استكمالًا لقصة إيمان السليماني في جزئها السادس والأخير الذي أصبحت فيه إيمان أحد الفنانين التشكيليين السعوديين، وتعرض لها لوحات في بعض معارض الفنون التشكيلية، وبه حققت جانبًا من حلمها الكبير، وتغلبت على إعاقتها البصرية والتحديات والصعوبات التي واجهتها.. رغم الحزن الذي انتابها من التباعد الذي حدث بينها وبين جمعية إبصار.

حدث لها ما لم يكن في الحسبان، ما جعلني أعود لتقديم الاستشارات والإرشادات في مجال إعادة التأهيل بعد أن ابتعدت عنه واتخذت مسارًا آخر في مجال التأليف والنشر…!

حلم تحقق في أم القرى

تقول إيمان “في أحد أيام شهر رمضان 1437هـ انتابني الحزن والشعور بالأسى، عندما قرأت في الصحف عن تنظيم معرض للفنون التشكيلية تحت شعار “رؤية إبداعية” يعود ريع جزء كبير منه لصالح جمعية إبصار شارك فيه 60 فنان تشكيلي، ولم ادع للمشاركة فيه أو حتى الحضور، فتحسفت على تلك الأيام التي كُنت فيها فنانة إبصار ومادة للصحافة ووسائل الإعلام، حتى أني تذكرتُ أول لقاء تلفزيوني أجريته مع قناة الثقافية بجدة عن مشاركاتي مع إبصار، وعفويًا تحدثت فيه عن الفنان عبد الله نواوي وفنونه، وتصادف وجوده خارج الاستديو، واثناء مغادرتي بعد انتهاء اللقاء قابلني وقال” لقد أبكيتني بكلامك عني وعن فني”.

خبر المعرض التشكيلي جمعية إبصار
خبر إقامة معرض تشكيلي لصالح جمعية إبصار

وما أذهب حزني وأساي المفاجئة التي اذهلتني ولم أكد اصدقها وهي دعوة الفنان التشكيلي القدير هشام بنجابي لزيارة معرضه الخاص بجدة التاريخية، وعرض لوحاتي فيه فلبيت الدعوة وكنت سعيدة جدًا بذلك، ومن حينها واصلت مسيرتي الفنية.

في غضون ذلك كانت قد لاحت لي فرصة المشاركة في «مبادرة عمار لدعم المبدعين من ذوي القدرات الخاصة» في موسمها الأول. وحظيت بالفوز فيها بجائزة المبادرة في مجال الفن التشكيلي التي كان مقدارها عشرة آلاف ريال “وللأسف لم أتسلمها حتى تاريخ لقائي هذا!” فحفزني ذلك الفوز على المشاركة في أي مناسبة أو مسابقات فنية أدعى لها”.

شهادة الحصول على المركز الأول في مبادرة عمار لدعم ذوي القدرات الخاصة 2014
شهادة الحصول على المركز الأول في مبادرة عمار لدعم ذوي القدرات الخاصة 2014

وتضيف إيمان: “في أحد الأيام اتصل بي الفنان التشكيلي هشام بنجابي وقال: “إنني اكلمك من أمريكا، وقد اتصلت بصديقي الفنان صديق واصل، مدير جمعية الفنانين التشكيليين بمكة المكرمة، وحدثته عنكِ وارجو تواصلك معه وسيتيح لك فرصة المشاركة في المعارض التي تقيمها الجمعية في مكة حتى لا تضطري للذهاب إلى جدة.

فاتصلت به وعرفته بنفسي فكان في غاية الذوق والكرم وبدأت التعاون معه واضافني إلى الفنانين التشكيليين وأتاح لي فرصة المشاركة بلوحاتي في كل الفعاليات الفنية بمكة المكرمة، والتي كان من أهمها عرض لوحاتي بمتحف جامعة أم القرى للفنون التشكيلية حصلت بموجبها على شهادة شكر وتقدير اعتززت بها كثيرًا.. فلم أكن أصدق أن يأتي يومًا تعلق فيه لوحاتي في الجامعة التي حلمت أن انتسب إليها. وفي هذا السياق أقول لطالما تمنيت على جميع كليات ومعاهد الفنون الجميلة تقديم برامج تعليمية خاصة للموهوبين من ذوي الإعاقة بجميع فئاتهم، حتى لو لم يكن لديهم مؤهلات دراسية كحالتي على سبيل المثال شريطة أن يكون لديهم موهبه فنيه معينه لأن الفن لا يعرف الشهادة، بل الموهبة.

وللحق أقول إنه ليس كل ما حققته من انجاز فني يعود إلى متابعتي ومراقبتي لرسم والدتي أو قراءتها لي عن الرسم بالفحم، بل إنه فتح من الله سبحانه وتعالى، فعندما تخطر ببالي فكرة رسمة أو أريد ان ارسم رسمة محددة فإن الله يفتح عليَّ فأتمكن من رسم ما أريد”.

خطاب شكر وتقدير لإيمان من جامعة أم القرى على إثراء قاعة الفنون التشكيلية بمتحف الجامعة

وداعًا للرسم

تستطرد إيمان قائلة: “في تلك الأثناء بدأت أواجه صعوبة حقيقية في الرسم فبالكاد أصبحت أستطيع مشاهدة ما ارسم مهما قويت الإضاءة وقربت وجهي إلى الرسمة، حيث كانت الخطوط تتداخل بصورة مزعجة جدًا ولا أستطيع السيطرة على مسارها، ما دفعني إلى الذهاب مع شقيقتي الكبرى «أمل» إلى مركز مغربي لطب العيون بمكة. فحولت إلى طبيب عيون عام، فاستمع إلى شكواي وأطلع على تقاريري الطبية، فأرجع كرسيه إلى الخلف وقال بأبرد ما عنده “مرضكِ ملهوش علاج زي منتي عارفه ويمكن تفقدي بصرك بسن الخمسين على الأكثر”.

كانت صدمة كبيرة لي ولشقيقتي أن نسمع هذا الكلام وبهذه الطريقة، ما جعلنا نغادر عيادته بخيبة أمل كبيرة، فلحقت بنا الممرضة مستدعيتنا إلى الطبيب الذي عاد وقال” أنا مش مختص في أمراض الشبكية، وراح أحولكوا لزميلي أخصائي الشبكية”، وعندما دخلنا عليه كان أكثر لطافة ولباقة فهدء من روعنا، وقام بإجراء الفحوصات الإكلينيكية على عيني وبعدما انتهى قال “إن الحالة تقدمت لكن الأمل بالله، والأبحاث العلمية في هذا المجال تطورت كثير، ومستقبل العلاج الجيني راح يكون له دور في علاج الأمراض دي بإذن الله، والنظارة بتاعتك أفضل حاجة ممكن تستخدميها دلوقتي، وضروري تتابعي معايا وحشوفك ثاني بإذن الله”.

أخذت تقريري الطبي، وغادرنا العيادة عائدين إلى المنزل وشقيقتي ممسكة بيدي حفاظًا على سلامتي، فلم أكن قادرة على المشي بمفردي، فكل ما حولي غير مهيأ وملئ بالعوائق فأبواب المدخل زجاجية وعاكسة للضوء وكدت اصطدم بها لولا تنبيه شقيقتي، أما المصعد فكانت إضاءته خافتة وعندما تأهبت للخروج منه كدت اصطدم بمرآة كانت على جانبه ظانة أنها المخرج لولا تنبيه شقيقتي لي.

مضت أشهر والحزن والكآبة تهيمن عليَّ وعلى من حولي بسبب ما قاله الطبيب وما وصلت إليه حالتي البصرية، والأسواء من ذلك كله فقداني لرفيق مسيرتي وأعز صديق لي «الرسم» الذي توقفت عنه تمامًا فأصبحت حياتي فارغة وعدت لعزلتي من جديد.

وأمام هذا الوضع لم أجد بدًا سوى التواصل مع الأستاذ محمد توفيق لعلي أسمع منه خبرًا عما إذا كان هناك علاجًا جديدًا لحالتي البصرية، لعلمي بعلاقته مع العديد من أطباء العيون المحليين والدوليين.

وعندما تحدثت إليه بالكاد كنت أقوى على الكلام فأدرك مدى الحالة النفسية التي كنت أعيشها، فهدأ من روعي وسألني عن حالتي البصرية فأبلغته بما قاله الطبيب فطلبني أن أرسل إليه تقريري الطبي، فأرسلته على أمل أن أسمع منه خبرًا أفضل مما سمعته من الطبيب”.

عندما أطلعت على تقرير إيمان الطبي تبين لي أن قوة حدة الإبصار لديها في أفضل العينين 20/400 ومجال الرؤية 30 درجة، ما يعني أن حالتها البصرية تدهورت وتعتبر في حكم الكفيف قانونيًا حسب المتعارف عليه دوليًا، وأيقنت أنها بحاجة ماسة إلى مراجعة عيادة ضعف بصر ومعينات بصرية، وبرنامج إعادة تأهيل، بالإضافة إلى إرشاد نفسي واجتماعي. الأمر الذي لم يكن متوفرًا، وأدركت أن الحل الوحيد هو أن أقدم لها بعض المعلومات والإرشادات للتكيف مع الحالة، والتحفيز المعنوي عبر المكالمات الهاتفية بين الفينة والأخرى وفق مقتضيات الضرورة التي تحتاجها.

من الرسم إلى التأليف القصصي للأطفال

ومع مرور الوقت تأكد لي صعوبة استمراريتها في الرسم بنفس الطريقة والأدوات التي كانت ترسم بها، فسألتها عما إذا كان لديها هواية أخرى، فأجابتني بتردد وتخوف إنها تهوى تأليف قصص الأطفال. فطلبت منها أن تسجل لي إحدى الحكايات التي تعرفها، فأرسلت لي قصة مسجلة بصوتها بعنوان «سرور والوجه المسحور»، فاستمعت إليها وفوجئت بأسلوب السرد والوصف وحبكة القصة وسعة الخيال فيها، فسألتها أحقًا هذه من تأليفك؟ فأجابت بنعم. فقلت منذ متى بدأتي هذه الهواية؟ قالت: “أحببت سماع الحكايات والقصص منذ أن كنت طفلة صغيرة حيث إن بيتنا بيت قراءة فوالدتي تقرأ وتشجعنا أنا وأخوتي على القراءة، ومع إجازة الصيف يشترون قصص، فكانت والدتي تقرأ علي كُتب سلسلة «حكايات الشعوب»، وكانت شقيقتي أماني من هواة سلسلة روايات «أجاثا كريستي»، فأصر عليها بأن تقرأها عليَّ، فأستمع إليها وأنا في غاية الاستمتاع بأحداثها، واعتقد أنني تأثرت بها كثيرًا حيث تنامت لدي هواية نسج القصص والحكايات، فلقد كنت أعيش مع شخصيات الرواية وحواراتهم وأتخيل أنني معهم، فأنسج في مخيلتي مشاهد أعيش معها وأتعلق بها، فوصلت إلى مرحلة أنني أصبحت أصنع شخصيات جديد للرواية من وحي خيالي، وأنسج لها نهايات أخرى، وكأنني أعيد صياغتها من جديد، ومن ثم أقصها على أقراني من الأسرة فألتمس مدى إعجابهم وانبهارهم بها، واستمريت على هذا الحال، خصوصا وإنني كنت جليسة البيت ولا أذهب للمدرسة، وأضطر أن أخفي هذا الأمر عن أقراني من أقاربنا فانسج لهم حكايات عن يومياتي المدرسية وأمزجها مع تلك الروايات، وعندما كبرت استمريت في قص الحكايات على أبناء شقيقتي الذين لا يكلون الاستماع إليها، حتى أن إحداهن قالت لي في أحد الأيام لماذا لا تكتبي هذه القصص يا خالتي حتى لا تنسيها”.

وهكذا أيقنت أن لدى إيمان موهبة تأليف قصصي بحاجة إلى صقل، فقلت لها إن قصصك جديرة بالنشر وسأسعى لنشرها لك، فظنتني أجاملها، ولكني الحيت عليها وطلبت منها أن تسجل إحدى قصصها وترسلها إليَّ فأرسلت لي قصة بعنوان «عودة العقد» أحلتها إلى محررة ومتخصصة في التفريغ الصوتي متعاونة معي «أ. نجاة المرزوقي» وبدورها استمعت إلى سلسلة التسجيلات وحررتها، وبعد الانتهاء قالت “هذا عمل جيد جدًا، وأن صاحبته إيمان موهوبة وبإمكانها تأليف قصص صوتية للأطفال”.

أعجبت إيمان بصياغة أ. نجاة لقصتها ما حفزها لتسجيل المزيد من القصص، ما أكد لي موهبتها في التأليف القصصي للأطفال فشجعتها على التركيز عليه والاستمرار فيه، فأرسلت المزيد من القصص وقمنا بتفريغها وصياغتها للنشر.

المشاركة في مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال

في هذه الأثناء أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة لأول مرة في تاريخ المملكة مسابقة لأدب الأطفال (2022/01/20م)، وخصصت لها جوائز بقيمة 400,000 ريال، فكتبت عنها مقالًا بعنوان «مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال»، وعندما قرأته إيمان تحمست للمشاركة وسألتني عن ذلك، فقلت لها بالتأكيد هذه فرصة ممتازة وسنعمل على اختيار إحدى القصص التي كتبتها للمشاركة بها.

وعن ذلك روت إيمان “اتخذت القرار بالمشاركة، وبعد اطلاعي على تفاصيل المسابقة اخترت قصة «عودة العقد» للمشاركة بها في فرع مسار الرواية القصيرة، وهي تحكي قصة شقيقتين أحدهما صماء والأخرى عمياء، مات والدهما وترك لهما كنزًا استولى عليه ابن عمهما الذي أوصي برعايتهما مستغلاً إعاقتهما، ولكن الله سخر لهما من الأخيار من أعانهما على تخطي حاجز الإعاقة، واستعادة كنزهما، وتخليصهما من شر ابن عمهما.

وهدفت من القصة التأكيد على فداحة جريمة السرقة والنصب والاحتيال، وأن الحقوق لا تضيع وتعود إلى أصحابها مهما طال الزمن، وتسليط الضوء على أهمية إقامة العدل ومساعدة المحتاجين أيا كانوا، وترسيخ مفهوم إن الإعاقة ليست مدعاةً للاستغلال وسلب الحقوق، وتوعية الأطفال بمهارة التعامل مع ذوي الإعاقة. كما وددت إيصال رسالة مفادها أن الله تعالى كفيل برد المظالم إلى أهلها سواء في الدنيا أو الآخرة وأن عاقبة الظلم وخيمة وأثرها يمتد ليشمل الظالم وذويه. وكنت أطمح بأن أكون أول صاحبة إعاقة بصرية تفوز بهذه الجائزة، وأن تنال قصتي اعجاب الكثير من الناس ليكون ذلك بمثابة حافز لي لإكمال مشواري الجديد مع عالم التأليف القصصي.

وعندما أُعلنت نتائج المسابقة في 26 مايو 2022م، حزنت لعدم فوزي فهي المرة الأولى التي أشترك في مسابقة ولا يحالفني الحظ بالفوز، ولكني خرجت من تلك التجربة بقناعة أن تأليفي القصصي للأطفال بإمكانه أن يكون رفيقًا وصديقًا لي بدلًا عن الرسم ولو مؤقتًا، وأن ما أؤلفه بإمكاني نشره والمشاركة به في مسابقات أخرى قيمة كمسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال. وأصبحت أحلُم بأن يكون لي بصمة في أدب الطفل، وأتطلع إلى اكتساب خبرات ومهارات أكثر في الكتابة والتأليف القصصي للأطفال، ونشر ما أؤلفه وترجمته إلى أكثر من لغة وتحويله إلى رسوم متحركة.

وأغتنم هذه الفرصة بتوجيه الشكر لهيئة الأدب والنشر والترجمة على مجهودهم ومبادرتهم الطيبة بتنظيمهم لهذه المسابقة، وإطلاقهم اسم «بابا طاهر» عليها لكونه رائدًا لأدب الطفل في المملكة.

وآمل أن يراعى مستقبلًا الالتزام بموعد إعلان النتائج، وفي حالة حدوث أي طارئ يستلزم التأجيل يتم إبلاغ المشاركين به بوقت كاف، واقترح أن يتضمن الموقع الالكتروني للمسابقة إبهار بصري وألوان زاهية للدلالة على أن المسابقة مرتبطة بأدب الأطفال، وفيديو تعريفي للمسابقة وشروطها وآلية المشاركة فيها، وأن يتضمن فيديو إعلان الفائزين صورهم واستلامهم للجوائز مع تعليق صوتي حيث إن الفيديو الذي أعلن فيه عن الفائزين تضمن خلفية موسيقية وأسماء الفائزين دون تعليق صوتي فتعذر عليَّ وأقراني من ذوي الإعاقة البصرية متابعته.

الموقع الإلكتروني لمسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال
الموقع الإلكتروني لمسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال

وتمنيت لو أن بابا طاهر كان على قيد الحياة لأقول له “يسعدني التحدث مع قامة أدبية وشعرية مثلك فقد سمعت وقرأت عنك الكثير، وشاهدت لقاءاتك المختلفة والتي لمست فيها تواضعك وبساطتك، وعرفت منها سر نجاحك في برنامج “ركن الأطفال”، فقد كنت فيه نعم الأب والمعلم للطفل. وشاعر وأديب بروح طفل صغير، ومن الطبيعي أن ترفق النجاح بنجاح، فقد أسست أول مجلة للأطفال «مجلة الروضة» غير أن رياح الظروف حالت دون اكمال هذا الإنجاز وكلي ثقة بان المجلة لو استمرت لحققت نجاحات كبيرة. ولعل تسمية هذه المسابقة باسمك الكريم يقدم لك قبسًا من الشكر والامتنان والتقدير ومحفزًا لنا لاستكمال مسيرتك بإحياء أدبك للطفل فشكرًا بابا طاهر”.

رسمة للأديب طاهر زمخشري بريشة الفنان التشكيلي التونسي عمار بلغيث 
من كتيب احتفال الأسرة الفنية بمناسبة فوز الأديب بجائزة الدولة التقديرية 1405هـ
رسمة للأديب طاهر زمخشري بريشة الفنان التشكيلي التونسي عمار بلغيث من كتيب احتفال الأسرة الفنية بمناسبة فوز الأديب بجائزة الدولة التقديرية 1405هـ

رسالتي

وتضيف إيمان “في ختام تجربتي أقول لكل صاحب إعاقة بصرية ولكل أب وأم لديهما أبناء معاقين بصريًا إن الإعاقة البصرية نوع من أنواع الابتلاءات، وأنها قدر الله، وعليهم أخذ ذلك بعين الاعتبار بدعمهم حيث إن الله منحهم بدائل تعويضية عن الإعاقة عليهم تنميتها واستثمارها لتحويل إعاقتهم الى شيء إيجابي فلا يأس مع الحياة.

وأقول لكل موهوب في الرسم من ذوي الإعاقة البصرية أن بإمكانه تقديم أعمال إبداعية رائعة فالكفيف منهم عليه أن يتجه إلى الفنون المحسوسة أو الملموسة مثل الصلصال أو أقلام الرسم البارزة فهي ناجحة لإنجاز اللوحات الفنية، وأن يتلمس الشيء الذي يريد أن يرسمه بيده ثم يطبقه، وعلى ضعيف البصر الاعتماد على أقلام الرسم الفلو ماستر والألوان والاضاءة فهي ستساعده كثيرًا على رسم ما يريد.

كما أتمنى أن تعود جمعية إبصار إلى ما كانت عليه من نشاط وحيوية. وأن تُفتح مراكز لخدمات الإعاقة البصرية في عموم مدن المملكة خصوصًا في مكة المكرمة التي أعيش فيها. فخدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل ستمكننا من مواصلة حياتنا بصورة طبيعية، والاستفادة من حواسنا التعويضية لاستثمار مواهبنا الإبداعية للاندماج في المجتمع، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة. كذلك أمل أن تهيأ جميع مستشفيات ومراكز طب العيون ومرافق الخدمات بالوصول الشامل لذوي الإعاقة”.

وفي الختام لم أجد كلمات أختم بها هذه القصة أفضل مما قاله الأستاذ أبو أسامة خلف الله ودالشيخ عضو ‏اتحاد الكتاب الإرتريين بالمهجر في تعليقه على قصة إيمان بقوله “أولا جزاك الله خيرًا على اشراكنا في التمتع بقراءة هذه القصة الأكثر من رائعة.

وثانية رفع الله قدركم ونفع بعملكم وحرفكم فقد عرفتمونا بأنموذج لبنت مثابرة مجتهدة فنانة فعلت ما يعجز عنه المبصرون من إبداع ووصلت بفضل دعمكم ووقوفكم بجانبها إلى مستوى جعلها تقف شامخة أمام الكبار فتجد تقديرًا واحترمًا، مما مكنها من بذل المزيد من الإبداع الرسمي وهي بنصف إبصار وصارت قدوة لمن هم في حالتها يحتذى بها، وجزى الله أسرتها الداعمين الأول في مسيرتها وأنتم بعدها والأمير طلال طيب الله ثراه كانت كلماته وتكريمه انطلاقة حقيقة لها.

والاسف كل الأسف للجمعية وادارتها التي لم تسر على نهج لأستاذ محمد.

رفع الله قدركم لوقوفكم معها وإخراج جميل ابداعها للعلن

احسنت احسنت احسنت

ننتظر المزيد من قصص الإلهام لذوي الهمم اللذين عاصرتموهم وصاروا مبدعين”.

https://www.facebook.com/groups/344648327373775/posts/649012770270661/?comment_id=650779650093973

عدد المشاهدات 183