-
«عدنان البار» ودوره في مجتمعه
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/11/27م/2019م
انتقل الى رحمة الله صباح الأربعاء 2019/11/27م – 1441/03/30هـ البرفسور عدنان بن أحمد البار عضو مجلس الشورى أستاذ واستشاري طب الأسرة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية زمزم ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة سابقا عضو مؤسسة جمعية إبصار الخيرية وذلك إثر وعكة صحية ألمت به رحمه الله.
ومن باب اذكروا محاسن موتاكم فقد عرفته – رحمه الله – محباً للعمل الاجتماعي والإنساني سباقاً للعمل الخيري بحكم تخصصه كطبيب أسرة أولاً وطبيعته الإنسانية.
كما تابعت دوره في إعداد فكرة وتأسيس جمعية زمزم الخيرية كذلك التمست مدى عمق حبه للعمل الخيري والإنساني إبان رئاسته لمجموعة الجمعيات الصحية والتوعوية لإغاثة متضرري سيول جدة في العام 1432هـ التي كنت ضمن أعضائها وشهدت كيف كان يشرف ميدانياً على إغاثة المتضررين من السيول عدا ألوف الحالات التي تكفل أو أشرف على علاجها من خلال جمعية زمزم الخيرية وبرنامجها للعلاج الخيري الذي تعاونت فيه مع برنامج جمعية إبصار لمكافحة العمى الممكن تفاديه، فاسأل الله ان يغفر له وتغمده بواسع رحمته ويأجر ذويه وينعم عليهم بالصبر والسلوان وإن لله وإنا إليه راجعون.
فقد التقيت به للمرة الأولى في يوليو 2001م إبان عمله مديراً عاماً للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة حينما قدمت إليه مقترحي بإنشاء مركز لخدمة المعوقين بصرياً بجدة، فأحسن استقبالي ورحب بالفكرة وأصبح من ضمن الرباعي الذين تبنوا فكرة إنشاء المركز الذي تأسس لاحقاً باسم جمعية إبصار الخيرية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – وهم كلا من معالي الدكتور أحمد محمد مدني «رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية سابقاً»، سعادة الدكتور عاكف المغربي «رئيس مجموعة مستشفيات ومراكز مغربي»، الدكتور عصام قدس – رحمه الله – «مدير مستشفى العيون بجدة»، وكنت شاهداً على الدور الأساسي الذي لعبه في بلورة فكرة الجمعية منذ تقديمها وحتى إعلان تأسيسها في 04/11/2003م – 24/09/1424هـ.
يذكر أن أ.د عدنان البار من مواليد العام 1958م بمكة المكرمة وحصل على الزمالة البريطانية في الصحة العامة من كلية أطباء الصحة العامة بالكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة، زمالة طب الأسرة من جامعة الملك فيصل عام 1407هـ، بكالوريوس الطب والعلوم الطبية من جامعة الملك فيصل عام 1402هـ، وشغل عدة مناصب إدارية وأكاديمية منها عضوية مجلس الشورى منذ العام 1434هـ، أستاذ واستشاري طب الأسرة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية والخيرية بمنطقة مكة المكرمة، رئيس المجلس العلمي لطب الأسرة والمجتمع بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، وترأس مجالس إدارة كل من مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة والطائف والملك فهد بجدة «1422-1425هـ»، كما عمل مستشار لمنظمة الصحة العالمية في مجالات التخصص، بالإضافة إلى عضويته في العديد من اللجان الحكومية التخصصية منها عضو مجلس منطقة مكة المكرمة «1420-1425هـ»، وعضو لجنة الحج المركزية بإمارة منطقة مكة المكرمة «1420-1425هـ»، عضو مجلس أمناء جائزة مكة المكرمة «برئاسة سمو أمير المنطقة» في دورتها الأولى.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
الالتقاء بأول من لقبني مؤلفاً
كتبت هذا المقال ونشر في صحيفة غرب الإخبارية بتاريخ 2019/11/20م
جمعتني الصدفة في خريف العام 1996م بالالتقاء والتعرف على الأديب والكاتب الراحل محمد صادق دياب الذي تعاطف مع قضيتي مع فقدان البصر والعمل آنذاك فبادر بتناولها في برنامجه ((من السعودية مع التحية)) الذي كان يعده لقناة ART عبر فقرة حاورني فيها مقدم البرنامج الإعلامي المخضرم عدنان صعيدي، وكانت المرة الأولى التي أظهر فيها على شاشة تلفزيونية، وعلى إثر الحوار الذي دار بيننا قبل التسجيل فوجئت به يقدمني للمشاهدين على أنني كاتب ومؤلف بعد أن علم أنني أحلم أن أكتب كتاب عن جدي الأديب الراحل طاهر زمخشري بعنوان ((بابا طاهر حكايات وذكريات)) ويومها لم أكن قد كتبت حتى صفحة واحدة، وعقب الحلقة عقدت العزم في قرارة نفسي بأن أصبح مؤلفاً حتى لا أخذله وانطلقت شاقاً طريقي مع التأليف، ولم تجمعني الفرصة للالتقاء به ثانية.
وبينما كنت أوقع على نسخ الضيوف في حفل تدشين كتابي ((حصاد الظلام)) ليلة البارحة فوجئت بصوت يسألني قائلاً ((هل عرفتني، أتذكر التقينا قبل نحو 20 سنة))، فصمت لوهلة مسترجعاً ذاكرتي ثم أجبته بالتأكيد! تذكرتك وتقديمك لي في أول إطلالة تلفزيونية لي على أنني كاتب ومؤلف ولم أكن حينها قد ألفت سطراً واحداً، فتبادلنا الحديث والصور التذكارية وتوادعنا على أمل الالتقاء مرة أخرى، وفوجئت بمنشوره على حسابه في الفيس بوك الذي أرسله لي صباح اليوم، ولجمال معناه وما فيه من وفاء ومشاعر صادقة أحببت أن أشارككم اياه كما نشره:
((كان من حسن حظي أثناء حياتي العملية مذيعا في الإذاعة السعودية ومتعاونا مع صحيفة البلاد تعرفي على كثير من الشخصيات التي تكبرني سنا ومقاما وعلما وفضلا وثقافة وادبا في مختلف المجالات، وهو لا شك رصيد كبير من المعرفة والتجربة استفدت واستفيد منه حتى الآن، فلقد كان لكل شخصية ما يميزها عن الأخرى بل انك تجد من صفاتهم او انتاجهم ما يكون سببا في تميزهم فضلا عن تميز شخصياتهم بصفة عامة.
من تلك الشخصيات أحد رواد أدب الأطفال في المملكة العربية السعودية الشاعر الكبير طاهر عبد الرحمن زمخشري ( بابا طاهر) . . نعم هو شاعر كبير وله عدد من الدواوين لكن ابتهال رباه الذي تغنى به الفنان سعيد أبو خشبة وأغنية المروتين التي غناها الفنان طارق عبد الحكيم ميزتا الشاعر طاهر زمخشري لدى كثير من عامة الناس، وكان طاهر زمخشري من أوائل من عملوا بالإذاعة السعودية لكن اهتمامه ببرامج الأطفال ميزه لدي المجتمع الذي أصبح ابناؤهم الصغار المشاركون في برنامج ركن الأطفال أو المستمعون إليه رجالا بارزين في المجتمع، وكان طاهر زمخشري اديبا لكن مجلة الروضة التي أصدرها خاصة بالأطفال ميزته في عالم الأدب، وكان طاهر زمخشري ككثير من الأدباء تربطه علاقة طيبة مع الوسط الفني وتغنى اشعاره وما يكتبه خصيصا للغناء لكن تلحينه لأغنية ( جيب القول ) بإسم رياض صالح ـــ كما أعلن ذلك أستاذنا الدكتور بدركريم يرحمه الله في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه ـــ، ومساندته للفنان محمد عبده ثم تقديمه الفنانة التونسية عايدة بوخريص أيضا ميزه عن اقرانه من الأدباء.
غير أن أكثر ما لفت نظري في شخصية الأستاذ طاهر زمخشري هو تفاؤله الدائم وسخريته ونبرة السعادة التي كنت أشعر بها حين يتحدث حتى وإن كان الحديث عن معاناته، ولم اسمع له يوما عبارات تأفف او تبرم يقول في احدى قصائده:
حسبي من الحب اني بالوفاء له
امشي واحمل جرحا ليس يلتئم
وما شكوت لأني ان ظلمت فكم
قبلي من الناس في شرع الهوى ظلمواحتى عندما وقف خطيبا بعد تسلمه جائزة الدولة التقديرية سخر ــ بطريقة غير مباشرة ــ ممن استخفوا به يوما بسبب لونه فقال : ( انا طاهر زمخشري المعروف كما قيل عني كومة من الفحم سوداء تلبس ثيابا بيضاء تقول شعرا قصائده حمراء وخضراء وصفراء . . فمن قصائدي البيضاء ان اغني للحب وان اغني للوفاء ) فميزته هذه الكلمات عن بقية المكرمين في ذات الحفل.
يقول في إحدى قصائده:أبكي وأضحك والحالات واحدة
أطوي عليها فؤاداً شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة
فالدمع من زحمة الآلام يبتسمنعم كان ارتجاج صوته بسبب كبر سنه ومرضه يشعر سامعيه بألم لكن من بين كل ذلك الارتجاج في الصوت تسمع ضحكته وتندره على معاناته، وكما يقال: ( الشيء بالشيء يذكر ) وفي العامية ( الكلام يجر بعضو ) فقد حدث أن الدكتور عمر يحي ــ وكان مديراً لتحرير مجلة اقرأ ــ قال لي ذات يوم وأنا ازوره في مكتبه : ( اريد ان اكتب عن بابا طاهر غير الذي تكتبه الصحافة عنه الان ــ كانت المناسبة تسلمه جائزة الدولة التقديرية او ربما وفاته ــ ) فقلت للدكتور عمر : ( استمع إلى تسجيل لحفل تكريم بابا طاهر في اثنينية الخوجه . . سوف تجد في صوته الفرح والامل).
استحضرت بابا طاهر مساء أمس الأثنين عند حضوري حفل توقيع الطبعة الثانية لكتاب (حصاد الظلام) لمؤلفه الكاتب الأستاذ محمد توفيق بلو في مقهى ( ديجون ) بكورنيش جدة، ومحمد توفيق بلو هو ابن سميرة ابنة الشاعر الكبير طاهر زمخشري الذي أثر كثيرا في حياة ابن ابنته حيث كان يرعاه واخوته بعد ممات والدهم يرحمه الله.
شعرت بنفس الروح الجميلة لبابا طاهر وانا اتحدث مع الأستاذ محمد توفيق بلو واستعيد معه لقائي التلفزيوني به قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما في شبكة راديو وتلفزيون العرب ــ وكان حينها قد وصل إلى المرحلة قبل النهائية لفقد بصره تماما ــ . . لقد زرع الأستاذ طاهر زمخشري الأمل والتفاؤل في نفس ابن ابنته الذي فقد بصره بسبب مرض وراثي فحول مصيبته إلى نجاح يشار إليه بالبنان خاصة وهو يحتل اليوم مكانة مرموقة ومؤثرة في مجتمع كفيفي البصر، حتى سخرية بابا طاهر انتقلت لمحمد توفيق . . فعندما حرصت على توقيعه على نسخة الكتاب قال: ( تصدق . . هذه أول مرة اشوف الكتاب بعد أن كتبته ).
كتاب ( حصاد الظلام ) اشتمل على خمسة فصول وكل فصل به عدة أبواب يروي من خلالها المؤلف قصة واقعية مثيرة ــ كما يقول الناشر ــ عن تجربته مع فقدان البصر أثناء عمله مضيفا جويا، وانعكاسات ذلك على حياته الأسرية والمهنية، التي قادته لطرح فكرة نالت على اثرها الخطوط السعودية إحدى أهم جوائزها العالمية، ويروي كذلك رحلاته إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي قادته لطرح رؤية عالمية للتعامل مع الإعاقة البصرية .
الكتاب يقع في (355) صفحة وصدر عن دار سيبوهيه للطباعة والنشر والتوزيع ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: (وقد يمر الإنسان ببعض المحن حين يفقد إحدى حواسه، فالعاقل من يأخذ من محنته وشدته دافعا لنجاحه وتفوقه بكل صدق وواقعية، ليكون ما حدث له حافزا لكل من نزلت به نازلة، كي يقاوم ما ألم به من محن في حياته اليومية، وهذا ما اوصلني إلى أن قدمت لعالم خدمة الطيران والمعوقين بصريا أفكارا وبرامج تعتبر فريدة من نوعها.
أخي الأستاذ محمد توفيق بلو ابارك لك صدور الطبعة الثانية من هذا الكتاب واقدر كثيراً كل مجهوداتك وقدراتك . . لكني أظل معجبا جدا بتفاؤلك وهذا الأمل الذي ارجو أن يكون قائدنا في هذه الحياة لتحقيق كل إنجاز.
جدة / الثلاثاء 19 نوفمبر 2019م ــ 22 ربيع الأول 1441هـ))رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
المسح البصري بين التجربة الهندية وحملة إبصار الوطنية
نشر هذا المقال في صحيفة غرب الإخبارية بتاريخ 2019/11/03م
أحزنني ما قرأته في الملخص الذي وصلني من باحث الدكتوراه بجامعة ليفربول واخصائي أول بالبصريات وضعف الإبصار في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجده الزميل «هاني الرحيلي» عن نتائج المسح البصري في الهند الوارد في «تقرير العالم عن البصر» الصادر عن منظمة الصحة العالمية «أكتوبر 2019م»، وكيف أننا أهدرنا فرصة للريادة العالمية في مجال المسح البصري للأطفال وحماية آلاف الأطفال في مجتمعنا من الإصابة بالإعاقة البصرية الممكن تفاديها.
فلقد أشاد التقرير بالتجربة الهندية في برنامج المسح البصري للمدارس خلال عامي 2016-2017م الذي نفذه البرنامج الوطني لمكافحة العمى بالهند وتبنته وزارة الصحة ورعاية الأسرة بالتعاون مع مؤسسة Sightsavers الخيرية المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في مكافحة العمى، بمنهجية اعتمد على تنفيذ حملات توعوية بالمدارس وتدريب المعلمين على المسح البصري بالطرق التقليدية باختبار الأطفال على مدى قدرتهم من معرفة اتجاه الأحرف على لوحة اختبار النظر من مسافة 6 أمتار، وإحالة الحالات التي لم تتجاوز الاختبار إلى عيادات عيون للعلاج، وتم تدريب 130,000 معلم بمعدل 5 ساعات لكل مدرسة اتموا بعدها فحص 32 مليون طالب على مدى عامين دراسيين (2016م-2017م)
بينما نفذت جمعية إبصار حملة مسح بصري في العام 2015م كانت الأولى من نوعها في العالم باستخدام أحدث تقنية للمسح البصري (برنامج EyeSpy) عملت على إدارتها برعاية برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) وشراكة وزارة التعليم، الصحة، التنمية الاجتماعية، اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، اللجنة الوطنية للطفولة، قسم طب وجراحة العيون بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، ودعم عدد من المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص تم خلالها إنتاج أفلام وتنظيم حملات توعوية بالحملة وتدريب 560 فاحص متطوع بمعدل (2) ساعتين للمجموعة الواحدة، وفحص 21,427 طفل في 64 مدرسة على مدى 8 أسابيع عمل بـ 15 فاحص في اليوم الواحد، وإحالة حالات الأطفال الذين كانوا بحاجة إلى علاج لعيادات عيون مستشفيات مغربي للعلاج مجاناً وصرف نظارات طبية للمحتاجين منهم، وللأسف توقفت تلك الحملة قبل استكمال مراحلها التي كانت تهدف إلى تغطية باقي مدن المملكة الرئيسية وعواصم دول مجلس التعاون على الرغم مما مثلته من أهمية لصحة عيون الأطفال العنصر الرئيسي للتحصيل التعليمي، فوفق تقرير مجموعة عمل صحة العين المدرسية « 2018م» التابعة للوكالة الدولية لمكافحة لعمى إن الرؤية الجيدة أمر بالغ الأهمية لقدرة الطفل على المشاركة والاستفادة من الخبرات التعليمية، ولهذا فإن تحسين رؤية أطفال المدارس يسهم في تحسين الوضع التعليمي، ويزيد قدرة الأطفال على التعلم بشكل كبير، وتتراوح عواقب التقاعس في اكتشاف مشاكل صحة العين إلى ما هو أبعد من الرؤية حيث تؤثر على التعليم والمشاركة الاجتماعية والإنتاجية الاقتصادية المستقبلية.
وما يدق ناقوس الخطر وفق تقرير منظمة الصحة العالمية عن البصر «أكتوبر 2019» هو ما تضمنته المراجعة المنهجية الحديثة والتحليل البُعدي لانتشار قصر النظر ومدى تأثيره وتوزيعه وحجمه لدى الأطفال من خلال 164 دراسة منفصلة، من 42 دولة حيث تفيد التوقعات العالمية بزيادة الاخطاء الانكسارية، فبحلول عام 2050 سيعاني نصف سكان العالم من قصر النظر وفقا لمؤسسة هولدن وآخرون، ومن المحتمل أن يكون أكبر قضية صحية عامة قادمة، وتعد الأخطاء الانكسارية غير المصححة المسبب الرئيسي لضعف النظر الذي يؤثر على أنشطة الحياة اليومية للطفل، والتحرك، والقراءة، والعمل الدقيق، مما ينعكس على التعليم والتنمية الشخصية والإنتاجية الاقتصادية اذ يخسر الاقتصاد العالمي 202 مليار دولار من الإنتاجية كل عام بسبب ضعف النظر غير المصحح، وهذا أكثر من إجمالي الناتج المحلي في ستين دولة مجتمعة.وبالعودة إلى التجربة الهندية، فلو نفذت بالطريقة التي نفذت بها حملة إبصار باستخدام ببرنامج EyeSpy الذي يستطيع بحد أقصى فحص مليون طفل في الأسبوع، كان بالإمكان تدريب 5000 فاحص بدلاً من 130,000، للقيام بفحص 32 مليون طفل خلال 32 أسبوع دراسي فقط بدلاً من عامين دراسيين، مع الحصول على نتائج دقيقة للفحص مماثلة لنتائج جهاز المعيار الذهبي (golden standard device) لتقييم الرؤية الذي يستخدمه اختصاصي البصريات في العيادة، وحفظ البيانات على خوادم سحابية واستخراجها في تقارير من قبل أصحاب الصلاحية في أي وقت ومن أي مكان، بدلاً الفحص بالطريقة التقليدية التي تستلزم عدد بشري هائل وضِعف مدة التدريب، واحتمالية الخطأ البشري خصوصاً في حالة عدم التخصص، إضافة إلى صعوبة حفظ البيانات الورقية والرجوع إليها.
وبحكم اطلاعي على حجم مشاكل الإبصار عند الأطفال في المدارس من واقع تجربتي مع حملة إبصار الوطنية، وما ذكرته تقارير منظمة الصحة العالمية بأن في كل دقيقة يصاب طفل بالعمى حول العالم، وما يقارب نصف مليون طفل يفقدون أبصارهم سنويا، وأن نحو 1.4 مليون طفل مصابين بالعمى الذي لم يعد بالإمكان علاجه، وأن عدد الأطفال دون الخامسة عشرة الذين يعانون من ضعف بصر حول العالم يقدر بـ 19 مليون طفل، وأن 80% من حالات العمى وحالات الضعف الشديد في البصر في شتى أنحاء العالم كان بالإمكان تفاديها عبر تفعيل سبل الوقاية أو الأخذ بأسباب العلاج، فقد بادرت في العام الماضي بإعداد مقترح مشروع وطني للمسح البصري يتضمن خطة مرحلية لتنفيذ هذه المبادرة تبدأ بمرحلة تجريبية يتم خلالها تدريب 40 فاحص متطوع لفحص 56000 طفل بالمرحلة الابتدائية بمحافظة جدة باستخدام برنامج آي سباي (EyeSpy) خلال 21 أسبوع دارسي وإحالة الأطفال الذين بحاجة إلى علاج لعيادات العيون، سعياً مني لمواكبة برنامج التحول الوطني في القطاع الصحي المتعلق برفع جودة الرعاية الصحية في المملكة، وتحقيق مبادرة الرؤية 2020 الحق في الابصار للجميع لاكتشاف حالات أمراض العيون المسببة للإعاقة البصرية وعلاجها قبل حدوثها، وجعل فحوصات الاكتشاف المبكر في المدارس إجراء دوري للحد من أمراض العيون المؤدية للعمى الممكن تفاديه بين الأطفال، وإعداد قاعدة بيانات بأمراض عيون الأطفال وديمغرافيتها.
وللأسف بقي ذلك المقترح حتى الآن حبيس أدراج الجهات التي قدم لها، واستمرت حملات المسح البصري في المدارس تنفذ بالطريقة التقليدية رغم ما يشوبها من عيوب، في ظل تزايد حالات أمراض العيون المؤدية للإعاقة البصرية بين الأطفال يوماً بعد يوم بسبب تأخر اكتشافها.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
كتاب «تاريخ جدة» لـ باناجه يسد فراغ المكتبة العربية عن تاريخها
نشر هذا المقال في صحيفة غرب الإخبارية في 2019/10/21م
جدة المكان.. جدة الناس.. جدة التاريخ من مقدمة كتاب «تاريخ جدة من أقدم العصور حتى نهاية العهد العثماني» لمؤلفه معالي الدكتور عبد الإله بن عبد العزيز باناجه – رحمه الله – الذي صدرت طبعته الأولى عام 1436ه-2015م وجاءت في 502 صفحة من القطع الكبير 17×24سم، على أمل أن يسد فراغاً في المكتبة العربية عن تاريخ جدة.
«لقد حبت الأقدار جدة موقعاً حيوياً، لا تنافسها فيه أي مدينة أخرى، فهي أقرب الموانئ لمكة المكرمة وهو ما أعطى جدة المكان خصوصية متفردة، فكانت مرفأ لضيوف الرحمن، ومورداً للتجارة والمنافع من شتى البقاع…مما جعل جدة قبلة للتجار من مشارق الأرض ومغاربها. وقد كان لموقع جدة دوره الفعال في إبراز أهميتها، فضلاً عن موقعها البحري المميز، فقد كانت ملتقى لكثير من الطرق التجارية البرية بين الشمال والجنوب… فمن أراد السيطرة والتحكم في الجزيرة العربية والحجاز عليه السيطرة والتحكم أولاً على جدة… تعد جدة البوتقة التي انصهرت فيها الكثير من الحضارات والثقافات العلمية نظراً لطبيعة موقعها وأهميتها وبوصفها مقصداً ومرفأ رئيساً تأتي إليه الوفود التجارية والدينية من شتى بقاع الأرض، ومنهم من يستقر بها ويفضل البقاء سواء أكان ذلك لأغراض دينية بالقرب من الحرمين الشريفين، أم لأغراض اقتصادية وتجارية… أما جدة التاريخ.. فهي مسيرة طويلة منذ نشأتها في قديم الزمان، مروراً بعصور عديدة، أفرزت عدة حوادث وشخصيات ورموز ودلالات، وصولاً إلى العصر الحالي».
هذا من أهم ما خلص إليه المؤلف في مقدمته للكتاب الذي تناول تاريخ جدة في قسمين:
القسم الأول: موزع على أربعة فصول
الفصل الأول «تاريخ جدة من أقدم العصور حتى نهاية العصر المملوكي» تناول تعريف جدة وموقعها الجغرافي، وبحث في نشأتها وبداية وجودها، من خلال مناقشة الآراء المختلفة التي وردت في ذلك منذ أقدم العصور.
الفصل الثاني «تاريخ جدة منذ عصر ظهور الإسلام حتى نهاية العصر الأيوبي» تناول تاريخ جدة عبر العصور الإسلامية المتتالية منذ عهد البعثة النبوية المشرفة، وعهد الخلفاء الراشدين، ثم الحوادث التي مرت بها في العصر الأموي والعصر العباسي، وصولاً إلى العصر الأيوبي.
الفصل الثالث «جدة في العصر المملوكي» وتناول تاريخ جدة خلال العصر المملوكي والصراعات الداخلية بمكة المكرمة وأثرها على مكة وجدة، منها الاضطرابات التي حدثت بين أبناء أبي نُمَي، والشريف سند ضد أخيه عجلان، وتمرد الشريف كبيش بن عجلان ضد عدنان بن مغامس.
الفصل الرابع «نظم الإدارة بجدة في العصر المملوكي» وتناول نواب جدة المعينين من قبل شريف مكة، والمعينين من قبل الدولة المملوكية، مع بيان قضاة جدة المعينين بدء بالقاضي موسى بن حسن بن موسى عبد الصمد الشيباني نهاية بالقاضي محب الدين بن أبي السعادات.
واختتم هذا القسم بالحديث عن الغزو البرتغالي لجدة الذي تصدى له النائب حسين كردي الذي بنى سور جدة حماية لها من تكرار الهجمات عليها.أما القسم الثاني: فتناول تاريخ جدة في العصر العثماني الذي شهد كثيراً من الصراعات من أجل السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الفريد وبوصفها الميناء الأهم والأخطر على البحر الأحمر، وبوصفها المدخل البحري إلى مكة المكرمة وبلاد الحجاز بعد ذلك، وعلاقة مصر بأمراء جدة خلال العهد العثماني، وميناءها والحركة التجارية، والحامية العسكرية في تلك الفترة، ونابليون والشريف غالب وجدة، ثم تناول حال جدة إبان الحرب العالمية الأولى، موردًا أسماء بعض ولاتها ابتداء من النائب أحمد بك وانتهاء بمحمد باشا محسن زاده، وأسماء من شغلوا منصب قائمقام جدة منذ توفيق باشا حتى إبراهيم باشا.
وأرى أن المؤلف رحمه الله قد وفق قبل وفاته صباح يوم الجمعة ١٤/06/٢٠١٩م بسد الفراغ في المكتبة العربية عن تاريخ جدة بهذا الكتاب الذي يعتبر مرجعاً هاماً لتاريخها، رغم أنه لم يتطرق إلى ملامح الحياة الاجتماعية والأدبية والفنية خلال الحقب التاريخية التي تناولها، وقد بذل جهداً مضنياً في جمع معلوماته وتحقيقها وتدقيقها وتمحيصها لمحدودية المصادر والمراجع العربية التي تناولت التاريخ السياسي لجدة عبر العصور، باستثناء بعض الاجتهادات التي تحتاج الى التدقيق والتمحيص، لذلك نجده استند في مصادره على كتب تاريخ مكة المكرمة والبحر الأحمر لارتباطهما بجدة، والمصادر المملوكية والعثمانية المرتبطة بتاريخ مكة وجدة، وكان موضوعياً ومحايداً في طرحه فلم يدلي بأي اراء أو تعليقات شخصية حول الحقب التاريخية التي أوردها، واكتفى بإيراد الحقائق كما توصل اليها من المراجع والوثائق التاريخية التي حصل عليها بعد تدقيقها وتحقيقها.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
باحث الدكتوراه الرحيلي يسلط الضوء على أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن البصر
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/10/110م
فحص 32 مليون طفل في مدارس الهند وتوزيع 750.000 نظارة طبية للوقاية من العمى
بمناسبة اليوم العالمي للبصر 2019 أصدرت منظمة الصحة العالمية أول تقرير مفصل عن البصر على مدى الثلاثين عاماً الماضية في 180 صفحة تضمنت معلومات هامة وحديثة عن الإعاقة البصرية وأهم مسببات الإصابة بها، والاعباء الاقتصادية المترتبة عليها، وأهم السبل لتحسين وتوزيع الخدمات عالمياً.
باحث الدكتوراه بجامعة ليفربول هاني عبد الله الرحيلي راجع التقرير وخلص منه إلى أن هناك تزايد وارتفاع في حالات العمى وضعف البصر ويعود ذلك إلى تغيير أنماط الحياة، زيادة عدد السكان المعمرين، ومحدودية خدمات رعاية العيون.
ووفق التقرير فإن أكثر من ربع سكان العالم – حوالي 2.2 مليار يعانون من ضعف البصر، منها مليار حالة كان يمكن الوقاية منها، أو تركت دون علاج.
وأضاف أن التقرير أشاد ببرنامج الوقاية من العمى بالهند لعامي 2016م – 2017م حيث تم توفير الفحص المدرسي لنحو 32 مليون طفل وتم توزيع حوالي 750,000 نظارة، ولفت التقرير إلى أن الأمراض المسببة لضعف البصر والعمى الأكثر شيوعاً هي:
1. الأخطاء الانكسارية: المتمثلة في:
• قصر النظر ويصيب 2.6 مليار شخص إضافة إلى 312 مليون تحت سن 19 سنة.
• طول النظر الشيخوخي وهي حالة يصعب فيها رؤية الأشياء القريبة وتصيب 1.8 مليار شخص.
وعلق على ذلك مدير عام المنظمة د. تيدروس أدحانوم بقوله “إنه من غير المقبول أن يعاني أكثر من 800 مليون شخص يومياً خلال مزاولتهم أنشطتهم بسبب تعذّر حصولهم على نظارات طبية”.
2. اعتلال الشبكية الناجم عن داء السكري نتيجة تزايد أعداد المصابين به لاسيما النمط الثاني منه الذي يؤثر على الرؤية إن لم يكتشف ويُعالج، مع العلم بأن جميع المصابين بالداء معرضون للإصابة باعتلال الشبكية خلال مرحلة ما من حياتهم. وللوقاية من ذلك لابد من إجراء الفحوص الروتينية للعين والتحكم بمرض السكري.
3. التأخر في الكشف عن أمراض العيون أو عدم إجراء فحص العين الروتيني بسبب قصور خدمات العناية بالعين أو عدم تكاملها.
4. نقص الموارد البشرية المدربة حيث أنه يعد عاملاً هاماً قد يدفع بتلك الأمراض إلى أبعد من ذلك.ونوه أنه رغم زيادة عدد أطباء العيون الممارسين في معظم البلدان إلا أن هناك توزيع غير عادل بسبب النقص الكبير في العدد الحالي والمتوقع لأطباء العيون والمتخصصين في بلدان أخرى، كما ذكر التقرير إنه لا يوجد ارتباط قوي بين الجنس والعديد من أمراض العيون بما في ذلك الجلوكوما، التنكس البقعي المرتبط بالعمر، اعتلال الشبكية السكري، ومع ذلك فإن معدلات إعتام عدسة العين أعلى بين النساء لاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن الناحية الاقتصادية تسبب ضعف البصر في فقدان الإنتاجية والعبء الاقتصادي إذ قدرت دراسة حديثة بين تسعة بلدان أن التكلفة السنوية لضعف البصر المعتدل إلى الحاد تراوحت بين 0.1 مليار دولار في هندوراس وما يصل إلى 16.5 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن التكاليف العالمية السنوية لفقدان الإنتاجية المرتبطة بضعف البصر من قصر النظر غير المصحح وحده يقدر بـ 244 مليار وأن طول النظر الشيخوخي بـ 25.4 مليار دولار.
وخلص التقرير إلى إن الدراسات أثبتت استمرارية تأثير ضعف البصر على نوعية وجودة الحياة بين السكان البالغين، وركز على أهمية توفير إعادة التأهيل حيث أن المصابين بالعمى وضعف البصر ممّن يتعذّر علاجهم بإمكانهم ممارسة حياتهم باستقلالية إذا ما توفرت لهم خدمات إعادة التأهيل، ومن الخيارات المتاحة أمامهم استخدام المكبرات البصرية، طريقة برايل المساعدة على القراءة، الهواتف الذكية التي تعينهم على إيجاد طريقهم وتوجيههم، عصا الاستشعار في الحركة والتنقل، ويقول الدكتور ألاركوس تشيزا الذي يقود أنشطة المنظمة في مجال الوقاية من العمى وضعف البصر: “إن ملايين الناس يعانون من ضعف شديد في الرؤية وعاجزون عن الانخراط والاندماج في المجتمع على أكمل وجه لأنه ليس لديهم أي وسيلة للحصول على خدمات إعادة التأهيل، ويجب على العالم القائم على مدى قدرة الفرد على الرؤية، أن يُقدم خدمات العناية بالعين بما فيها خدمات إعادة التأهيل في أماكن قريبة، من أجل استفادة المجتمع المحلي منها بأقصى حد ممكن”.
وعلى ضوء ما استخلصه الباحث هاني الرحيلي من هذا التقرير الهام، تتأكد لنا الأهمية القصوى لإجراء الحملات المدرسة للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال والبت قي خطط تنفيذية لفتح مراكز نموذجية للعناية بضعف البصر وإعادة التأهيل ميسرة الوصول، ونشر الوعي الصحي العام لتحسين نمط الحياة الصحي والحد من انتشار داء السكري، وجعل فحص العيون الروتيني من قبل أخصائي البصريات أولوية صحية.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
اليوم الدولي للمسنين ومقترحات لتحسين ظروف حياتهم
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/10/01م
يحتفل العالم اليوم الثلاثاء بـ اليوم الدولي للمسنين تحت شعار «الرحلة إلى المساواة العمرية»، بهدف التنبيه إلى وجود تفاوت مع فئة المسنين، إذكاء الوعي بالحاجة الملحة إلى التعامل مع التفاوت القائم مع فئة المسنين ومنع ذلك التفاوت مستقبلا، النظر في التغيرات الاجتماعية والهيكلية في إطار السياسيات المتعلقة بمعَايش الأفراد، مثل التعلم مدى الحياة، صياغة سياسات عمالية مرنة ونشطة، إيجاد نظم الحماية الاجتماعية ونظم الرعاية الصحية الشاملة، النظر في أفضل الممارسات، والاستفادة من الدروس والتقدم المحرز في سبيل القضاء على التفاوتات القائمة مع فئة المسنين، وتغيير النظرة السلبية والتنميط السلبي لمفهوم “الشيخوخة”، حيث يواجه كبار السن في عصرنا الحديث من التمييز في الفرص المتاحة بسبب العمر، وتسعى الأمم المتحدة عبر الأجهزة الرسمية بالدول الأعضاء إلى ضمان تكافؤ الفرص وتقليل غياب المساواة في المخرجات باتخاذ تدابير للقضاء على التمييز، وتعزيز الإدماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للجميع بمعزل عن العمر أو الجنس أو الإعاقة أو العرق أو الأصل أو الدين أو الحالة الاجتماعية أو غيرها من التوصيفات، سيما وأن عدد المسنين قد بلغ أكثر من 700 مليون شخص فوق سن الستين ويتوقع أن يبلغ ملياري نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من 20% من سكان العالم، وستكون الزيادة في عدد كبار السن أكبر وأسرع في العالم النامي.
والمملكة العربية السعودية من الدول التي أولت اهتمام بالغ بالمسنين ووضعت رعايتهم ضمن برامجها وخططها المستقبلية من أجل الحد من التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم، حيث تشير بيانات وزارة الصحة أن نسبة المسنين بلغت 4,19% من إجمالي سكان المملكة، ونحو 25,5% منهم مصابون بداء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أضف إلى ذلك الصعوبات البصرية التي قد يواجهونها بسبب مضاعفات السكري وكبر السن أو أمراض العيون الأخرى التي تؤدي إلى الإعاقة البصرية، وانتشار أمراض القلب، هشاشة العظام، ضعف السمع، الخرف، الزهايمر، الاكتئاب، وغيرها من الأمراض الأخرى المزمنة التي قد تصيبهم، كذلك ما يواجهونه من عزلة اجتماعية أحياناً وصعوبة التنقل الذاتي خارج المنزل.
وبرأيي إن ذلك قد يعود إلى تغير نمط الحياة اليومية مقارنة بما كانت عليه في الماضي، فعلى ما أذكر أنني وعيت في ستينيات وسبعينيات القرن الميلادي الماضي وكبار السن كانوا يمارسون أعمال يشغلون بها أوقات فراغهم من أبرزها امتلاك وتشغيل الدكاكين الصغيرة بالحواري وبوفيهات الأندية الرياضية، شغل وظائف المستخدمين في الدوائر الحكومية والمدارس، سائقي الحافلات والتكاسي، إمامة وأذان المساجد، إدارة الجمعيات الخيرية، وبعض النساء منهم يمارسن البيع في المباسط والعمل في الخصف والحرف اليديوية الأخرى والقيام بالخدمات النسائية العامة في المطارات والأفراح، والاجتماع في مراكيز الحواري يومياً للمحافظة على علاقاتهم الاجتماعية والوقوف على احتياجات بعضهم البعض، والنساء يتبادلن الزيارات الضحوية أو العصرية لنفس الغرض أو التسوق في الأسواق الشعبية، والأهم من ذلك كله التنقل مشياً على الأقدام لقضاء الحواج اليومية بيسر وسهولة.
ومن المؤكد أن تلك الأعمال والأنشطة كان لها دوراً هاماً في الحفاظ على صحتهم العامة وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وعليه أرى أنه من الضروري استرجاع نمط تلك الحياة لكبار السن وتنميتها وتطويرها بما يلائم عصرنا الحديث عبر خطط وبرامج تبدأ بتوعية المجتمع بأهمية العناية ورعاية كبار السن كما يأمرنا ديننا الحنيف وتمليه علينا مسئولياتنا وواجباتنا الوطنية، وضع نظام رعاية صحية شامل يؤمن لهم الخدمات الطبية مجاناً في عموم المستشفيات الحكومية والخاصة، إنشاء مراكز نموذجية في الأحياء بالمدن الرئيسية لرعاية وتأهيل كبار السن وايواء المحتاجين منهم، إتاحة فرص العمل والتعليم المدرسي والجامعي لهم بعد سن التقاعد، تهيئة الأحياء وعامة مرافق المدينة بالوصول الشامل بتوسيع الأرصفة والطرقات وإزالة العوائق منها لتكون أمنة وميسرة في المشي للجميع، إعادة تأهيل الحدائق العامة داخل الأحياء لتلبي احتياجات النقاهة والترفيه لكبار السن وعامة المجتمع بأمن وسلام، تنظيم برامج وأنشطة اجتماعية عبر مراكز الأحياء تستهدف كبار السن من الجنسين.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
طاهر زمخشري شخصية العام الأدبية التي يحتفي بها سوق عكاظ
صحيفة العرب اللندنية – الثلاثاء 2019/09/03م
زمخشري يحمل العديد من الأوسمة والجوائز والتقديرات من أهمها الأسطوانة الذَّهبية من منظمة اليونيسكو، وتُرجمت بعض قصائده إلى اللغات الإنكليزية والألمانية والفرنسية بطلب من المنظمة.
“جواهري” سعودي غائب حاضر
مثْل طاهر زمخشري الشاعر والإنسان، الشخصية الأدبية المحورية لـ مهرجان سوق عكاظ في دورته الـ13، ونظمت جامعة الطائف ندوة تحت هذا العنوان شارك فيها كلّ من محمد الشنطي الأستاذ الزائر بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بورقة عمل بعنوان “طاهر زمخشري: ملامح تجربته الأدبية بين الإبداع والإعلام”، والناقد الأدبي حسين علوي بافقيه بورقة عمل بعنوان “طاهر زمخشري، صانع البهجة”، أعقبه الكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو حفيد طاهر زمخشري بورقة حملت عنوان “محطات إنسانية في حياة الأديب طاهر زمخشري”، ثم الشاعر والناقد الأدبي معيض بن عطية القرني، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء الذين أغنوا التكريم بمداخلاتهم وتساؤلاتهم.
بين أعيان مكة
حفيد “بابا طاهر” كما يحلو للسعوديين مناداته، والذي عاش معه لنحو 20 عاما تحت سقف بيت واحد بعد أن كفله وإخوته الخمسة من كبرى بناته سميرة إثر وفاة زوجها، تحدث لـ”العرب” عن عدد من الجوانب غير المعروفة في شخصية الشاعر الكبير التي عكف على دراستها، بعد أن ألّف حولها كتابيه “الماسة السمراء” و”الأديب طاهر زمخشري”.
يقول بلو…..
-
«المروتين» و«لبيك رب العالمين» أشهر قصائده الشعرية في الحج
نشر هذا الحوار بصحيفة البلاد في 9 ذو الحجة 1440هـ – 10 أغسطس 2019م
حوار: ياسر بن يوسف
اهتم الشعراء والأدباء بموسم الحج منذ قديم الزمان، حتى قبل الرسالة المحمدية وشيوع الإسلام في جزيرة العرب والعالم، فقد أولى الشعراء في العصر الجاهلي اهتماما بالغا بالحج، وأفردوا له مساحات شعرية عبر سوق عكاظ، الذي تنافسوا فيه، وفي عصر الإسلام استمرت عناية الشعراء والأدباء بموسم الحج مرورًا إلى عصرنا الحالي، الذي تبارى فيه الشعراء بنظم القصائد والأبيات الشعرية، التي تجسد المعاني والمشاعر الإنسانية؛ خصوصًا شعراء مكة والمدينة. واستجد على ذلك نظم الشعر الغنائي لموسم الحج، فكان شعراء الحجاز أمثال فواد شاكر، وأحمد قنديل، وبرزت أشعار الزمخشري وقصائده الشعرية المرتبطة بموسم الحج منذ خمسينيات القرن الماضي، وعاشت لسنوات بأصوات العديد من الفنانين والفنانات العرب، من أبرزهم الموسيقار السعودي الراحل طارق عبد الحكيم، والفنانة السورية الراحلة مها الجابري.
“البلاد” التقت بالمؤلف محمد توفيق بلو، سبط الأديب الراحل طاهر عبد الرحمن زمخشري، الذي ألف كتاب “الماسة السمراء. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين” وكتاب “الأديب طاهر زمخشري في سطور” لتسليط الضوء على موسم الحج وما مثله في حياة الأديب الراحل طاهر زمخشري. في البداية يقول بلو: «من خلال تتبعي ودراستي لأغراض الأديب طاهر زمخشري الشعرية، لاحظت أن موسم الحج مثل أهمية كبرى عنده، فقد خصه بالعديد من القصائد الشعرية والغنائية منذ بداياته الشعرية، كما أصدر ديواناً شعرياً في العام 1388هـ/ 1968م باسم “لبَّيك”. وتعود بداية اهتماماته الشعرية بموسم الحج مع قصيدة «طلعة اليُمن» التي ألقاها بين يدي المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – في العام 1367هـ/1947م بمناسبة قدومه من الرياض لأداء فريضة الحج ونشرها لاحقاً في ديوانه «أنفاس الرَّبيع» في 1375هـ/1955م.وتتابعت اهتماماته الشعرية بموسم الحج سنة بسنة منوعاً مواضيع قصائده ما بين وصف المشهد العام للحج، الحجيج، صعيد عرفات، مثل قصيدته «موكب الحجيج» التي نشرها في ديوانه «همسات» في العام 1372هـ/1952م، وجاء في مطلعها.
فجر عيد مكلل بالسعود
غمر الكون بالضياء الفريد
وقصيدة أخرى بنفس العنوان «موكب الحجيج» نشرها في ديوانه «أنفاس الرَّبيع» في العام 1375هـ/1955م تحية لوفود بيت الله الحرام بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجاء في مطلعها:ألقت عصاها فحيا الخير بسامًا
من بعد أن عصفت بالناس أعوامًاحتى أنه لم يضيع فرصة الوقوف على صعيد عرفة أثناء تأديته لمناسك الحج، فنظم من صعيد عرفات قصيدة من 60 بيتا عنونها بـ “لبيك” ومهرها بـ “ابني محمد محمد مدني!! لقد مضى عام وكان حافلاً بالمفاجآت، وكنت بجانبي استمد من شبابك القوة؛ التي أتوكأ عليها، وأنا أتعثر في الطريق؛ من هول الصدمات التي مّرت بي؛ فلك؛ وللغراس حولي، أتوجه إلى الله بهذا الدعاء في رحاب البيت، وفي صعيد عرفات؛ سائلاً لك النجاح المضطرد، وللجميع العون والتوفيق الدائم”.
وافتتحها قائلاً:قد سكبنا نفوسنا مذ بلغنا
غاية الشوط وارتشفنا منانا
فمن الشوق قد ركبنا المطايا
وإلى الوصل قد حثثنا خطانا
ومن اللهفة التي تسكب الفرحة
ناي ما ناح إلا أشجاناوختمها بقوله:
جرد النفس من هواها ولبَّى
وعن الإثم يسأل الغفرانا
وينادى لبيك وعدك صدق
ولهذا الصعيد طاب سرانا
وبنور أشاع أشرف دينٍ
سوف نحيا على المدى إخواناوتطورت اهتماماته بموسم الحج لتشمل النشاط الإعلامي، فكان أول من أشرف على النقل المباشر لمراسم الحج إبان عمله مع الإذاعة بمكة المكرمة في بدايتها الأولى، وقد تميزت قصائد الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري في موسم الحج، وشاعت وانتشرت بحكم أنها غُنت.
ثم وسع نشاطاته بكتابة قصائد غنائية للحج منها «إلى المروتين» و «موكب الحجيج» للموسيقار السعودي طارق عبد الحكيم –رحمه الله- وأغنية «لبيك رب العالمين» التي نشرها في ديوانه «على الضِّفاف» في العام 1381هـ/1961م في 28 بيتاً، ثم اختار منها 22 بيتاً لحنت للفنانة السورية مها الجابري، وأذيعت لتكون أحد روائع أغاني الحج في ستينيات القرن الماضي، ولكنها لم تأخذ حقها من الشهرة، هي وأغنية «موكب الحجيج» لطارق عبد الحكيم، وأعتقد أن ذلك يعود لارتباط كلماتها بموسم الحج مباشرة على عكس أغنية «إلى المروتين» التي أخذت طابع الشوق والحنين لأرض الحرم، مما جعلها قابلة للإذاعة في أي وقت من السنة، وفيما يلي أشارككم أبيات قصيدة “لبيك رب العالمين” كاملة»
لبيك رب العالمين
لبيك جئنا طائعين
لبيك بالدمع الهتون يفيضه وجل ورعب
فالعين ترنو للسماء، ودمعها الهدار سحب
والقلب يلهج بالدعاء وقد تلجلج فيه ذنب
أدعوك، يا رب العباد، ولي لي إلاك رب
وهداك للغفران درب
وإله بالآلام نحبو***
لبيك صرخة ضارع نثر الخوالج في الأنين
قد جاء يدفعه الرجاء وقد تزود باليقين
ظمآن يلتمس الرواء وأنت ورد الظامئين
فاغفر ذنوب التائبين وقد تنادوا سائلين
وأجب سؤال الوافدين
الضارعين الخاشعين***
لبيك أرواح يموج بها التبتل في الصعيد
فتذوب حبات القلوب من الضراعة في نشيد
والرجع جذاب الأداء وقد تماوج في الوجود
ينساب من بعض المآزر خُشَّعاً في يوم عيد
يوم التضرع والسجود
يوم المثوبة للوفود***
لبيك أفواج تلاقت في حماك على نداك
من كل صوب قد أتتك وكلها ترجو رضاك
وتطوف بالبيت العتيق وأنت تشرف من علاك
لتجيب دعوة من دعاك وقد تندم إذ عصاك
لبيك لا رب سواك
أنت المجيب لمن دعاك
لبيك رب العالمين
لبيك جئنا طائعينطاهر زمخشري:
• طاهر عبد الرحمن زمخشري، أحد الأعلام المكيين السعوديين الذين أثروا الأدب والفكر في العالم العربي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، ولد بمكة المكرمة في يوم الخميس من شهر رجب 1332هـ الموافق 1912م ونشأ فيها.
• درس بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة وتخرج منها عام 1349هـ الموافق 1929م.• يعد من شعراء الرعيل الأول وأكثرهم غزارة في الإنتاج، فهو صاحب أول ديوان شعري يطبع في تاريخ المملكة العربية السعودية “ديوان أحلام الربيع”، في العام 1946م، الموافق 1366هـ. كانت باكورة إنتاجه “نشرة المهرجان” التي ضمت مجموعة من القصائد والخطب والمقالات بأقلام أدباء وشعراء المملكة العربية السعودية آنذاك، جمعها بمناسبة أول رحلة لجلالة الملك فيصل، رحمه الله، إلى أمريكا في العام 1366هـ/1946م.
• له أكثر من 23 ديوانا شعريا، صدر منها (6) في مصر (5) لبنان، (6) تونس و (7) في السعودية، بالإضافة إلى أعمال شعرية أخرى، توفي قبل إصدارها.
• تُرجمت بعض قصائده إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، بطلب من هيئة اليونيسكو.
• أصبح شعره موضعاً لدراسات جمة منها الأكاديمية وغير الأكاديمية في الجامعات السعودية وبعض الجامعات العربية؛ منها جامعة القاهرة وجامعة الخرطوم ومعاهد اليونيسكو، وكان من جملة الدارسين لأدبه وأشعاره الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، الذي أعد رسالة الماجستير في جامعة القاهرة بعنوان (ظاهرة الهروب في شعر طاهر الزمخشري) طبعت في جدة سنة 1960م.• أشاد به عدد من كبار أدباء المملكة ونقادها، كان منهم الأديب عبد الغفور عطار الذي عدّ الشاعر طاهر زمخشري: الأستاذ النابغة ورأى في شعره امتداداً للأصالة التي يفوح منها الشعر الحجازي الأموي، و تعتبر أعماله الأدبية أحد أهم المدارس الشعرية المكية في القرن العشرين، سماها المدرسة الربيعية الحجازية نسبة إلى الشاعر عمرو بن أبي ربيعة.
• كما ذهب الدكتور عمر الساسي إلى تأكيد تميز الشاعر طاهر زمخشري وامتيازه قائلاً: “أما طاهر زمخشري فهو شاعر غنائي مرهف الحس يذوب رقة وعذوبة” وأما شعره فهو من عيون الشعر العربي المعاصر؛ إذ يملأ عشرات الكتب دون أن يتأثر مستوى الجودة فيه؛ أداءً وتصويراً وإبداعاً جمالياً محلقاً”. • أسهم في الشعر الغنائي الدارج للإذاعات العربية بأكثر من مائة أغنية ونشيد، قدم من خلالها العديد من الفنانين من أشهرهم الموسيقار طارق عبد الحكيم، طلال مداح، محمد عبده، هيام يونس، ابتسام لطفي، هناء الصافي، عايدة بوخريص، … وغيرهم، وهو صاحب أول أغنية تسجل وتبث في المملكة العربية السعودية “البارحة عند الغروب” بمناسبة افتتاح بلدية الرياض.
• والأهم من ذلك كله، أنه أول أديب سعودي يكرم خارج السعودية بحصوله على وسامين من رئيس الجمهورية التونسية الراحل الحبيب بو رقيبة، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وكرم من قبل السفارة التونسية بجدة بحضور السفير التونسي الأستاذ قاسم أبو سنينة وعدد من الأدباء والشعراء والإعلاميين.
• ربطته علاقة صداقة بالعديد من الأدباء والشعراء العرب، من أشهرهم الأمير الشاعر الراحل عبد الله الفيصل، أحمد رامي، فاروق جويدة، مازن اللقماني، …. وغيرهم.
• ومما يميزه عن غيره من الأدباء أنه جمع بين الأدب والفن والإعلام والإدارة، فقد عمل في عدد من الوظائف الحكومية من عام 1350هـ إلى 1369هـ من أهمها مدرساً بدار الأيتام بالمدينة المنورة، وديوان الجمارك إضافة إلى مساهمته في تأسيس بلدية الرياض، وترأس تحرير أول صحيفة سعودية “البلاد” ونشر العديد من المقالات الصحفية من أشهرها ما نشره في أواخر أيامه لمجلة اقرأ “سلسلة رحلتي إلى الموت في بلاد العم سام” التي كتبها في مدينة لوس أنجلوس؛ حينما كان في رحلة علاجية في العام 1984م.• كما عمل مع الإذاعة السعودية وساهم في تأسيسها وأسس أول فرقة موسيقية لها وهم محمد علي بوسطجي عازف عود، سليمان شبانة (الدكتور) عازف كمان، سعيد شاولي عازف كمان، حمزة مغربي عازف قانون، الهرساني عازف ناي، عبد المجيد الهندي ضابط إيقاع، وتنقل فيها بين عدة وظائف منها بدايته ككاتب، مقدم للبرامج ومذيع، مراقب عام للبرامج وقدم نحو عشرين برنامج أشهرها “ركن الأطفال” الذي اشتهر منه باسم “بابا طاهر” وهو أول برنامج للأطفال في المملكة العربية السعودية في أواخر أربعينيات القرن العشرين، وأعقبه بإصدار أول مجلة سعودية للأطفال “مجلة الروضة” في العام 1959م/1379هـ لهذا اعتبر رائداً لأدب الطفل المعاصر.
• وقدم برنامج “ركن المرأة” بصوت نسائي مستعار، وعرف بأسماء مستعارة أخرى منها “وحيد” و “موظف متقاعد”، وأشرف على أول نقل لصلاة جمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونقل مناسك الحج من المشاعر المقدسة في عرفات ومنى، وكان أول من علق على مباراة كرة قدم كانت بين نادي الوحدة والاتحاد بساحة إسلام بمكة المكرمة، ساهم في تدريب العديد من الإذاعيين في بداية نشأة الإذاعة السعودية فقد قال عنه الدكتور حسين نجار: “كان هو العلم الذي يترسم الكثير من الإذاعيين خطاه ويتبنونه في طموحاتهم وتطلعاتهم، أعرف بابا طاهر منذ فترة طويلة وكان كلما قابلني في مكان عام كان يشد على يدي ويقول (أمامكم مسيرة طويلة عليكم أن تحملوا الشعلة بأمان وأن تحرصوا على إيصال الكلمة النظيفة التي تتفق وسمعة بلادكم. كان الله في عونكم)”.
• اهتم بالرياضة حيث ساهم في تأسيس نادي الوحدة الرياضي الذي كان له ولأعضائه أثر في الحركة الفكرية والرياضية في بلادنا، وألف ولحن أول أغنية لكرة القدم “جيب الجول على الرايق” تحية لنادي الوحدة.
• أسدل الستار على حياته الوظيفية بإحالته للتقاعد المبكر، وذلك إثر غياب استمر ثلاث سنوات للعلاج في مصر وأثناء إقامته فيها تنقل في العمل بين مجلتي الهلال والمصور المصريتين، وبعد عودته عمل كمتعاون مع الإذاعة السعودية لفترة وجيزة ثم توقف عن العمل الوظيفي نهائيا وتفرغ للأدب والشعر إلى آخر حياته.
• وخلال مسيرة حياته تنقل وأقام في عدد من مدن المملكة العربية السعودية وخارجها لفترات متفاوتة؛ منها مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، الخرج وجدة التي استقر معظم حياته فيها، بالإضافة إلى مصر، لبنان، تونس. لندن ولوس أنجلوس. -
الحج وذكريات الزمخشري والخياط
نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/08/07م
تذكرت في هذه الأيام المباركة الكاتب الأستاذ عبد الله عمر خياط – رحمه الله – فقد كتبت منشوراً عن أغنية “المروتين” بمناسبة حلول موسم الحج في العام الماضي «1439هـ»، وبعثت به إليه، فقرأه وأعجب به وأثنى عليه وقال إنه ذكره بصديقه الأديب الراحل طاهر زمخشري، الذي ربطتهما علاقة صداقة وطيدة، وكتب في عاموده مع الفجر مقالاً بعنوان «أغاني الشوق للديار المقدسة» (05/12/1439هـ) تحدث فيه عن الشوق عند الشعراء للديار المقدسة من أهل مكة وذكر منهم طاهر زمخشري وجزء من قصيدته “أهيم بروحي” «المروتين» التي غناها الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم – رحمهم الله جميعاً-.
ووجدت من المناسب أن أعرج على بعض الذكريات التي جمعتهما في مثل هذه الأيام إذ روى الخياط رحمه الله «في أحد الأعوام من تسعة عشر عاماً مضت جاءني إلى منزلي يوم الحج، يوم عرفة، وقد قفلت الجريدة أبوابها كغيرها من المرافق، وطلب مني مبلغاً من المال لو أعطيته إياه لما بقي في حوزتي شيء فقلت له: ألا يكفي النصف؟ فإن المبلغ الذي تطلبه هو كل ما عندي! قال: هاته وتعال معي بسيارتك. وفعلاً ذهبت معه إلى أحد المستشفيات الأهلية حيث سددنا فاتورة المستشفى عن مريضة توفاها الله، ثم قال سلفني مائتي ريال لنعطيها لأهلها كي يخرجوا بها فإنها فقيرة».
وفي ذكرى أخرى عن بابا طاهر قال رحمه الله: «مما أذكره أنه كان لا يأتي لإدارة جريدة عكاظ إلا ليتسلم مكافأة ما ينشر له من شعر ثم يغيب حيناً من الوقت ويعود قائلاً الحمد لله، الحمد لله ولم أكن أعرف سر ذلك حتى صادف يوماً كنت خارجاً من الجريدة وتسلم مكافأته وخرج قبلي إلى الشارع ووقف في انتظار سيارة تاكسي فكان أن حملته معي.
ولما قلت له إلى أين؟ قال بشرط ألا تذكر ما سوف تراه لأحد! قلت له لك ما تريد. قال اذهب إلى … وبعدها اذهب إلى … وبعهدها اذهب إلى… وكل الثلاثة بيوت التي ذهبنا لها كانت لعوائل فقيرة وزع مكافأته عليها. رحم الله بابا طاهر، فقد كان قلبه لا يتحمل أن يرى فقيراً لا يساعده، رغم ما عليه من العدم. لا يعرف الحقد بمقدار ما كان رحمه الله يبذل الحب للآخرين فإنه أيضاً يتقبل إساءة الآخرين بصدر رحب وقلب ودود، أذكر مرة أن صديقاً من خيرة أصدقاءه ضايقه في العمل لمجرد أن اقترح اقتراحات يرى فيها الخير والتقدم لسير العمل المشترك الذي يقومان به، ولم يكتف ذلك الصديق بالمضايقة بل انتهز أول فرصة وأصدر قراراً بإيقاف بعض ألوان النشاط الذي كان يقوم به بابا طاهر، ولقيته مصادفة إثر صدور ذلك القرار الذي استغرب له ومنه الجميع، فبادرني قائلاً:
أريد حياته ويريد قتلي على أني النبيل بما أريد
ولقد عاتب صديقاً له بقوله:
أيها الجائر الذي غالب الحقد رويداً فلن نُساء ببخسك
نحن أنقى من الضياء صفاء لا نبالي بما يلوب برأسك
والنفوس الكبار لا تعرف الإثم لماذا تقيس كلاً بنفسك
فاتق الله اتهام البريئين وقل لي ماذا ادخرت لرمسكوفي رباعية أخرى بعنوان “لا أبالي” يقول:
لا أبالي بما يحوك الأعادي إن رب العباد بالمرصاد
فمتى راش لي حقود سهاماً لذت بالله، من شرور العوادي
وتضرعت أن يكون غياثي وملاذي ومنقذي وسنادي
وتمنطقت بالفضيلة درعاً وتركت السفال للأوغادي
أي نعم لقد عاش في العلالي وترك السفال للأوغادي».وفي ذكرى أخرى روى الخياط رحمه الله «قبل عشرين عاماً أو تكاد – كنت وإياه في السيارة نقطع الطريق إلى الطائف للقاء مسئول هناك.. وبعد أن توقف الحديث قليلاً رحت أدندن بهذه الأبيات الشعرية
مر في تيهه وعز السلام *** وتنهدت لا اطيق الكلامَ
ورماني بلحظه ثم أغضى *** حين عاتبته فزدت هياما
قلت يا ناعس الجفون أمانا *** من تجنيك إذا أطلت الجهام
أما ترى الورد في خدودك بساما *** على موجة من النور عاما
ضاحكا كالصباح في بهجة العيد *** طروبا كأغنيات الندامى
لك روحي وفي يديك حياتي *** فارم باللحظ لست أخشى السهامورغم أن صوتي لا يصلح للغناء.. فقد اصطبر علي ولما انتهيت قال لي أتعرف أن أول من غنى لي من شعري هو المرحوم سعيد أبو خشبة قصيدة «رباه»، قلت لقد سمعت أبو خشبه وهو ينشد هذه الأبيات ولكني لم أكن أعرف أنك قائلها، قال هي من شعري.. وكمان أعرف أغنيها، أسمع ثم صدح بصوته:
ربَّاه كفارتي عن كل معصية *** أني أتيتُ وملء النفس إيمان
وهكذا مضى إلى أخر القصيدة.. وهو يغني بلحن ضارع أدركت من خلاله أنه يتقن اللحن بإجادة.. كما هو شاعر متفوق.. فسألته عن ذلك فقال أنا ملحن واسأل الفنان محمد عبده فلقد عرفته من أول الطريق.. ويشهد لي بأنني ملحن بارع وممتاز كمان …».
هذه ومضات من بعض الذكريات الجميلة التي جمعت بين الراحلين الأديب طاهر زمخشري والكاتب عبد الله عمر خياط رحمهما الله في فترات متفاوتة من موسم الحج واستمرت حية في ذاكرة الخياط طيلة السنوات بعد وفاة بابا طاهر.
وهذا ما التمسته منه حينما التقيت به عن قرب للمرة الأولى في أحد اجتماعات الجمعية العمومية لجمعية إبصار الخيرية التي دأب على حضورها. وعرفته بنفسي بأنني سبط بابا طاهر فرحب بي كل الترحيب ومن حينها ارتبطنا بعلاقة صداقة إنسانية وأدبية.
وخصني – رحمه الله – بعدد من المقالات في عاموده مع الفجر كان أخرها “رحلتي عبر السنين” الذي استهله بـقوله «.. هذا كتاب من تأليف الدكتور محمد توفيق بلو وقد أهداني نسخة منه بحكم معرفته بصداقتي لجده الشاعر الفذ طاهر زمخشري، أو بابا طاهر– رحمه الله – كما كنا نسميه؛ لأنه أول من قدم برنامج الأطفال عند بدايات افتتاح الإذاعة بالمملكة».
وختم مقاله «محمد توفيق بلو، ومن خلال هذه القراءة الممتعة لسيرة حياته في جزئها الأول، يحمل أولا وقبل أي شيء لقب إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني السمو والنبل والإحساس المفرط بالألم والفرح والحزن والرضا، والإصرار على التميز والنجاح مهما عظمت التحديات وتعثرت مسيرة الإنجاز، مع سلسلة الفقد الذي طالت حلقاته خلال تلك المسيرة الشاقة، بدءاً من فقدان والده، وجده (بابا طاهر)، وحتى فقدانه عمله مرتين عبر صدمتين موجعتين، مروراً بفقدانه بصره. لكن ظلت الابتسامة بالرغم من هذه السلسلة المؤلمة – لا تفارق محياه – ويكفي محمد توفيق بلو فخراً، أنه مؤسس جمعية (إبصار) التي تعتبر منجزاً وطنياً وإنسانياً وحضارياً بامتياز.
رحلة محمد توفيق بلو مازالت تبحر في البحر الأحمر الذي يعشقه، ولابد أن يسطر المزيد من الصفحات المضيئة في مسيرة حياته المثمرة إن شاء الله».
فرحم الله الفقيدين استاذنا عبد الله عمر خياط وصديقه الأديب طاهر زمخشري رحمه واسعه.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
-
عيون الأطفال في خطر
نشر هذا الحوار على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/07/31م
باحث الدكتوراه الرحيلي.. الأخطاء الانكسارية المسبب الرئيسي للإعاقة البصرية والأكثر انتشارا بين الأطفال
الأطفال هم عماد المستقبل ولا شك إن التعليم والصحة هما أهم الدعائم الأساسية لضمان نشأتهم وتطور نمو مهاراتهم الذهنية والحسية والادراكية، وتعتبر حاسة الإبصار من أهم وسائل تلقي المعلومات والتعلم اذ تشير أبحاث ودراسات العلاقة بين المخ وعمليات التفكير وأنماطه التي تساعد على التعلم والأنشطة العقلية أن ما يتراوح بين 80-90% من المعلومات التي يتلقاها المخ تأتي عن طريق العين.
وفي وقتنا الحاضر يواجه الأطفال تحديات في حياتهم اليومية والدراسية في عامة دول العالم ومجتمعنا العربي بصفة خاصة بسبب انتشار أمراض عيون الأطفال والتأخر في اكتشافها. مما يترتب عليه مضاعفات تؤدي إلى اعاقتهم بصرياً، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن 70% من عمى الأطفال يحدث بالدول الفقيرة ويوجد نحو 1.4 مليون طفل مصابين بالعمى الذي لم يعد بالإمكان علاجه، وفي كل دقيقة يصاب طفل بالعمى، وما يقارب نصف مليون طفل يفقدون أبصارهم سنويا، ويقدر عدد الأطفال دون الخامسة عشرة الذين يعانون من ضعف البصر حوال العالم بـ 19 مليون طفل، على الرغم أن 80% من حالات العمى وحالات الضعف الشديد في البصر في شتى أنحاء العالم كان بالإمكان تفاديها عبر تفعيل سبل الوقاية أو الأخذ بأسباب العلاج، وهذا يسبب ضغوط على نظم الرعاية الصحية وخطط التنمية المستقبلية في البلدان التي تواجه ارتفاعات متزايدة في حالات الإعاقة البصرية بين الأطفال.
ولتسليط الضوء على هذه المشكلة وإيجاد الحلول لتفاديها تواصلت هاتفياً مع باحث الدكتوراه بجامعة ليفربول واخصائي أول بالبصريات وضعف الإبصار في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجده وجمعية إبصار الخيرية سابقاً هاني عبد الله الرحيلي، وطلبت منه بداية تقديم لمحة عامة عن طبيعة تطور نمو وظيفة الإبصار لدى الأطفال، وبدوره أجاب:
عيون الأطفال عند الولادة محدودة الوظائف البصرية وتنمو وتتطور تدريجياً بمرور الوقت كما تنمو وتتطور حواسهم واعضائهم الأخرى مثل تطور النطق والمشي، فهي تبدأ برؤية ضبابية لا تتجاوز 30سم وحركات عين غير متجانسة وعدم القدرة على التتبع وتمييز الألوان ثم تتطور بشكل سريع خاصة خلال العام الأول وتصبح مثل بصر البالغين في المرحلة العمرية ما بين 3-5 سنوات.وعن وظائف الإبصار وضح: إن مصطلح البصر هو مصطلح واسع النطاق يشمل جميع عمليات الجهاز البصري وجميع الوظائف البصرية. فالبصر يؤدي وظائف منفصلة، هي:
حدة الإبصار: مدى وضوح أو دقة الصور.
المجال البصري: رؤية ما يحدث على الجوانب عند النظر إلى الأمام.
الحساسية للتباين: تحديد التباين بين الأشياء وخلفياتها.
رؤية الألوان: التمييز بين مختلف الألوان والضوء المنبعث منها.
إدراك العمق والبعد الثلاثي.
تكيف الإبصار مع الظلام والقدرة على الرؤية في الضوء الخافت.
وإن أي خلل أو مشكلة تطرأ على إحدى وظائف الإبصار تؤثر على تطور الرؤية في مرحلة الطفولة ويؤدي الى ما يسمى الغمش أو كسل العين الذي غالبا ما يحدث في عين واحدة لكنه قد يصيب كلتا العينين ويصعب علاجه بعد عمر 7 سنوات.أسباب مشاكل الإبصار عند الأطفال:
ولفت الرحيلي إلى أن الجهاز البصري عند الأطفال يتعرض لأمراض ومشاكل تختلف اختلافا كبيراً من منطقة إلى أخرى بالعالم فعلى سبيل المثال يشير تقرير منتدى صحة العيون التابع لمؤتمر ويش 2018 أن نقص فيتامين أ واعتام العدسة الخلقي وتندب القرنية في البلدان ذات الدخل المنخفض هي المسبب الرئيسي لضعف البصر في حين لا نجد ذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع، فنجد أن المسبب الرئيسي لضعف البصر لدى الأطفال في المملكة العربية السعودية الاخطاء الانكسارية الغير مصححة والحول وكسل العين.
وبحسب الرئيس التنفيذي لمؤسسة براين هولدن الطبية ورئيس الوكالة الدولية لمكافحة العمى في افريقيا (كوفين نايدو) إن العيوب الانكسارية شائعة لدى الأطفال وقد تصل إلى 35% من سكان بعض الدول، ففي دراسة نشرت عام 2012 عن ضعف البصر لدى الأطفال بين 5-15عام وصلت نسية الأخطاء الانكسارية غير المصححة 80% في الهند وماليزيا وارتفعت الى 90% بالصين وتنزانيا، وكشفت دراسة أجراها قسم البصريات في الخدمات الملكية بالأردن أن 28% من طلاب المرحلة الابتدائية يعانون من مشاكل بصرية دون علمهم، وبحسب هيئة مكافحة العمى فإن حوالي 3% من أطفال الولايات المتحدة الامريكية لديهم صعوبات بصرية والمشكلة الأكثر انتشارا الأخطاء الانكسارية.دراسات تؤكد انتشار مشاكل الإبصار بين الأطفال في مدارس المملكة:
يقول الرحيلي بالنسبة للمملكة حسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء بلغ عدد السعوديين الذين يعانون من مشكلات بالرؤية بدرجات متفاوتة 811.610 شخص، علماً أن شريحة الأطفال تشكل 30% من السكان السعوديين، وأظهرت عدد من الدراسات الفردية إن غالبية الأسباب المؤدية للمشاكل البصرية هي الأخطاء الانكسارية من قصر وطول النظر واللابؤرية وهي الأكثر انتشارا والمسبب الرئيسي لضعف البصر.
حيث نفذت جمعية إبصار حملة لاكتشاف عيوب الإبصار لدى الأطفال في العام 2015 تم خلالها زيارة (64) مدرسة في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية بجدة، تم خلالها فحص 21.427 طالب وطالبة، أظهرت نتائجها أن نسبة 28.07% كانوا بحاجة إلى إحالة طبية لعيادات عيون أطفال.
كما أجريت دراسات عبر حملات نفذت من جهات أخرى في المملكة أكدت وجود مشاكل إبصار بين الأطفال في المدارس بنسب مختلفة حيث تم زيارة 21 مدرسة ابتدائية في منطقة القصيم تم خلالها فحص 5.176 طفل أظهرت أن 16.3% كانوا يعانون من أخطاء انكسارية غير مصححة.
وعمل مسح بصري بمدينة جدة لـ 102 طفل قبل الإلتحاق بالمدرسة أظهرت أن 69% كانوا يعانون من أخطاء انكسارية غير مصححة و6% الحول، 1.3% كسل العين، وفي دراسة مماثلة لنفس الفئة العمرية بمدينة الرياض لـ 335 طفل وجد أن 20% لديهم اللابؤرية و 14% احتمالية حصول كسل بالعين.
كما أجريت دراسة في مدينة الرياض على 114 طفل في مرحلة التمهيدي و 300 طفل في الصف الاول والثاني الابتدائي أظهرت أن 25% من أطفال التمهيدي و 22% من أطفال الإبتدائي لديهم أخطاء انكسارية.
وفي مدينة بريدة تم فحص 1413طفل في الفئة العمرية ما بين 6-13عام أظهرت أن 14.36% كان لديهم أخطاء انكسارية و2.61% كسل بالعين.
كما أظهرت دراسة إكلينيكية أجريت في مدينة الدمام على 1350 طفل في الفئة العمرية ما بين 5-15 عام أن 44.4% كانوا يعانون من أخطاء انكسارية، 38% حول و 9.1% كسل بالعين.
وفي دراسة أخرى إكلينيكية بمدينة جيزان على 385 طفل من 0-6 أعوام ظهر أن 36.9% كانوا يعانون من الحول، و 26.5% أخطاء انكسارية.الوقاية خير من العلاج!
وشدد الرحيلي على أن المبدأ الأساسي للمحافظة على صحة عيون الأطفال هو الكشف المبكر الدوري حتى وإن لم تكن هناك مشكلة أو ملاحظة، لأن اكتشاف المرض مبكراً يمنع تطوره ويسهل علاجه مستقبلا، وقد شددت جمعية الرؤية الجيدة الألمانية على ضرورة الكشف وعلاج مشاكل البصر لدى الأطفال مبكراً قدر الإمكان كي ينمو الطفل بشكل طبيعي ودون قيود حيث أن ضعف البصر لدى الطفل يتسبب في بذله مزيد من الجهد والوقت للتركيز على السبورة والقراءة، وتراجع المستوى الدراسي، ولما له من تأثير مباشر على عملية النمو الطبيعية ومراحل تعليمه.
وفي بريطانيا توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإجراء فحص للنظر الأول خلال 72 ساعة بعد الولادة والثاني بين الأسبوعين 6- 8 من عمر الطفل. والثالث عند إتمامه عامه الأول أو بين 2 – 2.5 عام والرابع بين 4- 5 أعوام وبعد ذلك بشكل دوري كل عامين.واقترح الرحيلي بأن تضم وزارة الصحة كشف البصر المبكر إلى دفتر التطعيمات الأمر الذي سيجعله إلزاميا ويبدأ مبكراً لما سيحدثه ذلك من فرق للأجيال القادمة،
ونصح أولياء الأمور والمعلمين بطلب فحص أعين أطفالهم كإجراء وقائي وضرورة أن يكون الفحص الزامي عند ملاحظة أي مشاكل أو علامات مثيرة للشك مثل انحراف العين للداخل أو الخارج، ارتخاء الجفن، اهتزاز ورأرأة العين، حجم العين غير طبيعي إما صغير أو كبير جداً، التحسس من الضوء، عدم تمييز الألوان، إمكانية الرؤية في فترة النهار أكثر من فترة المساء، عدم رؤية الكتابة بالسبورة أو الأشياء البعيدة، تغميض أحد العينين أثناء القراءة أو الكتابة، الشكوى من إجهاد العينين بعد الدراسة أو الصداع، إمالة الرأس أثناء القراءة أو التركيز، تقريب الكتاب أو الاجهزة بشكل زائد وصعوبة بالقراءة، جلوس الطفل بشكل قريب من التلفاز، الشكوى المستمرة من تعب عينيه وإجهادها، ضم العينين أو اغلاق العينين للتركيز، صعوبة تقدير المسافات، شكوى من رؤية مزدوجة، التعثر أو الاصطدام أثناء المشي، الرمش أو كثرة فرك العينين.ونوه بأن رعاية عيون الأطفال والكشف المبكر ومكافحة الإعاقة وتأهيلها أمر يمس الطفل والعائلة والمجتمع والتنمية الشخصية والناحية الاقتصادية، مضيفاً بأن تجربة الصحة المدرسية في بعض الدول نجحت وساهمت في الكشف المبكر للمشاكل البصرية، ونحن في المملكة بإمكاننا تطبيقها بشكل أفضل باستغلال القفزة التكنولوجية التي نعيشها باستخدام الحاسبات والألعاب الذكية عن طريق مبدأ الكشف بواسطة اللعب ممثلة في برنامج آي سباي EyeSpy التقنية الأحدث عالمياً في هذا المجال فهو يختصر الزخم البشري والوقت والتكلفة ومن السهل إتاحته في كل مدرسة وبإمكان أي من منسوبيها التدرب على استخدامه.
وطالب بأن تبدأ الرعاية الأولية للعين من دكتور البصريات فهو الخط الأول للرعاية لديهم سواء تواجدوا في مراكز الرعاية الصحية الأولية أو بالمستشفيات، خاصة أننا في مرحلة برنامج التحول الوطني ورؤية 2030. منبهاً بان الأخطاء الانكسارية والكسل البصري من المسببات الرئيسية للإعاقة البصرية وهي في صميم تخصص البصريات. فإذا تم تفعيل الرعاية الصحية الأولية للعين بالمراكز الصحية عن طريق دكتور البصريات فسيتم فرز الحالات بشكل فعال ويختصر الوقت والجهد والتكلفة ومن أول زيارة يجد الطفل الكشف والعلاج وتوجيه حالة الإعاقة البصرية المكتشفة التوجيه الصحيح الأمر الذي سيخفف من الضغط على المستشفيات.
وخلاصة القول لما ذكره الباحث هاني الرحيلي عن مشكلة أمراض عيون الأطفال المؤدية للإعاقة البصرية الممكن تفاديها في بلادنا والعالم أجمع، لا بد من توعية المجتمع بأمراض عيون الأطفال وطرق الوقاية منها واجراء مسح بصري بصفة دورية لاكتشاف عيوب الإبصار لدى الأطفال في مرحلة مبكرة والتعامل معها في الوقت المناسب.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
الرئيسية
عدد المشاهدات 1٬010