ينطلق مطلع الأسبوع القادم الموسم الدراسي 2020/2021م في العديد من الدول العربية في ظل ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا التي أصابت حتى الآن 23,870,506 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها أمريكا بـ 5,918,213 حالة توفي منهم 181,226، البرازيل 3,627,217 توفي 115,451، الهند 3,191,977 توفي 58,793، روسيا 966,189 توفي 16,568، جنوب أفريقيا 611,450 توفي 13,159، بيرو 600,438توفي 27,813 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 14 بـ 309,768حالة توفي منهم 3,722 شخص.
واستدعت تلك الظروف فرض نظام تعليم مدرسي عن بعد بصورة مؤقتة كإجراء احترازي من تفشي العدوى. ورغم ما مثله ذلك من حل عملي إلا أنه فرض تحديات وصعوبات على فئة الطلاب ذوي الإعاقة قد تعيق تحصيلهم الدراسي في بلدانهم فعلى سبيل المثال أوردت صحيفة الأنباء الكويتية بأن وزارة التربية الكويتية قررت “عدم السماح للمدارس الخاصة المعنية بذوي الإعاقة – من غير الإعاقات التعليمية. باستكمال العام الدراسي 2019/2020م أو بدء العام الدراسي 2020/2021 عبر وسائل التعليم عن بُعد. وعدم السماح للمدارس الخاصة المعنية بذوي الإعاقة باستقبال الطلاب وتقديم الخدمات التعليمية لهم من خلال مبنى المدرسة ما لم تحصل على موافقة الوزارة المسبقة على ذلك”، ونقلت صحيفة عاجل السعودية عن متحدثة التعليم العام السعودي ابتسام الشهري، بأنه سيتم إتاحة فصول افتراضية فردية لـ “ذوي الإعاقة”، مع المعلمين للتواصل بشكل فعال، كما يمكن حضورهم إلى المدرسة للمتابعة مع المعلمين عن قرب.
وفي كلتا الحالتين سيواجه الطلاب ذوي الإعاقة صعوبة في مواصلة تحصيلهم الدراسي أسوة بأقرانهم الطلاب الأصحاء خصوصاً الطلاب المكفوفين في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية الذين يستلزم تعليمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل التواصل المباشر والتماس مع المعلم أو المعلمة وفي ظل عدم وجود إجراءات واضحة ومحددة سيحرمون من التعليم أو يتعرضون إلى مخاطر الإصابة بالعدوى.
ومن جانب أخر أشير إلى تحدي قد يواجه عامة طلاب مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية وهو اضطرارهم إلى الجلوس أمام شاشات الحاسب أو الأجهزة اللوحية لساعات أطول من المعتاد بحكم التعلم عن بعد في ظل انتشار أمراض عيون تؤدي إلى الإعاقة البصرية في حالة عدم التدخل المبكر تجاهها مثل كسل العين، قصر النظر، الحول وغيرها من أمراض العيون الأخرى التي تصيب الأطفال لذلك وجب توجيه أولياء الأمور بضرورة إجراء فحص وقائي لعيون أطفالهم لدى عيادات عيون أطفال قبل بد الموسم الدراسي للتأكد من سلامة أعينهم من أمراض العيون المؤدية للإعاقة البصرية الممكن تفاديها.
وبالعودة إلى مشكلة التحصيل الدراسي للأطفال المكفوفين أثناء التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا أرى ضرورة تعليمهم المباشر حضورياً مع اتباع إجراءات احترازية صارمة تتمثل في تعقيم الأسطح المكتبية وأجهزة وأدوات تعليم برايل والوسائل التعليمية الأخرى ولبس الكمامات وتقليص وقت التواجد في بيئة المكان الواحد، توزيع وسائل معلم برايل على الأسر لتمكينهم من مساعدة أبنائهم في تعلم طريقة برايل، إطلاق برامج إرشادية على المنصات التعليمية لتعليم الأسر كيفية تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بطريقة برايل وتقوية حاسة اللمس والمبادئ الأساسية للمهارات الحياتية اليومية وأختم دردشتي بقول الشاعر العباسي الكفيف بشار بن برد
عَمِيتُ جَنِيناً والذَّكاءُ مِنَ العَمَى فجِئتُ عجيبَ الظَنِّ، للعِلمِ مَوئلا
وَغاضَ ضياءُ العَينِ للعِلمِ رافداً لقَلبٍ إِذا ما ضيَّع النَّاسُ حَصَّلا
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.