Share
  • اليوم الوطني ولغة الإشارة في ظل جائحة كورونا

    Share

    تحت شعار “همة حتى القمة” تحتفل المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2020م بيومها الوطني الـ 90 وهو اليوم الذي تم فيه تحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية بموجب الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز في 17 جمادى الأولى عام 1351هـ ورقم (2716) والذي نص على تحويل اسم “المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها” إلى اسم ” المملكة العربية السعودية” وتلقيب ملكها بــــ “ملك المملكة العربية السعودية” بناء على مقترح رفع كبرقية من عدد من الأهالي في 12 جمادى الأولى 1351هـ وممن شارك في صياغتها (فؤاد حمزة، صالح شطا، عبدالله الشيبي، محمد شرف رضا، عبدالوهاب نائب الحرم، إبراهيم الفضل، محمد عبدالقادر مغيربي، رشيد الناصر، أحمد باناجه، عبدالله الفضل، خالد أبو الوليد القرقني، محمد شرف عدنان، حامد رويحي، حسين باسلامه، محمد صالح نصيف، عبدالوهاب عطار)، أعقب ذلك احتفالات شعبية عمت أرجاء البلاد اكبرها احتفال أهالي الرياض الذي شرفة حينها الأمير سعود بن عبد العزيز، وحفل مكة المكرمة الذي شرفة الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك.

    ومن حينها تم اعتماد هذا الاسم تحت راية المملكة العربية السعودية التي شارك في تصميمها مستشار الملك عبد العزيز السياسي «حافظ وهبه»، وأخذت الدولة على عاتقها أمانة أهم المسؤوليات وهي خدمة الحرمين الشريفين والعناية بأمن وسلامة زوارهما من شتى بقاع الأرض، وتوفير كل سبل الراحة لهم لتمكينهم من أداء مناسكهم على أكمل وجه كما يحب ربنا ويرضا وهذا شرف كبير نحمد الله عليه.

    تلك لمحة سريعة عن ذكرى يوم توحيد هذه البلاد المباركة التي بنيت على أساس الشورى بين القائد وشعبه، وهذه من أهم رواسخ وأسباب نجاح الدولة التي توالت إنجازاتها منذ ذلك الحين عاما بعد عام، متجاوزة الكثير من الصعاب والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    وفي هذه السنة حلت ذكرى يومنا الوطني 90 والبلاد تمر بأحد أكبر التحديات في تاريخها على الاطلاق وهي جائحة كورونا «كوفيد-19» التي عمت دول العالم إذ احتلت المملكة العربية السعودية المركز 16 من بين 213 بلد وإقليم حول العالم بعدد إصابات 330,798 توفي منهم 4,542، وقد بلغ إجمالي المصابين حول العالم 31,656,010 حالة أعلاها الولايات المتحدة الامريكية بـ 7,059,688 توفي منهم 204,913، الهند 5,639,106 توفي 90,006، البرازيل 4,566,123 توفي 137,445، روسيا 1,115,810 توفي 19,649، بيرو 772,896 توفي 31,474، كولمبيا 770,435 توفي 24,397.

    وبفضل الله أوشكت المملكة العربية السعودية على تجاوز آثار تلك الجائحة، ثم بفضل الجهود التي بذلتها حكومتها الرشيدة للحفاظ على سلامة وصحة رعاياها من المواطنين والمقيمين، كما أنها واكبت العالم بإحياء كافة الأيام والمناسبات الدولية رغم الجائحة.

    وفي هذا السياق أشير إلى «اليوم الدولي للغات الإشارة» الذي تحتفل به المملكة مع دول العالم في 23 سبتمبر من كل عام بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 72/161 في 19 ديسمبر 2017. بناء على اقتراح من الاتحاد العالمي للصم الذي يضم 135 جمعية وطنية للصم (تمثل في مجموعها 70 مليون أصم في العالم)، ووقع الاختيار على تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ انشاء الاتحاد في عام 1951م الذي من أهم أهدافه الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.

    وقد أشار القرار إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمراً حيوياً لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلب بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ “لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا”.

    وقد احتفل العالم باليوم الدولي للغة الاشارة لأول مرة في العام 2018م ضمن فعاليات الأسبوع الدولي للصم الذي احتفل به لأول مرة في العام 1958م، وفي هذا العام 2020م أطلق الاتحاد الدولي للصم “تحدي القادة العالميين“، بهدف تعزيز استخدام لغات الإشارة من قبل القادة المحليين والوطنيين والعالميين بالشراكة مع الجمعيات الوطنية للصم في كل بلد، فضلاً عن المنظمات الأخرى للصم. حيث يوجد 72 مليون أصم في كل أنحاء العالم بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم. يعيش 80% من أولئك الصم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة. وتوجد لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وأثناء ترحالهم وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية. وتعتبر تلك اللغة شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية. ولغات الإشارة هي لغات طبيعية مكتملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكلياً عن لغات الكلام التي تتعايش معها جنبا إلى جنب، وتقر اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة وتشجعها. فهي توضح أن لغات الإشارة متساوية في مكانة اللغات المنطوقة وتُلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلمها وتعزيز الهوية اللغوية لمجتمع الصم.

    ويعتبر شح عدد مترجمي لغة الإشارة في المملكة من أكبر التحديات التي تواجه مجتمع الصم الذين تبلغ نسبتهم «1.4%» من إجمالي السكان وفق إحصائية الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017م ، إضافة إلى ضعف تعليمهم القراءة والكتابة باللغة العربية مما يؤثر سلباً على اندماجهم في المجتمع واستمراريتهم في التعليم.

    واغتنم فرصة هذا اليوم الوطني بالدعوة إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بتكثيف الاهتمام بلغة الإشارة ونشرها خصوصاً في فعاليات اليوم الوطني. كما أدعو الشباب بجميع فئاتهم الاحتفال بهذه المناسبة بصورة حضارية تعكس مستوى الرقي الذي وصل إليه مجتمعنا في ظل قيادة كحومة خادم الحرمين الشريفين، واختم دردشتي هذه بما قاله الأديب الراحل طاهر زمخشري في احتفال اليوم الوطني لعام 1978م.

    هتف السعد بنا في فجر عيد *** راقص الاشعاع بسام الورود

    وتخطى كل أبعاد المدى *** بصدى الفرحة باليوم المجيد

    لبلاد بسط الخير بها *** ظله الوارف بالعيش الرغيد

    لبلاد نشر الامن لها *** فيئه الزاهر بالعهد السعيد

    يشهد التاريخ أنا أمة *** تعبر الدرب على خطو الجدود

    بالدم الصارخ في أعراقنا *** قد حفظنا حوزة المجد التليد

    Share
  • سلامة المرضى في ظل جائحة كورونا

    Share

    يحتفل العالم يوم الخميس 17 سبتمبر 2020م بـ «اليوم العالمي لسلامة المرضى» الذي أقرته منظمة الصحة العالمية منذ العام الماضي بموجب القرار ج ص ع 72-6 في مايو 2019م. بهدف تعزيز الفهم العالمي لسلامة المرضى وتكثيف مشاركة الجمهور في مأمونية الرعاية الصحية والنهوض بإجراءات عالمية ترمي إلى تحسين سلامة المرضى والحد من الأذى الذي يصيبهم. ويترسخ أصل هذا اليوم في المبدأ الأساسي للطب ألا وهو “عدم الإضرار في المقام الأول”.

    ويأتي احتفال هذا العام في ظل تحدي وتهديد كبير لم يسبق له مثيل على الاطلاق لنظم الرعاية الصحية في دول العالم من حيث سلامة المرضى بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) التي لا تزال تعصف بدول العالم اذ اصابت حتى الآن 29,293,253 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 6,721,925 إصابة توفي منهم 198,691، الهند 4,878,042 توفي 80,026، البرازيل 4,335,066 توفي 131,736، روسيا 1,068,320 توفي 18,635، البيرو 729,619 توفي 30,710، كولومبيا 716,319 توفي 22,924 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 16 بـ 326,258 إصابة توفي منهم 4,305 شخص.

    وقد ضغطت الجائحة على النظم الصحية في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن للنظم الصحية أن تؤدي وظائفها دون العاملين الصحيين، ومن الأساسي وجود قوى عاملة صحية مطلعة ومؤهلة ومتحمسة لتوفير رعاية مأمونة للمرضى.

    وبحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة على موقعها الإلكتروني فإن جائحة كوفيد-19 سلطت الأضواء على التحديات الهائلة التي يواجهها العاملون الصحيون حالياً على الصعيد العالمي. فالعمل في ظل ظروف مجهدة يفاقم المخاطر التي تتعرض لها سلامة العاملين الصحيين وتشمل إصابتهم بالعدوى ومساهمتهم في حدوث فاشيات في مرافق الرعاية الصحية، وحصولهم المحدود على معدات الوقاية الشخصية وغيرها من وسائل الوقاية من العدوى ومكافحتها أو تقيدهم المحدود باستخدامها، والتسبب في أخطاء يمكن أن تلحق الأذى بالمرضى وبأنفسهم. ويتعرض العاملون الصحيون في عدة بلدان بصفة متزايدة لمخاطر الإصابة بالعدوى والعنف والحوادث والوصم والإصابة بالمرض والوفاة. وقد حثت المنظمة جميع الجهات صاحبة المصلحة على “تأييد سلامة العاملين الصحيين”.

    وبهذه المناسبة تعتزم المنظمة تنظيم مجموعة من الأنشطة الافتراضية والأنشطة الأخرى لإحياء اليوم العالمي لسلامة المرضى والاحتفال به بإضاءة المعالم الأثرية والمواقع الشهيرة والأماكن العامة باللون البرتقالي بالتعاون مع السلطات المحلية، كعلامة مميزة للحملة العالمية، وهي أيضاً بادرة احترام وامتنان إزاء جميع العاملين الصحيين.

    ويهدف احتفال هذا العام إلى إذكاء الوعي على المستوى العالمي بأهمية سلامة العاملين الصحيين وصلاتها بسلامة المرضى، إشراك العديد من الجهات صاحبة المصلحة واعتماد استراتيجيات متعددة الوسائط لتحسين سلامة العاملين الصحيين والمرضى، تنفيذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب جميع الجهات صاحبة المصلحة للاعتراف بسلامة العاملين الصحيين كأولوية لضمان سلامة المرضى والاستثمار في هذا الصدد، التقدير الواجب لتفاني العاملين الصحيين وعملهم الدؤوب، ولا سيما في السياق الحالي لمكافحة مرض كوفيد-19.

    ومن هذا المنطلق ادعو إلى اغتنام هذه المناسبة بتذكر العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين فقدوا حياتهم من أجل سلامة مرضى «كوفيد-19»، وذلك بكتابة أسمائهم باللون البرتقالي على كافة بوابات الوزارات الصحية الإلكترونية والمستشفيات التي عملوا بها وتقديم الاوسمة التقديرية لأسرهم، وفاء منا لهم ولأسرهم وزملائهم الذين شاركوهم تلك التضحية، وتوعية وتثقيف منسوبي قطاعات التعليم بجميع مراحله بأن سلامة العاملين الصحيين أساس لسلامة المرضى وأن غسل اليدين والتعقيم أساس لسلامة المرضى وحمايتهم من العدوى، والتأكيد على أهمية تكثيف المواد الدراسية العلمية التي تعنى بسلامة المرضى في جميع البرامج الاكاديمية الصحية والطبية بدء من سنتها الأولى وحتى التخرج.

    كما أدعوا عموم الكتاب والإعلاميين بذكر أحد أسماء أبطال الصحة الذين أصيبوا أو فقدوا حياتهم في موجهة جائحة كورونا وبدوري أذكر فقيدة المدينة المنورة الممرضة الراحلة نجود خليل الخيبري ذات الـ 45 ربيعاً والأم لـ 4 أبناء (3 بنات وأبن) التي توفيت في يونيو الماضي بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد أثناء عملها، ودشن أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز مستشفى باسمها تكريماً لها، وقال وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، إنه تم تسمية المستشفى باسم “مركز نجود الطبي”، تقديرا لجهود الممرضة الراحلة نجود الخيبري في خدمة المرضى وعرفاناً لجهود الممارسين الصحيين. واختم دردشتي هذه بقول الشاعر محمود الوراق:

    وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ *** إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيبا

    فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ *** فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا

    Share
  • العمل الخيري ومحو الأمية في ظل جائحة كورونا

    Share

    احتفل العالم يوم السبت 5 سبتمبر 2020م باليوم الدولي للعمل الخيري الذي تعلنه الأمم المتحدة سنوياً بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.

    وأتى احتفال هذا العام والعالم في أمس الحاجة إلى العمل الخيري أكثر من أي وقت مضى بسبب جائحة كورونا التي اصابت حتى الآن 27,430,424 شخص حول العالم اعلاهم أمريكا بـ 6,475,505 حالة توفي منهم 193,399، الهند 4,276,777 توفي 72,809، البرازيل 4,139,257 توفي 126,736، روسيا بـ 1,030,690 توفي 17,871، بيرو 689,977 توفي 29,838، كولومبيا 666,521 توفي 21,412، واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 16 بـ 321,456 حاله توفي منهم 4,107 شخص.

    فوق تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية الصادر عن البنك الدولي (يوليو 2020) يتوقع أن تؤدي جائحة كورونا إلى سقوط 71 مليون شخص في براثن الفقر المدقع على أساس خط الفقر الدولي (1.90 دولار) للفرد في اليوم في ظل السيناريو الأساسي، وأما في ظل سيناريو تدهور الأوضاع فسيرتفع هذا العدد إلى 100 مليون شخص، وأن اقتصادات الأسواق الصاعدة والبلدان النامية ستشهد انكماشا نسبته 2.5% هذا العام، وهو أول انكماش لها كمجموعة منذ 60 عاما على الأقل. ومن المتوقع أن ينخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل بنسبة 3.6%، متسببا في سقوط ملايين من الناس في براثن الفقر المدقع هذا العام.

    وعلى ضوء ذلك نلتمس مدى الحاجة الماسة للعمل الخيري بجميع أشكاله وأنواعه. وأدعو قطاعات العمل الخيري في بلادنا بتكثيف برامجها الخيرية وتنوعيها خصوصاً المرتبطة بدعم التعليم في ظل التعليم عن بُعد ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كوفيد 19 الذي ترتب عليه أعباء مالية إضافية على أولياء الأمور تستلزم إطلاق برامج خيرية لتوفير مستلزمات التعلم عن بُعد مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية وملحقاتها.

    ومن جانب أخر يحتفل العالم يوم الثلاثاء 08 سبتمبر باليوم الدولي لمحو الأمية تحت شعار “محو الأمية في أثناء كوفيد – 19 وما بعدها” فبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» غابت برامج محو أمية الكبار في العديد من البلدان عن الخطط التعليمية الأولية للتصدي للجائحة، فتوقفت معظم هذه البرامج واقتصرت على استمرار بعض الدورات بطريقة افتراضية، إما عبر الإذاعة والتلفزيون أو عبر إقامتها في الهواء الطلق.

    لذللك سيركز اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام على تعليم القرائية وتعلّمها في ظلّ تفشي جائحة “كوفيد-19” وما بعدها، مع التركيز على دور المربّين وأصول التربية. وسيسلط موضوع احتفال هذا العام الضوء على تعلّم القرائية من منظور التعلّم مدى الحياة، ولذلك سيركز بصورة رئيسية على الشباب والكبار. كما سيقدم فرصة للتفكير في كيفية استخدام أصول التربية وأساليب التعليم المبتكرة والفعالة في برامج محو أمية الشباب والكبار بغية التصدي للجائحة وما بعدها، ومناقشة كيفية استخدامها. وسيفسح هذا اليوم المجال أمام تحليل الدور الذي يضطلع به المربون، وتحليل السياسات والنظم والحوكمة والتدابير الفعالة التي من شأنها دعم المربين وعملية التعلّم. وستستهل اليونسكو من خلال إقامة مؤتمر افتراضي نقاشاً جماعياً عالمياً من أجل وضع تصور جديد لتعليم القرائية وتعلّمها للشباب والكبار في مرحلة ما بعد جائحة “كوفيد-19″، بغية تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.

    وقد بدأ الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية في الثامن من سبتمبر من كل عام منذ العام 1967م بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، ولتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.

    وبالعودة إلى اليوم الدولي للعمل الخيري الذي تحتفل به الأمم المتحدة في الخامس من سبتمبر من كل عام بموجب قراراها رقم 67/١٠٥ في ١٧ ديسمبر ٢٠١٢م إحياء لذكرى وفاة الأم تيريزا التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979م تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدا للسلام العالمي.

    أغتنم هذه الفرصة أيضاً للتذكير برموز العمل الخيري في تاريخنا اللذين يستحقون تذكير نشأنا بهم في مثل هذه المناسبات للاقتداء بهم مثل ثالث الخلفاء الراشدين الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي كان من أكثر الصحابة في الإنفاق والعمل الخيري حتى أن أوقافه الخيرية لا تزال ينتفع بها حتى يومنا هذا وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما تبرع بتجهيز جيش العسرة «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم»، كذلك الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه الذي لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ «أبي المساكين» من شدة حبه لهم والإحسان إليهم وإطعامهم وخدمتهم، وفي عصرنا الحديث الحاج محمد علي رضا زينل رحمه الله الذي لقب بـ «أبي الفقراء» لحرصه على مساعدة الفقراء وسد احتياجاتهم، ودعمه للأعمال الخيرية والتوعوية، وإرسال الطلاب النابهين إلى الدراسة في الهند وتكفله بمساعدة أسرهم على المعيشة سواء في جدة أو مكة قبل قيام المدارس والجامعات في بلادنا، كما تحمل خسارة مائة تاجر من كبار تجار اللؤلؤ بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي، ولم يقتصر عمله الخيري على مساعدة المحتاجين فقط بل امتد ليشمل مكافحة الأمية ونشر التعليم بتأسيسه أول مدارس عصرية ونظامية «مدارس الفلاح» في جدة عام 1905م ثم في مكة وعدد من الدول العربية، ودعم الطلاب الفقراء المنتسبين إليها بتخصيص مصروف شهري لتمكينهم من مواصلة دراستهم. ولعب دوراً بارزاً في إطعام أهالي جدة وسد حاجاتهم إبان المجاعة التي عمت بلاد الحجاز بسبب الحرب العالمية الأولى.

    واختم دردشتي هذه بما قاله الشاعر محمد بن علي (ابن هندي):

    الخير زَرْعٌ والفتى حاصدٌ *** وغاية المزروع أَن يُحْصَدا

    وأَسعدُ العالَمِ مَــن قَــدَّم الْــ *** إِحسان في الدنيا لينجو غدا

    وقال خليل مطران:

    باشروا الخير يدفع الشر عنكم *** إنمــا الخيـــر عصمة وســلام

    كل ضرب من الجميل جميــل *** غيــر أن العزيـــز فيــه التمام

    Share
  • تعليم الأطفال المكفوفين في ظل جائحة كورونا

    Share

    ينطلق مطلع الأسبوع القادم الموسم الدراسي 2020/2021م في العديد من الدول العربية في ظل ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا التي أصابت حتى الآن 23,870,506 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها أمريكا بـ 5,918,213 حالة توفي منهم 181,226، البرازيل 3,627,217 توفي 115,451، الهند 3,191,977 توفي 58,793، روسيا 966,189 توفي 16,568، جنوب أفريقيا 611,450 توفي 13,159، بيرو 600,438توفي 27,813 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 14 بـ  309,768حالة توفي منهم 3,722 شخص.

    واستدعت تلك الظروف فرض نظام تعليم مدرسي عن بعد بصورة مؤقتة كإجراء احترازي من تفشي العدوى.  ورغم ما مثله ذلك من حل عملي إلا أنه فرض تحديات وصعوبات على فئة الطلاب ذوي الإعاقة قد تعيق تحصيلهم الدراسي في بلدانهم فعلى سبيل المثال أوردت صحيفة الأنباء الكويتية بأن وزارة التربية الكويتية قررت “عدم السماح للمدارس الخاصة المعنية بذوي الإعاقة – من غير الإعاقات التعليمية. باستكمال العام الدراسي 2019/2020م أو بدء العام الدراسي 2020/2021 عبر وسائل التعليم عن بُعد. وعدم السماح للمدارس الخاصة المعنية بذوي الإعاقة باستقبال الطلاب وتقديم الخدمات التعليمية لهم من خلال مبنى المدرسة ما لم تحصل على موافقة الوزارة المسبقة على ذلك”، ونقلت صحيفة عاجل السعودية عن متحدثة التعليم العام السعودي ابتسام الشهري، بأنه سيتم إتاحة فصول افتراضية فردية لـ “ذوي الإعاقة”، مع المعلمين للتواصل بشكل فعال، كما يمكن حضورهم إلى المدرسة للمتابعة مع المعلمين عن قرب.

    وفي كلتا الحالتين سيواجه الطلاب ذوي الإعاقة صعوبة في مواصلة تحصيلهم الدراسي أسوة بأقرانهم الطلاب الأصحاء خصوصاً الطلاب المكفوفين في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية الذين يستلزم تعليمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل التواصل المباشر والتماس مع المعلم أو المعلمة وفي ظل عدم وجود إجراءات واضحة ومحددة سيحرمون من التعليم أو يتعرضون إلى مخاطر الإصابة بالعدوى.

    ومن جانب أخر أشير إلى تحدي قد يواجه عامة طلاب مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية وهو اضطرارهم إلى الجلوس أمام شاشات الحاسب أو الأجهزة اللوحية لساعات أطول من المعتاد بحكم التعلم عن بعد في ظل انتشار أمراض عيون تؤدي إلى الإعاقة البصرية في حالة عدم التدخل المبكر تجاهها مثل كسل العين، قصر النظر، الحول وغيرها من أمراض العيون الأخرى التي تصيب الأطفال لذلك وجب توجيه أولياء الأمور بضرورة إجراء فحص وقائي لعيون أطفالهم لدى عيادات عيون أطفال قبل بد الموسم الدراسي للتأكد من سلامة أعينهم من أمراض العيون المؤدية للإعاقة البصرية الممكن تفاديها.

    وبالعودة إلى مشكلة التحصيل الدراسي للأطفال المكفوفين أثناء التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا أرى ضرورة تعليمهم المباشر حضورياً مع اتباع إجراءات احترازية صارمة تتمثل في تعقيم الأسطح المكتبية وأجهزة وأدوات تعليم برايل والوسائل التعليمية الأخرى ولبس الكمامات وتقليص وقت التواجد في بيئة المكان الواحد، توزيع وسائل معلم برايل على الأسر لتمكينهم من مساعدة أبنائهم في تعلم طريقة برايل، إطلاق برامج إرشادية على المنصات التعليمية لتعليم الأسر كيفية تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بطريقة برايل وتقوية حاسة اللمس والمبادئ الأساسية للمهارات الحياتية اليومية وأختم دردشتي بقول الشاعر العباسي الكفيف بشار بن برد

    عَمِيتُ جَنِيناً والذَّكاءُ مِنَ العَمَى           فجِئتُ عجيبَ الظَنِّ، للعِلمِ مَوئلا

    وَغاضَ ضياءُ العَينِ للعِلمِ رافداً           لقَلبٍ إِذا ما ضيَّع النَّاسُ حَصَّلا

    Share
  • اليوم العالمي للعمل الإنساني في ظل جائحة كورونا

    Share

    يحتفل العالم يوم غد الأربعاء 19 أغسطس باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2009م تخليداً لذكرى مقتل 22 شخص بما فيهم السيد سيرجيو فييرا دي ميللو كبير موظفي الشؤون الإنسانية في العراق إثر الهجوم على فندق القناة بالعاصمة العراقية بغداد في 19 أغسطس 2003م.

    ويأتي احتفال هذا العام الحادي عشر تحت شعار (دعم يصون الأنفس في أثناء الجائحة) احتفاء بالأبطال الحقيقيين الذين وقفوا أنفسهم لمساعدة الآخرين في كل بقاع العالم في ظل أقسى الظروف، بحملة تركز على ما يدفع العاملين في المجال الإنساني إلى مواصلة أعمالهم في صون الأنفس وحمايتها على الرغم من الصراع وغياب الأمن وصعوبة الوصول إلى المحتاجين والمخاطر التي تعترضهم فيما يتصل بجائحة كوفيد – 19 التي أصابت حتى الآن 22,113,410 في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها أمريكا بـ 5,614,889 أصابه توفي منهم 173,804، البرازيل 3,363,235 توفي 108,654، الهند 2,732,218 توفي 52,280، روسيا 932,493 توفي 15,872، جنوب أفريقيا 589,886 منهم 11,982، بيرو  541,493توفي 57,023 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 13 بـ 301,323 حالة توفي منهم 3,470 شخص.

    وفي هذه السنة كانت جائحة كوفيد – 19 أكبر التحديات التي واجهت العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم وقد أدت صعوبة الوصول إلى الناس فضلا عن القيود التي فرضتها الحكومات إلى أن تصبح المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية هي التي في صدارة الجهات العاملة للاستجابة لهذه الجائحة.

    ويتزامن احتفال هذا العام مع تواصل الجهود العالمية المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد – 19 على مدى الأشهر الماضية، وتغلب عمال الإغاثة على عقبات وتحديات غير مسبوقة في الوصول إلى الناس في 54 دولة ومساعدتهم في أثناء الأزمات الإنسانية، فضلا عن تسع دول إضافية أدخلتها جائحة كوفيد – 19 في دائرة الحاجة.

    وتتمحور خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لهذا العام حول أولويات استراتيجية ثلاث وهي”

    1. احتواء انتشار جائحة كوفيد – 19، وخفض معدلات المرض والوفيات.
    2. الحد من تدهور الأصول والحقوق الإنسانية والتماسك الاجتماعي وسبل العيش.
    3. حماية اللاجئين والمشردين داخليا والمهاجرين ومساعدتهم، فضلا عن مساعدة المجتمعات المضيفة وبخاصة المعرضة لمخاطر الجائحة.

    ونحن بدورنا علينا أن نتضامن مع العالم أجمع في تذكر العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا أو جرحوا في أثناء أداء أعمالهم، ونشيد بكل العاملين في مجال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي الذين يواصلون دعم وحماية أشد الناس حاجة على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي يواجهونها، سيما وأن الحملة التي ستنظم هذا العام ضمن اليوم العالمي للعمل الإنساني ستقدم قصصا شخصية ملهمة لعاملين في المجال الإنساني ممن عملوا في تقديم العلاج من جائحة كوفيد – 19 وبذلوا جهوداً للوقاية منها، فضلا عن إتاحة الغذاء للضعفاء المحتاجين، وأماكن مأمونة للنساء والفتيات في أثناء فترة الإغلاق الاقتصادي، وتوفير خدمات الرعاية في ما يتصل بالولادة، ومكافحة الجراد، وإدارة مخيمات اللاجئين في ظل هذه الجائحة.

    وأغتم فرصة قرب حلول الموسم الدراسي لدعوة القائمين على مناهج التعليم بالتركيز على غرس مفاهيم العمل الإنساني العالمي في قلوب وعقول النشأ الجديد خصوصاً وأن ديننا الحنيف قد حثنا على ذلك واختم دردشتي هذه بقول الشاعر السوري خليل مردم بك:

    والناس ما لم يواسوا بعضهم فهم … كالسائمات وإن سميتهم بشرا

    إن كان قلبك لم تعطفه عاطفة *** على المساكين فاستبدل به حجرا

    هي الإغاثة عنوان الحياة فإن *** فقدتها كنت ميتا بعد ما قبرا

    Share
  • دردشات الصومعة: كارثة الطائرة الهندية في أيام كورونا

    Share

    مضى على جائحة كورونا نحو 6 أشهر ولا تزال تعصف بالعديد من دول العالم إذ أصابت حتى الآن 20,386,497 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها أمريكا بـ 5,268,938 توفي منهم 166,814، البرازيل 3,068,138 توفي 102,034، الهند 2,325,026 توفي 46,185، روسيا 897,599 توفي 15,131، جنوب أفريقيا 563,598 توفي 10,621، المكسيك 485,836 توفي 53,003 واحتلت السعودية المرتبة (13) بـ 291,468 حالة توفي منهم 3,233.

    وقد ترتب على الجائحة تعذر عودة العديد من الأشخاص إلى بلدانهم بسبب توقف الرحلات الدولية في العديد من مطارات العالم مما استدعى تسيير رحلات استثنائية لإعادتهم إلى أوطانهم، ومن هؤلاء 184 هندياً منهم 10 أطفال كانوا عالقين في الإمارات بسبب وباء «كوفيد – 19» أقلتهم يوم الجمعة الماضي (07 أغسطس 2020) شركة «إير إنديا إكسبريس» على متن طائرتها «بوينغ 737-800» ذات الـ 13 عام في رحلتها (IX-1344) من مطار دبي إلى مطار كاليكوت بالهند المعروف أيضاً باسم كوجيكود.

    وبوصولهم إلى مشارف المطار كان الجو عاصفاً برياح شديدة وأمطار غزيرة موسمية مما جعل الطيار يحلق عدة مرات حول المطار محاولاً الهبوط مرتين، وعندما تمكن من الهبوط انزلقت الطائرة إلى أخر المدرج وسقطت في منحدر وادي بارتفاع 10 أمتار وانشطرت إلى نصفين، وبلطف إلهي لم تنفجر الطائرة رغم تسرب الوقود من خزاناتها، وعلى إثر الضجيج الناجم عن الحادثة هرع السكان إلى المكان بسياراتهم وتبادلوا الرسائل على (واتساب) عن ضرورة القدوم لتقديم المساعدة وقاموا بنقل الجرحى إلى المستشفيات ريثما وصلت فرق الإنقاذ، وحاول رجل نقل رضيعة مصابة بجروح خطيرة إلى المستشفى لكن الطفلة لم تنج، وقال آسفاً: «ربما لو كانت هناك سيارة إسعاف لكان يمكن إنقاذها».

    وقد نتج عن هذا الحادث المأساوي مصرع (18) راكباً بما فيهم الطيارين، وإصابة (130) راكب أغلبهم بجروح خطيرة، وقال أحد الناجين من على سريره الأبيض في المستشفى «رينجيث بانانغاد – 34 عاماً» أنه يتذكر «أن الطائرة لامست الأرض ثم حل الظلام… وبعد تحطم الطائرة فتح باب الطوارئ وتمكنت من الخروج منها… والجزء الأمامي للطائرة دمر تماماً ولا أعرف كيف نجوت لكنني أشعر بالامتنان» وفي اليوم التالي تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة ومباشرة التحقيق في الحادث. ووفقاً لما أوردته صحيفة اليوم الإلكترونية طبقا لما ذكرته وكالة “بلومبورج” للأنباء يوم السبت الماضي أن السلطات الهندية تجاهلت توصيتين على الأقل في العقد الماضي لتركيب نظام سلامة على ما تسمى بـ”مدارج قمم التلال”، التي انزلقت على واحد منها الطائرة المنكوبة.

    وبحكم عملي كملاح جوي سابقاً وتذكري لبعض الرحلات إلى القارة الهندية خلال موسم الأمطار وما يترتب عليها من مطبات هوائية شديدة أحياناً، أستطيع أن أتصور الوضع الصعب والمرعب الذي عاشه المسافرون والملاحون وما أصابهم من هلع وذعر لحظات وقوع الحادثة، وأثمن الدور البطولي الذي قام به الملاحون الناجون بفتح أبواب الطائرة ومساعدة الركاب على الخروج.

    كما ذكرتي الحادثة بفكرة (عين السماء – Sky Eye) التي طرحتها في العام 2013م بهدف تطوير آليات التحقيق في حوادث الطيران، ورفع مستوى السلامة أثناء الحوادث ونشرتها في الصحف عدة مرات عقب كل حادثة طيران، وتقوم الفكرة على ابتكار منظومة إلكترونية جديدة تعتمد على شبكة من الكاميرات الرقمية الذكية داخل وخارج الطائرة ومرتبطة بنظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية، لها نقاط استقبال في كافة المطارات حول العالم تعمل ذاتيا بمجرد أن يعلن قائد الطائرة عن وجود حالة طوارئ فتبدأ الكاميرات بالتصوير تلقائياً وتبث صورة وصوتاً إلى منظومة الاتصالات الفضائية المخصصة لها، وبدوره يقوم القمر الصناعي ببث مباشر إلى أقرب مطار يشرف ويتابع الحادثة.

    كما تقوم المنظومة بتقييم وتحليل الوضع الداخلي للطائرة، وتقديم التعليمات والإرشادات اللازمة في حالة تعذر على الملاحين القيام بدورهم بسرعة وكفاءة عالية، فعلى سبيل المثال في حالة حدوث تسرب الضغط من الطائرة أثناء الطيران وتطلب ذلك وضع أقنعه الأكسجين فوراً وليس للملاحين القدرة أو الوقت الكافي لتوجيه التعليمات والإرشادات للركاب لخطورة الموقف، فإن كاميرات «سكاي آي» ستتابع الموقف وستصدر إرشادات صوتيه للركاب الذين لم يتكمنوا من وضع أقنعتهم لأي سبب، وفي حالة تعرض الطائرة لهبوط اضطراري على اليابسة أو الماء أو سقوطها واستدعى الأمر الاخلاء الفوري للركاب فان الكاميرات الخارجية تقوم بتقييم الوضع الخارجي للطائرة وتحديد الأبواب الآمنة للاستخدام وترسل إشارات للكاميرات الداخلية التي بدورها تصدر أوامر إلكترونية لفتحها تلقائياً لإخلاء الركاب.

    كما تعمل المنظومة على حفظ المعلومات المسجلة (صورة وصوت) مباشرة في المستقبلات الأرضية بالمطار الذي يباشر الحادث فيستطيع المعنيين بالتحقيق الحصول على معلومات وبيانات موثقة لكل ما دار أثناء الحادث بالصوت والصورة في وقت وجيز حتى قبل العثور على الصندوقين الأسودين وأختم دردشتي بقول الشاعر حمدا بن حادي الإدريسي السوقي

    لا بأس بالطائر الجوي لا ولئن *** عناك في صعد هناك في صبب

    إن مال نحو السحاب اهتز من طرب *** وكلما مال عنها ارتج للغضب

    ينازع الريح قالت أنت من خدمي *** فقـال هيهات ظنيني أخا وهب

    فيها حراك ولم تحسس براكبها *** على تنفسها رأسا إلى ذنـب

    Share
  • دردشات الصومعة: بين انفجار بيروت وطب العيون وجائحة كورونا

    Share

    فجعت لبنان والعالم بحادثة لم تشهد لها مثيل وهي الانفجار الضخم الذي حدث في مرفأ بيروت مساء الثلاثاء 04 أغسطس 2020 وأودى بحياة وإصابة الآلاف فجعل من بيروت مدينة منكوبة في الوقت الذي بدأت فيه موجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات أدى بالحكومة إلى اتخاذ قرار في 02 أغسطس للإقفال التام في البلاد لأيام محددة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) بعد أن وصل عدد المصابين إلى 4730 شخص.

    فتعازينا للشعب اللبناني ووقوفنا معه بالتضرع إلى الله بالدعاء بأن يعينهم على تجاوز مصابهم الأليم وأن يحفظهم وعامة البشرية من شر هذا الفيروس الذي لا يزال يعصف بالعالم إذ أصاب حتى الآن 18,841,409 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاهم أمريكا بـ 4,940,004 توفي منهم 160,941 شخص، البرازيل 2,817,473 توفي 96,326، الهند 1,960,865 توفي 40,739، روسيا 866,627 توفي 14,490، جنوب أفريقيا 521,318 توفي 8,884 المكسيك 449,961 توفي 48,869.

    وبالإضافة إلى تلك الجائحة هناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى المنتشرة في دول العالم وتوثر عليها تنموياً واقتصادياً منها أمراض العيون وحالات العمى التي تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بها بـ  2.2 مليار شخص حول العالم، وتعمل الدول على الحد والوقاية منها بوسائل مختلفة منها إقامة المؤتمرات العلمية الطبية وبرامج التعليم المستمر لأطباء العيون وأخصائيي البصريات، والجمعية السعودية لطب العيون إحدى الجهات العاملة في هذا المجال بتنظيمها لمؤتمر سنوي يشارك فيه نخبة من الهيئات العلمية المتخصصة في طب العيون والبصريات من المملكة وخارجها، وفي هذا العام ستنظم مؤتمرها استثناءً عبر تقنية الفيديو ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا في الفترة من 6-8 أغسطس، وبدوري سأشارك فيه بورقتي عمل ضمن ورشة البصريات الأولى بعنوان إدارة تقديم خدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل سأتناول من خلالها أحدث إحصائيات الإعاقة البصرية حول العالم والمملكة وآليات وإجراءات تقديم خدمة العناية الشاملة لضعفاء البصر من واقع التجربة العملية في إدارة جمعية إبصار الخيرية، وورقة عمل أخرى عن المسح البصري للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال بالوسائل الحديثة وأهمية تنفيذ المسح البصري على الأطفال في بدايات المواسم الدراسية، ثم الإجابة على اسئلة المشاركين.

    رجياً أن تكون هذه المشاركة بمثابة مساهمة توعوية لتنمية وتطوير خدمات ضعف البصر والحد من انتشار العمى الممكن تفاديه بين الأطفال خصوصاً في مجتمعنا الذي تتعاظم فيه الإعاقة البصرية، فوفق إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017م تمثل الصعوبات البصرية 46% من إجمالي السكان ذوي الإعاقة وهي الأكثر انتشاراً في المملكة. وهناك ما يقارب 830,745 حالة ضعف بصر بدرجاتها الثلاث (خفيفة، شديدة، بالغة).

    وبعيداً عن مشاكل الإبصار وفاجعة لبنان التي أمل أن نستفيد منها في عالمنا العربي لمراجعة وتقييم وسائل تخزين المواد الخطرة ذات طابع الاستخدام المدني وطرق بيعها في أسواق التجزئة مثل الأسمدة والمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية وغاز الطهي وما في حكمها من أجل أمن وسلامة أفضل للمجتمع.

    فإني أورد هذه القصة الإنسانية التي تبعث الأمل والتفاؤل نقلاً عن وكالة رويترز وهي للمعمر الإيطالي «جوزيبي باترنو» ذو الـ 96 عاماً الذي أصبح مع مطلع هذا الأسبوع أكبر معمر يحصل على شهادة جامعية بحصوله على البكالوريوس في التاريخ والفلسفة من جامعة باليرمو الايطالية مع مرتبة الشرف الأولى، بعد أن قرر في العام 2017م التسجيل في الجامعة لنيل الشهادة الجامعية وأكمل دراسته باستخدام آلة كاتبة من الثمانينيات بدلاً من الإنترنت، وقالت له أستاذة علم الاجتماع «فرانشيسكا ريزوتو»، بعد اجتيازه الامتحان الشفوي الأخير في يونيو الماضي: «أنت مثال للطلاب الصغار»، وأقامت له الجامعة حفل تخرج حضرته أسرته والمعلمون والطلاب الذين تجاوزوا الـ 70 من عمرهم، وقدم له مدير الجامعة «فابريزيو ميكاري» التهنئة.

    وعندما سُئل عن شعور التخرج في وقت متأخر قال «أنا شخص عادي، مثل كثيرين آخرين، من حيث العمر تجاوزت كل الآخرين. أدركت أن الوقت كان متأخراً قليلاً للحصول على شهادة لمدة ثلاث سنوات، لكنني قررت في 2017 التسجيل لاستكمال دراستي، وقلت لنفسي دعنا لنرى ما إذا كان بإمكاني الحصول عليها أم لا». واعترف ببعض القلق من مكالمات الفيديو التي حلت محل التدريس في الفصول الدراسية أثناء إغلاق الفيروس التاجي، لكنه قال إنه لم يتأخر عن حضور الفصول. وعما ينوي القيام به قال «مشروعي للمستقبل هو تكريس نفسي للكتابة؛ أريد إعادة النظر في جميع النصوص التي لم تتح لي الفرصة لاستكشاف المزيد. هذا هو هدفي».

    ولعله من المفيد أن أذكر أن «جوزيبي» نشأ في أسرة فقيرة في صقلية في السنوات التي سبقت الكساد الكبير، ولم يتلق سوى التعليم الأساسي عندما كان طفلًا، وانضم إلى البحرية وخدم خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن يذهب للعمل في السكك الحديدية عندما تزوج وأنجب طفلين، وفي مجتمع ركز على إعادة البناء بعد الحرب، كان العمل والأسرة من الأولويات، لكن «جوزيبي» أراد التعلم والتخرج من المدرسة الثانوية في سن 31 عاماً، وكان لديه دائماً رغبة في المضي قدماً.

    وأرجو أن يكون في هذه القصة حافز لواضعي خطط وبرامج التعليم في بلادنا بوضع برامج لإتاحة التعليم الجامعي لمن هم ما فوق سن الـ 70 عام وتحفيزهم عليه لما له من مردود نفعي عليهم وعلى صحة المجتمع وأختم دردشتي بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي

    فخذوا العلمَ على أعلامه.. واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ

    واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا.. لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ

    تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ.. تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ

    Share
  • الأضاحي فرصة للتعافي الاقتصادي من جائحة كورنا

    Share

    كما أتى عيد الفطر المبارك هذا العام في ظروف استثنائية بسبب جائحة كرورنا يأتي عيد الأضحى المبارك في نفس الظروف فلا تزال الجائحة تعصف بالمجتمعات إذ أصابت حتى الآن 16,840,280 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاهم أمريكا بـ 4,484,843 توفي منهم 152,037، البرازيل 2,480,888 توفي 88,470، الهند 1,532,125 توفي 34,224، روسيا 823,515 توفي 13,504، جنوب أفريقيا 459,761 توفي 7,257، المكسيك 395,489 توفي 44,022، واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 13 بتسجيل 270,831 حالة توفي 2,789.

    وأغتنم فرصة هذه الأيام المباركة لأتوجه إلى الله بالدعاء أن يشفي جميع المصابين والطبيب نزار باهبري الذي يرقد في المستشفى نتيجة إصابته بعدوى كورونا بعد أن وفقه الله في علاج أكثر من 500 مصاب من هذا الفيروس، وأذكر بما أوردت في مقالي «حوائط الصد المنيع في مواجهة كورونا» بأهمية حماية الكوادر الطبية من العدوى وإعطائهم الأولوية في الفحوصات المختبرية للكشف عن فيروس كورونا https://garbnews.net/articles/s/4543.

    وبالعودة إلى موضوعنا فمما لا شك فيه أن الجائحة تسببت في الكثير من الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتي منها ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمعات إذ أشارت تنبؤات البنك الدولي في تقريره (الآفاق الاقتصادية العالمية يونيو/حزيران 2020 م) أن اقتصادات الأسواق الصاعدة والبلدان النامية ستشهد انكماشا نسبته 2.5% هذا العام، وهو أول انكماش لها كمجموعة منذ 60 عاما على الأقل. ومن المتوقع أن ينخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل بنسبة 3.6%، متسببا في سقوط ملايين من الناس في براثن الفقر المدقع هذا العام.

    وتوقع خبراء البنك أن يؤدي فيروس كورونا إلى سقوط 71 مليون شخص في براثن الفقر المدقع على أساس خط الفقر الدولي (1.90 دولار) للفرد في اليوم في ظل السيناريو الأساسي، وأما في ظل سيناريو تدهور الأوضاع فسيرتفع هذا العدد إلى 100 مليون شخص.

    والعالم العربي والإسلامي ليس بمعزل عن تلك التنبؤات التي ستتزامن مع مناسبة هامة للأمة العربية والإسلامية وهي عيد الاضحى المبارك الذي من أهم شعائره ذبح الأضاحي التي توجد حركة بيع وشراء تصل إلى مليارات الريالات، فقياساً على الأعوام السابقة قدر أحد الخبراء أن عددها الأضاحي في العالم الإسلامي قد يتجاوز 50 مليون رأس أو ما يعادلها من المواشي الأخرى، وعلى افتراض أن متوسط قيمة الأضحية تصل إلى (1000ريال) مما يعني أن حجم الإنفاق على الأضاحي يصل إلى (50,000,000,000) ريال خلال موسم الحج.

    وبالنظر إلى ما يتوقع انفاقه على هذه الشعيرة من مبالغ والوضع الاقتصادي الذي تسببت فيه الجائحة من انتشار الفقر والجوع في المجتمعات العربية والإسلامية فإن المصلحة تقتضي بأن يوجه الناس استثناء هذا العام كل ما سينفقونه على شراء لأضاحي أو جزء منه لمساعد وإغاثة المتضررين من جائحة كورونا في مجتمعاتهم، سيما وأن شعيرة الأضحية هي سنة وقد أيدت هيئة كبار العلماء قرار حكومة المملكة العربية السعودية بأن يكون الحج هذا العام 1441هـ بعدد محدود جداً من داخل المملكة حفاظاً على صحة الحجاج وسلامتهم وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.

    فبالتالي أرى أنه لا حرج من الاستفادة من أموال الأضاحي لمكافحة الجوع والفقر في مجتمعاتهم بالتنظيم مع المؤسسات الحكومية والغير حكومية وأن يعطوا الأولوية لذوي القربى والجيران والغارمين ممن يعرفون وهكذا نكون قد استفدنا من حجم الإنفاق على هذه الشعيرة للتعافي الاقتصادي ولو جزئياً من هذه الجائحة، كما قال العالم الأزهري الشيخ حسين شعبان وهدان الذي توفي بفيروس كورونا الشهر الماضي في أحد خطبه “ومن الناس من دَقَّ الفقر عُنَقَهُ وافترسه بأنيابه وفوَّتَ عليه جمال الحياة فهو يحتاج إلى من يُغيثُهُ بمطعمٍ أو ملبسٍ أو نفقةٍ تُعِينُهُ على مَسْغَبَتِهِ، ومن الفقراء أقوام جَلَّلَهم الدَّيْنُ بقَتَارِ الهَمِّ والانكسار والذل فهم أحوج الناس إلى صنع المعروف من أصحاب الديون أو ممن يَرِقُّونَ لبلواهم ويغيثونهم من الأغنياء وأهل النشب”. واختم دردشتي هذه بقول الشاعر القاضي أبو بكر الزبيدي الأشبيلي.

    الفقر في أوطاننا غربةٌ          والمال في الغُربة أوطانُ

    والأرضُ شيءٌ كلها واحدٌ          والناسُ إخوانٌ وجيرانُ

    Share
  • دردشات الصومعة: العرب وتطوير لقاح لفيروس كورونا

    Share

    استبشر المتابعون لجائحة كورونا (كوفيد-19) بنجاح جامعة أكسفورد البريطانية بتطوير لقاح ينشط جهاز المناعة ليستطيع مكافحة الفيروس، وأردت بي بي سي العربية على موقعها الإلكتروني بأن «تجارب جامعة أكسفورد البريطانية الخاصة بتطوير لقاح لمكافحة فيروس كورونا أن اللقاح آمن وأنه تمكن من تنشيط جهاز المناعة، وأظهرت التجارب التي أجريت على 1077 شخصا أن اللقاح أدى إلى توليد أجسام مضادة وخلايا من نوع (تي) تستطيع مكافحة الفيروس، وأن 90 في المئة ممن أجريت عليهم التجارب استجابت أجهزة مناعتهم بتوليد أجسام مضادة بعد جرعة واحدة من اللقاح، وتلقى 10 أشخاص فقط جرعتين حتى تستجيب أجسامهم للقاح.

    وتبدو النتائج واعدة بدرجة كبيرة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة إن كان هذا كافيا لحماية الجسم.. وقال برفيسور أندرو بولارد، عضو فريق جامعة أكسفورد لبي بي سي: “نحن سعداء جدا بالنتائج التي نشرت اليوم لأننا رأينا الأجسام المضادة وخلايا – تي معا. وأضاف: “هذه نتائج واعدة جدا، ونعتقد أن استجابة الجسم هي من النوع المرتبط بالحماية. لكن السؤال الأساسي الذي يسأله كل واحد هو هل يعمل اللقاح، وهل يقدم حماية للجسم؟.. علينا أن ننتظر. ولا نعرف حتى الآن ما هو المستوى المطلوب لبلوغ درجة الحماية، لكن يمكننا زيادة استجابة الجسم بجرعة ثانية. وهو آمن، لكنْ هناك أعراض جانبية. لم يؤد اللقاح إلى حدوث أعراض جانبية خطيرة، لكن حوالي 70 في المئة ممن شاركوا في التجارب عانوا من ارتفاع في درجة الحرارة، ومن الصداع.

    ويقول الباحثون إن هذه الأعراض يمكن علاجها بتناول أقراص الباراسيتامول.

    وتقول بروفيسورة سارة غيلبيرت، من جامعة أكسفورد: “لا يزال هناك عمل كثير أمامنا قبل أن نؤكد إن كان اللقاح الذي نطوره سيساعد في مواجهة مرض كوفيد-19، لكن تلك النتائج مبشرة”.

    يحتمل التوصل إلى لقاح فعال لفيروس كورونا قبل نهاية هذا العام، ولكنه لن يكون متاحا على نطاق واسع، ويعتقد أن التلقيح على نطاق واسع قد لا يتم قبل بدء العام الجديد، إذا سار كل شيء بحسب الخطة، وسيشارك في المرحلة المقبلة من التجارب أكثر من 10آلاف شخص في بريطانيا، وستجرى تجارب أكبر يشارك فيها 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، و2000 في جنوب إفريقيا، و5000 في البرازيل»، ولفتت البي بي سي إلى إن «النتائج التي توصل إليها العلماء حتى الآن واعدة، لكن هدفهم الأساسي هو ضمان أمان اللقاح بقدر يسمح بإعطائه للناس، ولا تستطيع الدراسة إظهار إن كان اللقاح سيمنع الناس من الإصابة بمرض كوفيد-19، أو أنه سيخفف أعراضه فقط، وليست جامعة أكسفورد هي الوحيدة التي بلغت تلك المرحلة في تطوير لقاح لفيروس كورونا. فهناك جهات أخرى في الولايات المتحدة وفي الصين، نشرت نتائج مشابهة».

    وأتت هذه النتائج في أعقاب تنافس محموم بين كبرى مراكز الأبحاث والشركات المتخصصة في علم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية في العديد من دول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، بريطانيا، فرنسا، روسيا، إيطاليا، الأرجنتين، البرازيل، بهدف إيجاد لقاح لفيروس كورونا الذي أصاب حتى الآن 15,234,366 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاهم أمريكا بـ 4,063,623 حالة توفي منهم 145,414 البرازيل 2,178,159 توفي 81,828، الهند 1,239,496 توفي 29,894، روسيا 789,190 توفي 12,745، جنوب أفريقيا 381,798 توفي 5,368، بيرو 362,087 توفي 13,579، واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 13 بتسجيل 258,156 حالة توفي منهم 2,601.

    ومن المثير للاهتمام ظهور أسماء علماء من أصول عربية ساهموا بفعالية بأبحاثهم ودراساتهم لتطوير اللقاح من أبرزهم العالم الأمريكي من أصول مغربية «المنصف السلاوي» الذي عينه الرئيس الأمريكي دونلد ترامب في 15 مايو الماضي رئيساً للجنة تطوير لقاح ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية إثر السمعة والمكانة العلمية التي حظي بها منذ عمله استاذاً في جامعة هارفرد مروراً بإدارته لقسم اللقاحات بشركة جلاكسو سميث كلاين وتطويره للعديد من اللقاحات والأدوية المضادة لفيروسات متطورة.

    في ظل غياب شبه تام إعلامياً لأي دور لمراكز أبحاث أو جامعات أو شركات في الدول العربية للانخراط في تلك المنافسة رغم أنها من ضمن الدول التي تأثرت بالجائحة، ولعل ذلك لقلة ما خصصته الدول العربية لدعم البحث العلمي لإنتاج لقاح للفيروس مقارنة بما خصصته الدول المتنافسة إذ خصصت الولايات المتحدة الأمريكية 3 مليار دولار والمملكة المتحدة 52 مليون دولار.

    وعلى ما اعتقد إن ذلك يعود إلى المرتبة التي يحتلها البحث العلمي في سلم أولويات الإنفاق في الدول العربية مقارنة بالدول المتقدمة اقتصادياً إذ أظهر تقرير معهد اليونيسكو للإحصاء لعام 2018 أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت 476.46 مليار دولار على البحث والتطوير ثم الصين 370.59 مليار دولار، اليابان 170.51 مليار دولار، ألمانيا 109.80 مليار دولار وفي المقابل كانت السعودية الأعلى إنفاقاً عربياً بـ 12.513 مليار دولار، ثم مصر 6.116 مليار دولار، الإمارات 4.250 مليار دولار، المغرب 1.484 مليار دولار.

    وعلى أي حال أرجو أن ترى اللقاحات النور في القريب العاجل، وأن يكون هذا حافز لإعطاء أولوية لزيادة الأنفاق على البحث العلمي في الدول العربية واستثمار البحوث للحاق بالدول المتقدمة والتخلص من هيمنتها في مجال الصحة والتعليم، وأختم دردشتي بقول الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:

    تَنــــام بأمـــن أُمَّــــةٌ مـــلء جفنهــا *** لها العلم إن لم يسهر السيف حارس

    وَلَيسَ كمثـــل العلـــم للمــال حافـظ *** وَلَيسَ كمثـــل الجهـل للمــال طامس

    وَنحن بعصــر لَـــم يكــن فيـه مفلحاً *** بأَعمـــاله إلا الَّـــــذي هُــــوَ دارس

    Share
  • الجامعة العربية ودعم ذوي الإعاقة في ظل جائحة كورونا

    Share

    كنت قد ذكرت في مقالي المنشور في 09/07/2020م بعنوان «الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل جائحة كورونا» https://garbnews.net/articles/s/4635 عن عزم جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية) ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) تنظيم اجتماع في 24/07/2020م عبر تقنيات الفيديو كونفرنس مع كبار المسؤولين في الدول العربية المعنيين بملف مواجهة آثار جائحة كوفيد – 19 على الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول العربية. بالتعاون مع المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة. بهدف التنسيق بين الشركاء والحكومات بغرض التصدي لتداعيات جائحة كوفيد-19، وتأثيرها على الأشخاص ذوي الإعاقة، والتعريف بالمبادرات الوطنية والسعي نحو توفير منصة للاطلاع على التجارب المختلفة.

    وبحكم اهتماماتي الشخصية بكل ما يتعلق بشؤون الإعاقة تابعت ما تمخض عنه الاجتماع، فاطلعت على ما صرحت به السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة (الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية)، في البيان الذي وزع على وسائل الإعلام في  28/07/2020م إذ قالت “أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات المهمة التي تعد خطة تحرك لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مرحلة جائحة كورونا وما بعدها، مؤكدة أن التوصيات تتطلب اتخاذ عدد من الإجراءات السريعة والتنسيقية على المستوى الوطني وفي إطار التعاون العربي المشترك. وأكدت دعم الجامعة العربية لتنفيذ هذه التوصيات من خلال القطاع الاجتماعي والشركات الواسعة التي لديها وبما يؤكد على ضمان الحياة الصحية الكريمة للأشخاص ذوي الإعاقة”.

    كما استمعت على مدى ساعتين إلى كلمات ومداخلات المشاركين في الاجتماع عبر قناة (ESCWA) على اليوتيوب الذين كان من بينهم المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالإعاقة وإمكانية الوصول، وممثلين عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، منظمة العمل العربية، وعدد من ممثلي الدول العربية المعنيين بالإعاقة، وكانت مجمل المشاركات عبارة عن كلمات أشبه بالمحاضرات العلمية أو استعراض لتجارب بعض البلدان في التعامل مع الإعاقة في ظل جائحة كورونا، والتوصيات جمة يستلزم تنفيذها سنوات، وما لفت انتباهي هو غياب أي مشاركة أو دور لأشخاص فاعلين من ذوي الإعاقة أو المراكز والجمعيات الأهلية المعنية بخدماتهم، وأن الاجتماع لم يحظى بالتغطية الإعلامية الملائمة لحجم وأهمية الموضوع سيما وأن نسب الإعاقة في العالم العربي بلغت حداً متعاظماً فوق بيانات الاسكوا (ESCWA) إن نسب الإعاقة في الدول العربية تتراوح ما بين (0.4% – 4.9%). كما أن مشاهدات الاجتماع على اليوتيوب لم تتجاوز 115 مشاهدة مما يعطي مؤشر أن هناك فجوة ما بين المنظمات والهيئات الإقليمية المعنية بالإعاقة ومجتمع الإعاقة والمهتمين بها في العالم العربي.

    وعلى ما اعتقد إن الاجتماع جاء متأخراً جداً مقارنة مع تاريخ بد الجائحة وانتشارها في دول العالم بما فيها العربية وانعكاسات ذلك على الأشخاص ذوي الإعاقة إذ أكد البنك الدولي في تدوينته المنشورة بتاريخ 04 يونيو 2020 أن “غالبًا ما يكون للأشخاص ذوي الإعاقة احتياجات صحية أساسية ستزداد شدة الحاجة لها إذا أصيبوا بـ COVID-19،  وأنهم أكثر عرضة للإصابة بالفايروس بسبب نقص المعلومات حول انتشار المرض وأعراضه، بالصيغ التي يعتمدون عليها في الحصول على المعلومات مثل برايل، الطباعة بالأحرف الكبيرة، لغة الإشارة، التسميات التوضيحية، الصوتيات، الرسومات، كما أن التباعد الاجتماعي قد يعرض تقديم الرعاية المنزلية الأساسية لهم للخطر. وفي نفس الوقت هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى في أماكن الرعاية المنزلية من مقدمي الخدمة أو المقيمين معهم. و COVID-19 ما هو إلا مثال آخر على التفاوتات الصحية الطويلة الأمد التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة. على الرغم من أننا لا نعرف التأثير الكامل حتى الآن، لكن لدينا فهم جيد لأين كنا قبل الوباء”.

    والآن وقد أصابت الجائحة 13,587,992 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاهم أمريكا بـ 3,588,268 حالة توفي منهم 139,685، البرازيل 1,939,167 توفي 74,445، الهند 970,169 توفي 24,929، روسيا 746,369 توفي 11,770، بيرو 333,867 توفي 12,229، تشيلي 321,205 توفي 7,186، ودول العالم العربي لا تزال تسجل حالات قد يكون من بينها أشخاص ذوي إعاقة.

    فأرجو أن تسارع الجهات المعنية في الدولة العربية بتنفيذ توصيات الاجتماع في أسرع وقت، وعلى النطاق المحلي أرجو أن يكون للجهات المعنية بالإعاقة في بلادنا مشاركات في مثل هذه الاجتماعات فقد لاحظت عدم وجود أي مشاركة أو مداخلة في الاجتماع من ممثلين عن المملكة رغم أنها سلجت حتى الآن 240,474 حالة توفي منها 2,325 وقد يكون من بين المصابين أشخاص ذوي إعاقة أو من أسرهم.

    وأرى أن أسرع خطوة لتنفيذ التوصيات الواردة في الاجتماع هو أن تقوم المراكز والجهات العاملة في مجال خدمات الإعاقة بإجراء دراسات عاجلة لتحديد الآثار المترتبة من الجائحة على مستفيديها وتحديد احتياجاتهم، والعمل مع المسئوليات الاجتماعية في القطاعين الحكومي والخاص لإطلاق برامج دعم عاجلة معنوية ومادية لمعالجة تلك الآثار وتلبية احتياجاتهم اللازمة، إطلاق حملة توعوية وإرشادية مكثفة عن المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه بالصيغ التي يعتمد عليها ذوي الإعاقة في الوصول إلى المعلومات مثل (برايل، الطباعة بالأحرف الكبيرة، لغة الإشارة، التسميات التوضيحية، الصوتيات، الرسومات)، تنمية وتطوير آليات فاعلة لضمان استمرارية تقديم خدمة التدريب وإعادة التأهيل عن بعد مراعاةً للتباعد الجسدي، وعمل تقرير شامل عن النتائج ورفعه إلى الجامعة العربية للاستفادة منه في التعامل مع ذوي الإعاقة في ظل جائحة كورونا في الدول العربية.

    وأذكر إدارات المراكز والجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بإن الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم وأجب إنساني وديني ووطني يستلزم الجد والمثابرة والإخلاص في العمل واختم دردشتي بما قاله أمير الشعراء شوقي:
    إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ          لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَةْ

    Share
عدد المشاهدات 1٬009
Share