يحتفل العالم في الرابع من يناير من كل عام باليوم العالمي للغة بريل. الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر عام 2018م. واختير هذا التاريخ لتوافقه مع يوم ميلاد الكفيف الفرنسي لويس بريل مبتكر طريقة برايل. التي يستخدمها الأشخاص المكفوفون وضعفاء البصر للكتابة والقراءة عن طريق اللمس. واستفاد منها ملايين المكفوفين حول العالم كل بلغته كالعربية، والإنجليزية، والفرنسية، والاسبانية، والصينية، وغيرها. واحتفل به للمرة الأولى في 4 يناير 2019م.

ويواجه تعليم لغة برايل للمكفوفين تحدٍ كبير في ظل جائحة كورنا «كوفيد 19». التي أصابت حتى الآن «293,483,469» في «222» بلد وإقليم حول العالم. توفي منهم «5,468,239» شخص. وكانت أكثر الدول تضررًا أمريكا بـ «57,131,187» إصابة توفي منهم «848,885»، الهند «34,960,261» توفي منهم «482,017»، البرازيل «22,305,078» توفي «619,245»، بريطانيا «13,641,520» توفي «148,941»، روسيا «10,570,212» شخص توفي «312,187».

ومع انتشار الموجة الجديدة للمتحور (أوميكرون). ستزداد معاناة الطلاب ذوي الإعاقة البصرية. خصوصًا في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية. الذين يستلزم تعليمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل. التواصل المباشر والتماس مع المعلم أو المعلمة. ما قد يعرضهم لمخاطر الإصابة بالعدوى. أو الاضطرار لاتخاذ إجراءات وقائية قد تحرمهم من التعلم أسوة بأقرانهم المبصرين. ناهيك عن التحديات الأخرى التي واجهوها بسبب الإغلاق.

وقالت منظمة الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني: «إن المعاقين بصريًا واجهوا بسبب إجراءات الإغلاق عديد من التحديات. فيما يتصل بالاستقلالية والعزلة. وبخاصة منهم الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات. وأظهر الوباء أهمية إنتاج المعلومات الضرورية بأشكال يسهل الوصول إليها. بما في ذلك لغة برايل والصيغ السمعية. وبغير ذلك، يمكن أن يواجه عديد من الأشخاص ذوي الإعاقة مخاطر أكبر من التلوث بسبب فقدانهم إرشادات واحتياطات الحماية وتقليل انتشار الوباء. وتأكد للعالم كذلك الحاجة الملحة إلى تكثيف جميع الأنشطة المتعلقة بالتيسير الرقمي لضمان الإدماج الرقمي لكافة الناس.

وخلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). نفذت منظومة الأمم المتحدة العديد من الممارسات الجيدة. لتعزيز النهج الشامل والمراعي لمنظور العوق للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ونشر المعلومات ذات الصلة بلغة برايل.

في ملاوي، نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي زهاء 4050 مادة بلغة بريل. لأغراض التوعية والوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19). وفي إثيوبيا، وزعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. معلومات سمعية ومواد تثقيفية وإعلامية على العاملين في مجال الإعلام، كما أعدت نسخًا من الرسائل التثقيفية بلغة بريل. وأنتجت يونيسف مذكرات إرشادية بلغات متعددة وأشكال ميسرة «بما في ذلك لغة بريل. وصيغة “إيزي تو ريد”». ويطرح المنشور المعنون فيروس كورونا «كوفيد-19»: وضع اعتبارات للأطفال والبالغين ذوي الإعاقة. قضايا مثل الانتفاع بالمعلومات؛ والمياه والصرف الصحي والنظافة؛ والرعاية الصحية؛ والتعليم؛ وحماية الطفل؛ والصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي. فضلا عن وضع اعتبارات لمكان العمل المراعي للشمول».

يذكر أن المادة 2 من «اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة». هي وسيلة اتصال للمكفوفين ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة. وفي سياق الإدماج الاجتماعي على نحو ما تبينه المادتان 21 و24 من الاتفاقية. 

وتُعَّرف الأمم المتحدة لغة بريل بأنها عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد. بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم. ويستخدمها المكفوفون وضعاف البصر لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة. وهو ما يُعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.

حلول لمشكلة تعليم برايل في جائحة كورونا:

وبالعودة إلى مشكلة التحصيل الدراسي للأطفال المكفوفين أثناء التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا. أرى ضرورة تعليمهم المباشر حضوريًا مع اتباع إجراءات احترازية صارمة. تتمثل في أخذ اللقاح، غسل اليدين جيدًا. تعقيم الأسطح المكتبية وأجهزة وأدوات تعليم برايل والوسائل التعليمية الأخرى. لبس الكمامات وتقليص وقت التواجد في بيئة المكان الواحد. توزيع وسائل معلم برايل على الأسر لتمكينهم من مساعدة أبنائهم في تعلم طريقة برايل. إطلاق برامج إرشادية على المنصات التعليمية لتعليم الأسر كيفية تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بطريقة برايل. وتقوية حاسة اللمس والمبادئ الأساسية للمهارات الحياتية اليومية.

وتشير إحصائيات ذوي الإعاقة البصرية بأن المكفوفين حول العالم قد بلغ 49.1 مليون شخص بنهاية العام 2020م[1]، وبحسب الهيئة العام للإحصاء[2] إن عدد الذين يعانون من صعوبات في الرؤية بدرجات متفاوتة (خفيفة، شديدة، بالغة) في المملكة العربية السعودية قد بلغ 811,610 شخص بنهاية العام 2017م. ولعل جلهم قد يحتاجون تعلم قراءة الحروف بطريقة برايل لزيادة استقلاليتهم في حياتهم اليومية.

لويس برايل

الجدير بالذكر إن لويس برايل مبتكر طريقة برايل هو كفيف فرنسي من مواليد 4 يناير 1809 بمدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس. فقد بصره في الخامسة من عمره. إثر حادث تعرض له اثناء لعبه في ورشه والده. فألحقه بمعهد باريس وهو في العاشرة من عمره. بعد أن علمه استخدام يديه بمهارة. كان حاد الذكاء وموسيقيًا بارعًا. تخرج من المعهد بتفوق وأصبح معلمًا بالمعهد الملكي للشباب المكفوفين.

تمكّن من كتابة طريقة الشيفرة العسكرية التي كان قد اخترعها الضابط الفرنسي «بييرلسكي» ليرسل التعليمات العسكرية إلى الجيش الفرنسي وهو في حربه مع الألمان. وتتكون أساسًا من اثنتي عشرة نقطة. ويمكن أن تتكون كل الكلمات بالتبادل، إلا أن برايل استطاع تعديل واختصار الاثنتي عشرة نقطة إلى ست نقط ليسهل الموقف التعليمي على الكفيف.

فأحدث ثورة بابتكاره القراءة بذلك النظام الذي سمي على اسمه (طريقة برايل) وقد تم تبني هذا النظام تقريبًا في كل اللغات المعروفة.

واليوم تعتبر طريقة برايل بالنسبة للقراء المكفوفين نظام مستقل للكتابة والقراءة، وليس نظام طباعة رمزية مقابلًا للحروف الهجائية المطبوعة.

وتقوم كتابة (برايل) في الأساس على ست نقاطٍ أساسية ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز وعلى هذا الأساس وُضعت في اللغة العربية. وتقرأ من اليسار إلى اليمين. ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا. دخل نظام الثمان نقاط في نظام الكمبيوتر. ليعطي مجالًا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز. ولكن هذا النظام ظل مستخدماً فقط في الكمبيوتر ولم يوسع لغيره.


[1] Investigative Ophthalmology & Visual Science (IOVS)

[2] مسح ذوي الإعاقة لعام 2017م – الهيئة العامة للإحصاء

A1-MTB

عدد المشاهدات 279