Share

أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وإلى كافة أفراد مجتمعنا السعودي والمقيمين على أرض وطننا الحبيب بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 89 الذي نحتفل به سوياً هذا العام تحت شعار «همة حتى القمة»، والذي ذكرني بقول الأديب الراحل طاهر زمخشري:
يا أعذب الحب أمالي قد ابتسمت *** في محفل رقصت في جوه النعمُ
وقد صحونا على صوت سرى نغمًا *** وللزمان بترديد النشيد فمُ
إن الإله الذي جادت نوائله *** ما زال ينبت بالخيرات أرضكمُ
وكل قاحلة قام البناء بها *** وكل مجدبة بالروض تبتسم
وكل صقع تعالت للصروح به *** شوامخ دونها الأقمار والقمم

إن مناسبة ذكرى اليوم الوطني الذي تم فيه توحيد المملكة العربية السعودية كشعب واحد تحت راية التوحيد خلف قائدها المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وأبناءه من بعده، حدث هام من الضروري الاستفادة منه لترسيخ معاني حب الوطن والولاء له ولرعاته في قلوب وعقول الجيل الحالي وأجيال المستقبل والمشاركة في مسيرته التنموية ورؤيته المستقبلية، ومن أنجع الوسائل لتحقيق ذلك هو استهداف المدارس ومنسوبيها من المعلمين والطلاب للوصول إلى ذلك الهدف بتنظيم مهرجانات مدرسية سنوية في اليوم الوطني في مختلف مدن المملكة العربية السعودية.

وفي هذا السياق اتذكر كيف كان للمهرجانات الرياضية المدرسية السنوية في سبعينيات القرن الماضي التي كانت تنظمها وزارة المعارف آنذاك دور هاماً وبارز في ترسيخ حب الوطن والولاء لرعاته وتوعيتنا بمسيرته التنموية ففي الموسم الدراسي 1972/1971م – 1392/1391هـ شاركت في المهرجان الرياضي السنوي لمدارس جدة الذي أقيم على ملعب الصبان تحت رعاية أمير المنطقة آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبد العزيز رحمه الله، ضمن فريق مدرستي النموذجية الابتدائية، وكان عبارة عن تجمع لنخب من طلاب مدارس جدة قدمنا من خلاله عروضاً وألعاباً رياضية مصحوبة بأناشيد على الموسيقى العسكرية، تخللها كلمات خطابية وتكريم المشاركين.

كان حدثاً مهيباً بالنسبة لي وأنا في ذلك السن تعلمت منه الكثير من معاني حب الوطن والحماسة له ولولاته خصوصاً عندما كنت أسير في طابور العرض مع المدارس كل منا خلف مدرسته على إيقاع الموسيقى العسكرية إلى أن أخذنا مواقعنا داخل الملعب، وقدمنا عروضنا المصحوبة بأناشيد حماسية، أذكر منها «عندنا الصناعة ونحن الصناع.. دوري يا مكنه وارفعي صوتك، عندنا الزراعة ونحن الزراع …. الخ» وبلغت ذروة حماسي عندما استلمت مع زملائي ميدالية المشاركة لأول مرة في حياتي.

استغرق منا الإعداد لذلك الحدث عدة أسابيع من التدريب والبروفات مع المدارس المختارة «ابتدائية/متوسطة/ثانوية» في ساحة مدرسة البحر الأحمر المتوسطة مع مدرسي التربية البدنية وقبل موعد الحفل بفترة وجيزة أدينا البروفات النهائية مع فرقة الموسيقى العسكرية في ملعب الصبان الذي أقيم عليه الحفل.

وفي وقتنا الحاضر الذي نمر فيه بمرحلة التحول الوطني في طريقنا لتحقيق رؤية 2030 الملقاة على عاتق الجيل الحالي وأجيال المستقبل فنحن في أمس الحاجة إلى ترسيخ معاني حب الوطن والوعي بمسيرته التنموية وشحن الهمم للوصول إلى القمم.

وأرى أن من المفيد جداً إعادة إحياء تلك المهرجانات وتطويرها بما يلائم عصرنا الحالي ويحقق أهدافنا المرجوة وذلك باختيار طلاب متطوعين من كافة المراحل الدراسية «ابتدائية/متوسطة/ثانوية» للاشتراك في برنامج مهرجان مدرسي يقام بمناسبة اليوم الوطني في الملاعب الرياضية برعاية أمراء المناطق بحضور الأدباء والمفكرين والشخصيات الاجتماعية ومنسوبي التعليم والطلاب وأولياء أمورهم من الآباء والأمهات، وأن يتضمن البرنامج مسيرة طلابية وعروض فنية ورياضية وأفلام وثائقية حديثة تحاكي قصة تأسيس المملكة العربية السعودية وكلمات خطابية وتكريم المشاركين، وهكذا نكون قد استثمرنا جزء من أوقات إجازة اليوم الوطني ببرنامج منهجي يربي ويعلم الأجيال مفاهيم ومعاني حب الوطن.

نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/09/22م

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 89
Share