Share
  • طاهر زمخشري وجيل الانترنت ودعوة الثقافة لإحياء ورعاية إرثه الأدبي

    طاهر زمخشري وجيل الانترنت ودعوة الثقافة لإحياء ورعاية إرثه الأدبي
    Share

    نشرت هذا المقال على مجلة اليمامة زاوية وجوه غائبة في 2021/07/15م

    بثت قناة إم بي سي الجمعة 18/06/2021م تقريرًا خاصًا عن الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله – من إعداد الإعلامي بدر الشريف في فقرة «مرّوا من هنا» ضمن برنامجها إم بي سي في أسبوع، شاركتُ فيه مع الاعلامي القدير د. حسين نجار بصفتي سبطه الرابع من كبرى بناته السيدة سميرة طاهر زمخشري – رحمها الله- ومهتم بتدوين سيرته الذاتية منذ سنوات وتأليفي كتابين عنه، والمشرف العام على حساباته الإلكترونية.
    وهو أول تقرير يصور من داخل بيت الأديب منذ وفاته – رحمه الله – كُشف من خلاله جوانب جديدة من حياة الأديب الإنسانية والاجتماعية، وأهم إنجازاته الفنية والأدبية، مع مقتطفات غنائية من كلماته كـ «المروتين» ويا «أعذب الحب»، وتطرق النجار إلى دور الزمخشري في دخوله للإذاعة وانطلاقته ليصبح أحد المذيعين السعوديين الذين برزوا على الساحة الإعلامية.
    وقد جاء هذا التقرير في وقت يشهد اهتماماً بارزاً وملحوظاً بالأديب وأعماله من المسئولين والنخب من بينهم معالي الأستاذ بدر بن محمد العساكر ‎مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد الذي قال في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر مؤخرًا:

    “الأديب الشاعر #طاهر_زمخشري رحمه الله
    سيرته تفيض بالعطاء والتأثير
    بين قوافي الشعر ودروب الصحافة..
    ليكون اسمًا لا يغيب عن الذاكرة..”
    وأرفقها بفيديو تعريفي عن الأديب حصد أكثر من 30 ألف مشاهدة

    ومما يدلل ويؤكد ما قاله معاليه هو إقبال النشء الجديد على كل ما هو منشور لأشهر قصائد الزمخشري على شبكة المعلومات خصوصًا المغناة منها والمرتبطة بمشاهير الفن السعوديين.
    والمثير للانتباه هو أن غالبية المتابعين والمهتمين بأعماله هم من فئة الشباب فقد أظهرت إحصائية الفئات العمرية المتابعة لقناته على اليوتيوب أن 73% هم من الفئة العمرية ما بين 18 إلى 44 عام و23% من 45 إلى ما فوق 65 عام.
    وأكثر ما يجذبهم من قصائده المغناة «المروتين» من ديوانه «أغاريد الصحراء 1388هـ-1958م» التي لحنها وغناها الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم – رحمه الله – ويقول مطلعها:
    أهيم بروحي على الرابيهْ
    وعند «المطـاف» وفي «المروتين»
    وأهفو إلى ذِكَرٍ غاليهْ
    لدى «البيت» «والخيـف» والأخشبين
    و “يا أعذب الحب” التي غناها الفنان محمد عبده بالحان الموسيقار عمر كدرس – رحمه الله – في حفل تكريم الأسرة الفنية للأديب بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية للأدب 1985م»
    يا أعذب الحب أمالي قد ابتسمت
    في موطنٍ رقصت في جوه النعمُ
    وقد بسطت بها فيئًا يظللنا
    والخير ما زال فياضًا به الكرمُ
    كما لوحظ إقبال على ابتهالاته الدينية كقصيدته «رباه» من ديوانه «أغاريد الصحراء 1958م» التي أعاد توزيعها وأداءها الفنان محمد عبده في رمضان 1431هـ-2010م، ومن حينها أصبحت العديد من القنوات الفضائية العربية تبثها في فتراتها الدينية يوم الجمعة طيلة العام والمواسم الدينية «رمضان والحج»، وكان الجسيس سعيد أبو خشبة -رحمه الله- أول من غناها في خمسينيات القرن الماضي على طريقة المجس الحجازي كأول فنان سعودي يتغنى بقصائد الأديب.
    رباهُ كفارتي عن كل معصيةٍ
    أني أتيتُ وملءُ النفس إيمانُ
    أتيتُ أطرق بابًا كل مُجترمٍ
    أتاه يرجع عنه وهو جذلانُ
    وقامت فرقة الإنشاد الديني العالمية بغناء قصيدته «النفس المؤمنة» من ديوانه «همسات 1372هـ-1952م» بدار الأوبرا المصرية في العام 2019م، ومن قبل ذلك في العام 2015م بمسرح معهد الموسيقى العربية في القاهرة. وكان أول من اداها المنشد المصري الشيخ محمد الفيومي في أواخر خمسينيات القرن الماضي بالحان المطرب والملحن المصري الشيخ مرسي الحريري، والتي لا تزال العديد من فرق الانشاد الديني تغنيها في المحافل والمواسم الدينية.
    إيه يا نفسُ إلى الله أنيبي ثم تُوبي
    وإذا وسوس شيطانٌ بإثمٍ لا تُجيبي
    واذكري الله ففي صوتكِ تكفيرُ ذنوبي
    وثقي أن وراء الغيب علاَّم الغيوبِ
    ولم يقتصر اهتمام واقبال النشء الجديد على تلك القصائد المغناة فقط، بل امتد ليشمل الاعجاب والاقبال على قصائده الشعرية، فما أن تكتب في محرك البحث Google جملة “أبكي وأضحك” إلا وتقودك نتائج البحث إلى:
    أبْكِي وأضْحَكُ والحالان واحدةٌ
    أطوي عَليْها فؤادًا شفّهُ الألَـمُ
    فإنْ رأيتَ دمُوعِي وهي ضَاحِكَةٌ
    فالدمْعُ مِن زَحْمَـة الآلام يَبْتَسِمُ
    وهي أبيات من قصيدته “على الضفاف” التي نشرها في ديوانه “الشراع الرفاف” الصادر عام 1394هـ – 1974م.
    فضلًا عن الانتشار الواسع لقصيدته “يا معزف الحب” التي نظمها في الفنان الراحل طلال مداح – رحمه الله – عندما تعرض لعارض صحي ونشرها في ديوانه «نافذة على القمر1390هـ-1970م»
    يا مُعزف الحب إن الروض مزدهر
    فطاب فيه لمن هاموا بك السمر
    طلال أنت وما في الأيك شادية
    إلا وساجلها في كفك الوتر
    وعلى ضوء ذلك الاهتمام والإقبال على أعماله المتنوعة والمبعثرة هُنا وهناك فإنني أدعو وزارة الثقافة إلى رعاية الإرث الأدبي والفكري الذي خلفه الأديب ضمن خططها وبرامجها لرعاية الإرث الثقافي والحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية في المملكة ضمن رؤيتها 2030م، سيما وأنها تعتبره أحد أبرز صُنّاع النهضة الثقافية في المملكة وفق تغريدتها المنشورة في حسابها على تويتر بتاريخ 03 مارس 2021م.
    على أن تبدأ تلك الرعاية بجمع كافة أعماله الأدبية والفنية وإعادة إصدارها بالطرق التقليدية والإلكترونية، وإنشاء بوابة إلكترونية خاصه بها لخدمة المهتمين بأعماله، خصوصًا وأنها كنز أدبي ضخم يستلزم إحيائه جهد مضنٍ وتضافر جهود أسرة الأديب وأصدقائه مع المعنيين بوزارة الثقافة، على أن ينساق هذا العمل على أعمال ومنجزات رواد الأدب والفكر من الرعيل الأول الذين خلفوا إرث أدبيًا مماثلًا يكاد أن يندثر، فللأديب (6) دواوين صدرت في مصر جمعت في «مجموعة النيل»، و(6) دواوين في تونس جمعت في «المجموعة الخضراء»، و(5) دواوين في لبنان، و (7) في السعودية جميعها نفدت من المكتبات في ظل تزايد الطلب عليها، فضلًا عن (6) دواوين مخطوطة يدويًا توفي قبل أن ينشرها، وقصائد متناثرة لم تجمع في ديوان كقصيدته «يا أعذب الحب» التي ألقاها بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – رحمه الله – في حفل جائزة الدولة التقديرية عام 1405م، و «من وحي المرض» التي قالها في وصف مكينة غسيل الكلى حينما اعتل بداء الكلى، بالإضافة إلى أكثر من 100 نص غنائي تم حصر 72 أغنية منها تغنى بها 29 فناناً بألحان أكثر من 25 ملحن، وسيرة ذاتية حافلة لم تكتب بعد باستثناء بعض من مذكراته الشخصية التي نشرتها في مؤلفي «الماسة السمراء بابا طاهر زمخشري القرني العشري 2005م»، و «الأديب طاهر زمخشري في سطور 2018م». فضلاً عن العشرات من الأبحاث والدراسات الأكاديمية التي كتبت عنه وحفظت على أرفف مكتبات الجامعات في السعودية ومصر والسودان.


    طاهر عبد الرحمن زمخشري في سطور

    • من مواليد مكة المكرمة في 27/07/1332هـ – 22/06/1914م.
    • عرف باسم «بابا طاهر» نسبة لبرنامجه الإذاعي «ركن الأطفال».
    • صاحب أول ديوان شعري يطبع في تاريخ المملكة العربية السعودية «أحلام الربيع 1366هـ/1946م».
    • عمل في عدة وظائف حكومية منها أمانة العاصمة بمكة المكرمة أسهم خلالها في تأسيس بلدية الرياض والخرج والليث.
    • ساهم في تأسيس الإذاعة السعودية منذ نشأتها في 1368ه/1949م وعمل فيها لعدة سنوات ككاتب، ومذيع ومقدم برامج، ومراقب عام للبرامج.
    • أشرف على أول نقل لصلاة جمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومناسك الحج من المشاعر المقدسة في عرفات ومنى.
    • أسس أول فرقة موسيقية للإذاعة (محمد علي بوسطجي عازف عود، سليمان شبانة (الدكتور) عازف كمان، سعيد شاولي عازف كمان، حمزة مغربي عازف قانون، الهرساني عازف ناي، عبد المجيد الهندي ضابط إيقاع)
    • إصدار أول مجلة سعودية للأطفال «مجلة الروضة» في العام 1379هـ/1959م، وترأس تحرير أول صحيفة سعودية «البلاد».
    • أول أديب سعودي يكرم خارج السعودية بحصوله على وسامين من رئيس الجمهورية التونسية الراحل الحبيب بو رقيبة 1963م و1973م، ونال جائزة الدولة التقديرية للأدب عن العام 1404هـ.
    • تُرجمت بعض قصائده إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية بطلب من هيئة اليونيسكو.
    • توفي في 02/10/1407هـ – 29/05/1987م بجدة ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.

    رابط المقال على مجلة اليمامة

    Share
  • إحياء إرث شاعر الجمال طاهر زمخشري

    إحياء إرث شاعر الجمال طاهر زمخشري
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة الوطن السعودية في 30 يونيو 2021

    يعتبر الاحتفاء بالشعراء وتكريمهم، والحفاظ على إرثهم الأدبي، من المظاهر الحضارية التي اهتمت بها الدول والمجتمعات، منذ القدم وحتى عصرنا الحديث. اعتمدت منظمة اليونيسكو يوم 21 مارس من كل عام يوما عالميا للشعر، خلال مؤتمرها العام بباريس 1999، وجعلت منه فرصة لتكريم الشعراء، فضلًا عن دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير. وإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية. ودرجت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها، على الاهتمام بالشعر والشعراء، وحفظ مكانتهم بأشكال وصور مختلفة.

    ووضعت وزارة الثقافة ضمن رؤيتها 2030 خططا وبرامج لرعاية الإرث الثقافي، والحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية في المملكة. الكثير من شعراء الرعيل الأول في بلادنا، تركوا إرثا أدبيا يكاد يندثر، رغم الأهمية التاريخية والثقافية التي يمثلها، وإحياؤه قد يستلزم جهدا مضنيا يفوق قدرات وإمكانيات ورثتهم. لذا أرى أنه من الأوفق أن تتولى الوزارة ذلك، بإطلاق مبادرة تضاف إلى مبادراتها الثقافية الـ 27، وتخصص لرعاية الإرث الأدبي والفكري للرعيل الأول من الشعراء السعوديين، بجمع أعمالهم الأدبية والفنية، وإعادة إصدارها بالطرق التقليدية والإلكترونية، وإنشاء بوابة إلكترونية لخدمة المهتمين بأعمالهم، على أن تدشن هذه المبادرة مع اليوم العالمي للشعر 2022.

    بدءاً بالأديب طاهر زمخشري – رحمه الله- بصفته أحد أبرز صناع الثقافة في المملكة وفق ما نشرته الوزارة في تغريدتها على تويتر في 3 مارس 2021م. الزمخشري صاحب انطلاقة الحركة الشعرية المعاصرة في بلادنا، بديوانه «أحلام الربيع» الذي قدمه له الأديب أحمد عبد الغفور عطار -رحمه الله- وحينها لقي صدى واسعا على مستوى العالم العربي، كأول ديوان يطبع في تاريخ المملكة العربية السعودية عام 1946، وحظي بموجبه على مكانة أدبية جعلته من أوائل الشعراء السعوديين، الذين كرمتهم رابطة الأدب الحديث حينها، ووصفه الشاعر الراحل إبراهيم ناجي، رئيس الرابطة آنذاك بأنه «عمر بن أبي ربيعة»، لا في الحجاز فحسب، بل ابن ربيعة المعاصر في أدبنا الحديث، وأشاد به أيضا الناقد مصطفى عبد اللطيف السوني وكيل الرابطة، وسكرتير الرابطة محمد عبد المنعم خفاجة. بالإضافة إلى نيله إعجاب وتقدير العديد من كبار الشعراء، وأساطين الأدب الحديث ورجالات الصحافة، من بينهم الدكتور طه حسين، وعباس العقاد، ومحمد حسين هيكل باشا.

    وبعد عودته إلى مكة قادما من مصر بديوانه الجديد، احتفى به أيضا الأدباء والمثقفون، وكان أولهم مدرسة تحضير البعثات، بجبل هندي بمكة المكرمة ضمن مبادرتها، التي خصصت لتكريم الأدباء كل خميس باسم «المسامرات الأدبية»، ليكون أول من كرم فيها. من حينها استمر عطاؤه وتدفقه الشعري والأدبي، حتى أصبح أكثر الشعراء السعوديين غزارة في الإنتاج، بإصداره «6» دواوين في مصر، جمعت في «مجموعة النيل»، و «6» دواوين في تونس جمعت في «المجموعة الخضراء»، و «5» دواوين في لبنان، و «7» في السعودية، بالإضافة إلى أكثر من 100 نص غنائي، حُصر منها 72 أغنية تغنى بها 29 فنانا، بألحان أكثر من 25 ملحنا.

    تأتي أهمية الحفاظ على الإرث الأدبي للزمخشري من توثيق أغلب نتاجه الشعري والغنائي، حقبة هامة من تاريخ المملكة العربية السعودية، وما دار فيها من أحداث.

    وجميع تلك الدواوين نفدت من المكتبات في ظل تزايد الطلب عليها. فضلًا عن «6» دواوين مخطوطة يدويا، توفي الأديب قبل إصدارها، وقصائد متناثرة لم تجمع في ديوان كقصيدته «يا أعذب الحب» التي ألقاها في حفل جائزة الدولة التقديرية عام 1405، وقصيدة «من وحي المرض» التي قالها حينما اعتل بداء الكلى.

    وسيرة ذاتية حافلة لم تكتب بعد، وعشرات من الأبحاث والدراسات الأكاديمية التي كُتبت عنه.

    يذكر أن طاهر عبد الرحمن زمخشري من مواليد 27/07/1332هـ – 22/06/1914م بمكة المكرمة.

    عرف باسم «بابا طاهر» نسبة لبرنامجه الإذاعي «ركن الأطفال».

    عمل في عدة وظائف حكومية منها أمانة العاصمة بمكة المكرمة، وأسهم في تأسيس أول بلدية بمدينة الرياض، ومن بعدها الخرج والليث.

    ساهم في تأسيس الإذاعة السعودية منذ نشأتها عام 1368هجرية-1949ميلادية وعمل فيها لعدة سنوات ككاتب، ومذيع ومقدم برامج، ومراقب عام للبرامج.

    أشرف على أول نقل لصلاة جمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي.

    أسس أول فرقة موسيقية للإذاعة «محمد علي بوسطجي عازف عود، سليمان شبانة «الدكتور» عازف كمان، سعيد شاولي عازف كمان، حمزة مغربي عازف قانون، الهرساني عازف ناي، عبد المجيد الهندي ضابط إيقاع».

    أصدر أول مجلة سعودية للأطفال «مجلة الروضة» عام 1379هـ/1959م، ورأس تحرير أول صحيفة سعودية «البلاد».

    أول أديب سعودي يكرم خارج السعودية، بحصوله على وسامين من رئيس الجمهورية التونسية الراحل الحبيب بورقيبة 1963/ و1973.

    نال جائزة الدولة التقديرية للأدب عن العام 1405هـ.

    وصفته الشاعرة والأديبة اللبنانية مي الريحاني بشاعر «الجمال الربيعي».

    تُرجمت بعض قصائده إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، بطلب من هيئة اليونيسكو.

    وكان الشاعر المصري محمد مصطفى حمام – رحمه الله – قد نظم فيه أبياتًا جاء فيها:

    أكرمْ به من «طاهرٍ» مُطَهــرِ

    وعالِم موقَّــــــــرٍ «زمخشري»

    وكاتبٍ خِصْبِ البيـــــانِ مُزهرِ

    وشاعرٍ سامي الخيــالِ عبقري

    وصاحبٍ صــافي الفــــؤادِ نيَّرِ

    بياضُ نفسٍ في مُحيَّــــــا أسمرِ

    مُحبَّبٌ في مَظْهَـــــر ومَخْبـــــر

    وخَيِّــــــرٌ مُنحدرٌ من خَيَّــــــــر

    ابنُ الحجــاز العاطــرِ المعطَّر

    وسَقْيُ زمزمٍ وجــارِ المشْــــعَر

    ربُ الأغاريد، وشادي المْعشَر

    وصائغْ الشِّعر كصَوْغِ الجوهر

    أكرمْ به من طـــــــــاهرٍ مُطَهَّر

    وعالِم موقَّـــــــرٍ زمخشــــــري .

    توفي رحمه الله في 02/10/1407هـ – 29/05/1987م بجدة ودفن بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة.

    رابط المقال على صحيفة الوطن السعودية

    Share
  • ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م

    ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2021/11/18م

    يحتفل العالم في الـ 20 من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم. وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959م، واعتماد اتفاقية حقوق الطفل عام 1989م وبدأ الاحتفاء به منذ عام 1990م. وهو يوم يتيح لنا نقطة انطلاق ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى حراك لبناء عالم أفضل للأطفال.

    ومن هذا المنطلق وجدتها فرصة مناسبة لتسليط الضوء عبر هذه السطور المضيئة على أحد أنجح التجارب الإعلامية التي ساهمت في إيجاد جيل من الأطفال نشأوا ليكونوا أعلام بارزين من خلال أول منبر إعلامي خصص لهم في تاريخ السعودية «ركن الأطفال» الذي نماه وطوره الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري، لينطلق منه بريادة أدب الطفل في السعودية وحمل رسالة أدبية وفكرية هدفت إلى رسم مستقبل زاهر للأطفال. وهو ما نادت به الأمم المتحدة هذا العام بجعل شعار احتفال 2021م (مستقبل أفضل لكل طفل) ودعت الأمهات والآباء وعلماء الدين والقيادات المجتمعية المحلية وناشطي المجتمع المدني والشباب والأطفال أنفسهم والعاملين في التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكومي والخاص والإعلام أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم.

    «ركن الأطفال» وبابا طاهر

    صورة لبابا طاهر مع الأطفال في برنامجه ركن الأطفال عام 1955م
    صورة لبابا طاهر مع الأطفال في برنامجه ركن الأطفال عام 1955م

    اهتمت الإذاعة السعودية منذ نشأتها في العام 1368-1949م بالمرأة والطفل، واختير الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري ضمن مؤسسيها، وأوكل إليه إعداد وتقديم برنامج «دنيا الأسرة» كأول نشاط إذاعي له، وخصصت برنامج للأطفال «ركن الأطفال» أول من قدمه «بابا حطاب» وفق رواية الزمخشري في لقائه الصحفي مع الإعلامي الراحل محمد الوعيل – المنشور في كتابه «شهود هذا العصر». وهو الرسام والخطاط والمذيع والمخرج والمدبلج «جميل محمد عبد الكريم حطاب» من مواليد 1921م بطولكرم بفلسطين الذي تعاقدت معه وزارة المالية في مطلع الخمسينات للعمل مع شركة بكتل الأمريكية العاملة آنذاك في جدة حيث إنه حاصل على شهادة البكالوريوس في الرسم والتصوير الزيتي والأدب المسرحي والتمثيل من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1948م، ثم أوكل إعداد وتقديم البرنامج إلى الزمخشري.

    ومن حينها انطلق ببرنامجه ولقب منه بـ «بابا طاهر» الاسم الذي أحبه وعاش ومات به. واعتبره من أنجح البرامج التي قدمها وأحدث صدى إيجابي بما حققه من أهداف تربوية منشودة رسمها في ذهنه مستخدمًا خبرته في مجال التدريس التي ساعدته على اكتشاف المواهب واختيار الأنشطة المناسبة لهم للعمل معه في البرنامج وحرصه الشديد على توجيههم التوجيه الصحيح، واكسابهم المعلومة الخفيفة والمفيدة، والعمل على تقويم بعض الأمور لتصل صافية إلى أذهانهم، وتنمية هواياتهم مثل جمع الطوابع والقصص وخلافه، فشكل نخبة لم يكونوا مجرد أطفال يحضرون لإلقاء القصائد فقط، بل اختارهم بعناية ليكونوا جيل المستقبل، ووزعهم على النشاطات الاذاعية المختلفة (القصة، الشعر، الأداء، الإلقاء) وبالفعل نجح في صناعة جيل كبر ونشأ ليكون من بينهم مدراء عموميين ووزراء ونخب مثقفه ونجوم لامعة في المجتمع. منهم على سبيل المثال لا الحصر (حسين الحارثي، د. زهير السباعي، سعود سجيني، صالح كامل، د. عبد العزيز خوجه، عبد الكريم نيازي، عبد الكريم جمال، عبد الله الجفري، عبد الله خياط، د. عصام قدس، محمد سعید طيب، د. محمد عبده يماني، محمود سفر، محمود سكة، والمعلق الرياضي المعروف محمد رمضان، بالإضافة الى الموسيقار القدير جميل محمود الذي قال في لقاء تلفزيوني “كنت ادرس في المدرسة العزيزية الابتدائية في مكة المكرمة في الشامية وكانت بدأت الإذاعة السعودية وأنا طفل من مكة المكرمة في جبل هندي، كان جبل هندي قريب من مدرستي وكانوا أوكلوا برنامج الأطفال لبابا طاهر الأستاذ طاهر زمخشري كان يجينا في المدرسة وينتقي مننا طلبة يخلينا نغني انتقى منا مجموعة 6-7 يجي يستأذن من المدير يأخدنا يطلع بنا على جبل هندي نسجل الأناشيد ونرجع المدرسة، كانت هذي البذرة الأساسية اللي غُرس فيها الفن عند الصغار”.

    وقد اتبع أسلوب ومنهجيه جعلت علاقته بالأطفال علاقة صداقة أبوية وروحية فكانوا قمة في الوفاء والعون له في كبره ومرضه وعن ذلك روى رحمه الله: “قدمت مجموعة من البرامج أفخر وأعتز أنه برنامج الأطفال هو البرنامج الناجح،… كنت في البرنامج عندي برنامج خاص للأطفال اسمه أصدقاء الطفولة فكنت أشوف الولد العفريت النفريت اللي عيونه تلمع احس أنه هذا انسان له مستقبل أحسن، أن هذا الإنسان حيكون رجل من الرجال، أقربه وأدخله في قائمة أصدقاء الطفولة وأعطي له بطاقة اسمها صديق الطفولة وأصدقاء الطفولة كانوا أكثر من 70 من مئات الأطفال اللي كانوا يزوروني في الاستديو واللي كنت اسجل معاهم برامج لكن المختارين منهم 70 كل واحد فيهم يحمل بطاقة اسمها صديق الطفولة فالشيء اللي اعتز به أنه أصدقاء الطفولة كنا في برنامج في الاستديو نعمل حفلات بمناسبة النجاح واذكر أنه أجمل حفلة كانوا عندما نجحوا من الابتدائي للإعدادية عملنا حفلة تخرج في الاستديو بحيث انهم ينتقلوا من برنامج الأطفال إلى برنامج الطلبة فانتقلوا بحمد الله إلى برنامج الطلبة فنجاحي في برنامج الأطفال اقتطفت ثمرته في حياتي الآن لأنهم هما أصدقاء الطفولة ولكنهم أصدقائي في شدتي، وهما اللي أشعر أنهم أصدقائي اليوم كانوا يتفقدوني وأنا في المستشفى في لندن يتابعوا حركة مرضي وكانوا يتفقدوني وأنا افي المستشفى في أمريكا وإلى الآن يتصلوا بيا في تونس وإلى الآن هم وراء ظهري ومعاونتي ومساعدتي المادية والمعنوية”.

    ولم تخلوا مسيرته مع البرنامج من الصعوبات والمواقف الطريفة مع بعض الأطفال، فقد روى رحمه الله ” كان هناك من هوى الرسم. وكان يكتب قصاند ركيكة، وكنت بالتالي أتجاهلها حيث لا تصلح للبرنامج، وذات مرة أعياه مسلکي هذا، فرسم صورة حمار، ولونه وشكله، وكتب عليه مع التحية بابا طاهر، ومن جرأته كتب اسمه أسفل ذلك، هذه من الأشياء التي لا أنساها وكنت أتقبلها بصدر رحب”.

    برنامج الإذاعة - صحيفة البلاد 1375/10/22هـ - ركن الأطفال يقدمه بابا طاهر الساعة 12:55
    برنامج الإذاعة – صحيفة البلاد 1375/10/22هـ – ركن الأطفال يقدمه بابا طاهر الساعة 12:55

    توسيع نشاطاته مع الأطفال وتنمية هواياتهم

    لم تقتصر نشاطاته مع الأطفال على برنامجه «ركن الأطفال» فقط بل امتدت إلى خارج الحدود لتشمل الاهتمام بالأطفال السعوديين المقيمين بالخارج وربطهم بوطنهم حينما شكل مجموعة من الأطفال السعوديين الملتحقين بمدرسة المنيل الخاصة بالجيزة في مصر وتدريبهم على أداء النشيد الترحيبي الذي كتبه «هليت يا ملك» ولحنه الملحن السوري عبد الغني الشيخ للترحيب بالملك سعود بن عبد العزيز في أول زيارة له لجمهورية مصر العربية كملك في العام 1954م وسجل النشيد في إذاعة صوت العرب التي اذاعته كمفاجئة للملك سعود، ثم سجله لاحقًا للإذاعة السعودية.

    ومن طريف ما روي أثناء تسجيل ذلك النشيد ما نشرته مجلة الإذاعة المصرية (العدد 992 السبت 15 رجب 1373هـ – 20 مارس 1954م) “وقد حدث أثناء تسجيل هذه الأغنية في أستوديوهات الإذاعة، وكان الوقت بين المغرب والعشاء، أن أمسك أحد الأطفال بمعدته فجأة، فاهتز المهندسون خوفًا، وارتعد الأستاذ طاهر زمخشري «بابا طاهر» مدير البرامج الخامسة والإخراج في الإذاعة العربية السعودية الذي يقدم هذا الركن هناك للأطفال السعوديين.

    أقول حدث أن أمسك أحد هؤلاء الأطفال بمعدته، فاقترب منه بابا طاهر وقال له

    ايه يا ولد فيه ايه؟

    ورفع الطفل يده وأشار بأصبعه إلى فمه، ولم يفهم بابا طاهر شيئًا فعاد يسأله، فيه أيه يا ولد؟

    أصلي أنا مفطرتش

    ما فطرتش ازاي؟

    أصلي صايم ..

    صايم؟! طول النهار؟

    أيوه

    طيب نجيب لك ساندوتش؟

    لا..

    ومرة ثانية بهت بابا طاهر وعقدت الدهشة لسانه..، وفي هذه الأثناء تقدم مهندس الصوت واقترب من الطفل وقال له

    انت صوتك وحش ليه النهارده؟

    لاننا صايمين، وانتم فوتونا صلاة المغرب

    وكاد بابا طاهر يمسك بعقدة أخرى للقصة، وبدأت الدهشة تترك وجهه فقال له

    وفيه حد غيرك صايم؟

    ورد الطفل ايوه .. فيه واحد تاني ..

    وعادت أعصاب بابا طاهر ومهندس الإذاعة إلى مكانها.. وملأت الفرحة بإيمان الأشبال السعوديين نفسيهما، واقترب بابا طاهر من أحد الفتيات الصغيرات وقال لها

    وانت ليه مانتش صايمه؟

    وردت الصغيرة

    لا، انا بصوم زيهم.. ولكن لما عرفت في تسجيل فطرت

    وضج الاستديو بالضحك”.

    قصة أغنية هليت يا ملك

    وعن أهمية تنمية هوايات الأطفال قال في كلمته بحفل تكريم الأستاذ عبد العزيز أحمد الرفاعي في اثنينية خوجة (05/07/1403هـ – 25/04/1983م)

    “ومن الذكريات التي أحب أن أرويها لكم هذه القصة الممتعة الطريفة: كان الأستاذ محمد سعيد طيب – مدير تهامة حاليًا – طالبًا في المرحلة الابتدائية يدرس بالفصل الرابع يبلغ من العمر تسع سنوات، وجاءني ذات يوم وقال لي:

    بابا طاهر أنا عندي هواية أرغب أن أقوم بتنفيذها.

    فقلت له: وما هي هوايتك؟

    فقال: لقد فكرت أن أجمع إنتاج المملكة العربية السعودية من المؤلفات.

    قلت له: يا ولدي.. هذه فكرة طيبة جدًا ولكنها تحتاج إلى بذل سخي من المال والجهد، فإذا توفَّر لديك ذلك فتوكل على الله.

    فقال: سأقوم بتنفيذها ولكن ما هي الخطة التي نسير عليها حتى نحقق ما نسعى إليه؟

    فأرشدته إلى أن يقوم بالاتصال بمدير المطبوعات بوزارة المعارف، والحصول على بيان بأسماء الأدباء وبأسماء مؤلفاتهم إن وجدت.

    – ودارت الأيام بسرعة، وجاء وفد جامعة الدول العربية برئاسة الدكتور طه حسين، الذي طلب فور وصوله إلى المملكة من مرافقه السيد محمد فدا – الله يرحمه – أن يزوِّد الوفد بكل إنتاج المملكة العربية السعودية، من مؤلفات الأدباء والعلماء السعوديين، فشمروا السواعد بحثاً عن المؤلفات السعودية فما استطاعوا العثور على أكثر من أربعين مؤلفاً وعندما أخبر الأستاذ محمد سرور الصبان بذلك – وهو صاحب الكلمة في الموضوع – قال: هذا غير صحيح إن مؤلفاتنا أكثر من ذلك فابحثوا قبل أن تعطوا الوفد إجابة غير صحيحة، فأجابه المسؤولون بالوزارات المختلفة أنهم لا يعلمون أكثر مما أعطوه. فطلب الشيخ محمد سرور الصبان من السيد محمد فدا أن يتصل بي هاتفيًا ويطلب مني مساعدته في معرفة المؤلفات السعودية التي تمت حتى الآن.

    – فاتصل بي الأستاذ محمد فدا وأخبرني بالقصة كاملة وكان الأستاذ محمد فدا – يرحمه الله – يشغل في ذلك وظيفة مدير المدرسة الثانوية التي يدرس بها محمد سعيد طيب، فقلت له: قل لمساعدك أن يرسل إلي محمد سعيد طيب الطالب بمدرستكم فاستفسر مني قائلًا: وما علاقة الطالب محمد سعيد طيب بهذا الموضوع؟ فقلت له: إذا أحببت الوقوف على حقيقة المؤلفات فأرسله إليَّ.

    – جاءني محمد سعيد طيب يرتجف من الخوف وسألني قائلًا: ماذا تريد مني يا بابا طاهر وقد انقطعت علاقتي بك؟

    – فهدَّأت من روعه، وقلت له: ما أخبار هوايتك؟ وأين وصلت؟ وكم بلغ عدد الكتب التي صدرت في المملكة العربية السعودية؟ فأجابني بقوله: هوايتي تسير في الطريق التي رسمتها، وقد حققت الشيء الكثير مما توقعته، وبلغ عدد الكتب التي صدرت في المملكة حتى الآن ما بين 350 و450 كتاباً. ولدي فهرست يوضح ذلك ويبيِّن عنوان الكتاب والمجال الذي ألِّف فيه.

    – فطلبت منه إحضار الفهرست، فما توانى في ذلك وأحضرها فسلمتها للأستاذ محمد فدا.

    – هذه القصة سردتها عليكم لأروي لكم كيف لعبت الهواية دورًا كبيرًا جدًا في مسيرة محمد سعيد الطيب حتى يصبح بهوايته مديرًا عامًا لتهامة.”

    بابا طاهر والتحية الأخيرة للأطفال

    كنت من المحظوظين الذين حضروا وشاهدوا أخر نشاطات بابا طاهر مع الأطفال في حفل تكريمي له قبل وفاته بفترة وجيزة من قبل فريق برنامج افتح يا سمسم وجمعية الثقافة والفنون بفندق البلاد بجدة بحضور الفنان التشكيلي عبد الحليم رضوي مدير عام الجمعية آنذاك شارك فيه مجموعة من طلبة مدارس جدة الابتدائية وفرقة أبو هلال للفنون الشعبية.

    ورأيت كيف كانت السعادة تغمره وهو يرى رسالته وحلمه يتحقق في ذلك الحفل الذي أحاطه فيه الأطفال من كل مكان رغم ما كان يعاينه من المرض وكبر السن وتقارب الخطى ولم يمنعه كل ذلك من حضور الحفل والوقوف لتحية أطفال مدارس جدة وفريق افتح يا سمسم والقاء كلمة وقصيدة «سمسم والوحدة الصماء» ولعلها أخر قصيدة نظمها فاستهل كلمته “افتح يا سمسم وفتح الباب سمسم وانطلق من الباب مائة طفل عربي في وحدة صماء وانطلقوا في خطوة جادة، ولكن انطلقوا إلى أين؟!!، انطلقوا بعد أن فتح لهم الباب سمسم لا من الخليج وحده بل فيهم اللبناني والعراقي والمصري واليمني والسوداني وكل أبناء العالم العربي انطلقوا إلى أين؟!! انطلقوا إلى الخليج وهم يحملون الصورة للخليج في الحضارة والازدهار فمرحبًا بزهور وبراعم الخليج مرحبًا بزهور وبراعم سمسم لأن سمسم يمثل الطفل العربي لا الخلج فقط، فقد وفق سمسم كل التوفيق فبرنامج افتح يا سمسم وفق في تحقيق الوحدة الصماء في الطفولة العربية.. والهدف من خطواتهم الجادة في وحدتهم الصماء إلى المستقبل لأنهم هم رجال المستقبل، أما هذه فتحيتي عن البراعم في جدة لفريق برنامج سمسم فتحيتي عن هذه الزهور والبراعم التي تمثل مدارس جدة لفريق سمسم.

    أنت يا سمسم في دروب العلا قبس *** والنور فيض من رجائي

    أنت يا سمسم مهوى أمة *** بارك خطوك في الدرب السواء

    الثناء منك وفي *** راقص الإشعاع شفاف والضياء

    وحواليكم زهور عطرها *** بنشر الفرحة من نسج البهاء

    وفي خليج هتف المجد به **** بالأغاريد صداها في الجواء

    يملي الدنيا حنين وهوى *** ويعود الرجع صداح العطاء

    من قلوب فتح الباب لها *** خطوها الراقص في درب العلا

    في خليج رافد الخير به *** قد سقى الأزهار من خير الرواء

    فازدهرت تضحك والرجع لها *** يفر الدنيا بترديد الغناء

    من فريق بارك الله فنا *** فيه لما صار جذاب الأداء

    يا زهور هتفت لأمة  *** والصدى جاب أفانين الفضاء

    الصدى يحمل من أنفاسها *** التحايا لجميع الأوفياء

    لبني الضاد، بني الضاد والذين *** استبشروا ببواكير صباح ذي مضاء

    فإذا الصبح الذي طالعنا *** ببراهين النقاء وعلاج

    في خليج يرقص البشر به *** في شغوف من سني وعيني لقائي

    البشاشة على أكبادها  *** تتهادى بنعيم ورخاء

    والتي يضحك في اسياقه *** موكب يختال في برد الإناء

    والمزامير التي يشدو بها  *** أنفس تمرح في ظل الإخاء

    ولم ينتهي بابا طاهر من ذلك البيت حتى جلس على الأرض منهكًا ومجهدًا لا يكاد يتلكم وما أن أخذ شربة ماء حتى وقف ثانية كالأسد العجوز فقال سامحوني فإنني أصبحت أردد دائمًا

    خطوتي تلتوي فما عدت أمشي  لا.. ولا استطيع حتى القعودا

    أتنزه ولا أريم مكاني      وفؤادي ينتاب مني نشيدا

    ثم أكمل قائلًا:

    النوايا جمع الشمل لها *** في رحباً من هاتف القضاء

    المسرات بها أقفية  *** في حواشيها تباروا بالدعاء

    للذي أعطى ليبقي رفده *** باسطاً بالنور فيئ من صفاء

    انت ياسمسم من أعماقنا *** صيحة تهتف فينا للبناء

    فلترى أنت ومن أكبادنا *** خفقة والرجع صداح الأداء

    هاتف بالطفل في كل الورى *** أن يعز بالخطر العزم المضاء

    للعلى للغد للشوى *** الذي كان فيه الشاوي في صرح النماء

    في خليج باسم النور به *** صاغ من اشعاعه أسمى لوء

    في ظلاله منه تمشي أمة *** هي بالوحدة تدعوا بالوفاء

    وبتلك المشاركة أسدل الستار على نشاطاته الأدبية بصفة عامة ومع الأطفال بصفة خاصة التي بدأها كمدرس في دار الايتام بالمدينة المنورة في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي.

    ولعلها تكون بادرة طيبة من وزارتي الثقافة والإعلام باغتنام فرصة موضوع احتفالية اليوم العالمي للطفال هذا العام (مستقبل أفضل لكل طفل) لإطلاق مبادرة تعنى بتخليد سيرة وإرث رواد أدب الطفل في بلادنا وعلى رأسهم الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري «بابا طاهر» رحمه الله.

    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    Share
  • قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين

    قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين
    Share

    احتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر2020 وهو اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة في عام 1954م باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، كما أنه اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العمومية للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959م، ووُقعت فيه وثيقة حقوق الطفل في العام 1989م، ومنذ عام 1990م يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.

    وفي هذا العام كان لجائحة فيروس كورونا (كوفيد19) التي أصابت حتى الآن 59,944,781شخص في 217 دولة وإقليم حول العالم أكثرهم تضرراً الولايات المتحدة الأمريكية بـ 12,877,107 إصابة توفي منهم 265,062 شخص، الهند 9,221,349 توفي 134,719، البرازيل 6,090,197 توفي 169,569، فرنسا 2,153,815 توفي 49,232، روسيا 2,138,828 توفي 37,031، اسبانيا 1,614,126 توفي 43,668، واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 29 بـ 355,741 إصابة توفي منهم 5,811شخص. مما أدى إلى بروز أزمات في مجال حقوق الطفل قد تتعاقب أثارها مدى الحياة ما لم تعالج تلك التبعات. وفي هذا السياق نادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن يتحول العالم إلى اللون الأزرق في هذا العام! لإقامة عالم يكون فيه جميع الأطفال ملتحقين بالمدارس، آمنين من الأذى وقادرين على تحقيق إمكانياتهم.

    وحيث أنه من أهداف اليوم العالمي للطفل هو توفير بيئة يكون فيها جميع الأطفال ملتحقين بالمدارس، وآمنين من الأذى، وقادرين على تحقيق إمكاناتهم وأحلامهم، تعزيز الترابط الدولي والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، زيادة الوعي بحقوق الطفل، وتحسين رفاهية الأطفال.


    رأيت انه من المناسب في هذا التوقيت أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على تجربة رائدة لأدب الأطفال في بلادنا لم يكتب لها الاستمرارية وهي بحاجة إلى إحياء في هذا الوقت الذي يوجد فيه نحو262 مليون طفل خارج المدرسة حول العالم. ولعلهم التربويين يستفيدون من تلك التجربة في معالجة هذه المشكلة.

    مجلة الروضة

    أول مجلة سعودية ثقافية مصورة للأطفال صدرت بالمملكة العربية السعودية بمكة المكرمة عام 1959م/1379هـ برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان يشغل منصب وزير المعارف آنذاك. كانت تطبع بدار الأصفهاني وشركاه للأوفست بجدة، وتصدر أسبوعياً كل خميس، واستمرت لمدة سبعة أشهر.

    أسسها ورأس تحريرها الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري المعروف بـ “بابا طاهر” (1332 – 1407 هـ) وهو من شعراء الرعيل الأول، وأحد الرموز الإعلامية والثقافية في المملكة العربية السعودية، ومن مؤسسي الإذاعة والصحافة الحديثة ورائداً لأدب الطفل فيها، فقد روى رحمه الله «بدأت نشاطي الإعلامي مع أنشطة الإعلام قبل أن تكون وزارة الإعلام وكنت ولله الحمد من مؤسسي الإذاعة في المملكة العربية السعودية، وقدمت أكثر من 18 برنامج منهم برنامج الأطفال وكان في نظري أن الأطفال تعليم وتربية فأخذت على عاتقي بالنسبة لبرنامج ركن الأطفال أن أربي في الأطفال الخطوط العريضة في مستقبلهم وكنت كالمكتشف، أين اللماحية والعبقرية أين الذكاء في هؤلاء الأطفال فعنيت بهؤلاء الأطفال عناية خاصة تلفت النظر». وقد استثمر الزمخشري النجاح الكبير الذي حققه برنامجه الإذاعي «ركن الأطفال» بإصدار مجلة للأطفال امتداداً للبرنامج اسماها «الروضة»

    صورة شخصية للأديب طاهر زمخشري (بابا طاهر)
    صورة شخصية للأديب طاهر زمخشري (بابا طاهر)

    وعن خلفية فكرتها روى رحمه الله في لقاءه التلفزيوني مع الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في برنامجه شريط الذكريات 1976م «كان صاحب السمو الملكي النائب العام لجلالة الملك المعظم وولي العهد سمو الأمير فهد، كان يشغل منصب وزير معارف وكان في تلك الأيام مشغول بكل ما أوتي من قوة في تأسيس أو إحياء أو تنفيذ فكرة جامعة في الرياض فكان معطيها كل جهده وكل طاقته وكل وقته على عشان لازم ينفذ فكرة إنشاء جامعة في الرياض وكنا نزوره صباح ومساء وعلى اتصال دائم به. كنا كمجموعة مشغولين بالفكر والأدب والصحافة في تلك الأيام وفي مجلس من مجالسه دار بحث حول الأفكار المطروحة عن جامعة الرياض، وكان عامل مخطط على أساس أنه يبدأ الجامعة قبل كل حاجة لازم يكون في كلية التربية كلية الآداب كان عنده طموح أنه يبدأ الجامعة بكلية الطب وكنا نناقشه في حكاية كلية الطب أنه لازم تكون أخر كلية مش أول كلية وهو بإصرار كان يقول أول كلية لازم تكون كلية الطب، فأنا قلت له بأسلوبي طال عمرك شجرة باسقة كبيرة جداً من غير بذور قالي؟ اش تقصد!؟ قلت له إحنا خلينا نعتني بالأطفال أول علشان نوصل للجامعة فالاهتمام بالطفل قبل كل شي، وأنا كنت أيامها نفسي مشغول ببرنامج الأطفال وكل شؤون الطفل لأنه اللي يعطي الإنسان قدرة على أنه يعيش في فكرة النجاح اللي يقابله والواقع الجمهور كان معتني ومهتم بي على أساس إني نجحت في تقديم برنامج الأطفال في الإذاعة، فنجاحي في برنامج الأطفال في الإذاعة أعطاني تفكير في العمل في كل ما يتعلق بشؤون الطفل، فكنت أتفكر في عمل روضة للأطفال وعمل كذا وكذا فاختصرت الحديث معاه وقلت له نسوي مجلة للأطفال، قالي يا لله نفذ ونحنا وراك، قلت له تأكد طال عمرك أنه ما في إمكانيات والمسألة يبغالها رسامين ويبغالها مطابع ويبغالها كذا وكذا، فقال لي ابدأ وكون عملي تجد الإمكانيات معاك، فلقطت الكبيبة من راس القدر على ما يقولوا وجري على محمد حسين أصفهاني والواقع واقولها بمزيد الشكر والامتنان والاعتراف بالجميل أنه أول من حط يده في يدي وقلي يا الله نسوي مجلة للأطفال يا موت يا حياة وكنا شباب متحمسين للحكاية فبدينا، قلي أنا جبت مكنة أوفست، فكانت الروضة دي أول عملية قامت في المملكة العربية السعودية بالاوفست، كلفت مطبعة الأصفهاني كثير جداً جداً، وعملنا بروفات على إعلانات ملونة وجاب مسكين مهندس وجاب طبيع مخصوص للأوفست، ولسه البلد ما تعرف حكاية أوفسيت فكل ما نقول لهم أوفسيت يضحكوا علينا يقولوا لنا ايش أوفسيت نقولهم مطابع أوفسيت، فعملنا حفلة تكريمية وافتتاح كبير جداً جداً لمجلة الروضة».

    وعلى ضوء ذلك التشجيع الذي حظي به الأديب من الملك فهد بن عبد العزيز بت في الترتيبات واتخاذ الإجراءات لاستصدار التصاريح اللازمة للمجلة وقد كان ممن دعموا وتابعوا إصدار تصريح المجلة وبادروا في الرغبة بالكتابة فيها معالي الدكتور أحمد زكي يماني في رسالة بعثها للأديب بتاريخ 22/06/1378هـ مما جاء فيها «سعدت برسالتك وفرحت بما أنت مقدم عليه، وسأبذل أقصى الجهد في تحقيقه إن شاء الله، والطلب موجود بلجنة الأنظمة بمجلس الوزراء وسيتوقف البت فيه على صدور نظام المطبوعات، والنظام في مرحلته الأخيرة وسيصدر خلال شهر واحد. ومقدماً أرجو أن تقبلني كواحد ممن يتشرفون بالكتابة في مجلة بابا طاهر».

    انطلاقة المجلة

    في غضون ذلك صدرت موافقة إدارة المطبوعات بموجب خطاب المدير العام للإذاعة والصحافة والنشر آنذاك الأستاذ إبراهيم الشورى رقم 2/5/404/م في 1378/10/21هـ والذي نص على “أشير الى خطابكم الذي تعرضون فيه أنكم ستتولون رئاسة تحرير مجلة الروضة وإدارتها بنفسكم. نفيدكم انه لا مانع لدينا في ذلك ما دمتم ستتمشون وفقاً للأنظمة المتبعة ودمتم”.

    خطاب موافقة مدير عام الاذاعة والنشر على إصدار مجلة الروضة
    خطاب موافقة مدير عام الاذاعة والنشر على إصدار مجلة الروضة

    وأسس مقراً للمجلة بمكة المكرمة عبارة عن مكتب كبير كلفه مبالغ طائلة ما بين ديكورات، أثاث، واستقطب من مصر محررين وفنيين ورسامين لرسم قصص وأغلفة المجلة برواتب سخية. وأقام حفل افتتاح كبير بفندق البحر الأحمر الذي كان يعتبر من أرقي فنادق جدة آنذاك، على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله حينما كان وزيرا للمعارف ومنشغلاً بتأسيس جامعة الرياض وعقب انتهاء الحفل داعبه قائلاً: “أنت سوّي الروضة وأنا أسّوي الكلية”.

    الأديب طاهر زمخشري مع الملك فهد رحهمهما الله حفل افتتاح مجلة الروضة بجدة
    الأديب طاهر زمخشري مع الملك فهد رحهمهما الله حفل افتتاح مجلة الروضة بجدة

    وصدرت المجلة في عددها الأول يوم الخميس 14 ربيع الأول 1379هـ – 17 سبتمبر 1959م، من 16 صفحة مقاس 22×30سم بغلاف أمامي ملون عليه رسومات جذابة للأطفال يحمل شعار «الله معانا» وكتب عليه “مجلة الطفل العربي السعودي” وغلاف خلفي بإعلان تجاري وتضمن العدد موضوعات ثقافية مختلفة تناسب عمر الأطفال. حكايات وألعاب ومعلومات، وركن تعارف، ورسومات تخاطب الطفل وتداعب اهتماماته. قصتين مصورة بالألوان مجزئتان على عددين وتوالت اعدادها تباعاً كل خميس على نفس النمط والمواصفات مع تغيير تصميم وموضوع الغلاف والمحتوى الداخلي والرسومات، وكان إعلانها التجاري موجه للأطفال تضمن رسماً كرتونياً لعلبة مسحوق غسيل تايد وأطفال يلبسون ثياباً بيضاء وهم داخلون إلى مدرستهم وعبارة “ملابسهم نظيفة… بفضل استعمال تايد”. ولعل تلك كانت بداية الإعلان التجاري الملون على المجلات.

    صورة الغلاف الأمامي والخلفي لمجلة الروضة - العدد 8 - الخميس 1379/05/04هـ - 1959/11/05م
    صورة الغلاف الأمامي والخلفي لمجلة الروضة – العدد 8 – الخميس 1379/05/04هـ – 1959/11/05م
    نموذج لمحتوى مجلة الروضة - العدد 8 - الخميس 1379/05/04هـ - 1959/11/05م
    نموذج لمحتوى مجلة الروضة – العدد 8 – الخميس 1379/05/04هـ – 1959/11/05م

    وقد تميزت طباعتها عن سائر المطبوعات في المملكة آنذاك بأنها أول مجلة سعودية تستخدم نظام “اللاينوتايب” في الطباعة، وهي حروف معدنية يمكن تصفيفها لتحمل كلمات قابلة للتلمس بالأصابع واستخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في عالم النشر والطباعة لاحقاً.

    بيعت في الأسواق بقيمة نصف ريال سعودي واشتراك سنوي بقيمة 25 ريال داخل المملكة، وكان من أوائل من اشترك في المجلة رجل الأعمال السعودي السيد معتوق أحمد حسنين رحمه الله في 1379/04/22هـ بقيمة 300 ريال لابنيه أسامة وزكية اللذان كانا يدرسان بمدرسة بورتسعيد بالقاهرة، وأقربائه رشاد حسن حسنين، وخالد سعيد حسنين بالفلق بمكة المكرمة، وغازي صالح حسنين وسمير جميل حسنين بالبغدادية بجدة.
    لقد كانت المجلة نموذج أدبي وإعلامي للطفل في مرحلة مبكرة للحركة الأدبية والثقافية في بلادنا قدمت التوجيه التربوي والفكري والنصيحة والنكتة والمعلومة والفوازير بأقلام نخبة من الكتاب والأدباء والشعراء الذين استعان بهم الأديب منهم (إبراهيم علاف، أحمد السباعي، حامد مطاوع، حياة عبد الحميد عنبر، صالح جلال، عباس غزاوي، عبد الحميد عنبر، عبد الغني قستي، عزيز ضياء، محمد عبد الله مليباري، محمد عمر توفيق).
    وبالرغم من النجاح الذي حققته المجلة والصدى الواسع الذي حظيت به بين شرائح من نخب المجتمع إلا انها واجهت تحديات وصعوبات منها توقف الأديب عن الكتابة فيها بعد العدد الخامس وابتعاده عنها لأسباب صحية. فتوقفت بعد العدد 12 الصادر في 1379/06/04هـ لمدة 26 يوماً ثم استأنفت صدورها بعد أن أسندت مهمة تحريرها إلى الأستاذ عبد الغني قستي وتوقفت مرة أخرى بعد صدور العدد 24 في 1379/09/20هـ، ثم تولى مهمة تحريرها الأستاذ محمد زكي عوض حتى آخر عدد صدر لها خلالها توقفت بعد العدد 25 لمدة أسبوعين، ثم توقفت نهائيا عن الصدور بعد العدد 27 الصادر في 1379/11/17هـ – 1960/05/12م، وحاول العديد من أصدقاء الأديب ومحبيه انتشال المجلة وانقاذها دون جدوى الأمر الذي أدى في النهاية إلى إغلاقها نهائيا.

    بابا طاهر من الروضة إلى مستشفى المجانين

    كان الأديب قد أنفق كل ما يملك في سبيل إصدار المجلة واستمراريتها حيث أنفق نحو 250 ألف ريال وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت، وبرغم ما حققه من صدى لم تحقق إيرادات مالية كافية لتغطية مصروفاتها وما أنفقه عليها فتكبد خسائر كبيرة وأصبح مدانا بمبالغ كبيرة فأصيب الأديب بالإحباط الشديد وانهارت أعصابه فنقل الى مستشفى شهار بالطائف للأمراض العقلية على اعتقاد أنه أصيب بالجنون، وعن ذلك روى رحمه الله في لقاء أجراه معه الإعلامي محمد الوعيل نشره في كتابه «شهود هذا العصر» : “هناك فرق كبير بين انهيار الأعصاب والجنون، وقد أصبت بأنيميا، علاوة على أن حياتي في السابق كلها كانت بين كواليس الإذاعة والمطابع: ليل نهار، نتيجة هذا الجهد المضني والعنيف انهارت أعصابي وتداخلت عليَّ الأشياء فاتهموني بالجنون،… بالطبع حزنت جداً لأنهم خلطوا بين الجنون والانهيار العصبي، ومن المواقف المؤسفة أن الأمر اختلط على الطبيب الذي كان يعالجني فعندما عدت إلى صحتي وذهبت إليه لأخبره إنني بخير وأصبحت طبيعيا، طالعني الدكتور وقال: كلهم يرددون نفس العبارة وأعادني إلى العنبر مرة أخرى،.. وأذكر أن بعض أصدقائي ومنهم طارق عبد الحكيم جاءوا للمستشفى يريدون إخراجي ويبدو أن شكلي كان قد تغير بحيث لم يعرفوني وقابلتهم وقالوا لي: تستطيع إخراج بابا طاهر، فقلت لهم: كيف؟، فقال أحدهم: سنعطيك عشرة ريالات. ولكن أحدهم تحقق مني وعرفني”..

    وعندما علم الملك سعود رحمه الله بمرضه أمر بنقله للعلاج في مصر فنقل وادخل الى مستشفى الصحة النفسية بحلوان بالقاهرة حيث تلقى فيها العلاج وأقام فيها فترة من الوقت إلى أن تماثل للشفاء وخرج بروح ومعنوية عالية مستأنفاً مرحلة جديدة من حياته تاركاً خلفه معاناته مع تجربة مجلة الروضة إذ قال «والله اجتمعت حولي الأسباب فتعبت من أجلها لكن نجحت حتى صارت نكته بالنسبة لي عندما انهارت أعصابي ودوني المستشفى وبأقراء خبر في جريدة الأهرام قالوا وقفت مجلة السندباد ابتداء من الأسبوع القادم لأسباب مالية، فقلت إذا كانت السندباد وقفت بعد 17 سنة لأسباب مالية وعندهم كل الإمكانيات، فأنا بطبيعة الحال لازم أتجنن يصير عليَّ حاجة أكثر من الجنان، فالسنة اللي صدرت فيها مجلة الروضة وقفت السندباد..».

    وهكذا أسدل الستار على تجربة أول مجلة سعودية للأطفال «الروضة» مع مؤسسها الأديب طاهر زمخشري بعد سبعة أشهر من صدورها التي قال عنها «إن تسمية بابا طاهر قد جاءت من عطاء وخير برنامج الأطفال وقد كان من عطاء أصدقاء الطفولة مجلة الروضة، وقد كانت تجربة لا اسميها فاشلة بل ناجحة فقط لم يكتب لها الاستمرارية».

    وبتلك السطور المضيئة لتجربة مجلة الروضة التي انقضى عليها أكثر من ستين عاماً، أرى أن هناك حاجة ماسة لإحيائها برؤية جديدة تواكب عصرنا الحالي وتلبي احتياجات أطفالنا التربوية والترفيهية بما يناسب عادتنا وتقاليدنا. كما أدعو المعنيين بجمع التراث الأدبي والثقافي السعودي إلى العمل على جمع كافة أعدادها التي صدرت وإضافتها إلى تراثنا بصفتها أول مجلة سعودية تصدر للأطفال، وبحوزتي منها الأعداد (7، 8، 11) وهي من مقتنيات الأديب رحمه الله التي احتفظت بها.

    نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2020/11/25م

    Share
  • اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات وأهميته لمجتمعاتنا

    اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات وأهميته لمجتمعاتنا
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2021/09/29م

    احتفل العالم يوم أمس الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 باليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين (أكتوبر 2019م)، بناء على قرار اليونيسكو رقم 38م/57 الصادر في مؤتمرها العام (باريس، ٣-١٨/2015).

    وقد تم تخصيصه للتوعية بأهمية الحق في الانتفاع بالمعلومات في شتى أنحاء العالم. ومنذ استحداثه اتسم بأهمية تاريخية وأثر تأثيرًا عميقًا بوصفه أحد أهم أيام المناسبات السنوية الخاصة بالحريات التي يُعنى بها المدافعون عن تداول المعلومات في شتى بقاع العالم.

    وغالبًا ما يتضمن الاحتفال به مجموعة من الأنشطة منها مؤتمرات وورش عمل ومسيرات وحفلات موسيقية ومطبوعات وفيديوهات توعوية تتعلق بالانتفاع بالمعلومات والتماسات جماعية تدعو الحكومات إلى اعتماد وتطبيق قوانين بشأن الانتفاع بها. وثمة مجموعة كبيرة من المنظمات التي تعمل حاليًا في المجال تضطلع بتنسيق أنشطة عديدة عن الانتفاع بالمعلومات بصورة منتظمة، وسيسترعي إعلان اليوم الدولي مزيدا من الانتباه إلى مسألة الانتفاع بالمعلومات وأهميتها الأساسية للبشرية وسيمنح وزنا أكبر لها وسيبرزها للعيان وسيزودها بالاعتراف وسيكفل التعامل معها بقدر أكبر من الجدية من جانب الأطراف المعنية خصوصا الحكومات الوطنية. فاليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ورسالته تنبع من الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالاستثمار في البنى الأساسية للمناطق الريفية والتنمية التكنولوجية، والهدف 11 المعني بتعزيز الروابط الإيجابية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بين المناطق الحضرية والمحيطة بها والمناطق الريفية، والهدف 16 المعني بإعداد مبادرات بوضع ضمانات دستورية و/أو نظامية و/أو سياسية وتطبيقها لضمان وصول الجمهور إلى المعلومات.

    وتحديد يوم للاحتفال بتعميم الانتفاع بالمعلومات والتعاون من خلاله بين الدول والمجتمعات هو أمر يتسم بالأهمية بالنسبة إلى الدفاع عن هذه المسألة، إذ أنه يتيح بث رسالة موحدة عن ضرورة الانتفاع بالمعلومات بقدر أكبر لتوعية الجمهور.

    وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أولت اليونسكو مسؤولية رصد تنفيذ الغاية 16.10.2 من خطة التنمية المستدامة لعام 2030م على الصعيد العالمي والتي تدعو كل البلدان إلى ضمانة حصول الجمهور على المعلومات وحماية الحريات الأساسية بما يتماشى مع التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية.

    وقد ناقش احتفال هذا العام دور قوانين الوصول إلى المعلومات وتنفيذها لإعادة بناء مؤسسات فعالة للصالح العام والتنمية المستدامة، وتعزيز الحق في المعلومات والتعاون الدولي في مجال تطبيق هذا الحق من حقوق الإنسان. وأتاحت اليونسكو برنامجيها الدوليان الحكوميان، «البرنامج الدولي لتنمية الاتصال» و«برنامج المعلومات للجميع» كمنبر وإطار لجميع الأطراف المعنية للمشاركة في المناقشات الدولية بشأن السياسات والمبادئ التوجيهية المتعلقة بالانتفاع بالمعلومات من خلال إعداد مشاريع ترمي إلى تعزيز العلم المفتوح والتعدّدية اللغوية وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات لصالح ذوي الإعاقة والمهمّشين، ومن أجل تحقيق الدراية الإعلامية والمعلوماتية.

    وتعود فكرة الاحتفال بهذا اليوم إلى العام 2002م. حينما اجتمعت 16 دولة هي (أرمينيا، وألبانيا، وبلغاريا، والبوسنة، والهرسك، وجنوب أفريقيا، وجورجيا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وليتوانيا، وهنغاريا، ومقدونيا، والمكسيك، ومولدوفا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية) في مدينة صوفيا ببلغاريا. في مؤتمر عقد في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر. ليروجوا للشفافية وللشعور بالمسؤولية على صعيد الحكومات. وأفضت تلك الفعالية إلى إنشاء تحالف دولي للمدافعين عن حرية التعبير. أصبح يُعرف على المستوى الدولي باسم شبكة «المدافعين عن حرية تداول المعلومات». وهو تحالف وافق على اتخاذ مبادرات دولية ترمي إلى تحسين الانتفاع بالمعلومات على الصعيد العالمي. واتفق المشاركون على أن يكون تاريخ اختتام ذلك المؤتمر 28 سبتمبر هو يوم “للحق في المعرفة”. على أن يُحتفل به سنويًا على ذلك الأساس. واعترفت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، في قراها 222 لدورتها العادية الخمسون، رسميا بذلك اليوم. وحاليًا لا يقترن تاريخ 28 سبتمبر بأي مناسبة خاصة في التقويم السنوي للمناسبات الخاصة بالأمم المتحدة أو باليونسكو.

    والواقع إن تعميم الانتفاع بالمعلومات هو حق كفله ديننا الحنيف للمجتمعات. فالمعلومات هي أساس العلم الذي أوجبه الله على العباد لإعمار الأرض. ولذلك غلظ سبحانه وتعالى في تحريم كتم العلم عن الناس. فقد قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (البقرة -159). وقد أورد الإمام الطبري- رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية. قوله “وإن كانت نـزلت في خاصٍّ من الناس، فإنها معنيٌّ بها كل كاتمٍ علمًا فرضَ الله تعالى بيانه للناس وذلك نظير الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سُئل عَن علم يَعلمهُ فكتمه، ألجِمَ يوم القيامة بلجام من نار”.

    وبرأيي إن اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات من المناسبات الدولية التي تُعتبر فرصة لإبراز أهمية تعميم الانتفاع بالمعلومات في الإسلام. ولعله كان من المفيد تنظيم فعاليات اجتماعية للتوعية بأهميته في بلادنا واشراك طلاب الجامعات والمدارس فيها. بهدف غرس المسؤولية الاجتماعية في نفوسهم بأعمال تطوعية. تهدف الى نشر المعلومات وإيصالها لغير القادرين من ذوي الإعاقة أو المرضى في المستشفيات أو الأميين أو المهمشين في الأماكن الفقيرة والمعدمة. كذلك قيام الخطباء والنخب المثقفة والفنانين بدورهم في التوعية بالمناسبة وأهدافها وأهميتها للتنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030م. سميا وأن لها فؤاد اجتماعية من أهمها حماية المجتمع من الشائعات والمعلومات المغلوطة والمضللة وزيادة الشفافية ومكافحة الفساد ونشر العلم بصورة موسعة وميسرة.
    وأختم دردشتي بأبيات من قصيدة “العلم” للشاعر العُماني الراحل أبو مسلم البهلاني

    أمانـــــــة الله تسطيــــــــــع الأداء لهـــــــــا *** إذا علمــت بعــون الله مــا شرعا
    ولــــم يجــــد صانـــــع اتقـــــــان صنعتـــــــه *** حتى يكون على علم بما صنعا
    ومــن مضــى فــي طريـق لا دليــل لهـــــا *** ولا معالـم تهدي ضل وانقطعا
    فاستنهض النفس في إدراك ما جهلت *** حتى ترى العلم في حافاتها سطعا

    Share
  • صوري إبان عملي طاهي جوي

    صوري إبان عملي طاهي جوي
    Share

    هذه صور تذكارية لي إبان عملي طاهي جوي في الخطوط السعودية في الفترة من مارس 1985م إلى فبراير 1989م

    Share
  • حصاد الظلام

    حصاد الظلام
    Share

    رقم الطبعة: 2.

    تاريخ النشر: 1440هـ، 2019م.

    عدد الصفحات: 350ص.

    المقاس: 17 × 24 سم.


    مستخلص الكتاب:

    قصة واقعية مثيرة روى من خلالها الكاتب قصة التحاقه بالخطوط السعودية كمضيف جوي وظهور مرض التهاب الشبكية الصباغي الوراثي وتطوره وما ترتب عليه من أثار نفسية واجتماعية وعملية تزامنت مع إحالته للتقاعد المبكر في 15/10/1992م بسبب ضعف بصره الشديد نتيجة المرض رغم إنجازاته الوظيفية التي من أهمها تقديم فكرة وجبة الراكب الكفيف التي نالت بموجبها الخطوط الجوية العربية السعودية جائزة الشرف الكبر من الاتحاد العالمي للتموين IFCA في العام 1992م. ثم سفراته إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحثاً عن حل لمشكلته وحصوله على خدمات ضعف بصر وبرنامج لإعادة تأهيل كانت بمثابة منعطف طريق قاده لطرح رؤية وفلسفة حديثة أدت إلى تنمية وتطوير خدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل في إقليم شرق الأبيض المتوسط.


    سعر الكتاب: 65ريال

    نقاط البيع: لطلب نسخة التواصل مع [email protected]


    نشر عن الكتاب:

    Share
  • لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل 2022

    لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل 2022
    Share

    يسرني مشاركتكم لقائي مع إذاعة نداء الإسلام (1443/06/02هـ – 2022/01/05م) بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل 2021م

    رابط اللقاء على اليوتيوب

    Share
  • التقرير الأول لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأول لأعلى عشرة مشاهدات من موقعي الإلكتروني وقد أظهر التقرير أن مقال «لغة برايل في ظل جائحة كورونا» قد حصد أعلى مشاهدة تلاه رواية «الحب المفقود في بلاد الحبشة».

    وعلقت عليه الأستاذة فاطمة موسى نائب رئيس اتحاد الكتاب الارتريين بقولها “بوركت جهودك وبالطبع نتطلع لمعرفة حقبة الستينيات وتلك المرحلة ومن خلال من عايش تفاصيلها من زار ارتريا في تلك الفترة المفصلية والمهمة. لدي فقط ملاحظة ربط ارتريا لإثيوبيا جاء من المستعمر الإنجليزي حيث ارتريا كانت مستعمرة ايطالية وسلمها الإنجليز لحليفهم هيلاسلاسي ضاربين عرض الحائط بتطلعات شعب ارتريا للاستقلال وحكم بلادهم التي تحتضن الشعب الارتري ذا الخصائص الثقافية والاجتماعية المتنوعة. المحتل الإثيوبي فقط في عهد المقبور هيلاسلاسي احرق ٦٢ قرية في القاش وبركة و١٧٤ في منطقة كرن ٨٦ في سراي وأكلي قوزاي واغتصب الصبايا وأعدم الأبرياء من شباب الشعب وحرق قرى عن بكرة ابيها بسكانها. كانوا يريدون أرض ارتريا بلا شعبها، كذلك امتداد شعب ارتريا الثقافي ليس احادي فقط لإثيوبيا، مثال لدينا روابط عتيقة مع اليمن والسودان والصومال وجيبوتي والمملكة العربية السعودية”.

    وعقبت عليها “شكرا على الاضافة وقد أوردت في تقديمي للرواية أن ارتريا كانت بلدا مستقبلًا تحد اثيوبيا من جهة الشرق وقد ضمها الامبراطور هيلاسيلاسي في العام 1962م. ونقلت ما رواه المؤلف من مشاهداته ومشاهدة الأسرة الإيطالية التي تعرفوا عليها ورجل الأعمال ذو الأصول الحضرمية الشيخ با عقيل خلال الحقبة التاريخية 1969م وعن أسلوب وجبروت هيلاسلاسي خلال تلك الفترة”.

    وبدورها أضافت “متحمسين لقراءة الرواية. حقيقة علاقات أزلية مع شبه الجزيرة العربية وعتيقة قدم الزمان والمكان. كثير من العادات المشتركة في اللبس والطعام وعشق القهوة وغيره يجمعنا بكم وجميل تعريفك بذلك دوما في مقالاتك. ارتريا بوابة العروبة إلى القارة الافريقية وبلد التعايش والله يجعل بلادنا منفتحة وتنهض وبالتوفيق والنجاح”.

    ومن جهته علق المخرج الإذاعي بإذاعة جدة المهندس عدنان هوساوي بقوله: “المقال رائع جدا، ولايمكن ان يوصف الا بالمقال المشوق الذي يدفعنا دون أن تشعر للبحث عن الكتاب والاستمتاع بتلك الرواية الواقعية، حتى نعرف أكثر عن هذا الحب المفقود، وكي تكتمل الصورة لابد من ثبر أغوار قصة الحب الذي لا يكتمل بتلك الحسناء الإيطالية”.

    كما علقت الأستاذة نادية حسين عضو اتحاد الكتاب الارتريين قائلة: “جميل هذا المقال ومشوق حقا، اعطى القارئ فكرة عن الكاتب القدير ومدى عمق التراث وتواصل الحضارات المختلفة وبالأخص للإرتريين مواليد السعودية أمثالنا اللذين يحملون في قلوبهم الحب للسعودية كوطن ثاني وبلد يحمل كل ذكرياتهم الجميلة”.

    واحتل مقال «بلو أول كفيف يدشن موقع مرخص للنشر الإلكتروني» المركز الثالث.

    وفيما يلي قائمة الأعلى مشاهدة لهذا الأسبوع:

    لغة برايل في ظل جائحة كورونا – 144 مشاهدة

    رواية «الحب المفقود في بلاد الحبشة» – 121 مشاهدة

    “بلو” أول كفيف يدشن موقع مرخص للنشر الإلكتروني – 83 مشاهدة

    ما لم يعرف عن عميد الدراما السعودية محمد حمزة – 28 مشاهدة

    من أنا – 26 مشاهدة

    أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا – 17 مشاهدة

    جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في مجال العمل الاجتماعي 2015 – 17 مشاهدة

    الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين – 16 مشاهدة

    أمين عام سابق لجمعية إبصار لــ«سيدتي»: إعاقتي سبب نجاحي – 11 مشاهدة

    الرياضيين ذوي الإعاقة والأفضلية على الأصحاء في “طوكيو 2020” – 10 مشاهدة

    Share
  • حفل تدشين كتاب حصاد الظلام – ط2

    حفل تدشين كتاب حصاد الظلام – ط2
    Share

    Share
عدد المشاهدات 998
Share