يحتفي العالم في 21 أبريل من كل عام باليوم اليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي أقرته الأمم المتحدة في العام ٢٠١٧م لإذكاء الوعي بدور الإبداع والابتكار في جميع مناحي التنمية البشرية، ابتداء من التعبير الفني وانتهاء بمهارات حل الإشكالات في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وتأتي مناسبة هذا العام في ظرف حرج حيث تجتاح العالم جائحة فيروس كورونا (COVID-19) التي عطلت الكثير من مناحي الابداع والابتكار بما سببته من مرضى ووفيات في 210 دولة واقليم حول العالم إذ بلغ إجمالي المصابين حتى كتابة مقالي هذا 2,428,332 شخص توفي منهم 166,130 وأعلاهم إصابة أمريكا 765,613 توفي 40,620، اسبانيا 200,210 توفي 20,852، ايطاليا 178,972 توفي 23,660، فرنسا 152,894 توفي 19,718، ألمانيا 145,743 توفي 4,642، بريطانيا 120,067 توفي16,060.
وفي ظل هذا الوضع وجهت الأمم المتحدة نداء عالمي للمبدعين بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار للمساعد في وقف انتشار فيروس كورونا (COVID-19) بتقديم أعمال فنية إبداعية مبتكرة باستخدام الوسائط لكافة الفئات العمرية عبر المنصات الإلكترونية المختلفة بهدف إيصال رسائل منظمة الأمم المتحدة المتعلقة بالصحة العامة في مواجهة فيروس كورونا (التباعد الجسدي، معرفة الأعراض، العدوى، المعلومات المغلوطة، التبرع).
ولا شك في أن للإبداع والابتكار الفني دور في التأثير على المجتمعات وذلك ما يؤكده الحفل الفني الافتراضي المبتكر الذي نظمته منظمة الصحة العالمية ومجموعة “غلوبال سيتزين” غير الربحية (السبت 18 أبريل) بعنوان “عالم واحد: معًا في المنزل”. “One World: Together At Home” للاحتفال بعمال الخطوط الأمامية لموجهة جائحة كورونا (COVID-19) وبثته كبرى المنصات على الإنترنت ومحطات التلفزة الأمريكية NBC و CBS و ABC على مدى 8 ساعات استضافها ثلاثة من ألمع مقدمي البرامج التلفزيونية الحية في أمريكا (جيمي فالون، جيمي كيميل، ستيفن كولبير)، (6) ساعات منها عرض مسبق وساعتين الحفل الفني الرئيسي الذي أعادت بثه محطة BBC البريطانية اليوم التالي.
شارك في الحفل عشرات من مشاهير ونجوم الفن العالميين من منازلهم أبرزهم ليدي غاغا، ستيفي ووندر، فرقة رولينج ستونز، جون ليجند، إلتون جون، سيلين ديون، ومغني الأوبرا الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي، وغيرهم ومن الفنانين العالميين ومن العالم العربي الإماراتي حسين الجسمي، بالإضافة إلى مشاركة سيدتي أمريكا السابقتين ميشيل أوباما ولورا بوش، والمقدمة الشهيرة أوبرا ونجم كرة القدم البريطاني ديفيد بيكهام.
تخلل الحفل كلمات ورسائل شكر وتقدير لكوادر العمل في الخطوط الأمامية (عمال النظافة، الصرف الصحي، التموين، المدرسين، خدمات التوصيل والبريد، المؤسسات غير الربحية، الطواقم الطبية). مع إبراز لبعض القصص والتجارب الملهمة التي واجهوها خلال تأدية عملهم، وتشجيع الناس حول العالم على البقاء في منازلهم، وجمع تبرعات وصلت إلى نحو 128 مليون دولار أمريكي قدمت لمنظمة الصحة العالمية دعماً لها في مواجهة جائحة فيروس كورونا (COVID-19).
وعلى ضوء ما حققه ذلك العمل الفني من أثر حيث اعتبره النقاد أنه أضخم الأعمال الفنية المبتكرة بما حصده من مشاهدات حيث تابعة على الهواء مباشرة 750 ألف مشاهد، و 23 مليون على الـ “يوتيوب”، فإنني أدعو الفنانين والمبدعين في عالمنا إلى توظيف فنونهم وإبداعاتهم في اليوم العالمي للإبداع والابتكار بدعم جهود وزارتي الداخلية والصحة وتكريم عمال الخطوط الأمامية في مواجهة جائحة كورونا (COVID-19) في بلادنا.
واختم دردشتي هذه بما قاله أمير الشعراء شوقي:
قيل ما الفن قلت كل جميل *** ملأ النفس حسنه كان فنا
وإذا الفن لم يكن لك طبعا *** كنت في تركه إلى الرشد أدنى
وإذا كان في الطباع ولم تحسن *** فما أنت بالغ فيه حسنا
وإذا لم تزد على ما بنى الأول *** شيئا فلست للفن ركنا
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.