Share

تحت شعار “همة حتى القمة” تحتفل المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2020م بيومها الوطني الـ 90 وهو اليوم الذي تم فيه تحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية بموجب الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز في 17 جمادى الأولى عام 1351هـ ورقم (2716) والذي نص على تحويل اسم “المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها” إلى اسم ” المملكة العربية السعودية” وتلقيب ملكها بــــ “ملك المملكة العربية السعودية” بناء على مقترح رفع كبرقية من عدد من الأهالي في 12 جمادى الأولى 1351هـ وممن شارك في صياغتها (فؤاد حمزة، صالح شطا، عبدالله الشيبي، محمد شرف رضا، عبدالوهاب نائب الحرم، إبراهيم الفضل، محمد عبدالقادر مغيربي، رشيد الناصر، أحمد باناجه، عبدالله الفضل، خالد أبو الوليد القرقني، محمد شرف عدنان، حامد رويحي، حسين باسلامه، محمد صالح نصيف، عبدالوهاب عطار)، أعقب ذلك احتفالات شعبية عمت أرجاء البلاد اكبرها احتفال أهالي الرياض الذي شرفة حينها الأمير سعود بن عبد العزيز، وحفل مكة المكرمة الذي شرفة الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك.

ومن حينها تم اعتماد هذا الاسم تحت راية المملكة العربية السعودية التي شارك في تصميمها مستشار الملك عبد العزيز السياسي «حافظ وهبه»، وأخذت الدولة على عاتقها أمانة أهم المسؤوليات وهي خدمة الحرمين الشريفين والعناية بأمن وسلامة زوارهما من شتى بقاع الأرض، وتوفير كل سبل الراحة لهم لتمكينهم من أداء مناسكهم على أكمل وجه كما يحب ربنا ويرضا وهذا شرف كبير نحمد الله عليه.

تلك لمحة سريعة عن ذكرى يوم توحيد هذه البلاد المباركة التي بنيت على أساس الشورى بين القائد وشعبه، وهذه من أهم رواسخ وأسباب نجاح الدولة التي توالت إنجازاتها منذ ذلك الحين عاما بعد عام، متجاوزة الكثير من الصعاب والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذه السنة حلت ذكرى يومنا الوطني 90 والبلاد تمر بأحد أكبر التحديات في تاريخها على الاطلاق وهي جائحة كورونا «كوفيد-19» التي عمت دول العالم إذ احتلت المملكة العربية السعودية المركز 16 من بين 213 بلد وإقليم حول العالم بعدد إصابات 330,798 توفي منهم 4,542، وقد بلغ إجمالي المصابين حول العالم 31,656,010 حالة أعلاها الولايات المتحدة الامريكية بـ 7,059,688 توفي منهم 204,913، الهند 5,639,106 توفي 90,006، البرازيل 4,566,123 توفي 137,445، روسيا 1,115,810 توفي 19,649، بيرو 772,896 توفي 31,474، كولمبيا 770,435 توفي 24,397.

وبفضل الله أوشكت المملكة العربية السعودية على تجاوز آثار تلك الجائحة، ثم بفضل الجهود التي بذلتها حكومتها الرشيدة للحفاظ على سلامة وصحة رعاياها من المواطنين والمقيمين، كما أنها واكبت العالم بإحياء كافة الأيام والمناسبات الدولية رغم الجائحة.

وفي هذا السياق أشير إلى «اليوم الدولي للغات الإشارة» الذي تحتفل به المملكة مع دول العالم في 23 سبتمبر من كل عام بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 72/161 في 19 ديسمبر 2017. بناء على اقتراح من الاتحاد العالمي للصم الذي يضم 135 جمعية وطنية للصم (تمثل في مجموعها 70 مليون أصم في العالم)، ووقع الاختيار على تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ انشاء الاتحاد في عام 1951م الذي من أهم أهدافه الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.

وقد أشار القرار إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمراً حيوياً لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلب بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ “لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا”.

وقد احتفل العالم باليوم الدولي للغة الاشارة لأول مرة في العام 2018م ضمن فعاليات الأسبوع الدولي للصم الذي احتفل به لأول مرة في العام 1958م، وفي هذا العام 2020م أطلق الاتحاد الدولي للصم “تحدي القادة العالميين“، بهدف تعزيز استخدام لغات الإشارة من قبل القادة المحليين والوطنيين والعالميين بالشراكة مع الجمعيات الوطنية للصم في كل بلد، فضلاً عن المنظمات الأخرى للصم. حيث يوجد 72 مليون أصم في كل أنحاء العالم بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم. يعيش 80% من أولئك الصم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة. وتوجد لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وأثناء ترحالهم وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية. وتعتبر تلك اللغة شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية. ولغات الإشارة هي لغات طبيعية مكتملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكلياً عن لغات الكلام التي تتعايش معها جنبا إلى جنب، وتقر اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة وتشجعها. فهي توضح أن لغات الإشارة متساوية في مكانة اللغات المنطوقة وتُلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلمها وتعزيز الهوية اللغوية لمجتمع الصم.

ويعتبر شح عدد مترجمي لغة الإشارة في المملكة من أكبر التحديات التي تواجه مجتمع الصم الذين تبلغ نسبتهم «1.4%» من إجمالي السكان وفق إحصائية الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017م ، إضافة إلى ضعف تعليمهم القراءة والكتابة باللغة العربية مما يؤثر سلباً على اندماجهم في المجتمع واستمراريتهم في التعليم.

واغتنم فرصة هذا اليوم الوطني بالدعوة إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بتكثيف الاهتمام بلغة الإشارة ونشرها خصوصاً في فعاليات اليوم الوطني. كما أدعو الشباب بجميع فئاتهم الاحتفال بهذه المناسبة بصورة حضارية تعكس مستوى الرقي الذي وصل إليه مجتمعنا في ظل قيادة كحومة خادم الحرمين الشريفين، واختم دردشتي هذه بما قاله الأديب الراحل طاهر زمخشري في احتفال اليوم الوطني لعام 1978م.

هتف السعد بنا في فجر عيد *** راقص الاشعاع بسام الورود

وتخطى كل أبعاد المدى *** بصدى الفرحة باليوم المجيد

لبلاد بسط الخير بها *** ظله الوارف بالعيش الرغيد

لبلاد نشر الامن لها *** فيئه الزاهر بالعهد السعيد

يشهد التاريخ أنا أمة *** تعبر الدرب على خطو الجدود

بالدم الصارخ في أعراقنا *** قد حفظنا حوزة المجد التليد

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 8
Share