في مساء مثل هذا اليوم الأربعاء 11 شعبان من العام 1405هـ (1985/05/01م) احتفت مدينة جدة تحت رعاية الأمير ماجد بن عبد العزيز -رحمه الله- (أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك)، بأحد أبرز شعرائها المكيين وعميد الأسرة الفنية الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري الملقب بـ «بابا طاهر» في حفل فني كان الأولى من نوعه على مستوى المملكة. وذلك بمناسبة نيله جائزة الدولة التقديرية في الأدب لعام 1404هـ التي كانت تُمنح لكبار الرواد المؤثرين.

والآن وقد مضى أربعون عامًا على ذلك الحفل أجدها فرصة مناسبة أن أسلط الضوء عليه في هذه السطور المضيئة، استنادًا إلى ما دونه الكاتب الصحفي جلال أبو زيد -رحمه الله- في تقريره عنه المنشور في صحيفة المدينة في العام 1405هـ بعنوان (طاهر زمخشري.. نشيد الحب.. الفنان)، وما رسخ في ذاكرتي عنه إذ كنت من المحظوظين الذين حضروا ذلك الحفل.

مقتطف من تقرير الكاتب والصحفي جلال أبو زيد -رحمه الله- صحيفة المدينة 1405هـ – المصدر

حيث إن بابا طاهر -رحمه الله- يعد أحد رموز الأدب والإعلام في بلادنا الذين ساهموا في تأسيس الحركة الإعلامية والأدبية والفنية السعودية المعاصرة، ولعل النشء من جيل اليوم من الموهوبين والمهتمين بالأدب والإعلام بحاجة إلى التعرف على جانب من مسيرته الإعلامية والفنية والأدبية وأثرها في بلادنا. خصوصًا في هذه الفترة التي تتزامن مع انعقاد المنتدى السعودي للإعلام لهذا العام في الفترة من 20-21 فبراير 2024م تحت شعار “الإعلام في عالم يتشكل”.

الحفل

في العام 1985م قام الفنان محمد عبده بمعية الموسيقار عمر كدرس والأسرة الفنية بمجهود جبار وعمل خارق على مدى ثلاثة أيام لتنظيم حفل فني بقاعة فندق الكعكي بمدينة جدة مساء يوم الأربعاء (1405/8/11هـ – 1985/05/01م) رعاه المهندس محمد سعيد فارسي -رحمه الله- (أمين مدينة جدة آنذاك) نيابة عن أمير المنطقة. وحضره معالي وزير المعارف والثقافة التونسي البشير بن سلامة، والسفير التونسي لدى المملكة، وحشد كبير من الأدباء والشعراء ورؤساء تحرير الصحف والمجلات والإعلاميين والصحفيين الفنيين. وكافة أفرد الأسرة من الرجال والشباب المتواجدين في جدة آنذاك.

صورة تجمع أمين جدة الأسبق م. محمد سعيد فارسي وبابا طاهر والسفير التونسي لدى المملكة العربية السعودية

كان الحفل في جوهره فريدًا من نوعه ولم يتكرر مثيل له حتى تاريخ مقالي هذا من حيث الشكل والمضمون. فقد تميز بمسرح أنيق ووثير توسطت خلفيته صورة كبيرة مفرغة لبابا طاهر رسمت بريشة الفنان التشكيلي التونسي عمار بلغيث، مأخوذة عن صورة فوتوغرافية التقطها المصور القدير «خالد خضر» لبابا طاهر في لوس أنجلوس في العام 1984م. وإلى جانبها كُتب اسم بابا طاهر بالورود. وعلى جانبي المسرح نصبت لوحات طولية كُتب عليها بخط فني أنيق إنجازات بابا طاهر الإعلامية والأدبية والفنية. ووضعت منصة الإلقاء والتقديم أمام المسرح.

وشهد الحفل مدى المكانة الروحية التي حظي بها بابا طاهر بين عمالقة الفن السعودي، والإذاعيين الذين حضروا وشاركوا في الحفل وقدموا جوقة من الأعمال الفنية الرائعة. واتسم في مجمله بمشاعر الحب والوفاء والتقدير التي حظي بها من الأسرة الفنية وكل من حضر الحفل.

وفي المقابل كان -رحمه الله- سعيدًا فرحًا مبتهجًا وهو يرى أبناءه الفنانين وزملاءه الأدباء، والشعراء، والإعلاميين، والضيوف قد التفوا حوله وحفوه بكل مشاعر الحب والاحترام احتفاء به في واحدة من المناسبات التي قال عنها آنذاك إنها من اعز المناسبات إلى نفسه. ولهذا خرج الحفل رائعًا ومتفوقًا وناجحًا في كل فقراته التي عاشها الحضور وأصبحت واحدة من أحلى وأمتع الذكريات الفنية التي عشتها.

صورة جماعية من الحفل ويظهر بابا طاهر وعلى يمينه خالي د. فؤاد طاهر زمخشري (رحمهما الله) وعلى يساره الفنان محمد عبده توسطهم ابنته نورة ومن حوله عدد من أبناءه الفنانين والإعلاميين

حيث افتتح الحفل بكلمات ترحيبه اتسمت بالبلاغة والاقتدار والخبرة تناوب على تقديمها كل من الفنان خالد زارع والإذاعي الفنان يوسف شاولي، وألقى الأديب محمد حسين زيدان كلمة ترحيبية بالأديب مما جاء فيها: “فحمة سوداء، ولكنه ماسة بيضاء.. بشرته سوداء، ولكن نفسه بيضاء أعرفه منذ خمسين عامًا ضاحكًا باكيًا يضحك من عطائه.. ويبكي من عقوق العطاء! رايته وفيًا لكل أصدقائه وأعجب لنكران الوفاء من بعض أصدقائه له.. وهو لو لم يتألم ولو لم يعشق لما قال شعرًا..” ثم أشاد بتكريم الدولة لبابا طاهر وبزملائه الرواد في الأدب وقال إن جلالة الملك المفدى فهد بن عبد العزيز قد سن سنة جديدة للأدباء بإقرار جائزة الدولة التقديرية لهم. وهذه تحويلة جزئية تحثنا على التفوق والإبداع ثم أشاد بتونس الشقيقة التي احتضنت الأستاذ طاهر زمخشري وأشاد باحتفاء الأسرة الفنية به. أما الشاعر إبراهيم خفاجي فقد أمتع الحضور بقصيدة بعنوان «أكرم بمن قاد المعاني» مدح فيها ببابا طاهر، ومما جاء فيها:

أكرم بمن ملك النشيد    وعلَّم الحرفَ الرنين

أكرم بمن قاد المعاني    ملهما عبر السنين

أكرم بطاهرنا الحبيب    ومبدع النظم الثمين

فإلى المزيد من العطاء   يرعـــــــاك رب العالمين

وألقى الأستاذ محمد عبد الرحمن الشعلان قصيدة عصماء بالنيابة عن الشاعر الكبير محمود عارف وقد حيا الأستاذ الشعلان بابا طاهر بالنيابة عن أسرة الإذاعة في برنامجها العام والثاني.. ثم ألقيت قصيدة للشاعر الأستاذ أبو تراب الظاهري ألقاها بالنيابة عنه ابنه «محمد» ثم ألقى د.محمد صبيحي كلمة الإعلاميين، مما جاء فيها: «كم كنت أود أن أبدع في سماء المحبة والوفاء كلمة أو كلمتين. ولكن ما يجدي ابتداعي وقد استحوذت بالأمس على كل إبداع. إن لقلمك شمسا مشرقة تستمد نورها من فيض عطائك وروحك المشرقة. ولا يزال العطاش يتطلعون إلى وردك الصافي.. ومنهلك العذب ريا للقلوب والعقول. فاذا حلقنا في سماوات الحب والإخاء رأيناك فيها نجما يفيض صدقا ووفاء. يُسري في النفوس آمالًا حلوة عذبة وإذا الوفاء في هذه السماوات اسم عزيز في كل قلب ونفس وروح. وإذا جلنا في رياض المحبة وجدنا مع كل عطر زهرة. وشذا وردة.. ما ينم عن قلبك الفواح بكل ما يملأ وجدان محبيك سعادة ورضا. إنه لمن فضل القول ان ندعوك إلى استمرار مسيرتك في مجالات الفكر والفن والأدب والحب، والإخاء، والإخلاص، والوفاء. فمثلك.. كالقوة الدافعة التي لا توقف لها.. سائرة بإذن الله إلى ما يسعد الأهل والأحباء والوطن».

بعد ذلك انطلقت فقرات الحفل الفنية بدءًا بمجموعة الأطفال التي أعادت غناء أول أغنيتين كتبهما ولحنهما بابا طاهر في العام 1954م بمناسبة أول زيارة للملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله – لجمهورية مصر العربية بعد توليه العرش «يا فرحتي يا بهجتی» غناء الفنان المصري عباس البليدي، وأنشودة «هليت يا ملك» التي أداها أبناء الطلبة السعوديين المبتعثين في القاهرة آنذاك بتوزيع الموسيقار السوري يوسف الشيخ. وقد تجلى الدور البارز والجهد الكبير الذي بذله الفنان محمد العماري في تدريب مجموعة الأطفال على تقديم وأداء تلك الأغنيتين بالصورة الجميلة التي خرجت بها في الحفل.

بعد ذلك توقف الحفل لتناول طعام العشاء فانتهز الجميع الفرصة للسلام على بابا طاهر وتهنئته بالجائزة. وفي الأثناء أخذ «بابا طاهر» موقعه على مائدة الطعام إلى جانب الكاتب الأستاذ أمين عبد المجيد، والدكتور عبد الله مناع، ومعالي أمين جدة الفارسي الذي رحب ببابا طاهر وقال له: «أنقل إليك تهاني وتحيات سمو الأمير ماجد بن عبد العزيز.. والحقيقة إن فوزك بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لهو تقدير لنا جميعًا أثلج صدورنا وجلب لنفوسنا السعادة والبهجة»

فشكره بابا طاهر وقال له: «علاقتنا قديمة واعرف والدك منذ كان عمرك حوالي سبع سنوات وعلاقتنا وطيدة والحمد لله».

ثم استأذن «بابا طاهر» للتجول بين الحضور والتحدث إليهم أثناء تناولهم العشاء.  فجلس على مائدة وزير المعارف والثقافة التونسي وسفير تونس لدى المملكة وتحدثوا عن تونس الشقيقة وعن سعادتهم بحفل بابا طاهر. وفي غضون ذلك كان الفنان محمد عبده يشرف على الجميع ومرحبًا بهم بإطلالته الباسمة. وكان المصور القدير خالد خضر يلتقط الصور لوقائع ومجريات الحفل. بعد العشاء استؤنف الحفل بمقطوعة موسيقية للموسيقار سامي إحسان باسم «وفاء» ألفها إهداءً لبابا طاهر كانت جميلة ومعبرة عن كل معاني الوفاء. تلاها مجموعة من الفقرات الغنائية التي كتبها «بابا طاهر» رحمه الله وسجلت للإذاعة السعودية، حيث قدم الفنان صالح عمر ابتهال «رباه» وفي الأثناء التي كانت تتوالى فيها فقرات الحفل كان الفنانين خالد زارع ويوسف شاولي يوصلان الفقرات بالتناوب فيما بينهما عبر مذياع قديم وضع على المنصة الرئيسية حاكا الإذاعة السعودية في بداياتها إبان عمل بابا طاهر فيها، وقدما من خلاله «سيناريو» كتبة وألف أشعاره الفنان «خالد زارع» سرد من خلاله مشوار حياة بابا طاهر العملي، والأدبي، والإعلامي، والفني.

وأطل الفنان حسن دردير «مشقاص» على الجمهور بعد طول غياب عن الفن امتد لنحو عشر سنوات حيث غنى أغنية «جيب الجول على الرايق» التي كان قد شارك فيها مع مغنيتها الفنانة اللبنانية هيام يونس في العام 1385هـ كأول أغنية رياضية من كلمات وـلحان «بابا طاهر».

ثم قدم النجم الصاعد آنذاك الفنان عبد المجيد عبد الله أغنية «لو تسألوني» التي كان الموسيقار عمر كدرس قد لحنها وغناها في العام 1383هـ.

وقدم الفنان علي عبد الكريم أغنية «أسمر حليوة» التي غناها الفنان طلال مداح بألحان الموسيقار غازي علي في العام 1385هـ،

تلاه الموسيقار طارق عبد الحكيم الذي قدم أغنيته الشهيرة «المروتين» التي كان قد غناها بألحانه في العام 1379هـ.

ثم قدم الفنان عبادي الجوهر أغنية جديدة بعنوان (الهمسة المغردة) من كلمات بابا طاهر..

وجاء الدور على نجم الحفل الفنان محمد عبده الذي فاجئ بابا طاهر والجميع بتقديمه أغنيته الجديدة «يا أعذب الحب» مع فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو عبده مزيد وألحان الموسيقار عمر كدرس كإهداء من محمد عبده وعمر كدرس لبابا طاهر -رحمه الله- ختما بها مسيرتهما الفنية معه والتي بدأت مع مطلع ستينيات القرن الماضي.

وكان عبده والكدرس قد قاما قبل الثلاثة أيام التي سبقت الحفل باختيار 8 أبيات من قصيدة «يا أعذب الحب». التي ألفها بابا طاهر من 37 بيت شعر بمناسبة حفل جائزة الدولة التقديرية. مجد فيها المملكة العربية السعودية ونموها وتطورها ومدح الملك فهد ودوره في ذلك التطور. وغيرا بعض كلمات الأبيات لتوافق اللحن الذي وضع للأغنية.

يا أعذب الحب أمالي قد ابتسمت
في موطنٍ رقصت في جوه النعمُ
وقد بسطت بها فيئاً يظللنا
والخير ما زال فياضاً به الكرمُ

وقد صحونا على صوتٍ سرى نغم
وللزمان بترديد النشيد فمُ
وكل خافقةٍ جاش الحنين بها
صاغت بحباتها في حبك القسمُ

يا أعذب الحب أكبادٌ مقرحةٌ
بغير كفك لا والله تلتئمُ
وقد رماها الى كفٍ بلا قدر
فهل لغيرك بعد الله تعتصمُ

الله أكبر … صوتٌ أنت رافعهُ
والرجع عاد به الميقات والحرمُ
فأنت غيث من المولى حمائله
العلم والدين والأخلاق والشيمُ

واختتم عبده فقرته الغنائية والحفل بإعادة غناء أغنيته المشهورة «خاصمت عيني من سنين» التي كانت أول أغنية يكتبها بابا طاهر له، ولحنها الملحن السوري محمد محسن. وفي تلك الأثناء صعد الفنانون المسرح على زغاريد مشقاص وهم يصفقون ويرددون مع الفنان محمد عبده مقاطع من الأغنية وهم في ذروة البهجة والسعادة محين «بابا طاهر» والحضور.

وبهذا المشهد أسدل الستار على ذلك الحفل البهيج والفريد الذي كان أكثر لحظاته إثارة حينما أعلن مذيع الحفل «خالد زارع» عن تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- (النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام آنذاك) عن تقديمه هدية لبابا طاهر شيك نقدي بمبلغ مئتي ألف ريال.

كذلك الإعلان عن منح بابا طاهر أسطوانة ذهبية من جمعية الثقافة والتراث الفرنسية التابعة لليونسكو وهي جائزة تمنح لكبار المؤلفين والشعراء والمبدعين في العالم، بعد أن وصلت في تلك الليلة من باريس وأوتي بها من مطار الملك عبد العزيز إلى الحفل مباشرة حيث سلمت لبابا طاهر. وتوالى تقديم الهدايا التذكارية خلال فقرات الحفل حيث قدمت جمعية الثقافة والفنون هدية تذكارية تكريمًا لبابا طاهر، وقدم الموسيقار سراج عمر هدية تذكارية كلمسة وفاء للمسيرة الفنية والصداقة الروحية التي جمعته ببابا طاهر، كما قدم المصور خالد خضر صورتين كبيرتين التقطها لبابا طاهر في لوس أنجلوس أحدهما وهو يراجع إحدى قصائده في غرفته بالفندق، والأخرى جمعته مع الموسيقار سامي إحسان والفنان محمد عبده.

وقد وزع في الحفل كتيب بعنوان “عندما يكرم بابا طاهر تَفرح الأسرة الفنية بعميدها” تضمن كلمات للإعلاميين والفنانين والأدباء الذين ربطتهم علاقة ببابا طاهر تحدثوا من خلالها عن تاريخ معرفتهم به وطبيعة الأعمال التي جمعتهم وأراءهم ومشاعرهم نحوه. كما تضمن الكتيب برنامج الحفل وكلمات الأغاني التي غنت فيه.  وتغيب عن الحفل الفنان طلال مداح والموسيقار غازي علي لتواجدهما خارج البلاد آنذاك.

غلاف كتيب الحفل

وخلال الحفل بين بابا طاهر سبب إطلاق لقب فنان العرب على محمد عبده قائلًا: «إن من أطلق عليه هذا اللقب هو الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة. وبحكم أن الرئيس هو عميد رؤساء العرب وهو من أطلق اللقب أذًا فهو يستحق لقب فنان العرب».

بابا طاهر أثناء كلمته عن أحقية محمد عبده بلقب فنان العرب

كذلك رتب أهم الهدايا والأوسمة التي نالها في حياته حسب أهميتها له (وسام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذهبي بمناسبة نيله جائزة الدولة التقديرية في الأدب لعام 1404هـ، تقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وهديته النقدية، الخنجر الكبير المذهب والمطعم بالفصوص الذي قدم له من ابن عمه عميد عائلة «الزمخشري» يوسف محمد زمخشري، وسامي جمهورية تونس الشقيقة (وسام الاستقلال الثالث، ووسام الثقافة الثاني)، هدية وزارة الاعلام السعودية التي كانت عبارة عن خنجر مذهب مطعم بالفصوص).

وهكذا كَرمت مدينة جدة شاعرها طاهر عبد الرحمن زمخشري الذي سحرته بجمال شواطئها وحمراءها فأهدها ديوانه (حقيبة الذكريات 1977م-1397هـ) بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم.. إلى الحمراء…؟!.. إلى ابتسامة المنى على ثغرها الباسم…؟! إلى عرائس الالهام في سواحلها الجميلة…؟! .. إلى الحب والحياة في رحابها وعلى ضفافها المشرقة…؟!.. أهدي هذه الحقيبة وما فيها من ذكريات.. جمعتها من حبات فؤادي وقطرات من دمي ودموعي»، ونظم فيها عدة قصائد وأطلق عليها «عروس البحر الأحمر» في قصيدته التي حملت ذات الاسم نشرها في ديوانه «عبير الذكريات1980م-1400هـ»، وتغنى محمد عبده بقصيدته «عروس بحر بالجمال توشحت»

بشراك جدة غردي وتنعمي
خيرات آل سعود فيكي تعددت
عشاق بحركِ كلّهم يترنم
بالشعر من شتى القوافي خلدت وتغنى أيضًا الموسيقار الأردني «جميل العاص» بقصيدته «جدتي» وكان من آخر إصداراته ديوانًا شعريًا بعنوان «جدة عروس البحر الأحمر».

وكان بابا طاهر -رحمه الله- قد انتقل من مكة المكرمة مسقط رأسه إلى جدة في مطلع ستينات القرن الماضي التي استقر فيها إلى آخر حياته، وكتب الكثير من أشعاره أثناء إقامته فيها. وأصدر منها ديوانه «رباعيات صبا نجد 1973م-1393هـ»، و«عبير الذكريات 1980م-1400هـ»، و«جدة عروس البحر الأحمر 1987م-1407هـ».

وخلال إقامته في جدة تردد على مصر، ولبنان، وتونس وسافر إلى لندن ولوس أنجلوس للعلاج.

عدد المشاهدات 155