أشيرُ هنا إلى تفشي الخلط عندنا في النطق بين هاذين الحرفين وفي أرجاء الوطن العربي، في عموم شرقه وأيضاّ في شمال افريقيا المغاربي من طُبرق إلى أغادير وفي الصحراء.. وما حولها.

والمشكلة تظهر عندنا حتى بين قِحاح العُربان؛ وفي حوطات البدوان وحِلّات القُصمان!

وهنا عيّنة مما نسمع، بل ونقرأ، من خلط (الظاء) و (الضاد)..

وذلك في أزواج من الكلمات، كما في يلي:

الظَّب: الرَّجلُ المِهذار؛

الضَّب: حيوانٌ صحراويٌ زاحف.

نَظُفَ الشيء: خلصَ من الوسخ؛

نضف الشيء: نجس.

حظيظ: رجل ذو حظ؛

حضيض: معناهاأسفل الأرض.

الحَنظَل: نباتٌ شديد المرارة؛

الحَنضَل: الماء المتجمع في التجويف الصخري (وكان منتشراً في جنوب شبه الجزيرة العربية، مثلاً (كما في اليمن أيام الحضارة الحِميَرية).

ظل: دام؛

ضل: معناها تاهَ وضاعَ.

[يقولون، مثلاً في القطيف وما حولها: “.. يضلهم، يوم لا ضل إلاّ ضِله..” بمعني: يظلهم، يومَ لا ظلّ إلاّ ظله]. [وفي مكة: عبارة ‘بعد الظُهْر’ ِ-في اللهجة الحضرية- هي: ‘بَعدَ الضُّهُر’؛ وفلان خرج ‘في الضُّهْرْ الأحمر!’؛ و: ‘فوزية، دَخيلك مَرِّخي لي ضَهري’].

الظاهر: البارز والواضح؛ عكسُ الباطن؛

الضاهر: أعلى الجبل. (و: اسم عائلي لبناني..).

الغيظ: الغضب؛

الغيض: القليل. غَيضٌ من فَيض: قليلٌ من كثير.

العَظم: قصب الحيوان الذي عليه اللحم؛

العَضم: أداة من خشب أو حديد.

الحَظُ: البَختُ؛

الحَض: معناها الحث.

التقريظ: المدح والثناء؛

التقريض: الذمًّ الزائد.

حظرَ: منعَ؛

حضرَ معناها: قدِمَ وصار موجودا.

أظلَّ القومُ: ساروا في الظل؛ ظَلّ الناس، بقوا؛

أضلَّ القوم: أغواهم؛ ضَلّ الناس، ضاعوا.

ظنَّ: علم بغير يقين؛

ضنَّ: تعني بخِل: ‘و ما هو على الغيبِ بضنين’.

الفَظُّ: سَيّءُ الخلق (“ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضّوا مِن حوْلك.. “؛

الفض: التكسير/التحطيم.

الفظاظة: التجهم وسوء الخُلُق؛

الفضاضة: ما تفرّق من الشيء عِندَ كسره.

فاظ: ‘فاظت روحه’: مات؛

فاض: زاد وسال. (فاضَ الكيْل؛ فاض الماء).

الحظيرة: مأوى الأنعام؛

الحضيرة: جماعة القوم أو المُعَدّون للقتال منهم.

الظِّلع: العرَج؛

الضِّلع: عَظمٌ من عِظام الصدر؛ جانبٌ في شكل هندسي.. وجمعُها أضلاع.

ظافَ: قيّدَ. (ظافَ البعيرَ) أي قيّده؛

ضاف: نَزل عليه ضيفا.

العظ: اشتداد الزمان والحرب؛ عَظَهُ بالأرض: ألزَقهُ بها؛

العَضُّ: الإمساك بالأسنان: عَضهُ: أمسكه بأسنانه.

العظل: التضمين.

العضل: الظلم والمنع.. (منعُ الأبِ زواجَ ابنته ممن لا يُعجبه)!

العِظة: النصح والموعظة؛

العِضَة: كل شجرة كثُرَ وعَظُمَ شوكها.

القرظ: دباغة الجلود؛

القرض: العطاء لأجل.

القَيْظ: صميم الصيف وشدة الحر؛

القيض: القشرة اليابسة على البيضة.

عِظَة: كلام الواعظ؛

عضة: كذب وافتراء: “الذين جعلوا القرآن عِضين”.

المَظ: الرمان البَرّي؛

المَضّ: الألم: “وظُلمُ ذوي القُربى أشدُّ (مَضاضةً)…”؛ (أمَضَّني): آلمَني.

النظم: التأليف.

النضم: الحنطة السمينة.

بظ: حرَّك أوتار العود وأعدَّه للضرب/العزف؛

بضُّ: الجلد الرقيق الممتلئ، ناصع البياض.

نظرَ: أبصرَ؛

نضر: مصدر نضر أي كان ذا رونق و بهجة. (النضر) بن الحارث…

نظرة: لمحة خاطفة؛

نضرة: حسن و جمال.

نظير: شبيه او مثيل.

نضير: أي حَسَنٌ وجميل. (بينظير) بوتو.. باللأُردوية = لا نظير لها = فريدة. (ما مِثلها)!

ناظرة: متأمّلة للشيء بالعين.

ناضرة: جميلة. مثل: “وجوهٌ يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة”؛ أي وجوه (جميلة) إلى ربها (تنظر).

وبعد،

فعلينا قبل أن نمضي لمئات أخرى من السنين، ونستمر في (القول) بأن لغتنا هي (لغة الضاد)؛ بل، وتجدنا نتمادى فنقول -جُزافاً- بأنّ لغتنا هي (اللغة الوحيدة) التي فيها حرف/صوت الضاد (وهذا كلامٌ مرسلٌ وغيرُ دقيق)!

فيلزمنا تدريب تلامذتنا على حسن نطق الحروف كما في الحرفين الضاد والظاء؛ (مع تنبيه مدرّسيهم ومدرّساتهم، أيضا)!

وعلينا أن نكف عن مجرد ترديد الشعار الذي يقول: (العربية هي لغة الضاد..) بينما (يبقى) واقعها (لغة الظاد)!!

تخالط الضاد و الظاء عندنا
عدد المشاهدات 73