس أصبحت تردد وأول من غنى من أغاني محمد عبده في تونس عايدة بوخريص وهي التي اشهرت له أغنية – إبعاد – حيث صارت هذه الأغنية تردد في كل حفلة زواج أو حفلة عيد ميلاد ويرددها كل المطربين في تونس”.

يا أعذب الحب.. مسك الختام وحفل الأسرة الفنية

لقد جسد الفنان محمد عبده معنى الوفاء والحب لبابا طاهر الذي قضى العمر كله يغني له كما قال في كلمته التي القاها بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – ليلة تكريمه في حفل جائزة الدولة التقديرية، بقاعة الملك فهد للمؤتمرات في مدينة الرياض (1985/04/28م – 1405/08/08هـ).

حيث بادر الفنان محمد عبده مع مجموعة من الفنانين عقب ذلك الحفل بتنظيم حفل تكريم للأديب بفندق الكعكي بمدينة جدة في يوم الأربعاء (1405/8/11هـ – 1985/05/01م) تحت رعاية الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله (أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك).

فقام الفنان محمد عبده والموسيقار عمر كدرس بعمل خارق على مدى الثلاثة أيام التي سبقت الحفل واستقطاع 8 أبيات من قصيدة «يا أعذب الحب» التي الفها الأديب من 37 بيت شعر بمناسبة حفل جائزة الدولة التقديرية مجد فيها المملكة العربية السعودية ونموها وتطورها ومدح الملك فهد ودوره في ذلك التطور. وقاما بتغيير بعض كلمات الابيات لتوافق اللحن الذي وضع للأغنية وغناها محمد عبده مع فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو عبده مزيد كإكليل وفاء هدية وتكريما للأديب الذي فوجئ بها وبلحنها.
ولعلي كنت من المحظوظين الذين حضروا ذلك الحفل الذي رعاه المهندس محمد سعيد فارسي رحمه الله (امين مدينة جدة آنذاك) نيابة عن الأمير ماجد. إذ كنت شاهدًا على تلك الرائعة الفنية التي ختمت مسيرة أعمال الثلاثي الفنان محمد عبده وعمر كدرس وطاهر زمخشري الذين انطلقوا سويًا في مشوارهم الفني منذ ستينيات القرن الماضي.
وشهدت مدى المكانة الروحية التي حظي بها الأديب رحمه الله بين عمالقة الفن السعودي، والاذاعيين الذين حضروا وشاركوا في ذلك الحفل وقدموا جوقة من الأعمال الفنية الرائعة التي لم تتكرر تكريمًا لبابا طاهر.

يا أعذب الحب أمالي قد ابتسمت
في موطنٍ رقصت في جوه النعمُ
وقد بسطت بها فيئاً يظللنا
والخير ما زال فياضاً به الكرمُ

وقد صحونا على صوتٍ سرى نغم
وللزمان بترديد النشيد فمُ
وكل خافقةٍ جاش الحنين بها
صاغت بحباتها في حبك القسمُ

يا أعذب الحب أكبادٌ مقرحةٌ
بغير كفك لا والله تلتئمُ
وقد رماها الى كفٍ بلا قدر
فهل لغيرك بعد الله تعتصمُ

الله أكبر … صوتٌ أنت رافعهُ
والرجع عاد به الميقات والحرمُ
فأنت غيث من المولى حمائله
العلم والدين والأخلاق والشيمُ

بابا طاهر – رحمه الله- يلقي كلمة في حفل الأسرة الفنية وعلى يمينه الموسيقار عمر كدرس – رحمه الله- والفنان محمد عبده والفنان عبد الله محمد -رحمه الله- وعلى يساره الموسيقار طارق عبد الحكيم -رحمه الله- ثم الفنان عبادي الجوهر والأديب إبراهيم خفاجي رحمه الله

كلمات الأديب طاهر زمخشري التي تغنى بها الفنان محمد عبده

اسم الأغنيةالملحن
حبيبي ياللي كاوينيعمر كدرس
خاصمت عيني من سنينمحمد محسن
رباهسعيد أبو خشبة
رباه يا جامعمحمد عبده
عروس بحرمحمد عبده
قالوا هجرعمر كدرس
ما دريناعمر كدرس
هكذا كنامحمد محسن
يا أعذب الحبعمر كدرس
يا نور عيونيواصل غندور
يغالطنيعمر كدرس

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 2٬181
Share