Share

مرحلة العش الفارغ «Empty nest syndrome» هي مرحلة في حياة الزوجين عندما يكبر أطفالهم ويتركون المنزل العائلي. يمكن أن تكون هذه المرحلة وقتاً من المشاعر المختلطة بالنسبة للآباء والأمهات، حيث يتكيفون مع هدوء البيت وحريتهم الجديدة التي تأتي مع وجود عش فارغ.

بالنسبة للعديد من الأزواج، يمكن أن تجلب مرحلة العش الفارغ مشاعر الوحدة، والحزن، وحتى الاكتئاب، بينما يتأقلمون مع حقيقة أن أطفالهم لم يعدوا يعيشون في المنزل.. البيت الذي كان يعج بأصوات الأطفال وضحكهم الآن يعمه الفراغ والسكون..

من ناحية أخرى، يمكن أن تكون مرحلة العش الفارغ أيضًا وقتًا لإعادة اكتشاف الزوجين. بعد أن خرج أطفالهم من المنزل، يحصل الآباء والأمهات الآن على فرصة للتركيز على علاقتهم الخاصة وإعادة إشعال الرومانسية التي قد تكون قد تم تأجيلها خلال سنوات تربية الأسرة..

يمكن للزوجين استغلال هذا الوقت للسفر، ممارسة هوايات جديدة، وقضاء وقت جودة معاً دون الانشغال بالتربية.. كما يمكنهم استغلال هذه الفرصة لإعادة تحديد أدوارهم وإيجاد طرق جديدة لدعم بعضهما الآخر والتواصل مع بعضهما البعض.

مرحلة العش الفارغ قد تحمل معها بعض الجوانب السلبية التي يواجهها الزوجان، ومنها:

● صعوبة تكيف الهوية: إذا كانت الهوية الشخصية للزوجين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكونهما أباً وأماً، فقد يواجهان صعوبة في تعريف هويتهما بعد رحيل الأطفال…!! قد يكون البحث عن هويتهما الجديدة صعباً ويتطلب وقتاً وجهداً

● ضعف الاتصال العاطفي: قد يتسبب رحيل الأطفال في ضعف الاتصال العاطفي بين الزوجين إذا كانا يعتمدان بشكل كبير على الأطفال لملء فراغاتهما العاطفية…!! قد يدفع هذا الضعف العاطفي إلى بُعد الزوجين عن بعضهما البعض.

● توتر العلاقة: قد يؤدي الانتقال إلى مرحلة العش الفارغ إلى زيادة التوتر في العلاقة بين الزوجين نتيجة للتحولات والتغييرات التي يواجهانها.. قد تظهر اختلافات جديدة وتحديات تؤثر على الاتصال والتفاهم بينهما..

● انخفاض مستوى النشاط والحيوية: قد يتسبب الشعور بالفراغ والوحدة في انخفاض مستوى النشاط والحيوية لدى الزوجين، مما يؤثر على جودة حياتهما وعلاقتهما ببعضهما البعض..

مع كل تلك الجوانب السلبية المحتملة، من المهم أن يكون الزوجين مدركين لهذه التحديات وأن يعملوا معاً على تجاوزها من خلال الاتصال المفتوح والتفهم المتبادل والبحث عن طرق جديدة لإعادة بناء وتقوية علاقتهما في هذه المرحلة الجديدة من حياتهما.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 117
Share