Share

إنه شخص بسيط.. أول ما يتبادر في أذهاننا عند سماعنا هذه الكلمة ذاك الفقير الجاهل المغلوب على أمره، الذي لا يفقه عن متع الدنيا الزائفة شيئًا.

هذا المفهوم الذي غرسته الحضارة الواهية في أذهاننا وظل ينمو ويكبر مع تقدم الإنسان وتغيّر مبادئه وفكره.

رغم أنّ البساطة والتواضع وجهان لعملةٍ واحدة إلا أنّ وصفك لأحدهم بالبسيط يجعله يشعر بالدونية وأنك قد قللت من شأنه، بخلاف التواضع فهي صفة محمودة يعتز بها أي إنسان يكره جر ثوب الخيلاء بين الناس.

إذاً لماذا نشعر بمنقصةٍ إذا وصفَنا أحدهم بالبسيط؟

أليس تحلّي المرء بالتواضع هو ما أضفى طابع البساطة في جميع أموره؟! في مظهره وتعاملاته وحتى كلماته، فما أجمل البساطة إذا خالطت الشيء.

فكيف إذا قُطّرت منها قطرةً في كل شيء؟

إذا حللت ضيفًا على أحدهم وقدم لك طعامٌ بسيطٌ على قدر الاستطاعة، فهذا ليس باحتقار، وإياك أن تشعر باستنقاصٍ إذا ما أهديت هدية بخسة الثمن، فهناك من يهدون الذهب والألماس وتحمل قلوبهم لبعضهم الشقاق والنفاق!.

 إنّ البساطة هي أحد أسباب دوام العلاقات والزيارات وتضفي المتعة وتسهل لنا الحياة أما عن أسلوب التكلّف والمظاهر فلم يثمر عنه سوى الخصومات واستنزاف الطاقات المادية والنفسية وولادة البغض والحسد في التجمعات والمجتمعات، ونزع البركة من كل شيء بسبب أعين الناس المتابِعة. ‏فلا تكن ممن يلف بساط البَساطة ويركب حصان التكلّف عند اشتمامه رائحة النعمة والرفاهة من على بعد ميل.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 49
Share