Share

نشر هذا المقال على صحيفة غرب الإخبارية في 2019/10/110م

فحص 32 مليون طفل في مدارس الهند وتوزيع 750.000 نظارة طبية للوقاية من العمى

  • تقرير ضف البصر

بمناسبة اليوم العالمي للبصر 2019 أصدرت منظمة الصحة العالمية أول تقرير مفصل عن البصر على مدى الثلاثين عاماً الماضية في 180 صفحة تضمنت معلومات هامة وحديثة عن الإعاقة البصرية وأهم مسببات الإصابة بها، والاعباء الاقتصادية المترتبة عليها، وأهم السبل لتحسين وتوزيع الخدمات عالمياً.

باحث الدكتوراه بجامعة ليفربول هاني عبد الله الرحيلي راجع التقرير وخلص منه إلى أن هناك تزايد وارتفاع في حالات العمى وضعف البصر ويعود ذلك إلى تغيير أنماط الحياة، زيادة عدد السكان المعمرين، ومحدودية خدمات رعاية العيون.

ووفق التقرير فإن أكثر من ربع سكان العالم – حوالي 2.2 مليار يعانون من ضعف البصر، منها مليار حالة كان يمكن الوقاية منها، أو تركت دون علاج.

وأضاف أن التقرير أشاد ببرنامج الوقاية من العمى بالهند لعامي 2016م – 2017م حيث تم توفير الفحص المدرسي لنحو 32 مليون طفل وتم توزيع حوالي 750,000 نظارة، ولفت التقرير إلى أن الأمراض المسببة لضعف البصر والعمى الأكثر شيوعاً هي:

1. الأخطاء الانكسارية: المتمثلة في:
• قصر النظر ويصيب 2.6 مليار شخص إضافة إلى 312 مليون تحت سن 19 سنة.
• طول النظر الشيخوخي وهي حالة يصعب فيها رؤية الأشياء القريبة وتصيب 1.8 مليار شخص.
وعلق على ذلك مدير عام المنظمة د. تيدروس أدحانوم بقوله “إنه من غير المقبول أن يعاني أكثر من 800 مليون شخص يومياً خلال مزاولتهم أنشطتهم بسبب تعذّر حصولهم على نظارات طبية”.
2. اعتلال الشبكية الناجم عن داء السكري نتيجة تزايد أعداد المصابين به لاسيما النمط الثاني منه الذي يؤثر على الرؤية إن لم يكتشف ويُعالج، مع العلم بأن جميع المصابين بالداء معرضون للإصابة باعتلال الشبكية خلال مرحلة ما من حياتهم. وللوقاية من ذلك لابد من إجراء الفحوص الروتينية للعين والتحكم بمرض السكري.
3. التأخر في الكشف عن أمراض العيون أو عدم إجراء فحص العين الروتيني بسبب قصور خدمات العناية بالعين أو عدم تكاملها.

4. نقص الموارد البشرية المدربة حيث أنه يعد عاملاً هاماً قد يدفع بتلك الأمراض إلى أبعد من ذلك.

ونوه أنه رغم زيادة عدد أطباء العيون الممارسين في معظم البلدان إلا أن هناك توزيع غير عادل بسبب النقص الكبير في العدد الحالي والمتوقع لأطباء العيون والمتخصصين في بلدان أخرى، كما ذكر التقرير إنه لا يوجد ارتباط قوي بين الجنس والعديد من أمراض العيون بما في ذلك الجلوكوما، التنكس البقعي المرتبط بالعمر، اعتلال الشبكية السكري، ومع ذلك فإن معدلات إعتام عدسة العين أعلى بين النساء لاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن الناحية الاقتصادية تسبب ضعف البصر في فقدان الإنتاجية والعبء الاقتصادي إذ قدرت دراسة حديثة بين تسعة بلدان أن التكلفة السنوية لضعف البصر المعتدل إلى الحاد تراوحت بين 0.1 مليار دولار في هندوراس وما يصل إلى 16.5 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن التكاليف العالمية السنوية لفقدان الإنتاجية المرتبطة بضعف البصر من قصر النظر غير المصحح وحده يقدر بـ 244 مليار وأن طول النظر الشيخوخي بـ 25.4 مليار دولار.

وخلص التقرير إلى إن الدراسات أثبتت استمرارية تأثير ضعف البصر على نوعية وجودة الحياة بين السكان البالغين، وركز على أهمية توفير إعادة التأهيل حيث أن المصابين بالعمى وضعف البصر ممّن يتعذّر علاجهم بإمكانهم ممارسة حياتهم باستقلالية إذا ما توفرت لهم خدمات إعادة التأهيل، ومن الخيارات المتاحة أمامهم استخدام المكبرات البصرية، طريقة برايل المساعدة على القراءة، الهواتف الذكية التي تعينهم على إيجاد طريقهم وتوجيههم، عصا الاستشعار في الحركة والتنقل، ويقول الدكتور ألاركوس تشيزا الذي يقود أنشطة المنظمة في مجال الوقاية من العمى وضعف البصر: “إن ملايين الناس يعانون من ضعف شديد في الرؤية وعاجزون عن الانخراط والاندماج في المجتمع على أكمل وجه لأنه ليس لديهم أي وسيلة للحصول على خدمات إعادة التأهيل، ويجب على العالم القائم على مدى قدرة الفرد على الرؤية، أن يُقدم خدمات العناية بالعين بما فيها خدمات إعادة التأهيل في أماكن قريبة، من أجل استفادة المجتمع المحلي منها بأقصى حد ممكن”.

وعلى ضوء ما استخلصه الباحث هاني الرحيلي من هذا التقرير الهام، تتأكد لنا الأهمية القصوى لإجراء الحملات المدرسة للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال والبت قي خطط تنفيذية لفتح مراكز نموذجية للعناية بضعف البصر وإعادة التأهيل ميسرة الوصول، ونشر الوعي الصحي العام لتحسين نمط الحياة الصحي والحد من انتشار داء السكري، وجعل فحص العيون الروتيني من قبل أخصائي البصريات أولوية صحية.

رابط المقال على صحيفة غرب الإخبارية

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 19
Share