Share

احتفل العالم يوم الجمعة الماضي (24 يناير 2020) بـاليوم الدولي للتعليم وهو اليوم الذي حددته الأمم المتحدة ليكون يوما دوليا للتعليم يحتفل به كل عام اعتبار من العام 2019م احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، وبهذه المناسبة عقدت منظمة اليونسكو مؤتمرا بعنوان «التعلّم من أجل البشر والكوكب والرخاء والسلام» بهدف تسليط الضوء على مستقبل التربية والتعليم، إذ ذكرت المنظمة أن 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ و617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة.

وقد شاركت المملكة العربية السعودية العالم الاحتفال بهذه اليوم، وبهذه المناسبة ذكر معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ في بيان صحفي على موقع وزارة التعاليم أن مشاركة المملكة العربية السعودية تأتي إيماناً منها بما يضطلع به التعليم من دور أساسي في بناء مجتمعات مستدامة، وإسهامه في تحقيق جميع أهداف التنمية الأخرى، لافتاً إلى أن وزارة التعليم أطلقت حزمة من البرامج والمشروعات التي تستهدف مهارات القرن ٢١ ونواتج التعلم لتتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة في تطوير سياسات وبرامج مؤسسات التعليم في المملكة، وأكد أن المملكة تُولي أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز التعليم من أجل بناء جيل واعد يمتلك ثقافات متنوعة مرتكزة على تعليم راسخ، كما أولت اهتمامها بكل مراحل التعليم من تعليم عام، أو جامعي، أو مهني، أو تعليم ذوي الإعاقة، فلم تترك مرحلة تعليمية إلا وأعطتها اهتماماً يتناسب مع حاجياتها ومتطلباتها، فعملت على تطوير وبناء المناهج بشكل شامل ووفق فلسفة تربوية رائدة تنسجم مع الثوابت الدينية والوطنية، وأدخلت فيها كافة التقنيات الحديثة التي تواكب متطلبات العصر.

وببحث سريع أجريته للوقوف على المناشط التي قامت بها مرافقنا التعليمية لإبرازها والتحدث عنها فلم أجد ما يشير إلى القيام بأي فعاليات احتفاء بهذه المناسبة التي خصصت في الأساس للعمل من أجل التعليم كل حسب موقعه ومستواه لجعل الحق في التعليم حقيقة واقعة للجميع.

وبدوري اغتنم فرصة هذه المناسبة بالمشاركة في إحياء ذكرى أحد أهم الشخصيات التاريخية التي لعبت دور أساسي في نشر التعليم في عصرنا الحديث وهو الحاج محمد علي رضا زينل – رحمه الله – الذي أسس أول مدرسة عصرية في الجزيرة العربية وهي مدرسة الفلاح بجدة في 07 ديسمبر 1905م، وبعدها بستة سنوات اتبعها بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، ثم نشرها في عدد من الدول العربية، حتى أن بعض المؤرخين ذكر أنها تجاوزت الـ 40 مدرسة منها في البحرين ودبي وحضرموت والإسكندرية وبومباي بالهند، ولا يفوتني أن أذكر معه حرمه السيدة خديجة عبدالله زينل والشيخ عبد الرؤوف جمجوم رحمهما الله الذين بذلا الغالي والنفيس من أجل دعم استمرارية المدرسة.

كذلك توثيق وإبراز المرافق التعليمية الأخرى التي قامت تباعاً ولعبت دور هاماً في تطوير حركة التعليم وبمرور السنين غاب ذكرها منها على سبيل المثال المؤسسة العلمية الكبرى بجدة التي تأسست في العام 1367هـ بواسطة الشيخ حسن بقلين – رحمه الله – وحالياً تحمل اسم مدارس المشرق الأهلية وكانت من أوائل المدارس التي قدمت مناهج تعليمية مهاراتية إلى جانب المناهج العلمية مثل اللغة الإنجليزية، الآلة الكاتبة، تحسين الخط، وبرامج تقوية مدرسة صيفية وغيرها، وكنت قد حظيت بالالتحاق بأحد برامجها في صيف العام 1970م والصيف الذي تلاه لتعلم الطباعة على الآلة الكاتبة إبان موقعها القديم بحي العمارية.

وأمل أن يكون للمناسبات المرتبطة بالعلم والتعليم في قادم الأيام حظاً من الاهتمام من قبل منظمي المناشط والفعاليات في عامة المؤسسات والمرافق التعليمية، لما في ذلك من زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم والدور التاريخي لرواده، واختم دردشتي هذه بما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً       وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 13
Share