يصادف السبت 14 نوفمبر 2020م اليوم العالمي لمرضى السكري، الذي يحتفل به العالم سنوياً إحياء لذكرى ميلاد السير فريدريك بانتينج الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست في عام 1922م. وذلك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 61/225 وتاريخ 20/12/2006م، وكان الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري قد بدء بمبادرة من الاتحاد الدولي لمرضى السكري ومنظمة الصحة العالمية في العام 1991م استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله مرض السكري، وبدء الاحتفال به رسميا عام 2007م اعترافاً بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية، وتشجيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحية.
وحُدد موضوع احتفال هذا العام “الممرضات/الممرضون ومرض السكري”، بهدف إذكاء الوعي بشأن الدور الفارق الذي يضطلع به الممرضون والممرضات في دعم المصابين بمرض السكري، حيث إن طواقم التمريض حاليًا تمثل أكثر من نصف القوى العاملة في مجال الصحة على الصعيد العالمي، وهم يؤدون دوراً مبهرة في دعم الذين يعانون من داء السكري أو المعرضون لخطر الإصابة به، حيث يواجه المصابون بالسكري عددًا من التحديات، ولذا فإن تثقيف طواقم التمريض بالمهارات اللازمة لدعمهم يُعد أمرا حيوياً.
وتأتي مناسبة هذا العام في وقت تواجه فيه طواقم التمريض تحد كبير بسبب جائحة كورونا – كوفيد 19 والتي أصابت حتى الآن 52,138,206 شخص في 217 دولة وإقليم حول العالم أكثرهم تضرراً الولايات المتحدة الأمريكية بـ 10,584,109 إصابة توفي منهم 246,034 شخص، الهند 8,667,987 توفي 127,918، البرازيل 5,730,361 توفي 163,078، روسيا 1,836,960 توفي 31,593، فرنسا 1,829,659 توفي 42,207، اسبانيا 1,443,997 توفي 39,756، واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 27 بـ 351,849 إصابة توفي منهم 5,590 شخص.
فبحسب الجمعية الأمريكية للسكري (ADA) “إن الأشخاص المصابين بمرض السكري أكثر عرضة لخطر مضاعفات الالتهابات الفيروسية مثل الإنفلونزا، وهو في الواقع ما ينطبق على مرض كوفيد-19 ويعود السبب وراء هذا الأمر هو أنه عندما تتذبذب مستويات السكر أو تصبح مرتفعة باستمرار، فإن استجابة الجهاز المناعي للجسم تنخفض، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بأي نوع من الباكتيريا أو الإنفلونزا أو المرض. وعلى الرغم من كل ذلك، لم يتم التأكد من أن هناك صلة مباشرة بين السكري وتأثيره على صحة المصابين بمرض كوفيد-19.
وعلى أي حال فإن رعاية مرضى السكري في ظل جائحة كورونا سيشكل تحدي إضافي لطواقم التمريض ويتطلب منهم تكثيف تثقيف مرضى السكري ومتابعتهم وتذكيرهم بأهمية الالتزام بالتدابير الوقائية المتبعة عند المصابين بالفايروس كغسل اليدين جيدا لمدة 20 ثانية، الحجر المنزلي وعدم مخالطة أي شخص مريض، ارتداء قناع يغطي الفم والأنف، الاحتفاظ بمسافة مناسبة لا تقل عن متر واحد عن أي شخص يسعل أو يعطس، ارتداء القفازات وتجنب لمس الأماكن العرضة للمس في الأماكن العامة مثل أزرار المصعد، ومقابض الأبواب، ودرابزين الدرج، ومصافحة الأخرين، وغيرها، استخدام القفازات لمرة واحدة، تعقيم أي جهاز أو تقنية أو شيء يتم استخدامه بكثرة بما في ذلك اليدين، خاصة بعد لمس أي سطح خارجي مثل أزرار المصعد وعربة التسوق أو عند تلقي طرد أو حقيبة، استخدام مطهرات الأيدي الكحولية التي تحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل، ومن المهم جداً أن يذكروهم بأهمية السيطرة على مستوى السكر في الدم لتفادي زيادة خطر التعرض لمضاعفات شديدة، اختبار مستوى سكر الدم بشكل مستمر طوال اليوم للتأكد من أن مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف، توفير جميع المستلزمات من أجهزة قياس نسبة السكر في الدم وأدوية السكري مثل أشرطة قياس نسبة السكر في الدم والإنسولين.
وأغتنم هذه المناسبة للفت الانتباه بأن عدد مرضى السكري بلغ حداً متعاظما حيث تشير التقديرات أن عددهم قد بلغ حول العالم 463 مليون بالغ (1 من 11) في عام 2019 ومن المتوقع أن يرتفع إلى 578 مليون بحلول عام 2030م، وتسبب في وفاة 4.2 مليون شخص في عام 2019م، ويتوقع أنه يحتل المرتبة السابعة في أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030م، وكلف 760 مليار دولار على الأقل في عام 2019م وهو ما يعاد 10٪ مما تم أنفقه على الرعاية الصحية، وبلغ معدل انتشار مرض السكري في المملكة العربية السعودية 18.3%، وتحتل المملكة سابع أعلى دولة للحالات الجديدة من داء السكري من النوع الأول.
واختم دردشتي بلطيف ما قاله الشاعر ياسر علي في قصيدته (معي سكّري):
قد جاءني الضيف الثقيل المفتري *** هذا الذي سمّوه زوراً “سكّري”
إذ ليس حلواً طعمه، بل إنه*** العلقمي الحنظلي المرمري
فلقد مُنعت من اللذائذ كلها *** وحُرِمتُ حتى من شهيّ المنظر
لا الحلوُ مسموح تذوّقه، ولا *** الخبز اللذيذ، سوى الرغيف الأسمر
وأكاد أُحرم كل لحم مدهنٍ *** مثل الخراف: على النبات الأخضر
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.