Share

يصادف اليوم الاثنين السادس من أبريل «اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام» الذي تعلنه الأمم المتحدة سنوياً في مثل هذا اليوم منذ العام 2013م، وبهذه المناسبة دعت الأمم المتحدة العالم هذا العام إلى الحفاظ على أنماط عيش حيوية وصحية للتغلب على جائحة فايروس كورونا التي أصابت العديد من مناحي الحياة في العالم بالشلل ومنها الأنشطة الرياضية كتأجيل أولمبياد طوكيو الصيفية إلى العام القادم، وتعليق عامة المنافسات الرياضية بما فيها كرة القدم الأكثر شعبية والأعلى إنفاقاً في العالم. ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى خسائر مالية بمليارات الدولارات وفقدان آلاف الوظائف.

ومن المثير للانتباه أن أعلى الدول تأثراً بالجائحة هي الأعلى إنفاقاً في مجالات الرياضة كأمريكا التي بلغ فيها عدد المصابين حتى كتابة مقالي هذا 336,906 مصاب توفي منهم 9,621، اسبانيا 135,032 توفي 13,055، ايطاليا 128,948 توفي 15,887، ألمانيا 100,133 توفي 1,584، فرنسا 92,839 توفي 8,078، الصين 81,708 توفي 3,331.

وفي المقابل نجد أن نجوم الرياضة وخصوصاً كرة القدم في تلك الدول كانوا من أوائل المبادرين في التصدي لتلك الجائحة بدعمهم المعنوي للمجتمع وتبرعاتهم السخية فعلى سبيل المثال تبرع نجم المنتخب الارجنتيني ونادي برشلونة ليونيل ميسي بمليون يورو لدعم مستشفى في برشلونه وجزء لمركز طبي في الارجنتين، ونجم المنتخب البرتغالي ونادي يوفنتس الإيطالي كريستيانو رونالدو مع وكيل أعماله خورخة مينديز بمليون يورو لمستشفيات البرتغال، ونجم المنتخب الفرنسي ونادي باريس سان جيرما مبابي بمليون دولار لصالح الأطفال المتضررين من فايروس كورونا بفرنسا، ونجم المنتخب البرازيلي ونادي باريس سان جيرما نيمار بمليون دولار لمكافحة تفشي كورونا في البرازيل، والمدرب الاسباني بيب جورديولا بمليون دولار لشراء مستلزمات طبية للمستشفيات ومراكز علاج المصابين في اقليم كتالونيا، وكابتن المنتخب الاسباني ونادي ريال مدريد سيرجيو راموس بإمداد المستشفيات بـ 15000 جهاز كشف وألف جهاز حماية شخصي و 364 قناعاً للتنفس، وغيرهم من عشرات اللاعبين الذين تسابقوا في التبرع لموجهة هذه الجائحة فضلاً عن مساهمات كبار الأندية الرياضية بمساهمات مالية لشراء المستلزمات الطبية وعلاج المصابين في دولهم.

ومن اللافت أيضاً مبادرات العديد من أولئك النجوم بالتعاطف مع أنديتهم ومؤزرتها بتخفيض أجورهم طوعياً بنسب تراوحت ما بين 10% إلى 70% لتخفيف مصاريف النادي وتمكينه من صرف رواتب العاملين والإداريين بالنادي والاحتفاظ بوظائفهم.

ولاشك أن تلك المبادرات تجسد الأهمية والمعنى الحقيقي لمفهوم الاحتراف الرياضي الذي ينمي الشعور بالمسئولية الرياضة والإنسانية والاجتماعية لدى اللاعب، وهذا للأسف ما لم التمسه لدى لاعبينا أو أنديتنا فهناك غياب لمسئولياتهم الاجتماعية والإنسانية في ظل هذه الجائحة الأمر الذي يدعوني إلى مناشدتهم في هذا «اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام» للقيام بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه المجتمع وعكس صورة نموذجية للعالم عن أنديتنا الرياضية ومحترفيها بالتبرع بجزء من أجورهم لشراء وسائل تعقيم ومستلزمات طبية وأدوية للأسر المحتاجة وغير ذلك من الاحتياجات اللازمة الأخرى، وتوظيف شعبيتهم لدعم حملات وزارة الصحة التوعوية سيما وأن كرة القدم هي معشوقة الجماهير ولها أثر كبير على قلوبهم ومشاعرهم فهي ليست مجرد للعب واللهو فقط بل أنها مسئولية اجتماعية أيضاً، واختم دردشتي هذه بما قاله الشاعر العراقي معروف الرصافي.

قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم*** كرة تراض بلعبها الأجسام

راضوا بها الأبدان بعد طِلابهم ***علماً تراض بدرسه الأفهام

فإذا شغلت العقل فالْهُ سويعةً *** فاللهو من تعب العقول جمام

إن الجسوم إذا تكون نشيطةً *** تقوى بفضل نشاطها الأحلام

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 30
Share