Share

حياتنا المفعمة بالأمنيات والمشحونة بالتحديات، والمليئة بالعقبات، يجب تجاوزها بمعطيات الواقع، حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا، فالأهداف والغايات وإن كانت صادقة فهي لن تأتينا حبوًا في ظل غياب الإرادة الجادة. والرغبات والأماني الخالصة ليست كافية لمواجهة التحديات التي تترقب دفعة محفزة إلى الأمام.

ولعل من أجمل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان خُلقياً لتحقيق أهدافه، هي صفة الثقة بالنفس، فهي من الصفات التي تجعل من الإنسان أكثر اتزانًا وحكمة، وتزيد من عزيمته وقوة إرادته.

وفي مقالي هذا سأستعرض نموذجًا لأحد الشخصيات التي تحلت بتلك الصفات وحققت إنجازات وطنية استحقت الإشادة والتقدير، إنه العميد عبد الرحمن علي إدريس برناوي “زمزمي”، من مواليد مكة المكرمة ١٣٥٩/٧/١هـ، درس في مدرسة الشرطة بمكة المكرمة بحي النزهة التي تغير اسمها لاحقًا إلى كلية الشرطة في العام 1385هـ، وبعد تخرجه ابتعث لإكمال دراسته العسكرية في القاهرة، وبعد عودته عين في مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان ومكث فيها لنحو عامين، قبل أن ينتقل إلى المدينة المنورة، ثم نقل للعمل في شرطة العاصمة المقدسة بمكة المكرمة كمحقق جنائي، ثم رقي إلى منصب مدير الحقوق المدنية بمكة المكرمة، بعدها كلف بإدارة شرطة الحرم بالإنابة. وحضر حادثة الهجوم على الحرم المكي الشريف عام ١٤٠٠هـ، وشارك في عملية تطهيره من الفئة المارقة، فمنح على إثر ذلك وسام الشرف من الدرجة الأولى. ثم نقل إلى مديرية شرطة منطقة تبوك للعمل كمساعد لمدير الشرطة لمدة ٣ سنوات، وبعدها نقل إلى شرطة الحدود الشمالية مساعداً لمدير الشرطة لنحو سنتين ونصف، إلى أن أحيل إلى التقاعد بناء على طلبه، بعدها اختير من قبل وزارة الداخلية للعمل كمدير للأمن الصناعي في تحلية المياه بالجبيل واستمر فيها لنحو ٤ سنوات، ثم انتقل للعمل كمدير للأمن الصناعي في مهد الذهب لمدة سنتين. وقد اكتسب العميد برناوي لقب “الزمزمي” من والده الشيخ علي إدريس برناوي -رحمه الله- حيث كان يعمل في مهنة سقاية زوار بيت الله الحرام بماء زمزم، ومن ثم أصبح من مزودي قصر الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بالطائف بماء زمزم، فترة إقامته فيه في فصل الصيف، فلقب بـ «علي زمزمي» إضافة إلى أنه كان من طلبة العلم الشرعي آنذاك ومدرسًا يشار إليه بالبنان في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 146
Share