بسمة صوت شدا فأطرب ملايين من عشاق الغناء العربي في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي. وأدخل البهجة والسرور على مئات العرسان. بعد أن فقدت بصرها وهي في السابعة من عمرها فعوضها الله بذلك الصوت الذي قال عنه رائد الأدب والشعر الأديب طاهر زمخشري متبنيها واباها الروحي:
ورجع الهوى طاب لي بدنيا الأماني *** كيف لا يسكب الفؤاد الأغاني
خفقاتي تدف بالغنوة الحلوة *** ناغت بها ابتسام الزمان
إنه صوت “عاشقة الأدب” و “كوكب الجزيرة” الفنانة ابتسام لطفي ابنة الطائف «خيرية قربان» التي التقاها ملوك ورؤساء عرب.
وقد التقيت بها مؤخرًا في فعاليات حفل تدشين كتاب «شدو الدموع» للكاتب والشاعر أنور باشا الذي وثق جانب من سيرة حياتها فعادت بي الذاكرة إلى تلك الليالي في صيف عام 1997م التي سجلت معها لقاء روت فيه جانب من ذكرياتها مع الأديب الذي ربطته بها علاقة أبويه وروحية امتدت حتى وفاته منها 17 عام تخللها العديد من الأعمال الأدبية والفنية المشتركة. لم تأخذ حقها إعلاميًا في الحفل. فرأيت أنه من المناسب أن أسرد جانبًا من ذلك اللقاء وما جمعته مؤخرًا من معلومات من كتاب «شدو الدموع» ولقاءاتها الصحفية والتلفزيونية التي أجرتها.
بابا طاهر وقهري للعمى.
علاقتي ببابا طاهر هي أسمى قصة حب وجداني يعتبر جدول رقراق تنساق منه كل المعاني لأنه أصغر جدول شربنا منه. فطاهر زمخشري الانسان الاب الروح النسمة الحلوة الكلمة الرقراقه الجدول المنساب الإشراقة في حياة ابتسام لطفي. لأنه فعلا كان إنسان. فلا يوجد فنان في المملكة العربية السعودية إلا وكان طاهر زمخشري من ورائه. كان يحمل بين جنبيه قلب يقطر ثقافة واطلاع وأحاسيس. وإنسانية. واستطاع أن يزرع في نفسي الإصرار والعزيمة وعدم الوقوف عند الحوادث. ولم يدعني أيأس أبدًا. ومن الأسماء المحببة إلى نفسي والتي كان يطلقها عليَّ رحمه الله “الفاكهة المحرمة”.
لقد كان طاهر زمخشري قدر رقيق الخطى، فكنت أعتبره مثل القدر الذي أرادته مشيئة الله على إنسان. لا يبارحه ولا يفارقه أينما ذهب يجده شيء يلقاه. فقد كان قدرًا رقيق الخطى نبيل الهمس عذب البسمات.
وأكبر ما استفدته منه هو تعلم التحمل والصبر على الأذى. بزرع آمال بعيدة وكبيرة في نفسي. حيث كان يحكي لي عن ذاته كشاعر وكيف كافح وكيف تعب وكيف تعذب ليكون شاعرٍ وكيف لم يكمل تعليمه وكان يقول لي “أنظري إنني أعطيك هذه التجارب كلها ليس كأستاذ جامعة، بل كإنسان واحد الناس الذين دهستهم الحياة بأقدامها ولم يستطع حتى أن يكمل تعليمه، ولكنه استطاع أن يشق طريقه في الحياة. لهذا أحب هذه العصارة الفكرية في داخلك أنتِ. لأنني لم أجد من يستحق هذه العصارة التي في داخلي سوى أنتِ”.
وبكل أمانة أقول لم أر نور بلا حدود ولم أنسى موضوع العمى تمامًا إلا بعدما دخل طاهر زمخشري في حياتي. على الرغم من أن أمي كانت تقول يا بنتي الأعمى أعمى القلب فالعين لا ترى، ولكن العقل هو الذي يرى. كانت تحاول أن تزرع في نفسي القوة والصبر. ولكن لم ينسيني مرارة العمى إلا طاهر زمخشري. فيكفي أنه زودني إيمانًا على إيماني بالله. واستطاع أن يجعل مني صورة ناطقة لقهر العمى.
بابا طاهر وانطلاقتي من الإذاعة السعودية
كانت بداية علاقتي الفنية والأدبية ببابا طاهر في العام 1968م حينما أحيت حفل زفاف ابنته ابتسام بمنزله بحي الشرفية بمدينة جدة التي طلبت مني أغنية فتعرفت عليها وأبديت لها شديد اعجابها بوالدها ورغبتي في مقابلته. وبدورها أبلغته بذلك. فجاء وطرق الباب واستأذن وقال لي “بأمر الحب أتيتك”، ومن هنا عرفت مدى حبه لأبنته ابتسام. فقد كان يسميها رفيقة دربه، وأصبحت ابتسام زمخشري هي همزة الوصل بيني وبينه.
وتوطدت علاقتي به تدريجيا وكان له دور في انطلاقتي الفنية من الإذاعة السعودية بعد أن سنحت لي الفرصة بمقابلة الملك فيصل آل سعود رحمه الله، الذي سألني عما أتمنى، فقلت له: أمنيتي أن أكون مطربة في الإذاعة السعودية. فتعجب من طلبي وقال دعينا ندرس الأمر وبعد شهرين صدرت موافقته الكريمة كانت تلك أسعد وأجمل لحظات حياتي بعدما أصبحت أول فنانة سعودية يصرح لها بالغناء في الإذاعة السعودية بموافقة من الملك فيصل. فذهبت إلى الإذاعة لإتمام إجراءات القبول بحضور الشاعر أحمد قنديل والموسيقار عمر كدرس وبابا طاهر الذي علمت أنه كان وراء كل هذا الموضوع. وأول ما سجلت اغنيتين للشاعر أحمد قنديل الأولى قصيدة بعنوان «عبير» والأخرى باللهجة العامية بعنوان «نام القمر بدري» وكلاهما من ألحان الموسيقار الراحل عمر كدرس.
بابا طاهر والوتر المبصر
لقد كان بابا طاهر أبويًا وتربويًا في أسلوبه معي، وعلمني كيف أغنى وكيف انطق الحروف، وكيفي ادخل على النغم واخرج منه. ويعطيني الفرصة لأحفظ الأنغام، وعندما أخطئ كان يقول لي بأسلوبه الجاد المرح: “وبعدين…؟!” ولم يعنفني أبدًا. حتى استطعت أن أتعلم النوتة الموسيقية بمفردي. الأمر الذي أعجبه جدًا. وخصني بأشعار منها:
أغمض العينين فيك القدر *** فجرى بالنور منك الوتر.
وكانت مناسبتها أنه اعتاد رحمه الله أن يحضر الوفود الإسلامية التي تأتي لموسم الحج من تونس لزيارة منزلنا. وفي أحد الأيام طلب مني أن أحضر بعض السندوتشات وأشياء خفيفة. لأنه سيزورنا مع وفد إعلامي من التلفزيون والصحافة التونسية. وأصر رجال الوفد أن يحضروا معهم أدوات التصوير والتسجيل لكي يغتنموا الفرصة ويجروا حوار تلفزيوني أو إذاعي.
عمومًا ما أن دق جرس الباب ووصل الضيوف ومعهم بابا طاهر إلا وانقطعت الكهرباء وقلت يا للأسف انقطعت الكهرباء فقال رحمه الله هل تعلمي يا بسمة أنك أول واحدة أحست بها.
دخلنا إلى المجلس وجلسنا لبعض الوقت ونسي الجميع موضوع الكهرباء فقد شدنا الحديث الأدبي وأراد بعض الفنيين توصيل جهاز التسجيل فقلت كيف تريد وصل التيار الكهربائي ولا توجد كهرباء فضحك الجميع فقال بابا طاهر لم أرى في حياتي قط مثل روحك الرياضية كان من الممكن أن تكوني أول وحدة تتأثر بهذا الموقف فقلت له لماذا يا بابا طاهر ألم تقل أن الأعمى أعمى القلب، وعادت الكهرباء وباشروا التسجيل معي، وحينما رآني اتقن العزف على العود اثناء التصوير، وقف وارتجل تلك الأبيات.
لقد استطاع بابا طاهر أن يفتح لي أبواب الخارج بأن يجعل السيدة وسيلة بو رقيبة زوجة رئيس الجمهورية التونسية أن توجه لي دعوة من الاتحاد القومي للمكفوفين لزيارة تونس في العام 1972م وإحياء حفلات فيها لصالح الاتحاد. وقبلها رتب لي رحلة إلى الكويت في العام 1971م لإحياء حفلات فيها وبمناسبتها كتب فيَّ قصيدة بعنوان الوتر المبصر ومهرها بقوله «إلى الفنانة الموهوبة الآنسة ابتسام لطفي التي تمثل الفنان العربي المسلم بكل جدارة وذلك بمناسبة سفرها إلى الكويت الشقيق لأول مرة» مما جاء فيها:
سافري في وديعة الرحمن *** واحملي النور مفتوحًا للأغاني
واذكري أننا لعودك نهفو *** باشتياق مضمخ بالحنان
فعلى مائج الأثير سنصغي *** لارتعاشات صوتك المرنان
فالكويت المحبوب ليس سوى *** نجد وفي داره العلا كوكبان
كل للهوى العفيف تغنى *** ومزاميرها ابتسام الزمان
مع بابا طاهر في تونس
وعن رحلتي إلى تونس كنت في عام 1971م – 1391هـ في رحلة إلى مصر وسنحت لي الفرصة بالقيام ببعض الأنشطة الإعلامية منها لقاء إذاعي مع إذاعة صوت العرب. وتصادف أن استمع بابا طاهر إلى اللقاء، حيث كان معتادًا على سماع برامج إذاعة صوت العرب من القاهرة.
وعندما عدت إلى جدة، قال لي: لا بد من ذهابك إلى تونس. قلت كيف ذلك يا بابا طاهر؟ لأني كنت أعلم أن هذا الأمر من سابع المستحيلات فالمجتمع وأهلي وأعداء الفن يرفضون ذلك. فقال: سأتدبر الأمر. وانقضت عدة أشهر وإذا به يأتيني بدعوة من الاتحاد القومي للمكفوفين بتونس برعاية السيدة الأولى وسيلة بورقيبة زوجة رئيس الجمهورية آنذاك.
كنت في غمرة السعادة والفرح واصطدمت بمعارضة شديدة من أهلي والمجتمع المحيط. فكيف بفتاة مثلي وبظروفي أن تقوم بهذه الرحلة. ولرغبتي الشديدة في المشاركة في هذه الرحلة.
تحدثت إلى خالي بالرضاعة الذي كانت تربطني به علاقة وثيقة وأحبه جدًا. وهو أقرب المقربين إلىَّ. فنجح في إقناع أهلي بالسفر وقال لهم مادام هذا الأمر من تدبير طاهر زمخشري فهو خير ولا خوف منه. وفي يوم الأربعاء 17 مايو 1972م سافرنا أنا ووالدتي وأخي عبد اللطيف إلى تونس بمعيته. قضيت فيها نحو 23 يومًا كأنها 23 عام. كانت أرقى وأروع أيام حياتي وأجمل سنين عمري، لقد كانت نقلة حقيقة لي. كان بابا طاهر لا يفارقني وسخر لي فيها الصحافة التونسية التي لقبتني بـ “صوت الحجاز”.
وأقمت فيها 5 حفلات في سوسة والعاصمة تونس وصفاقس والقيروان وبنزرت أولها حفلة سوسة في 02 يونيو 1972م وتبرعت بريع تلك الحفلات للاتحاد القومي للمكفوفين التونسيين بإيعاز وتشجيع من بابا طاهر. وكانت من أهم الحفلات التي أحييتها حفلًا خاصًا لفخامة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وغنيت له «يا حبيبي آنستنا» بمناسبة عودته من الجزائر من الحان الموسيقار سراج عمر. وبنهاية الحفل أهداني ثوب تراثي تونسي ومفتاح تونس.
وفي غضون ذلك سجلتُ وغنيت عدة أغاني فقدمت لمحمد الموجي ثمانية ألحان منها أغنية «ليلة سهر» من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن واغنية «روابي تونس» من كلمات طاهر زمخشري وألحان طارق عبد الحكيم. وأغنية تونسية من كلمات وألحان عبد الهادي الجويني. واغنية «يا سارية خبريني».
وبالمناسبة الجمهور التونسي ذويق موسيقيًا، ولكن الجانب الذي أثر فيَّ أكثر هو أنني رأيت أنماط من المكفوفين أثناء زيارتي لمعهد المكفوفين بتونس البعض يدرس موسيقى وآخرون علوم وأشياء أخرى كثيرة فقد كانوا يعلمونهم كل شيء باستثناء الطب. وعدت وأنا أحمل في طيات نفسي وفي جوانبي وجوارحي وفي كل ذرة من أحاسيسي حاجة واحدة فقط وهي زيادة الإيمان بالله. والثقة فيه لأنني بالفعل وجدت أنني أقدر كفيفة على تخطي الأحداث. وحكيت ذلك لبابا طاهر.
بابا طاهر وعلاقتي بشاعر الشباب وكوكب الشرق أم كلثوم «أحمد رامي»
تقول الفنانة ابتسام: في أحد الأيام رن الهاتف وعندما أجبت فإذا برجل يتحدث بلهجة لبنانية ويقول أنا صديق لطاهر زمخشري. فقلت أهلًا وسهلًا أي خدمة وإذا به أحمد رامي -رحمه الله- هكذا كلمني على سبيل المزاح وكان معه بابا طاهر الذي وطد علاقتي به. حيث كانا صديقان حميمان ولهم صلة علاقة وطيدة جدًا لا يعرفها الكثير. ولعبت دورًا كبيرًا في توطيد علاقتي بأحمد رامي وكبار الشعراء والملحنين بمصر.. حيث كانت البداية في عام 1974م حينما زار السعودية الشاعر أحمد رامي لأداء مناسك الحج.
في غضون ذلك اتصل بي بابا طاهر وقال: سأزورك اليوم برفقة ضيف تحبينه جدًا. فقلت من هو. قال: لن اخبرك. وبعد برهة دق جرس باب بيتنا بحي الكندرة بجدة وعندما فتحت الباب وإذا ببابا طاهر مع الشاعر أحمد رامي ولم أكد اصدق نفسي، ولم يخطر ببالي انه الضيف الذي تحدث عنه بابا طاهر. كانت المرة الأولى التي التقي به واتعرف عليه شخصيًا. قضينا ساعات ممتعة. وكان رامي في تلك الفترة يعاني من وعكة صحية منعته من أداء مناسك الحج فطلب منه بابا طاهر البقاء في جدة حتى يتماثل للشفاء تماما فمكث 92 يوم وكانا يزوراني فيها شبه يوميًا فنقضي أوقاتنا بين الشعر والأدب وحلو الكلام فرامي وبابا طاهر شخصان خفيفا الظل ولا يمل حديثهما.
وفي آخر يوم قال لي رامي: لن اودعك فهو يكره الوداع جدًا ولا يحبه. وقال سأودعك بطريقة أخرى. وبعد سفره بساعتين حضر بابا طاهر ومعه قصيدة بعنوان «الوداع» وقال هذه رسالة من رامي لكِ وأتمنى لو تغنيها بصوتك. وجاء في مطلعها:
ردك الله سالما لفؤادي *** وطوى بيننا بساط البعاد
وبالفعل سجلتها وغنيتها في مصر لاحقًا عام 1975م بألحان الموسيقار الراحل رياض السنباطي الذي تعاقد مع إذاعة القاهرة بواسطة بابا طاهر. وفي عام 1976م غنيتها على المسرح في حفل عيد الفن أمام الرئيس الراحل أنور السادات الذي كرمني بوسام الجمهورية.
وأثناء تواجدي في القاهرة دأبت على زيارة رامي في منزله بحي الزمالك والعزف على البيانو الخاصة به ومن شدة إعجابه بعزفي أهداني بيانو احتفظت به طيلة السنين وعرض مؤخرًا في معرض مقتنياتي الشخصية المصاحب لحفل تدشين كتاب «شدو الدموع».
عاشقة الأدب
أعطاني بابا طاهر الكثير من شخصيته الأدبية والفنية وأطلق عليَّ «عاشقة الأدب» وجعلني أقتني أكثر من ألفين كتاب برف دولابي. وعندما كان يكتب قصائده كنت أول من يسمعها.
كما كان يشركني في اختيار معظم الكلمات؛ فعلى سبيل المثال عندما كتب نص أغنية «هواك أعاد لي ثقتي بنفسي» قلت له: طيب هواك وبس خلاص.. فقال لي: ما ذا أقول؟ فقلت له: قل هواك أعاد لي حبي. وواجهنا صعوبة كثيرة مع الإعلام في إجازة تلك الأغنية فقد حفظوها في المكتبة وبمتابعة وإصرار من بابا طاهر بعد فترة اقتنعوا بها واجازوها دون حذف أي كلمة منها وأذيعت في الإذاعة السعودية.
كذلك عندما كتب قصيدة «النجوى الهامسة» في صديقتي الإذاعية الأستاذة نجوى مؤمنة، قال إنه يشعر بالحرج مما قاله فيها. فاقترحت عليه تغيير بعض كلماتها فقال لي، إذن سأكتبها عنكِ أنتِ وبالفعل قام بذلك.
وغنيت من كلماته 7 أغاني منها 4 بالفصحى و 3 بالعامية «أسفر الصبح/ابتسامة الصباح» و«روابي تونس/الروابي الخضر» بالحان الموسيقار طارق عبد الحكيم، و«جسر الصبر» ألحان الموسيقار سراج عمر، «لو تسألوني» ألحان عمر كدرس، «النجوى الهامسة» بألحاني تحت اسم مستعار (أبو عماد)، «هواك» ألحان الموسيقار جميل محمود، وأغنية «وفيتي».
واذكر أنه عندما توفي الملك فيصل رحمه الله في العام 1975م قلت فيه مرثية عبارة عن خواطر قرأتها على بابا طاهر عبر الهاتف فكتبها وبعثها للأستاذ عبد الله جفري شخصيًا الذي كان يعمل مديرًا لتحرير صحيفة عكاظ آنذاك، وبدوره نشرها.
كما أتذكر أيضًا أنه في أحد الأيام دعيت إلى أبها لأحياء حفلات، ومكثت فيها لمدة 11 يومًا. وبعد عودتي تواصلنا وحدثته عن مشاهداتي لأبها وعلى ضوئها نظم عنها قصيدة. فقد كنت أصف له الشجرة الكذا رائحتها. والوردة الفلانية شكلها كذا و … و … إلخ حتى الشمس كيف كانت تطلع.
وعندما توفي في العام 1987م أصبت بصدمة، وأعتقد أنه لا يوجد في الدنيا إنسان تأثر بموته مثلي؛ فقد شعرت أني انتهيت وضِعْتُ؛ وكنت أقول لنفسي من سيكون لي من بعده. فقد كان يعاملني معاملة العاشق والأب والحبيب والأخ فغطى جميع جوانب حياتي. وقبل وفاته بسنتين طلبته أن يخصني بشريط فقد كنت أشعر بقرب وفاته فأعطاني شريط مسجل بصوته لمدة ساعة ونصف بدأه بقوله “إلى من سحرتني بحلاوة لفظها”.
الرابط المختصر لهذا المقال:
هذا المقال عبارة عن حديقة فنية تحمل الزهور الندية و القصص التي عاشها ابطالها النوابغ الذين تركوا لنا سجلات من الفن الفخم النادر وعلاقات تسمو فوق السحاب فالرابط كان الفن كان الابوة و الصداقة و النبل
شكراً أستاذ محمد على هذا السرد الجميل المتسلسل حتى في تواريخه و هذا يدل على تمكن قلمكم الجميل الراقي ..
رحم الله من توفي منهم وبارك في الاحياء أتمنى ان تصدر هذه المذكرات في كتب للأجيال القادمة..