Share

في الأثناء التي كُنت أراجع وأحقق فيها كتاب يتناول تراجم أبرز الرجال والمواطنين ذوي الأصول غرب أفريقية وإسهاماتهم الوطنية في عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، للصديق عبد الرحمن إبراهيم هوساوي الذي عكف على تأليفه منذ عدة سنوات، استوقفتني ترجمة رجل لم أكن أعرف عنه الكثير رغم ماله من إنجازات عسكرية وأدبية أبرزها مشاركته في معارك الحرب العالمية الأولى، وتأسيس الجيش السعودي الحديث، وحرب 48 ضد العصابات الصهيونية بفلسطين، وتأليفه لعدد من الكتب عن تجاربه الحربية والمعارك التي خاضها. وإتقانه للغة (التركية، والألمانية، والفرنسية، بالإضافة إلى لغتيه الأم (العربية والهوساوية)).

فرأيت أنه من المناسب أن أسلط الضوء عليه في هذه السطور المضيئة تخليدًا لذكراه وتعريف النشء الجديد به، لاسيما أن كل ما كُتب ونشر عنه يعد محدودًا مقارنة بإسهاماته حيث إنه من القلائل الذين جمعوا بين العلوم العسكرية والثقافة والأدب في عصرنا الحديث.

إنه المجاهد اللواء محمد طارق عبد القادر الطرابلسي الإفريقي الملقب بـ “النمر الأسود”. الذي كان واحدًا من ألمع ضباط الجيش العثماني، وأول رئيس أركان حرب للجيش السعودي الذي التحق به عقب سقوط الدولة العثمانية.

ولادته ونشأته:

ولد -رحمه الله- في العام 1886م في طرابلس الغرب بليبيا التي نشأ وترعرع فيها، لأم نيجيرية وأب ليبي، بعد أن نزحت أسرته إليها من منطقة فزان التاريخية الواقعة جنوب غربي ليبيا.

وقد أضيف إلى اسمه «طارق» من قبل الكلية الحربية بتركيا التي درس بها، وأصبح يسمى بمحمد طارق الأفريقي، ولا تربطه صلة قرابة بالشيخ العلامة عبد الرحمن الأفريقي المدرس بالمسجد النَّبوي الشَّريف، وإنما لقب بـ «الإفريقي» نسبة إلى أصوله الإفريقية القديمة، ولقب بـالنمر الأسود لسواد بشرته وشجاعته وبراعته في الحروب.

وخلال نشأته تردد على أخواله في نيجيريا الذين رعوه واهتموا به وبتربيته الدينية كثيرًا، لما ظهر عليه من نبوغ ولباقة وإدراك منذ صغره، وبدأ حياته التعليمية في طرابلس بدراسة المرحلة الابتدائية ومن ثم الالتحاق بالمدارس العسكرية التي تخرج منها بتفوق في أواخر العهد العثماني. بعدها اصطحبه والده هو وأخيه في رحلة إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، إلا أن أباهما توفي في الطريق، فواصلا رحلتهما، وخلال وجودهما في مكة المكرمة لفتا انتباه أحد الباشوات الأتراك «ألماز أفندي» أحد رجال المشير رجب باشا والي إيالة طرابلس (ليبيا) فأعجب بهما وتعرف عليهما، واقترح عليهما أن يلحقا به في إسطنبول لمواصلة دراستهما العسكرية، فوافقا على الفكرة وسافرا إلى تركيا وأقاما فيها، وأكملا دراستهما العسكرية بالالتحاق بكلية القيادة والأركان العثمانية في إسطنبول، وتخرجا منها برتبة ملازم ثان. وبعدها طاب المقام لأخيه في إسطنبول وتزوج فيها، أما هو فاختار إكمال تدريبه العسكري بالسفر إلى ألمانيا التي التحق بدورة تدريبية فيها.

محمد طارق الأفريقي بالزي العسكري العثماني

ثم عاد إلى موطنه ليبيا في العام 1911م إبان بدء الغزو الإيطالي لها، ما أثار حفيظته وحماسته لمحاربة الاستعمار في بلاده وسائر أركان الدولة، فانضم إلى الجيش العثماني وخاض معه عدة حروب في عدد من البلدان (البلقان، مصر، ليبيا، تركيا) كما تطوع في دعم الثوار ضد المستعمر في (سوريا، والحبشة، وفلسطين).

حروبه وانجازاته العسكرية:

لقد لعبت مجموعة من العوامل دورًا مهمًا في جعل طارق الأفريقي واحدًا من ألمع العسكريين في عصره واكتسابه لثقة الجيش العثماني والمجاهدين الذين خاض الحروب معهم، حتى أن عددًا من الصحف العربية على رأسها صحيفة (الأيام) الدمشقية، وصحف غربية كانت مناوئة لإيطاليا وحلفائها كتبته عنه.

ومن تلك العوامل نشأته الدينية ودراساته العسكرية ودوراته التدريبية التي حصل عليها بالإضافة إلى بنيته الجسمانية التي وصفها المؤرخون ممن عاصروه بأنه كان ممشوق القوام، جبر العظام، طويل القامة، مهيب في قوامه. شجاعًا، وجادًا متحمسًا، ومنضبطًا، وحازمًا. فضلًا عن خبراته المتراكمة من الحروب التي خاضها حيث كانت أولى مشاركاته الحربية حرب البلقان مع الجيش العثماني في العام 1912م بعد خروج الجيش العثماني من ليبيا بموجب معاهدة (أوشي) (لوزان) التي سُلمت بموجبها ليبيا لإيطاليا. ومشاركاته في معارك الحرب العالمية الأولى في المدة ما بين 1914م إلى 1918م.

كما أوفده الجيش العثماني إلى مصر مع مجموعة من الضباط الأتراك والليبيين لمهاجمة الإنجليز بيد أن تلك المهمة الحربية لم تكلل بالنجاح، فتسلل إلى ليبيا وانضم لجيش سليمان الباروني والي طرابلس الغرب العثماني لمقاومة المستعمر الإيطالي في ليبيا. وبعد أن فترت الحرب تسلل إلى الحدود التونسية فوقع في قبضة الجيش الفرنسي الذي أودعه السجن، وبعد خروجه عاد إلى تركيا.

وعندما وقعت سوريا تحت الاستعمار الفرنسي في العام 1926م، أثارته الحمية الإسلامية للانضمام إلى مجموعة المجاهدين السوريين في حربهم ضد الاستعمار الفرنسي، فانطلق مجاهدًا إلى دمشق التي عاش فيها وتزوج منها وحصل على جنسيته السورية، واستعان به الداماد أحمد نامي الذي تولى الوزارة السورية تحت الحماية الفرنسية.

وعندما وقعت الحبشة تحت الاستعمار الإيطالي في العام 1935م لم يتوان عن القيام بدوره فتطوع للحرب مع الثوار ضد الاستعمار فتسلل إلى الحبشة وقاد أحد جيوشها ضد القوات الإيطالية. ولما انتصر الإيطاليون واحتلوا الحبشة تسلل إلى السودان ثم إلى مصر التي عاد منها إلى دمشق مرة أخرى في العام 1936م. في غضون ذلك انتقل إلى المملكة العربية السعودية وانضم إلى جيشها لبضع سنوات قبل عودته إلى سوريا والمشاركة في حروب فلسطين التي كانت قضيتها تشغل باله منذ مشاركته كعضو في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بالقدس (1931م) لدراسة القضايا الإسلامية والعربية، وكان برفقته عن ليبيا بشير السعداوي مستشار الوزارة السورية. وباندلاع حرب 1948م كان من أوائل المجاهدين المتطوعين فخاض 40 معركة، وأسس قيادة جبهة غزة وقاد معركة:

  • الفالوجة الأولى 13 آذار (مارس) 1948م.
  • الفالوجة الثانية 14 آذار (مارس) 1948م.
  • بربره الأولى 14 آذار (مارس) 1948م.
  • المجدل 17 آذار (مارس) 1948م.
  • معسكر جوليس الأولى 22 آذار (مارس) 1948م.

وعلى ضوء ما آلت إليه الحرب وهزيمة العرب قدم استقالته من الجيش في 1948/11/01م، ومن ثم عاد إلى سوريا ومنها عاد إلى الجيش السعودي مرة أخرى الذي ختم معه مسيرته العسكرية.

مسيرته مع الجيش السعودي وإنجازاته فيه:

في الأثناء التي كان فيها الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- يبحث عن عساكر مدربين، وجنود حرب مهيئين، إلى جانب قيادة عدد من الجنرالات كسعيد کردي، وسعيد جودة، وإبراهيم الطاسان، وذلك من أجل تكوين الجيش السعودي وبنائه وفق المراسم العسكرية الحديثة.

اقترح عليه الزعيم الليبي البشير السعداوي أن يستعين بخبرات الزعيم محمد طارق الأفريقي، الذي بدوره لم يتوان عن الامتثال لطلب الملك عبد العزيز بالانضمام إلى الجيش السعودي فانضم إليه في غرة رجب عام 1358هـ – 1939م، ولما رأى الملك عبد العزيز فيه شخصًا جديرًا بالاحترام والتقدير قربه إليه وعينه كأول رئيس أركان للجيش السعودي برتبة لواء. فباشر عمله من مكة المكرمة حيث كان مقر الجيش، وبدأ بإعادة تنظيمه ومن ثم نقله إلى الطائف بطلب من الملك عبد العزيز بحكم كبر مساحة منطقة الطائف وقربها من مكة المكرمة.

محمد طارق الأفريقي بالزي السعودي

وأستمر في عمله لمدة خمس سنوات وعلى إثر خلاف في وجهات النظر مع بعض من كانوا يعملون معه استقال ثم عاد إلى سوريا وواصل نشاطه العسكري بالمشاركة في حروب فلسطين كقائد لسرية الإنقاذ ضد العصابات الصهيونية. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق مرة أخرى، في غضون ذلك كان الأمير مشعل بن عبد العزيز – نائب وزير الدفاع السعودي آنذاك- في زيارة لدمشق فذهب للسلام عليه. فعرض عليه الأمير مشعل العودة إلى المملكة العربية السعودية، فلبى طلبه وعاد مرة أخرى للعمل مع الجيش السعودي وعُين مديراً للعمليات الحربية، ومقره في قصر شبرا مع الملك عبد العزيز بالطائف. ثم أصبح مستشارًا للجيش السعودي. إلى أن أحيل إلى التقاعد لظروفه الصحية فعاد بعدها إلى دمشق التي بقي فيها لآخر حياته، بعد أن أمضى نحو ثماني سنوات في السعودية مع الجيش السعودي على فترتين، حقق خلالها إنجازات وإسهامات مهمة منها:

  • المشاركة في تأسيس الجيش السعودي النظامي، وتأسيس رئاسة الأركان فيه.
  • تدريب الألوية العسكرية في الجيش السعودي.
  • إعادة فتح المدارس العسكرية في المملكة العربية السعودية، وتشكيل الفرقة الأولى للفرسان.
  • توحيد الزي (اللباس) العسكري للجيش السعودي واستبدال الغترة والعقال بالبريهة (الطاقية العسكرية).
  • سن النظام العسكري للجيش السعودي.
  • تنظيم أكبر عرض عسكري أمام الملك عبد العزيز- رحمه الله-، أمام الثكنة العسكرية بالطائف والمنصة الملكية بالقرب من مدرسة دار التوحيد، عام 1372هـ بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي كان يرتدي بزته العسكرية.

مرضه ووفاته:

أثناء إقامته الأخيرة في المملكة العربية السعودية أصيب بارتفاع ضغط الدم، ومن ثم أصيب بجلطة نتج عنها شلل رباعي أدخل على إثرها مستشفى الأمير منصور العسكري بالطائف في العام 1952م، ونصحه الأطباء بأن يعيش في منطقة أخرى غير الطائف لإصابته بارتفاع ضغط الدم. فاستأذن الملك عبد العزيز برغبته في العودة مع أسرته للإقامة في دمشق فأمر جلالته الشيخ محمد سرور صبان (وزير المالية آنذاك) بشراء بيت له فيها وتأثيثه، وصرف راتب تقاعده. وهكذا انتقل إلى دمشق وعاش فيها بقية حياته عاكفاً على القراءة ومجالسه الرفاق والصحاب، حتى وافته المنية في يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 1963م – 27 جمادى الأولى 1383هـ ودفن بمقبرة «باب الصغير» بدمشق بعد تشييع جنازته في موكب حضره زملاء السلاح وبعض رفقة الميدان وألقى كلمة المحاربين القدماء وضحايا الحرب في سوريا العقيد المتقاعد محمد شفيق حمدي السندي. وكان -رحمه الله- قد تزوج من امرأة دمشقية في الثلاثينيات الميلادية عاشت معه طيلة حياته وتوفيت بعده بحوالي عشر سنوات بعد أن أنجبت له ابنته الوحيدة (نعمات) التي تزوجت بالسيد إبراهيم عبد الله بقلين (مفتش عام بوزارة الدفاع والطيران سابقًا) واستقرت معه في السعودية وأنجبت له 7 أبناء أكبرهم «طارق» الذي عمل في الخطوط السعودية.

وترك سيرة وذكرى طيبة لدى عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والثقافية والدينية الذين ارتبطوا معه بعلاقة صداقة من أبرزهم: محمد سرور الصبان (وزير المالية السعودي الأسبق)، سعيد الكردي (رئيس أركان حرب الجيش السعودي في عهد الملك عبد العزيز)، والأستاذ علي الشاعر (وزير الأعلام السعودي الأسبق)، وزوج ابنته إبراهيم عبد الله بقلين، وخالد بك علمدار، والأستاذ محمد شيخو، وأحمد منصور.

كما دأب على المداومة بحضور صالون بشير السعداوي الذي جمعه بــ: الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، والزعيم التونسي الحبيب بورقيبة (أول رئيس للجمهورية التونسية)، وعبد الكريم الخطابي (المناضل والقائد المغربي).

بين العسكرية والأدب:

ما يثير الانتباه والإعجاب بشخصية طارق الأفريقي – رحمه الله- هو جمعه بين العسكرية والأدب حيث لم تثنه انشغالاته الحربية عما من الله عليه من إبداع أدبي وفكري، فإلى جانب انشغاله بأنشطته العسكرية كان يمارس هوايته الأدبية في الكتابة والتأليف باستغلال تواجده في مسارح الأحداث الحربية والسياسية بتدوينه لمذكراته وملاحظاته وتعليقاته على ما يدور حوله من أحداث فألف كتابه الأول «مذكراتي في الحرب الحبشية الإيطالية (1935 – 1936)» الذي صدر عن مطبعة جريدة الإنشاء بدمشق عام 1939م، ثم كتابه الذي أصدره بعنوان «الغازات السامة.. القذائف الجوية. خطرها والوقاية منها» في ذات العام في دمشق، كما كان للخمس سنوات الأولى التي قضاها مع الجيش السعودي مصدر إلهام لكتابه «الدولة السعودية في الجزيرة العربية» طبع في دمشق عام 1944م. أما حروبه في فلسطين فكانت الملهمة لكتابه «المجاهدون في معارك فلسطين 1367هـ-1948م» الذي صدر عن دار اليقظة العربية بدمشق في 1951م.

صورة ضوئية من الغلاف الداخلي لكتاب المجاهدون في معارك فلسطين لمحمد طارق الأفريقي

ولم يثنه مرضه وكبر سنه من مجالسة النخب المثقفة من الأدباء والإعلاميين عن الاستمرارية في التأليف وتنويع مواضيعه إذ وُجد له كتاب «المبتدعات في الدين»، كما وُجد له رسالة محفوظة في المكتبة الوطنية الإسرائيلية بتاريخ 1982م معنونة بـ «زبدة تجاربي في مختلف ميادين القتال سجلتها بدمي لتكون نبراسا لكل مجاهد في سبيل الله والوطن» ووقع إهداؤها لصديقه مفتي القدس الحاج أمين الحسيني.

كما كانت مسيرته العسكرية والثقافية مصدر إلهام لعدد من الكتاب والمؤرخين والباحثين، فألفت فيه كتب وجد منها:

  • كتاب ليبيون في الجزيرة العربية، للدكتور محمد سعيد القشاط
  • أعلام في الصحراء، للدكتور محمد سعيد القشاط
  • نماذج في الظل لعلى مصطفى المصراتي

وكتب عنه المؤرخ عبد الرحمن الرويشد والأديب عبد الله بلخير، ونشر عنه الباحث علي موسى – مرشح في برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية – جامعة بير زيت بحثًا محكمًا في مجلة شؤون فلسطينية العدد (282)، شتاء 2020، ص 159 بعنوان «طارق الأفريقي النضال العالمي من أجل فلسطين».

وسلطت الضوء عليه:

لقد رحل طارق الأفريقي عن عالمنا تاركًا ورائه سيرة عطره، وصفات حميدة، فقد وصفه من عاصروه من المؤرخين بانه كان يتسم بحسن خلقة وأدبه في الحديث، وأنه خفيف الظل وصاحب نكتة وطرفة، وأنيسًا مؤنسًا في مجلسه ومع رفاقه وأصحابه. كما عُرف بصدقه ونزاهته وأمانته، وخير دليل على ذلك ما روي عن قصة عودته بالأموال الطائلة التي زودته بها الدولة العثمانية لإيصالها إلى جبهة القتال في ليبيا ضد العدو المحتل، فحينما انتهت الحرب قبل وصوله اضطر إلى العودة من مصر إلى إسطنبول ليسلم المبالغ التي أؤتمن عليها.

كما عُرف بصلته بالقرآن الكريم. وقوة ذاكرته وحفظه للقصائد، والأشعار، والملح، والنوادر. كما كان مثقفًا ومحبًا لقراءة الكتب الأدبية والدينية من كتب السلف وحريص على نشر السنة النبوية المطهرة، ومهتمًا بقضايا العالم العربي والإسلامي التي عاصرها ومتابعًا لمستجداتها بنطاقيها السياسي والاجتماعي. وقد ساعده إلمامه بعدد من اللغات على معرفة وفهم عادات الكثير من الشعوب وتقاليدها.

فرحمه الله رحمه واسعه ولعل في مقالي هذا تحريكًا للمهتمين والمنقبين عن تاريخ الرجال الذين صنعوا تاريخًا وبقوا في الظل.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 501
Share