تلقيت استفسارات من بعض أصدقائي والمتابعين لحساباتي على شبكات التواصل الاجتماعي. عن موعد انطلاق الدورة الثانية لـ «مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال». التي أطلقتها الهيئة في دورتها الأولى 20 يناير من العام الماضي وأعلنت أسماء الفائزين وتكريمهم في 26 مايو 2022م.

لظنهم بارتباطي بالمسابقة من خلال متابعتهم لما نشرته من مقالات وأخبار عنها على موقعي الإلكتروني.

ومنذ مطلع هذا العام 2023 وأنا أتابع منصة المسابقة وحساب هيئة الأدب والنشر والترجمة على تويتر. وحتى تاريخه لم يُعلن موعدها، وكل ما هو منشور على المنصة معلومات عامة عن المسابقة.

والواقع إن اهتمامي بهذه المسابقة نابع من تقاطعها مع ما نديت به في مقاليًّ «قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين». و«ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م» بإطلاق مبادرة تعنى بتخليد سيرة وإرث رواد أدب الطفل في بلادنا. وعلى رأسهم الأديب طاهر زمخشري المعروف بـ «بابا طاهر». بصفته رائدًا لأدب الأطفال في السعودية. وعاشق للطفولة منذ إعداده وتقديمه لأول برنامج للأطفال في الإذاعة السعودية «ركن الأطفال» بداية الخمسينيات الميلادية. وإصداره لأول مجلة سعودية للأطفال «مجلة الروضة» عام 1959م/1379هـ.

كذلك تواصل ممثل عن هيئة الأدب والنشر والترجمة معي في 2021/10/27م. لإبلاغي بالمسابقة وأبعادها بصفتي أحد أحفاد «بابا طاهر» ومهتم بتوثيق سيرته، وأعماله الأدبية، والإعلامية، والفنية. وطلبه موافقة الورثة على إطلاق اسم «بابا طاهر» عليها.

وبدوري بادرت بالتنسيق مع المعنيين من الأسرة لأخذ موافقتهم. وزودت الشركة المنظمة للمسابقة بما لدي من نسخ نادرة لـ «مجلة الروضة»، لاستخدامها في الترويج للمسابقة. ونشرتُ أخبار ومقالات صحفية عنها، وأجريت لقاء إذاعي مع إذاعة جدة (الخميس 1443/07/30 – 2022/03/03م) للحديث عنها.

ولا بد في هذا السياق أن أثمن دور وزارة التعليم باعتمادها تنفيذ المسابقة وحث الطلاب بمختلف المراحل الدراسية على المشاركة فيها وتحفيزهم للكتابة في أدب الأطفال واليافعين عبر منصة المسابقة، وذلك بموجب تعميم مساعد وزير التعليم (د. سعد بن سعود الفهيد) بهذا الخصوص (1443/09/16هـ).

واناشد هيئة الأدب والنشر والترجمة ببذل ما أمكن من مساعيها لاستمرارية هذه المسابقة بصورة منتظمة توافق بدايات المواسم الدراسية في كل عام، حيث إنها أول مسابقة رسمية لأدب الطفل في المملكة العربية السعودية وواحدة من أكبر مسابقات أدب الطفل في عالمنا العربي، وأطلقت من أجل إبراز القيمة الأدبية والوطنية للأديب طاهر زمخشري وتسليط الضوء على أدب الأطفال واليافعين وتشجيعهم على ممارسة الكتابة والتأليف. وخصَّص لها جوائز ماليَّة بقيمة 400,000ريال.

كما كان لدورتها الأولى بعد إنساني في غاية الأهمية متعلق باندماج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع وتنميتهم المستدامة وذلك ما أكدته الرسامة إيمان السليماني التي كانت أول معاقة بصريًا تشارك في المسابقة ولم يحالفها الحظ بالفوز، حيث قالت في لقاء صحفي أجريتها معها: “شاركت في مسار الرِّواية القصيرة بقصة «عودة العقد» وعقب مشاركتي أصبحت أحلُم بأن يكون لي بصمة في أدب الطفل، وأقول لكل موهوب في الرسم من ذوي الإعاقة البصرية أن بإمكانه تقديم أعمال إبداعية رائعة فالكفيف منهم عليه أن يتجه إلى الفنون المحسوسة أو الملموسة مثل الصلصال أو أقلام الرسم البارزة فهي ناجحة لإنجاز اللوحات الفنية، وأن يتلمس الشيء الذي يريد أن يرسمه بيده ثم يطبقه، وعلى ضعيف البصر الاعتماد على أقلام الرسم الفلو ماستر والألوان والاضاءة فهي ستساعده كثيرًا على رسم ما يريد”.

ولعله من المناسب أن أذكر ايضًا ما قالته «رويحة عبد الرَّب» الفائزة بجائزة الرِّواية القصيرة (فئة الكُتَّاب الكبار)، عن روايتها «نانْخاطاي».. في اللقاء الذي أجريته معها “لو كان بابا طاهر حيًا سأقول له: «لقد تغيَّرت حياة الطفل المُعاصرة كثيرًا منذ رحيلك. فقد أصبحت مليئةً برغبات وتحدِّيات جديدة إثر ظهور التقنية والإنترنت. وعلى الرغم من كل تلك التَّغيُّرات، لا يزال الطفل بحاجة إلى من يحمل همَّه، وينتقي ويُنشئ له مُحتوى مُناسبًا يُغذّي فكرَهُ وقيَمَهُ كما فعلتَ. أعتزُّ بهذه الجائزة التي تحمل اسمكَ؛ فأنتَ رمز مهم لأدب الطفل السُّعودي. وآمُلُ أن أرى مزيدًا من الأعمال الأدبيَّة التي تسعى إلى إثراء أدب الطفل العربي، وتُحيي ذكراكَ. فقد تركت قيمًا إنسانيَّةً وبصمةً أدبيَّةً على كل من عاصرك وعايشك، كما قال والدايَ عندما قَرَآ عن أدبك للأطفال المتمثل في برنامجك «ركن الأطفال» ومجلتك «الروضة» بأن هناك تشابهًا كبيرًا بينك وبين الأديب الباكستاني الراحل «حكيم سعيد»، مؤسس أول مجلة للأطفال في باكستان اسمها «بمدرد نومهال»”.

أما «سارة جاسم المغلق» الفائزة بجائزة القصة للكتّاب الكبار، عن روايتها «وحّوش ذو العشرين عينا».. فقد قالت: “أقول لبابا طاهر رحمه الله، الان أصبحت أشعر إنني انتمى لكل عمل في عالم أدب الطفل يحمل اسمك. وصورتك اليوم موجودة على رف مكتبي. وأنا سعيدة جدًا بحيازة درع يقترن فيه اسمي باسم أديب عظيم مثلك”.

وتمنيت لو أن هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمنت المسابقة ضمن فعاليتها “أسبوع الطفل الأدبي” التي انطلقت يوم أمس 5 مارس وتستمر حتى 11 مارس 2023م.

واختم دردشتي بأبيات من قصيدة «الوحدة الصماء» التي كانت من أواخر القصائد التي نظمها بابا طاهر زمخشري في حياته (رحمه الله) وخص بها فريق برنامج أفتح يا سمسم وبراعمه.

أنت يا سمسم في دروب العلا قبس *** والنور فيض من رجائي

أنت يا سمسم مهوى أمة *** بارك خطوك في الدرب السواء

انت يا سمسم من أعماقنا *** صيحة تهتف فينا للبناء

هاتف بالطفل في كل الورى *** أن يعز بالخطر العزم المضاء

للعلى للغد للشوى *** الذي كان فيه الشاوي في صرح النماء

في خليج باسم النور به *** صاغ من اشعاعه أسمى لوء

في ظلاله منه تمشي أمة *** هي بالوحدة تدعوا بالوفاء

عدد المشاهدات 95