نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/06/14م
نيابة عن أقراني من ذوي الإعاقة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على توجيهه السامي الكريم لجميع الجهات الحكومية باعتماد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات الرسمية، والتصريحات الإعلامية، موافقة على توصية معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة المهندس أحمد الراجحي، الخاصة بتوحيد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات الرسمية، والتصريحات الإعلامية. بعدما لوحظ استخدام مصطلحات مختلفة لوصف الأشخاص ذوي الإعاقة في العديد من المكاتبات والتقارير والتصريحات الإعلامية الصادرة من الجهات الحكومية.
وإن دل هذا التوجيه الكريم على شيء فإنما يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على الاهتمام والعناية “بالأشخاص ذوي الإعاقة” تمشيا مع تعاليم ديننا الحنيف وتأكيداً على التزام المملكة العربية السعودية بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فيما يتعلق بحقوقهم بدء باستخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة”.
وأؤيد ما صرح به الرئيس التنفيذي لهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، الدكتور هشام بن محمد الحيدري بأن هذا التوجيه السامي الكريم منسجما مع الأهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها من رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة وتعزيز الخدمات التي تقدمها الأجهزة لهم، بما يساعد على حصولهم على الرعاية والتأهيل اللازمين، حيث إن كثرة المسميات التي تطلقها الجهات والأفراد على الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدام مصطلحات محلية بديلة عن المصطلحات الدولية تربك عملية التواصل اللغوي مع غير الناطقين بالعربية في المحافل والمنتديات العالمية، فعلى مدى الـ 20 عاماً التي قضيتها في مجال العمل مع الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل سمعت الكثير من المسميات التي يطلقها عامة الناس على المعوقين تعكس شفقتهم أو تحرجهم من الحالة مثل “ذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي القدرات، ذوي الهمم، البصير على كفيف البصر…الخ” رغم أن لفظ «مُعوَّق» هو اللفظ العربي الصحيح للحالة وهو مشتق من فعل عَوَّقَ، يعوِّق تعويقًا فهو مُعوِّق والمفعول مُعوَّق، كما أن قانون العمل العربي الاسترشادي عرف المُعوَّق بالشخص الذي لا يتمتع بكل قدراته الجسدية أو العقلية، إلا أنه باستطاعته تقديم عمل ما، بعد تأهيله من قبل المنشأة.
وبرأيي إن لفظ «مُعوَّق» له وقع إيجابي على نفسية صاحب الحالة على عكس ما يعتقده الآخرون، وقد بدء نقاش اختيار التسمية المناسبة لأصحاب العوق منذ العام 2006م، عندما فتحت الأمم المتحدة حوار بين الدول الـ 126 المشاركة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبين عدد من الخبراء والمعاقين الذين أقروا بأن مصطلح “المعاقين” به إهانة لهم، ومصطلح “ذوى الاحتياجات الخاصة” يندرج تحته بعض الأطراف الأخرى، التي قد لا تعانى من أي نوع من الإعاقات كالأطفال، كبار السن، الحوامل، الموهوبين…الخ لذلك تم الاتفاق على أن مصطلح “الأشخاص ذوى الإعاقة” هو الأدق توصيفاً لفئاتهم، حيث يصنفهم هذا المصطلح على أنهم مواطنون يتمتعون بكافة الحقوق ببلادهم.
ولا بد من التنويه هنا بأن القرآن الكريم قد أورد مسميات حالات العوق حسب نوعها مثل «الأعمى»، «الْأَكْمَهَ»، «أُولِي الضَّرَرِ» «الأعرج»، «الأصم»، «الأبكم»، وغير ذلك من الحالات تحت لفظ «المريض» وذلك من أجل تشريعات الحقوق والواجبات لهم.
وعلى أي حال أضم صوتي إلى دعوة الرئيس التنفيذي لهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، الدكتور هشام الحيدري لجميع الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية بتنفيذ الأمر السامي باعتماد استخدام مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” في جميع المخاطبات بدلاً عن المسميات الأخرى، كما أدعو إلى توعيه المجتمع عبر المنابر الإعلامية والرسمية والقطاعات الأهلية العاملة في المجال باستخدام هذا المصطلح وأرجو أن يكون توجيه خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – نقطة انطلاق جديدة للوعي المجتمعي للحفاظ على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الحصول على حقوقهم المعنوية والمادية كاملة.
رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.