Share
  • التقرير الأسبوعي 120 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 120 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 120 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني متضمنًا الأسابيع 117-118-119 والذي سأخصصه لتقديم ملخص إحصائي عن حركة الموقع لشهر أبريل لعام 2024م بمناسبة انتهائه وأعلى 10 مواضيع مشاهدة فيه.

    حيث تم نشر (4) مواد خلال الشهر، وبلغ إجمالي زوار الموقع (939) زائرًا منهم (‎84%) من المملكة العربية السعودية، و(2%) مصر، (2%) الولايات المتحدة الأمريكية، (1‎%) المملكة المتحدة، (1%) اليمن و(11%) من دول أخرى.

    وتصفح الموقع (92‎%) من الزوار عبر الجوال، و(7‎%‎) عبر الحاسب الآلي، و(1‎‎‎%) عبر الأجهزة اللوحية (تابلت).

    وقد حقق مقال «إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة» أعلى مشاهدة، وممن علقوا عليه الشيح الداعية د. محمد بن عمر فلاته عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقًا بقوله “جزاكم الله خيراً يا أستاذنا الفاضل على هذه الوقفة الإثرائية النافعة مع سيرة فقيدنا الغالي الدكتور الشيخ عمر بن حسن عثمان رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته. وسرني ما ذكرتم من الجهود التربوية والدعوية والخيرية الكثيرة التي بذلها في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وأسأل الله تعالى أن يكتب تلك الجهود الكبيرة في موازين حسناته، وأن ينفع بعلمه وتلاميذه، ويبارك في عقبه وذريته إلى يوم الدين”.

    واحتل مقال «بأي حال عدت يا عيد لذوي الإعاقة؟!» المركز الثاني، وممن علقوا عليه القارئة نجاة بقولها “ربما عليّ أن أواسي إخوتي ذوو الإعاقة بحقيقة أن العيد ما عاد كما كان علينا جميعا.. فتطبيقات التواصل الاجتماعي قلصت إلى حد كبير مظاهر التواصل التقليدية المعتادة التي طالما تميز بها العيد. ولكن مع هذا تظل البهجة بالعيد ملكا لصاحبها أينما كان ومع من يكون. أرجو أن تحلو الأعياد القادمة وأن تحمل معها البشائر والأفراح لقلوبكم وقلوب المسلمين أجمعين.”

    وعلقت الشاعرة ابتسام الحربي بقولها “المقال أكثر من رائع وأتمنى أن يجد صدى لدى الجميع وخاصة الجهات المسؤولة عن تنظيم الفعاليات”.

    وجاء مقالي في مجلة اليمامة «رحيل العالم المحدث الشيخ عمر بن حسن فلاتة..» في المركز الثالث.

    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:

    1- إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة
    عدد المشاهدات: 652 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/id3v

    2- بأي حال عدت يا عيد لذوي الإعاقة؟!
    عدد المشاهدات: 128 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/g7s1

    3- مجلة اليمامة: رحيل العالم المحدث الشيخ عمر بن حسن فلاتة..
    عدد المشاهدات: 124 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/nzo5

    4- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
    عدد المشاهدات: 89 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/sd3i

    5- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 71 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    6- الاحتواء المثالي
    عدد المشاهدات: 61 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/da5r

    7- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
    عدد المشاهدات: 59 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/d19k

    8- كيف احتفت عروس البحر الأحمر بشاعرها الزمخشري
    عدد المشاهدات: 52 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/17rn

    9- مروا من هنا | طاهر زمخشري أول من أطلق اسم عروس البحر الأحمر على جدة
    عدد المشاهدات: 50 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/g5s3

    10- رباه كفارتي عن كل معصية
    عدد المشاهدات: 43 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/yhez

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
  • بأي حال عدت يا عيد لذوي الإعاقة؟!

    بأي حال عدت يا عيد لذوي الإعاقة؟!
    Share

    بعد انتهاء عيد الفطر بخمسة أيام (1445/10/08) تواصلت معي موظفة إحدى جمعيات جدة الأهلية العاملة في مجال الإعاقة، وطلبت مني أن أكتب مقالًا عن العيد لنشرة الجمعية الإلكترونية. فكتبت لهم مقالًا من 400 كلمة بعنوان «عيد الفطر وأهميته في دمج ذوي الإعاقة» استعرضت من خلاله ما يمثله العيد من أهمية للمسلمين من معانٍ وقيم تدخل الفرح والسرور على قلوبهم، وكيف تتجلى فيه قيم التعاون والرحمة والاهتمام بالآخرين، وأبعاده الإنسانية والاجتماعية وما تتيحه من فرصة للتواصل والتقارب بين جميع شرائح المجتمع، بما فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة. والفوائد التي تعود عليهم كالتضامن والتعاطف معهم فغالبا ما تتزايد المشاعر والمبادرات الإنسانية في العيد ويكون أفراد المجتمع أكثر تهيئ وإقبال لتقديم العون والدعم لمن يحتاجون إليه. فينعكس ذلك إيجابيًا على المزاج والروح المعنوية لذوي الإعاقة.

    وخلصت في نهاية المقال بأن مناسبة عيد الفطر فرصة لتعزيز الاندماج الاجتماعي والروح المعنوية لذوي الإعاقة، وتحقيق الأمل وزيادة الوعي بقضاياهم، كما أنه يجسد روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع بمختلف قدراتهم وثقافاتهم، وإن مشاركة ذوي الإعاقة ودمجهم بشكل فعال في الاحتفالات يعكس قيم الرحمة والاهتمام التي يجب أن تتجلى في هذه المناسبة السعيدة.

    وبعد إرسالي للمقال بأيام أثار اهتمامي كيفية تعامل جمعيات ذوي الإعاقة مع الأشخاص ذوي الإعاقة إنسانيًا واجتماعيًا خصوصًا في مثل هذه المناسبات، فالجمعية التي كتبت لها المقال وتعلم أنني من الأشخاص ذوي الإعاقة لم تكلف نفسها على الأقل بإشعاري عن إجازة المقال وموعد نشره رغم تأكدي من استلامهم له عبر حسابهم على الواتساب.

    وللوقف على واقع حال ذوي الإعاقة الذين يمثلون نحو 6% من إجمالي السكان في العيد ومدى مشاركتهم في فعالياته ودور الجمعيات الأهلية في ذلك، حيث إنني غير متابع منذ فترة لجمعيات الإعاقة الأهلية وأنشطتها. أجريت بحثًا سريعًا عبر محرك البحث (Google) ومواقع الجمعيات الإلكترونية وحساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لاستطلاع مدى اهتمام الجمعيات الأهلية المختصة بالإعاقة بمناسبة عيد الفطر وتوظيفها لخدمة المعاقين وقضايا الإعاقة، وللأسف الشديد لاحظت غيابًا إعلاميًا شبه تام عن أي فعاليات نظمت للأشخاص ذوي الإعاقة مرتبطة بمناسبة العيد باستثناء أخبار محدودة لا يتجاوز عددها أصابع اليد عن تنظيم بعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة لفعاليات أغلبها للأطفال، وتهانٍ عامة بمناسبة العيد على حساباتهم في منصة X.

    ثم توجهت بالسؤال إلى الصديق التربوي الكفيف ماجد العسيري الناشط في مجال الإعاقة البصرية ومؤسس موقع شبكة الكفيف العربي الإلكتروني عما دار من أنشطة وفعاليات لذوي الإعاقة في العيد؟!

    فأجابني بدء بانطباعه عن تجاهل المجتمع لذوي الإعاقة في العيد وأن ذلك يُعتبر تجسيدًا مؤلمًا لعدم المساواة والتمييز. مبينا أنه في هذه المناسبات الاجتماعية التي تمثل فرحة وتلاقٍ بين الأفراد، يجد البعض من ذوي الإعاقة أنفسهم مهمشين، مما يُضاعف من شعورهم بالعزلة والاستبعاد.

    وأضاف أنّ تجاهلهم يُظهر عدم الوعي بحقوقهم وقدراتهم، ويُسلط الضوء على الفجوة الاجتماعية التي لا يزال يعاني منها هؤلاء الأفراد.

    مشددًا على أنّ التضامن والاحترام لذوي الإعاقة، يجب أن يكون جزء أساسي من ثقافتنا وتقاليدنا في الاحتفال بالعيد وفي كل يوم.

    ولفت قائلًا: وأنا أتصفح مجموعات وشبكات التواصل الاجتماعي هذا العيد لم أعثر على أي إعلان لأي مركز ترفيه أو أمانة منطقة أو حتى جمعيات مختصة بإعاقة بعينها أو متخصصة بذوي الإعاقة بشكل عام، يفيد بتنظيم أي فعالية مخصصة لذوي الإعاقة أو أنهم جزءً منها، في الوقت الذي يجب أن يكون العيد فرحة لكل فئات المجتمع.

    وما زاد الطين بلة: إنك لا تجد حتى فعالية على الخط المباشر على الإنترنت تذكرت ذوي الإعاقة بمعايدة في هذا العيد.

    ولولا معايدات بعض الأهل لأبنائهم من ذوي الإعاقة لكانوا نسيا منسيا، فكيف بفئة ما من ذوي الإعاقة لا زالوا مهمشين لحد هذا اليوم في بيوت عوائلهم.

    وكأن لسان حالهم يردد قول الشاعر:

    عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

    واختتم بتنويهه إلى أن بعض المتنزهات تخبرك أن لديها خدمات لذوي الإعاقة، وإنها تنتظر أن يصلوا إليها لتقديمها لهم، ولكنهم لم يعلنوا عنها أصلًا في أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي: بل بقيت ضمن النوايا الحسنة في ميثاق تأسيسها.

    موضحًا إنه مع تقادم المتنزه وتعيين موظفين جدد لا يعرفون ما يقدم من تسهيلاتها لذوي الإعاقة، قد يجد المعاق نفسه في حرج عندما يطلب خدمة فيرد عليه الموظف الجديد بعدم تقديم المتنزه لمثل هذه الخدمة، فكيف سيفكر المعاق في العودة مجددا لهذا المكان؟!

    وخلصت إلى نتيجة مفادها إن من يتتبع الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة في الأعياد والمناسبات سيخلص إلى أن العديد من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بحاجة إلى توعية وتطوير في كيفية توظيف المناسبات الاجتماعية خصوصًا الأعياد، لخدمة ذوي الإعاقة وقضاياهم بشكل فاعل.

    فالعيد لا يقتصر على الاحتفال وتبادل الهدايا وإعداد وتناول الأطعمة الخاصة بمناسبته، بل له أبعاد إنسانية واجتماعية.

    فهو فرصة لتسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة والعمل على تعزيز حقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية. إذ يمكن للحوارات والنقاشات والفعاليات المنظمة خلال أيام العيد أن تساهم في توعية المجتمع بأهمية دمج ذوي الإعاقة وتوفير الفرص المتساوية لهم.

    كما أنه مناسبة لتعزيز الاندماج والتقارب الاجتماعي والتواصل بين جميع شرائح المجتمع، بما فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة ما يعزز شعورهم بالانتماء للمجتمع.

    كذلك تشجيع المبادرات الخيرية والتطوعية التي تستهدف دعم ذوي الإعاقة وأسرهم وتقديم الرعاية والمساعدات اللازمة لهم، لتمكينهم من الاستمتاع بهذه المناسبة الخاصة بكل مكوناتها وفعالياتها، مما سيسهم في تحسين ظروفهم ورفع مستوى جودة حياتهم.

    ولتحقيق ذلك لا بد من أن تتضمن الاحتفالات والفعاليات الاجتماعية التي تقام بمناسبة العيد برامج وأنشطة ترفيهية متنوعة مهيئة وميسرة لذوي الإعاقة بحيث تتيح لهم فرصة التفاعل مع الآخرين وتعزز مهاراتهم الاجتماعية والحياتية.

    فأرجو أن يكون في أعيادنا القادمة خير الفرص لاستعادة الهناء والسعادة لعموم الأشخاص من ذوي الإعاقة، ولعل فيما كانت تقوم به جمعية إبصار في سابق عهدها أنموذجًا يستحق دراسته وتطوير للانتفاع به بما يناسب وقتنا الحاضر من حيث تكثيف جمع التبرعات النقدية والعينية مع حلول شهر رمضان ورفع عدد المستفيدين من برنامج الوقاية من العمى. وصرف مساعدات عينية ونقدية في الفترة ما بين 27 إلى 29 رمضان للمستحقين من المستفيدين وموظفي الجمعية ذوي الأجور المنخفضة لإدخال الفرح والسرور على قلوبهم بمناسبة عيد الفطر، ومن باب العلاقات العامة إرسال تهانٍ شخصية لأعضاء الجمعية، والداعمين، والمتبرعين، والمعنيين بشؤون الإعاقة.

    وأختم دردشتي هذه بأبيات من قصيدة «رؤى العيد» للأديب طاهر زمخشري من ديوانه «عودة الغريب».

    يا رُؤَى العيد في مَغانِي الضياءِ ومجالي الرشادِ للأَهْواء

    جئتُ لا أشتكي إليكِ الذي أَلَقى، ولكن لأَستعيدَ هنائي

    وأَعُبُّ الصفاءَ من همسِ لَأْلائِكِ في جُنْح ليلِكِ الوضَّاءِ

    وأُغَنِّي كما تعودتُ في رحْبِكِ. والحبَّ مِزهَري للغناءِ

    Share
  • مجلة اليمامة: رحيل العالم المحدث الشيخ عمر بن حسن فلاتة.. 47 عام من التدريس في الحرمين الشريفين خلف خلالها إرثًا علميًا تجاوز الـ 4600 درس.

    مجلة اليمامة: رحيل العالم المحدث الشيخ عمر بن حسن فلاتة.. 47 عام من التدريس في الحرمين الشريفين خلف خلالها إرثًا علميًا تجاوز الـ 4600 درس.
    Share

    فجعت المدينة المنورة بوفاة أحد أبنائها العلامة المحدث المدرس بالمسجد النبوي الشريف والمأذون الشرعي وعميد كلية التربية فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة الأسبق فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن حسن عثمان فلاته، فجر يوم الجمعة (12 رمضان 1445هـ – 22 مارس 2024م) عن عمر ناهز 80 عامًا بعد معاناة مع المرض، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، وشُيع من قبل آلاف المشيعين يتقدمهم علماء وأئمة ومؤذنو ومدرسو المسجد النبوي، وأهله وذويه، وزملائه وأصدقائه وتلاميذه، ودفن في بقيع الغرقد فنال -بإذن الله- فضل الموت في المدينة المنورة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن استطاعَ أنْ يموتَ بالمدينةِ فليمتْ فيهَا، فإِنِّي أشفعُ لمَن يموتُ بهَا» رواه أحمد، والترمذي، وابن حبان وصححاه، وابن ماجة، وغيرهم.
    وقدم رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، باسمه واسم أئمة ومؤذني وعلماء وخطباء ومُدرسي الحرمين الشريفين تعازيه لأسرة الفقيد وصادق المواساة في وفاته بصفته أحد كبار علماء ومُدرسي المسجد النبوي الشريف.
    ورثاه أستاذ الفقه المقارن والدراسات القرآنية في المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة د.محمد يحيى غيلان بمرثية مما جاء فيها:
    رحم الإله عن الجميع فقيدنا *** وأتاه في القبر النعيم ويَجبُرُ
    وجزاه ربي بالحديث مثوبة *** عد الحروف بما يقول ويُخبِرُ
    ويصاحب المختار والصحبَ الأولى*** نصروا الإله وثابروا وتصبَّروا
    ومن باب اذكروا محاسن موتاكم أستعرض شيئًا مما عرفته عنه وعن مناقبه وأعماله فلقد أفنى -رحمه الله- جل حياته في طلب العلم والتعليم والدعوة والإرشاد والتدريس في الحرمين الشريفين لنحو 50 عامًا، وخلف إرثًا علميًا بلغ أكثر من 4600 درس رفعت في تسجيلات صوتية على بوابة الحرمين الشريفين، تضمنت شروحًا لأمهات الكتب، وعلوم الحديث والعقيدة والشريعة، فضلاً عن مشاركاته في دورات أعدتها رابطة العالم الإسلامي في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتقديمه للعديد من الأحاديث والندوات العامة والموسمية في التلفزيون والإذاعة، منها برنامج ندوة الكتاب في إذاعة نداء الإسلام.
    علاوة على إصداره عدة مؤلفات منها «الوضع في الحديث» وهو موضوع أطروحته للدكتوراه التي أصبحت مصدرًا مهمًا في بابها، «جامع التحصيل لأحكام المراسيل»، للحافظ العلائي، دراسة وتحقيق (رسالة الماجستير)، الحديث الحسن مُطلقًا ومُقيَّدًا عند الإمام الترمذي، الشرح المُكمَل في نسب الحسَن المُهمَل، لأبي موسى المَديني الأصبهاني (تحقيق)، معلِّمو المسجد النبوي الشريف، بالاشتراك مع عبد الوهَّاب زمان، وعدنان درويش جَلُّون. وله ثبت يجيز به طلابه عنونه بـ (تحفة الحرمين الشريفين بعوالي أسانيد ومرويات وإجازات الشيوخ الراسخين: ثبت الشيخ أبي ميسون عمر الفلاني المدني).
    وهو أول طالب تُناقش رسالته للماجستير في المملكة في كلية الشريعة بمكة المكرمة، عن تحقيقه ودراسته لكتاب «جامع التحصيل لأحكام المراسيل» للحافظ العلائي. فكان حدثًا هامًا حظي بتغطية إعلامية واسعة ومتابعة من قبل وزير المعارف آنذاك حسن بن عبد الله آل الشيخ -رحمه الله- الذي حضر المناقشة شخصيًا مع عدد من الوزراء، ولفيف من كبار العلماء والمتخصِّصين والأعيان.
    وقد عُرف عنه سعيه للتحلي بأخلاق القرآن ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وحبه للمدينة المنورة وصلته الوثيقة بأهلها وتاريخها ومتابعته لكل ما يكتب وينشر عنها، فاختير ضمن المجلس العلمي لموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة. واستمر في ذلك إلى آخر حياته.
    كما عرف أيضًا بدماثة خُلقه وطيب ولطف معشره، وصلته لرحمه، ودأبه في إصلاح ذات البين، وأنه كان محبًا ومحبوبًا من الجميع بتواضعه، وحُسن تعامله، وحلاوة وطلاوة لسانه، وجمال كلامه.
    وعلى الصعيد العملي عُرف بأدبه ورزانته وجودة قيادته وحُسن تصرّفه وتعامله الراقي مع طلابه ولين جانبه معهم، فغرس فيهم حبه. كما عرف بأياديه البيضاء للكثير من الذين عاشرهم طالبًا، ومعلمًا، وموجهًا، ومسؤولًا.
    فضلًا عن حبه لأعمال الخير ومساعداته للفقراء، والمساكين، والأرامل، والأيتام، والمرضى. بالإضافة مشاركته في عضوية مجلس إدارة الجمعية الخيرية الاجتماعية بالمدينة المنورة، ومجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وتوليه أمانة مركز حي الحزام.
    كما كان عابدًا وزاهدًا وورعًا ومن مقيمي الصلاة والذاكرين الله كثيرًا إلى آخر لحظات حياته فقد روى قريبه الأستاذ محمد بن جبريل فلاته أنه في ليلة وفاته كان مصرًا على الخروج من المستشفى للذهاب إلى المسجد النبوي لأداء صلاة العشاء والتراويح، لكن صحته لم تكن تسمح بذلك، فصلى في غرفته يؤمه صهره بكري السنوسي، ولم تمض ساعات حتى فاضت روحه إلى بارئها.
    وكان -رحمه الله- قد دون متفرقات من سيرته في لقاءات تلفزيونية وصحفية ذكر فيها إنه ولد في العام 1364هـ (1945م) بحارة الأغوات بالمدينة المنورة.
    وأنه بدأ مسيرته التعليمية وهو في السادسة من عمره (1370هـ/1951م) لتعلم القرآن الكريم بمكتب الشيخ عبد الحميد هيكل بالمسجد النبوي الشريف، وفي كُتَّاب الشيخ جعفر فقيه.
    وفي العام 1371هـ (1953م) التحق بالمدرسة الناصرية التي كانت تقع شمال شرق المسجد النبوي، ثم انتقل إلى المدرسة الفيصلية في العام 1373هـ (1954م) ونال منها شهادته الابتدائية في العام 1376هـ (1957م).
    ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي في العام 1377هـ (1958م) وأكمل فيه دراسته المتوسطة والثانوية وتخرج منه بتفوق في العام 1382هـ (1962م).
    ولشغفه بالعلم الشرعي انتقل إلى مكة المكرمة ليلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي أصبحت لاحقًا جامعة أم القرى، وحصل منها على شهادة (البكالوريوس) في العام 1386هـ (1966م). وكان من بين زملائه الدكتور راشد الراجح الذي أصبح أول مدير لجامعة أم القرى.
    وعقب تخرجه عاد إلى المدينة المنورة وبدأ حياته العملية كمعلم في المرحلة المتوسطة بمدرسة أبو بكر الصديق بمنطقة الجنان في باب المجيدي، وبعدها بعامين انتقل إلى مدرسة عثمان بن عفان بقباء.
    وعندما فُتحت برامج الدراسات العليا في كلية الشريعة بمكة المكرمة تقدم لها فقُبل واستمر فيها أربع سنوات نال فيها الماجستير عام 1392هـ (1972م).
    كذلك تتلمذ على يد جلة من كبار العلماء في الحرمين الشريفين من أبرزهم (حسن محمد مشَّاط، وعبد الله بن محمد بن حميد، والسيد علوي بن عباس المالكي، ومحمد أمين المصري، ومحمد أمين كُتبي، ومحمد نور سيف)، في مكة المكرمة و(حماد بن محمد الأنصاري، وعبد الحميد هيكل، وعبد العزيز بن باز، وعمر محمد فلاتة، ومحمد الأمين الشنقيطي، ومحمد المختار مزيد الشنقيطي) في المدينة المنورة، وحصل على إجازات علمية من بعضهم.
    وابتُعث إلى جامعة الأزهر بالقاهرة التي نال منها شهادة (الدكتوراه) من قسم السنَّة والحديث، في كلية أصول الدين عام 1397هـ (1977م)، عن أطروحته «الوضع في الحديث»، بإشراف الدكتور مصطفى أمين التازي.
    وبعد عودته عُين عضوًا في هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز (شطر مكة)، ثم تم تكليفه برئاسة قسم الشريعة حتى أواخر العام 1399هـ، ثم انتقل إلى المدينة المنورة وانضم للعمل في قسم الشريعة بكلية التربية فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة، ثم قسم الدراسات الإسلامية ثم وكيلاً للكلية، وفي العام 1403هـ أصبح عميدًا لها، خلالها شارك في مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات المملكة المختلفة، وعضوية اللجنة الدائمة للمناهج بجامعة الملك عبد العزيز.
    وعندما أحيل إلى التقاعد في العام 1414هـ (2005م) عمل عميدًا للمعهد العالي للأئمة والخطباء، وأستاذًا غير متفرغًا.
    وعن تدريسه في الحرمين الشريفين روى -رحمه الله- أنه بعد عودته من القاهرة احتاجت الرئاسة العامة لتدريس بعض المشايخ في المسجد الحرام، فرُشح من كلية الشريعة بمكة المكرمة، وبدأ التدريس في الحديث بكتاب «سبل السلام»، وبحكم انتقال عمله إلى المدينة المنورة في العام 1401هـ أصبح مدرسًا في المسجد النبوي الشريف بعد موافقة لجنة المسجد النبوي (الشيخ عبد الله الزاحم، الشيخ عبد الله الخربوش الشيخ عطية، والشيخ حماد، والشيخ عمر محمد فلاته، والشيخ محمد ثاني) وفي العام 1411هـ صدر الأمر السامي بتثبيته في التدريس واستمر فيه حتى أخر حياته.
    وأجد من المناسب أن أدعو العارفين ممن عايشوه من أهل الاختصاص بتدوين وتوثيق سيرته ونشرها للانتفاع بها، والأخذ باقتراح الكاتب والمؤرخ والجغرافي د.تنيضب الفايدي في نعيه للفقيد بأن تخصص الجامعات في المدينة المنورة كراسي علمية تعتني بسيرته وما قدم لهذه المدينة المباركة.
    سائلًا الله العلي القدير أن يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

    رابط المقال على مجلة اليمامة

    Share
  • التقرير الأسبوعي 115/116 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 115/116 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 116 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني متضمنًا الأسبوع 115 والذي سأخصصه لتقديم ملخص إحصائي عن حركة الموقع لشهر مارس لعام 2024م بمناسبة انتهائه وأعلى 10 مواضيع مشاهدة فيه.

    حيث تم نشر (6) مواد خلال الشهر، وبلغ إجمالي زوار الموقع (613) زائر منهم (‎64%) من المملكة العربية السعودية، و(12%) بولندا، (7%) مصر، (‎2%‎) الولايات المتحدة الأمريكية، (2‎%) الأردن، (1%) العراق و(12%) من دول أخرى.

    وتصفح الموقع (75‎%) من الزوار عبر الجوال، و(24‎%‎) عبر الحاسب الآلي، و(1‎‎‎%) عبر الأجهزة اللوحية (تابلت).

    وقد حقق مقال «رباه كفارتي عن كل معصية» أعلى مشاهدة، وممن علقوا عليه صاحب الحساب TYY Gbo على منصة X بقوله “الشاعر طاهر زمخشري – يرحمه الله- صاحب القصائد (الحمراء والصفراء والخضراء) على حد قوله هو! شاعر متمكن في جميع المجالات، ولو أخذنا هذا الجزء؛ لعرفنا قيمة الشاعر الأدبية

    إيه يا نفس أنيبي إلى الله ثم توبي

    وإذا وسوس شيطاني بإثم لا تجيبي

    واذكري الله ففي صوتك تكفير ذنوبي”

    واحتل مقال «أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا» المركز الثاني، تلاه مقال «أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى» في المركز الثالث.

    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:

    1- رباه كفارتي عن كل معصية
    عدد المشاهدات: 112 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/yhez

    2- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 77 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    3- أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى
    عدد المشاهدات: 78 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/dv2n

    4- يا ضمير الإنسان في اليوم العالمي للشعر 2024
    عدد المشاهدات: 71 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/y718

    5- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
    عدد المشاهدات: 59 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/d19k

    6- التقرير الأسبوعي 111/110/109 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 52 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/mrqs

    7- التقرير الأسبوعي 112 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 50 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/ydtz

    8- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
    عدد المشاهدات: 47 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/sd3i

    9- الاحتواء المثالي
    عدد المشاهدات: 46 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/da5r

    10- من أنا
    عدد المشاهدات: 46 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/aboutme

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
  • إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة 47 عام من التدريس بالحرمين الشريفين

    إضاءات على مناقب وحياة العلامة المحدث عمر حسن فلاتة 47 عام من التدريس بالحرمين الشريفين
    Share

    مع روحانية ثاني جمعة من رمضان 1445هـ وعلى غير عادتي تفقدت حسابي على الواتساب قبل ذهابي إلى الصلاة، وإذا بي أفاجئ برسالة من أحد معارفي بنبإ وفاة العلامة المحدث المدرس بالمسجد النبوي الشريف والمأذون الشرعي وعميد كلية التربية فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة الأسبق فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن حسن عثمان فلاته.

    فكان ذلك بمثابة فاجعة بالنسبة لي حيث كنت على تواصل معه ومتابعة منه لمشروع أدبي ثقافي عهد إلى بتنفيذه، فضلًا عن المعرفة الأسرية التي ربطتني به.

    فرأيت أنه من واجبي أن أسطر شيئًا مما عرفته عنه وعن مناقبه وأعماله، من باب اذكروا محاسن موتاكم، وفاء له وبرًا به، وتخليدًا لذكراه.

    مناقبه وأعماله

    لقد أجمع كل من عرفوه من أهله وأقاربه وزملائه وأصدقائه على دماثة خُلقه وطيب ولطف معشره، وصلته لرحمه، ودأبه في إصلاح ذات البين، وأنه كان محبًا ومحبوبًا من الجميع، ويشعرك بأنك قريب إلى نفسه بتواضعه، وحُسن تعامله، وحلاوة وطلاوة لسانه، وجمال كلامه.

    وقد التمست ذلك شخصيًا من صوته الرقيق والحنون الذي لا يزال يلامس مسامعي عندما هاتفني بشأن مشرعه الأدبي، ثم تعزيتي في وفاة العم هاشم زمخشري، وفي وفاة العم محمد المدني.

    وعلى الصعيد العملي عُرف بأدبه ورزانته وجودة قيادته وحُسن تصرّفه وتعامله الراقي مع طلابه ولين جانبه معهم، فغرس فيهم حبه. كما عرف بأياديه البيضاء للكثير من الذين عاشرهم طالبًا، ومعلمًا، وموجهًا، ومسؤولًا. وقد أفنى جل حياته في طلب العلم والتعليم والدعوة والإرشاد والتدريس في الحرمين الشريفين لنحو 50 عامًا، وخلف إرثًا علميًا بلغ أكثر من 4600 درس رفعت في تسجيلات صوتية على بوابة الحرمين الشريفين، تضمنت شروحًا لأمهات الكتب، وعلوم الحديث والعقيدة والشريعة، فضلاً عن مشاركاته في دورات أعدتها رابطة العالم الإسلامي في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتقديمه للعديد من الأحاديث والندوات العامة والموسمية في التلفزيون والإذاعة، منها برنامج ندوة الكتاب في إذاعة نداء الإسلام.

    علاوة على إصداره عدة مؤلفات منها «الوضع في الحديث» الذي طبع في 3 مجلدات في عدة طبعات وهو موضوع أطروحته للدكتوراه التي حازت على شهرة واسعة واحتفا بها العلماء وانتفع بها طلبة العلم، وأصبحت مصدرًا مهمًا في بابها، «جامع التحصيل لأحكام المراسيل»، للحافظ العلائي، دراسة وتحقيق (رسالة الماجستير)، الحديث الحسن مُطلقًا ومُقيَّدًا عند الإمام الترمذي، الشرح المُكمَل في نسب الحسَن المُهمَل، لأبي موسى المَديني الأصبهاني (تحقيق)، معلِّمو المسجد النبوي الشريف، بالاشتراك مع عبد الوهَّاب زمان، وعدنان درويش جَلُّون. وله ثبت يجيز به طلاب العلم عنونه بـ (تحفة الحرمين الشريفين بعوالي أسانيد ومرويات وإجازات الشيوخ الراسخين: ثبت الشيخ أبي ميسون عمر الفلاني المدني).

    فضلًا عن حبه لأعمال الخير حيث ساهم في العام 1411هـ مع مجموعة من الخيرين من أبناء المدينة المنورة من أصول غرب أفريقية في تأسيس «الوقف الخيري للمواطنين المدنيين التكارنة»، ورخص من الهيئة العامة للأوقاف برقم (7035033336)، ورأس مجلس إدارته حتى وفاته. والذي من خلاله تم تقديم مساعدات لمئات الفقراء، والمساكين، والأرامل، والأيتام، والمرضى. بالإضافة مشاركته في عضوية مجلس إدارة الجمعية الخيرية الاجتماعية بالمدينة المنورة، ومجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وتوليه أمانة مركز حي الحزام.

    ومن أجمل ما عُرف عنه سعيه للتحلي بأخلاق القرآن ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وحبه للمدينة المنورة وصلته الوثيقة بأهلها وتاريخها ومتابعته لكل ما يكتب وينشر عنها، فاختير ضمن المجلس العلمي لموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة. واستمر في ذلك إلى آخر حياته رغم تقدمه في السن وضعف بصره.

    كما كان عابدًا وزاهدًا وورعًا ومن مقيمي الصلاة والذاكرين الله كثيرًا إلى آخر لحظات حياته فقد روى قريبه الأستاذ محمد بن جبريل فلاته أنه في ليلة وفاته كان مصرًا على الخروج من المستشفى للذهاب إلى المسجد النبوي لأداء صلاة العشاء والتراويح، لكن صحته لم تكن تسمح بذلك، فصلى في غرفته يؤمه صهره بكري السنوسي، ولم تمض ساعات حتى فاضت روحه إلى بارئها.

    فعسى ذلك أن يكون من مبشرات حسن خاتمته حيث توفي في الثلث الأخير من ليلة ثاني جمعة في رمضان (12 رمضان 1445هـ – 22 مارس 2024م) عن عمر ناهز 80 عامًا بعد معاناة مع المرض، وصلى عليه عشرات آلاف المصليين بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، وشُيع من قبل آلاف المشيعين يتقدمهم علماء وأئمة ومؤذنو ومدرسو المسجد النبوي، وأهله وذويه، وزملائه وأصدقائه وتلاميذه، ودفن في بقيع الغرقد بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنال -بإذن الله- فضل الموت في المدينة المنورة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن استطاعَ أنْ يموتَ بالمدينةِ فليمتْ فيهَا، فإِنِّي أشفعُ لمَن يموتُ بهَا» رواه أحمد، والترمذي، وابن حبان وصححاه، وابن ماجة، وغيرهم.

    وفي غضون ذلك قدم رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، باسمه واسم أئمة ومؤذني وعلماء وخطباء ومُدرسي الحرمين الشريفين تعازيه لأسرة الفقيد وصادق المواساة في وفاته بصفته أحد كبار علماء ومُدرسي المسجد النبوي الشريف.

    ورثاه أستاذ الفقه المقارن والدراسات القرآنية في المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة د. محمد يحيى غيلان بمرثية مما جاء فيها:

    ان العلوم وأهلها قد فارقوا*شيخا كبيرًا في البقيع سيقبرُ

    في مسجد المختار كان قد ابتدا*في همة يسعى بها يتَصبُّر

    أخذ العلوم عن المشايخ عصبة*كانت ضياءً في المعارف أبحرُ

    فمضى على نفس الطريق هداية*يوصي بها شيخٌ وآخرُ ينشرُ

    في نصف قرن أو قريب درسُه*في المسجدين من الهداية يَنشرُ

    يمضي مع التعليم في إصلاح ما  *** يَسْطيع في كل اتجاه يَعمُرُ

    وَسَطُ التوجه فالغلو عدوه *** يدعو إلى الدين الحنيف ويَنْصُرُ

    كسب القلوب وفي المدينة مشهدٌ *** ينبي عن السير الحميد ويُسفرُ

    رحم الإله عن الجميع فقيدنا *** وأتاه في القبر النعيم ويَجبُرُ

    وجزاه ربي بالحديث مثوبة *** عد الحروف بما يقول ويُخبِرُ

    ويصاحب المختار والصحبَ الأولى *** نصروا الإله وثابروا وتصبَّروا

    مقتطفات من سيرة حياته

    كان -رحمه الله- قد دون متفرقات من سيرته في لقاءات تلفزيونية وصحفية ذكر فيها أن أصوله تعود إلى قبائل الفلان المعروفة أيضًا بالفلاتة التي نشأت نتيجة المصاهرة بين القبائل الأفريقية والعرب الذين ذهبوا إلى غرب أفريقيا إبان الفتوحات الإسلامية، ومنهم عقبة بن نافع -رضي الله عنه- لذلك تجد أن أكثر من 50% إلى 60% من لهجتها من كلمات ذات أصول عربية. وهي تنتشر على امتداد الغرب الأفريقي من موريتانيا إلى السودان واشتهرت بالعمل في الرعي.

    وأن جده الشيخ عثمان هاجر إلى المدينة المنورة في العهد العثماني وانخرط في جيشه وتوفي إثر إصابة لحقت به لذلك نشأ والده يتيمًا فكفله عددًا من أصدقاء والده.

    وعن ولادته قال -رحمه الله- إنه ولد في العام 1364هـ/1945م بحارة الأغوات بالمدينة المنورة (أغوات الحرم المدني) التي كانت تقع شرقَ المسجد النبوي بين المسجد والبقيع وأصبحت الآن ضمن ساحة المسجد النبوي.

    وأنه الخامس بين إخوته، وحرص والده على تعليمه فألحقه حينما بلغ السادسة من عمره (1370هـ/1951م) لتعلم القرآن الكريم بمكتب الشيخ عبد الحميد هيكل بالمسجد النبوي الشريف، وفي كُتَّاب الشيخ جعفر فقيه والد الوزير أسامة فقيه وزير التجارة السعودي الأسبق.

    وفي العام 1371هـ (1953م) التحق بالمدرسة الناصرية التي كانت تقع شمال شرق المسجد النبوي، واستمر فيها لمدة عامين ثم انتقل إلى المدرسة الفيصلية في العام 1373هـ (1954م) لقربها من مسكنه ونال منها شهادته الابتدائية في العام 1376هـ (1957م).

    ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي في العام 1377هـ (1958م) وأكمل فيه دراسته المتوسطة والثانوية وتخرج منه بتفوق في العام 1382هـ (1962م).

    ولشغفه بالعلم الشرعي انتقل إلى مكة المكرمة ليلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي أصبحت لاحقًا جامعة أم القرى، وحصل منها على شهادة (البكالوريوس) في العام 1386هـ (1966م). وكان من بين زملائه الشيخ عيسى علي العكاس، والدكتور راشد الراجح الذي أصبح أول مدير لجامعة أم القرى، والشيخ صالح العبود الذي أصبح لاحقًا مديرًا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

    وعن تلك الفترة روى -رحمه الله- في لقائه الصحفي مع صحيفة المدينة (29 أبريل 2011م) “واصلت الدراسة في مكة لمدة أربع سنوات، وتخرجت عام 1386هـ، وكانت كلية الشريعة في مكة في تلك الفترة تركز على التعليم، وكان هناك نشاط رياضي وثقافي على مستوى محاضرات وصحف لكن كان تركيزي على الدروس الشرعية.. حتى أثناء دراستي في كلية الشريعة في مكة كنت ملتحقًا في حلقات دروس المسجد الحرام ودرست على يد كل من الشيخ السيد علوي المالكي (الأب)، والشيخ محمد أمين كتبي كان يدرسنا اللغة العربية، والشيخ محمد نور سيف، والشيخ حسن مشاط هؤلاء كانوا مشايخ الحرم في ذلك الوقت، فالتحقت بحلقاتهم بالإضافة إلى بعض الأساتذة الذين تطوعوا لتدريسنا مثل الشيخ محمد علي الصابوني الذي فتح لنا دراسة في علم المواريث”.

    وعقب تخرجه عاد إلى المدينة المنورة وبدأ حياته العملية كمعلم في المرحلة المتوسطة بمدرسة أبو بكر الصديق بمنطقة الجنان في باب المجيدي، وبعدها بعامين انتقل إلى مدرسة عثمان بن عفان بقباء. وفي تلك الأثناء (1389هـ) تزوج من ابنة الشيخ بكر آدم التي أنجبت له 6 بنات أكبرهن ميسون التي يكنى باسمها (أبو ميسون).

    وعندما فُتحت برامج الدراسات العليا في كلية الشريعة بمكة المكرمة لم يفوت تلك الفرصة التي كانت شغفه فتقدم لها فقُبل واستمر فيها لأربع سنوات نال فيها الماجستير (1392هـ/1972م) عن تحقيقه ودراسته لكتاب «جامع التحصيل لأحكام المراسيل» للحافظ العلائي. كأول طالب تُناقش رسالته للماجستير في المملكة، فكان حدثًا هامًا حظي بتغطية إعلامية واسعة ومتابعة من قبل وزير المعارف آنذاك حسن بن عبد الله آل الشيخ -رحمه الله- الذي حضر المناقشة شخصيًا مع عدد من الوزراء، ولفيف من كبار العلماء والمتخصِّصين والأعيان. ومن أبرز العلماء الذين انتفع بهم في تلك المرحلة الشيخ المصري عبد العظيم الغباشي الذي درسه التفسير وعلوم القرآن.

    كذلك تتلمذ على يد جلة من كبار العلماء في الحرمين الشريفين من أبرزهم (حسن محمد مشَّاط، وعبد الله بن محمد بن حميد، والسيد علوي بن عباس المالكي، ومحمد أمين المصري، ومحمد أمين كُتبي، ومحمد نور سيف)، في مكة المكرمة و(حماد بن محمد الأنصاري، وعبد الحميد هيكل، وعبد العزيز بن باز، وعمر محمد فلاتة، ومحمد الأمين الشنقيطي، ومحمد المختار مزيد الشنقيطي) في المدينة المنورة، وحصل على إجازات علمية من بعضهم.

    وكان حصوله على الماجستير محفزًا قويًا لمواصلة دراساته العليا فابتُعث إلى جامعة الأزهر بالقاهرة التي نال منها شهادة (الدكتوراه) من قسم السنَّة والحديث، في كلية أصول الدين عام 1397هـ (1977م)، عن أطروحته «الوضع في الحديث»، بإشراف الدكتور مصطفى أمين التازي.

    ليعود بعدها إلى وطنه فقدم أوراقه في 7 شوال 1397هـ للعمل بجامعة الملك عبد العزيز (شطر مكة) التي أصدرت على الفور قرار تعيينه كعضو هيئة تدريس، وفي العام التالي كلف برئاسة قسم الشريعة حتى أواخر العام 1399هـ حيث انتقل فيه إلى المدينة المنورة وانضم للعمل في قسم الشريعة بكلية التربية فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة، ثم قسم الدراسات الإسلامية ثم وكيلاً للكلية ثم عميدًا لها في العام 1403هـ، خلالها شارك في مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات المملكة المختلفة، وعضوية اللجنة الدائمة للمناهج بجامعة الملك عبد العزيز.

    وعندما أحيل إلى التقاعد في العام 1414هـ (2005م) عمل عميدًا للمعهد العالي للأئمة والخطباء، وأستاذًا غير متفرغًا.

    47 عام من التدريس في الحرمين الشريفين

    بعد عودته من القاهرة متوجًا بشهادة الدكتوراه حظي بأكبر شرف يتمناه وهو الجلوس على كرسي التدريس في الحرمين الشريفين، حيث درَّس في الفترة من عام 1398هـ إلى 1400هـ في المسجد الحرام، ثم في المسجد النبوي الشريف من عام 1401هـ إلى أواخر حياته.

    فضيلة الشيخ الدكتور عمر حسن فلاتة أثناء تقديم أحد دروسه بالمسجد النبوي الشريف ويظهر بجواره الشيخ محمد أيوب -رحمهما الله-

    وعن ذلك روى -رحمه الله- في لقائه التلفزيوني مع قناة المجد “بعدما رجعت من القاهرة احتاجت الرئاسة العامة لتدريس بعض المشايخ في المسجد الحرام خاصة في أيام الموسم، فرشحت من كلية الشريعة بمكة المكرمة وكان ممن رشحني فضيلة الدكتور راشد الراجح للتدريس، واستمريت في التدريس في الحديث وبدأت بكتاب «سبل السلام» وأتاحوا لي فرصة أن أدرس ما أوقفوني واستمريت على هذا إلى أن كان انتقالي من مكة إلى المدينة، وكان إذ ذاك الرئيس الشيخ محمد بن عبد الله السبيل -رحمه الله- في العام 1401هـ فطلبت منه أن يأذن لي بأن أستمر في التدريس في المدينة، فكتب للمشايخ في المدينة من باب التعاون وكانت لفتة كبيرة منه فكتب لهم بأن هذا درس عندنا وإذا رأيتم أنه يصلح لكم استفيدوا منه، فقدمت الطلب في المدينة وكان في ذاك الوقت نائب رئيس المسجد النبوي الشيخ عبد الله العقلة -رحمه الله- فقال لي أنا من ناحيتي ما عندي مانع لكن شوف لجنة المسجد النبوي وكان يرأسها الشيخ عبد الله الزاحم -رحمة الله- والشيخ عبد الله الخربوش والشيخ عطية والشيخ حماد والشيخ عمر والشيخ محمد ثاني كل هؤلاء أعضاء في اللجنة، فلما قدمت لهم الطلب وافقوا بالإجماع على أن أُدرِّس وبدأت من ذلك الوقت ثم في العام 1411هـ صدر الأمر السامي بالإذن للتدريس لعدد من الأساتذة في المسجد النبوي وكنت من ضمن الذين ذكر اسمهم ولله الحمد”.

    ومن لطيف ما ذكر أنه اختار موقع كرسيه في أواخر المسجد النبوي تأدبًا مع مشايخه بأن لا يتقدم عليهم وبعد وفاة الشيخ عمر محمد فلاته -رحمه الله- استأذن أن يجلس مكانه من باب إحياء ذكره واستكمال دروسه واستمرار أجره، فصادف أن تقرر تأخير كراسي التدريس لإتاحة الفرصة للزائرين في الروضة الشريفة، فاستمر في مكانه ويتنقل كرسيه حسب ما يطلب منه في أيام المواسم.

    خاتمة مشاريعه الأدبية

    لعلي كنت من قلائل المحظوظين الذين ارتبطوا معه في أواخر حياته بمشروع أدبي بعدما وقع اختياره عليَّ وتعاقد معي لإصدار كتاب ورقي وضع له عنوان مبدئي «التَّعريف بالمُواطنين المدنيين التَّكارِنة: الآباء والذُّرِّيَّة» عبر شركة سطور للنشر بجدة لصالح الوقف الخيري للمواطنين المدنيين التكارنة الذي كان يرأسه قبل وفاته -رحمه الله-.

    وهو مشروع عكف على إعداده لفترة طويلة مع مجموعة من العارفين من أعضاء الوقف جمع خلاله تراجم 75 شخصية من العُلماء والمُعَلِّمين والمُوظَّفين والحِرَفيين، وغيرهم ممَّن وُلِدُوا أو سكنوا المدينة المنورة قبل عام 1351هـ ذوي الأصول غرب أفريقية، ضمنها الجوانب الاجتماعية لكل شخصية (الاسم واللقب والقبيلة والكُنية، والولادة والنشأة والسُّكنى، والجانب التَّعليمي، والمهنة والعمل، والإنجازات، والزواج والأبناء، وأبرز الصفات الشخصية، وتاريخ ومكان الوفاة).

    وعين لجنة للمتابعة معي لإنجاز المشروع الذي بدأته في 25 شعبان 1445هـ وكان من المفترض أن أنتهي منه بنهاية شهر رمضان المبارك على أن يدشن في حفل العيد السنوي الذي ينظمه الوقف على شرف فضيلته -رحمه الله- لكن شاء الله أن يُتوفى قبل أن يرى مشروعه.

    فاسأل الله أن يعيننا على إتمام هذا المشروع وتجييره له كعلم نافع ينتفع به بعد الممات كما جاء في الحديث الشريف «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.

    وفي هذا السياق أقترح على الأخوة العارفين من أعضاء الوقف بالعمل على تدوين وتوثيق سيرته ونشرها للانتفاع بها وتخليد ذكراه، وبناء مسجد باسمه في أحد أحياء أو قرى أو هجر المدينة المنورة المحتاجة لذلك. وأضم صوتي إلى ما أقترحه الكاتب والمؤرخ والجغرافي الدكتور تنيضب الفايدي في راسلته المنشورة عبر الواتساب بأن تخصص الجامعات في المدينة المنورة كراسي علمية تعتني بسيرته وما قدم لهذه المدينة المباركة.

    سائلًا الله العلي القدير أن يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. 

    Share
  • يا ضمير الإنسان في اليوم العالمي للشعر 2024

    يا ضمير الإنسان في اليوم العالمي للشعر 2024
    Share

    تصادف اليوم العاشر من رمضان 1445هـ مع اليوم العالمي للشعر 2024 الذي يحتفل به العالم في 21 مارس من كل عام. بناء على قرار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» خلال دورته الـ 30 المنعقدة في باريس عام 1999، بهدف دعم التنوع اللغوي ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير. كذلك دعم دور النشر الصغيرة، ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام، بحيث لا يُنظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلًا قديما من أشكال الفن. وهو فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية. وتعزيز تدريس الشعر وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى.

    ولتزامن هذه المناسبة مع شهر رمضان المبارك فقد اخترت لهذه الحلقة من «كلام رمضان» قصيدة «يا ضمير الإنسان» التي نظمها الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- في شهر رمضان 1393هـ/1973م بمناسبة حرب (العاشر من رمضان).

    وهي رابع الحروب العربية مع إسرائيل التي سجلوا فيها انتصارًا تاريخيًا ومهدت لتحرير سيناء بعبور الجيش المصري قناة السويس وهدم خط بارليف.

    وفي هذا السياق أورد بعضًا مما كتبته عن الحرب وظروف كتابة القصيدة في الجزء الأول من كتابي رحلتي عبر السنين تحت عنوان «دراستنا في رمضان وحرب أكتوبر 1973م» “شهد رمضان ذلك العام حراكاً وأحداثاً سياسية كبيرة ارتبط بها عامة المجتمع بما في ذلك نحن في البيت والمدرسة، وهي اندلاع حرب 10 رمضان – 6 أكتوبر 1973م التي نشبت بين العرب وإسرائيل، واستمرت طوال شهر رمضان، وكنا نتابع أخبار الحرب ومجرياتها مما نسمعه من حولنا من الكبار في البيت والمدرسة عن انتصارات العرب المتتابعة على إسرائيل، وبلغت ذروة تفاعلنا مع الحرب عندما سمعنا عن الموقف البطولي للملك فيصل بن عبد العزيز -يرحمه الله- بإيقاف تصدير البترول إلى أمريكا والدول المتحالفة مع إسرائيل دعمًا لموقف العرب في الحرب.

    وكنت شاهداً على تفاعل الأسرة وبابا طاهر «الأديب طاهر زمخشري» مع الحرب وهم يتابعون بشكل يومي صوت العرب من القاهرة وأخبار التلفزيون السعودي وكيف عكف بابا طاهر على كتابة قصائد شعرية عنها، وإشراكه لكل من حوله فيها من خلال اطلاعهم عليها بقراءتها عليهم قبل نشرها، أما أنا فلم أكن على وعي أدبي كافٍ يمكنني من إدراك معاني تلك الأشعار، ولكن كنت أعي مشاعر وأحاسيس بابا طاهر ومدى حماسه مع الحرب”.

    ومن اللافت للانتباه هو تزامن العاشر من رمضان هذا العام مع اليوم 167 من الحرب على غزة التي اندلعت في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» وأسفرت حتى الآن بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأرض الفلسطينية المحتلة عن استشهاد أكثر من 31,819 وإصابة 73,934 فلسطينيًا ومقتل أكثر من 1,200، وإصابة 5,432 إسرائيليًا بما في ذلك الرعايا الأجانب، وتدمير أكثر من 70,000 وحدة سكنية في قطاع غزة وتهجير 1.7 مليون من أهليها،  في ظل غياب الضمير الإنساني الذي ناداه الأديب -رحمه الله- في قصيدته «يا ضمير الإنسان» التي نظمها من (44) بيتًا شعريًا، ومهرها بـ “إلى الجندي العربي الباسل الذي شارك في حرب رمضان المبارك” وفيما يلي القصيدة كاملة كما نشرها في ديوانه «الشِّراع الرَّفَّاف1974م/1394هـ».

    يا ضميرَ الإنسانِ إنّ دمانا *** قد تلظَّتْ مسعورة في حمانا

    تطلبُ الثأر صارخا من طُغَاةٍ *** دَنَّسو الأرضَ غدرة لا طعانَا

    وتباهَوْا بأنَّهم قد أصَابُوا *** ما أرَادُوا فألجموا خُذْلاَنَا

    بعدَ أنْ أرهَفُوا العدَاءَ سلاحا *** زاده الحقدُ فيهمُ عُنْفُوَاَنَا

    كُبْكُبُوا في جهنَّمَ أشعلُوها *** وارْتَمَوْا في لَهيبهَا عيدَانَا

    والريَاحُ التي تُصْفرُ فيهمْ *** بعويلٍ يَسْتَنْجدُ الأَعوَانَا

    أيُ عَوْنٍ لهمْ سوَى الشر يهذِي *** حين ضاقَتْ به الحياةُ مَكَانَا

    ذَرّهُمْ كالهباء في كلِ صقْع *** حوّل الذّر منهمُ ديدانَا

    وأفاقُوا على النِّدَاء تَعَالَى *** الوَغَى تُرْجعُ الصدَى نيرَانَا

    فالإباءُ الذي يزمجرُ فينا *** حوّلتْهُ ثَاراتُنَا طُوفَانَا

    وانبرَى يُرسلُ الكتائبَ أمواجا *** ويمتدُ باللهَّيب لساَنا

    يُعلنُ النَّاسَ أنَّنَا قد كَتَبْنَا *** بدماء المجاهدين البَيَانَا

    ليعيدَ الخطابَ فَصْلٌا بأنَّا *** قد قَهرْنا كوعدنا الطُّغْيانَا

    فالطغاةُ الأُولى يريدونَ قَسْرا *** إنْ يُقيمُوا على ثَرَانَا كيَانَا

    شُرِّدُوا قُتلوا وراحوا حيَارَى *** يتعاوَوْنَ أيْنَ نلقى الأَمانَا؟

    “فالدّمار الذي نشرنا على الأَرضِ          رمانا بهولهِ وَطَوَانَا”

    “والفناءُ الذي يكشِّر نَابا *** لاكَ منَّا الأرواحَ والأَبدانَا”

    “فانتثرنا على الأَديم حُطَاما *** وانتشرنا على الفَضَاء دُخَانَا”

    “فلذَاتُ الأَكبادِ منَّا فتَاتٌ *** راحَ يبكي نثَارُه قَتْلانَا”

    “جيفٌ أَنْتَنَتْ فَعَاث بهَا البومُ ، وكانتْ جلُودُهَا أكفانَا”

    “ومن اللَّعنة التي طَارَدَتْنَا       *** قد لَقينا من الأَنَام الهَوانَا”

    “والوَغَى لا تزالُ تفغرُ فاهَا *** بعد أنْ صبَ هولُها ما دهانَا”

    “أهمُ العربُ أم أبالسُ حَرْبٍ *** قد أجادَوا من فنِّه ألوانَا”

    “وهيَ عَشْوَاءُ قد أدَارُوا رحاها *** ثم خاضوا غمارها شُجْعَانَا”

    “والبطولاتُ فيهمُ تصنعُ النَّصرَ *** وتحمي الذّمارَ والأوطانَا”

    ***

    يا ضميرَ الإنسَان إنَّا كما كُنَّا *** نُلَبي الندَاءَ إنْ مَا دَعَانَا

    نقهرُ الصعْبَ لا نُريدُ عداء *** ونعّدُ الرّدى لمنْ عادانَا

    ونشيدُ السَّلاَم صَرْحا على القوّة *** يبقَى موطّدا أركانَا

    لا هُراء كما يريدُ التَّلاَحي *** بل نضَالا نُجيدُ فيه الطِّعانَا

    نتحدَى إذَا تمادَى التَّعَدى *** أوْ يماري من رَامَنَا عُدْوَانَا

    والسلاَمُ الإسْلاَمُ وهو لوَاءٌ *** قد بَسَطْنَا من حوله الْإَيْمَانَا

    وانتفَضْنَا نُذُودُ عنه ونمضي *** في طريقٍ مُمَهَّد لخُطَانَا

    كلُّنَا يحملُ الكتَابَ سلاَحا *** وهو ما زالَ في الوَرَى فُرْقَانَا

    وحَدّتْنَا آيَاتُه وأنَارَتْ *** كلَ درب نرُودُه إخْوانَا

    لا شقاقٌ كمَا يَظُنُ الأَعَادي *** بل وفاقٌ به بلغنا منانَا

    فإذَا نحنُ أُمَّةٌ ترهفُ العَزْم *** وتُعْطي بحده البُرْهانَا

    من قديمٍ بنا الليَّالي تُغَنِّي *** والصَّدَى لا يزالُ يُشْجي الزمانَا

    وبخضر الربى وفي عُمْق سينا *** وبجولاننَا وأعلى ذُرانا

    الفدَاءُ الذي بَذَلْنَا دمَاء *** لمْ يَكُنْ غيرَ قَطْرَة من دمانَا

    أخْضَبَتْ منهُ أرضُنَا فَجنَيْنَا *** والمحاصيلُ من جسوم عِدانَا

    وإلى نصرنَا المسيرَة نَمْضي *** والبراهينُ في طريق سُرَانَا

    نُشْهدُ الله والملائكَ أَنَّا *** ما اندَفَعْنَا نُريدُ من وَالانَا

    فمنَ القائد المظفر فينَا *** اقْتَبَسْنَا الإخْلاَصَ والإيمانَا

    فيصَلُ العرب من حمَى حَوزة *** الدين بما في يمينه وافتدانَا

    Share
  • التقرير الأسبوعي 114/113 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 114/113 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 113 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني متضمنًا الأسبوع 114 والذي أظهر أن الحلقة الأولى من سلسلة كلام رمضان في موسمها الخامس «رباه كفارتي عن كل معصية» قد حققت أعلى مشاهدة. وعلق عليها الكاتب الأستاذ خالد هاشم العباسي على حسابه في منصة X بقوله “موضوع بديع يسلط الضوء على الشعر في حضرة شهر رمضان المبارك”.
    واحتل مقال «أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا» المركز الثاني. تلاه مقال «أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى» في المركز الثالث.
    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:
    1- رباه كفارتي عن كل معصية
    عدد المشاهدات: 72 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/yhez

    2- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا
    عدد المشاهدات: 43 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/7o9b

    3- أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى
    عدد المشاهدات: 35 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/dv2n

    4- التقرير الأسبوعي 112 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 32 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/ydtz

    5- المروتين بين المعلومة المغلوطة والصواب
    عدد المشاهدات: 27 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/d19k

    6- التقرير الأسبوعي 111/110/109 لأعلى 10 مشاهدة
    عدد المشاهدات: 20 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/mrqs

    7- مروا من هنا | طاهر زمخشري أول من أطلق اسم عروس البحر الأحمر على جدة
    عدد المشاهدات: 20 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/g5s3

    8- من أنا
    عدد المشاهدات: 19 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/aboutme

    9- معايير وشروط ترشيح أعضاء المجالس الاستشارية لذوي الإعاقة
    عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/ukfx

    10- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري
    عدد المشاهدات: 18 مشاهدة
    https://mohammedbellow.com/sd3i

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
  • رباه كفارتي عن كل معصية

    رباه كفارتي عن كل معصية
    Share

    كما جرت العادة بأن أطل عليكم في مثل هذا الوقت من كل عام. عبر هذه النافذة «كلام رمضان» بمواضيع ثقافية عامة مرتبطة بشهر رمضان المبارك. والتي أبدئها في عامها الخامس بتهنئتكم بالشهر الكريم والدعاء بأن يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال. وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليُمن والبركات.

    وكنت مقررًا أن أخصص حلقات هذا العام للحديث عن موائدنا الرمضانية وفرص الاستفادة منها من خلال إعادة التدوير لبعض المنتجات عالية الاستهلاك في هذا الشهر وذات قيمة اقتصادية كنوى التمور الذي له فوائد صحية للإنسان والحيوانات والنباتات، وإعادة تدوير للمواد البلاستيكية المستهلكة في موائد الإفطار كقناني الماء والصحون، والملاعق، والشوك، وغيرها.، بالإضافة إلى زيوت الطهي كأحد موارد الطاقة المتجددة

    لكن منشورًا للإعلامي القدير الدكتور أحمد العرفج على حسابه في منصة X

    ذكرني بما كنت اقترحته رمضان الماضي في مقالي «كلام رمضان: مع أدونيس في ليلة تحري هلال رمضان» بأن يخصص احتفال المملكة بيوم الشعر العالمي العام القادم عن «رمضان في الشعر العربي» خصوصًا وأنه سيتزامن مع منتصف شهر رمضان 1445هـ (21 مارس 2024م).

    لذا؛ قررت أن آخذ على عاتقي تسليط الضوء على بعض الابتهالات الدينية التي كتبها الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- واشتهرت وراجعت في رمضان على مدى عقود، وتغنى بها عدد من الفنانين العرب في المواسم الرمضانية فأصبحت من ضمن الشعر العربي المعاصر المرتبط برمضان.

    وفي أولى حلقات هذا العام سأتناول قصيدة «رباه» وما جمعته من معلومات عنها فهي أول وأشهر قصيدة دينة تُغنى له، نظمها من 13 بيتًا شعريا، ونشرها في ديوانه «أغاريد الصحراء» في العام 1378هـ/1958م وقررت ضمن مادة النصوص في المناهج الدراسية للمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية.

    وكان الجسيس الراحل سعيد أبو خشبة رحمة الله قد اختار منها 12 بيتًا ولحنها وأداها بطريقة المجس الحجازي على مقام البنجكاه ببراعة وإبداع مطلق النظير أوصل من خلاله مشاعر ووجدان الزمخشري الروحانية إلى آذن وقلوب المستمعين. بصحبة فرقة الإذاعة التي كونها الزمخشري آنذاك من (محمد علي بوسطجي عازف عود، وسليمان شبانة «الدكتور» عازف كمان، وسعيد شاولي عازف كمان، وحمزة مغربي عازف قانون، والهرساني عازف ناي، وعبد المجيد الهندي ضابط إيقاع).

    وما أضفى على الأداء جمالًا هو تناوب العزف المنفرد بين آلة القانون تارة واله العود تارة أخرى وكأنهما تحلقان بك بين عصور فنون الموسيقى العربية منذ نشأتها وحتى عصرنا الحديث.

    فانتشر المجس انتشارًا واسعًا وأصبح يغنى في كافة المناسبات الاجتماعية خاصة في مكة المكرمة. وأرشف في إذاعة جدة بتاريخ 28/02/1378هـ. ليصبح الجسيس سعيد أبو خشبة أول فنان سعودي يغني من كلمات الزمخشري وفق ما أورده الأديب -رحمهما الله-.

    وبمرور السنين كاد المجس أن يندثر لولا أن فنان العرب محمد عبده الذي أحياه بإعادة توزيعه وغنائه في فيديو كليب لقناة MBC أذيع لأول مرة في رمضان عام 1431هـ، ومن حينها استعادة مكانته ليصبح الابتهال الديني الأشهر في منطقة الخليج حيث دأبت القنوات الخليجية بثه في الفترة الدينة قبل صلاة الجمعة خلال العام، ويكثف إذاعته عبر إذاعة MBC وبانوراما FM خلال شهر رمضان المبارك.

    ولم يقل فنان العرب براعة وإبداعا في أداء هذا المجس عن الفنان سعيد أبو خشبة فلقد أظهر من خلاله ذكاؤه الفني وقدراته الصوتية العالية التي يستخرجها من جمجمته بطريقة لا يدركها الا خبراء الصوت، وتمكن ببراعة وقدرة فائقة التنقل بين المقامات كما فعل سعيد أبو خشبة، وإن كان الفنان محمد عبده استبعد أداء العزف المنفرد للقانون والعود مع المجس وبدلًا من ذلك أنشد مطلع الأبيات مع مجموعة صوتية (كورال) مما أعطها صبغة فنية مختلفة عن لون الفنان سعيد أبو خشبة.

    وفيما يلي فيديو المجس بأداء الجسيس سعيد أبو خشة -رحمه الله-

    والقصيدة كاملة كما نشرت في الديوان:

    ربَّاه كفَّارتي عن كل معصيةِ *** أني أتيت، وملء النفس إيمانُ

    أتيت أطرق باباً كلُّ مُجْتَرِمٍ *** أتاه يرجع عنه، وهو جذلان

    قد استضاف كريماً لا يَمُنُّ بما *** يُعطي، وفي منِّه للعبد رضوان

    فاغفرْ وسامحْ وتُبْ واصفح ففي كبدي*** الإثم يصرخ والاحساس يقظان

    ربَّاه هذي يدي تمد ضارعة*** ومن نَدَاك لها صفحُ وغفران

    وفي الحنايا براكينٌ معربدةٌ *** ومن لظاها على الخدين طوفان

    جرتْ به عينُ من ناداك معترِفاً *** بالذنب، وهو لما قد فات ندمان

    أيامه البيضُ فرَّت من أناملهِ *** لَّما عصْاك فعاثتْ فيه أحزان

    ربَّاه جاءك لا يرجوك نائلة *** إلا رضاكَ ففي العينين هتان

    جاشت به حسرةٌ في النفس جامحةٌ *** وأناب فيه فؤادٌ وهو حرَّان

    فإن أخذتَ مُسيئاً بالذي اقترفت *** منه اليمينُ، فقد أغواه شيطان

    فنال عَدْلاً ولم تخسر بضاعتهُ *** فالعدل شرعُك، والغفرانُ إحسان

    وإن رحمتَ ففضلٌ واسعٌ كرماً *** وأنت بالفضلِ حَنَّان ومنَّان

    Share
  • مكفوفون سعوديون في دائرة الضوء

    مكفوفون سعوديون في دائرة الضوء
    Share

    تلقيت اهداء من الأستاذة جهينة العبد الواحد معلمة الرياضيات بمدارس برامج دمج العقوق البصري بالدمام. لمؤلفها الأول «مكفوفون سعوديون في دائرة الضوء» وجاء في طبعة حديثة من المقاس المتوسط في 112صفحة.

    سلطت من خلاله الضوء على ثلاثين شخصية سعودية من المكفوفين اللذين نجحوا في مجلات مختلفة وكان لهم الأثر في بلادنا من أبرزهم: «فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أول مفتي عام للمملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز المفتي العام السابق للمملكة، الأستاذ عبد الله الغانم أحد مؤسسي الاتحاد العالمي للمكفوفين ورئيس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين سابقاً، الأستاذ عبد الرحمن الخلف مدير إدارة تعليم المكفوفين بوزارة التربية والتعليم سابقاً «رحمهم الله جميعاً»، بالإضافة إلى الدكتور ناصر الموسى عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الأهلية (كفيف) بالرياض، الأستاذ أنور النصار مشرف عموم عوق بصري بالإدارة العامة للتربة الخاصة سابقاً مدير عام جمعية المكفوفين الأهلية (كفيف) بالرياض، الأستاذ عبد الرؤوف العبد الواحد مدير معهد النور بالقطيف سابقاً، الأستاذ عبد الرزاق التركي العضو المنتدب ومدير التسويق لشركة نما لخدمات الشحن المحدودة، رجل الأعمال والمخترع الأستاذ مهند أبو دية، الإذاعية المتألقة بإذاعة جدة الأستاذة لولوة العبد الله، الإعلامية الصحفية بجريدة الوطن الأستاذة منال الجعيد».

    وقدم للكتاب الدكتور ناصر الموسى قائلاً “الحق أن المؤلفة قد بذلت جهداً فائقاً في جمع المادة العلمية لهذا الكتاب، واستطاعت أن تقدمها بشكل منطقي متسلسل، وبأسلوب سهل شيق. والمؤلفة تُعد من الكفاءات الوطنية المتميزة التي نذرت نفسها ووقتها وجهدها في سبيل خدمة الفئات الخاصة، وعلى هذا الأساس، فإنني على يقين تام أن هذا الكتاب سيكون إضافة علمية جيدة للمكتبة العربية التي تعاني من نقص شديد في الكتب المتخصصة في مجال الإعاقة البصرية”.

    وذكرت الأستاذة جهينة عن خلفية فكرة الكتاب “عندما كنا نجهز لبرنامج يوم الإعاقة العالمي فكرت في عمل مذكرة تكون مرجع في المدرسة لشخصيات مؤثرة، وتطور الموضوع وتوسع لعمل كتاب يتم توزيعه للبرامج ومعاهد النور والجمعيات الخيرية، وبصراحة الكتاب أعطاني سعادة وفرحة لأني عندما تواصلت مع الشخصيات وجدت الأعداد كبيرة ولها قصص جميلة وأشعر أن الكتاب أعطاني الكثير من السعادة والفائدة”.

    ولابد من الإشادة بهذه المبادرة التي قامت بها الأستاذة جهينة فقد كانت نابعة من مشاعر الوفاء والإخلاص لأبيها الاستاذ عبد الرؤوف العبد الواحد الكفيف صاحب التجربة التي ألهمتها، وحبها لعملها في مدارس برامج دمج العوق البصري، فمنذ تواصلها معي للمرة الأولى منذ أشهر وابلغتني برغبتها بتأليف هذا الكتاب أثنيت على فكرتها وقدمت لها المشورة وتبادلنا الآراء إلى أن صدر الكتاب الذي ترجو منه أن يكون حافز ومؤثر دافع لتعلم الجيل الجديد واهتمامه بالعلم للتقدم والنجاح ولتعريف الناس بهذه الشخصيات المبدعة التي علينا التعلم منها والسير على خطاها.

    واهيب بالكتّاب وهواة التأليف بخوض تجربة الكتابة عن عوالم المكفوفين لإثراء المكتبة العربية سيراً على خطى السابقين الذين قدموا أسس أدب العمى والعميان كأمثال ابن قتيبة في كراسته «اشراف المكافيف» الذي ألهم «صلاح الدين بن آيبك الصفدي» الذي طور تلك الكراسة إلى كتاب يعد من نوادر كتب الأدب والتراجم أسماه «نكت الهيمان في نكت العميان» قدم من خلاله كل ما يتعلق بعلم العمى في القرآن والسنة النبوية واللغة والفلسفة، وشروح في مسائل العمى والأنبياء وفقه العميان، وقصص ونوادر وتراجم لمشاهير العميان منذ الجاهلية حتى عصره في القرن الثامن الهجري، وطبع الكتاب في العام 1911م ليوزع في “المؤتمر الدولي الرابع بفرنسا لتحسين حالة العميان”، للتعريف بدور الإسلام والمسلمين الأوائل في التعامل مع العمى ورعاية المكفوفين.

    نشر هذا المقال في صحيفة غرب الإخبارية في 2019/07/25

    Share
  • التقرير الأسبوعي 112 لأعلى 10 مشاهدة

    التقرير الأسبوعي 112 لأعلى 10 مشاهدة
    Share

    أصدقائي القراء يسرني مشاركتكم التقرير الأسبوعي 112 لأعلى عشرة مواضيع مشاهدة على موقعي الإلكتروني والذي سأخصصه لتقديم ملخص إحصائي عن حركة الموقع لشهر فبراير لعام 2024م بمناسبة انتهائه وأعلى 10 مواضيع مشاهدة فيه.

    حيث تم نشر (8) مواد خلال الشهر، وبلغ إجمالي زوار الموقع (1,745) زائر منهم (‎53.32%) من بولندا، و(35.19%) المملكة العربية السعودية، (2.35%) فرنسا، (1.95‎%‎) مصر، (‎1.43‎%‎‎) الولايات المتحدة الأمريكية، (0.92‎%) الأردن، و(7.85%) من دول أخرى.

    وتصفح الموقع (57.8‎%) من الزوار عبر الحاسب الآلي، و(41.6‎%‎) عبر الجوال، و(1.6‎‎‎%) عبر الأجهزة اللوحية (تابلت).

    وقد حقق مقال «أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى» أعلى مشاهدة على مدى أسبوعين على التوالي، وممن علقوا عليه المستشارة الدكتورة د. مريم سعود أبوبشيت عبر حسابها في منصة X بقولها “رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، الشاعر الغرد، مبدعا وشاعرًا يتدفق شعره بجماليات النغم والشجن والإحساس، كما اللغة نجوما مرصعة في سماء البناء والمضمون. مقال رائع يرسم اللحظة التاريخية مشبعة بالحب والفخر.. سلم قلمك أ. توفيق”.

    والقارئة شوقية الأنصاري عبر حسابها على منصة X بقولها “بورك هذا النقل وجميل المقال لهذه القصيدة أعمق الأثر في ذات طفلة، نقلتني نقلة ولاء في حب قادة الوطن الممجد وحظي قائدنا الفهد بحب مخلد ففي أولى سنوات التحاقي بالمدرسة وهذه الكلمات تتعاظم بالذاكرة، مشكلة رحلة نمو الحس والهوية الوطنية رحمهم الله جميعًا”.

    والقارئ محمد بن عمر فلاته بقوله “لقد كنت على الدوام يا أستاذ توفيق باراً بهذا الرمز الكبير من رموز الأدب في المملكة فأشكرك جزيل الشكر على هذه المقالة المتميزة في حق ذكرى تكريم الأديب الراحل بابا طاهر رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، إنه فعلا قد وفق في ذلك الحفل في الاستهلال والقصيدة !!”.

    واحتل مقال «أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا». المركز الثاني، تلاه مقال الدكتور صالح الشحري في مجلة اليمامة ضمن زاوية حديث الكتب «رحلتي عبر السنين» في المركز الثالث.

    وفيما يلي ترتيب الأعلى 10 مواضيع مشاهدة:

    1- أربعون عام على فرحة طاهر زمخشري الكبرى

    عدد المشاهدات: 190 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/dv2n

    2- أبكي وأضحك الابيات الأكثر انتشاراً لطاهر زمخشري في عصرنا

    عدد المشاهدات: 84 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/7o9b

    3- مجلة اليمامة حديث الكتب: رحلتي عبر السنين

    عدد المشاهدات: 69 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/e6ak

    4- كيف احتفت عروس البحر الأحمر بشاعرها الزمخشري

    عدد المشاهدات: 62 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/17rn

    5- الاحتواء المثالي

    عدد المشاهدات: 52 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/da5r

    6- رويحة عبد الرب الفائزة بمسابقة بابا طاهر.. «نانْخاطاي» رواية عالجت قضية الهوية..

    عدد المشاهدات: 48 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/7qwt

    7- حكاية أنا طاهر زمخشري المعروف …؟!

    عدد المشاهدات: 44 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/hkfl

    8- يا أعذب الحب.. إكليلُ وفاء من محمد عبده والكدرس لمسيرتهم مع الزمخشري

    عدد المشاهدات: 40 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/sd3i

    9- التقرير الأسبوعي 108 لأعلى 10 مشاهدة

    عدد المشاهدات: 35 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/v79w

    10- خفايا وأسرار “أهيم بروحي” للزمخشري

    عدد المشاهدات: 35 مشاهدة

    https://mohammedbellow.com/fwdb

    ويسرني تلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات أو على حساباتي الالكترونية.
    https://twitter.com/MTBellow
    https://www.facebook.com/MTBellow

    Share
عدد المشاهدات 1٬040
Share