نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 10-02-2020
انتشر مؤخراً مقطع فيديو من دقيقتين للأديب طاهر زمخشري بعدما نشرته وزارة الاعلام السعودية على حسابها الرسمي على تويتر في 04 فبراير الجاري ويظهر فيه الأديب طاهر زمخشري وهو يتسلم جائزة الدولة التقديرية من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – مساء يوم 08/08/1405هـ – 28/04/1985م – ، ثم مقتطف مقولته المشهورة (أنا طاهر زمخشري كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء تقول شعراً قصائده حمراء وخضراء وصفراء) على خلفية موسيقية لأغنية المروتين.
لقد عكس انتشار هذا الفيديو مدى ما يحظى به الأديب رحمة الله من شعبية ومحبة بين عشاق الأدب والفكر من مختلف الأجيال، فارتئيت أن اثريهم بقصة تلك المقولة كما رواها رحمة الله ليلة تكريمه في اثنينية خوجة يوم 16/05/1405هـ – 06/05/1985م بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية.
حيث حكى على طريقته الزمخشرية قائلاً: “أعود وأقول طاهر زمخشري كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء تقول شعراً قصائده، حمراء وخضراء وصفراء، هذي عبارة زاملتني في أول المشور ولها قصة أحب أن أذكرها الآن، لتعرفوا مدى استعدادي لهذه الجملة.
جماعة المسامرات في عهد استاذنا الشيخ أحمد العربي واستاذنا الأستاذ عبد الله عبد الجبار وتحضير البعثات مدرسة ثانوية وحدة في المملكة العربية السعودية تسمى تحضير البعثات وكان الطلبة فيها لهم مسامرات يوم الخميس ولهم برامج يقدموا مسرحيات وروايات خطب وقصائد وكل أمسية يرتبوا لها برنامج، وكان سكرتير الجماعة معالي الشيخ إبراهيم العنقري ومن ضمن هذه الجماعة معالي الشيخ أحمد زكي يماني حسن مشاري عبد الله حبابي مجموعة من الوزراء بالعربي، في هذه الأيام جئت عائداً من مصر وبيدي ديواني (أحلام الربيع) أول ديوان لي وحبوا يكرموني، تكريم لشاعر أصدر أول ديوان وكتبوا على السبورة علامة استفهام وتحت علامة الاستفهام طاهر زمخشري ومغطاية كدا زي الستارة، وعندما بدأ السمر رفعت الستارة وفيها علامة الاستفهام وفيها طاهر زمخشري وإذا طاهر زمخشري عنوان محاضرة يكتبها معالي الأستاذ حسن مشاري ويقدمها معالي الأستاذ إبراهيم العنقري كانت هذه محاضرة جميلة جداً ومثيرة جداً في نفس الوقت، لأني كنت مشغول تلك الأيام في كتابة نقدات اجتماعية، فصوروني أني البس كدا وأنام تحت الفانوس وأجري بين الجراويل واسابق الغنم وما ني عارف ايه، يعني كانت محاضرة كاريكاتيرية، فأنا في هذا الموقف استعرض من مخيلتي مشواري كما يقولون الطويل، ووقفت عند أول خطوة علشان من كان نايم في أول الخطوة، ومن سموني طاهر زمخشري كومة من الفحم سوداء، وكلهم ولله الحمد من رجال الدولة ومن كبار الماسكين الحكومة ولله الحمد، أما أنا فعندي 3 أبيات أرددها دايماً في هذه الحالة
لا يعيب السواد صفحةَ وجـــه هي بالمـــاءِ ذلــة لا تجــــود
لا ولا يرفع البياض ذليلاً إنما المــــرء ما بنـــــــى أو يشيـد
فإذا كـــان في السواد عيوبي في صميم الفؤاد بيضاء ورود”
وكنت قد انتجت ذلك المقطع في العام 2014م مستخدماً فيه أشهر مقولة له مع أشهر أغنية كتبها (المروتين) بصوت الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم رحمه الله، للترويج لقناة الأديب طاهر عبد الرحمن زمخشري التي أطلقتها على اليوتيوب في 03/05/2014م مع مجموعة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن مبادرة لإحياء تراثه الأدبي الذي كاد أن يندثر ويندثر معه جزء هام من تاريخ الأدب والفكر والفنون في المملكة حيث أنه صاحب أوليات منها أول ديون شعر في تاريخ المملكة «أحلام الربيع»، أول برنامج للأطفال «ركن الأطفال»، أول مجلة للأطفال «الروضة»، أول أغنية حديثة مسجلة للإذاعة السعودية «البارحة عند الغروب»، وأول أديب يكرم خارج السعودية وغيرها من الأوليات.
وأهيب بوزارتي الاعلام والثقافة بتبني مثل هذه المبادرة وتوسيع نطاقها لتشمل كافة رواد الأدب والفكر والفن في بلادنا وأن تحيي احتفالات موسمية تخليداً لذكراهم، وعوداً إلى أديبنا طاهر زمخشري اختم دردشتي بقول الشاعر المصري الكبير الأستاذ محمد مصطفى حمام:
أكرمْ به من «طاهرٍ» مُطَهــرِ
وعالِم موقَّــــــــرٍ «زمخشري»
وكاتبٍ خِصْبِ البيـــــانِ مُزهرِ
وشاعرٍ سامي الخيــالِ عبقري
وصاحبٍ صــافي الفــــؤادِ نيَّرِ
بياضُ نفسٍ في مُحيَّــــــا أسمرِ
مُحبَّبٌ في مَظْهَـــــر ومَخْبـــــر
وخَيِّــــــرٌ مُنحدرٌ من خَيَّــــــــر
ابنُ الحجــاز العاطــرِ المعطَّر
وسَقْيُ زمزمٍ وجــارِ المشْــــعَر
ربُ الأغاريد، وشادي المْعشَر
وصائغْ الشِّعر كصَوْغِ الجوهر
أكرمْ به من طـــــــــاهرٍ مُطَهَّر
وعالِم موقَّـــــــرٍ زمخشــــــري
الرابط المختصر لهذا المقال:
اشترت وزارة التعليم كتاب قصصي للشاعر طاهر زمخشري بعنوان عودة الغريب ووزعته على مكتبات المدارس عام ١٣٨٨هـ فقمت باستعارته من مكتبة المتوسطة الثانية بابها ولكن فقد مني وطالبتني المدرسة بإعادته أو حرماني من دخول الاختبار النهائي فشكوت الامر لعمي علي عسيري رجل الاعمال المعروف بابها فذهب معي الى مدير المدرسة وكان الأستاذ سليمان عبيد من اهل مكة الذي اصبح ملحق تعليمي في المغرب فيما بعد، ووافق على دخولي الاختبار مع التعهد بعدم تكرار ذلك مني،