Share

اطلعت على ما نشرته جمعية إبصار الخيرية في حسابها على تويتر في 28/07/2021م بشأن تشغيل عيادة ضعف البصر التي تتزامن مع خطة المجلس لعودة العمل الطبي تدريجيا بالجمعية عقب توقفه بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وصرح في ذات التغريدة رئيس مجلس الإدارة المستشار أحمد الحمدان الذي شهد الحدث بأن العيادة القلب النابض للجمعية للبدء بها قبل تشغيل الأنشطة الأخرى مثمنًا جهود العاملين فيها

وقد تفاعلت مع ذلك بتهنئة الجمعية على هذه الخطوة وإبداء رغبتي في التوعية والتعريف بها بين المهتمين من متابعي حساباتي وسألت عن أوقات عمل العيادة؟ واسم الدكتور أو الأخصائي الذي يديرها؟ والخدمات التي تقدمها؟ ومن هم المستهدفين منها؟ وأهم أنظمة وإجراءات الحصول على الخدمة؟ ولا زلت انتظر الرد.

وكانت إبصار قد انتخبت وشكلت مجلس إدارتها الجديد برئاسة المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان، والدكتور أسامة بن عبد القادر نصير نائباً له، وعضوية كل من المهندس عبد الرحمن بن عبد الله الخريجي، واستشاري طب العيون الدكتور حسين بن علي السقاف، الدكتور محمد بن سليمان الفواز، الأستاذ عبد الله بن عوض بن لادن. والإعلامية الأستاذة لولوه العبد الله.

وبدورهم قاموا بحضور ورشتي عمل عقدها مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة يومي 26 يوليو و2 أغسطس 2021م بعنوان «التوجهات الإستراتيجية لجمعية إبصار الخيرية بجدة» أدارها أمين عام مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة د. عبد القادر تنكل، بحضور عدد من المختصين والخبراء، وعدد من ذوي الاعاقة البصرية، وتحدث نائب رئيس مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبد الله الغامدي في بداية الورشة، مشيرًا إلى أن انعقادها يمثل أحد المحاور الاستراتيجية الرئيسة للمجلس، وهو محور التمكين، والذي يهدف إلى مساعدة الجمعيات وتقديم الاستشارات لتحديد توجهاتها المستقبلية.

فيما أشار مدير إدارة تنمية المجتمع بفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ أحمد الصفحي إلى أهمية الدور الذي تقوم به جمعية إبصار في خدمة فئة المعاقين بصريًا، وتقديم الدعم والمساعدة لبرامجهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، فيما شكر مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة على مبادرته في تنظيم وإدارة الورشة.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية إبصار المستشار أحمد الحمدان، أن الهدف من هذه الورشة وضع خطة استراتيجية جديدة قابلة للتنفيذ، وتصب في مصلحة الفئة المستهدفة، مشددًا على الدور الذي يقوم به مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة في تمكين الجمعيات والنهوض بها وفق رؤية استراتيجية علمية.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة على حسابه في تويتر في 26 يوليو وأضاف إن المشاركين تفاعلوا في الورشة على مدى خمس ساعات بأفكارهم ونقاشاتهم لتحديد التوجهات الاستراتيجية الجديدة التي تخدم الفئات التي تستهدفها الجمعية وتحقق أهدافها وقد جرى خلال الورشة استعراض الوضع الراهن للجمعية، والمستقبل المنشود، وتحديد المعنيين واصحاب المصلحة كما تم صياغة القيم والرسالة والرؤية بالإضافة إلى تحليل “سوات” لتحديد نقاط القوة والضعف، والفرص والتحديات التي تواجهها الجمعية.

وكانت جمعية إبصار الخيرية قد تأسست في 10 رمضان 1424هـ الموافق 4 نوفمبر 2003م بمحافظة جدة كأول جمعية سعودية وعربية متخصصة في مجال خدمات الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل وأهدافها:

  1. تأهيل المعوقين بصرياً والمختصين والعاملين في المجال.
  2. تقديم اختبارات تقويم البصر لضعاف البصر.
  3. توفير التكنولوجيا لضعاف البصر مع الدعم والمساندة التدريبية.
  4. توعية المجتمع عن أسباب الإعاقة البصرية وطرق الوقاية منها.
  5. تجميع وتصنيع الأدوات البصرية.
  6. إنشاء مراكز البحث العلمي والمعاهد المتخصصة في خدمة العوق البصري.
  7. دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالإعاقة البصرية.
  8. تطوير الأبحاث والخدمات المتعلقة بالعوق البصري.

ولتحقيق تلك الأهداف اتبعت الجمعية استراتيجيات قامت على تنفيذ برامج لتدريب المختصين على العناية الإكلينيكية بضعف البصر، وتجهيز مركز نموذجي لتقديم خدمات العناية بضعف البصر وإعادة التأهيل، وإطلاق أنشطة وحملات توعوية للعامة والمختصين من أجل التوعية بالإعاقة البصرية وطرق الوقاية منها مع تنفيذ برنامج للحد من حالات الإعاقة البصرية الممكن تفاديها عبر العلاج الخيري لأمراض العيون المسببة للعمى، مع تسهيل الوصول للأجهزة التعويضية والتقنيات المساندة والمعينات البصرية لضعفاء البصر.

وفي السنوات الأخيرة واجهت صعوبات وتحديات في استمرارية تقديم خدماتها أثرت على خدمات التعليم المستمر للعناية الإكلينيكية بضعف البصر في إقليم شرق الأبيض المتوسط، وخدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل لذوي الإعاقة البصرية في المنطقة.

وبالعودة إلى استئناف تشغيل عيادة إبصار لابد من الإشادة بهذه الخطوة بإعطاء الأولوية لخدمات العناية بضعف البصر وإعادة التأهيل فهي تمس حاجة أكثر من 800 ألف شخص من ضعفاء البصر السعوديين الذين يعانون من صعوبات في الرؤية بدرجات متفاوتة وفق نتائج مسح ذوي الإعاقة الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء في عام 2017م.

فخدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل من أكبر التحديات التي يواجها العالم، وقد ذلك أكد الدكتور ألاركوس تشيزا مدير أنشطة منظمة الصحة العالمية في مجال الوقاية من العمى وضعف البصر في تقرير المنظمة عن البصر (08 أكتوبر 2019م) بقوله “إن ملايين الناس يعانون من ضعف شديد في الرؤية وعاجزون عن الانخراط والاندماج في المجتمع على أكمل وجه لأن ليس لديهم أي وسيلة للحصول على خدمات إعادة التأهيل، ويجب على العالم القائم على مدى قدرة الفرد على الرؤية، أن يُقدم خدمات العناية بالعين بما فيها خدمات إعادة التأهيل في أماكن قريبة، من أجل استفادة المجتمع المحلي منها بأقصى حد ممكن”.

كما أكد التقرير على أهمية توفير خدمة إعادة التأهيل حيث إن المصابين بالعمى وضعف البصر ممّن يتعذّر علاجهم بإمكانهم ممارسة حياتهم باستقلالية متى ما توفرت لهم خدمات إعادة التأهيل، ولديهم خيارات باستخدام المكبرات البصرية، طريقة برايل المساعدة على القراءة، الهواتف الذكية التي تعينهم على إيجاد طريقهم وتوجيههم، عصا الاستشعار في الحركة والتنقل.

ولعل إبصار في مستقبلها القريب تكون من ضمن الجمعيات التي تسهم في تنفيذ قرار مجلس الشورى (14 أكتوبر 2019م – 15 صفر 1441هـ)، الذي أكد فيه المجلس على قراره السابق الوارد في البند (أولاً) ذي الرقم (46/22) وتاريخ 26/06/1434هـ، القاضي بـ “التنسيق مع وزارة الصحة لإنشاء مراكز طبية متخصصة في تأهيل ضعاف البصر، والقابلين للتأهيل من المكفوفين في مختلف مناطق المملكة، والاستفادة من مراكز التدريب والتأهيل التابعة لجمعيات المكفوفين”.

واختم دردشتي بما قاله شاعر البصريات الاختصاصي خلف العسكري:

عشرٌ مضت «إبصار» ما قـد أبصرت *** إلا النجاح وخيل خير تصهل

«إبصار» في لغة الشجي صبابـة *** تـربـو سنابلهـا وبـرك منجـل

شكرا «لإبصار» فما وفيتها *** شعرا ولا بالشعر يوفى الأمثل

«إبصار» إن ذكر الأوائل في الندى *** فطلال بن عـبدالـعزيز الأول

الرابط المختصر لهذا المقال:

عدد المشاهدات 29
Share