Share
  • التقرير الأسبوعي الرابع لأعلى 10 مواضيع مشاهدة في أسبوع

    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي الرابع لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن مقال «مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال». قد حصد أعلى مشاهدة للأسبوع الثاني على التوالي، تلاه «رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية» في المركز الثاني، ثم «التقرير الأسبوعي الثالث لأعلى 10 مواضيع مشاهدة في أسبوع» في المركز الثالث.

    وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال  – 221 مشاهدة

    رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية – 70 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي الثالث لأعلى 10 مواضيع مشاهدة في أسبوع – 65 مشاهدة

    لعبة المزمار ما بين المارشل آرتس والهيب هوب – 49 مشاهدة

    قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين – 17 مشاهدة

    أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا – 10 مشاهدات

    المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب -10 مشاهدات

    من أنا – 7 مشاهدات

    التقرير الثاني لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع – 7 مشاهدات

    طاهر زمخشري في «مروا من هنا» – 5 مشاهدات

    Share
  • التقرير الأسبوعي الثالث لأعلى 10 مواضيع مشاهدة في أسبوع

    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي الثالث لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن مقال «مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال». قد حصد أعلى مشاهدة وعلق عليه المخرج الإذاعي المهندس عدنان هوساوي بقوله “جهودكم الواضحة في ابراز أعمال الاديب طاهر زمخشري كانت وراء هذا الانجاز فأثمرت هذه المساعي بتحقيق هذا الحلم بعد توفيق الله تعالى، ولولاها لأصبحت كثير من أعماله في طي النسيان بوركت جهودكم سيدي وحمدت مساعيكم” والملاح الجوي السابق عبد العزيز خان بقوله “يُعتبر رمز من رموز الدولة في مجال الادب والقصة ويستاهل التكريم. رحمة الله عليه”.

    وحل في المركز الثاني «التقرير الأسبوعي الثاني لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع» تلاه مقال «قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين» وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال – 183 مشاهدة

    التقرير الثاني لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع – 73 مشاهدة

    قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين – 55 مشاهدة

    لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل – 25 مشاهدة

    رواية «الحب المفقود في بلاد الحبشة» – 22 مشاهدة

    أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا – 9 مشاهدات

    طاهر زمخشري مدرسة رائدة في الشعر الغائي والموسيقى  – 9 مشاهدات

    من أنا – 8 مشاهدات

    طاهر زمخشري وجيل الانترنت ودعوة الثقافة لإحياء ورعاية إرثه الأدبي – 7 مشاهدات

    ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م – 7 مشاهدات

    Share
  • وقفة مع الفارسي والزمخشري

    وقفة مع الفارسي والزمخشري
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/03/09م.

    انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 05/03/2019م – 28/06/1440هـ معالي المهندس محمد سعيد فارسي اسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.


    ومن باب اذكروا محاسن موتاكم. فقد عرفته منذ صغري محباً لجدة ومخلصاً لها. وكباقي انداي ملئ اسمه مسامعنا وأعيننا بمشاريعه لتجميل جدة. التي امتعت طفولتنا بشاطئ الحمراء وقلب مدينة جدة بميدان البيعة ومحيط وزارة الخارجية وحديقة الشعراء الذين كان محباً لهم ومقدراً لأدبهم وفنونهم وربطته بهم علاقة حميمية وأدبية خصوصاً الأديب الراحل طاهر زمخشري ورائد الفن التشكيلي الدكتور عبد الحليم رضوي الذين عملوا سوياً في إضفاء طابع الفن والجمال على جدة، الزمخشري بأشعاره والرضوي بأعماله الفنية التي تجلت بدائعها في حديقة الشعراء بحي البغدادية.

    ومن جميل ما قاله الزمخشري في الفارسي والرضوي رحمهم الله في قصيدته «عروس البحر الأحمر» من ديوانه «عبير الذِّكريات 1980م/1400هـ» التي ألقاها في حفل المهرجان الفني السنوي الذي أقامه فرع جمعية الفنون والثقافة بجدة على شرف معالي المهندس محمد سعيد فارسي إبان عمله رئيساً لبلدية جدة وهي المرة الأولى التي يطلق على جدة عروس البحر الأحمر ليكون الزمخشري أول من أطلق عليها هذا الاسم:

    يا عروس البحر خفاقي الذي *** بين جنبي تصبَّاك عميدا

    ومن الأعماق فيه جذوة *** تبتغي للحب زنداً ووقودا

    لك ما يمن صافحت أعيننا *** بطريف نافس المجد التليدا

    والمزامير له أفئدة *** في حواشيها زكا الحب جديدا

    صفقت فانتظمت في موكب *** المسرات به تروي الكبودا

    ومن اللألاء في طول المدى *** فرحة تشدو بمن كان المشيدا

    ريشة الرسام في قبضته *** أبدعت فاستضحكت فنا فريدا

    أرهق النفس ولم يعبأ بها *** وانبرى يدفع بالعزم الجهودا


    وكنت قد التقيت بمعاليه رحمه الله شخصياً. حينما جاءنا في زيارة لتقديم واجب العزاء في بابا طاهر زمخشري رحمه الله. عصر يوم الثلاثاء 6 شوال 1407هـ. ووعدنا أنه سيقترح تسمية شارع باسمه. تخليداً لذكراه وتقديراً لما قدمه للوطن بصفة عامة وجدة بصفة خاصة. ووفا بوعده بتسمية شارع في حي الشاطئ باسم طاهر زمخشري يبدأ من طريق الملك وينتهي في طريق الكورنيش لعلمه بحب بابا طاهر لبحر جدة وكورنيشها الذي جمعتهما فيه العديد من اللقاءات والذكريات، فغر الله لهم جميعاً.


    الجدير بالذكر أن معالي المهندس محمد سعيد فارسي -رحمه الله- من مواليد حي المسفلة بمكة المكرمة (1350هـ – 1936م). وهو ابن شيخ الجواهرجية بمكة. درس الابتدائية بمدرسة الرحمانية. ثم التحقمدرسة تحضير البعثات. حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية (1963م). وماجستير عمارة وتخطيط بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الجامعة (1982م). ثم الدكتوراه (1987م). وهو أول أمين لمحافظة جدة. والمؤسس الأول لشكلها الحديث. قاد أعمال تخطيط الشوارع والطرقات. وتصميم الكورنيش وميادينه. في الفترة ما بين 1972م حتى 1986م. وفر خلالها 4000 عامل نظافة. وتشجير المدينة. وإنشاء 300 حديقة و50 ملعب عشبي و60 نافورة مائية و3000 مركن ورود. بالإضافة جعل مدينة جدة أشبه بمعرض مفتوح للأعمال الفنية والإبداعية بأعمال فنية وصلت إلى 400 قطعة من تصميم فنانين محليين وعالميين من اسبانيا ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مصر من بينها (20 عمل) لرائد الفن التشكيلي السعودي د. عبد الحليم رضوي رحمه الله.

    شارع طاهر زمخشري
    https://goo.gl/maps/2Arp7dBAY7s


    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    https://garbnews.net/news/s/126067

    Share
  • مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال

    مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال
    Share

    هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال

    أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة اليوم 2022/01/20م الموقع الرسمي لمسابقة “بابا طاهر” لأدب الأطفال. وقد أعلنت ذلك في تغريدة على حساب الهيئة في تويتر قالت فيها:

    وقالت الهيئة على موقعها المخصص للمسابقة https://engage.moc.gov.sa/baba_taher أنها قامت بتنظيم هذه المسابقة “بابا طاهر” بهدف تشجيع كافة فئات المجتمع من كبار وأطفال ويافعين على ممارسة الكتابة والتأليف، حيث تسعى المسابقة إلى تسليط الضوء على أدب الأطفال واليافعين، وتهدف إلى:

    • دعم إنتاج المحتوى الأدبي الخاص بالأطفال واليافعين
    • تحفيز الكتابة في أدب الأطفال واليافعين.
    • إبراز الموهوبين من الأطفال واليافعين في الكتابة.
    • إبراز القيمة الأدبية والوطنية للأديب طاهر زمخشري عند الكاتب والمتلقي

    الفئات المستهدفة

    تستهدف 3 فئات:

    • الفئة الأولى: الكُتّاب الكبار (أعلى من 18 سنة)
    • الفئة الثانية: الكُتّاب اليافعون (من 12 سنة حتى 18 سنة)
    • الفئة الثالثة: الكُتّاب الأطفال (أقل من 12 سنة)

    مسارات الجائزة:

    تتضمن 3 مسارات:

    • القصة.
    • القصة المصورة (الكوميكس).
    • الرواية القصيرة.

    400 ألف ريال قيمة الجوائزة

    تبلغ قيمة الجوائز 400ألف ريال موزعة كالتالي:

    • فوق 18 سنة 190 ألف ريال
      • مسار القصة: 60,000 ريال
      • مسار القصة المصورة (الكوميكس): 60,000ريال
      • مسار الرواية القصيرة: 70,000 ريال)
    • من 12 إلى 18 سنة 130 ألف ريال
      • مسار القصة: 40,000 ريال.
      • مسار القصة المصورة (الكوميكس): 40,000 ريال.
      • مسار الرواية القصيرة: 50,000 ريال).
    • تحت 12 سنة 80 ألف ريال
      • مسار القصة: 25,000 ريال.
      • مسار القصة المصورة (الكوميكس): 25,000 ريال.
      • مسار الرواية القصيرة: 30,000 ريال)

    مراحل المسابقة:

    • تاريخ إطلاق المسابقة وبدء التسجيل 20 يناير 2022م
    • تاريخ إقفال استقبال المشاركات 20 أبريل 2022
    • تاريخ الإعلان عن الفائزين 19 مايو 2022م

    الجدير بالذكر إنه قد تم اختيار اسم المسابقة نسبة إلى الرمز الوطني والأديب الرائد في أدب الأطفال السعودي، وعاشق الطفولة الأديب طاهر بن عبد الرحمن زمخشري «رحمه الله» الذي ترسّخ إرثه الفني والأدبي عند الكاتب والمتلقي. وقد تم التنسيق مع أسرة الأديب وأخذ موافقتهم على إطلاق اسمه على المسابقة.

    يشار أن الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري (1914-1985م) من مواليد مكة المكرمة، وأحد شعراء الرعيل الأول. ارتبط اسمه بالطفولة وأدب الأطفال منذ قدم برنامجه للأطفال «ركن الأطفال» بداية الخمسينيات الميلادية. وإصدار لأول مجلة سعودية للأطفال «مجلة الروضة» عام 1959م/1379هـ. فضلا عن الإسهامات الأخرى في مجال الأدب والإعلام والفن التي أصدر من خلالها أكثر من 20 ديوان شعريًا، وتقديم أكثر من (18) برنامجًا إذاعيًا، وتأليف أكثر من 200 نص غنائي، وحصل على وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة من الجمهورية التونسية عام 1963م، وسام الثقافة من الدرجة الثانية من الجمهورية التونسية عام 1973م، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية للأدب لعام 1404 هـ من المملكة العربية السعودية. واسطوانة اليونيسكو الذهبية.

    رابط موقع المسابقة
    https://engage.moc.gov.sa/baba_taher

    Share
  • طاهر زمخشري مدرسة رائدة في الشعر الغنائي والموسيقى تمنت أم كلثوم أن تغني من كلماته

    طاهر زمخشري مدرسة رائدة في الشعر الغنائي والموسيقى تمنت أم كلثوم أن تغني من كلماته
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2021/10/27

    أثارت صورة منشورة على حساب كنوز اليمامة في تويتر اهتمام عدد من الإعلاميين منهم الإعلامي القدير عدنان صعيدي يظهر فيها الأديب طاهر زمخشري ممسكًا بآلة العود وعلى يمينه الفنان عبادي الجوهر والملحن محمد شفيق فنشر ضمن سلسلته «وللحديث بقية» على حسابه في فيسبوك 5 حلقات كشف من خلالها اهتمام الأديب رحمه الله بالفن وعلاقته بالفنانين واحتفائهم به بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية بمبادرة من فنان العرب محمد عبده قبل الإذاعة التي انطلق منها الأديب، وأنه كان يجيد التلحين ويلحن تحت اسم مستعار (جهاد أو رياض صالح) وتسائل “هل الأستاذ زمخشري كان يعزف على الة العود؟” وبدورها أجابت الإعلامية والكاتبة الكويتية أمل عبد الله الحمد شقيقة الفنانة سعاد عبد الله “التقيته عام ٧٧ في تونس حيث كان يقيم وكنا في رحله مع المعهد العالي للفنون المسرحية للمشاركة في مهرجان المنستير المسرحي وقد أجريت له لقاء مطول وقد دندن على العود لكن مع الأسف فقد هذا اللقاء المهم من مكتبة تلفزيون الكويت كما فقدت الكثير من المواد عام٩٠ إبان الغزو الغاشم على أرض الكويت”.

     

    كما أثار المنشور اهتمام الإذاعي المصري القدير إبراهيم خلف الذي علق “لم أسمع أن بابا طاهر غنى أو لحن .. بل الذي أعرفه أنه شاعر وأديب وقصاص من الدرجة الأولى في زمن الاتجاه نحو الكمال وتطور الموسيقى في المملكة.. لكن يكفيه فخرًا شهادات المعاصرين له من العيار الثقيل مثل عبد الله السليمان ومحمد سرور صبان، لكن طارق عبد الحكيم -رحمة الله عليه- ربما هو الذي تلقفه بما يليق بمقام واحد مثل الزمخشري في ستينيات المملكة بقصيدته الجبلية (المروتين) وكانا شابين.. وكانت قصيده ثقيلة الوزن والمقام بأبعادها المكانية والزمانية.. المروتين عباره عن لقاء السحاب الذي سجل فيها الزمخشري والحكيم عذابات الغربة وأنين الفراق. والذي أعلمه أن ناجي والعقاد وطه حسين أشادوا بهذه القصيدة على حد علمي.. قبل محمد عبده نفسه وطلال..”.


    وعلى ضوء تلك التفاعلات والتعليقات والاهتمام الذي حظي به هذا الموضوع رأيت أنه من المناسب أن أسلط الضوء من خلال هذه السطور المضيئة على جانب من مسيرة الأديب الفنية مع الشعر الغنائي والموسيقى. فمع تدويني لسيرته الذاتية لاحظت أنه كان محبًا للفن وأسس مدرسة أصيلة في فن الشعر الغنائي لها فكر وفلسفة ورؤية خاصَّة به للتَّعبير عن مشاعره الإنسانيَّة، فكتب أكثر من 100 نص غنائي أوشكت على الاندثار ما دفعني لتأليف كتاب عنها قيد الإصدار بعنوان «أغاني بابا طاهر – مناسبات وكلمات»، حصرت فيه 72 أغنية بألحان 25 ملحن تغنى بها 29 فنان من السعودية، مصر، لبنان، تونس، سوريا، الأردن منهم طارق عبد الحكيم، طلال مداح، عمر كدرس، غازي علي، محمد عبده، سميرة توفيق، هناء الصافي، هيام يونس، وديع الصافي، مها الجابري، جميل العاص، وغيرهم.

     

    وتعدَّدت أغراضها ما بين المُناجاة الإلهيَّة، المُناسبات الدينية، الوطنيَّة، الاجتماعيَّة، الرياضية، فضلًا عن العاطفيَّة التي تصل بك إلى معاني الحب والوفاء، تنوعت كلماتها بين الفصحى والعامية أغلبها كانت وليدة موقف أو ذكرى أو مناسبة معينة، مع حرصه بانتقاء مفردات متداولة وشائعة في العالم العربي، وبسيطة للمثقف والعامي. واختياره اللحن والصوت المناسب لها لضمان وصول رسالته الفنية، وتقديم قالب فني متميز ومؤثر على المتلقي وممتع للفنان.

     

    فن المجس وانطلاقته مع الشعر الغنائي

    لعبت عادات وتقاليد الأفراح بمكة المكرمة دورًا بارزًا في بدايته مع كتابة النص الغنائي منذ أن كان طالبًا في مدرسة الفلاح، فقد روى رحمه الله: «كانت ليالي الأفراح بمكة المكرمة تحيا بقصائد تُسمَّى المجسَّات؛ فعندما تُوزَّع بطاقات دعوة الحفلات يُطلب من الشُّعراء المعروفين أن يُؤلِّفوا مجسَّ الموكب الخاص بليلة الدُّخلة حسب العادات والتقاليد، وموكب الدُّخلة يمشي بمجموعة من بيت العريس تضم الشيخ والعريس ومعه الجسِّيس الذي يُؤدِّي المجسَّ المُؤلَّف من أحد الشُّعراء خصِّيصًا لتلك الليلة، ومن الضروري أن تتضمَّن معاني الأبيات اسم العروس والعريس، وبمجرد وصول الموكب إلى بيت العروس تبدأ الغطاريف، ويبدأ الجسِّيس بأداء المجسِّ، وممَّن اشتُهر بأدائه آنذاك الشيخ حسن جاوا، إسماعيل كردوس، حسن لبني. وفي تلك الأثناء كنت أمارس تشطير وتخميس الأبيات الشعرية للشعراء محاولًا أن أكون شاعرًا، ولاحت لي فرصة لكتابة نصوص شعرية لمؤدي فن المجسات وكان أول مجس كتبته في فرح أُختي بالرِّضاع بنت السيد عثمان بنا حينما طُلب مني تشطير:
    مرض الحبيب فزُرته فمرضت من حذري عليه
    جاء الحبيب فزارني فشُفيتُ من نظري إليه

    فشطرتها إلى:
    مرض الحبيب فزُرته وعكفتُ أرسم وجنيته
    فوجدته في شدَّةٍ فمرضتُ من حذري عليه
    جاء الحبيب فزارني والحُسن عاود وجنتيه
    ورنا إليَّ بلحظه فشُفيت من نظري إليه

    وأعجب بها الحضور وأداها الجسيس إسماعيل كردوس، ليكون أول مجس يغنى لي، ومن حينها بدأت كأحد الشُّعراء الشُّبَّان مُتخصِّص في كتابة مجسَّات الأفراح وإحيائها بالقصائد، فيتغنَّى بها الجسِّيسون».


    أما عن انتقاله من كتابة النصوص الشعرية للأفراح إلى كتابة الشعر الغنائي، فعلى ما أذكر أنني سمعت منه رحمه الله أنه عندما التقى بصديقه الشاعر أحمد رامي في القاهرة عرض عليه مجموعةً من النصوص الغنائية كان بصدد تقديمها للفنانة «هاجر صباح» التي كانت في الرابعة عشرة من عمرها لتغنيها للأطفال، فسأله «هل أصدرت ديوانًا؟ فأجابه لا، فقال رامي: أما أنا فأصدرت ديواني شعر قبل أن أكتب الأغنية، وعليك أن تُقوِّي اللغة العربية والشعر قبل أن تكتب الأغنية»، فأخذ بنصيحته، وعمل على التركيز على كتابة القصائد الشعرية.


    وعندما تأسست الإذاعة السعودية وعين ضمن هيئتها التأسيسية في العام 1949م، كُلِّف بإعداد وتقديم عدد من البرامج، منها برنامج «رُكن الأطفال»، الذي اشتهر منه باسم «بابا طاهر»، وتطلب البرنامج تأليف وتلحين أناشيد للأطفال فأخذ على عاتقه القيام بذلك إلى جانب ما كان يكتبه من أشعار. وبمرور السنين تنامت وتطورت نشاطاته واسهاماته الفنية بكتابة مزيدٍ من الأغاني ليصبح رائدا من رواد كتابة النَّصِّ الغنائي في المملكة، وانطلاقة الأغنية السعودية الحديثة من الربع الخالي إلى ضفاف النيل بمصر، وجبال الأرز بلبنان، وروابي تونس الخضراء.


    وكان أول فنان سعودي يغنى من أشعاره الجسيس سعيد أبو خشبة، ووفق ما أورده الأديب في لقاء له مع الصحفي الراحل محمد الوعيل نشره في كتابه “شهود هذا العصر” أن كوكب الشرق «أم كلثوم» تمنت أن تغني من أشعاره.

    فنان العرب محمد عبده في زيارة للأديب طاهر زمخشري اثناء رحلته العلاجية في لوس انجلس بالولايات المتحدة الأمريكية

     

    انطلاقته مع التلحين والموسيقى

    علاوة على ريادته في كتابة النص الغنائي، فقد كان رائدًا أيضا في المجال الموسيقي حيث كانت لديه أُذُن موسيقية مكَّنته من التلحين ومشاركة الملحنين في تلحين كلمات أغانيه بمتابعة ميلاد اللحن وتقديم ما يلزم من توجيه. أو يلحن الأغنية بالكامل ويستعين بموزع لها، وكانت باكورة أعماله الموسيقية تلحين كلمات أغنيته الوطنية «البارحة عند الغروب» التي لحنها على ايقاع العرضة النجدية ووزعها له الموسيقار السوري عبد الغني الشيخ وغناها الفنان المصري عباس البليدي بمناسبة أول زيارة لجلالة الملك سعود -رحمه الله – لمصر عام 1954م كملك، وهي أول أغنية تسجل للإذاعة السعودية في تاريخها.


    وامتدت نشاطاته في المجال الموسيقي والتلحين بتأسيس أول فرقة موسيقية للإذاعة ضمت (محمد علي بوسطجي عازف عود، سليمان شبانة (الدكتور) عازف كمان، سعيد شاولي عازف كمان، حمزة مغربي عازف قانون، الهرساني عازف ناي، عبد المجيد الهندي ضابط إيقاع) وكان أول عمل موسيقي لهم عزف أغنية من تأليفه وألحانه للترحيب بجلالة الملك فيصل الثاني ملك العراق في أول زيارة له للسعودية عام 1956م بثت حيًا على الهواء من إذاعة جدة والعراق ولندن.


    وواصل نشاطاته مع الفن والموسيقى باكتشاف المواهب الفنية ورعايتها حتى أخذت طريقها إلى الساحة الفنية والنجومية منهم جميل محمود، غازي علي، محمد عبده، عمر الطيب، ابتسام لطفي، عايدة بوخريص وأكثر من 20 فنان وفنانة أخرين، وبالرغم من كل ما قدَّمه للفنِّ إلا أنه كان يعتبر نفسه شاعرًا وأديبًا في المقام الأوَّل؛ والفن هو الوجه الرابع أو الخامس له.

     

    وختمت مسيرته بوفاء الأسرة الفنية له ممن تبناهم وقدمهم ودعمهم بتكريمه بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية في حفل أقيم بفندق الكعكي بجدة (1985/05/01م) تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك حضره نيابة عنه أمين مدينة جدة م. محمد سعيد فارسي رحمهم الله جميعًا.

    الأديب طاهر زمخشري يلقي كلمة في ليلة تكريمه بحفل الأسرة الفنية 1985/05/01

    وعلى أي حال أرى أن جميع أعماله الفنية من كلمات وألحان تعتبر بمثابة إرث فني وأدبي ذو قيمة تاريخية للفن العربي والسعودي يستحق الحفظ والتخليد لما تضمنته من توثيق للمناسبات والأحداث الدينية والوطنية التي عاصرها، وخير من يقوم بهذه المهمة وزارة الثقافة السعودية ضمن خطتها 2030 من خلال حصر وجمع أغانيه المؤرشفه في الإذاعات والمواقع الإلكترونية المختصة بالأغاني والموسيقى العربية، وتثبيت حقوق ملكيتها الفكرية، وتوثيق كلماتها ومناسباتها وما توفر من معلومات عنها من لقاءاته الإعلامية ذات الصلة، لتكون بمثابة مرجع موثق للمهتمين بالفن السعودي وتاريخه. وإعادة إنتاج أغانيه بما يلائم عصرنا الحديث دون الإخلال بالرسالة الفنية التي أراد ايصالها ونشرها عالمياً.

    أشهر الأغاني التي كتبها ولا تزال تجتذب الجماهير

    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    Share
  • كتاب أشرعة الحياة

    كتاب أشرعة الحياة
    Share

    صدر حديثًا عن سطور للنشر كتاب «أشرعة الحياة» لمؤلفه عبد الله بن أحمد العُمري. وجاء الكتاب في 227 صفحة بمقاس 14.8×21سم بتصميم أنيق وعصري جذاب.

    تضمن 69 عنوانا على شكل رسائل خفيفة وبسيطة ومختصرة. قال عنها المؤلف قررت أن يكون الكتاب على شكل رسائل خفيفة وبسيطة ومختصرة. فعالم اليوم ذو الوتيرة المُتسارعة لا يقبل الأسلوب التقليدي الذي كنا نعهده في الكتابة في زمن مضى. وربما طغى تخصصي واهتماماتي في مجال البحر ومصطلحاته على تفكيري فأسميت الكتاب “أشرعة الحياة”. فالأشرعة في حياة البحار هي الاداة التي يستخدمها لإدارة وتوجيه سفينته. ففي حالة العواصف العاتية وعندما تتعالى الامواج يستخدمها للتقليل من حدتها وتأثيرها على مساره. وعندما تهدأ يستخدمها لكي يحفز سفينته على الاندفاع والمضي قدمًا.

    فبعدما أمضيت ما يقارب الخمس وعشرون عامًا في الخدمة مارست خلالها العمل الميداني العسكري بصفتي خريج الكلية البحرية الباكستانية. وهي واحدة من اكثر مؤسسات التدريب العسكري صرامة. والعمل الاكاديمي بصفتي أحمل الماجستير في الادارة البحرية. ولي الكثير من الاسهامات العلمية. بالإضافة الى عملي في التدريس وإلقاء المحاضرات. وأيضًا العمل الهندسي بصفتي أحمل البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية. وأشرفت على عديد من الاعمال والمهام الفنية. فمزجت في آن واحد خبرات العمل العسكري مع الاكاديمي والهندسي، وهذا بلا شك منحني فرصة تحصيل خبرات وتجارب عظيمة جدًا. قرَّرتُ التفرُّغ للكتابة الحُرَّة في موضوعات تُلامس حاجات حياتنا اليومية.

    Share
  • لعبة المزمار ما بين المارشل آرتس والهيب هوب

    لعبة المزمار ما بين المارشل آرتس والهيب هوب
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/06/28م

    تلقيت العديد من الرسائل والاتصالات والتعليقات على مقالي «رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية» الذي نشر في صحيفة غرب «2019/06/23» فاقت توقعاتي حتى أن بعضها وردني من خارج السعودية، وبعضها من مواطنين ومقيمين لم يروا لعبة المزمار في حياتهم.

    والحقيقة أني بدأت فكرة الكتابة عن لعبة المزمار في أواخر شهر شعبان الماضي بعد أن قرأت عدد من المقالات الصحفية هاجمتها بشراسة وناشدت الجهات المختصة بمنعها إثر مشاجرة «غشنه» نشبت في أحد أحياء جدة بين لاعبين من جدة وآخرين من مكة المكرمة خلال اللعب.

    ولعلمي بهذه اللعبة وممارستي لها في الصغر فهي ما كنا نبتهج به في مناسباتنا وأفراحنا الاجتماعية والرياضية، رأيت أنه من الضروري إنصافها لأنها ظُلمت، فالمشكلة ليست في اللعبة إنما في الأشخاص والجماعات الذين أساءوا اليها بحماقتهم وجهالتهم، فأجريت بحث مضني لتوثيق ما أعرفه عنها بالرجوع إلى العديد من المصادر التاريخية عن مدينة جدة ومجتمعها منها كتاب «جدة.. حكاية مدينة» لمؤلفه الأستاذ محمد يوسف طرابلسي، و «جدة والجداويون في ذاكرة الإنسان»، لـ أ.د عبد الرزاق سليمان أحمد أبو داود، و «تاريخ جُدة من أقدم العصور حتى نهاية العهد العثماني» للأستاذ عبد الإله بن عبد العزيز باناجه، وجميعها أكدت أنها اللعبة الشعبية الأولى لأهالي جدة منذ زمن بعيد، وكانوا يتعلمونها من الصغر ويمارسونها في المناسبات البهيجة، ويحدث أحياناً مشاجرات بين خصوم يتولى شيخ الحارة وكبار رجالاتها السيطرة عليها مع العقلاء من اللاعبين، وبالفعل حدث أن أزهقت بعض الأرواح خلال اللعب، وفي العصر الحديث كان للدولة دور كبير في السيطرة على تلك الممارسات السلبية.

    وعلى ما اعتقد أن غياب دور عمد وشيوخ الحارة في الوقوف على المزامير حالياً اتاح فرصة للحمقى والجهلة والصيع أن يشوهوا جوهر اللعبة، فعلى ما أذكر في صغري كنت أسمع بأشهر المزامير وعمد الأحياء الذين لا يجرؤ أحد أن يثير المشاكل في حضورهم مثل الشيخ محمود أبوداود الذي كان من أشهر لاعبي المزمار واصبح عمدة لمحلة القريات والثعالبة لنحو 25 عام، الشيخ صالح أبو الشامات عمدة الكندرة، الشيخ عمر باعيسى في حارة الشام، والشيخ جميل سلامة في البغدادية وغيرهم.

    وعلى ضوء ما توصلت إليه من بحثي فإنني أشدد على أهمية الحفاظ على هذه اللعبة بجوهرها الجميل كأحد الفنون الشعبية الأصيلة بدلاً من إهمالها وتركها للجهلة والصيع والحمقى، وإبعاد أجيالنا الصاعدة عنها فيصبحون عرضة لفقدان الهوية الثقافية مع ضرورة تطويرها بما يتناسب مع تطلعاتهم بتحويلها إلى فن استعراضي ورياضي عالمي يواكب العصر الحديث ويستفاد منه اقتصادياً من خلال الفنون والصناعات والعروض المرتبطة به أسوة بما تم من تطوير لألعاب الفنون القتالية للدفاع عن النفس الـ martial arts «الكونغ فو، الكاراتيه، الجودو…الخ» التي تحولت إلى ألعاب رياضية تنافسية واستعراضية انتشرت من بلدان الشرق الأقصى للعالم، فلقد نبهني أحد الأصدقاء من خبراء «لعبة المزمار» بأنها «لعبة» وليست «رقصة» وأصلها مهارة الدفاع عن النفس بالعصا تؤدى من قبل الفتوات والأبطال لصد الهجوم من شخص أو أكثر وتسمى بـ «المقاشعة» وهي من فعل قشَعَ كقشَع القوْمَ أي فَرّقَهُمْ وأذهبهم.

    كذلك تحويل الزومال «الغناء المصاحب للمزمار» إلى فن عالمي قياساً على فن غناء الراب ورقص الهيب هوب الذي غزى العالم حتى أننا أصبحنا ندرجه في الكثير من فعاليتنا المحلية بعد أن كان غناء ورقص شوارعي في أحياء مدن أمريكا الشعبية بدأه في السبعينيات الميلادية الأمريكان الأفارقة للتعبير عما يتعرضون له من عنصرية وظلم وما يعانونه من فقر وبطالة، وتطور ليصبح فن انقسم إلى نوعين نوع يسمى بالراب ما تحت الأرض أو السفلي تستخدمه عصابات الإجرام والمخدرات، وآخر إيجابي وجاد تبناه عدد من نجوم الفن، ولعب نجم البوب «مايكل جاكسون» دوراً بارزاً في ذلك حينما حوله إلى فن غناء ورقص استعراضي غزى به ثقافات العالم، فجلب منه مئات الملايين من الدولارات أضافت إلى الناتج القومي الأمريكي، فتسابقت فرق الهيب هوب الشوارعية للانضمام إلى فرق النجوم العالمية بدلاً من فرق عصابات الإجرام والمخدرات.

    وبرأيي لو أن نجوم فننا السعودي الآن اهتموا بلعبة المزمار وتطويرها أسوة بما فعله رواد الفن السعودي أمثال الموسيقار طارق عبد الحكيم، الموسيقار عمر كدرس، الموسيقار د. غازي علي، الفنان لطفي زيني لكان للعبة المزمار شأن آخر.


    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    Share
  • رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية

    رقصة المزمار من جدة التاريخية لرؤية مستقبلية
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/06/23م

    تشهد محافظة جدة من 8 يونيو إلى 18 يوليو 2019م نحو 150 فعالية ضمن موسم جدة تحت شعار «بحر وثقافة» في كلا من منطقة جدة التاريخية (البلد)، وحي الحمراء، والواجهة البحرية، وأبحر، ومدينة الملك عبد الله الرياضية، يتخللها عدد من الفعاليات والبطولات والمهرجانات الدولية للكبار والصغار تستضيف من خلالها كوكبة من الشخصيات والمطاعم العربية والعالمية، بهدف توفير أفضل الفعاليات العالمية الترفيهية والسياحية والثقافية المتنوعة لتعزيز إسهام المملكة في مجالات الفنون والثقافة والرياضة والترفيه.

    وأكثر ما أثار اهتمامي واعجابي هو إدراج رقصة «المزمار» في برنامج فعاليات جدة التاريخية «البلد» ليلياً من 9م – 11م بعد غيابها عن كثير من المناسبات والفعاليات الرئيسية، رغم أنها من أشهر الفنون والرقصات المتأصلة في الحجاز منذ القدم، على عكس مما يعتقده خطأً البعض من غير محبي هذه الرقصة بانها لا تعني للموروث الثقافي السعودي أو العربي أي شيء وأنها مستوردة من غرب أفريقيا، والصحيح أنها موروث شعبي أصيل اشتهرت في جدة ومكة والمدينة والطائف وينبع والقنفذة والليث كرقصة جماعية جمالية رائعة تمارس في الزواجات والمناسبات السعيدة خصوصاً الأعياد، واعتمدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في الثاني من ديسمبر 2016م في اجتماعهم بإثيوبيا ضمن قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بعدما قدمت وزارة الثقافة والإعلام السعودي في يونيو 2015م ملفاً متكاملاً عنها.

    وبرأيي إن إدراج المزمار ضمن فعاليات جدة التاريخية اختيار صائب حيث عرف تاريخياً أن أبناء جدة كانوا يتدربون ويتمرسون على رقصة المزمار وأنغامه وأهازيجه منذ الصغر مع أقرانهم في الحارة فهي تستلزم مهارة الرقص بعصا تسمى «الشون» أو «العود» بلفها مروحياً بين الأصابع مع ضبط حركة القدمين على أنغام وأهازيج وإيقاعات تسمى «الزومال» أثناء الدوران حول نار موقدة في وسط ميدان اللعب، تنتهي بدوران اللاعب حول نفسه مع لف العصا دون إسقاطها بالتزامن مع لاعب آخر يشاركه الأداء بنفس الطريقة.

    وحبذا لو تم توسيع نشر الرقصة لتشمل كافة مواقع فعاليات موسم جدة «حي الحمراء، الواجهة البحرية، أبحر، مدينة الملك عبد الله الرياضية» وأن تكون عنصر أساسي في كافة فعاليات المنطقة، لأن رقصة المزمار كانت تقام خلال المناسبات والأعياد بالتزامن في أحياء جدة الرئيسية كمزمار حارة يمن، حارة الشام، المظلوم…الخ، وبتوسع جدة إلى خارج السور استمرت العادة بإقامة المزمار خلال المناسبات والأعياد في الأحياء الجديدة المختلفة مثل الكندرة، القريات، حارة برة…الخ.
    وأن تطور لتكون لعبة رقص ترفيهية وتنافسية تنظم بين ممارسيها من أحياء جدة ومدن المنطقة المحيطة بها حيث أن لها قواعد وقوانين تجعلها قابلة لذلك، فلها لباس محدد يتباهى به اللاعبون وهو الثوب والعمامة الحجازية الألفية البرتقالية اللون، والصنف اليماني أو الحلبي الذي يوضع على الكتف، والحزام العريض على الوسط المسمى بالـ «البقشة».

    وقوانينها تقوم على اصطفاف لاعبين قد يصلون الى 100 رجل يتحلقون حول نار موقدة في وسط ميدان اللعب ويقف على الصف شيخ الحارة أو أحد كبارها لضبط اللعب تفادياً لحدوث أي مواجهات بين اللاعبين، ويبدأ قائد اللعب بترديد أهازيج «الزومال» ويرد عليه أفراد الصف بالجواب على أنغام إيقاعات «العدة» وهي «النقرزان: مزهر مغطى بالجلد يدق عليها بعصوان صغيرتان بإيقاع معين لا يقبل التغيير، العلبة: إطار خشبي دائري مغطى بالجلد يضرب عليه المعلب على طرفه بيديه بأكثر من أيقاع تسمى بالتشاكيل، المرواس أو المرد: مثل البرميل الصغير مغطى بالجلد من الجهتين يضرب عليه باليدين ووظيفته الرد على النقرزان، المرجف: شبيه بالعلبة في الشكل إلا أنه أكبر حجماً وصوته أرخم من العلبة»، وعلى وقع تلك الإيقاعات والأنغام، يتفاعل اللاعبون المصطفون من الفريقين بترديد أهازيجهم التي تعبر عن واقع الحال أثناء اللعب مثل الترحيب، التفاخر، البطولة، …الخ، وتتوالى الأهازيج واحدة تلو الأخرى، ومن المهم أن يكون أدائها بطريقة إيقاعية مميزة وممتعة للاعبين والحضور، ويبدأ «الجوش» وهو عبارة عن نزول لاعب من كل صف يدوران حول النار يظهر كل منهما مهارته في الرقص بالعصا وتدويرها بين أصابعه ويده وحماية نفسه بحركات رجولية بديعة لفترة محددة ثم يفسحان المجال للاعبين أخرين بطريقة منظمة.

    وهذه القواعد تجعل من السهل وضع قوانين منهجية تجعل من الرقصة لعبة تنافسية مقننة تمكن لجنة تحيكم من خبراء في فنون وقواعد اللعبة بتسجيل نقاط للفرق المتنافسة وتقييم الأفضل منهم في جمال وتكامل الزي، مهارة الرقص والدوران مع لف العصاء على الإيقاع، تناغم الإيقاعات وجودة كلمات وأداء الزومال والمرددين، مع الأخذ في الاعتبار تطوير صناعة عصي اللعب لتكون أمنة على اللاعبين، والعدة لتناسب الآلات الإيقاعية الحديثة.

    وعلى ما أعتقد إن نشر هذه الرقصة بهذا الطرح الجديد سيعطيها زخماً يواكب تطلعات ورغبات محبي وعشاق لعبة المزمار بكافة فئاتهم العمرية والأجيال الصاعدة التي لم تعرف المزمار من قبل، كما سيجعلها رقصة شعبية قابلة للتدريب بمنهجية والانتشار عالمياً كغناء الراب ورقص الهيب هوب الذي انتشر إلى العالمية من الأحياء الشعبية الأمريكية في سبعينيات القرن العشرين الميلادية.

    وعلى أي حال إن فكرة تطوير رقصة المزمار هي امتداد لما قام به رواد الفن السعودي الحديث حينما ألف الفنان الراحل لطفي زيني أشهر وأقوى زومال «يا سارية خبريني» لحنه وأداه الموسيقار الراحل عمر كدرس في مسرح التلفزيون مصحوباً بعرض لرقصة المزمار لأول مرة على شاشة التلفزيون، وأعادها في العام 1984م مع فرقة الفنون الشعبية السعودية التي أسسها الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم ومن خلالها طور عرض رقصة المزمار والفنون الشعبية الأخرى وقدمها في العديد من المهرجانات العربية والعالمية.

    رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

    Share
  • همسة طاهر زمخشري لابنته ابتسام

    همسة طاهر زمخشري لابنته ابتسام
    Share

    نشرت هذا المقال على صحيفة الوطن السعودية في 11 يوليو 2021

    انتقلت إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضي 09 يوليو 2021 خالتي السيدة «ابتسام» صغرى بنات الأديب طاهر زمخشري – رحمهما الله – عن عمر ناهز 75 عامًا متأثرة بمضاعفات فيروس كورونا الذي لا يزال يحصد مزيدًا من ضحاياه حول العالم بـ4,046,629 حالة وفاة في 220 بلدًا وإقليمًا حول العالم.

    وللمصادفة العجيبة أنها توفيت في ذات تاريخ اليوم الذي كان الأديب قد كتب لها فيه رسالة أدبية ذاتية اتسمت بالبلاغة وقوة الكلمة أباح فيها بما في وجدانه من أحاسيس وأشجان قائلًا:

    «ابنتي ابتسام….

    لقد تعود الناس أن يقدموا لإنتاجهم بما يرتبط وهذا الإنتاج، وأما أنا فقد آثرت أن أتوجه إليك بكلمة مقتضبة أهمس بها في أذنك، كلمة أبين فيها الدور الذي لعبته في حياتي الطويلة الحفيلة بالكفاح.

    ولقد أديته بإتقان، ولكن فصول الرواية لم تنته بعد ما دام في العمر بقية، ودورك لا يزال مكانه، وستؤدينه بنفس القوة والنجاح.

    والرواية هذه هي قصة كفاح أبيك، فقد كان شابا يحمل نفسًا طموحًا تريد أن تثبت وجودها في الحياة.. كعضو عامل في المجتمع.

    ولكنه كان يعيش بين كوارث تلاقت أطرافها حول هذه النفس الطموح، فبدلًا من أن تثبط عزمها، وتحد من نشاطها جعلتها أقدر على مجالدة الحياة.. ومصابرة ما تأتي به الليالي، والليالي من الزمان حبالى كما قال الشاعر..

    فقد جاءتني بالمصائب تترى لتقوض عودي.. فزادتني صلابة.. حتى كان مساء يوم تدجى بياضه في نظري بما يحيط بي من كوارث أبسطها فقدان والديَّ في أيام متقاربة، وإصابة بصري بمرض كاد يعشيني، في أيام كنت فيها أردد دائمًا:

    حنانيك يا دهر فحسبي مكائد وحسبي من شباب من مآسيك راكد

    وحسبي أني ما قضيت لبانتي من العمل حتى ضاع العمر واحد

    متى راح منه الحول خلَّف حسرة فلا هو مرتد ولا هو عائد

    ولم أكن وحدي آنذاك في مفترق الطرق أعاني ما أعاني.. بل كانت معي شريكة حياتي، ورفيقتي في الكفاح والدتك يرحمها الله.. التي كانت أقدر مني على احتمال الكارثة متى ثار إعصارها.. لم أكن أعتز بقدرتها هذه وحدها بل كانت فوق ذلك المشجع الذي يدفعني إلى السير كلما تعثرت بي الخطى، وهصرني الألم، وعصفت بي الشجون… في تلك الظروف السيئة التي كنا نعيشها معًا شجعتني على الاغتراب وأنا خلو الوفاض، زادي الأمل، وشراعي الصبر، واعتمادي على الله الذي يكفل الرزق ويمنح السراء ويكشف الضراء..

    فغادرت الوطن وتركتها وفي يدها أختاك وأخوك، وأنت في أحشائها لم تصافحي النور بعد، وغبت شهورا بلغ فيها بي اليأس منتهاه، فكتبت إليها من مصر أشرح لها فيها ما أعانيه.. وأترك لها حرية تسمية المولود حتى وضعته وأنا ما أزال في الغربة.

    وفعلًا تسلمت الرسالة بعد أن وضعت المولود بأربعة أيام، وبكت من أجلي طويلًا، وحررتْ لي جوابًا تقول فيه: «ابتسم للحياة، وإننا في مقتبل العمر، وقد صافحت ابتسام الحياة فعلًا بالمولودة التي وضعتها» هذه المولودة هي أنت يا ابنتي الحبيبة!!

    ولكن لم أكد أعود إلى الوطن وفي يدي ديواني الأول أحلام الربيع حتى وجدتها تقاوم العلة، وتصارع الداء، وشاء القدر أن يقول كلمته فافترستها يد المنون، وقد تخطيت الحول الأول من عمرك المديد إن شاء الله بأيام معدودات، ومن يومها وأنا أردد كلما تذكرتها..

    هي في أكفانها نائمة وأنا الساهر وحدي للأنين

    لو تقاسمنا الردى من يومها كنت في قبري بين النائمين

    ولا يكاد يقع بصري عليك، وأنا في مفترق الطريق.. حتى أسمع صدى صوتها الناعم النغوم، وهو يدغدغ إحساسي ومشاعري ووجداني بعبارتها «ابتسم للحياة»

    ولقد تفًّتحت كالوردة في أحضان حياة مريرة قوضت كيان الأسرة، وبعد أن ابتسم فيك الربيع – قذفت بي وإياك في أتون من المآسي.. فكان عزائي ابتسامتك الرقيقة البريئة، هذه الابتسامة التي أعيشها في ظلال معناها وكانت رفيقي في غربتي، الرفيق الذي ضمد جراحي وحمل عني الكثير من العبء وصبر وصابر، وهيأ لي الجو السعيد الذي كتبت فيه هذه الصفحات..

    فإليه أهديها.. تحية من أب، ودعاءً صادقًا صادرًا من الأعماق أن تظلله السعادة الوارفة، ويشمله رضاء الله، ويكتب له التوفيق.

    طاهر عبد الرحمن زمخشري

    القاهرة 9 يوليو 1963م

    18 صفر 1383هـ».

    لقد لخصت تلك الرسالة التي وضعها الأديب في مقدمة ديوانه «عودة الغريب» جانب من سيرته الذاتية المرتبطة بزوجته، وابنته «ابتسام» التي كان لها دورًا مهمًا في حياته، واحتفظت في ذاكرتها بالكثير من قصصه وذكرياته التي رواها لها أو عاصرتها إبان حياتها معه، ومنها ما نقلته لي عن قصة قصيدة «إلى المروتين» التي لحنها وغناها الموسيقار طارق عبدالحكيم، وكانت صحيفة «الوطن» نشرت تلك القصة ضمن مقالها «سبط الزمخشري يكشف زخم الحج في شعر جده» في عددها 6540 الصادر بتاريخ 26 أغسطس 2018، واكتسبت منه ثقافتها وميولها الأدبية بمرافقتها له منذ نعومة أظافرها، إذ كتبت مجموعة من القصائد والخواطر النثرية جمعتها على مدى السنين وكانت بصدد نشرها لولا حيلولة ظروفها الصحية دون إنجاز ذلك المشروع.

    وبرحيلها طويت صفحة أحد المصادر المهمة عن حياة الأديب.

    وقد وريت الفقيدة الثرى بمقبرة ذهبان شمال محافظة جدة، تاركة وراءها 4 من الأبناء وابنة من الرضاع، و11 حفيدًا ذكور وإناث. وشقيقتها التي تكبرها وذلك بعد وفاة كل من شقيقها فؤاد ثم كبرى أخواتها سميرة.

    فرحمهم الله جميعًا رحمة واسعة وجمعهم في جنات النعيم.


    رابط المقال على صحيفة الوطن السعودية

    Share
  • التقرير الثاني لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع

    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الثاني لأعلى 10 مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي أظهر بأن «لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل» قد حصد أعلى مشاهدة. تلاه مقال «رواية الحب المفقود في بلاد الحبشة» ثم «التقرير الأول لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع».

    وفيما يلي قائمة الأعلى 10 مشاهدة لهذا الأسبوع:

    لقائي مع إذاعة نداء الإسلام بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل – 117 مشاهدة

    رواية «الحب المفقود في بلاد الحبشة» – 107 مشاهدة

    التقرير الأول لأعلى 10 مشاهدة في أسبوع – 98 مشاهدة

    “بلو” أول كفيف يدشن موقع مرخص للنشر الإلكتروني – 29 مشاهدة

    أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا – 19 مشاهدة

    لغة برايل في ظل جائحة كورونا – 17 مشاهدة

    ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م – 11 مشاهدة

    جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في مجال العمل الاجتماعي 2015 – 9 مشاهدات

    لقائي مع صباح العربية – يوم الأمل مجموعة MBC تفتح العيون على إبصار – 8 مشاهدات

    دردشات الصومعة: يوم الموسيقى العالمي والغياب العربي – 8 مشاهدات

    Share
عدد المشاهدات 997
Share