-
التقرير الأسبوعي 87 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 87 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر أن جديد المقالات «رحم الله العم هاشم زمخشري» قد حقق أعلى مشاهدة، وممن علقوا عليه القارئة نجاة بقولها “هذه هي قصة الإنسان في الحياة تنتهي بالرحيل، ولكن تظل الذكريات الجميلة والأعمال الجليلة والسيرة الطيبة أفضل مواساة يخلفها الراحل لأحبابه. رحم الله العم هاشم وأمواتنا وجميع المسلمين”.
تلاه جديد مقالات الضيوف «نعم تنازلت…!» للكاتبة أماني سليماني في المركز الثاني وممن علقوا عليه القارئة غدير بقولها “أبدعتِ في وصف الإحساس بعمق شديد وكنتِ رائعة في إيصال الفكرة والغاية النبيلة منها..”. والقارئة كوتش أمينة بقولها “كلام رائع يستحق التوقف للحظة وإعادة التفكير.. نعم التنازل الذي تكلمتِ عنه رائع وعلاج رائع”. والقارئة عبير محمود توفيق بقولها “رائعة الكلمات ومغزاها ولخصت الكثير والكثير مما نعاني منه في هذه الدنيا الفانية”
واحتل لقائي مع الجزيرة الثقافية «حفيد طاهر زمخشري لـ«الجزيرة الثقافية»: آمل الاهتمام بثقافة وأدب الإعاقة» المركز الثالث وعلق عليه المخرج الإذاعي المهندس عدنان هوساوي بقوله “اذكر جيدا القناة السعودية الثقافية التي أوقفت رغم انها جذبت اهتمام الرأي العام في فترة وجيزة لا شك بأن قرار تدشين قناة ثقافية جديدة سوف يعيد ذلك الاهتمام وذلك الوهج” والقارئ أبو إبراهيم بقوله “بشرى خير نسأل الله للقائمين على هذه القناة التوفيق والسداد في ابراز رسالة هذه القناة بصورة إبداعية وجاذبة لفئات المجتمع ككل وليس فئات ذوي الإعاقة فقط”.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
1- رحم الله العم هاشم زمخشري
عدد المشاهدات: 162 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/z6ta2- نعم تنازلت…!
عدد المشاهدات: 137 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/ngzb3- حفيد طاهر زمخشري لـ«الجزيرة الثقافية»: آمل الاهتمام بثقافة وأدب الإعاقة
عدد المشاهدات: 70 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/qeb74- أهمية احترام المرأة
عدد المشاهدات: 54 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/z6dq5- وثائقي الطاهي الجوي القصة التي لم تنتهِ
عدد المشاهدات: 51 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/rmbx6- التقرير الأسبوعي 86 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 31 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/mrbt7- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 14 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7o9b8- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
عدد المشاهدات: 11 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/sd3i9- أنا لست في الجنة مجموعة قصص من واقع الحياة
عدد المشاهدات: 9 مشاهدات
https://mohammedbellow.com/oj0e10- الطاهي الجوي – الجزء الأول
عدد المشاهدات: 8 مشاهدات
https://mohammedbellow.com/s38yويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
رحم الله العم هاشم زمخشري
انتهيت وأفراد أسرتي مؤخرًا من مراسيم العزاء في وفاة عم والدتي والأخ الأصغر لجدي الأديب طاهر زمخشري، هاشم عبد الرحمن زمخشري الذي اعتدنا مناداته بـ (العم هاشم) والذي وافته المنية مساء الاثنين (1445/02/05 – 2023/08/21) بالقاهرة، إثر تعرضه لأزمة قلبية. ووري الثرى بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة (الأربعاء1445/02/07هـ – 2023/08/23م).
سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته.
ومن باب اذكروا محاسن موتاكم سأسطر في مقالي هذا شيئًا من مناقبه ولطيف من ذكرياتي معه وفاء له وبرًا به.
لقد أجمع كل من عرفتهم ممن عرفوه على دماثة خلقه وحسن معشره، وبره بوالدته وصلته لرحمه، ووفائه لأصدقائه، كما أنه قضى اخر سنوات حياته زاهدًا في دنياه متقربًا لربه خصوصًا سنواته الأخيرة التي قضاها في القاهرة واعتزل فيها الناس.
وعلمت من ابنه إبراهيم بأنه قد وجد ضمن مقتنياته في القاهرة كراسًا دون فيه ما جمعه من أدعية وأذكار ومقتطفات من قصائد دينية وحكم عكف على حفظها في عزلته مما قاله فيها “ليس كل ما أكتبه أو أنقله حكاية عن واقعي، إنما هي كلمات راقت لي وقد يحتاجها غيري”.
قصاصة من الكراس الذي وجدة ضمن مقتنيات العم هاشم رحمه الله بالقاهرة كما وجد أيضًا قائمة بأسماء لمعوزين دأب على مساعدتهم وفق إمكاناته من سداد فواتير كهرباء ومياه، وشراء أدوية. ومن عجيب ما سمعت في أيام عزاءه ما رواه لي الأخ والصديق قائد المنتخب الوطني والنادي الأهلي لكرة الطائرة الأسبق محمد داوود كنو الذي ربطته بالعم هاشم معرفة وصداقة أسرية، أنه بعد صلاة مغرب يوم الاثنين (2023/08/21) غفى لبرهه، فرأى أن العم هاشم جاءه على كرسيه المتحرك ببسمته المعهودة، وقال له “كيف حالك يا محمد.. تبغا أي شيء؟ ترى أنا ماشي وبلغ الشباب أني ماشي”، فاستيقظ متعجبًا ومندهشًا، واتصل بأخي حلمي وسأله عن العم هاشم وحالته الصحية، لعلمه أنه يخضع للعلاج في المستشفى. فأجابه أنه ما زال في المستشفى وحالته جيدة ومستقرة، ولكنه لم يتصل به بعد في ذلك اليوم، وأنه سيتصل به ويبلغه عن حاله بإذن الله. وبعد نحو ساعتين فوجئ باتصال من حلمي وكان في صوته حشرجة البكاء وقال له إن العم هاشم قد توفي، فاقشعر جسمه مما سمعه وقال لا إله إلا الله إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد كانت وفاة العم هاشم مفاجأة لم أتوقعها إذ كنا نتواصل بين الفينة والأخرى عبر الجوال ونتبادل أحاديث، وذكريات الماضي، والحاضر، وما يدور من أحوال، وكان اخر ما تحدثنا فيه عن تدفق اللاجئين الميسورين من السودانيين على مصر بسبب الحرب وأثر ذلك عليه بطلب مالك الشقة التي كان يسكنها إخلائها لرغبته في رفع أجرتها. وشبهنا ذلك بما حدث في جدة من بعض أصحاب الأملاك الذين رفعوا الإيجارات بسبب تتدفق السكان من الجنوب إلى الوسط والشمال بحكم أعمال الإزالة. فسبحان الله القائل «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» و «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ». وهكذا أُسدل الستار على حياةٍ مع العم هاشم امتدت لأكثر من ستين عامٍ عشناها سويًا تحت سقف بيت واحد في جو أسري ساده الألفة والوئام إلى أن تزوج في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وأستقل بحياته، ولكنه بقي واحدًا من أعمدة الأسرة.
صورة تجمعني وأخوتي مع العم هاشم في صالون المنزل من ذكرياتي وحكاياتي مع العم هاشم
لقد عرفته منذ نعومة أظافري، حيث كان لي ولأخوتي بمثابة الموجه والمربي بعد وفاة والدي رحمه الله وأنا على مشارف السادسة من عمري، ولعب دورًا في تجاوزنا آثار وانعكاسات حياة اليتم والحرمان باللعب معنا وتسليتنا. ومشاركتنا في مشاهدة الكثير من البرامج والأفلام على التلفاز. واختزنت في ذاكرتي الكثير من الذكريات والحكايات معه منها تلك الصورة التي التقطت في 1967/01/19 – 1386/10/07 باستديو رانيا الكائن تحت عمارة باخشب بحي العمارية بمناسبة عيد فطر ذلك العام قبل وفاة والدي بخمسة أشهر. ويظهر فيها العم هاشم حاملًا في حضنه ابنة عمتي نجوى مدني وأظهر في الصورة أقصى يساره وإلى جانبي شقيقتي الكبرى سوزان رحمها الله وأمامها شقيقي حلمي وبجانبه أبن عمتي نزار مدني وعلى أقصى يمين العم هاشم يظهر شقيقي الأكبر محمد نجاتي وإلى يساره شقيقتي منى وأمامها قريبتنا إكرام جمعة.
ولا زلت أذكر ذلك اليوم الذي أخذني معه برفقة صديقه «عبد الله الطيب» على دراجتهم النارية لأخذ التطعيمات المدرسية لاستكمال إجراءات دخولي للمدرسة.
كما كان له أثرًا في نشأتي وحلم طفولتي بالعمل كمضيف جوي حيث كان يعمل مضيفًا جويًا بالخطوط السعودية بمشاهداتي له مرتديًا زي المضيفين حين مغادرته للرحلات، كذلك لعبي بقبعته وما يحضره من ألعاب وتسالي من الطائرات.
ومن لطيف ما حكي لي عن ذكرياته في تلك الفترة أن والدي هو من شجعه على الالتحاق بالعمل في الخطوط في العام 1965م، ولكنه لم يستمر طويلًا حيث قال “استقلت من عملي بالخطوط بسبب موقف تعرضت له بعد وفاة والدك رحمه الله. حيث كنت في أحد الأيام عائدًا من رحلة ومعي بريد دبلوماسي نسيت أن أسلمه عند الوصول حسب النظام. وذهبت بعد الرحلة إلى مركازنا في الحارة، وبعد يومين فوجئت باستدعاء من مكتب المدير العام آنذاك «كامل سندي». فتذكرت البريد وأدركت أنني في ورطة كبيرة، وعلى الفور كلمت أخويا طاهر (بابا طاهر) وشرحت له الحكاية وطلبت منه أن يفزع لي ويخرجني من هذه الورطة. وبدوره اتصل بكامل سندي وحكى له الموضوع وتشفع لي عنده فسامحوني، وطُلب مني تسليم البريد ومراجعة مكتب المدير العام، فذهبت وسلمت البريد وراجعت مكتب المدير العام الذي وبخني وقالي لي: “والله لو لا شفاعة اخوك الأستاذ طاهر لحبسناك”، فغادرت مكتبه وانا مرتعب وخائف من تكرار مثل هذا الأمر واستقلت بعدها من العمل”.
العم هاشم بزي المضيف الجوي في العام 1965م العم هاشم مع زملائه عبد الله الشهيب ومحمد باشا اثناء مبيتهم بدمشق في إحدى الرحلات (23-10-1966م) كما روى لي أيضًا عن ذكرياته مع والدي (أبيه أحمد كما كان يناديه) رحلتهما إلى نيجيريا في ستينيات القرن الماضي، حيث قال: “عندما عزم أبيه أحمد السفر إلى نيجيريا منتدبًا من الخطوط السعودية لتمهيد افتتاح الخط الجوي بين المملكة ونيجيريا، وتنظيم رحلات الحجيج إلى السعودية، حيث كان يعمل في إدارة الشؤون الخارجية بالخطوط. أقترح عليه أخويا طاهر أن يصطحبني معه كمترجم بحكم أنني كنت أجيد اللغة الهوساوية وهي اللغة الوطنية في نيجيريا.
وبالفعل سافرت معه. والتقينا بالحاج سير أحمد بِلُّو رئيس وزراء نيجيريا آنذاك. واستقبلنا في مكتبه واحتفى بنا وكنت أترجم الحوار فيما بينهما. وعلى هامش اللقاء تحدثا عن أهالي الحجاز من الأصول الأفريقية. وبنهاية اللقاء أهدانا خمسة طيور ببغاء من نوع «الكاسكو» وهي إحدى أنواع الببغاوات الأفريقية النادرة طليقة اللسان. وبعد عودتنا أهدى أبيه أحمد لكل بيت رئيسي من العائلة واحدًا منها. ومن عجيب ما رأيت في مكتب الحاج أحمد بلو هيبته وكيف كان الذين يدخلون عليه من حاشيته لا يدخلون إلا حبوًا على ركبهم!”.
كما زرع في حب نادي الاتحاد الذي كان يشجعه ولعب في أشباله لكرة القدم، وكان يصطحبني واخوتي معه لمشاهدة مباريات الاتحاد في ملعب الصبان، وأذكر أن أول مباراة حضرتها برفقته مباراة ودية بين الاتحاد وغزل المحلة المصري، كما حضرت معه ايضًا مباراة للاتحاد والهلال ضمن الدوري الممتاز. وعندما لاحظ عليَّ بعض المهارات الكروية اثناء لعبنا في شرفة البيت، وميلي وحبي لنادي الاتحاد، وطموحي وتطلعي لأن أكون أحد لاعبيه ونجومه، شجعني لأصقل موهبتي الكروية بتجربة اللعب مع أشبال نادي الاتحاد، وتحدث مع صديقه مدرب الأشبال آنذاك غنيمة الحربي الذي أتاح لي فرصة التدرب مع الأشبال.
ومما حكى لي من ذكرياته أيضًا عودته للخطوط السعودية مرة أخرى في العام 1970م وسبب ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1976م قائلًا “انضممت إلى برنامج صيانة الطائرات وابتعثنا للتدريب في بيروت، وخلالها اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية. وكان الوضع مرعب ومخيف جدًا فقد حوصرنا في السكن لأيام بين دوي الانفجارات والقذائف الصاروخية التي كانت تتطاير في كل مكان، إلى أن تم ترتيب إخلائنا بحافلات إلى مطار دمشق برًا في رحلة كانت محفوفة بالمخاطر بين زخات الرصاص وطلقات المدافع إلى أن وصلنا للمطار واستقلينا طائرة إلى القاهرة ومنها عدنا إلى جدة جوًا. وبعدها بفترة تم ابتعاثنا إلى مدينة دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية. وهكذا كانت الحرب سببًا في سفري لأول مرة إلى أمريكا».
ولم تقتصر ذكرياتي وحكاياتي معه على الطفولة، بل امتدت طيلة حياته واشتملت على الكثير من الطرائف والظرائف منها تلك الليلة التي اصطحبني فيها وصديقي منصور الحسيني، وزميلي في العمل عبد المحسن الحارثي لزيارة أحد أصدقائه قائلا لي “تعال.. أعرفك على صاحب لي طالما كنت تصفق له وتتمنى مقابلته”. فذهبنا معه وعندما وصلنا طرق الباب وإذا به نجم نادي الاتحاد السابق النور موسى رحمه الله الذي كانت تربطه به علاقة صداقة ولم يلتقيا منذ فترة، فرحب بنا واستضافنا، كان إنسانًا عفويُا وبسيط جدًا ومرحًا، جلسنا وتبادلنا الأحاديث ولعبنا البلوت، وخلالها غاب عنا لفترة ثم عاد بزبدية كبيرة مليئة بالبيض المسلوق، وضعها في وسط المجلس وقال ضاحكًا “والله شرفتوني بزيارتكم وما في أحد في البيت غيري وبحثت عن شيء اضيفكم به فلم أجد الا هذا البيض في الثلاجة فسلقته واحضرته لكم” فضحكنا وأكلنا البيض. كما جمعتني به ذكريات وحكايات جميلة أخرى حينما التقينا في نيويورك، وفي سانت لويس، ولوس أنجلس حينما زرته أثناء إقامته فيهما.
حياته ووفاته
يجدر بالذكر إن العم هاشم من مواليد مكة المكرمة (14 يوليو 1942م – 1 رجب 1361ه). وسماه والده «هاشم» على اسم صديقه فقيه المدينة المنورة الشيخ محمد هاشم الفوتي المالكي المدني المشهور بـ «ألفا هاشم». وقد نشأ يتيم الأب إذ توفي والده وهو في الثالثة من عمره، فتولى رعايته أخيه الأكبر الأديب طاهر زمخشري.
بدء حياته الدراسية في المدرسة الناصرية الابتدائية بحي المسفلة بمكة المكرمة، وخلالها أنضم إلى فريق برنامج بابا طاهر للأطفال «ركن الأطفال». ثم انتقل مع والدته للعيش في المدينة المنورة لبعض الوقت، وواصل دراسته بمدرسة دار الأيتام ثم عاد إلى مكة المكرمة. ثم أنتقل للعيش في مدينة جدة مع والديَّ، وأكمل دراسته في المدرسة السعودية.
وحينما سافرنا برفقة والدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنتقل للعيش مع بابا طاهر في سكنه بفلة السنيدي بحي الكندرة.
وفي العام 1965م التحق بالعمل في الخطوط السعودية كمضيف جوي. ثم انتقل بعد استقالته إلى مصفاة جدة (بترومين) التي أصبح اسمها فيما بعد أرامكو. وفي العام 1970م التحق بالخطوط السعودية مرة أخرى في قسم صيانة الطائرات وخلالها ابتعث إلى لبنان ومن ثم الى الولايات المتحدة الأمريكية.
ثم انتقل للعمل في الشركة العربية لخدمات الطيران المحدودة (عرباسكو)، ومنها انتقل للعمل في إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة بالرياض حيث شغل منصب مساعد مدير صيانة الطائرات ورئيس الجودة، ثم انتقل للعمل لدى الشركة الوطنية لثاني أكسيد التيتانيوم (كريستل) بالهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومنها الى العمل الحر قبل ان يتقاعد عن العمل نهائيًا.
تزوج وله أربعة من الأبناء وعاش معظم حياته في جدة تنقل خلالها ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، والرياض، والسودان، ومصر التي عاش فيها أواخر سنوات حياته.
وكان رحمه الله قد تعرض لمشاكل في العمود الفقري على إثرها خضع لسلسلة عمليات جراحية في كل من جدة والهند وأمريكا ومصر لم تكلل بالنجاح وفقد القدرة على المشي. فانتقل إلى مصر لمواصلة العلاج الطبي والتأهيلي.
وفي منتصف أغسطس الماضي أصيب بجلطة دماغية مفاجئة نقل على إثرها للعناية المركزة في مستشفى مصطفى محمود بالقاهرة، حيث خضع لعلاج مكثف. ولم تتحسن حالته حتى أصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته مساء يوم الاثنين (1445/02/05 – 2023/08/21) عن عمر ناهز الـ 81 عامًا.
وتولت السفارة السعودية بالقاهرة نقل جثمان إلى جدة وتحمل تكاليف ذلك التي بلغت حسب بوليصة الشحن 41,000 ريال. وبوصوله إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة على رحلة الخطوط السعودية (SV302) الساعة (11:05مساءا) تم نقله إلى جامع الثنيان بحي الصفا حيث تم غسله وتجهيزه ونقله إلى المسجد الحرام والصلاة عليه بعد فجر يوم الأربعاء ودفنه بمقبرة المعلاة. فأسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وينزله مع الشهداء والصديقين في جنات النعيم.
-
نعم تنازلت…!
جلست أمامي في حفل أقامته الجامعة للقدماء من الخريجين ولم يبق منها سوى اسمها الذي أعرفه جيدًا. بدا كل شيء فيها مختلف وجميل ونابض بالحياة وكان لعينيها بريق لم أعهده مسبقاَ فعبث بي الفضول وذهب بعقلي كل مذهب، فسألتها ماذا فعلتِ وأي إجراءات تجميل قمتِ بها؟ فأجابتني بكل هدوء: تنازلت.
تنازلت يا صديقتي عن المركز الأول الذي كنت أنشده في كل نزال، وعن مقدمة الصف في معترك الحياة.
تنازلت عن الكلمة الأخيرة الصائبة في الجدال، وتأكيد صحة الرأي والاتجاه، وأدرت ظهري لجوائز الكمال، وشهادات المثالية، ونلت عن جدارة واستحقاق كأس السلام الداخلي.
أزحت ثقل سنام الماضي عن ظهري بكل ما فيه من مرارة وحلاوة، وتذوقت شهد اللحظة الحاضرة وعرفت فيها سر الأسرار.
لم تعد مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي وجدالها العقيم يغريني، وأصبحت أمر عليها مرور الكرام، ولم يعد لي من الزيارات سوى ما كان منها صلة رحم أو عيادة مريض أو تعزية لقريب وبعيد. بالمختصر أقفلت بوابة المجاملات والتضحيات في غير مكانها الصحيح.
هجرت نواح المسلسلات العربية، ورومانسيات التركية، وتنهيدات الأغنيات، وحفظت سمعي وبصري وفؤادي، واحتفظت بالصمت لأسمع صوت قلبي فقال لي عجبًا.
تنازلت عنه وعنها وعن علاقات كان ثمن الاحتفاظ بها يجبى ربًا من رصيد المحبة والسلام واحترام الذات، أفلت يدي من قبضتهم فسقطوا من حيث رفعتهم يومًا.
كل ما قمت به يا صديقتي أنني غيرت اتجاه الدفة، وأبحرت نحو ذاتي وأولوياتي وحاجاتي، ومن أحاطهم شغاف قلبي، وتنازلت عن كل قيد ووهم، وربحت نفسي واستوعبت أخيرًا درس الأربعين الماضية من عمري.
-
أهمية احترام المرأة
عندما نتحدث عن احترام المرأة، فإننا نشير إلى الضرورة الأخلاقية والاجتماعية لاحترام حقوقها وكرامتها ككيان مستقل وأحد أركان المجتمع وعنصرًا أساسيًا في بنائه، وفيما يلي نستعرض بعض النقاط التي تسلط الضوء على أهمية احترام المرأة:
1. المساواة والعدالة: احترام المرأة يعني التعامل معها على قدم المساواة ومنحها نفس الفرص والحقوق التي يتمتع بها الرجال، سواء في المجالات العملية أو الاجتماعية أو السياسية.
2. الكرامة الإنسانية: تحترم المرأة كشخص بكرامتها الإنسانية وتقدر قيمتها وإسهاماتها في المجتمع. يجب أن يتم التعامل معها بلطف واحترام، وعدم التعرض لها للإهانة أو التمييز بناءً على الجنس.
3. الاستماع والتفاعل: يجب أن نقدر آراء المرأة وتجاربها، وأن نمنحها الفرصة للتعبير عن أفكارها ومشاركة وجهات نظرها. ينبغي أن نكون مستعدين للاستماع إليها بصبر وتفهم، وأن نعامل أفكارها بجدية واحترام.
4. الحماية والأمان: يشمل احترام المرأة حقها في الأمان والحماية من العنف والاعتداءات الجسدية والنفسية. يجب أن نعمل على إنشاء مجتمع يحمي المرأة ويدعمها في حالات الظلم أو الاعتداء.
5. تعزيز الذات والثقة: بالاحترام المستمر والتشجيع، يمكن للمرأة أن تعزز ثقتها بنفسها وتطور قدراتها. عندما يتم احترامها وتقدير مساهماتها، فإنها تشعر بالقيمة والاعتراف، مما يؤدي إلى تعزيز روح الإيجابية والنجاح في حياتها.
6. الشراكة والتعاون: يعتبر الاحترام المتبادل بين الجنسين أساسًا لبناء علاقات صحية ومستدامة. عندما يتعامل الرجل والمرأة بالاحترام والمساواة، يمكنهما بناء شراكة قائمة على التفاهم والثقة والتعاون في جميع جوانب الحياة.
7. المثالية للأجيال القادمة: من خلال احترام المرأة، نقوم بتعزيز القيم والمبادئ التي ينبغي أن تنتقل إلى الأجيال القادمة. عندما يشهد الأطفال والشباب احترامًا للمرأة، يتعلمون أن العدل والمساواة هي قيم أساسية يجب احترامها وتطبيقها في حياتهم.
في النهاية، الاحترام المتبادل وتقدير المرأة ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل هو أساس لبناء مجتمع متساوٍ وعادل. عندما نحترم المرأة، نفتح الباب للتعاون والتقدم والتطور الشامل للمجتمع بأكمله.
-
التقرير الأسبوعي 86 لأعلى 10 مشاهدة
أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 86 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي سأخصصه لتقديم ملخص إحصائي عن حركة الموقع لشهر أغسطس لعام 2023م بمناسبة انتهائه وأعلى 10 مواضيع مشاهدة فيه.
حيث تم نشر (14) موضوعًا جديدًا خلال الشهر، وبلغ إجمالي زوار الموقع (620) زائر منهم (77%) من المملكة العربية السعودية، (4.35%) الولايات المتحدة الأمريكية، (3.39%) العراق، (1.94%) الكويت، (1.61%) مصر، (1.13%) تركيا، و(10.58%) من دول أخرى. (90%) منهم تصفحوا الموقع عبر الجوال، و (9.4%) عبر الحاسب الآلي و(0.6%) عبر الأجهزة اللوحية (تابلت).
وقد حقق مقال «نقطة تحول» للكاتبة منيرة الرشيد أعلى مشاهدة، تلاه «التقرير الأسبوعي 84 لأعلى 10 مشاهدة» في المركز الثاني، ثم موضوع «جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة تمدد فترة المشاركة في دورتها السابعة» في المركز الثالث.
وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة خلال شهر أغسطس 2023:
1- نقطة تحول
عدد المشاهدات: 411 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/kfbf2- التقرير الأسبوعي 84 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 202 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/q8753- جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة تمدد فترة المشاركة في دورتها السابعة
عدد المشاهدات: 95 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/yior4- وثائقي الطاهي الجوي القصة التي لم تنتهِ
عدد المشاهدات: 85
https://mohammedbellow.com/rmbx5- قصيدة الزمخشري في رحاب الإيمان وقصة حادثة جهيمان
عدد المشاهدات: 75
https://mohammedbellow.com/1yxk6- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
عدد المشاهدات: 54 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/7o9b7- التقرير الأسبوعي 85 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 45
https://mohammedbellow.com/9ycs8- قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين
عدد المشاهدات: 44 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/z3y59- يا أعذب الحب.. اكليلة وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
عدد المشاهدات: 43 مشاهدة
https://mohammedbellow.com/sd3i10- التقرير الأسبوعي 82 لأعلى 10 مشاهدة
عدد المشاهدات: 41
https://mohammedbellow.com/2ayrويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
https://twitter.com/MTBellow
https://www.facebook.com/MTBellow -
«سيدة الأسرار» المجموعة القصصية الرابعة للكاتبة فوزية الجار الله
صدر عن سطور للنشر بجدة (2023م – 1444هـ) المجموعة القصصية الرابعة للكاتبة الأستاذة «فوزية الجار الله» تحت عنوان «سيدة الأسرار»..
وجاء الكتاب بتصميم أنيق وعصري جذاب، بغلاف ورقي، في 74 صفحة بمقاس (14.8×21سم) وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة، يحتوي بعضها تجارب عايشتها المؤلفة، تضمنت (عشرون قصة). ما بين أدبية إلى اجتماعية نشر بعض منها في الصحافة المحلية.
واعتمدت المؤلفة في سردها على أسلوب مشوق يتماهى ما بين الخيال والواقع، الحلم والحقيقة..
يجدر بالذكر أن المؤلفة فوزية الجار الله من كتّاب المقالة والقصة القصيرة، ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية والعكس.
حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال الدولية 2011م إضافة إلى دبلوم لغات وترجمة/تخصص لغة انجليزية.
بدأت الكتابة في منتصف الثمانينات الميلادية، ولها عشرات المقالات في الصحف المحلية.
صدر لها ثلاث مجموعات قصصية (في البدء كان الرحيل 1991م، المقعد الخلفي 1999م، لحظات معه 2014م، وكتابًا بعنوان (أخطاء في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية والعكس 2021م) بالمشاركة مع المؤلفة أماني المسعود.
-
الطاهي الجوي – الجزء الثاني
-
الطاهي الجوي – الجزء الأول
-
حفيد طاهر زمخشري لـ«الجزيرة الثقافية»: آمل الاهتمام بثقافة وأدب الإعاقة
«الثقافية» – علي بن سعد القحطاني:
وقّع صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، مؤخرًا مع رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الوليد بن إبراهيم البراهيم، اتفاقية لتدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تحتفي بالثقافة السعودية عبر برامج متنوعة على مدار الساعة، بهدف مواكبة ما تعيشه المملكة من نهضة ثقافية كبيرة في ظل رؤية السعودية 2030، بالتزامن مع بروز تطلعات الجيل الصاعد المتعطش لمسايرة التطورات المتسارعة التي ارتبط فيها المحتوى بالتكنولوجيا، ورغبته الشغوفة باستعراض مزايا بلاده أمام العالم.
وفي هذا السياق علّق الكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو والناشط في مجال الإعاقة البصرية: لا بد من الإشادة أولاً بهذه الخطوة، ومن المؤكد أنه سيكون لها أثر فعّال في تنمية وتطوير الثقافة السعودية وزيادة انتشارها محليًا ودوليًا وتعريف المجتمعات بها خصوصًا نشأنا الجديد.
وأغتنم هذه الفرصة وأشيد بالرعاية والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة لخدمات الإعاقة، وتنمية وتطوير قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتنميتهم المستدامة.
وآمل أن تحظى ساعات البث للقناة بنسبة معقولة لإبراز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في إثراء الجانب الثقافي في بلادنا وكل ما يتعلق بثقافة وأدب الإعاقة أسوة بدول العالم المتقدمة. بالنظر إلى ما حباهم به الله من قدرات تعويضية ومواهب إبداعية، فعلى مر العصور انتفع العديد من المجتمعات بإبداعاتهم التي لا تزال آثارها ممتدة حتى اليوم خصوصًا في مجالات الفكر والأدب والفنون، مثل الصحابي الجليل «عبد الله ابن أم مكتوم»، وشاعر العصر الأموي والعباسي «بشار بن برد»، والفيلسوف الأديب «أبو العلاء المعري». وفي عصرنا الحديث معجزة الإنسانية الأديبة والناشطة الأمريكية الكفيفة الصماء «هيلين كيلر»، وعميد الأدب العربي «د. طه حسين»، و»ستيفن هوكينج» أشهر عالم فيزياء نظرية وعلم الكون. وبلادنا كسائر المجتمعات تزخر بالموهوبين والمبدعين من ذوي الإعاقة الذين قدموا إسهامات جليلة، من أبرزهم الشيخ «عبد العزيز بن باز» -رحمه الله- أبرز علماء وفقهاء العصر الحديث.
كما أقترح أن يكون لهم نصيب في مجال التأهيل والتدريب في مجال الإنتاج وصناعة المحتوى والإعلام بصفة عامة خصوصًا من لديهم تخصص أو مواهب إبداعية في مجالات الأدب والفكر والنشر والترجمة والفنون من أجل استثمار طاقاتهم وقدراتهم التعويضية وإبداعاتهم ودمجهم في التنمية الاقتصادية، وليكون لهم نصيب من الوظائف في القناة كنموذج يقتدي به باقي القنوات والإذاعات. من أجل إيجاد حلول تسهم في الاكتفاء الذاتي والعيش الكريم لأصحاب المواهب الإبداعية من ذوي الإعاقة، علاوة على تسهيل وصول المجتمع وانتفاعه بمواهبهم وإبداعاتهم وإنتاجهم الفكري.
وأذكر في هذا السياق تجربة الشخصية كأول كفيف يؤسس ويدير دار نشر نشرت من خلالها مؤلفاتي ومؤلفات لمؤلفين آخرين من الأصحاء فضلاً عن العديد من المشاركات التلفزيونية والإذاعية.
نشر هذا اللقاء في الجزيرة الثقافية العدد: ٧٧٠. الجمعة ١٦ صفر ١٤٤٥هـ. الموافق ١ سبتمبر ٢٠٢٣م.
https://www.al-jazirah.com/2023/20230901/cm5.htm
-
وثائقي الطاهي الجوي القصة التي لم تنتهِ
بثت مؤسسة مَفَازَة للإنتاج الإعلامي على قناتها على اليوتيوب فيلمًا وثائقيًا على جزأين يومي 15 و17 أغسطس 2023م بعنوان «الطاهي الجوي» تناول قصتي كأول طاهي جوي سعودي على الخطوط السعودية في ثمانينيات القرن الماضي.
وتعود خلفية إنتاج الفيلم إلى أن الأستاذ ماجد المالكي مالك المؤسسة ومنتج الفيلم كان يعد سلسلة وثائقية عن تجارب السفر يحكي فيها الضيوف عن تجربتهم مع السفر والبلدان التي زاروها، ووقع اختياره عليَّ لأروي تجربتي مع السفر بصفتي ملاح جوي سابق ولي تجارب مع السفر إلى أكثر من 55 بلد حول العالم.
وأثناء تحضيره للمادة وقراءته لسيرتي الذاتية لاحظ أنني أول طاهي جوي سعودي على الخطوط السعودية. فقرر تغيير مسار الموضوع ليكون فيلمًا وثائقيًا عن ذلك، وأن يتم التصوير داخل صومعتي التي قرأ عنها أيضًا.
وفي مساء يوم السبت 12 أغسطس 2023م عند بدء التصوير سألت الأستاذ المالكي ما الذي سيجذب المشاهد لمتابعة تجربة مضى عليها أكثر من 30 عامًا، وقد تغير فيها الكثير من الأشياء في مجال السفر بما في ذلك مهنة الطاهي الجوي.!؟ فأجابني: إن لديك تجربة فريدة لم تأخذ حقها في الإعلام مقارنة بما أخذته تجربتك مع الإعاقة البصرية، وهي قصة كيف أصبحت أول طاهي جوي سعودي.
صورة الحملة التسويقية التي أطلقتها إدارة الخدمة الجوية بالخطوط السعودية في ثمانينيات القرن الماضي فجمعت أفكاري وبدئنا التصوير الذي استغرق نحو 5 ساعات على مدى يومين تم منتجتها في ساعة و17 دقيقة بثت على جزأين سردت فيها ذكريات من محطات في حياتي منذ طفولتي وحتى إحالتي إلى التقاعد المبكر من عملي في الخطوط السعودية في 1992/10/15م.
بدء بالحديث عن جانب من طفولتي مع الأسرة في سانت لويس بولاية «ميزوري» وسط الولايات المتحدة الأمريكية، وتنقلنا بعد ذلك ما بين حي الكندرة والشرفية بجدة، ووفاة والدي في العام 1967م إثر إصابته بمرض مفاجئ، وانتقال جدي لأمي الأديب طاهر زمخشري للعيش معنا ورعايتنا. وذكريات من رحلتي معه وأخي الأكبر «نجاتي» إلى تونس في العام 1976م.
مرورًا بسفري إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية في صيف العام 1979م وما دار فيها من طرائف وظرائف قادتني لتحقيق حلم طفولتي بالالتحاق بالخطوط السعودية في العام 1980م.
وتعريجي على كارثة رحلة الخطوط السعودية (163) التي نتج عنها انتقالي للعمل على الرحلات الدولية في فترة وجيزة من التحاقي بالعمل، وكيف أصبحت أول طاهي جوي سعودي في الخطوط عام 1985م، وانعكاسات ذلك على حياتي المهنية والاجتماعية. كما تطرقت إلى نظام جدولة الوجبات على الرحلات ومقارنة جودة طعام الخطوط السعودية بشركات الطيران الأخرى آنذاك، وبدء ظهور أعراض الالتهاب الصبغي الوراثي وما ترتب عليه من صعوبات وتحديات أثرت على أدائي الوظيفي ما أدى إلى إحالتي إلى وظيفة أرضية كمدرب خدمة جوية في أواخر العام 1988م لتدريب الطهاة الجويين وخدمات الدرجة الأولى على الرحلات الطويلة.
وقرار احالتي الى التقاعد بالتزامن مع ولادة أبني سندس وحالته المرضية، وما سبق ذلك من أداء متفرد ومتميز مُنحت على إثره لقب مدرب المضيفين المثالي في العام 1991م الذي حفزني على تقديم أفكار مبتكره منها فكرة المجموعة الاستشارية على الرحلات التي سافرت من خلالها مع فريق عمل حول العالم على شركات طيران مختلفة لإعداد دراسة لتطوير خدمات الرحلات على السعودية، بالإضافة إلى فكرة وجبة الراكب الكفيف واختتام الفيلم بقصة مشاركة تموين السعودية بها في عدة محافل دولية بعد إحالتي إلى التقاعد وحصولها على 3 جوائز عالمية في هولندا والولايات المتحدة الأمريكية. وبها أنهى المالكي فيلمه تاركًا للمشاهد التساؤل عما آل إليه وضعي ووضع مهنة الطاهي الجوي حيث إنه لم يضمن لفيلمه أي تعليق صوتي عن ذلك.
صورة عرض خدمة وجبة الراكب الكفيف التي نالت جائزة مجلة جائزة مجلة أون بورد سيرفيس عن أفضل صورة عرض خدمة طعام لعام 1992م ولمحدودية الوقت تم اختصار الكثير من المحطات بشأن ذكرياتي مع الطاهي الجوي ووجبة الراكب الكفيف، ولكن من المهم أن أذكر هنا أنه بحكم أن من تبنى فكرة وجبة الراكب الكفيف إدارتي جهاز الطعام والتموين فقد تم تنفيذ الشق المتعلق بهما، وبقي ما لم ينفذ في حينه وهو تدريب العاملين على مهارة التعامل مع المكفوفين وترميز الأمتعة والحقائب واختيار أمكان جلوسهم في المقصورة بعيدًا عن ضوضاء المحركات مراعاة لحاسة السمع التي يعتمد عليها الكفيف في التواصل، وسهولة الوصول إلى أبواب الطوارئ ودورات المياه.
وأن بعد مغادرتي للخطوط السعودية بفترة. علق العمل بخدمة الطاهي الجوي، بدليل نشر عدد من الصحف المحلية منها سبق في (27/05/2015م) خبرًا عن تدشين الخطوط السعودية لخدمة الطاهي الجوي بدء برحلتها (041) الخميس (28/05/2015م) المتجه من جدة إلى لوس أنجلوس. ضمن خدمة جديدة على الرحلات التي لا تقل مدتها عن (7) ساعات يقدمها طهاة مهرة من (الأردن، أستراليا، تركيا، جنوب أفريقيا، ماليزيا، المغرب، المملكة، الهند). لديهم خبرة لا تقل عن خمس سنوات في مجال المطاعم والفنادق. لإعداد وتجهيز الأطباق وفق اختيار المسافر من قائمة الطعام المتنوعة على متن الرحلة بأسلوب يضاهي أرقى المطاعم العالمية وبشكل جذاب وشهي.
دون ذكر الخلفية التاريخية لتلك الخدمة وأنها كانت موجودة على الخطوط منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ومؤخرا تم الاحتفاء بتخريج الدفعة الأولى من برنامج الطاهي الجوي الذي نفذته الخطوط السعودية بالشراكة مع جامعة الأمير مقرن وبدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية والذي كان قد أعلن عن فتح باب القبول للالتحاق به في أواخر العام 2021م للمواطنين والمواطنات من حملة الثانوية الذين يجيدون اللغة الإنجليزية بدرجة 72 في اختبار كفايات اللغة الإنجليزية (STPS) و5.5 في نظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي (IELTS).
وكان من الأوفق تكرار التجربة التي اثبتت نجاحها في الثمانينيات باختيار عناصر من المضيفين لديهم خبرة لا تقل عن 4 سنوات ومستوى جيد جدًا في اللغة الإنجليزية وخبرة في مجال الفندقة والسياحة والحاقهم ببرنامج تأهيلي خاص على مهنة الطاهي الجوي، خصوصًا وأنها ليست مجرد تفخيم خدمة الطعام وتقديم اختيارات متنوعة من القوائم للمسافرين، بل تمتد مسئولياتها إلى السلامة الجوية وعلاقات المسافرين ومهارات الاتصالات الإنسانية. والإلمام بمهارات السفر سيما وأن الرحلات التي يعمل عليها الطاهي الجوي لا تقل مدتها عن (7) ساعات وهذا النوع من الرحلات له متطلبات إضافية (ذهنية، ونفسية، واجتماعية) مختلفة عن الرحلات القصيرة العادية.
وعلى أي حال تمنياتي للقائمين على مهنة الطاهي الجوي بالتوفيق والنجاح في عملهم وتحقيق الأهداف التي ترجوها المؤسسة، أما بالنسبة لمن قد يتساءل من المشاهدين عما آل إليه وضعي فإنني أقول ما قاله الشاعر طاهر زمخشري رحمه الله في قصيدته «ترنيمة» من ديوانه الأفق الأخضر
طويت السنين وما راعني *** سوى أنني سائر لم أزل
ويوثق خطوي الأسى تارة *** وطوراً يمزق عزمي الملل
ولكنني في طريق الردى*** وبين ضلوعي يدب الأجل
أسير وفي النفس ترنيمة *** تجدد عزمي بحب العمل
الجزء الأول من فيلم الطاهي الجوي
https://mohammedbellow.com/3q6z
الجزء الثاني من فيلم الطاهي الجوي
https://mohammedbellow.com/u501
الرئيسية
عدد المشاهدات 1٬140