Share

إذا وقفنا يوما على شاطئ البحر وتأملنا البحر قد نجد صفحة المياه أمامنا منبسطة ساكنه، تنعكس عليها زرقة السماء، ونجد الأمواج هادئة تنساب في وداعة، وبعد وقت قد يطول أو يقصر قد تضطرب تلك المياه التي كانت ساكنه ويهيج الموج ويعلو وتزمجر الرياح.

هكذا هي الحياة حالها حال البحر؛ يصفو يومًا ويسعدنا أحيانا ويتكدر ويضطرب أحيانًا أخرى وهذا من طبيعة الأشياء.

قد نجد شخص نحبه تتكدر حياته لسبب أو آخر ونجده في وضع لم نكن نتمناه أو نريده له، ونحس بالأسى لذلك وتتكدر حياتنا بسبب ذلك، ونرى أنه لم يكن يستحق ما هو فيه من معاناة، وقد يستغرقنا الحزن ونفكر كيف نساهم في مساعدته، وقد تكون الطريقة التي نفكر بها لمساعدته تؤلمه أكثر مما تسعده.

في مثل هذه اللحظات الصعبة يجب أن نواجه الأمور بشجاعة وبحكمه في نفس الوقت، ويجب الا نطلق العنان لعاطفتنا، لان الاستسلام للعاطفة قد يدفعنا لاتخاذ قرارات خاطئة.

يجب أن يكون تجاوبنا مع الحدث إيجابيًا وليس سلبيًا. يجب أن ندعم من نحب بإيصال رسالة هامه إليه وهي أننا مازلنا أقوياء رغم ما حدث، وأننا متماسكون وأننا لم ننكسر، وأننا نمارس حياتنا بالرغم من كل شيء وكل فرد يقوم بما يجب أن يقوم به سواء في مجال عمله أو دراسته، لان انقطاعنا عن الحياة وتوقفنا عما كنا نقوم به يوصل رسالة سالبه لمن نحب مؤداها أن ما حدث بدأ يحدث انهيارًا واثارًا سالبة في حياته وحياتنا وهذا عكس ما يريده أو يتمناه، كما أن هذا يحزنه ويؤثر في نفسه.

إن اللحظات الصعبة لا يجب أن تدمر المستقبل الممتد أمامنا بأي حال من الأحوال، لأنه مؤلم أن نفقد اللحظة ونفقد المستقبل أيضًا، إن توقفنا عما يجب أن نقوم به يزيد من معاناة من نحب ويزيد من إحساسه بفداحة الخسارة، لذا يجب أن نتماسك في مثل هذه الظروف ويؤدى كل فرد دوره المطلوب منه في مجاله.

صحيح سيكون هناك مصاعب، ومتاعب، ولكنها لن تستمر إلى ما لا نهاية، ويجب أن نؤمن إيمانًا جازمًا أن كل بداية لها نهاية وأن لا شيء يبقى إلى الأبد. متاعب الحياة اليومية من متطلبات ستُحل بطريقه أو بأخرى.

إن الخطأ كل الخطأ أن نرهن المستقبل للحاضر ونخسر المستقبل ونندم يومًا عليه حيث لن يفيد الندم، لا يجب أن نترك في داخلنا مساحة لليأس ونسمح له بان يدمر مستقبلنا،

إن هديتنا لمن نحب هو نجاحنا، وأفضل رسالة نرسلها له إننا لن نخذلك وسننجح كل في مجاله، يجب أن نؤمن أننا قادرون على تجاوز اللحظات الصعبة بشيء من الصبر والإرادة والتصميم وقوة التحمل والعقلانية، ويجب الا نفقد صبرنا ولا حلمنا ولا أمالنا فقط لان بحر الحياة حولنا تكدر، وأن الأمواج هاجت واغرقت جزءاً من الشاطئ، يجب أن نؤمن أن البحر سيعود من جديد إلى سابق صفائه وأن الأمواج ستعود إلى سابق عهدها وتسكن، وأن الغد سيكون أجمل.

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 59
Share