-
الحكمة والتروي تحفظنا من الوقوع في الحرج
الحكمة هي أن توضع الأمور في مواضعها، والحكمة وليدة التأمل والتدبر ولتعقل، كلما تدبر المرء ما يقول كلما كان أقرب الى الصواب، وتلافى الوقوع في مواقع الحرج.
دائما الحكمة ضالة المؤمن، والمؤمن كيس فطن، ويقول المولى عز وجل في محكم تنزيله (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) البقرة (269).
ما دفعني أن اكتب في هذا الموضوع هو ما حدثني به من أثق في حديثه أنه تم دعوة من يحاضر في بعض المساجين الموقوفين في قضايا تعسر وغرم بأحد السجون وكلهم من الرجال، فيقول إنه وجميع الحاضرين ذهلوا عندما بدأ المحاضر محاضرته بالتحدث عن (غض البصر)!!!!
يقول محدثي أن المساجين والجالسين راحوا ينظرون الى بعضهم البعض ولسان حالهم يستنكر موضوع المحاضرة التي لم تكن تناسب الظرف، وأنصرف غالبية المستمعين عن موضوع المحاضرة، بل منهم أن أبدى امتعاضه على عدم توفيق المحاضر في اختيار موضوع محاضرته، فالظرف كان يستدعى أن تكون موضوع المحاضرة تبعث فيهم الأمل وتحثهم على الصبر وتبشرهم بالفرج بدلا من الحديث عن غض البصر في سجن كل نزلائه رجال. بل أن أحد الظرفاء علق قائلا ربما يريدنا أن نغض البصر عن حالنا الذى نحن فيه .
في هذه الواقعة لم يوفق المحاضر في نقطتين، النقطة الاولى إنه لم يحترم عقلية من كان يتحدث إليهم وأعتبر أنه يمكن أن يقول أي موضوع وهي محاضره والسلام، والنقطة الثانية وهى مرتبطة بالنقطة الاولى أنه لم يوفق في اختيار موضوع المحاضرة ولم يراعى حقيقة الظرف والمكان.
أيضا في هذا المقام حكى شيخنا الجليل رحمه الله الشيخ على الطنطاوي في أحد أحاديثه أنه حدث أن قدم بعض الغجر الى مدينة من مدن الشام وكان معهم بعض الراقصات ، يرقصن في الميادين ، ولم يعلم بأمرهم الا من شاهدهم مصادفة، ولكن حدث أن وقف إمام أحد المساجد الكبيرة بعد انتهاء الصلاة وأخذ يخطب في الناس ويتحدث عن الراقصات اللاتي جئن ليفسدن في المدينة وأخذ يهاجمهن وكيف أن من راهن وصفهن بانهن عاريات مائلات ..الخ، والذى حدث أن معظم الحضور أخذوا نعالهم وتركوا الإمام قبل أن يكمل خطبته وهرولوا ليروا الراقصات التي تحدث عنهن الإمام !!!
هكذا قام الإمام بإثارة انتباه حتى الناس الذين لم يكونوا يعلمون بموضوع حضور الراقصات ودفعهم للذهاب لمشاهدتهن، فربما لو لم يهاجم الراقصات ويتحدث عنهن ما سمع الكثيرون بهن.
لذا فمن الحكمة ألا نضخم صغائر الامور، ودائما علينا أن نحترم عقول الآخرين الذين نتحدث إليهم، ولا نرتجل أحاديثنا كيفما اتفق.
شيء من الحكمة وقليل من التروي كافيان لتلافى الكثير من الحرج.
-
لقائي مع برنامج اليوم السابع – يوم الأمل مجموعة MBC
لقائي مع برنامج اليوم السابع في يوم الأمل أبريل 2008 ضمن حملة مجموعة MBC لدعم جمعية إبصار الخيرية تحت شعار “نرى الأمل في كل مكان”
-
لقائي مع برنامجي التفاح الأخضر وآدم – يوم الأمل مجموعة MBC
لقائي مع برنامجي التفاح الأخضر وآدم في يوم الأمل أبريل 2008 ضمن حملة مجموعة MBC لدعم جمعية إبصار الخيرية تحت شعار “نرى الأمل في كل مكان”
-
لقائي مع برنامج حلو الكلام MBC-FM – رحلتي عبر السنين
لقائي مع برنامج حلو الكلام فقرة رحلة المعرفة على إذاعة MBC-FM للحديث عن مؤلفي رحلتي عبر السنين
لمشاهدة اللقاء على يوتيوب أضغط هنا
-
«الرؤى الخالدة».. مرثية «أم كلثوم» تبهر رواد «جدة للكتاب»
نشر هذا الخبر في بوابة أخبار اليوم المصرية في 15 ديسمبر 2019
أثار الجزء الثاني من كتاب «رحلتي عبر السنين»، للكاتب محمد توفيق بلو، اهتمام وسائل الإعلام، لما تضمنه من نشر لقصة أول مرثية في اغتيال الملك فيصل قصيدة «الشعب الفريسة»، وكذلك مرثية كوكب الشرق السيدة أم كلثوم «الرؤى الخالدة»، وقصة العلاقة بين جده الأديب طاهر زمخشري والشاعر أحمد رامي.
وشارك مؤلف الكتاب الكفيف الحاصل على جائزة «أوسكار الإبداع العربي 2019»، في معرض جدة الدولي للكتاب 2019، والذي افتتح أول أمس برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، بمشاركة نحو 400 دار نشر من 40 دولة حول العالم، من بينها جمهورية مصر العربية، ويستمر المعرض حتى 21 ديسمبر 2019م.
وجاء الكتاب في 10 فصول موزعة على 3 أبواب، وحملت العناوين «صيف حافل، بدء العام الدراسي، رحلتي مع نادي الاتحاد، أحداث ورثائيات، اجتياز الخطوة الأولى، مع بابا طاهر في تونس الخضراء، المسيرة التعليمية والتغييرات الجديدة، حلمي مع كرة اليد، الصيف ورمضان في مصر، مرحلة الكفاءة المتوسطة»، تناول من خلالها «بلو» جانبًا من سيرته الذاتية للحقبة التاريخية من صيف عام 1974م حتى صيف 1977م، وكشفه لتفاصيل رحلاته إلى تونس ومصر مع جده الأديب طاهر زمخشري وأسرته، وما دار فيها من أحداث وملامح تاريخية عن نادي الاتحادي السعودي الذي انضم إليه كلاعب كرة يد في 1976م.
يشار إلى أن كتاب «رحلتي عبر السنين»، سلسلة جديد من نوعها تجمع ما بين السيرة الذاتية وأدب الرحلات وأدب الإعاقة دُشن الجزء الأول منها بمعرض جدة الدولي للكتاب العام الماضي، وجاء في 9 فصول حملت العناوين: «مهد طفولتي، طفولتي في سانت لويس، فاجعة الشرفية، إلى العزيزية، الخروج من العزيزية، في الصف الرابع الابتدائي، في الصف الخامس الابتدائي، العودة للجذور بين الطندباوي وباب التمار، في الصف السادس الابتدائي».
يذكر أن محمد توفيق بلو، كاتب ومؤلف سعودي نال جائزة «أوسكار الإبداع العربي 2019» من الاتحاد الدولي للمنجزين العرب والأفارقة مؤخرًا، نظير إسهاماته وإنجازاته في العديد من الأعمال الإنسانية والاجتماعية التي كان لها مردود نفعي مباشر على المجتمع وتحويله لإعاقته البصرية إلى طاقة إيجابية أسفرت عن تقديمه لفكرة وجبة الراكب الكفيف للخطوط العربية السعودية وفوزها بعدة جوائز عالمية، وتأسيسه جمعية إبصار الخيرية بالمملكة وإدارتها لأكثر من ١٠ سنوات وتحقيقه للمركز الأول بجائزة الاميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي وتقديمه خمسة مؤلفات أدبية فضلًا عن مشاركاته في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية الدولية بأوراق عمل تخصصية في الوكالة الدولية لمكافحة العمى، رابطة أبحاث ضعف البصر وإعادة التأهيل العالمية والمجلس الدولي لتعليم المعاقين بصرياً.
رابط الخبر على صحيفة بوابة أخبار اليوم
-
إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال (ج2)
قبل أن استكمل قصة إيمان السليماني في جزئها الثاني من هذه السطور المضيئة. التي سأتناول فيها تعليمها المنزلي بعد حرمانها من التعليم المدرسي بسبب ضعف بصرها الشديد.
أشير إلى أنه في تلك الأثناء تصادف اطلاقي لحملة إعلامية بدأتها من صحيفة عكاظ في عددها 10005 (1414/07/11هـ – 1993/12/24م). بعنوان «منح السعودية جائزة عالمية فكافأته بالتَّقاعُد – العمى يُطارد حفيد طاهر زمخشري». وذلك من أجل تسليط الضوء على قضية إدماج ضعيفي البصر في المُجتمع وتأهيلهم. لتولِّي بعض الأعمال التي تتَّفق وقُدراتهم أسوةً بالمُعَوَّقين وفئة المكفوفين منهم بصفة خاصَّة. ولم أكن أدرك حينها أن القضية كانت تتعدى مشكلة فقدان العمل بسبب ضعف البصر. إلى حرمان بعض الأطفال من التعليم المدرسي لذات السبب. الأمر الذي يضطر أسرهم إلى تعليمهم في المنازل. كما حدث مع بطلة قصتنا “إيمان” التي تقول:
تعليمي المنزلي وواقعي المجتمعي
مع مطلع العام الدراسي 1993م. بدأتُ مرحلة جديدة من حياتي بالتعليم المنزلي على يد والدتي. الذي اعتمد على ما تقرأه عليَّ من الكتب المدرسية، ومجلات وقصص الأطفال. وما التقطه وأستوعبه من شقيقتيَّ أثناء مراجعتهما لدروسهما وادائهما لواجباتهما المدرسية. بالإضافة إلى متابعتي لبعض برامج القناة الأولى السعودية التي كان لها دور إضافي كبير في تعليمي وتثقيفي. مثل برنامج «افتح يا سمسم، س و ج، المناهل، العلم والإيمان».
وقد تسبب تعليمي المنزلي في معاناة كبيرة لوالدتي. حيث كانت تضطر للذهاب إلى المكتبة يوميًا لتصوير صفحات الكتب الدراسية وتكبيرها. حتى أستطيع رؤيتها وقراءتها عليها. وما زاد في معاناتها هو عدم توفر أي إرشادات تربوية وأسرية تعينها على التعامل مع حالتي وتعليمي بصورة أفضل.
في تلك الأثناء كنت أعيش حياة مختلفة عن أقراني من أطفال أقاربنا الذين كانوا يزورونا. فعندما يبدؤون في اللعب أتفادى مشاركتهم وانسحب بعيدًا عنهم رغم إصرارهم عليَّ. خصوصًا في الفترات الليلية التي بالكاد أستطيع الرؤية فيها. سيما عندما يركضون وينطنطون في كل مكان ولا أستطيع تتبعهم خوفًا من التعرض لأي حادث. الأمر الذي كان يثير شفقة الكبار عليَّ.
وعندما ينتهون من اللعب نجلس فيتبادلون الحكايات عن يومياتهم في المدرسة مع المعلمات وأقرانهم فيسالونني عن يومياتي المدرسية، فأشعر في داخلي بالحسرة والمرارة أنه لا مدرسة لي ولا معلمة ولا أصدقاء وأخجل من أن أخبرهم بذلك، فأبدأ بسرد حكايات من نسج خيالي عن يومياتي في المدرسة ومواقف عن معلمتي وأقراني من الأطفال، وكانوا يصدقونها ويتفاعلون معها تارة بالضحك وتارة بالتساؤلات حسبما يكون نوع الحكاية، وبمرور الوقت من كثرة ما أقص عليهم من حكايات نمت لدي هواية نسج القصص والحكايات الخيالية.وأعتقد أن عطف والدَّي ورعايتهما الفائقة لي جعلني أتجاوز ذلك وأتقبل واقعي المجتمعي. حيث كانا يخصصان جل وقتهما لي حتى أصبحت أشعر وكأنني طفلتهما الوحيدة. فقد كانت والدتي مصدر إحساسي بالأمان. فعند خروجنا من المنزل تمسك بيدي ولا تفارقني أبدًا. حتى أصبحت أشعر أنها عينيَّ التي أُبصر بهما. أما والدي فكان مصدر ثقتي بنفسي. حيث كان يشجعني على المشي أمامه بمفردي. وهكذا مثل اثنينهما التوازن ما بين الحرص والرعاية وزرع الثقة بالنفس.
اكتشاف موهبتي الفنية
في غضون ذلك؛ كانت والدتي تمارس يوميًا هواياتها الفنية المختلفة من رسم وأشغال فنية فاجلس بجانبها وأراقب كل ما تفعله. وبدأت أحاول تقليدها فتنامت لدي هواية الرسم، فاهتمت بذلك وبدأت تنميها فيّ، كما لاحظ والدي ذلك فشجعني. ووفر لوالدتي كل ما تحتاجه من مال لشراء أدوات ومستلزمات الرسم (كراسات، أقلام، ألوان). وبدورها هيأت لي كل الظروف لممارسة هوياتي وصقلها.
فبدأت أرسم وأتبع إرشاداتها وتوجيهاتها وأقلد رسمها وأعمالها الفنية باستخدام أقلام الفلو ماستر، وإضاءة إضافية وتقريب وجهي إلى الورقة لتتبع أبعاد الرسمة.
رسمة إيمان السليماني في طفولتها لشخصيتي أنيس وبدر من برنامج افتح يا سمسم للأطفال كنت أحاول رسم وجوه الشخصيات الكرتونية من التلفزيون ومجلات الأطفال حسبما أستطيع رؤيته. وكانت رسوماتي تتطور يوما بعد يوم، وإن كنت أعاني كثيرًا فبالكاد أستطيع رؤية ما أرسمه. ومع ذلك كانت رسوماتي جيدة مقارنة بعمري وتطورت كثيرًا، وأيقن الجميع بموهبتي الفنية وأصبحوا يساعدونني ويشجعونني عليها.
وأصبحت محبة للرسم جدًا وأحلم بأن أكبر سريعًا والتحق بالجامعة لأصبح معلمة رسم، ظنًا مني أن الالتحاق بالجامعة يعتمد على العمر وليس على تسلسل المراحل الدراسية، ولم أدرك حينها بإن حرماني من المدرسة سيكون هو العائق الرئيسي لتحقيق حُلمي.
رسمة إيمان السليماني لشخصية ميكي ماوس محاولات علاجية يائسة
في غضون ذلك أصبح الشغل الشاغل لوالدَّي هو معالجة بصري بأي وسيلة كانت. خصوصًا والدتي التي ما فتأت عن التنقيب والبحث عن أي حل يمكنني من العودة إلى المدرسة. وتنمية وتطوير موهبتي الفنية. ومواصلة حياتي بصورة طبيعية كباقي الأطفال.
وفي أحد الأيام كانت والدتي تقرأ إحدى المجلات الأسبوعية كعادتها. فصادفتها قصة محامية بريطانية مصابة بضعف بصر شديد كحالتي استطاعت أن تنجح في مسيرتها الدراسية وتصبح أحد أفضل وأشهر المحاميين في بريطانيا باستخدامها أجهزة التكبير الالكترونية للقراءة والكتابة. وظهرت صورتها في المقال وهي جالسه في مكتبها تقرأ ملفاتها من شاشة جهاز المكبر الالكتروني (CCTV) الذي تستخدمه. وعلى الفور اطلعت والدي على القصة وقالت له: لا بد من شراء هذا الجهاز لإيمان مهما كلف الأمر.
وبعد بحث وجهد جهيد تمكن من شراء الجهاز من السويد بكامل اكسسواراته بكلفة تجاوزت الـ 30000ريال. رغم أنه كان مبلغًا باهضًا جدًا في تلك الأيام. وبدأت محاولة استخدامه في القراءة والكتابة والرسم، ولكنه لم يغير الشيء الكثير من معاناتي. فالتكبير لم يناسب بصري لإصابتي بطول نظر إلى جانب التهاب الشبكية الصباغي. فتوقفت عن استخدامه. وأصبح مركونًا كالنظارة والتلسكوب اللذين حصلت عليهما من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون.
وأمام هذا الواقع المرير قرر والديَّ الأخذ بنصائح الأقرباء والأصدقاء باللجوء إلى العلاج الشعبي، والروحي، فكانت البداية بأخذي إلى سيدة عالجتني بقراءات قرآنية وخلطات من الزيوت تدهن بها قدمي ورأسي أثناء القراءة. وفي إحدى الجلسات شلت حركتي تمامًا، ففزعت والدتي من الأمر، فقامت المعالجة بالضغط على قدمي وبعد لحظات استعدت القدرة على الحركة ومن حينها لم نعد إليها ثانية.
عاودنا الكرة مع شيوخ آخرين ومضت أسابيع وشهور ونحن نتنقل من شيخ إلى آخر تباينت آرائهم ووصفاتهم، إذ قال أحدهم إنني مصابة بعين شريرة، ووصف لي آخر الاكتحال بالعسل فجربناه وأصبت بالتهاب وتورم في عينيّ فأُخذت إلى الطبيب الذي شخصني بإصابتي بتلوث بكتيري في العين وكتب لي العلاج اللازم. وحذرنا من اتباع تلك العلاجات والوصفات لضررها وخطورتها على العين.
ولكن حالة اليأس والخوف من إصابتي بالعمى جعل والدَّي يستمران بالبحث فعاودنا الكرة مع شيخ آخر وصف لي ماء الكمأة الذي تسبب لي أيضًا بمضاعفات آلمتني وعولجت منها، وأصبحت أخاف كل تلك العلاجات والوصفات المختلفة، وأخيرًا وُصف لي كحل الاثمد الذي تقبلته لأنه لم يؤلمني أو يضرني ولم ينفعني أيضًا.
وكان من أكثر العلاجات غرابة هو علاج تلك الحاجة المصرية التي جاءت لأداء فريضة الحج وقيل لوالدي بأن لها نظرات مباركة تعالج بها جميع أنواع الأمراض. فأخذوني إليها في جدة حيث كانت تقيم بعد انتهاء موسم الحج. كان مجلسها عبارة عن صالة انتظار للمرضى والغرفة التي تعالج فيها. ويدخل عليها المرضى بالدور. وعندما جاء دوري دخلنا فأجلستني أمامها على الأرض. وبدأت تحملق بعينيها في عينيّ دون أن تنطق بأي كلمة. فأخافتني كثيرًا بنظراتها تلك. وبعد نحو ربع ساعة ضربت على فخذي وقالت لي: قومي وقد شفيتي بإذن الله.
شعر والدَّي بالغبطة والسرور، ودفعا لها الأجر الذي كانت تتقاضاه من كل مريض 500ريال. نظير العلاج بتلك الطريقة. غادرنا والتفاؤل مهيمن عليهما بأني قد شفيت وبصري سيتحسن تدريجيًا كما قالت. وانقضت أيام وأسابيع دون أي نتيجة فأيقنا أن تلك السيدة لم تكن أكثر من مجرد محتالة ودجالة تستغل حاجة الناس.. وتلاشى ذلك التفاؤل والأمل بوجود أي علاج لعينيّ. وهيمن اليأس والحزن عليهما. واستمرت حياتنا كما كانت عليه بالمعاناة التي كنت أعيشها.
مرض والدي ووفاته
في تلك الأثناء شهدت حياتنا تغيرًا جذريًا إلى الأسواء حينما أصيب والدي بمرض الانسداد الرئوي. عانا منه كثيرًا وتفاقمت حالته يوم بيوم على مدى أربعة سنوات حتى أصبح يستخدم الأكسجين الاصطناعي للتنفس. فانشغلت والدتي عني برعايته ومتابعة حالته الصحية. ولم أكن وأخوتي قادرين على تحمل مشاهدة معاناته مع المرض. وانقلبت حياتنا رأسًا على عقب خصوصًا بعدما أصبح قعيد الفراش وبحاجة إلى متابعه صحية على مدار الساعة.
انشغلنا به جميعًا وأصبحنا أسرى مراجعة المستشفيات بين (الطائف- جدة -مكة) التي كنا نضطر لنقله إليها بين الفينة والأخرى. لحاجته للعناية الطبية المركزة. وعندما يتحسن يعود إلى المنزل. وهروبًا من مشاهد آلامه ومعاناة والدتي معه وحزنها عليه شغلت نفسي بالانكباب على الرسم.
وبحلول العام 1421هـ ساءت حالته جدًا وأدخل إلى المستشفى ومكث فيها طويلًا. فشلت حركة البيت تمامًا وزاد قلقنا عليه. وفي رمضان من ذلك العام تحسنت حالته قليلاً فطلب من الطبيب أن يسمح له بمغادرة المستشفى لقضاء شهر رمضان وعيد الفطر معنا. فحاول الطبيب ثنيه عن ذلك حيث كانت حالته تتطلب البقاء في المستشفى لفترة أطول. لكنه أصر ووعد بأنه سيعود بعد العيد فوافق الطبيب على طلبه وسمح له بالخروج نزولًا عند رغبته.
فرحنا بعودته إلى البيت كثيرًا؛ لكن معاناته وحالته الصحية كانت صعبة جدًا. فلم يكن يستطيع الكلام إلا بصعوبة ولا يتنفس إلا بالأكسجين الاصطناعي. وانقضت عدة أيام على هذا الحال. فقررنا ضرورة عودته إلى المستشفى ولكن كان القدر أسرع.
فمع بزوع فجر يوم 21 رمضان حلت الفاجعة الكبرى بوفاته. التي كانت صدمة كبيرة لنا جميعًا واظلمت الدنيا من حولي، فلقد أدركت أني فقدت سندي وصديقي الوحيد الذي كنت ألعب معه ولا يفتأ يشاكسني ويملأ حياتي بهجة ونور. ويوفر لي كل ما احتاجه في هذه الدنيا. وبانتهاء مراسيم العزاء دخلنا في فصل جديد من حياة هيمن عليها الحزن والحرمان.
في تلك الأثناء؛ التي كانت إيمان وأسرتها يعيشون ذلك الفصل الحزين لاح فجر جديد لها ولأقرانها من ضعفاء البصر في عالمنا حينما أسفرت حملتي الإعلامية التي أشرت إليها في مطلع القصة. بإعلان الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله- رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) آنذاك، عن تبني فكرتي لإنشاء مركز لخدمات ذوي الإعاقة البصرية في جدة، في 20 شوال 1421هـ – 16 يناير 2001م بالشراكة مع البنك الإسلامي للتنمية، ومجموعة مستشفيات ومراكز مغربي، ومباركة الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، ومستشفى العيون بجدة. التي تبلورت لاحقًا في جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمات الإعاقة البصرية في 10 رمضان 1424هـ – 05 نوفمبر 2003م. وانطلقت منها إيمان شاقة طريقها لتصبح أحد نجوم الفن التشكيلي في بلادنا.
-
مروا من هنا | طاهر زمخشري أول من أطلق اسم عروس البحر الأحمر على جدة
لقائي مع برنامج MBC في أسبوع فقرة “مروا من هنا” الذي بثته قناة MBC يوم السبت 2022/09/17م قد تحدثت فيه عن حياة الاديب طاهر عبدالرحمن زمخشري (بابا طاهر) وكشفت فيه عن معلومات جديدة ومقاطع ومشاهد بثث لأول مرة من منزله بحي الشرفية والعزيزية ومكة المكرمة مع تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة.
-
التقرير الأسبوعي 37 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 37 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن الجزء الأول من قصة «إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال» قد حصد أعلى مشاهدة للأسبوع الثاني على التوالي، وعلقت عليها القارئة نيفين شرارة بقولها “قصة كفاح جميله وإصرار على النجاح أجمل بعزيمة قوية لا تنبع إلا من قلب قوي وشجاع وإصرار لإثبات الذات مع كل العراقيل وهذا يقودني إلى اقتراح لأستاذنا توفيق بلو بعمل مسابقة لأصحاب الهمم العالية و ذوي الاحتياجات لإخراج الكنوز والجواهر من داخلهم ومساعدتهم لإثبات نفسهم ونجاحهم وله مني جزيل الشكر و العرفان وحبذا أن تكون باسم وتاريخ بابا طاهر الفني بما أنه رمز لفن وأدب الأطفال”.
واحتل «التقرير الأسبوعي 36 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع» المركز الثاني، تلاه «قصة رباعية نجوى.. وإعلان القصيبي الزمخشري أميرًا للشعر» في المركز الثالث. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:1- إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال
عدد المشاهدات: 86 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/4b8z2- التقرير الأسبوعي 36 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
عدد المشاهدات: 44 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/y4f23- قصة رباعية نجوى.. وإعلان القصيبي الزمخشري أميرًا للشعر
عدد المشاهدات: 35 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/zj6n4- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
عدد المشاهدات: 34 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j62w5- وفاة عمتي «فتو» وحلوى الوداع
عدد المشاهدات: 31 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/ex9f6- يا أعذب الحب.. اكليلة وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/sd3i7- التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه
عدد المشاهدات: 15 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/u3cv8- رحلتي مع الالتهاب الصبغي والانطلاق من جديد
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/58us9- حاجةُ لوحاتٍ بمطاراتنا للتصحيح
عدد المشاهدات: 13 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/fewv10- أنا لست في الجنة مجموعة قصص من واقع الحياة
عدد المشاهدات: 12 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/oj0eويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
حاجةُ لوحاتٍ بمطاراتنا للتصحيح
كنتُ قد امتنعتُ عن السفر خلال السنتين المنصرمتين جرّاء حصار جائحة الكورونا/كوفيد19؛ وصادف أن كان قد جايلها حوالي تلك الفترة وخلالها فترة إتمام تشييدُ مطار الملك عبد العزيز الدولي/جدة (الجديد).
وبعد ان بدأتُ معاودة السفر هذا الصيف.. لفتَ انتباهي عددٌ من الأخطاء اللغوية في صياغة وإملاء عدد من اللوحات الإرشادية الأساسية، مثل اللوحات التالية.. وخاصة عند نقاط ختم جوازات المسافرين):- لوحة تبتدء بلفظة ‘السعوديين،’ هكذا، بدلاً عن الإملاء الصحيح، برفع اللفظة: السعوديُّون؛’
- لوحة تبتدء بلفظة ‘الدبلوماسيين،’ بدلاً عن البدء بالإملاء الصحيح: الدبلوماسيون؛
- لوحة تبتدء بعبارة ‘مواطنين مجلس التعاون،’ بدلاً عن الإملاء الصحيح: مواطنو مجلس التعاون؛
- لوحة بعبارة ‘رجال أعمال والمقيمين الدائمين،’ بدلاً عن الإملاء الصحيح: رجال الأعمال، والمقيمون الدائمون
كما ولاحظتُ أنه بعد الانتهاء من الانتقال بالقطار (من منطقة تسجيل الرحلات وتسليم العفش إلى المنطقة الأخيرة حيث التوجُّه نحو بوابات المغادرة للإقلاع)، أَنْ كان هناك خطل صعيب آخر لكنه مُركبٌ أيضاً (وذلك في لوحة تقع عند نهاية أسفل الدرج المزدوج العادي والكهربائي، وذلك حيث التوجُّه الأخير لركوب الطائرة)، وكان في كلمتين وبالإنگليزية، يقول بما يعني عدم إمكان الخروج: (No Exit)، بينما المقصود -في الواقع- هو الخروج (Exit)؛ (فالمقصود هنا هو الخروج.. للدخول الى الطائرة)!
كما وسمِعتُ عدة لحون في عدة كسرات لغوية اثناء قراءة كبار المضيِّفين النشرة (العربية!) الارشادية الموجَزة والمعتاد قراءتها قبيل إقلاع الطائرة.
فأرجو ممن يهمه الأمر (وخاصةً بَعد بدء “الخصخصة” مؤخراً.. من بعد “هيئة الطيران المدني/ GAGA”)، الى ‘شركة مطارات جدة’ وأخواتها التاليات في بقية المطارات، أن يتولوا (في أول فرصة مواتية) التعديل والتصويب، فلا تمضي هكذا إرشادات على حالها.
وعسى أن تكون تلك المراجعة ليست فقط في مطار جدة، بل في كافة مطارات الوطن، و خاصة منها ‘الدولية’، لتشمل: 2.الرياض/مطار الملك خالد؛ 3.الدمام.صَفوَى/مطار الملك فهد؛ 4.المدينة المنورة/مطار الأمير محمد؛ 5.تبوك/مطار الأمير سلطان؛ 6.بريدة/مطار الأمير نايف؛ 7.مطار أبها الدولي؛ 8.مطار حائل الدولي؛ 9. و(مؤخراً): مطار الطائف الدولي.
كما وليت هذا الاقتراح يشمل النظر كذلك في لوحات كافة المنافذ والثغور الحدودية.. لمراجعتها.
-
التقرير الأسبوعي 36 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 36 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن جديد المقالات «إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال» قد حصد أعلى مشاهدة، تلاه مقال «طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد» في المركز الثاني، ثم «التقرير الأسبوعي 35 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع» في المركز الثالث. وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:
1- إيمان السليماني.. التهاب الشبكية الصباغي قادني إلى فن الرسم بالفحم ومسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال
عدد المشاهدات: 137 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/4b8z2- طاهر زمخشري وعبد المقصود خوجة.. قصة وفاء الأبن لأبيه محمد سعيد
عدد المشاهدات: 64 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/07i93- التقرير الأسبوعي 35 لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع
عدد المشاهدات: 42 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/31zh4- طاهر زمخشري 17عام في حياة ابتسام لطفي
عدد المشاهدات: 39 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/j62w5- أنا لست في الجنة مجموعة قصص من واقع الحياة
عدد المشاهدات: 26 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/oj0e6- التهاب الشبكية الصباغي الوراثي والتعامل الأمثل معه
عدد المشاهدات: 23 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/u3cv7- فقيد الأدب عبد المقصود خوجة والحلم المنشود..
عدد المشاهدات: 17 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/i62e8- جيب القول على الرايق تحفه فنية رياضية كتبها الزمخشري لنادي الوحدة وغنتها هيام يونس لجماهير الكرة العربية
عدد المشاهدات: 15 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/3us89- عيون الأطفال في خطر
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/uary10- قصة رباعية نجوى.. وإعلان القصيبي الزمخشري أميرًا للشعر
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/zj6nويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow
الرئيسية
عدد المشاهدات 987