في مثل هذا اليوم الخامس والعشرون من شهر مارس 1975م الذي وافق 12 ربيع الأول 1395هـ فجع الشعب السعودي والأمة الإسلامية بنبأ وفاة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ثالث ملوك المملكة العربية السعودية، وقد وقع هذا الخبر كالصاعقة على عامة الشعب خصوصاً المفكرين والأدباء منهم الذين ربطتهم علاقة وثيقة بجلالته ومنهم الأديب الراحل طاهر عبد الرحمن زمخشري حيث كان الملك فيصل يعني له الكثير فلقد ربطته به علاقة وطيدة منذ أن كان جلالته أميرًا على الحجاز ولهذا فاضت مشاعره وأحاسيسه حزنًا ودمعًا على وفاته، فكان يتابع الأخبار لحظة بلحظة، وفي الوقت نفسه يريد نظم قصيدة رثاء للتعبير عن مشاعره تذاع في حينها.
وبالفعل على وقع تلك الفاجعة استطاع أن ينظم إحدى روائع مرثيات الشعر العربي المعاصر من 51 بيت أسماها «الشعب الفريسة»، نشر لاحقاً في ديوانه «معازف الأشجان 1976م/ 1396هـ»، ومهرها بقوله «لقد انتقل إلى رحمة الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي أضحك وجه الحياة، فبكى يوم وفاته كل من فيها تغمده الله برحمته الواسعة…!!» فكانت أول قصيدة رثاء تبث في التلفزيون السعودي حياً على الهواء في ذلك اليوم. وقد ذكر ذلك في لقاء تلفزيوني تاريخي مع الإعلامي الراحل د. عبد الرحمن الشبيلي – رحمه الله – ضمن برنامجه شريط الذكريات 1976م- 1396هـ واستحضر أبياتاً منها:
فيصل العرب قد أناب فآبـا *** للذي قدر الممــــــات كتابــــــا
فيد الغدر لم تصبــه ولكــن *** أجل بالمنون كشـــــر نابـــــــا
ليرينا أن الفريسـة شعـــب *** قد أضاعت من المنايا الصوابا
فأصابته لا بموت المفـــدى *** بل لأن الفداء لم يلــــق بــابــا
كتب القتل والقتال على من *** يســأل الله دعوة فاستجــابــــا
فأتتــــه شهــــادة قربتـــــه *** وتدنى بهـــــا لمـــولاه قابــــا
ولقد أوردت قصة كتابة تلك القصيدة ضمن سلسلة كتابي رحلتي عبر السنين في جزءه الثاني الذي نشرته في نوفمبر 2019م عن دار سيبويه للطباعة والنشر والتوزيع حيث كنت شاهداً على كتابة تلك المرثية الرائعة واحتفظت بنسخة منها كاملة بخط يده رحمه الله
جزء من قصيدة الشعب الفريسة بخط يد الأديب طاهر زمخشري رحمه الله
الرابط المختصر لهذا المقال:
كاتب ومؤلف، ومهتم بتدوين سيرة الأديب طاهر زمخشري وأعماله، خبير في مجال خدمات الإعاقة البصرية، أمين عام جمعية إبصار سابقًا، ومدرب مضيفين سابق في الخطوط السعودية.