نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/03/30م

اطلعت مؤخراً على نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته لجنة البصريات لمؤتمر البحر الأحمر الدولي الخامس لطب العيون 2019 على حسابها في تويتر عن ورش العمل المفضل إقامتها في مجال البصريات خلال المؤتمر، وأظهرت النتائج التي شارك فيها 375 شخص أن 35% فضلوا الحول، 23% جفاف العين، 21% العدسات اللاصقة، 21% ؤ، مما أعطاني مؤشر أن العناية بضعف البصر أقل المواضيع تفضيلاً لدى المشاركين رغم الأهمية القصوى التي يمثلها ضعف البصر قياساً على عدد ضعفاء البصر مقارنة بالخدمات المتوفرة لهم، إذ قدرت الهيئة العامة للإحصاء في العام 2017م أن 4.0% من إجمالي السكان السعوديين يعانون من صعوبات في الرؤيا ما بين الخفيفة إلى البالغة.
وفي هذا السياق دعا باحث الدكتوراه في البصريات الإكلينيكية بجامعة ليفربول البريطانية د. هاني عبد الله الرحيلي الجهات الاكاديمية للاهتمام بتدريب الكوادر المختصة وتأهيلها للعمل في عيادات ضعف البصر حيث أن هناك نقص حقيقي في الكوادر، وحاجة ماسة لتعلم مهارات فحص ضعف البصر ومتابعة أحدث مستجداته، ونصح كافة زملائه في المهنة بالالتحاق بدورات في مجال العناية بضعف البصر لمساعدة وتمكين ضعفاء البصر على ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية وتحقيق أهدافهم، فعلى سبيل المثال سنحت لي الفرصة بالالتحاق بدورة العناية الإكلينيكية بضعف البصر في جمعية إبصار عام 2012م على أيدي نخبة من الخبراء العالميين من الولايات المتحدة الأمريكية على إثرها تمكنت من تقديم خدمة العناية الإكلينيكية بضعف البصر كمتطوع في عيادة إبصار على مدى 18 شهراً إلى جانب عملي الأساسي كاختصاصي بصريات في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز الجامعي، فحصت خلالها أكثر من مئة مريض ضعيف بصر نتج عن ذلك تحسين ظروف حياتهم اليومية بنسبة كبيرة، واستطاع الكثير منهم استئناف عمله الوظيفي أو دراسته مع اندماجهم في المجتمع، الامر الذي كرس لدي خبرة جديدة خصوصا وأن العمل في عيادة ضعف البصر أتاح لي فحص حالات مختلفة عن العيادة الاعتيادية ما بين ضعفاء بصر، وضعفاء بصر بإعاقات إضافية، بفئات عمرية مختلفة، كما أصبحت عضواً محلياً في الهيئة العلمية لجمعية إبصار في دورات العناية الإكلينيكية بضعف البصر 2013، 2014م، بالإضافة إلى مشاركتي كمدرب ومشرف طبي على حملة إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال دربت خلالها 230 متطوع على إجراء المسح البصري باستخدام برنامج EyeSpy.
وقد مهدت لي تلك الخبرة الانطلاق والتميز في حصولي على الماجستير في علوم الرؤيا والفحوصات من جامعة مانشستر البريطانية ودراستي حالياً للدكتوراه في البصريات الإكلينيكية.
وعلى ضوء ما استفدته من دورة العناية بضعف البصر وأثرها على مساري المهني والعلمي فإنني أنادي بتنظيم دورات مستمرة في مجال العناية الإكلينيكية بضعف البصر تهدف الى تأهيل كوادر مختصة في المجال وتسهم في فتح مراكز للعناية بضعف البصر، وتزيد من وعي وفهم أطباء العيون وأخصائيي البصريات والفنيين والممرضين لطبيعة حياة ضعفاء البصر واحتياجاتهم اليومية من معينات بصرية وأجهزة تعويضية.
ومن خلال معايشتي لتجربة الزميل د. هاني الرحيلي أرى أنه من الضروري أن تكون دورات العناية الإكلينيكية بضعف البصر ثابتة ضمن برامج مؤتمرات طب العيون بغض النظر عن عدد المهتمين بها لما لها من مردود هام جداً لخدمات ضعف البصر والتطوير المهني للمختصين فقد التمست مدى الأثر المهني الذي أحدثته دورات إبصار للعناية بضعف البصر للكبار والصغار على عشرات المختصين الذين حضروها ما بين البت في تقديم الخدمة في عياداتهم أو مواصلة دراساتهم العليا أو تقديم دراسات وأبحاث دولية متخصصة في المجال، فضلاً عن نشر الوعي بين العامة والمختصين عن ضعف البصر وتنمية خدماته.
ويجدر بالذكر إن جمعية إبصار أطلقت منذ نشأتها في العام 2003م برنامج للتعليم المستمر لأخصائي البصريات وأطباء العيون في مجال العناية الاكلينيكية بضعف البصر نظمت من خلاله 11 دورة في الفترة من 2004م إلى 2014م استفاد منها 430 مختص من داخل وخارج المملكة العربية السعودية.

رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

عدد المشاهدات 15