فازت الإذاعة السعودية مؤخرًا بالجائزة الفضية للمركز الثاني عن برنامجها «أصحاب البصيرة» الذي أنتجته إذاعة جدة في مسابقة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون 2023 الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس في الفترة من 12 إلى 15 يونيو 2023م.
ولعلها فرصة مناسبة أن أسلط الضوء في هذه السطور المضيئة على قصة ذلك الفوز وما دار في كواليسه من أجل التوعية بأهمية دمج ذوي الإعاقة في العمل الإعلامي، وحثهم وتشجيعهم على استخدام المنابر الإعلامية لطرح قضاياهم ومعالجتها لتحقيق طموحاتهم. حيث تناول البرنامج قصة تجربتي مع فقدان البصر…!
من معرض الكتاب إلى الإذاعة
«يموت الثور وخاطرة في علقة» بهذا المثل المكي افتتح الأديب الراحل طاهر عبد الرحمن زمخشري -رحمه الله- آخر لقاء تلفزيوني له مع التلفزة التونسية قبل وفاته في برنامج «كتاب مفتوح» 1985م، شارحًا بأن المثل يعني “عندما يريد الانسان أن يبتعد عن حاجة ولا يشعر بنفسه إلا وهو فيها”، واصفًا بأن ذلك ينطبق عليه بعودته إلى الأستوديو العزيز على نفسه بعد عشرات السنين.
وقد وجدت في ذلك المثل ما ينطبق عليَّ بقصة تجربتي مع فقدان البصر العزيزة على نفسي أيضًا، فكلما أردت أن أضعها خلفي وأمضي قدمًا إلا وأجد نفسي في خضم الحديث عنها.
فلقد ساقني التحول إلى مجال التأليف والكتابة منذ بضع سنوات للمشاركة في معرض جدة للكتاب 2022 وتدشين بعض من مؤلفاتي فيه.
وعقب الخبر الصحفي الذي نشرته صحيفة البلاد السعودية (2022/12/08م) عن مشاركتي بعنوان «أول ناشر كفيف للبلاد: تجاوزت التحديات وحققت طموحاتي بالتأليف»، زارني الأستاذ محمد عجلان (رئيس تحرير برامج في إذاعة جدة)، في جناح معرضنا أثناء متابعته وتغطيته لمجريات المعرض، فعرفني بنفسه وذكرني بأول لقاء جمعنا مصادفة في بدايات جمعية إبصار بمقرها بحي الحمراء بمدينة جدة عام 2006م إبان إدارتي لها. بعدما دله عليها صديقه مستشار الجمعية الإعلامي آنذاك شادي بادؤود للتقدم على وظيفة مدير خدمات الأعضاء والعلاقات العامة والإعلام في الجمعية، ومن ثم تصادف التقائنا ثانية في إحدى صالونات جدة الثقافية اثناء إلقائي محاضرة عن مسيرتي، وفي صحيفة عكاظ لإجراء لقاء صحفي معها، وتوالت لقائتنا في مناسبات وفعاليات أخرى عززت العلاقة والمعرفة بيننا، وصولًا إلى معرض الكتاب الذي علم بمشاركتي وتدشين كتابي فيه من الصديق المشترك بيننا «أحمد أمان جان»، وأثنى على ما حققته من إنجازات منذ ذلك الحين وحتى الآن. وحضر تدشين مؤلفيّ «حصاد الظلام» و«الحب المفقود في بلاد الحبشة». بمعية مراسلة الإذاعات السعودية في المنطقة الشرقية ياسمين السهيمي والكاتبة مريم العمري.
ولفت انتباهه مشاركتي في المعرض كأول كفيف عربي يؤسس دار نشر عامة وينشر للأخرين بعد مسيرة مع فقدان البصر لأكثر من 25 عامًا تخللها العديد من الإنجازات فضلًا عن المشاركة في العديد من البرامج الإذاعية.
وما زاد على ذلك ما رواه لي عن قصة التقائه بالأخصائية الاجتماعية إلهام الأنصاري التي لم يكن يعرفها إذا قال العجلان “أثناء جولتي الإعلامية كنت أتحدث مع مشرفي المعرض فجاءتني إحدى الزوار برفقة صديقاتها وعرفتني بنفسها بأنها أخصائية اجتماعية اسمها إلهام الأنصاري، وسألتني هل الكاتب محمد بلو موجود؟ فلديه توقيع كتاب وقد حضرت مع صديقاتي خصيصًا له، وأتمنى أن ألتقي به وأقابله وجهًا لوجه فأنا أعتبره ملهم لي.
عندها وقفت صامتا أتأمل كلامها وأفكر فيه!؟ كأن كلامها بمثابة لحظة تيقظ، أشعل لدي الحماس وشوقني لأبحث أكثر عن هذا الإنسان المبدع الذي أعرفه منذ سنوات وأتابع نشاطه بين وقت وآخر ولم اعط نفسي فرصة أتأمل فيما ينجز ويفعل فكان موقف هذه الشابة بمثابة جرس أيقظ لدي إهمال دام سنوات تجاه إنسان متميز.
كيف بها أن تترك صديقاتها في جولاتهن بمعرض الكتاب وفعالياته المصاحبة والمسابقات والشخصيات والمشاهير والمؤثرين وكل مغري فقط لأدلها على الأستاذ بلو!؟ فكان لها ما أرادت وذهبنا سويا لمنصة توقيع كتاب الأستاذ محمد بلو وما أن رأته حتى أفلت تسلم عليه وظلت معه وقت طويل وأهداها كتابه ولم يهديني نسخة!، ثم اتفاجأ بحضور واسع من مختلف الشخصيات الثقافية والأدبية والفنية والكتاب حضروا لتوقيع كتاب بلو. فكان هذا الموقف هو الذي عزز لدي الإعجاب به وحفزني لأقوم بعمل يخدم هذه الشخصية المبدعة، فكانت مسابقة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون 2023 التي خصصت تصنيف برامج المعوقين هذا العام للمكفوفين هي الفرصة للقيام بذلك”.
وعقب تلك الزيارة وانتهاء فعاليات المعرض، تواصل معي وأبلغني بأنه قد اختارني لتسجيل حلقة إذاعية عن «تجربتي مع فقدان البصر» للمشاركة بها في مسابقة اتحاد اذاعات الدول العربية ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس وأفادني بانها مسابقة مخصّصة للبرامج والأخبار الإذاعيـة المنتجة من قبل الهيئات الأعضاء في الاتحاد، والمحطات وشركات الإنتاج الإذاعية العربية الخاصة، والمحطات وشركات الإنتاج والإذاعات الدولية الناطقة بالعربية. وحدد الاتحاد تصنيف برامج ذوو الإعاقة لهذه الدورة (المكفوفون).
في البداية ترددت في الموافقة اعتقادًا مني بأن موضوع تجربتي قد استهلك اعلاميًا كذلك رغبتي في الابتعاد عن الحديث عنها لما فيها من مرارة على عكس ظاهرها المشرق. وقلت له قد يكون هناك من ذوي الإعاقة البصرية من لهم إنجازات أفضل مني للمشاركة بها في البرنامج.
لكنه أصر عليَّ وأقنعني بالموافقة قائلًا: “إن اختياركم جاء من حيث إنكم شخصية ونموذج تنطبق عليه المعايير المحددة لموضوع المسابقة، كذلك بناء على الإنجازات التي حققتموها خلال مسيرتكم العلمية والعملية، والسمعة الواسعة التي تحظون بها محليًا ودوليًا، والتضحيات والأعمال التي قمتم بها رغم الإعاقة البصرية لديكم والتي قد يعجز عنها كثير من المبصرين، بل جهات قد لا تقوم بمثل ما قمتم به، كذلك ثقتكم بنفسكم وإصراركم وعزيمتكم القوية والجادة على النجاح وبلوغ التميز. وإننا نسعى من خلال المشاركة بتجربتكم لإيصال رسالة مفادها أن النجاح متاح للجميع والوصول للهدف يحتاج إصرار، وعزيمة، وتضحية، وصبر”.
في استديو إذاعة جدة FM
وبعد ظهر يوم الثلاثاء (14 مارس 2023) وجدت نفسي خلف معشوقي الميكرفون في استوديوهات إذاعة جدة FM، وبدئنا تسجيل الحلقة بسرد قصة تجربتي مع فقدان البصر التي أعد محاورها الأستاذ العجلان وحاورني فيها من خلف الميكرفون المذيعة «أمل سراج».
وكان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو أن أقدم طرح جديد ومبتكر لمعالجة قضايا الإعاقة البصرية إذاعيًا حتى لا تبدوا قصتي مستهلكة إعلاميًا، فاسترسلت في حديث قدمتً فيه الكثير من المعلومات الجديدة عن كيفية التكيف مع الإعاقة البصرية من واقع التجربة الشخصية، وتقديم رسائل لمجتمع ذوي الإعاقة وعامة المجتمع إلى جانب تعريجي على أهم المنجزات التي كانت بمثابة منعطف طريق لي كفكرة وجبة الراكب الكفيف على الخطوط السعودية وتأسيس جمعية إبصار واتجاهي لمسار الكتابة والتأليف وأهم المؤلفات التي قدمتها حتى الآن.
ولكن المذيعة السراج أوقفت التسجيل وطلبت مني الإعادة قائلة: “إن كل ما قُدم جميل جدًا، لكن يحتاج إلى مشاعر وأحاسيس تنقل للمستمع الصورة الواقعية لتجربتكم، فمن المؤكد إن كل ما تحقق لم يكن بهذه السهولة التي استرسلتم بها في الموضوع، فأريد مشاعرك الحقيقية في الحديث”.
فأعدنا التسجيل وبدأت تحاورني من خلف الميكرفون بطريقة مثيرة وابداعية استطاعت من خلالها كسر الحواجز التي كنت واضعها لإخفاء مشاعري الحقيقية. وأعدت سرد قصتي من العمق حتى جاءت لحظات كانت في غاية الاثارة كدت فيها لا اتمالك نفسي وأجهش بالبكاء حرقة ومرارة، خصوصًا عندما اتيت على ذكر ما حققته بعد 8 سنوات من إحالتي الى التقاعد المبكر في الخطوط السعودية وجلوسي في المنزل بدون عمل، بتقديمي لفكرة جمعية إبصار التي تبناها الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله ومعالي د. أحمد محمد علي ود. عاكف المغربي، وإدارتي لها لمدة 13عامًا وما آلت إليه بعد مغادرتي لها.
وبعد الانتهاء من التسجيل استقبلني الأستاذ علي أحمد القاسم مدير عام إذاعة جدة والمشرف على مجمع الإذاعات بمكتبه وشكرني على المشاركة والتقطنا بعض الصور التذكارية وتسلمت منه درع إذاعة جدة FM وأهديته نسخ من مؤلفيّ «حصاد الظلام» و«الأديب طاهر زمخشري في سطور».
وعلمت لاحقًا من الأستاذ محمد عجلان أن الحلقة أخرجت في 10 دقائق حسب شروط المسابقة، واختير لها عنوان «أصحاب البصيرة» تضمنت النص الحواري الذي أعده، بتقديم وتعليق الأستاذ ضيف الله الزهراني «نائب مدير عام إذاعة جدة»، مصحوبًا بخلفية موسيقية ومقاطع غنائية، وإخراج الأستاذ بندر عسيري والأستاذة خلود لبني. وإشراف عام الأستاذ علي أحمد القاسم «مدير عام إذاعة جدة» وإنتاج إذاعة جدة، وتمت المشاركة به باسم إذاعة المملكة العربية السعودية حيث إن المسابقة دولية والمشاركات باسم الدولة.
وقد روجع العمل من قبل لجنة عليا أقرت الحلقة ومشاركتها في المسابقة من بين برامج أعدت من الإذاعات المحلية الأخرى بناء على جودة العمل وتميز الشخصية فيه وإنتاجه النهائي بشكل مميز عالي الرقي. من حيث الحبكة القصصية، والدراما الإنسانية، وتقديم نموذج ناجح مشرف رغم الإعاقة لبث التفاؤل والايجابية، وصناعة الأمل والمواصلة والإصرار على النجاح رغم التحديات، وعكس مقولة «خير الكلام ما قل ودل» بالإيجاز وإيصال الرسالة ببساطة.
الفوز بالجائزة الفضية
وفي مساء يوم الخميس (15 يونيو 2023م) فاجئني اتصال من الأستاذ العجلان يزف إليَّ بشرى فوز الحلقة بالمركز الثاني في تصنيف ذوو الإعاقة (المكفوفون) ونيلها الجائزة الفضية على مستوى الوطن العربي بينما ذهبت الجائزة الأولى الذهبية للإذاعة اللبنانية عن برنامجها “فقرة عن المكفوفين”. بعد منافسة محتدمة بين 14 إذاعة عربية ودولية ناطقة باللغة العربية، كما أنها حصلت على المركز الأول من بين برامج الإعاقة المقدمة من الإذاعات الخليجية.
الأمر الذي لم أكن اتوقعه ومن الفرحة سألته مداعبًا “هل ستدفع لي الإذاعة أجرة الأوبر الذي حضرت به لتسجيل الحلقة” فسألني “هل حقًا جئت بأوبر؟” فقلت له “لا جئت مع سائقي بسيارتي الخاصة، ولكن تكلفتها لا تقل عن الأوبر كثيرًا” فضحك وقال “فلننتظر”. والواقع إنني سعدت بهذا الفوز ليس للإذاعة السعودية فحسب، بل لأنه أكد لي أهمية المنبر الإعلامي في دمج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع والتوعية بقضاياهم وإيصال صوتهم للمجتمع بصورة موضوعية بعيدًا عن العاطفة والشفقة. الأمر الذي أكده لي الأستاذ ضيف الله الزهراني مقدم الحلقة في حواري معه عقب الفوز بالجائزة قائلًا: “لقد أردت من تقديمي للحلقة إيصال رسالة مفادها أن ذوي الاعاقة لا يحتاجون الى العطف أو الشفقة من المجتمع. بل يحتاجون فقط إلى الثقة والفرصة والبيئة المناسبة ليتمكنوا كغيرهم من العطاء للمجتمع والبناء للوطن. فقد استعرضنا تجربتكم الشخصية الناجحة وكيف استطعتم التغلب على الإعاقة البصرية وأثبتم للعالم أجمع أن أعاقتكم لم تجعلكم تتوقفون أو تنكسرون. بل تعايشتم معها وآمنتم بقدراتكم فحققتم العديد من الإنجازات التي على إثرها حصدتم العديد من الجوائز المحلية والعالمية. مما جعل قصتكم محفزه لغيركم من ذوي الإعاقة وفي ذات الوقت تحمل رسالة للمجتمع أن ذوي الإعاقة لديهم قدرات وامكانيات لا تحجبها او تمنعها الإعاقة.
وقد عشت مع الحلقة تجربه انسانيه مختلفة جعلتني ازداد إيمانًا أن الله سبحانه وتعالي ابتلانا جميعًا بمنع بعض النعم عنا ليختبر صبرنا ومدى قدرتنا على تجاوز أي نقص. ووهبنا الكثير من النعم ليختبر مدى شكرنا ومدى قدرتنا على تسخير نعمه في عمارة الأرض الذي سبحانه وتعالى استخلفنا فيها. كما استفدت الكثير من الدروس وأهمها أن قوة الانسان الحقيقة لا تكمن في جسده، بل في عقله وروحه. فكم من إنسان معافى الجسد، ولكن عقله منشغل بسفاسف الأمور وروحه متعلقة بما لا يسمن ولا يغني من جوع، مما جعله عالة على المجتمع. وكم من معاق جسدي، ولكن عقله يطاول النجوم فكرًا. وروحه تعانق السحاب طموحًا، فكان من سواعد البناء في المجتمع.
واقول لكم شكرًا. وإن كانت لا تكفي على ما قدمتم ولا زلتم تقدمونه من عطاء للمجتمع والهام لذوي الاعاقة. فأنتم مثال حي على أن الاعاقة ليست علة الجسد، بل في حكم من بالجهل قد حكموا”.
أما مخرجة البرنامج الأستاذة خلود لبني فقد قالت “أردت أن أوصل رسالة من الحلقة بأن الكفيف ليس له ثقافة خاصة، بل أنه قادر على مواصلة حياته كباقي أفراد المجتمع والاندماج فيه، وإظهار المبادرات التي تعمل تحت مظلة جمعية الانسان وفاقدي البصر التي تؤهلهم لقضاء حوائجهم المختلفة بالاعتماد على أنفسهم. فقد شعرت وأنا أقوم بإخراج الحلقة بأن البصر نعمة من الله للإنسان والبصيرة هي قوة القلب المدركة.. وأن ثقافة وفكر تأهيل المكفوفين قد تطورت بحيث أصبحت تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم. وأقول إن أصحاب البصيرة هم أصحاب القلوب الواعية الراضين بقضاء الله وقدره وكأنهم ملكوا كل شي. فما يكتبه الله لنا الطف مما نشاء”.
وعلى أي حال أضم صوتي إلى صوت الأستاذ علي أحمد القاسم مدير عام إذاعة جدة والمشرف على مجمع الإذاعات الذي قدم شكره وتهانيه لفريق عمل البرنامج في لقاء صحفي مع صحيفة شاهد الآن الالكترونية (10 ذو الحجة 1444 هـ الموافق 28 يونيو 2023 م) المقدم الأستاذ ضيف الله الزهراني، ومعد البرنامج الأستاذ محمد العجلان، ومخرجي البرنامج الأستاذ بندر عسيري، والأستاذة خلود لبني.
وكانت النتائج قد أعلنت في الحفل الختامي للمهرجان الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بالتعاون مع مؤسستي الإذاعة والتلفزيون التونسيين اللذان نقلا الحفل على الهواء مباشرة من على مسرح قرطاج برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزيرة الثقافة التونسية الدكتورة حياة القرمازي، والأستاذ محمد فهد الحارثي (رئيس اتحاد الإذاعات العربية، والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي). ومشاركة ممثلين عن الهيئات الأعضاء في الاتحاد المختصين في مجالات الإخراج والإنتاج وإعداد البرامج، من بينها المملكة، إضافة إلى ممثلين عن شركات الإنتاج العربية الخاصة ووكالات الأنباء والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية الناطقة باللغة العربية، وممثلين عن الشبكات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية العالمية.
والمهرجان هو فعالية سنوية ينظمها الاتحاد التابع لجامعة الدول العربية ويهدف إلى المساهمة في تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي، ورفع مستواه على النحو الذي يلبي تطلعات الهيئات الأعضاء والمبادئ التي تعمل من أجلها، إلى جانب رصد الاتجاهات المبتكرة والجادة في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي وتشجيعها، من أجل تنمية الطاقات الإبداعية العربية في هذا الميدان.
وقد أقيمت فعاليات هذه الدورة للعام 2023 بتونس تحت شعار «الفنون والثقافة تجمعنا». وشهدت تقدّم 269 عملاً إلى فئات المسابقة المختلفة، منها 140 عملاً تلفزيونياً و129 عملاً إذاعياً قسمت إلى فروع، منها فرع ذوو الإعاقة (المكفوفون).
والحقيقة إن إدراج ذوو الإعاقة في مثل هذه الفعاليات يعطي لها بعدا إنسانيًا إضافيًا.
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.