أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً برعاية كبار السن، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم في المجتمع، وفي دور الرعاية التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية.

 يمارس كبار السن نشاطات عدة في المجتمع عن طريق العمل التطوعي، ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى التي اكتسبوها في الحياة.

وتقدم وزارة الموارد البشرية للمسنين الرعاية الشاملة (الصحية والاجتماعية والنفسية) عبر دور الرعاية الاجتماعية المنتشرة بمناطق المملكة، بالإضافة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي، والأجهزة التعويضية من كراسي متحركة، وأسِرَّة، طبية، وسماعات وغيرها.

كما تقدم برنامج الرعاية المنزلية للمسنين داخل إطار الأسرة من خلال برنامج زيارات متابعة لهم .

وتعمل الوزارة ضمن برنامج التحول الوطني على:

  • تأسيس واحات نموذجية للمسنين متوافقة مع احتياجاتهم تشمل الخدمات الصحية والعلاج الطبيعي ونادٍ ترويحي.
  • تمكين القطاع الأهلي من تأسيس جمعيات أهلية متخصصة للمسنين تغطي خدماتها كامل مناطق المملكة.

يمكن لكبار السن التقديم على الرعاية طويلة الأمد من خلال خدمة طلب التسجيل بدور الرعاية لكبار السن حيث تهدف هذه الدور إلى إيواء ورعاية كل مواطن ذكر أو أنثى بلغ الستين فأكثر وعجز عن القيام بشؤونه الخاصة ولا يتوفر لأسرته وأقاربه الإمكانات لذلك.

إضافة إلى رعاية المرضى والمسنين الذين لا عائل لهم ويحالون من المستشفيات بشرط خلوهم من الأمراض المعدية والعقلية.

وتقدم من خلال هذه الدور الرعاية الإيوائية والتي تتضمن الرعاية الاجتماعية والطبية والنفسية وتتنوع فعاليات أنشطتها كالنشاط الثقافي، والمهني، والترفيهي، والرياضي.

ويشرف على هذه البرامج والفعاليات جهاز وظيفي يضم كافة التخصصات للقيام بالخدمات المنوطة به لخدمة المقيمين في الدار.

ومن شروط قبول المسن في الدار:

  • أن يكون سعودي الجنسية.
  • أن يكون قد بلغ سن الستين فأكثر، وأعجزته الشيخوخة عن العمل أو القيام بشؤون نفسه، ويجوز قبول من هو دون سن الستين إذا أثبت البحث الاجتماعي الحاجة إلى شموله بخدمات الدار.
  • أن يثبت الفحص الطبي خلوه من الأمراض السارية، أو المعدية، أو النفسية، أو العقلية، التي تشكل تهديداً لسلامته، أو خطراً على باقي النزلاء.
  • عدم وجود الأسرة، أو عدم قدرتها على توفير ما يحتاجه من خدمات.

ولعله من المهم تسليط الضوء على الحالة البصرية للمسنين إجمالاً ونزلاء دور الرعاية الاجتماعية على وجه الخصوص نظراً للارتباط الوثيق بين التقدم بالسن وأمراض الجهاز البصري. تتعدد مشاكل الإبصار الشائعة بين الأشخاص الذين يتقدمون بالسن، ومن هذه المشاكل ما يأتي:

(كليفلاند كلينك أبو ظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية 2017 م).

مَدّ البصر الشيخوخي: وهو فقدان القدرة على رؤية الأجسام القريبة أو حروف الطباعة الصغيرة بوضوح.

الأجسام العائمة: هي عبارة عن بقع أو نقاط صغيرة تطفو في مجال الرؤية تُلاحظ في الغرف ذات الإنارة الجيّدة أو في الأيام المشمسة.

جفاف العَين: وهي الحالة التي لا تحصل فيها العين على الترطيب الكافي لخلل في كمية أو جودة الدموع.

إعتام العدسة (الماء الأبيض): هي ضبابية تُصيب عدسة العين بشكل تدريجي وتؤثر على وظائف العين البصرية.

الماء الأزرق (الجلاكوما): وهي حالة يتضرر فيها العصب البصري نتيجة لارتفاع ضغط العين ويتسبب ذلك في تدهور أو فقدان النظر بشكل لا يمكن تصحيحه.

اعتلالات الشبكية: وهي التهابات تصيب شبكية العين ويتسبب ذلك في تدهور أو فقدان النظر بشكل لا يمكن تصحيحه.

انفصال الشبكية: وهي حالة يصاحبها سحب وانفصال جزئي أو كلي لشبكية العين ويصاحبها ظهور مفاجئ للأجسام العائمة وتدهور في الرؤية.

مشاكل الجفنين: ويصاحب ذلك أعراضًا مختلفة مثل الألم والحكّة والتدميع والحساسية من الضوء، وارتخاء الجفنين وتشنجات الطَرف اللاإرادية أو التهاب حواف الجفن الخارجية الواقعة بجانب الرمشين.

وجميع ما ورد من أمراض يخضع لتشخيص أطباء العيون وتحديد طرق العلاج المناسبة. فالمصابون يتمايزون من حيث خفة وشدة العجز البصري الناجم عن أمراض العيون.

إن معظم مرضى العيون في هذه المرحلة العمرية، يستفيدون فعلياً من بقايا البصر لديهم، ما يجعلهم ينقسمون إلى:

  • فئة الذين يستفيدون من بقاياهم البصرية في التنقل والحركة، حيث تصل قدرتهم البصرية إلى 25%، لكنهم لا يستطيعون القراءة والكتابة بالخط العادي، ويطلق عليهم المكفوفون وظيفياً (Functionally Blind).
  • فئة الذين يستفيدون من بقاياهم البصرية في التنقل والحركة والقراءة والكتابة بالخط العادي باستخدام المعينات البصرية مع صعوبات يواجهونها في إتمام مهامهم اليومية ويطلق عليهم ضعاف البصر (Low Vision).

ورغم أن أصحاب الفئتين يمتلكون بقايا بصرية، إلا أنهم يكونون بحاجة إلى المساعدة لتعظيم الفائدة من البقايا البصرية وتقليل تبعات ضعف البصر على الشخص. إذ أظهرت الدراسات أن ضعاف البصر يكونون عرضة إلى: العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وصعوبة المشي، والسقوط والإصابة بالكسور. كل ذلك يعود إلى حالة الخوف أثناء الحركة والتنقل بين الأماكن وممارسة الحياة باستقلالية.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى تدخل اختصاصي البصريات والذي يقدم برامج التأهيل البصري والذي يعمل على إيجاد حلول بصرية وغير بصرية تمكن ضعيف البصر من الاستفادة القصوى من بقايا البصر والتغلب على التحديات اليومية التي يواجهها. يتم ذلك عن طريق:

  • فحص الوظائف لبصرية (حدة الإبصار، التباين، المجال البصري) بشكل معياري.
  • تقدير واختيار وتقييم المعينات البصرية المناسبة لكل حالة.
  • تدريب ضعيف البصر على تحريك العينين/الرأس بشكل مثالي من خلال التمرن على استراتيجيات مختلفة مثل الرؤية اللامركزية، العين الثابتة، المسح البصري، التتبع البصري، حركة العين السريعة. تساعد هذه الاستراتيجيات ضعيف البصر على أداء المهام اليومية مثل القراءة، التنقل، مشاهدة التلفاز، قطع الشارع.

ولعل من المناسب الإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به قسم البصريات بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود في هذا الشأن والإشارة إلى مدى إمكانية أن تستعين وزارة الموارد البشرية بمنسوبي القسم من استشاريين واختصايين من خلال برنامج وطني يعمل على مسح الحالة البصرية للمسنين في دور الرعاية الاجتماعية وتقديم الفحوصات والحلول اللازمة بحسب الحاجة. وبذلك تكون الوزارة قد استعانت بأهل الخبرة في هذا المجال.

المراجع:

كليفلاند كلينك أبو ظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية 2017 م.

عدد المشاهدات 25