-
أهمية مصطلح «الأشخاص ذوي الإعاقة»
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/06/14م
نيابة عن أقراني من ذوي الإعاقة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على توجيهه السامي الكريم لجميع الجهات الحكومية باعتماد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات الرسمية، والتصريحات الإعلامية، موافقة على توصية معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة المهندس أحمد الراجحي، الخاصة بتوحيد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات الرسمية، والتصريحات الإعلامية. بعدما لوحظ استخدام مصطلحات مختلفة لوصف الأشخاص ذوي الإعاقة في العديد من المكاتبات والتقارير والتصريحات الإعلامية الصادرة من الجهات الحكومية.
وإن دل هذا التوجيه الكريم على شيء فإنما يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على الاهتمام والعناية “بالأشخاص ذوي الإعاقة” تمشيا مع تعاليم ديننا الحنيف وتأكيداً على التزام المملكة العربية السعودية بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فيما يتعلق بحقوقهم بدء باستخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة”.
وأؤيد ما صرح به الرئيس التنفيذي لهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، الدكتور هشام بن محمد الحيدري بأن هذا التوجيه السامي الكريم منسجما مع الأهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها من رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة وتعزيز الخدمات التي تقدمها الأجهزة لهم، بما يساعد على حصولهم على الرعاية والتأهيل اللازمين، حيث إن كثرة المسميات التي تطلقها الجهات والأفراد على الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدام مصطلحات محلية بديلة عن المصطلحات الدولية تربك عملية التواصل اللغوي مع غير الناطقين بالعربية في المحافل والمنتديات العالمية، فعلى مدى الـ 20 عاماً التي قضيتها في مجال العمل مع الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل سمعت الكثير من المسميات التي يطلقها عامة الناس على المعوقين تعكس شفقتهم أو تحرجهم من الحالة مثل “ذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي القدرات، ذوي الهمم، البصير على كفيف البصر…الخ” رغم أن لفظ «مُعوَّق» هو اللفظ العربي الصحيح للحالة وهو مشتق من فعل عَوَّقَ، يعوِّق تعويقًا فهو مُعوِّق والمفعول مُعوَّق، كما أن قانون العمل العربي الاسترشادي عرف المُعوَّق بالشخص الذي لا يتمتع بكل قدراته الجسدية أو العقلية، إلا أنه باستطاعته تقديم عمل ما، بعد تأهيله من قبل المنشأة.
وبرأيي إن لفظ «مُعوَّق» له وقع إيجابي على نفسية صاحب الحالة على عكس ما يعتقده الآخرون، وقد بدء نقاش اختيار التسمية المناسبة لأصحاب العوق منذ العام 2006م، عندما فتحت الأمم المتحدة حوار بين الدول الـ 126 المشاركة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبين عدد من الخبراء والمعاقين الذين أقروا بأن مصطلح “المعاقين” به إهانة لهم، ومصطلح “ذوى الاحتياجات الخاصة” يندرج تحته بعض الأطراف الأخرى، التي قد لا تعانى من أي نوع من الإعاقات كالأطفال، كبار السن، الحوامل، الموهوبين…الخ لذلك تم الاتفاق على أن مصطلح “الأشخاص ذوى الإعاقة” هو الأدق توصيفاً لفئاتهم، حيث يصنفهم هذا المصطلح على أنهم مواطنون يتمتعون بكافة الحقوق ببلادهم.
ولا بد من التنويه هنا بأن القرآن الكريم قد أورد مسميات حالات العوق حسب نوعها مثل «الأعمى»، «الْأَكْمَهَ»، «أُولِي الضَّرَرِ» «الأعرج»، «الأصم»، «الأبكم»، وغير ذلك من الحالات تحت لفظ «المريض» وذلك من أجل تشريعات الحقوق والواجبات لهم.
وعلى أي حال أضم صوتي إلى دعوة الرئيس التنفيذي لهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، الدكتور هشام الحيدري لجميع الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية بتنفيذ الأمر السامي باعتماد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات بدلاً عن المسميات الأخرى، كما أدعو إلى توعيه المجتمع عبر المنابر الإعلامية والرسمية والقطاعات الأهلية العاملة في المجال باستخدام هذا المصطلح وأرجو أن يكون توجيه خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – نقطة انطلاق جديدة للوعي المجتمعي للحفاظ على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الحصول على حقوقهم المعنوية والمادية كاملة.رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
سبط الزمخشري يكشف زخم الحج في شعر جده
أجري هذا اللقاء مع صحيفة الوطن السعودية في يوم السبت 25 أغسطس 2018 – 14 ذو الحجة 1439 هـ
كشف سبط الشاعر الرائد الراحل طاهر زمخشري « 1906 – 1987 « محمد توفيق بلو ابن سميرة طاهر زمخشري، عن إصداره كتابا جديدا بعنوان «الأديب طاهر زمخشري في سطور»، تتبع فيه الأغراض الشعرية في نتاج جده .
وقال بلو لـ «الوطن»، لاحظت خلال بحثي، أن موسم الحج مثل أهمية كبرى عنده، فقد خصه منذ بداياته بالعديد من القصائد الشعرية والغنائية، ومعظم دواوينه، خصوصا التي كتبها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تضمنت قصائد عن الحج من عدة أوجه ومواضيع مختلفة، فمنها وصف المشهد العام لمراسم الحج في مكة ومنى أو صعيد عرفات، بل أنه خص الحج بديوان كامل أصدره عام 1968م/1388هـ بعنوان«لبَّيك».
هاتفا باسمك الحبيب
أضاف بلو قائلا: كان من أوائل إبداعات الزمخشري عن الحج قصيدة بعنوان «طلعة اليُمن» ألقاها بين يدي حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بمناسبة قدومه من الرياض لأداء فريضة الحج سنة 1367هـ/1947م ونشرها لاحقا في ديوانه الثالث«أنفاس الرَّبيع» الصادر في العام 1375هـ /1955م وجاء في مطلعها:أين يمتَ في ركابك يمنٌ
يملأ الأرض غبطةً والسماء
أين أشرقت تغمر الأفق نورا
وسناء يشع صبح مساء
غبطة، بهجة ، حبورا ، ويمنا
وجلالا وفرحة وضياء
فسل الشمس ما دهاها فغابت؟
هل توارت من المليك حياء
وختمها بقوله
فأغمر الكون بالحبور وصافح
مهجاً نظمت فكانت نداء
هاتفا باسمك الحبيب لتحيا
قدوة الشيب والشباب سواءقصائد لم تشتهر
تابع بلو موضحا : تطور اهتمام الزمخشري بموسم الحج من الشعر إلى الاهتمام الإعلامي فكان أول من أشرف على النقل المباشر لمراسم الحج، إبان عمله مع الإذاعة بمكة المكرمة في بدايتها الأولى، ولاحقا طور مشاركاته إلى توظيف الفنون للتغني بموسم الحج من خلال عدة قصائد غنائية، من أكثرها شهرة قصيدة «إلى المروتين» التي لحنها وغناها الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم ، وهناك قصائد غنائية سجلت للحج، لم تأخذ طريقها للذيوع والشهرة، لأن كلماتها ارتبطت بموسم الحج ومنها على سبيل المثال قصيدة «لبيك» التي كتبها في 28 بيتا ولحنت وغنتها الفنانة السورية مها الجابري، ونشرت هذه القصيدة في ديوانه «على الضِّفاف» الصادر في عام 1381هـ/1961م وقال فيها
لبيك رب العالمين
لبيك جئنا طائعين
لبيك بالدمع الهتون يفيضه وجل ورعب
فالعين ترنو للسماء ، ودمعها الهدار سحب
والقلب يلهج بالدعاء وقد تلجلج فيه ذنب
أدعوك ، يا رب العباد ، ولي لي إلاك رب
وهداك للغفران درب
وإله بالآلام نحبو
***
لبيك أرواح يموج بها التبتل في الصعيد
فتذوب حبات القلوب من الضراعة في نشيد
والرجع جذاب الأداء وقد تماوج في الوجود
ينساب من بعض المآزر خُشَّعاً في يوم عيد
يوم التضرع والسجود
يوم المثوبة للوفودموكب الحجيج
تتابع تفاعل طاهر زمخشري مع موسم الحج بإبداعاته الشعرية سنة بسنة، واصفا مواقف ومشاهد مختلفة من الحج لا يتسع المجال لذكرها جميعاً، وعلى سبيل المثال قصيدتان بعنوان «موكب الحجيج» نشر واحدة منها في ديوانه الثاني «همسات» الصادر عام 1372هـ/1952م، قال في مطلعها:
فجر عيد مكلل بالسعود
غمر الكون بالضياء الفريد
فجر عيد به الترانيم تسري
والأماني تندى بعطر الورود
فجر عيد به التسابيح تشدو
والصدى العذب ساحر التغريد
فجر عيد به النفس تنادي
رب لبيك يا إله الوجود
ربي لبيك بكرة وعشيا
رب لبيك رحمة بالعبيد
رب لبيك طائعين منيبين
ونبدي ضراعة في السجود
رب لبيك فالخطايا جسام
فأجرنا من وقع بطش شديدوالأخرى نشرها في ديوانه الثالث «أنفاس الرَّبيع» الصادر عام 1375هـ/1955 نظمها بمناسبة عودة المياه إلى مجاريها بعد الحرب العالمية الثانية، تحية لوفود بيت الله الحرام قال في مطلعها:
ألقت عصاها فحيا الخير بساما
من بعد أن عصفت بالناس أعواما
شعواء لا تنزل السراء ساحتها
حمراء ملهبا في ويلها حاما
سقت بني الأنس ويلات وما فتئت
تدس في طبقات الأرض الغاما
وختمها بقوله:
وهذه أمم من كل ناحية
حجت إليه جماعات وأقواما
مستبشرين إليهم في مرابعنا
ترجي التهاني أعواما فأعواماقصة المروتين
تظل قصيدة « المروتين « الأشهر على الإطلاق من ضمن نتاج جدي الشعري عن الحج، وعن قصة مناسبتها قالت خالتي السيدة ابتسام طاهر زمخشري «في هذه الأيام الفضيلة وعند سماعي إلي أهيم بروحي على الرابية تذكرته، اذكر القصة كيف نزل عليه الهام القصيدة، حيث روى لي «كنت في مصر لطباعة أحد دواويني ،وكنت في دعوة لتناول الغداء عند المذيعة همت مصطفي، وعند بداية المأدبة، قالت همت، يا جماعة كل سنة وانتم طيبين لقد أعلن في السعودية اليوم غرة شهر ذي الحجة.
في تلك الحظة شعرت بغصة وألم، استأذنت وخرجت مهرولا إلى الشارع أمشي في الطرقات ولا أدري إلى أين، أنا تعودت أن أكون في الجبال المقدسة بمكة المكرمة، ولم أشعر إلا وأنا في حديقة الحيوانات،
أذرف الدمع السخين، وكتبت يا ابنتي تلك القصيدة بدموع ساخنة وحرقة لأنني بعيد عن مكة، ولارتباطي مع المطبعة لم أستطع السفر»».
كتب القصيدة في 24 بيتا ، أرسلها إلى صديقه الموسيقار طارق عبد الحكيم – رحمه الله – وطلب منه تلحينها وغنائها بمناسبة موسم الحج، وبدوره اختار طارق 12 بيتا ولحنها على الدانة الحجازيةـ وغناها بإحساس عال عكس مشاعر شوق وحنين بابا طاهر لمكة ، لبعده عنها خصوصاً في موسم الحج، وأذيعت بمناسبة الحج، وأصبحت أغنية خالدة في قلوب عشاق إبداعات الزمخشري، ولسنوات طويلة اعتادت الإذاعة السعودية إذاعتها خصوصا في موسم الحج، وأعاد غناءها الفنان محمد أمان – رحمه الله – ولاحقا نشرت القصيدة كاملة في ديوانه الرابع «أغاريد الصحراء» عام 1377هـ/1958م. -
الأديب طاهر زمخشري في سطور
الطبعة: الأولى
تاريخ النشر: 1440هـ، 2018م
عدد الصفحات: 61ص
المقاس: 14.8 × 21 سم
مستخلص الكتاب:
مُختصر لكل ما يهمُّك أن تعرفه عن أحد أهم الشُّعراء المكِّيين في العصر الحديث والحائز على جائزة الدولة التقديرية 1985م/1405هـ وأسطوانة اليونيسكو الذهبية عام 1987م/1407هـ الأديب الرَّاحل طاهر عبد الرحمن زمخشري.
سعر الكتاب: 23ريال
نقاط البيع: لطلب نسخة التواصل مع [email protected]
نشر عن الكتاب:
صحيفة غرب الإخبارية: كتاب الأديب طاهر زمخشري في سطور أحد سلسلة الكاتب ألأديب محمد بلو
-
“بلو” يفوز بجائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي
فهد العتيبي
تم النشر في : 24 يناير, 2016 6:59 مساءًأكد عضو مجلس إدارة جمعية إبصار الخيرية والمتحدث الرسمي لها “محمد توفيق بلو”؛ أن فوزه بمبلغ نصف مليون ريال من جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز- رحمها الله- للتميز في مجال العمل الاجتماعي؛ يعد حافزاً كبيراً له لتكثيف الجهد وتقديم المزيد من العمل والعطاء لهذا الوطن المعطاء، وللمعاقين من ذوي الإعاقة البصرية محلياً وإقليمياً، والمؤسسات التنموية والاجتماعية، وعلى رأسها: جمعية إبصار الخيرية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية وشركاؤه في النجاح، مشيراً إلى أن الجائزة أكدت مسؤوليتها الاجتماعية تجاه ذوي الإعاقة بشكل عام.
ورفع “بلو” شكره لله، عز وجل، ثم للداعمين الذين عمل معهم وكانوا عوناً له بعد الله، وعلى رأسهم “الأمير طلال بن عبدالعزيز” الرئيس الفخري لجمعية إبصار الخيرية، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (الأجفند)، و”الأمير عبدالعزيز بن أحمد” رئيس الجمعية السعودية لطب العيون، ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، و”الأمير خالد بن طلال” العضو الشرفي لجمعية إبصار الخيرية.
وأشاد “بلو” بدور أسرته وفريق عمله بالجمعية ومجلس إدارتها وأصدقائه، مثمناً دور “سبق” التي كانت وراء إبراز الجهود الخيرية والعمل الاجتماعي في خدمة ذوي الإعاقة البصرية.
يذكر أن “محمد توفيق بلو” هو أحد أهم الناشطين في مجال الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل، وعمل منذ نحو 15 عاماً كخبير دولي في مجال العناية بضعف البصر وإعادة التأهيل، وكان أميناً عاماً لجمعية “إبصار” قبل أن يشغل حالياً عضوية مجلس إدارتها والمتحدث الرسمي لها، وهو عضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، وعضو لجنة المساندة والعلاقات العامة بالوكالة الدولية لمكافحة العمى، وممثل للمجلس الدولي لتعليم المعاقين بصرياً بالمملكة (ICVEI).
وعمل “بلو” في الخطوط السعودية 13 عاماً ملاحاً جوياً، ثم مدرباً للملاحين، قبل أن يحال للتقاعد بسبب إعاقته البصرية، وقدم الكثير من الإنجازات للمعاقين بصرياً؛ كفكرة تأسيس جمعية إبصار الخيرية، وفكرة وجبة الراكب الكفيف التي بموجبها أسست قواعد خدمات المكفوفين على الرحلات حول العالم، ونالت الخطوط السعودية على إثرها ثلاث جوائز عالمية من أهمها جائزة إفكا للعام 1992م. كما أجرى الكثير من الدراسات، ومنها: الدراسة المالية والاقتصادية لتأسيس وتشغيل مقر جمعية إبصار الخيرية، والمزايا والشروط لإنشاء وتشغيل مباني خدمة المعوقين بصرياً، (دراسة فنية ومالية)، والعوق والمعوقين بصرياً في المملكة العربية السعودية. كما ألف كتابي “حصاد الظلام”، و”الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين”.
وأخيراً قدم الدراسة المالية والفنية لفكرة مشروع جديد لبناء قدرات المعاقين بصرياً، وتحويل خدماتهم إلى مصدر للتنمية المستدامة، والتي خضعت لاهتمام وزير العمل حالياً.
-
“إثنينية خوجة” تواصل طباعة الأعمال الأدبية والشعرية لـ “زمخشري”
نشر هذا الخبر في صحيفة سبق الإلكترونية بتاريخ 2 سبتمبر, 2014م
فهد العتيبي – سبق: قطعت “إثنينية خوجة” شوطاً كبيراً بجمع وطباعة الأعمال الأدبية والشعرية الكاملة لجمع وإحياء التراث الأدبي للشاعر الكبير طاهر زمخشري – رحمه الله- بعد أن وُفقت عبر مصادرها المختلفة للحصول على معظم أوراق وكتب الراحل.
وحسب خطاب وجه من الإثنينية للدكتور رضا محمد سعيد عبيد؛ لا تزال مرحلة البحث جارية بطلب ضرورة تضافر الجهود مع مكتبة معاليه فيما يخص إمكانية الأعمال غير المتوافرة، ومنها مؤلفات : في الطريق ، وعلى هامش الحياة ، مع الأصيل ، أغاريد المذياع ، ليالي ابن الرومي، أقوال مبعثرة، أحلام ، رمضان كريم ، بكاء الزهر ، من أوراق الزهر ، رباعيات الخضراء ، أغاريد الخضراء.
وعبرت أسرة “الزمخشري” عن خالص شكرها للعاملين على مبادرة الإثنينية تجاه مواصلة مشروع جمع تراث الشاعر الراحل، والذي تم توفيره؛ حيث نوَّه محمد توفيق بلو، بدور الإثنينية تجاه تحقيق حلم أسرة الزمخشري في جمع إرثه الأدبي وتوثيق أعماله التي صدرت سابقاً وتوثيق الأوراق الأدبية التي لم تر النور؛ وفاء لرائد من رواد الأدب السعودي.
وأشار إلى أنه قد بدأ خطوة في العام 2005م لتوثيق أعمال “بابا طاهر”؛ وذلك بتأليف أول كتاب يتناول سيرته الذاتية بعنوان ” الماسة السمراء – بابا طاهر – زمخشري القرن العشرين ” كجزء أول من مجموعة مكوّنة من 7 أجزاء كان يعتزم إصدارها تتناول “حياة وأنشطة الأديب الراحل “بابا طاهر”، أغاني بابا طاهر، رائد أدب الطفل، بابا طاهر ما بين الأثير والشاشة البيضاء، رحلاته ما بين بلاد الأرز وضفاف النيل والظلال الخضراء، أشعار بابا طاهر، دراسات نقدية لشعر بابا طاهر”.
وأوضح “بلو” أن مبادرة الإثنينية تؤكد دورها الأدبي في قيادة الفكر المعاصر ونشره وتوثيق مسيرة الأدباء السعوديين، ضمن مجموعة مطبوعات كاملة وتوزيعها؛ وذلك ضمن إطار عمل الإثنينية الثقافي في جمع إرث المفكرين والأدباء الذين أَثْرَوُا الساحة الأدبية السعودية المعاصرة، ونوَّه “بلو” بأن الشاعر الأديب الراحل والذي يحلو لأسماعنا تلقيبه “بابا طاهر”؛ يعتبر كنزاً أدبياً من حق أدبه وفكره وشعره أن يكون ضمن أعمال المملكة العربية السعودية الخالدة، ولا بد من إبرازها وإعطائها ما تستحقه.
وأضاف : ” ألَّف الزمخشري ما يقارب 24 ديواناً، وعرف بأنه صاحب أول ديوان شعر يصدر في المملكة العربية السعودية بعنوان “أحلام الربيع” عام 1946، وكان من أوائل المساهمين في تأسيس الإذاعة السعودية ، وحصل الزمخشري على عدد من الجوائز والأوسمة؛ منها جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1404، ووسام الاستقلال من الدرجة الثالثة من الجمهورية التونسية عام 1966، ووسام الثقافة التونسية عام 1974م، ووافته المنية عام 1987، ودفن بمسقط رأسه بمقابر المعلاة في مكة المكرمة” .
الجدير بالذكر أن الشيخ عبدالمقصود خوجة رجل الأعمال المعروف وصاحب إثنينية خوجة؛ قد بادر قبل بضعة أشهر إلى تبنِّي مشروعٍ يستهدف جمع وإحياء التراث الأدبي للشاعر الكبير الراحل طاهر زمخشري “الماسة السمراء”، معلناً مبادرة منتدى الإثنينية بجمع وإعادة طباعة دواوين الزمخشري الشعرية، وجمع كافة أعمال الأديب الراحل الذي ربطته معه علاقة صداقة قوية؛ حيث كان الزمخشري صديقاً مقرباً لوالده الشيخ “محمد سعيد خوجة”؛ حيث عمل الراحل معه في أول مطبعة بالمملكة “المطبعة الأميرية” بمكة المكرمة ، وتعاون في مجال الأدب والثقافة والصحافة بدءاً بـالعمل بمطبعة أم القرى وما أصدرته من صحف ومطبوعات .
كما يذكر أن الشيخ عبدالمقصود خوجة هو أول من بادر بالعمل مع الزمخشري في أواخر أيام حياته على إعادة طباعة دواوينه التي أصدرها ونشرها في مجموعات؛ الأولى سميت “المجموعة الخضراء”؛ وهي: مجموعة دواوينه التي أصدرها في تونس الخضراء، والثانية “مجموعة النيل”؛ وهي: الدواوين التي أصدرها في مصر، والثالثة ” مجموعة الأرز”؛ وهي: الدواوين التي أصدرها في لبنان، وتوفي “الزمخشري” – رحمه الله – قبل 26 عاماً قبل أن يتم الانتهاء منها ولم تصدر حتى اليوم.
رابط المقال على صحيفة سبق الإلكترونية
-
“إثنينية خوجة” تتبنى مشروع جمع التراث الأدبي للأديب الراحل طاهر زمخشري
نشر هذا الخبر في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 2013/09/04م
صحيفة مكة – مروان السليمان
أكد الشيخ عبدالمقصود خوجه رجل الأعمال المعروف وصاحب إثنينية خوجة على تبنيه مشروعاً يستهدف جمع وإحياء التراث الأدبي للشاعر الكبير الراحل طاهر زمخشري “الماسة السمراء” حيث أعلن عن مبادرة منتدى الإثنينية بجمع وإعادة طباعة دواوين الزمخشري الشعرية وجمع كافة أعماله الأخرى. ونشرها ضمن مجموعة مطبوعات كاملة وتوزيعها وذلك ضمن إطار عمل الإثنينية الثقافي في جمع إرث المفكرين والأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية السعودية المعاصرة ، منوهاً بأن الشاعر الأديب الراحل والذي يحلو لأسماعنا بتلقيبه “بابا طاهر” يعتبر كنزاً أدبياً من حق أدبه وفكره وشعره أن يكون ضمن أعمال المملكة العربية السعودية الخالدة ولا بد من إبرازها وإعطائها ما تستحقه.
وجاءت مبادرة خوجة إثر لقاء جمعه مؤخراً مع الأستاذ محمد توفيق بلو حفيد طاهر زمخشري وأمين عام جمعية إبصار الخيرية ، أشار فيه خوجه إلى أن الأديب الراحل ربطته معه علاقة صداقة قوية حيث كان الزمخشري صديقاً مقرباً لوالده الشيخ “محمد سعيد خوجة” الذي عمل معه في أول مطبعه بالمملكة (المطبعة الأميرية) بمكة المكرمة. وتعاون في مجال الأدب والثقافة والصحافة بدءاً بـ العمل بمطبعة أم القرى وما أصدرته من صحف ومطبوعات.
من جهته ثمن محمد توفيق بلو هذه المبادرة الكريمة معتبرها بارقة أمل لما كان يطمح إليه ويحلم به هو وباقي أفراد أسرة الزمخشري وما يتمنونه من إطلاق مشروع لجمع تراث بابا طاهر والذي يتطلع والأسرة إليه بان يكون مشروعاً رائداً يليق بما كان يتطلع إليه رحمه الله بان توثق أعماله التي صدرت سابقاً و طباعة الأشعار التي لم تنشر من قبل والتي هي بحوزته، إضافة إلى إصدار مجموعات ديوانيه صغيرة تضم أشعاره الدينية الوطنية، الحماسية، والفنية، وكذلك جمع أحاديثه ولقاءاته التلفزيونية ونشرها في مواقع اليوتيوب وإعادة توزيع أهم وانجح الأغاني ومجلة الروضة، مشيراً إلى أنه قد بدء خطوة في العام 2005م لتوثيق أعمال “بابا طاهر” وذلك بتأليف أول كتاب يتناول سيرته الذاتية بعنوان ” الماسة السمراء – بابا طاهر – زمخشري القرن العشرين ” كجزء أول من مجموعة مكونة من 7 أجزاء كان يعتزم إصدارها تتناول (حياة وأنشطة الأديب الراحل “بابا طاهر”، أغاني بابا طاهر، رائد أدب الطفل، بابا طاهر ما بين الأثير والشاشة البيضاء، رحلاته ما بين بلاد الأرز وضفاف النيل والضلال الخضراء، أشعار بابا طاهر، دراسات نقدية لشعر بابا طاهر).
والجدير بالذكر إلى أن الشيخ عبد المقصود خوجة كان أول من بادر بالعمل مع بابا طاهر في أواخر أيام حياته على إعادة طباعة دواوينه التي أصدرها ونشرها في مجموعات الأولى سميت “المجموعة الخضراء” وهي مجموعة دواوينه التي أصدرها في تونس الخضراء، والثانية “مجموعة النيل” وهي الدواوين التي أصدرها في مصر، والثالثة ” مجموعة الأرز” وهي الدواوين التي أصدرها في لبنان وتوفى الزمخشري رحمه الله قبل أن يتم الانتهاء منها ولم تصدر حتى اليوم. وكانت هذه الخطوة مبادرة من سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة تكريما لبابا طاهر في آخر حياته كلمسه وفاء وعربون للصداقة التي امتدت بينهما طيلة حياته.
يذكر أن الأديب الراحل “طاهر عبد الرحمن زمخشري” من مواليد مكة المكرمة صنفه النقاد والباحثون بأنه أحد اهم الشعراء المكيون في العصر الحديث، وصنف كرائد للمدرسة الشعرية الحجازية التي اطلق عليها المدرسة الربيعية ، عملت على إحياء شعر الشاعر العربي عمر بن ابي ربيعه. وللزمخشري أعمال أدبية وفكرية وإعلامية مختلفة أثرت الأدب والفن في العالم العربي من المملكة العربية السعودية وحتى شمال إفريقيا. وغذى ضفاف النيل وساحات تونس الخضراء بأشعاره وأغانيه التي تغنى بها العديد من الفنانين العرب من اشهرهم هناء الصافي، هيام يونس وابتسام لطفي ومحمد عبده وطارق عبد الحكيم وطلال مداح والفنانة التونسية عايدة بوخريص وغيرهم ممن رحلوا رحمهم الله، عدا نشاطاته الأخرى في مجال الإعلام والصحافة بدء بمساهمته في تأسيس الإذاعة السعودية وما سبقها من صحف ومجلات لازال بعضها يصدر إلى يومنا هذا مما جعله يستحق لقب “زمخشري القرن العشرين” للتمييز ما بينه وما بين أبو القاسم محمود الزمخشري فيلسوف وأديب مكة في عصره.
رابط الخبر على صحيفة مكة الإلكترونية
-
منشد إبصار المثنى بديوي في ذمة الله في بلاد العم سام
وتواري حلمه بإنشاد قصائد الأديب طاهر زمخشري
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2020/09/01م
فجعت بنبأ وفاء الزميل والصديق المنشد ذو الإعاقة البصرية المثنى بن خالد بن أحمد بديوي الذي وافته المنية يوم الخميس 27/08/2020م – 08/01/1442هـ بمدينة توليدو بولاية أوهايو الأمريكية في الثلاثينيات من عمره إثر نزيف مفاجئ بالقولون حيث كان يعاني من التهاب القولون التقرحي.
والفقيد ربطتني به علاقة منذ العام 2002م إبان انطلاقة مشروع جمعية إبصار وهو في المرحلة المتوسطة حينما كان من أوائل الملتحقين بدورات الحاسب الآلي للمكفوفين واستخدام المكبر الإلكتروني، وقد لفت انتباهي بحفظه لكتاب الله في مرحلة مبكرة من عمره وعذوبة وحلاوة صوته في القراءة والإنشاد، فأصبحت أدعوه لقراءة القرآن في إفتتاح مناسبات إبصار وتقديم وصلات وابتهالات انشاديه، وتشجيعه على تطوير أداءه الإنشادي إلى أن أصبح أحد المنشدين على مستوى الخليج العربي وأحيا عدداً من الحفلات في السعودية والبحرين والإمارات، ودشنت له الجمعية أولى ألبوماته في العام 2008م ضمن فعاليات “فنون وإبداعات المعوقين بصرياً” بالغرفة التجارية الصناعية بجدة. وكانت أخر مشاركاته مع الجمعية في محرم 1436هـ في حفل جمعية إبصار بمناسبة مرور عشرة سنوات على تأسيسها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بفندق الهيلتون بجدة.
وعلى مدى السنين استمر تواصلنا وكان أخر عهدي به محادثة صوتية عبر برنامج الوتساب في 15 يوليو 2020م بعد وصوله إلى مدينة لوس انجلس بالولايات المتحدة الأمريكية لبدء دراسة الدكتوراة قال فيها “السلام عليكم يا أبو سندس اسعد الله أوقاتك بكل خير ويا رب تكون في أتم صحة وعافية أنا يا سيدي حبيت أبشرك أنه جاني قبول للدكتوراة في أمريكا في ولاية مسيسبي وإن شاء الله نبدأ في أغسطس القادم فدعواتك يا حبيب، أنت من الناس اللي حريصين أنه إحنا نكون معاهم ونتواصل معاهم ونبشرهم بالأخبار الطيبة والله يفتح علينا وعليك ويبارك في وقتك ومجهودك بالأشياء اللي شغال عليها مؤخراً بارك الله فيك تحياتي لك.. فأنت تستاهل كل خير، فأنتم أصحاب فضل بعد الله سبحانه عز وجل إنه كنتم داعمين من البداية من دخولنا للإعلام وأثناء دراستنا للماجستير فلكم حق وواجب أنه نشارككم هذي المشاعر الله يبارك فيك ويحفظك،.. أما عن نشاطي الفني والإعلامي الواحد الآن ما يبغا يشتت نفسه في أكثر من حاجة أحاول اسلي نفسي فنياً على منصات التواصل الإجتماعي قدر الإمكان، استنا اني بس استقر وأبدأ بالإنتاج الفكري والإعلامي إذا ربنا أكرمنا بالوقت والأفكار اللي تستحق أنها تظهر ربنا يسهل، كذلك الجزئية الفنية بأحاول حتى لو إني تواجدت في السعودية أو إني خلاص استقرت أموري وعرفت موضوع الاستديوهات والتعامل مع برامج الصوت نحاول نشد حيلنا ونطلع بعض الأعمال إذا ربي يسر وبرضه نطور نفسنا في العود، انا العود ماخذه شي جانبي أو مساعد لا أقل ولا أكثر فما اعطيته وقت بصراحة لا الفترة الماضية ولا أظن الفترة المقبلة لكن هو فقط حيصير فيه تطور من باب أنه الواحد عنده هذي المهارة وربنا إن شاء الله ييسر الأمور، ومافي حالياً أي ارتباط بعمل، طلعت على برنامج الابتعاث حق خادم الحرمين تبع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعطوهم مقاعد وابتعثت عن طريق المركز نفس حكاية الماجستير وربنا يسهل إن شاء الله دعواتك يا بو سندس واشكرك على مشاعرك الطيبة ودعواتك الله يبارك فيك”.
كانت تلك مقتطفات من محادثة طويلة ختمتها بالاقتراح على الأخ المثنى اغتنام فرصة التواجد في أمريكا والالتحاق بأحد معاهد الموسيقى إلى جانب الجامعة ليتعلم عزف البوقيات واله البيانو والهارموني كي نبت في العمل الذي كنا نتطلع إليه منذ زمن بإعادة إنتاج القصائد الدينية التي كتبها الأديب طاهر زمخشري (رباه، النفس المؤمنة، إلهي…الخ) بنموذج عصري حديث، وقد كنت على قناعة أن المثنى رحمه الله كان صاحب موهبة فنية ويستطيع أن ينجح في تقديم تلك الأناشيد والابتهالات بأسلوبه كما نجح من قبله الفنانين الذين أدوها مثل سعيد أبو خشبة طارق عبد الحكيم، عباس البليدي، الشيخ محمد الفيومي، مها الجابري رحمهم الله بالإضافة إلى محمد عبده وعلي عبد الكريم، فهو موهوب فنيناً ومتفوق علمياً وملتزم دينياً حيث دأب على إمامة المصلين في صلاة التراويح بجامع حيه بالصفا بجدة، واشتهر كأحد المنشدين في الساحة الخليجية وكان أول طالب معاق بصرياً يحصل على بكالوريوس تخصص العلاقات العامة والاتصال الجماهيري من جامعة الملك عبد العزيز ودرجة الماجستير في إدارة الاتصالات من جامعة وبستر بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية في العام ٢٠١٦م.
ومن باب اذكروا محاسن موتاكم وجدت أنه المناسب أن اغتنم هذه الفرصة لأنشر هذه السطور المضيئة التي خصني بها برسالة في 07/03/2016م بعدما قدم محاضرة علمية ضمن ورقة بحثية في جامعة ويبستر بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية إبان دراسته للماجستير بعنوان “نشاط العلاقات العامة في جمعية إبصار الخيرية” ركزت على تقديم نبذة عن الجمعية وأهدافها ورسالتها ورؤيتها ونشاط وأهداف العلاقات العامة في الجمعية وأصحاب القرار فيها، والفئة التي تستهدفها والأنماط التي تتفاعل من خلالها الجمعية مع الإعلام والمصادر المالية لها والكادر البشري العامل فيها.
وقال لي أنه اختار موضوع الجمعية لكتابة هذه الورقة البحثية كونها أحد النماذج المميزة والفاعلة في مجال خدمة العوق البصري في المملكة العربية السعودية، كما أن إنجازاتها الكبيرة التي استطاعت تحقيقها على مدى أكثر من عشر سنوات وإسهاماتها في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمعاقين بصريا كان لها أثرها على المعاقين بصريا وعلى المجتمع، وقد هدفت في بحثي إلى معرفة أهم نقاط القوة والضعف فيما يتعلق بنشاط العلاقات العامة بالجمعية، بالإضافة إلى معرفة آليات الجمعية في طرح قضاياها في الإعلام، وقد خلص بحثي إلى نتائج إيجابية عن الجمعية وأظهر أنها تمتلك رؤيا واضحة ساعدتها على تحقيق الكثير من الإنجازات، كما أنها متفاعلة بشكل دائم مع الإعلام وتطرح قضاياها فيه بكل شفافية، وارتفاع مستوى الوعي لدى المعاق بصريا والمجتمع يؤكد وصول رسالة الجمعية وأن برامجها تسير في المسار الصحيح، وأن أهم السلبيات التي لابد على الجمعية تفاديها أن أهداف الجمعية العامة وأهداف العلاقات العامة متداخلة وتحتاج لإعادة توصيف وصياغة والهيكلة الإدارية لم تبنى على أساس عامل الخبرة مما أدى إلى وقوع الجمعية في بعض المشكلات ومواجهة الكثير من الصعوبات أثناء مسيرتها، ودور العلاقات العامة غير مفعل بالشكل الصحيح مما يؤدي إلى محدودية نشاطاتها. وقد أثنت أستاذة مادة العلاقات العامة بالجامعة المشرفة على الورقة البحثية الاستاذة Crystal Adkisson وأبدت إعجابها بما عرفت عن الجمعية.
وحقيقة إن التحاقي بقسم الإعلام لم يكن مصادفة بل كان عن رغبة وحب في هذا المجال، حيث راودتني الفكرة بعد إنهائي دراسة السنة الأولى في الجامعة. فقمت بالتقديم على قسم الإعلام وبفضل الله كان معدلي يتيح لي الالتحاق بالقسم، بعد أن كانت رغبتي الأساسية دراسة تخصص الإذاعة والتلفزيون وبحكم المعوقات والصعوبات التي ستواجهني أثناء دراسة هذا التخصص وجهني الدكتور عاطف نصيف الأستاذ في قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بأن أدرس تخصص العلاقات العامة كونه يركز على الجانب النظري أكثر من التطبيقي، كما كان لدعم الأستاذ رائد السمهوري الذي كان إمام الجامع المجاور لمنزلي آنذاك، بالإضافة إلى بعض الأساتذة والزملاء دور كبير في تشجيعي لألتحق بقسم الإعلام.
المثنى بديوي رحمه الله أثناء مشاركته في فعاليات فنون وإبداعات المعوقين بصريًا بالغرفة التجارية الصناعية بجدة 2008م وقال إنني أتطلع إلى إكمال دراساتي العليا في مجال الإعلام والعلاقات العامة والحصول على الدكتوراة في إحدى الجامعات الأمريكية والالتحاق بإحدى الجامعات للتدريس فيها بعد إتمام الدراسة بإذن الله، والاستمرار في هوياتي الفنية التي أعشقها وهي الإنشاد الذي بدأته منذ عدة سنوات بتشجيع من أصدقائي وجمعية وإبصار بصفة عامة ومنكم بصفة خاصة بنصيحتكم لي الاستفادة من تواجدي في الولايات المتحدة الأمريكية لتعلم دروس النوتة الموسيقية والأوبرا لتطوير أدائي الإنشادي لاسيما وأنني بدأت أحيي بعض حفلات الإنشاد الديني في عدد من المراكز الإسلامية بأمريكا وأطمح لأتخصص أكثر في مجال التلحين لحبي وشغفي به، والتعاون معكم لتنفيذ بعض قصائد الراحل طاهر زمخشري رحمه الله في قالب غنائي جديد بعد عودتي من أمريكا في الصيف القادم إن شاء الله.
ولا أخفيكم أنني استفدت كثيراً من تجربتكم مع الإعاقة البصرية فهي من التجارب الملهمة التي بثت في روح الإصرار والطموح. ففقد نعمة البصر ليس أمرا سهلا على شخص كان يمارس حياته بشكل طبيعي إلا أنكم استطعتم أن تحولوا هذا الألم إلى أمل وحققتم لنفسكم وللمعاقين بصريا ما لم يتوقع أن يتحقق يوما من الأيام. فلولا الله ثم أنتم لما عرفنا جمعية إبصار وهذا يكفينا فخراً.
وهكذا غيب الموت المثنى بديوي رحمه الله بعد أن حقق جزء من حلمه بالوصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراة من جامعة «بولينغ غرين ستيت owling Green state university» بمدينة توليدو بولاية أوهايو ولكن القدر كان أسرع بوفاته المفاجئة في بلاد العم سام، ولا يزال جثمانه بإنتظار العودة إلى أرض الوطن لتوقف الرحلات الدولية بسبب جائحة كورونا.
فاسأل الله أن يغفر له ويتغمده بواسع رحمته ويأجر ذويه وينعم عليهم بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رابط القال على صحيفة غرب الإخبارية
الرئيسية
عدد المشاهدات 1٬010