حيا العالم نحو 28 مليون ممرض وممرضة حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للتمريض الذي يحتفل به المجلس الدولي للممرضات في الثاني عشر من مايو من كل عام.
وأتي احتفال هذا العام في ظل ظروف استثنائية صعبة لم يشهدها العالم من قبل، وهي الحرب على جائحة كورونا التي أصابت حتى الآن 4,421,460 فرد توفي منهم 297,534 في 213 بلداً وإقليماً حول العالم أعلاهم إصابة:
أمريكا 1,427,739 توفي منهم 85,041
اسبانيا 271,095 توفي منهم 27,104
روسيا 242,271 توفي منهم 2,212
بريطانيا 229,705 توفي منهم 33,186
ايطاليا 222,104 توفي منهم 31,106
البرازيل 188,974 توفي منهم 13,149
والمتتبع لأخبار هذه الحرب سيلحظ أن طواقم التمريض هم رأس الحربة فيها من حيث المخاطر التي يواجهونها والتضحيات التي يقدمونها إذ توفي منهم حتى الآن وفق بيانات المجلس الدولي للممرضات أكثر من (260) فرد. ولا زال المزيد منهم يواجهون صعوبات ومخاطر فاقت قدرة تحملهم بسبب إصابتهم بالمرض أو نقص أدوات الحماية الطبية فترتب على ذلك آثار نفسية واجتماعية سلبية اوصلت بعضهم إلى حد الانتحار.
وحث المجلس الدولي للممرضات الذي يتخذ من جنيف مقراً له ويضم في عضويته نحو 130 اتحاداً وطنياً وأكثر من 20 مليون من العاملين بالتمريض السلطات على الاحتفاظ بسجلات أكثر دقة للمساعدة على منع انتشار الفيروس بين العاملين الصحيين والمرضى. ونبه بأن عدم تسجيل معدلات الإصابة والوفاة بين أفراد الطواقم الطبية يعرض حياة المزيد منهم للخطر.
واغتنم مناسبة اليوم العالمي للتمريض للتذكير بالدور الريادي للممرضات وتكريم النبي صلى الله عليه وسلم لهن منذ فجر الإسلام بدء بالصحابية رفيدة الأسلمية رضي الله عنها التي نصبت لها خيمة في المسجد النبوي في غزوة الخندق وفي المعارك الأخرى على نفقتها الخاصة، ووهبت حياتها لتمريض الجرحى من المسلمين أثناء المعارك ودربت فريقاً من الصحابيات على أعمال الإسعاف والتمريض فكن هؤلاء المجاهدات يتقدمن إلى الصفوف الأمامية لإنقاذ الجرحى وأخذهم إلى الخيمة للعلاج وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورهم في خيمة رفيدة وفي غزوة خبير أظهر فريق رفيدة شجاعة كبيرة ولذلك أعطاهن الرسول صلى الله عليه وسلم نصيباً من الغنائم مثل الرجال وكرمهن بقلائد احتفظن بها حول أعناقهن حتى توفين ودفن بها.
ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كافة المعنيين من القطاع الحكومي والخاص بتكريم الممرضين والممرضات أسوة بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم نظير الدور الإنساني والبطولي الذي يقدمونه فهم يواجهون هذه الجائحة كسائر كوادر التمريض في العالم بكل شجاعة رغم وجود تحديات اجتماعية وانسانية منها الاضطرار إلى ترك أسرهم وأبنائهم للقيام على رعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا، فلقد أطلقت بعض شركات الفنادق والطيران العالمية مبادرة لتكريم منسوبي القطاع الصحي حول العالم بمنحهم تذاكر وإقامة مجانية في أي بلد يختارونه لمرة واحدة خلال عام من تاريخه.
كما أدعو الموجهين والمخططين للموارد البشرية بتشجيع الخريجين للالتحاق بكليات التمريض تفادياً لأي نقص مستقبلي في كوادر التمريض حيث أكدت منظمة الصحة العالمية بوجود نقص بنحو 6 ملايين ممرض في الدول الفقيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية، وأفادت تقارير المجلس الدولي للممرضات أن النقص في كوادر التمريض يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابات والأخطاء الطبية والوفيات. وأختم دردشتي هذه بقول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:
بيض الحمائم حسبهن أنى اردد سجعهن
رمز السلامة والوداعة منذ بدء الخلق هن
المحسنات الى المريض غدون اشباها لهن
الروض كالمستشفيات دوائها ايناسهن
يشفي العليل غنائهن وخطفهن ولطفهن
مر الدواء بفيك حلو من عذوبة نطقهن
مهلا فعندي فارق بين الحمائم وبينهن
فلربما انقطع الحمائم في الدجى عن شدوهن
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.