Share

انتهت اليوم الأربعاء 2022/04/20م فترة استقبال المشاركات في أول مسابقة لأدب الأطفال «مسابقة بابا طاهر». التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في 2022/01/20م. من أجل إبراز القيمة الأدبية والوطنية للأديب طاهر زمخشري. وتسليط الضوء على أدب الأطفال اليافعين وتشجيعهم على ممارسة الكتابة والتأليف.

وسوف يعلن في 26 مايو 2022م بدلًا من 19 مايو 2022م عن أسماء الفائزين بجوائز المسابقة البالغ مجموعها (400ألف ريال سعودي) موزعة على النحو التالي:

  • فئة المشاركون فوق 18 سنة 190 ألف ريال. (مسار القصة: 60,000 ريال، مسار القصة المصورة (الكوميكس): 60,000ريال، مسار الرواية القصيرة: 70,000 ريال)
  • من 12 إلى 18 سنة 130 ألف ريال. (مسار القصة: 40,000 ريال، مسار القصة المصورة (الكوميكس): 40,000 ريال، مسار الرواية القصيرة: 50,000 ريال).
  • تحت 12 سنة 80 ألف ريال. (مسار القصة: 25,000 ريال، مسار القصة المصورة (الكوميكس) 25,000 ريال، مسار الرواية القصيرة: 30,000 ريال)

وجاء اهتمامي بهذه المسابقة ليس بصفتي كاتبًا أو مؤلفًا لقصص أطفال. بل لأنها تقاطعت مع ما ناديت به في مقالي المنشور على صحيفة غرب الإخبارية في 2021/11/18م. بعنوان (ركن الأطفال وبابا طاهر في اليوم العالمي للطفل 2021م). “لعلها تكون بادرة طيبة من وزارتي الثقافة والإعلام. باغتنام فرصة موضوع احتفالية اليوم العالمي للطفل هذا العام (مستقبل أفضل لكل طفل). لإطلاق مبادرة تعنى بتخليد سيرة وإرث رواد أدب الطفل في بلادنا. وعلى رأسهم الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري «بابا طاهر» رحمه الله”.

وذلك بصفته رائدًا لأدب الأطفال في السعودية. وعاشق للطفولة منذ إعداده وتقديمه لأول برنامج للأطفال في الإذاعة السعودية «ركن الأطفال» بداية الخمسينيات الميلادية. وإصداره لأول مجلة سعودية للأطفال «مجلة الروضة» عام 1959م/1379هـ. وختم نشاطه الأدبي والفني مع الأطفال بالمشاركة في حفل تكريمي له قبل وفاته. اقامته جمعية الثقافة والفنون بفندق البلاد بجدة بمشاركة فريق برنامج افتح يا سمسم وطلبة مدارس جدة الابتدائية.

وقد بدأ اهتمامي بهذه المسابقة ودعمها طوعيًا. بعدما تواصلت معي هيئة الأدب والنشر والترجمة في 2021/10/27م. بصفتي أحد أحفاد «بابا طاهر» ومهتم بتوثيق سيرته وأعماله الأدبية والإعلامية والفنية. وأبلغوني عن المسابقة وشرحوا لي أبعادها وطلبوا موافقة الورثة على إطلاق اسم «بابا طاهر» عليها. وبدوري أطلعت باقي الأحفاد بذلك وأخذت موافقتهم وأحلت الأمر إلى ابن خالي د. محمد فؤاد زمخشري لاستكمال الإجراءات بحكم إقامته في مدينة الرياض حيث مقر الهيئة.
وعقب استكمال كافة الإجراءات وتحديد موعد انطلاق المسابقة. تواصلت معي الشركة المنفذة لمشروع المسابقة من أجل دعم انطلاقتها. فبادرت بالتبرع بما لدي من نسخ نادرة لـ «مجلة الروضة». لاستخدامها في الفيديوهات الترويجية وإعلان المسابقة. فقد رأيت أن ذلك سيؤدي إلى تحقيق ما ناديت به في مقالي المنشور على صحيفة غرب الإخبارية في 2020/11/25م. بعنوان (قصة مجلة الروضة التي أدخلت مؤسسها مستشفى المجانين). “أدعو المعنيين بجمع التراث الأدبي والثقافي السعودي إلى العمل على جمع كافة أعدادها التي صدرت. وإضافتها إلى تراثنا بصفتها أول مجلة سعودية تصدر للأطفال. وبحوزتي منها العدد الثالث، والسابع، والثامن وهي من مقتنيات الأديب رحمه الله التي احتفظت بها”.
بالإضافة إلى تقديم مقتطفات عن علاقتي ببابا طاهر من مؤلفي «رحلتي عبر السنين». من أجل الاستفادة منها للفيلم الوثائقي المزمع إعداده عنه من قبل الشركة المنفذة للمشروع.

وعندما لاحظت أن الإعلان عن المسابقة كان بحاجة إلى دعم إعلامي. حيث لم تنشر أو تتناول أي من وسائل الإعلام المحلية أي خبر عنها حين إطلاقها في 2022/01/20م. رغم أنها أول مسابقة رسمية لأدب الأطفال في المملكة. وواحدة من أكبر مسابقات الأطفال في عالمنا العربي. وتحمل اسم الأديب الذي وصفته الهيئة بأنه “الرمز الوطني والأديب الرائد في أدب الأطفال السعودي. وعاشق الطفولة الذي ترسّخ إرثه الفني والأدبي عند الكاتب والمتلقي”. بادرت في حينها بنشر خبر عنها على موقعي الشخصي بعنوان (مسابقة بابا طاهر لأدب الأطفال). نقلت عنه عددًا من وسائل الإعلام منها صحيفة عكاظ ومجلة سيدتي وعدد من المواقع الإلكترونية الأخرى. وإعادة نشر تغريدات الهيئة. التي تضمنت إعلانات وفيديوهات ترويجية عن المسابقة وكل ما يتعلق بها على حسابات التواصل الاجتماعي التي أديرها.
واقترحت بأن تكون هناك حملة تعريفية بالمسابقة موجهة لعموم المدارس والكليات الجامعية المعنية بالمجال. بالعمل والتنسيق مع وزارة التعليم. حيث إن مركز تواجد معظم الفئات المستهدفة من المسابقة تابعة للتعليم. وأكدت على ذلك في اللقاء الإذاعي الذي أجرته معي إذاعة جدة اف ام (الخميس 1443/07/30 – 2022/03/03م). بشأن المسابقة وحثيت من خلاله منسوبي التعليم بكافة فئاتهم على الاشتراك في المسابقة وتشجيع الطلاب على ذلك.
وقد سررت كثيرًا بالتعميم الذي أصدره مساعد وزير التعليم (د. سعد بن سعود الفهيد) في 1443/09/16هـ الموجه لكافة إدارات التعليم. لاعتماد تنفيذ المسابقة وحث الطلاب على المشاركة فيها بمختلف المراحل الدراسية وتحفيزهم للكتابة في أدب الأطفال واليافعين عبر منصة المسابقة.

وتمنيت لو أن هذه الخطوة جاءت مع انطلاقة المسابقة. سيما وأن هيئة الأدب والنشر والترجمة نظمت عددًا من ورش العمل الافتراضية والحضورية. لتدريب الراغبين في المشاركة على كيفية الكتابة في أدب الأطفال والاشتراك في المسابقة، وكان بإمكان مئات الطلاب والمدارس الاستفادة منها. فلقد شاركت في إحداها من أجل إثرائي المعرفي. وهي ورشة عمل “عُقدة وحل” لتقنيات الكتابة في أدب الطفل (قصص الأطفال – روايات اليافعين). قدمتها الأستاذة فاطمة الحسين️ على مدى يومين (13-14 فبراير 2022م).

وعلى أي حال لابد من الإشادة بفكرة المسابقة وجهود القائمين عليها والدعوة لاستمراريتها وتنميتها وتطويرها. حيث إنها حققت جانب كبير مما كنت أتطلع إليه. بإحياء سيرة الأديب. والحفاظ على إرثه الأدبي بين الأجيال الجديدة. وذلك من خلال تعميم وزارة التعليم حيال المسابقة. وما سيترتب عليه من انتشار اسم «بابا طاهر» بين الطلاب والتعرف على ريادته لأدب الأطفال. الذي بدأه ببرنامجه للأطفال «ركن الأطفال». و «مجلة الروضة». و «فوازير السمسمية» التي قدمها الفنانين «مشقاص» و «محمد عبده» كنموذج جديد لفوازير رمضان في ثمانينيات القرن الهجري الماضي.

يذكر أن «بابا طاهر» هو اللقب الذي اشتهر به الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري نسبة لاهتماماته بالطفل وريادته لأدب الأطفال. وهو أحد شعراء الرعيل الأول من مواليد مكة المكرمة (27/07/1332هـ – 22/06/1914م). عمل في عدة وظائف حكومية منها أمانة العاصمة بمكة المكرمة خلالها أسهم في تأسيس بلدية الرياض والخرج والليث. كما أسهم في تأسيس الإذاعة السعودية وعمل فيها لعدة سنوات. وترأس تحرير أول صحيفة سعودية «البلاد». وهو أول أديب سعودي يكرم خارج السعودية بحصوله على وسامين من رئيس الجمهورية التونسية الراحل الحبيب بو رقيبة 1966م و1974م. ونال جائزة الدولة التقديرية للأدب في 1985م. تُرجمت بعض قصائده إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية بطلب من هيئة اليونيسكو ونال اسطوانتها الذهبية.
توفي في 02 شوال 1407هـ – 29 مايو 1987م في مدينة جدة. ودفن بمسقط رأسه مكة المكرمة بمقبرة المعلاة عن عمر ناهز 75 عامًا.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 674
Share