Share

حظيت مع مجموعة من ذوي الإعاقة وأسرهم بحضور فعالية «رحلة السعادة» التي نظمها قطاع الاتصال المؤسسي بالخطوط السعودية على مدى يومين (20-21 مارس 2019م) بنادي السعودية بجدة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية والخيرية تحت شعار «أقدر اطير» وخصصها كيوم مفتوح لذوي الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للسعادة 2019م.

كان شعور جميل يصعب وصفه أن تعيدني الإعاقة إلى أحد آخر مرافق الخطوط السعودية التي قدمت فيها برنامج تدريبي قبل إحالتي إلى التقاعد المبكر نتيجة إصابتي بإعاقة بصرية بتاريخ 15 أكتوبر 1992م، والالتقاء بزملاء العمل القدامى، وهي لفتة إنسانية اعتبرها استمرارية لمسئوليات الخطوط السعودية الاجتماعية تجاه مسافريها من ذوي الإٌعاقة التي بدأتها منذ العام 1992م بتبني وتقديم فكرة «وجبة الراكب الكفيف» على الرحلات، وأصبحت على إثرها محط تقدير عالمي ورائدة في المسئولية الاجتماعية.

وقد لفتت انتباهي الآثار الإيجابية التي التمستها أثناء تواجدي في الفعالية من حيث زيادة الحس الإنساني لدى موظفي السعودية الذين شاركوا في الفعالية تجاه ذوي الإعاقة إذا حكى لي أحد الزملاء أن أكبر درس استفاده في حياته من صبي لم يتجاوز الـ 13 عام من عمره زاره في الجناح برفقه والده وعمه اللذان كانا أصمين وكيف قام ذلك الصبي بدور المترجم بلغة الإشارة بينه وبين والده وعمه، كذلك تواجد عدد من المضيفين الجويين بزيهم الرسمي للاحتفاء والترحيب بالأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم والتقاط الصور التذكارية معهم.

ومن خلال جولتي في المعرض لاحظت غياب أجنحة إدارات الخدمة التي تحتك بالمسافرين مباشرة مثل الخدمة الجوية وعلاقات وخدمات المسافرين ..الخ كذلك خلو المعرض من منصة وشروح توضيحية للخدمات التي تقدمها الخطوط للمسافرين من ذوي الإعاقة مثل خدمة وجبة الراكب الكفيف، الأدلة الإرشادية على الطائرة، الوجبة الخاصة بذوي التوحد، …الخ.

كما أن سهولة الوصول الشامل داخل قاعة المعرض ومرافق الفعالية كانت تحتاج إلى عناية أكثر بذوي الإعاقة حيث كانت الضوضاء وارتفاع الأصوات عائق لتركيز ذوي الإعاقة البصرية الذين يعتمدون على حاسة السمع في حركتهم وتواصلهم مع الآخرين، ناهيك عن أن فرش أرضيات المعرض بموكيت صعب من حركة العصا البيضاء والكراسي المتحركة.

وعلى أي حال لابد من الإشادة بتوجيهات معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر بتكرار مثل هذه الفعاليات واللقاءات لتطوير الخدمات المقدمة للمسافرين من ذوي الإعاقة، ولذلك اقترح لتطوير الفعاليات المستقبلية التي تستهدف ذوي الإعاقة:
· أن تتضمن برنامج تثقيفي وتوعوي يتوافق مع أهداف المناسبة المعلنة إلى جانب الأنشطة الترفيهية والمعرض، فعلى سبيل المثال يوم «السعادة العالمي» الذي تعلنه الأمم المتحدة في الـ 20 من مارس من كل عام وتدعو فيه إلى لاحتفال به من خلال التعليم والأنشطة التوعية العامة.
· أن تستهدف الفعالية في المقام الأول عامة موظفي الخطوط المتقاعدين من كبار السن وذوي الإعاقة والأمراض المزمنة وأسرهم إلى جانب عامة ذوي الإعاقة وأسرهم.
· تدريب المتطوعين من الموظفين وغيرهم على مهارة الاتصال والتعامل الأمثل مع ذوي الإعاقة قبل الفعالية بوقت كاف.
· تهيئة مكان الفعالية ومرافقها مثل الممرات ودورات المياه وفق شروط ومعايير الوصول الشامل لذوي الإعاقة فيما يتعلق بالإرشادات والإضاءة والأرضيات والسيطرة على الضوضاء والوهج.
· أن يؤخذ في الاعتبار تكثيف الحملة الإعلامية والإعلانية بالفعالية بين عامة افراد المؤسسة وعامة المجتمع.
· إحياء ذكرى الموظفين الذين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا بإعاقات مستديمة وهم على رأس العمل في حوادث الطيران أو ما شابهها.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 30
Share