Share

حصلت الباحثة حنان ناصر المطيري على درجة الماجستير بدرجة امتياز من قسم اللغة العربية بكلية التربية والآداب بجامعة تبوك عن بحثها «طاهر زمخشري وجهوده الموجّهة للطفل» بعد اجتيازها لمناقشة رسالتها، مع لجنة علمية من جامعة تبوك:

  • أ.د مجدي بن عيد الأحمدي / أستاذ الأدب والنقد، (مشرفا ومقررًا).
  • أ.د. أسماء بنت حسن النويري / أستاذ الأدب والنقد (مناقشًا).
  • د. ممدوح بن حمد الحربي / أستاذ الأدب والنقد المشارك (مناقشًا).

وتناولت الدراسة جهود الأديب طاهر زمخشري الموجهة للطفل بالوقوف على برنامجه «ركن الأطفال»، ومجلة «الروضة»، وأثر ذلك على أدب الطفل في المملكة العربية السعودية. من خلال 3 فصول تضمنت 8 مباحث تناولت تعريف مقتضب عن الأديب، فكر برنامج ركن الأطفال ومحتواه، أسلوب التقديم والقيم في برنامج ركن الأطفال، فكرة مجلة الروضة ومحتواها وأعدادها، تحليل لنماذج القصص الواردة في المجلة الروضة، أسلوب الكتابة والصور والرسومات والقيم في مجلة الروضة، الدراسات التي تناولت نتاج طاهر زمخشري بعامة، والآراء التي صدرت من النقاد والكتاب في حقه، شخصيات مؤثرة في حياة طاهر زمخشري، ومسابقة بابا طاهر.
وعن أسباب اختيارها لهذا الموضوع أوردت المطيري في بحثها رغبتها في دراسة طاهر زمخشري، وتناول دراسة تتعلّق بالطفل، بالإضافة إلى عدم وجود دراسة علمية -في حدود اطلاعها- درست جهودَ زمخشري الموجّهة للطفل، ورفد المكتبة السعودية بدراسةٍ جديدة.

ولذلك هدفت في دراستها إلى الوقوف على أعداد مجلة الروضة، ومحتوى المجلة، تتبّع برنامج “ركن الأطفال” وما يضمّه من فقرات، – تحديد السمات المميزة المنبثقة من جهود طاهر زمخشري الموجّهة للطفل، – تحليل الموضوعات والقيم في جهود طاهر زمخشري، أثر أعمال طاهر زمخشري في تطوير أدب الطفل.

معتمدة على المنهجَ التاريخي للتعريف بالأديب، وما قدّمه من جهودٍ موجّهة للطفل، بالإضافة إلى المنهج الوصفي وأدوات التحليل المناسبة؛ التي تُعين على التحليل والاستقراء، واستخلاص النتائج.

وتكمن أهمية هذه الدراسة بأنها أول دراسة أكاديمية تسلط الضوء على ما قدّمه الزمخشري من جهودٍ للطفل، فكل ما سبق من دراسات أخرى ركزت على نتاجه الشعري، مع تقصيرها في الجوانب المتعلّقة بطاهر زمخشري والطفل، رغم أهمية مرحلة الطفولة في بناء الإنسان، كما أنّ الأدب بأنواعه شكلٌ من أشكال التعبير الإنساني، التي تُسهم في تكوين هذه المرحلة.

وقد أجابت الدراسة على التساؤلات التالية:

  • ما القيم التي كان يسعى طاهر زمخشري إلى إكسابها مِن خلال أعماله الموجّهة للطفل؟،
  • كيف أسهمت أعمال طاهر زمخشري في تطوير أدب الطفل؟
  • ما دور مجلة الروضة؟
  • ما السمات الأدبية المميزة التي تجلّت في القصص المنشورة في مجلة الروضة؟ كيف أثّر برنامج ركن الطفل في المجتمع؟

وخلصت الدراسة إلى أن الأديب طاهر زمخشري يعد أوّل مَن اهتم بأدب الطفل في المملكة العربية، وكان للطفل في حياته العملية والأدبية حضورٌ بارزٌ، لذا؛ لا يمكن الحديث عن أدب الطفل في المملكة من دون التطرّق لهذه الشخصية البارزة، والتأكيد على الأثر الذي تركه طاهر زمخشري في الساحة الأدبية، فلم تكن أشعاره فقط هي الدالة على هذه الشخصية، فما قدّمه من جهودٍ مضنية؛ استهدف مِن خلالها الطفل؛ تركت أثرًا لا يمكن تجاوزه، فأثرُه في أدب الطفل جاء في مسارَين؛ هما: مباشِر: يتمثّل فيما قدّمه في برنامج ركن الطفل، وإنشاءِ مجلة الروضة. وغير مباشر: يتمثّل في القيم الجميلة التي ضمّتها المجلة، فالقصص الواردة في المجلة إنْ لم تكن لطاهر زمخشري، فهو الذي هيّأ الميدانَ المناسب؛ لنشر هذه القصص من خلال مجلة “الروضة”، وتوعية المجتمع بأهمية العناية بالطفل.

وأوصت بأهمية دراسة طفولة طاهر زمخشري وأثرها في توجيهه نحو العناية بالطفل، وحصْر الشخصيات التي أسهمت في بناء المجتمع، وكان لها حضورٌ في البرنامج الإذاعي، ومجلة الأطفال، وضرورة تكثيف الجهود؛ أملًا في توفير الأعداد المفقودة من مجلة “الروضة”، كذلك دراسة ما جاء في برنامجه “ركن الأطفال”، وتحليله، وتكريم هذه الشخصية بما يواكب منجزَها، فـ”مسابقة بابا طاهر” فكرة جميلة؛ تُشكَر عليها وزارة الثقافة؛ إلّا أنّ هذه الشخصيةَ الأدبية تستحق التكريم بأكثر من طريقة -على سبيل المثال- تسمية أحد المسارح باسمِه، إطلاق مجلة للطفل موسومة باسمِه، تدشين مسابقة شعرية؛ يكون بريقها باسمِه.
وكُنت قد تابعت المناقشة عبر منصة «البلاكبورد» والتي امتدت لساعتين من 5-7 مساء (الخميس 1446/11/10هـ – 2025/05/08م). وكم غمرتني السعادة وأنا أستمع إلى رأي المشرف حينما قال في ختام المناقشة “لابد أن يشهد الإنسان بما رأى الموضوع كان مهم جدً لحنان حتى في البدايات كنت أعارضها في هذا الموضوع لصعوبته، تواصلت مع الإذاعة، تواصلت مع شخصيات منهم الإعلامي عدنان صعيدي، وإرسال خطاب للإذاعة، كثير من الأمور والجهود ولذلك بعد المناقشة وبعد الانتهاء وبعد المداولة أعيد وأكرر شكري لسعادة الأستاذة الدكتورة أسماء النويري وسعادة الدكتور ممدوح الحربي على ما قدماه من آراء وتوجيهات وبعد مداولة لم تكن طويلة بل على العكس كانت فيها رحابة صدر فضل من الله ثم منهما قررت اللجنة منح الطالبة درجة الماجستير بتقدير امتياز ودرجة (97)” حيث كنت شاهدًا على الجهد الذي بذلته والعناء الذي تكبدته لإنجاز الدراسة منذ تواصلها معي في العام الماضي بصفتي سبط لأديب -رحمه الله- ومدون لسيرته، فزودتها بمؤلفاتي ومقالاتي عنه، وما بحوزتي من أعداد لمجلة الروضة، ولقاءات إذاعية معه عنها وعن برنامجه للأطفال. وما توفر لديّ من وثائق، وقصيدة «الوحدة الصماء» التي كانت من أواخر قصائده نضمها خصيصًا لفريق برنامج افتح يا سمسم للأطفال.

وما زاد من سعادتي بإنجازها هو اعتماد كل ما زودتها به ضمن مراجع الدراسة، حيث استشهدت الباحثة باقتباسات منها في مواضع مختلفة من بحثها، فعلى سبيل المثال لا الحصر اقتباسها لما أوردته في صفحة 80 من كتابي سطور مضيئة من حكايات وذكريات بابا طاهر عن قصيدة الوحدة الصماء التي ألقاها في الحفل التكريمي له قبل وفاته بفترة وجيزة، من قبل فريق برنامج “افتح يا سمسم”، وجمعية الثقافة والفنون بفندق البلاد بجدة “… ولعلّها آخرُ قصيدةٍ نَظَمها، وقد استهلّ كلمته بـ”افتح يا سمسم”، وفتحَ البابَ سمسم، وانطلق مِن الباب مئةُ طفلٍ عربي في وحدةٍ صمّاء، وانطلقوا في خطوةٍ جادة، ولكن انطلقوا إلى أين؟! انطلقوا بعد أن فَتحَ لهم البابَ سمسم، لا مِن الخليج وحدَه، بل فيهم اللبناني، والعراقي، والمصري، واليمني، والسوداني، وكل أبناء العالم العربي انطلقوا إلى أين؟! انطلقوا إلى الخليج، وهُم يحملون صورةَ للخليج في الحضارة والازدهار، فمرحبًا بزهور الخليج وبراعمِه، مرحبًا بزهور سمسم وبراعمِه؛ لأن سمسم يمثل الطفلَ العربي، لا الخليج فقط، فقدْ وُفِّق سمسم كل التوفيق، فبرنامج “افتح يا سمسم” وُفِّق في تحقيق الوحدة الصمّاء في الطفولة العربية.. والهدف من خطواتهم الجادَّة في وحدتهم الصماء هو المستقبل لأنهم هم رجاله. أمّا هذه فتحيتي عن البراعم في جِدَة لفريق برنامج سمسم، فتحيتي عن هذه الزهور والبراعم التي تمثل مدارسَ جِدَة لفريق سمسم، ثمّ أنشد قصيدتَه
أنتَ يا سمسمُ في دروبِ العُلا قبس *** والنـــورُ فيـــضٌ مِـــن رجائــي
أنــتَ يـــا سـمـسـمُ مـَهــَوى أمّـةٍ **بـارك خطوَك في الـدربِ السواءِ”

كذلك اقتباسها لما أوردته في صفحة 16 و17 من كتابي الأديب طاهر زمخشري في سطور عن ترجمته -رحمه الله-.

والحقيقة إن ما حفزني وشجعني في دعم الباحثة هو تنامي اهتمام جيل الدراسات العليا الصاعد بالتنقيب عن جوانب من حياة وأعمال الأديب لم تدرس من قبل إذ إنها ثاني دراسة ماجستير هذا العام أحظى بشرف دعمها بعد دراسة الباحثة هاجر عبد الله الغامدي بعنوان «الخصائص الأسلوبية في مجموعة الخضراء لطاهر زمخشري» والذي حصلت بموجبه على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية بعد اجتيازها لمناقشة رسالتها في 2025/01/01م.

وأتطلع في المرحلة القادمة إلى نشر هاتين الدراستين في مؤلفات مشتركة مع الباحثتين بهدف إثراء المكتبة العربية بمؤلفات جديدة عن الأديب تكون كمراجع لأبحاث مستقبلية تعزز من مكانة الأدب السعودي وإبراز رواده وشخصياته المميزة.

رابط المقال على مجلة اليمامة

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 10
Share