Share
  • إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال (ج1)

    إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال (ج1)
    Share

    مرض التهاب الشبكية الصباغي الوراثي أو كما يعرف بالعشى الليلي هو أحد أمراض العيون المسببة للإعاقة البصرية. وهناك العديد ممن أصيبوا به استطاعوا التغلب عليه وعلى آثاره، وتكيفوا معه بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار. فحولوه إلى نقطة قوة حققوا بموجبها إنجازات ملهمة استحقت التقدير العالمي. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الكفيفة الألمانية صابري تنبيركين (Sabriye Tenberken) ذات الخمسين ربيعًا التي أبهرت العالم بإنجازاتها. ونالت العديد من الجوائز العالمية منها وسام فارس من ملكة هولندا 2003م. وأعلى وسام ألماني من الرئيس الألماني د.هورست كولر 2005م. فضلًا عن ترشيحها لجائزة نوبل للسلام في نفس العام تقديرًا لإنجازاتها الإنسانية والاجتماعية.

    وفي عالمنا العربي أيضا نماذج ممن أصيبوا بهذا المرض وتغلبوا عليه وحققوا إنجازات تستحق تسليط الضوء عليها. منهم الرسامة إيمان إبراهيم عبد الغني السليماني، ابنة مكة المكرمة التي شُخصت في طفولتها بذات المرض. وأدى لضعف بصرها الشديد. ولكنها استطاعت ان تتغلب على الكثير من آثاره، وتحوله إلى نقطة قوة جعلتها ضمن قائمة فناني الرسم السعوديين. وأول معاقة بصريًا تشارك في أول مسابقة رسمية لأدب الأطفال في المملكة العربية السعودية «مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال».
    وفي هذه السطور المضيئة. سأسلط الضوء على جانب من قصتها مع الإعاقة البصرية. ورحلتها من عالم فن الرسم بالفحم إلى تأليف قصص الأطفال ضمن سلسلة حلقات. ابدأها بتناول قصة طفولتها منذ اكتشاف الحالة وصولًا إلى حرمانها من مواصلة التحصيل العلمي كبقية اقرانها من الأطفال.

    لمحة تاريخية

    تقول إيمان.. وُلدت بمكة المكرمة في (1984/02/22م) من أبوين سعوديين أبناء عمومه. وأنا رابع اخوتي وأصغرهم، وكان والدي – رحمه الله- من أشهر صائغي الذهب بمكة المكرمة.
    كنت كثيرة الاصطدام بالأشياء والسقوط على الأرض، دون أن أدرك أي سبب لذلك. وكان كل من حولي يعتقدون بأن الأمر طبيعي وذلك لصغر سني وأني ما زلت اتعلم المشي. ولكثرة اصطداماتي والحوادث التي اتعرض لها أصبحت قليلة الحركة وأخاف الجري واللعب كعامة الأطفال.

    وحينما بلغت سن المدرسة في العام 1991م أخذتني والدتي إلى الوحدة الصحية المدرسية للفحص الطبي حسب الإجراءات المطلوبة للالتحاق بالمدرسة. فأجلستني الطبيبة على الكرسي لاختبار النظر، واظهر فحصها بأني سليمة وقوة نظري 6/6. فالتحقت بالمدرسة الابتدائية (الرابعة والستون). وفي أول يوم دراسي رافقتني والدتي إلى المدرسة التي كانت بيئتها جديدة وغريبة عليَّ فشعرت بخوف شديد. وما أن تهيأت والدتي للمغادرة، حتى صرخت باكية وتشبثت بها إما أن تبقى معي أو أن أغادر معها.

    حاولت والدتي والمعلمة تهدئتي واسكاتي، وارضائي بالجلوس في الفصل مع باقي الأطفال. ولكني استمريت في بكائي وتشبثي بوالدتي مصرة على المغادرة معها. فاضطرت في نهاية الأمر إلى البقاء معي حتى نهاية ذلك اليوم.

    وعلى ضوء تكرر الأمر. في تالي الأيام طلبت والدتي من الإدارة السماح لها بمرافقتي ريثما اتأقلم مع المدرسة. فوافقت المديرة على ذلك. شريطة أن تبقى والدتي في المصلى أثناء الحصص، وترافقني في الفسحة.. وهكذا كانت بداية مسيرتي التعليمية في المدرسة.

    اكتشاف إصابتي بالتهاب الشبكية الصباغي

    في تلك الاثناء؛ لاحظت معلمتي كثرة اصطدامي بالأشياء من حولي. وعدم قدرتي على رؤية ما هو مكتوب على السبورة. وتقريب وجهي كثيرًا على كتبي المدرسية. لعدم قدرتي على قراءتها. فأبلغت والدتي بذلك. واتفقت معها على إجلاسي في الصف الأول. لتمكيني من رؤية ما يكتب على السبورة. ولكن تطاير غبار الطباشير سبب لي حساسية في العين. فاضطرت المعلمة لنقلي مرة أخرى إلى مكان بعيد عن السبورة. فقضيت باقي أيام الدراسة دون أن أستطيع رؤية ما يكتب عليها.
    في غضون؛ ذلك أخذتني والدتي لعيادة عيون. فشخصني الطبيب بأني مصابة بمرض التهاب الشبكية الصباغي الوراثي، ورأرأة في العين. وأفاد بأنها حالة وراثية غير قابلة للعلاج. ووصف لي نظارة طبية، ونصح بمراجعتي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، والكشف على باقي اخوتي. ووعد بأنه سيستشير أطباء أصدقاء له في اسبانيا وبريطانيا بشأن حالتي.
    وبناء على توصيته راجعنا مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض في صيف العام 1992م. خلالها خضعت لإجراءات وفحوصات طويلة ومعقدة، من قبل فريق طبي كانت ترأسهم طبيبة أمريكية. تحلقوا حولي وهم يناقشون حالتي.. فأصبت بخوف وذعر شديد. وبصعوبة بالغة تمكنوا من اجراء كافة الفحوصات اللازمة بسبب بكائي وخوفي الشديد. وبنهاية الفحص خلصوا إلى نتيجة مفادها تأكيد إصابتي بالتهاب الشبكية الصباغي، ورأرأة العين. وابلغوا والديَّ بالنتيجة وان الحالة غير قابلة للعلاج. ويتوقع أن أصاب بالعمى في الـ 20 من عمري، واوصوا بالمتابعة الدورية، ووصفوا لي نظارات مكبرة وتلسكوب استلمتهما ولم اتدرب على استخدامهما. صدم والديَّ وسلما بالأمر الواقع، وهم على غير قناعة بأن حالتي غير قابلة للعلاج.
    عدنا إلى مكة المكرمة؛ وأفهمت والدتي أخوتي بحالتي، وطلبت منهم عدم التعامل مع حالتي بشفقة أو السخرية منها. وحمايتي من أي مضايقات لفظية أو معنوية قد أتعرض لها من أقراني.

    حاولت استخدام النظارة والتلسكوب، لكنهما كانا ثقيلين ومزعجين فتركتهما. ولم أحاول استخدامهما مرة أخرى. وكان على والدتي تحمل ردود فعل أقاربنا التي تباينت ما بين الدعاء لي بالشفاء أو البكاء على حالتي والشفقة عليًّ. واستمرينا في متابعة حالتي بمراجعة دورية لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض وعيادة العيون بمكة المكرمة. وأظهرت النتائج بأن الحالة مستقرة، وعليَّ التعايش والتكيف معها.

    معاناتنا المدرسية

    في غضون؛ ذلك كانت دراستي بمثابة معاناة كبيرة على مدى عامين. خصوصًا لوالدتي التي كانت تضطر للذهاب إلى المكتبة يوميًا لتصوير صفحات كتبي وتكبيرها حتى أستطيع قراءتها. كذلك مرافقتي إلى المدرسة يوميًا وتحمل جرح مشاعرها من قبل أقراني الأطفال. الذين كانوا لا يتوقفون عن سؤالها “هل بنتك عميا؟”. “ليه ما تشوف الكتابة؟”. “ليه تقرب وجهها من الورقة؟”. “ليه ما تقدر تشوفنا؟”. “ليه عيونها تتحرك يمين ويسار؟”
    لقد جعلتني تلك الأسئلة أكرههم وابتعد عنهم. وأكره اللعب معهم. فلم أكن أعلم برأرأة عيناي وأنها تتحرك يمنه ويسرة دون إرادتي. وأن شكلها ملفت للانتباه ومثير لفضول الآخرين. فأصبحت وحيدة ومنعزلة في فصلي. فقط أجالس زميلات شقيقتي التي كانت تكبرني بأربعة سنوات. كان من بينهن صديقة لها أخت صغيرة في فصلي ترتدي نظارة طبية فتقاربنا وأصبحت صديقتي الوحيدة في الفصل. وصارت والدتي تعاملها كابنتها فتحضر لها معي ساندويتشات ومشروبات يوميًا. فأصبح لي صديقة ألعب معها واستمتع بوقتي في المدرسة إلى أن جاء يوم غير كل شيء..
    ففي أحد الأيام بينما كنا في الفصل نتابع دروسنا كالمعتاد. وإذا بباب الفصل يفتح بعنف أرعبنا وأصابنا بالذعر. وإذا بها أم صديقتي تدخل الفصل في حاله غضب وهياج. صارخة في وجه معلمتي ومتهجمة عليها بألفاظ غير لائقة قائلة: “كيف تُجلسي بنتي جنب هذه البنت. ما تشوفي عيونها موحشة وضارة ومعدية لبنتي”.
    ثم غادرت الفصل وهي على تلك الحالة الجنونية مسارعة خطاها نحو المصلى حيث والدتي تنتظرني كالمعتاد. فصرخت في وجهها قائلة: “ما أبغاك انتِ ولا بنتك تقربوا من بنتي نهائيًا. لأنكم خربتوها عليا، كل يوم تقولي “ليه يا ماما ما تجي المدرسة وتجلسي معايا وتسوي لي سندوتشات زي أم إيمان”.

    ثم واصلت في هياجها وغضبها متوجهة إلى فصل شقيقتي. وفتحت الباب دون أي اعتبار للمعلمة والطالبات. وصرخت في وجه شقيقتي قائلة: “لا أشوفك تجلسي مع بناتي نهائيًا”. واستمرت في ذلك الهياج وتوجهت الى مكتب المديرة وفتحت عليها الباب. وقالت لها وهي تصرخ: “سأشتكيكم إلى مكتب الاشراف والتوجيه وإلى كل المسئولين.. عشانها بنت عبد الغني الصايغ خليتوها تضر بنتي وما سويتوا لها شي”.
    ثم أخذت ابنتيها وغادرت المدرسة وهي تتوعد بانها ستشتكيهم في كل مكان. كان يومًا عصيبًا لن أنساه، ففيه فقدت صديقتي الوحيدة. وتألمنا جميعًا من فعل أمها التي جرحت مشاعرنا وأرهبت المدرسة وأثارت الخوف بين الأطفال بصراخها.
    وبنهاية ذلك العام الدراسي؛ أبلغت المديرة والدتي بضرورة إحالتي للقسم الداخلي في معهد النور للكفيفات بجدة. حيث لم يكن بمكة المكرمة آنذاك أي مرفق تعليمي للكفيفات أو لضعفاء البصر. فرفض والديَّ ذلك الأمر جملة وتفصيلا وقررا مواصلة تعليمي في المنزل مع والدتي. ومن حينها أسدل الستار على استمرارية تحصيلي التعليمي المدرسي كنتيجة مباشرة لحالتي البصرية.

    لقد سلطت قصة إيمان الضوء على قضية تعليم الأطفال ضعفاء البصر وحرمان بعضهم منه. والحمد لله؛ إنه في أيامنا هذه قد انتشرت معاهد وفصول النور في شتى مدن عالمنا العربي. وحدت من حرمان الأطفال ذوي الإعاقة البصرية من فرص التعلم. بعد ان شكل التحصيل الدراسي لذوي الإعاقة البصرية تحدٍ كبير في العديد من المجتمعات النامية في السنوات الماضية. الذي كانت الكفيفة الألمانية صابري تنبيركين. التي ذكرتها في مقدمة قصتنا من أوائل من تصدى لهذه القضية بمنظمتها «برايل بلا حدود». حينما كانت أول من أسس مدارس للأطفال المكفوفين في بلاد التبت.
    وقد كنت من المحظوظين الذين انظموا معها في الحملة العالمية التي انطلقت رسميًا في 16 يوليو 2006م. من كوالالمبور بماليزيا لإيصال التعليم إلى 4 مليون طفل معوق بصريًا حول العالم كانوا محرومين منه. ضمن حملة دولية بقيادة المجلس الدولي لتهيئة فرص التعليم لذوي الإعاقة البصرية (ICEVI) مع الاتحاد الدولي للمكفوفين. من مبدأ تحقيق تكافؤ الفرص للجميع. بعنوان (توفير فرص التعليم للمعوقين بصريًا من الأطفال ذكورًا واناثًا في الدول النامية).

    ورجائي ألا يكون في أيامنا هذه طفل من ذوي الإعاقة البصرية. في إي مكان في العالم ليس لديه فرصة الوصول للتعليم بسبب إعاقته البصرية. وألا تتكرر تجربة حرمان إيمان من التعليم مع أي طفل معاق بصريًا..
    وعلى أي حال؛ سأتابع في الجزء التالي قصة إيمان مع التعليم المنزلي. وأهم التحديات والصعوبات التي واجهتها مع التهاب الشبكية الصباغي. وكيف استطاعت مع والدتها التغلب عليه.

    Share
  • صور تذكارية مع الشيخ عبد المقصود خوجة رحمه الله

    صور تذكارية مع الشيخ عبد المقصود خوجة رحمه الله
    Share

    صور تذكارية مع الشيخ عبد المقصود خوجة (رحمه الله) عند زيارته لعيادة ضعف البصر بجمعية إبصار الخيرية في 2013/08/31م إبان فترة إدارتي للجمعية.

    • عند استقبالي للشيخ عبد المقصود خوجة
    • تبادل الحديث أثناء الجولة الميدانية في مرافق الجمعية
    Share
  • التقرير الأسبوعي 35 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    التقرير الأسبوعي 35 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 35 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن جديد المقالات «طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد» قد حصد أعلى مشاهدة. واحتل مقال «فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..» المركز الثاني. تلاه مقال «طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي» في المركز الثالث للأسبوع الثاني على التوالي. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    1- طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد

    عدد المشاهدات: 138 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/07i9

    2- فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..

    عدد المشاهدات: 63 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/i62e

    3- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي

    عدد المشاهدات: 36 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/j62w

    4- التقرير الأسبوعي 34 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    عدد المشاهدات: 36 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/chq6

    5- التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه

    عدد المشاهدات: 31 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/u3cv

    6- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية

    عدد المشاهدات: 18 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/3us8

    7- المسح البصري بين التجربة الهندية وحملة إبصار الوطنية

    عدد المشاهدات: 15 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/1pdt

    8- الندوة الثقافية “البصر الضعيف وسبل الحفاظ عليه أو تحسينه”

    عدد المشاهدات: 10 مشاهدات

    https://mohammedbellow.com/7jd9

    9- لقائي مع برنامج الحياة حلوة – إذاعة جدة

    عدد المشاهدات: 9 مشاهدات

    https://mohammedbellow.com/8yga

    10- طاهر زمخشري وتأسيس أول بلدية للرياض
    عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/j3yk

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.

    https://twitter.com/MTBellow

    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
  • طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد

    طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد
    Share

    استكمالًا لما سردته في مقالي «فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..» «2022/08/24م». عن مآثر الأديب ورجل الأعمال مؤسس منتدى الاثنينيه الثقافي عبد المقصود محمد سعيد خوجة الأدبية والإنسانية التي ربطتني به شخصيًا.

    سأتوقف في هذه السطور مع جانب من مناقب الفقيد. غابت عن الكثير من كلمات الرثاء والعزاء وعن أقلام عمالقة رموز الأدب والفكر والثقافة في عالمنا. الذين امتلأت الصحف والمجلات بمقالاتهم.

    وهي قصة الوفاء التي جمعت الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري الملقب بـ «بابا طاهر» كما كان يحلوا له أن نناديه. وصديقه الشيخ محمد سعيد خوجة وابنه الشيخ عبد المقصود «رحمهم الله جميعًا». وكان لها الفضل الكبير في إيصال بابا طاهر إلى أرقي مراتب الفكر والأدب التي كان يطمح الوصول إليها. وذلك من باب رد الفضل لأهله، كما قال بابا طاهر رحمه الله: “وإذا أحببت أن أرد الفضل لأهله، فإن محمد سعيد عبد المقصود، وعباس قطان، ومحمد سرور الصبان، هؤلاء الثلاثة كان لهم أيادٍ بيضاء كثيرة فلهم الشكر بعد الله..”. “إن محمد سعيد خوجة رجل محسن في عمله وفي أخلاقه وهو محسن إلى غيره، وأنني أحد الذين شملهم إحسانه، فكان يبرني ويعطف علي ويساعدني بالمال. فقد كان له الفضل في الوقوف من خلفي يدفعني لكي أشق طريقي بثبات. وابنه اليوم عبد المقصود ينهج نهج أبيه يُكرِّم ويُعين ويكتب بأعماله الخيرة صفحات مشرقة له في سجلات الذكرى الحسنة والعمل الطيب، جزاه الله كل خير”.

    وتعود بداية العلاقة بين بابا طاهر والشيخ محمد سعيد خوجة إلى مطلع الخمسينيات الهجرية من القرن الماضي، حينما عينه للعمل لديه في المطبعة الأميرية، فقد روى رحمه الله في معرض ذكرياته مساء تكريمه في اثنينية خوجة «1403/03/25ﮬ – 1983/01/10م»: “تخرَّجت ولله الحمد من مدرسة الفلاح من الأوائل، ولكني كنت فقيراً، وكانت الوساطة والوجاهة من الأسباب القوية للحصول على الوظيفة، أما الفقير ابن الفقير فلا يجد السبيل إليها، حتى شاءت الأقدار، ولعبت الصدفة دورها ذات ليلة في سهرة ما في بيت أحد الجيران هو “بيت البَنَا” على ما أذكر، وقدمني بعض الإِخوان إلى الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة وامتدحوني أمامه وبيَّنوا له أنني تخرجت من مدرسة الفلاح، وأنني لم أجد وظيفة، بينما الحقيقة، أنني كنت أعمل بوظيفة مؤقتة منذ عدة أشهر تحت مسمّى كاتب في إدارة إحصاء النفوس، والتي تمكَّنت من الحصول عليها بعد نجاحي في مسابقة أُعَّدت لذلك وقد حصلت فيها على المركز الأول.

    وكان لي في إحصاء النفوس جولة لا مجال لذكرها الآن. خطوتي الأولى التي أحسست أني شعرت بها بطعم الحياة كانت المطبعة الأميرية “مطبعة الحكومة”، وفي رعاية الشيخ محمد سعيد عبد المقصود، وكنا نخبة من الشباب أذكر منهم على سبيل المثال الأستاذ عبد الله بلخير شاعر الشباب، والأستاذ أحمد ملائكة، والمرحوم عبد الله عريف، وحسين خزندار، ومصطفى كمال باتبارة، وعبد الكريم مخلص، وحسن الياس.
    وكنا مجموعة من الشباب المثقف اختارنا الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة حوله، وكان يرعانا الرعاية الكاملة ومن رعايته لي بصفة خاصة أنه أصدر تعليماته بتعييني كاتبًا في المطبعة براتب فرّاش، وكان الكاتب الذي يتقاضى راتب فراش يتولّى القيام بعمل الوارد والصادر، ومهمة مأمور المستودع، ومصحح الجريدة، وذلك كله مقابل مرَّتب مقداره 4 جنيهات آخذها من العم محمد باحمدين – الله يرحمه.

    وفي تلك الفترة عرفت سبيلي إلى الحياة، وعرفت طريقي إلى العمل، وتعلَّمت من محمد سعيد عبد المقصود العمل الجاد. فقد كان يسكن في الخريق وكانت المطبعة في أجياد وكان أحيانًا يتصل بي هاتفيًا، ويطلب مني إنجاز عملٍ ما فلا أكاد أجمع أوراقي لأنفِّذ تعليماته، حتى أجده واقفًا أمامي وقد قدم من منزله من الخريق.
    مشيت المشوار مع محمد سعيد عبد المقصود، وارتبطت بهذا المشوار بالحركة الفكرية، وأنا كنت ناشئًا، كل مؤهلاتي هي المؤهلات التي حصلت عليها من مدرسة الفلاح فيما يتعلق بالنحو والصرف، والبلاغة والبديع، وموازين الشعر. ولكنني لا أعرف شيئًا عن كتابة المقالات.

    وكان السيد رشدي ملحس مدير الجريدة، والأستاذ محمد سعيد عبد المقصود مدير المطبعة، يكلفاني بتبويب الجرائد والبريد. فرغم أن المطبعة كانت تقوم بإصدار جريدة واحدة أسبوعية هي (أم القرى)، كانت الجرائد والمجلات التي تصلنا من الخارج أكثر من 150 صحيفة متنوعة، ما بين مجلات وجرائد، وكانا يتركان لي فرصة تبويب هذه الجرائد، وكنت شغوفاً بالقراءة، فبدلًا من القيام بتبويب الجرائد أنهمك في قراءتها، وكان الأستاذ رشدي ملحس والأستاذ محمد سعيد عبد المقصود يرياني ويتركاني لشأني عدة ساعات، وكانا سعيدين بهذا.

    وكانت لنا مع الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة ذكريات جميلة، أذكر منها أنه كان يبعث الحماس فينا كناشئة، وكان ألمعُنا وأبرزنا شاعر الشباب في ذلك الزمان الأستاذ عبد الله بلخير الذي كان من أبرز الشباب حول المرحوم الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود.

    ومن الذكريات الجميلة أيضًا أن الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود يُعرف في ذلك الوقت بالأستاذ محمد سعيد خوجة فقط وكان في مكة في ذلك الوقت تاجرٌ يحمل نفس الاسم، وهذا التشابه في الاسم نجم عنه كثير من اللبس، فقد يحدث بصفة متكررة أن تصلنا عن طريق البريد خطابات تحمل بوليصة شحن أو مناقصات، فنكتشف عدم علاقتنا بها وأنها تخص محمد سعيد خوجة التاجر، فنرسلها له معتذرين، وفي الوقت ذاته تصله خطابات تحمل مقالات، أو طلب نشر إعلانات، أو مجموعة كتب، فيكتشف أنها تخص محمد سعيد خوجة الكاتب، فيرسلها لنا معتذرًا، وأخيرًا رأى الأستاذ محمد سعيد خوجة الأديب أن أفضل طريقة لوضع حد لهذا اللبس أن يضيف إلى اسمه اسم والده عبد المقصود حتى يصبح الاسم هكذا: (محمد سعيد عبد المقصود خوجة)”.

    كانت تلك بداية علاقة العمل التي جمعت بابا طاهر بالشيخ محمد سعيد خوجة، ورعايته له حتى توقف عن العمل وغادر إلى المدينة المنورة لرعاية والدته بإيعاز من والده، وخلالها عمل كمعلم بدار الأيتام، حتى عيره زملائه كيف له ان يأتي للعمل في المدينة المنورة والناس تذهب للعمل في مكة. فغضب وعاد لمكة المكرمة لعمله الأول في المطبعة.

    وعن ذلك روى أيضًا: “علَّق بعض الزملاء على اشتغالي بدار الأيتام بقولهم: ما رأيكم في شخص قدم للعمل بالمدينة؟ في حين يتركها الناس إلى مكة للعمل هناك. فقررت ترك الوظيفة والعودة إلى مكة. عدت إلى مكة، وعندما قابلت الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود سألني لماذا عدت؟ مع أنك قد وجدت عملًا في المدينة، فأخبرته بما عيَّرني به زملائي في دار الأيتام، فسألني: هل ترغب في العودة للعمل في المطبعة؟ فأجبت بالإيجاب، وعدت بالفعل للعمل في المطبعة مصححًا، وكانت هذه بداية تجربتي في الصحافة، وكان لمحمد سعيد عبد المقصود أثر كبير في حياتي. فبسببه عرفت امتلاك النقود حيث كانت المطبعة تقوم بطبع تقاويم أم القرى وتوزِّعها على الدوائر الرسمية وعلى المكتبات وعلى السوق وتحصّل قيمتها فورًا. فدعاني الأستاذ محمد سعيد وقال لي: المكتبات والدوائر الرسمية أنت مسؤول عن البيع لها، ومسؤول عن تحصيل قيمة ما تبيعه. ولقد كانت الكمية التي وكّلني ببيعها ما بين سبعة إلى عشرة آلاف نسخة. وقمت بالفعل بتوزيعها واستحصال مبالغها وتوريدها للمحاسبة وبعدما انتهت عملية البيع وتوريد القيمة، أعطاني خمسين جنيهاً ذهبًا، فسألته: – لِمَ هذا المبلغ؟ فقال: هذا مقابل أتعابك في بيع التقاويم بواقع 10% من قيمة المبالغ التي تمَّ تحصيلها.
    هذه هي بدايتي في المطبعة. وقد تعلَّمت فيها معنى العناد في سبيل الوصول إلى الغاية، تعلَّمت ذلك من محمد سعيد عبد المقصود الذي أنشأ مدرسة لتعليم الصف والطبع.. لعدم وجود عمال بالمطبعة، واختارني مراقبًا لتلك المدرسة، وكان يصرف للعمال مكافآت تشجيعية لرفع مستواهم وتشجيعهم على التعلم، وعيَّن منهم رؤساء للأقسام المختلفة. رئيس قسم الطبع، ورئيس قسم التجليد، واختار نفرًا منهم وأرسلهم بعثة للخارج على حساب المطبعة لدراسة التجليد والصف والطبع..

    وكان يخطط لإِقامة أكبر مطبعة في العالم العربي، فلا ينفك ليل نهار في اجتماعات متواصلة ودراسات ثقافية وإعداد مستمر لإِنشاء أكبر مطبعة في العالم العربي. وتعتبر المطبعة الكبرى التي وضع لها الأساس هي العمارة التي تقع في مدخل مكة، والتي فيها الشرطة الآن، ويعتبر العاملون في مطابع مكة الآن معظمهم، إن لم يكونوا كلهم من عمال المطبعة التي أسَّسها محمد سعيد عبد المقصود.. وقد أصبح بعضهم الآن أصحاب مطابع مستقلة، وما ذلك إلاَّ بتوجيه الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، وهناك أشياء كثيرة لا يتَّسع الوقت لذكرها، ولكني كما قلت آنفاً، سألتزم بذكر البدايات”.

    وبمرور السنين جاء الدور على الشيخ عبد المقصود خوجة الأبن ليكون السند والدعم لبابا طاهر في تحقيق طموحاته الأدبية والفكرية والاعتناء بأعماله كما ينبغي، وتكريمه عبر اثنينيته مرتين الأولى أمسية الاثنينية (2) والثانية (40) مع الشيخ أحمد عبد الغفور عطار بمناسبة حصولهما على جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1405-1985م. وذلك امتدادًا للدور الذي بدأه أبيه مع بابا طاهر من باب البر والوفاء لأصدقائه.

    وعلى ما أذكر أنه عندما كان بابا طاهر يخضع للعلاج في إحدى مستشفيات لندن مطلع الثمانينيات الميلادية، كان الشيخ عبد المقصود خوجة من أوائل الذين زاروه في المستشفى للاطمئنان على صحته، وعندما رأه بابا طاهر أدمعت عيناه وقال: لقد تجلت أمامي صورة والدك رحمه الله. وأرى فيك نعم الأبن البار لأبيه.

    وهكذا ضرب الشيخ عبد المقصود خير مثل في الوفاء لأبيه ببره لصديقه بابا طاهر، وأختم دردشتي بقول الشاعر خالد المحاميد في الشيخ عبد المقصود.
    يا سيدي والقول فيك رواية
    كتبت عظيم فصولها الأفعال
    إن كنت أخفيت المكارم زاهدًا
    فلها لسان فاضح ومقال

    Share
  • الندوة الثقافية “البصر الضعيف وسبل الحفاظ عليه أو تحسينه”

    الندوة الثقافية “البصر الضعيف وسبل الحفاظ عليه أو تحسينه”
    Share

    مشاركتي في الندوة الثقافية “البصر الضعيف وسبل الحفاظ عليه أو تحسينه” التي نظمها الاتحاد العربي للمكفوفين في 2021/10/20م بمناسبة اليوم العالمي للبصر برعاية سعادة الدكتور خالد النعيمي رئيس الاتحاد وإدارة الدكتور صادق حسين كينج نائب رئيس الاتحاد، وقد شاركت فيها مع نخبة من اختصاصيي طب العيون والبصريات وإعادة التأهيل والتربية الخاصة من الأردن، العراق، المغرب، ليبيا، لبنان، السودان، فلسطين، اليمن بأرواق عمل تناولت لمحة تاريخية عن يوم البصر العالمي، العيوب الانكسارية أنواعها وأسبابها وطرق تصحيحها وأهمية الفحص المبكر، الفلاتر الضوئية لتحسين حالات ضعف البصر، تعريف الإعاقة البصرية وأنواعها، الأمراض المؤدية للإعاقة البصرية وطرق الوقاية منها، كسل العين وتأثير الأجهزة الذكية الحديثة على البصر، نصائح في الوقاية من أمراض العيون المؤدية للإعاقة البصرية، الأغذية الصديقة لحاسة البصر، دور المنظمات والجمعيات في التوعية بأهمية يوم البصر العالمي ومكافحة العمى الممكن تفاديه، الإجراءات التربوية والتعليمية لذوي الإعاقة البصرية، وختمت الندوة بمداخلات الحضور.

    Share
  • التقرير الأسبوعي 34 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    التقرير الأسبوعي 34 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 34 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن جديد المقالات «فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..» قد حصد أعلى مشاهدة وعلقت عليه الأستاذة هدى المالكي عبر حسابها في تويتر بقولها: “رحم الله الأديب الكبير عبدالمقصود خوجه فقد كنت أتابع ( إثنينيته ) في جدة منذ كنت بالمدرسة .. وكنت أشتري مجلة اليمامة لأعرف ما هو جديد هذا المنار الإشعاعي المعرفي والصرح الشامخ في سماء الإبداع والأدب”.

    وعلق الأستاذ دخيل الله احمد العصماني بقوله “رحمه الله رحمة واسعة نعم الرجل حضرت له أكثر من اثنينيه كان منزله نادي أدبي يلتقي فيه الأدباء. مهما كتبت عن هذا الرجل لا نستطيع أن نعطيه حقه تقف حيران أمام سمته وكرمه وعلمه وادبه ووجاهته. كان جامعه في كل علوم الأدب رحمه الله ورحم الله من عرفنا عليه الشيخ عتيق بن علي المالكي”.

    واحتل «التقرير الأسبوعي 33 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع» المركز الثاني، تلاه مقال «طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي» في المركز الثالث. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    1- فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..
    عدد المشاهدات: 96 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/i62e

    2- التقرير الأسبوعي 33 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
    عدد المشاهدات: 64 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/i95f

    3- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
    عدد المشاهدات: 35 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/j62w

    4- “إثنينية خوجة” تواصل طباعة الأعمال الأدبية والشعرية لـ “زمخشري”
    عدد المشاهدات: 28
    https://mohammedbellow.com/btll

    5- التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه
    عدد المشاهدات: 24 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/u3cv

    6- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية
    عدد المشاهدات: 21 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/3us8

    7- في اليوم العالمي للإعاقة 2021م أبرار السبر قصتي مع بهجت
    عدد المشاهدات: 21 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/nkjv

    8- قصة رباعية نجوى.. وإعلان القصيبي الزمخشري أميرًا للشعر
    عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/zj6n

    9- حكاية أنا طاهر زمخشري المعروف …؟!
    عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/hkfl

    10- طاهر زمخشري وتأسيس أول بلدية للرياض
    عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/j3yk

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
  • هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والأمل المنشود

    هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والأمل المنشود
    Share

    نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 28-04-2019

    بصفتي أحد الأشخاص ذوي الإعاقة استبشرت خيراً بتأسيس هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر في 1439/06/27هـ – 2018/02/13م برئاسة معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وتعيين الدكتور هشام محمد الحيدري رئيساً تنفيذياً لها في 1440/07/08هـ – 2019/02/13م فلقد كنت من ذوي الإعاقة الذين كانوا يتطلعون أن تكون لهم مظلة رسمية بصلاحيات عليا للعناية بحقوقهم وخدماتهم.

    حيث حضرت الملتقى الذي نظمته الهيئة في يوم الأربعاء 17 أبريل 2019م بفندق البلاد بجدة برعاية رئيسها التنفيذي د. الحيدري وحضور أكثر من 100 شخص من ذوي الإعاقة البصرية، الحركية، السمعية، وعدد من المهتمين بشؤون الإعاقة وأكاديميين من جامعة الملك عبد العزيز، استعرض من خلاله د. الحيدري توجهات المملكة العربية السعودية بشأن خدمات ذوي الإعاقة ضمن رؤيتها 2030 بتأسيس الهيئة وأهم مواد لوائحها التنظيمية وشعارها واسماء أعضاء مجلس إدارتها المكون من رئيس المجلس و 6 أعضاء ممثلين عن (الصحة، العمل والتنمية الاجتماعية، المالية، الاقتصاد والتخطيط، الشؤون البلدية والقروية، التعليم)، وعضوين من ذوي الإعاقة، وعضوين أولياء أمور ذوي إعاقة.

    ثم استمع إلى مداخلات وتعليقات الحضور التي أُجملها في المصاعب اليومية التي يواجهها بعض الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول الشامل في مرافق المدينة والبيئة العمرانية وصالات المطار وخدمات السفر، وإتاحة الفرص والمساواة في التوظيف وشروطه، حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومسمى الهيئة الذي رأى بعضهم أنه يمثل دلالة على الانتقاص من شأن الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مقترحات عامة لمعالجة المشاكل التي طرحت في النقاش.

    وبرأيي إن معظم تلك المصاعب والتحديات التي يواجها ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية والخدمات المقدمة لهم تعود في الأساس بسبب نقص الوعي المجتمعي العام.

    وختم الملتقى بالتقاط صور تذكارية جماعية عكست روح الأمل والتفاؤل الذي عم الحضور، ولفت انتباهي عدم مشاركة إدارات ومنسوبي الجمعيات والمراكز العاملة في مجال خدمات الإعاقة بمنطقة مكة المكرمة رغم أن مشاركتهم كانت ضرورية ومفيدة جداً لاطلاع الهيئة على أهم التحديات والصعوبات التي تواجه خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم مرئياتهم حولها والاستفادة من خبراتهم في المجال، كذلك غياب التغطية الإعلامية بالنظر إلى ما يمثله مثل هذا اللقاء من أهمية للتوعية بالخطوات العملية التي تتخذها الدولة لتطوير خدمات ورعاية الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن رؤيتها 2030.

    وعلى أي حال إنها فكرة موفقة أن تبدأ الهيئة نشاطها بتنظيم ملتقيات تجمعها بذوي الإعاقة والمهتمين بشؤونهم والاستفادة من أراءهم حيث أنها أمام تحدٍ وضغوط اجتماعية كبيرة من ذوي الإعاقة وأسرهم نظراً لارتفاع أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل محدودية الخدمات المقدمة إذ تشير الإحصائيات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في العام 2017م أن نسبة السعوديين الذين لديهم صعوبات بسبب إعاقة (خفيفة، شديدة، بالغة) بلغت 7.1% من إجمالي السعوديين مثل الذكور منهم 3.7% والإناث 3.4% ومن المؤكد أنهم بحاجة إلى خدمات متنوعة ومتفاوتة.

    وللتعامل مع هذا التحدي أقترح على الهيئة:

    • تشكيل مجموعة استشارية من ذوي الخبرة العملية في مجال الإعاقات المدرجة في لوائح وأنظمة الهيئة تعمل مع رئيسها التنفيذي على وضع خطة عمل مدتها 15عام تبدأ بتقييم الوضع العام للمعاقين وخدماتهم والرؤية المستقبلية لها والجدول الزمني لتنفيذها، مع الأخذ في الاعتبار الاستفادة من خلاصات ودراسات كافة اللجان الحكومية والغير حكومية والجمعيات والمراكز المهنية المرتبطة بالإعاقة مثل اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، الجمعية السعودية لطب العيون، مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة…الخ.
    • فتح فروع للهيئة في مدن المملكة الرئيسية وتعيين الكوادر اللازمة لتنفيذ خطط وبرامج الهيئة المعدة من المجموعة الاستشارية المقترحة.

    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    Share
  • فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..

    فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..
    Share

    أحزنني كثيرًا نبأ وفاة رجل الأعمال والأدب والإنسانية الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة. الذي وافته المنية «السبت 1444/01/22هـ – 2022/08/20م» في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 86 عامًا بعد معاناة مع المرض. وصُلي عليه بالحرم المكي الشريف بعد صلاة مغرب «الأربعاء 1444/01/26هـ – 2022/08/24م» ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
    فأسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته.. اللهم آمين.

    ومن باب اذكروا محاسن موتاكم أتوقف في هذه السطور مع بعض المآثر الأدبية والإنسانية التي ربطتني به شخصيًا.
    فعندما شرعت في مطلع الألفية الثانية بمبادرة ذاتية إطلاق مشروع إحياء الإرث الأدبي لجدي الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري المعروف بـ «بابا طاهر» كما كان يحلوا له أن نناديه بدء بتدوين سيرته الذاتية.
    كاتبت كل من عرفت أن لهم صلة علاقة به لجمع معلومات عنه، وكان من بينهم الشيخ عبد المقصود خوجة، لعلمي بعمق علاقته ببابا طاهر الذي ما فتئ في أواخر حياته من ذكر فضائله وفضل أبيه الشيخ محمد سعيد خوجة الذي رعاه وتبناه، وعينه في أول مطبعه بالمملكة «المطبعة الأميرية» بمكة المكرمة. ووضعه على أول سلم الأدب والثقافة والصحافة (رحمهم الله جميعًا).
    كما كان الشيخ عبد المقصود خوجة من أكبر الداعمين له ماديًا ومعنويًا حيث أهداه منزلاً لإقامته في تونس، وأول من بادر بجمع دواوينه الشعرية وإعادة طباعتها في نسخة فاخرة صدرت عن دار تهامة للطباعة والنشر؛ الأولى سميت «المجموعة الخضراء 1402هـ/1982م»؛ وهي مجموعة الدواوين التي أصدرها في تونس، والثانية «مجموعة النيل 1404هـ/ 1984م»؛ وهي الدواوين التي أصدرها في مصر، والثالثة كان من المفترض أن تكون «مجموعة الأرز»؛ وهي الدواوين التي أصدرها في لبنان بيد أن وفاة بابا طاهر في العام 1407هـ حالت دون إصدارها.

    وعلى أي حال؛ عندما تسلم الشيخ عبد المقصود خوجة رسالتي كان في إجازته الصيفية خارج البلاد، فأوعز إلى مكتبه بإهدائي نسخة فاخرة من الجزئين الأول والثاني للإثنينية، رغم أنه لم يكن يعرفني أو التقى بي من قبل، فقرأتهما ووجدت أنهما كنز أدبي لا يقدر بثمن، حيث تضمنت نصوص وكلمات المحتفى بهم والضيوف في أمسيات تكريم منتدى الإثنينية.

    ومن بينها أمسية «الإثنينية-2 – 1403/03/25هـ-1983/01/09م» التي كرم فيها بابا طاهر، وألقى كلمة استعرض فيها الكثير من جوانب حياته الشخصية خصوصًا المرتبطة بعلاقته بوالد الشيخ عبد المقصود «الشيخ محمد سعيد خوجة» منذ تخرجه من مدرسة الفلاح وحتى انطلاقته الأدبية، وبموجبهما استطعت أنجاز مؤلفي الأول عن حياته بعنوان «الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين» الذي صدر في العام 2005م. وأهديت نسخة منه للشيخ عبد المقصود خوجة في «1426/06/27هـ – 2005/08/02م»

    غلافة كتاب الماسة السمراء - الطبعة الأولى
    غلافة كتاب الماسة السمراء – الطبعة الأولى

    وكان من المفترض أن أكمل بقية المشروع بإصدار 6 أجزاء اخرى من الكتاب تتناول: (كلمات أغاني بابا طاهر ومناسباتها، رائد أدب الطفل، بابا طاهر ما بين الأثير والشاشة البيضاء، رحلاته ما بين بلاد الأرز وضفاف النيل وضلال الخضراء، أشعار بابا طاهر، دراسات نقدية لشعر بابا طاهر)، كذلك إعادة إصدار قصائده في مجموعات حسب أغراضها الشعرية (دينية، وطنية، حماسية، فنية…الخ)، ونشر كافة أعماله الأدبية التي لم تنشر من قبل، وإطلاق موقع إلكتروني وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تضم كافة أعماله المقروءة والمسموعة والمرئية، وإعادة إنتاج أهم وانجح الأغاني التي كتبها أو لحنها، وإعادة إصدار مجلة الروضة بقالب جديد.
    ولكن شح المعلومات ومحدودية الإمكانيات فضلًا عن انشغالي بتنمية وتطوير مشروعي الموازي آنذاك جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية حالت دون استمراريتي في تنفيذ المشروع.

    ولم أكن أتوقع أن عملي في جمعية إبصار سيجمعني شخصيًا بالشيخ عبد المقصود خوجة الذي طالما تنميت لقاءه والعمل معه في مواصلة مشروعي خصوصًا بعد انضمامه إلى عضوية الجمعية في «1428/06/05 – 2007/06/20م». ودعمه لها.
    وقد لعبت الصدفة البحتة دورًا في أول لقاء مباشر لي به في العام 2013م حينما واجه مشكلة في عدم القدرة على القراءة وتعذر إيجاد قياسات النظارات المناسبة لحالته. فُنصح بمراجعة عيادة إبصار لضعف البصر التي عدت آنذاك أنموذجًا يقتدى به للعناية بضعف البصر في منطقة الشرق الأوسط وفق الوكالة الدولية لمكافحة العمى.
    وعند علمي بمجيئه للعيادة استقبلته وعرفته بنفسي بأنني حفيد بابا طاهر، فابتهج كثيرًا وترحم عليه، وبعد الانتهاء من الفحوصات الإكلينيكية لحالته البصرية مع استشاري ضعف البصر د.محمد سرفراز خان تم تحديد النظارة الطبية والاضاءة المناسبة له، التي سعد بها كثيرًا لتمكنه من القراءة بصورة طبيعية ومريحة، ونصح بالمراجعة كل عدة أشهر للمتابعة.
    ودعاني والدكتور خان لحضور أمسية الاثنينيه، واضافنا إلى قائمة الضيوف، فشكرته ولبيت الدعوة وفي أول حضور لنا رحب بنا وأهدانا في نهايتها نسخة من مصحف مخطوط من إهداءات الإثنينية. ومن حينها أصبحت من مرتادي الاثنينية والمداومين على حضورها.
    وفي مراجعته الثانية للعيادة «2013/08/31م» وبعد انتهائه من الفحوصات التي أجراها له اختصاصي ضعف البصر هاني الرحيلي رافقته في جولة ميدانية داخل مرافق الجمعية وأطلعته على خدماتها التي أشاد بها، وخلال الزيارة تبادلنا الحديث فتساءل عن وضع أعمال بابا طاهر الأدبية ودواوينه الشعرية، وأخبرته عن مشروعي لأحياء أرث بابا طاهر الأدبي والأهمية التي مثلها كتاب «الاثنينيه» كمرجع هام لمؤلفي «الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين»، وطلبت منه دعم مشروعي، وعلى الفور وافق على ذلك، وقال إن بابا طاهر كنز أدبي من حق أدبه وفكره وشعره أن يكون ضمن أعمال المملكة العربية السعودية الخالدة، ولا بد من إبرازها وإعطائها ما تستحقه.

    • تبادل الحديث أثناء الجولة الميدانية في مرافق الجمعية
    • عند استقبالي للشيخ عبد المقصود خوجة

    ووعد بقيام منتدى الإثنينية بجمع وإعادة طباعة دواوينه الشعرية وكافة أعماله الأخرى ونشرها ضمن مجموعة مطبوعات كاملة وتوزيعها، ضمن إطار عمل الإثنينية الثقافي في جمع إرث المفكرين والأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية السعودية المعاصرة.


    وباشر بمتابعة الموضوع والاهتمام به شخصيًا وأعلن في 2013/09/04م عبر وسائل الاعلام عن إطلاق مبادرة الاثنينيه لجمع التراث الأدبي للأديب الراحل طاهر زمخشري، وأوفد سكرتير الإثنينية د.محمد الحسن إلى منزلنا، للاجتماع معي بخصوص المشروع ومراجعة كل ما لدي من أعمال أدبية لبابا طاهر ووضع خطة لإعادة نشرها.
    وكاتب كل من يعرفه ممن ارتبطوا بعلاقة ببابا طاهر أو لهم مكتبات أبلغهم بالمشروع وما تم جمعه، وطالبهم بتضافر الجهود لإنجاح المشروع، والبحث عن أعمال الأديب المفقودة التي حصرت في «في الطريق، على هامش الحياة، مع الأصيل، أغاريد المذياع، ليالي ابن الرومي، أقوال مبعثرة، أحلام، رمضان كريم، بكاء الزهر، من أوراق الزهر، رباعيات الخضراء، أغاريد الخضراء»
    وتواصل مع مطابع بيروت التي يتعامل معها لترتيب طباعة الدواوين المتوفرة، ولكن مرضه، وتطور حالته الصحية، وتوقف الإثنينية حالت دون استكمال المشروع.

    صورة من رسالة الأديب ورجل الأعمال الشيخ عبد المقصود خوجة لجمع أعمال بابا طاهر
    صورة من رسالة الأديب ورجل الأعمال الشيخ عبد المقصود خوجة لجمع أعمال بابا طاهر

    لقد كانت تلك المبادرة بمثابة بارقة أمل لي ولطموحاتي حينما أوشك الشيخ عبد المقصود خوجة بتحقيق حلمي بإحياء إرث جدي الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري رحمه الله. عندما لبى طلبي، وأكد على دوره القيادي والأدبي في حفظ الفكر المعاصر ونشره وتوثيق مسيرة رواد الأدباء السعوديين. فقد أخذ رحمه الله على عاتقه نشر أدبهم ورعاية مواسم الأدب عبر اثنينيته.

    لذلك أدعو أبنائه للحفاظ على استمرارية نشاط منتدى الإثنينية الأدبي والثقافي وتطويره ليكون مركزًا ثقافيًا يحمل اسمه للحفاظ على ذكراه وجهوده التي بذلها. وأن يكون للمركز مجلس إدارة وإدارة تنفيذية تقوم بوضع خطط العمل والإشراف على إدارة النشاطات الثقافية والفكرية فيه، بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهات المعنية كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون. بالإضافة إلى استكمال مشاريع الإثنينية الثقافية التي لم تنجز، مع إتاحة جميع الأعمال للأجيال القادمة كصدقة جارية عن الفقيد رحمه الله، واختم دردشتي بأبيات الدكتور يوسف العارف في رثاءه للشيخ عبد المقصود بعنوان «ومات عبد المقصود» (صحيفة الرياض – الاثنين 24 محرم 1444هـ – 22 أغسطس 2022م)
    نبأ سرى فتزلزلت أركاني
    وانهد حيلي واستراب كياني
    وتساقط الدمع الهتون فليتني
    لم أسمع الأخبار في الإعلان
    قالوا توفى قلت للفردوس من
    كانت شواهده على الأعيان
    نور من التقوى على شرفاته
    وعلى يديه شواهد التبيان

    Share
  • مع الفجر – رحلتي عبر السنين

    مع الفجر – رحلتي عبر السنين
    Share

    السبت 11 نوفمبر 2017

    عكاظ – عبدالله عمر خياط

    .. هذا كتاب من تأليف الدكتور محمد توفيق بلو وقد أهداني نسخة منه بحكم معرفته بصداقتي لجده الشاعر الفذ طاهر زمخشري، أو بابا طاهر– رحمه الله – كما كنا نسميه؛ لأنه أول من قدم برنامج الأطفال عند بدايات افتتاح الإذاعة بالمملكة.

    ولم يصلني من الكتاب سوى الجزء الأول الذي سرد فيه المؤلف حياة الطفولة والصبا، وانتقاله من حي الكندرة إلى حي الشرفية، إلى البغدادية بجدة بعد وفاة والده وقيام الأديب الشاعر طاهر زمخشري برعايته هو وإخوته.

    ولد المؤلف بجدة وقضى السنوات الأولى من حياته في سانت لويس بولاية «ميزوري» في وسط الولايات المتحدة الأمريكية، ولما عاد إلى جدة، ومع اختلاف المزاج والحالة إذا به يصيح أبغى أمريكا أبغى أمريكا.

    وقد ذكر أنه درس في مدارس جدة ورسب في السنة الرابعة الابتدائية في مادة الحساب بسبب قسوة المدرس عليه آنذاك، عندما ضربه لعدم كتابته الواجب وصدم رأسه في السبورة وسال الدم من فمه.

    لكنه تجاوز هذا الفشل وانتقل إلى مدرسة العزيزية وفيها اجتهد وثابر حتى صار من المتفوقين. وقد قدم للكتاب الدكتور إبراهيم فؤاد عباس، إذ قال: «ساهمت عدة عوامل في بلورة شخصية محمد توفيق بلو – إضافة إلى تأثره الشديد بجده (بابا طاهر) من أهمها إقامته في أمريكا وهو ما زال طفلاً صغيراً، إذ بدأت تتبلور في ذهنه النواة الأولى لأهمية الاندماج الثقافي والعرقي بين المجتمعات، وخطورة العنصرية المقيتة وأضرارها البالغة على المجتمعات.

    محمد توفيق بلو، ومن خلال هذه القراءة الممتعة لسيرة حياته في جزئها الأول، يحمل أولا وقبل أي شيء لقب إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني السمو والنبل والإحساس المفرط بالألم والفرح والحزن والرضا، والإصرار على التميز والنجاح مهما عظمت التحديات وتعثرت مسيرة الإنجاز، مع سلسلة الفقد الذي طالت حلقاته خلال تلك المسيرة الشاقة، بدءاً من فقدان والده، وجده (بابا طاهر)، وحتى فقدانه عمله مرتين عبر صدمتين موجعتين، مروراً بفقدانه بصره. لكن ظلت الابتسامة بالرغم من هذه السلسلة المؤلمة – لا تفارق محياه – ويكفي محمد توفيق بلو فخراً، أنه مؤسس جمعية (إبصار) التي تعتبر منجزاً وطنياً وإنسانياً وحضارياً بامتياز.

    رحلة محمد توفيق بلو مازالت تبحر في البحر الأحمر الذي يعشقه، ولابد أن يسطر المزيد من الصفحات المضيئة في مسيرة حياته المثمرة إن شاء الله.

    السطر الأخير: قال أحمد شوقي في قصيدة «مملكة النحل»: إن الأمور همة.. ليس الأمور ثرثرة.

    رابط المقال على صحيفة عكاظ

    Share
  • التقرير الأسبوعي 33 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    التقرير الأسبوعي 33 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 33 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن جديد مقال «وفاة عمتي «فتو» وحلوى الوداع» قد حصد أعلى مشاهدة للأسبوع الثاني على التوالي.
    واحتل «التقرير الأسبوعي 32 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع» المركز الثاني، تلاه جديد المقالات «التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه» في المركز الثالث. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    1- وفاة عمتي «فتو» وحلوى الوداع
    عدد المشاهدات: 160 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/ex9f

    2- التقرير الأسبوعي 32 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
    عدد المشاهدات: 60 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/hdaa

    3- التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه
    عدد المشاهدات: 60 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/u3cv

    4- قصة رباعية نجوى.. وإعلان القصيبي الزمخشري أميرًا للشعر
    عدد المشاهدات: 50 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/zj6n

    5- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
    عدد المشاهدات: 29 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/j62w

    6- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية
    عدد المشاهدات: 21 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/3us8

    7- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 16 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    8- الحج ومعالجة مشكلة العنصرية
    عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/cxc3

    9- بابا طاهر زمخشري في ذاكرة الفنانة هيام يونس
    عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/ges3

    10- رحلتي مع الالتهاب الصبغي والانطلاق من جديد
    عدد المشاهدات: 7 مشاهدات
    https://mohammedbellow.com/58us

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
عدد المشاهدات 988
Share